بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الكريم وعلى آله وأصحابه أجمعين ... وبعد
وقعة رهوة البيضاء
بين بني سُليم وبني كنانة / عام 1329 هـ
ذات يوم مرّ رجل يقال له سالم بن جهنم من اهل عنازة من بالخزمر وكان مطلوب لبني كنانة في دم، مرّ من وادي ريم وشرب من بئر الصيهده فصدفه عبدالله بن معيض بن سعدان الريمي المعاوي المفضلي - وكان من أعيان بالمفضل من ال سعدان - فعزمه على الغدا وغداه في (حصن حمران)...
بعدها ذهب سالم من عند بن سعدان مع مجموعة من أبناء بني معاوية من ايل سعدان وكانوا قاصدين الذهاب إلى (الشعراء).. فلما مشوا في الطريق كان ولد سالم بن جهنم معه فقال: يا أبي أشم رائحة فتيله، فقال أبوه : أمشي ياولدي بأمان، بطني وبطنك ملان من عيش بن سعدان ..
وكان بني كنانة قد رصدوا لهم في الطريق وقتلوهم في وجار (الكوره) .. وكانوا سبعة من ايل سعدان عدا الضيف سالم وابنه ... وكانت المذاهب تحمي الضيف مدة ثلاث أيام حتى يصل إلى أهله بأمان ...
فلما علم عبدالله بن معيض بن سعدان بما جرى لضيفه لبس المشلح وذهب إلى وسط (سوق الخميس) واستدعى بني سُليم، فقال شاعر بالمفضل الزيادي هذا القاف:
حين تاع دباج يوم الله عذبه
يمسك لضيفا في ديار(ن) مقصبه
وطلق عبدالله من بيته ومعصبه
ما يلبسه لي يزور الطف ويرميها
فاجتمع بنو سُليم ووقعت بينهم وبين بني كنانة موقعة في (رهوة البيضاء) يقال أنه قتل فيها خمسون من بني سليم وخمسون من بني كنانة . .وكان قائد بني كنانه من أهل الطف من بيت آل دباج، وقتل من ولد الحارث شخص من السوده من أهل عفراء ...
وهذه بعض القصائد التي قيلت في الوقعة:
قال المدسوس من قبائل أولاد سعدي في هذه الوقعه وهي عرضه :
واللــه لاهـب جارنـا والسديـد
لو يضلي في خبوت آل سهله
ما تـقـول إلابخـير واشـتـرك
وقال هياس الرويبي :
يا سلامي يأهل جرد السلاال
راح مــن بعــده عـطـيباً وسالم
يــوم ضلا بيـن الانـكـال نـوش
أعــرضـونا عشـر مئة ريال
ثـم أبيـنا إلا رضا أولاد سالم
ورضاهـم مثـل هـذا النعـوش
وقال سعيد المقرى في عزاوي لهذا الوقعه:
وانزل على بالمفضل بامداحاً لها تصويب
من الغيضه إلى ريم المعاوي لهم تعصيب
وفوا ابن حجي وقالوا في النقى مصيب
وفي رهوت البيضاء هبو موقفاً تعيب
وبارودهم ضلا كما قطعت الضريب
يوم كتفت قبلهم ذيك النصور الشيب
يوم الدم الحاني تحنابه الغهيب
والقلت مثل البرد قدام نيشانه
وقال الزيادي:
ويوم الاثنين جا المرسول عند الجبعه في الزراب
وقـدرو ذاك الثميدي على الصواب
وقالو هيا اقرب البيضا وراعيها
واما نهار الثلاثاء بصر الحساب
وقال هات النقاء لوكان سد الباب
ناض بارودنا واحلق على العقاب
ذللا يزوع البيخه وما حوالها
وقال علي الوقيفي في قاف له في طهار عبدالله بن سعد بن علي بن سعدان:
انحن سليم الهوج والعزوه مقصـــوره
ما نسفط الضيف ننقا فيه مـــــن دوره
حن تاع سالم وقالوا طاح في الكوره
وبات عبدالله مشغول ٌ بضـــــــيفاته
ملاحظة:
ابن حجي: كان داهية من دهاة بني معاوية من الولدين...
وهذا الموضوع ليس الإ لتوضيح مكانة الضيف قديماً وتوثيق جانب من تاريخ زهران .. والله أعلم وأحكم
الموضوع منقول بتصرف شديد وبإعادة صياغة كاملة.