عرض مشاركة واحدة
قديم 07-03-2008, 02:48 PM   #4
الهوتي
 







 
الهوتي is on a distinguished road
افتراضي رد : اصل البلوش بين التعريب والتفريس

وبعد أن نفينا الأصل العربي والفارسي أو أي قومية أخرى ننسب البلوش إليها فيطرح السؤال نفسه


إذاً ما هو أصل البلوش ؟


ومن أين هاجروا ؟


أو لم يهاجروا ؟!


أن نحن أردنا اقتفاء أصول شعب ما تضاربت حول أصوله الآراء نأخذ الأدلة والمعطيات التي بين أيدينا فأن سألنا عن الأصول فسنلقى عدة أراء متباينة ولكن أن أردنا تتبع الأدلة الملموسة التي يجمع عليها الجميع فسنجد على الرابط القومي الذي يجمع بين البلوش فأفضل ما سنجده هو اللغة القومية التي ستدل على أصول أصحابها وعلى الأرض ونرى أي الأقوام هي من سبقت إلى الهجرة إليها ..

يذكر العلامة ياقوت الحموي في كتابه ( معجم البلدان ) : أن أول من أستوطن مكران هو مكران بن فارك بن سام بن نوح عليه السلام بعدما قد هاجر من بابل إلى هذه الأرض ، عندما تبلبلت ألسنة الناس واختلفت لغاتهم أيام نوح عليه السلام إلى ثمانين لغة ، وقد بدأت اللغة البلوشية بالظهور مع هجرة مكران بن فارك بن سام بن نوح عليه السلام من بابل إلى مكران والتي قد سميت باسمه نسبة إليه لكونه أول من أستوطن هذه الأرض واتخذها وطنا له ولي أبنائه ، وكان مكران يتكلم لغته الخاصة التي جاءت معه من بابل ولا زالت هذه اللغة إلى يومنا هذه على ألسن أحفاده البلوش سكان مكران وهي اللغة المتداولة الشائعة في بلوشستان هي لغة البلوش البلوشية ولو أن مكران قد جاء بلسان آخر غير لسان البلوش لبقيت كلماته ملفوظة إلى زماننا هذه فهكذا كان ابتداء اللغة البلوشية منذ زمن نوح عليه السلام إلى هجرة مكران بن فارك ابن سام بن نوح عليه السلام إلى هذه الأرض (بلوشستان) وهي مستمرة إلى اليوم محفوظة في قلوب وألسن أحفاده البلوش .

إن مكران بن فارك ابن سام بن نوح علي السلام هذه هو أول من أستوطن هذه الأرض قبل قدوم أي من الأقوام الأخرى ولم يذكر فالتاريخ أيظاً أن مكران قد سكنت بأقوام آخرين غير البلوش وخير شاهد على ذلك الحضارة البلوشية والتي تسبق حضارات بلاد مصر والرافدين فتتوافق هجرة مكران إلى هذه الأرض مع قدم الحضارة البلوشية وسمات الشعب البلوشي التي يجمع أكثر المؤرخين على أنها سامية سواء فالبنية الجسمية أو اللغة أو العادات والتقاليد فربما هذه ما يفسر الشبه بين البلوش والعرب لكونهم من الجنس السامي غير أنه هذه لا يعني أن البلوش من العرق العربي على الرغم من الرابطة السامية بينهم فصحيح أنه البلوش شعب سامي مثلهم مثل العرب لكن الصحيح أيظآ ليس كل شعب من أصل سامي عرب !

فأذا كان بني إسرائيل الي هم أبناء عم العرب والي يرجعون إلى يعقوب بن اسحاق بن ابراهيم عليه السلام وكذلك العرب نصفهم الاخر من عدنان ابن اسماعيل ابن إبراهيم عليه السلام ، فهذه لا يعني انه بني اسرائيل عرب بأي حال من الأحوال ولا أن لغتهم عربيه فلغتهم العبرية وغير بني اسرائيل يوجد العديد من الشعوب الساميه من غير العرب مثل الكلدان والاشوريين والصابئه والاراميين والسريان وغيرهم ،
فكل هذه الشعوب قوميات منفصلة لها لغاتها وحضارتها وان كانت من أصل واحد وهو العرق السامي الذي ينتسب البلوش إليه .


ولم تنقطع الهجرات البابلية إلى مكران حتى بعد هجرة مكران الجد الأكبر ومؤسس السلالة البلوشية في مكران ، ونجد في الحضارة البلوشية تشابه واضح مع حضارات بلاد الرافدين كالسومرية والآشورية حيث لم تنقط الصلات بين بلوشستان وبلاد الرافدين في عصر من العصور ..
وكانت الأحوال السياسية والاجتماعية والاقتصادية والدينية متواصلة مع بلاد الرافدين موطن جميع الشعوب السامية ، ومما يؤكد على سامية البلوش هو أعتقناهم للديانات البابلية على الرغم من انتشار الديانات الفارسية والهندية وقربهما ..




أصل تسمية البلوش بهذه الاسم :




سأعتمد في هذه الباب على كتاب
( تاريخ أصل البلوش وبلوشستان ) 1958م
(history of baluch race and baluchistan ) تأليف الأستاذ محمد سردار خان بلوش
والمؤلف من رجال البلوش المفكرين الباحثين في أصل البلوش
(( السامي )) ، ولقد استقصى فيه مؤلفه أكثر ما نشره الكتاب المحققون في تاريخ البلوش من المطالب المتوافقة والمتعارضة مع رأيه ، ولقد جال هذه الدارس المنقب في عشرات المراجع من القواميس والموسوعات ودوائر المعارف ، والكتب الخاصة بعلوم اللغات والسلالات البرية ، وقلب نظره بين علماء الآثار في الكشوف الأثرية القديمة والحديثة وبين المؤلفين من كافة الاتجاهات ، وأطلع على ما كتبه الإنكليز وغيرهم من الباحثين وأهل الإستشراق الذين اهتموا بتاريخ ( بلوشستان ) فأمضى الأعوام الطويلة يدرس ويتأمل ويقارن بين أوراق التاريخ المكتوب في عدة لغات حتى استطاع أن يخرج هذه الكتاب النادر بين الكتب التي ألفها البلوش فيكسر به كل الأقلام المعارضة للقول باستقلالية البلوش وساميتهم .



لقد تتبع المؤلف في الأربع والسبعين صفحة الأولى من كتابه أولاًً كلمة
(baluch ) فدار ورائها وهي تتطور وتتغير في استعمالاتها المختلفة وتتقلب في بطون الأزمنة وبين ألسنة مختلف الأقوام حتى أعادها إلى أصلها السامي ( البابلي ) من ( بيلوس – وبعل – وبَل – و baluch ) .


وأقتفى أثرها في كل مصدر من المصادر ووقف طويلاً أمام اللغة البلوشية فأثبت أن اللغة البلوشية في ألفاظها ومفرداتها الأصلية هي لغة ( سامية ) وهكذا فأنه قد بحث أصل القبائل البلوشية في ( بابل ) وفي تاريخ الجنس السامي قاطبة في العراق خلال حضارة ( بابل و كلدة ) حتى أنجز إخراج هذه الكتاب كمدرك مهم من مدارك البحث العلمي المقارن في تثبيت الدليل على سامية البلوش وقوميتهم .

لقد درس الكاتب محمد سردار خان بلوج كلمة ( baluch ) دراسة دقيقة واثبت انها مأخوذة من بيلوس ( belos ) أو بيلوش ( baluch ) وكل هذه الألفاظ والكلمات ( المتصرفة على هذه الكيفية ) ترجع إلى أصل كلمة ( بَل ) الذي هو رب الأرباب وقد كان رب الأرباب بيلوس إله نينوى العظيم في أحد الأزمنة البابلية والكلدانية في بلاد ما بين النهرين .


ثم يستطرد مفصلاً مجملات من تاريخ المعابد في ( بابل وكلدة ) ويتحدث عن تلازم بين كلمة بلوش وبَل أو بيلوس الذين لهم المعبد المعرف في الدولة الكلدانية .
وينقل محمد سردار خان في صـ8 رسماً لمعبد بيلوس ويتكلم عن تأسيس هذه المعبد والمبالغ التي أنفقت في بنائه ، وعن المومياء المكتشفة حاوليه، ويستنج بعد ذلك من تطورات كلمة بلوش من أصولها القديمة معتمداً على الدكتور فريتز هومَل في كتبه ( التراث العبراني القديم ) باللغة الانكليزية ، أن أكثر القبائل والشعوب السامية الجنس مستعارة اسماوها من صيغ أسماء الأرباب الكبيرة أيضا . وقد أورد محمد سردار خان بلوج بعض الأمثلة على ذلك ، ومن ينظر في تاريخ الرافدين ( بابل وكلدة ) يتضح له أن أسماء الآلهة قد كانت تكتب على المعابد والقبور وعلى مسلة حمورابي .




ويقول في ص_ 18 :

إن أولاد –كش – kush - هم المعروفون من سلالات نوح عليه السلام . و قد كان مقرهم سورية -بابل. و لقد اشتهروا باسم –belus.وكانت الحبشة-إثيوبيا تابعة لهذه الأمة المدعوة في ذلك الزمان باسم kushites . و قد كان – لكش و لدان. إحداهما – كاسس –kushites و الثاني اسمه –بيلوس – belus .-أما سلالة بيلوس فهم – بلاده – beladae و قد كان البلوش الأوائل معاصرين لهذه القبيلة. و قد انقسمت سلالة – كش – فكان النمرود هو أعظم ملك كلداني _بيلوس – و قد كان بلوث . أو – بلوش – هو الابن الوارث – لكلدة –بيلوس – ومن سلالة كوشيت . و إننا لنجد سلسلة طويلة من الملوك الكلدانيين المنحدرين من سلالة ) بيلوس ( وفي الوقت نفسه. فإن البلوش الأوائل يصعدون بنسبهم إلى قبيلة الملوك – الكلدان المتفرعين من – كوشيت – و قد كان أول ملك قوي مقتدر كلداني هو النمرود – وقد خلفه على الملك – بيلوس – فكان ملك بابل - عام (1240) قبل الميلاد .

وفي عهد بيلوس هاجر البابليين إلى فارس فكان الفرس ينسبون البابليين إلى ملكهم بيلوس و كانوا لا يستطيعون أن ينطقون حرف السين بل كانوا ينطقونه che فأصبحوا يلفظون) بيلوس( ( beluch )
وعبر الأزمنة وبعد تعرضها لعدة تغيرات أصبحوا ينطقونها baluch التي أصلها الأول هو بيلوس .


ولي معرفة أكثر باللغة البلوشية وأصولها ومراحل تطورها لدى البلوش نعرض هذه الموجز لأهم مراحل تاريخ اللغة البلوشية :




تاريخ ومنشأ اللغة البلوشية :




كيفية ابتداء جميع لغات العالم ؟



قال الله تعالى في القرآن الكريم في ألوان الناس ولغاتهم :
(( ومن آياته خلق السموات والأرض وإختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين )) .


قال القرطبي رحمة الله في تفسير هذه الآية : إن اختلاف اللغات من العربية والتركية والرومية ، من علامات ربوبية الله تعالى ووحدانيته ، وقال محمد بن جرير الطبري في تفسيره (جامع البيان عن تأويل القرآن) بأن المراد من الآية اختلاف منطق الألسنة ولغاتها ، وفسر العلامة الآلوسي البغدادي الآية في تفسيره (روح المعاني) قائلا أي لغاتكم ، بأن علم سبحانه وتعالى كل صنف لغته وألهمه جلا وعلا ، وأقدره عليها فصار البعض يتكلم العربية والبعض بالفارسية والبعض بالرومية إلى غير ذلك مما هو الله تعالى أعلم بكميته ، و هذه كانت بعض أقوال المفسرين في اختلاف اللغات واللهجات ، وأقول المفسرين على اختلاف منطق الناس ولغاتهم لم يكن من إيجاد الناس بل إنما هو كان بأمر الله تعالى وقدرته وإلهامه ، كما قال القرطبي في تفسيره ( الجامع لأحكام القرآن) بعد أن بين كثيرا من الروايات الواردة في هذا الباب ، قلنا الصحيح أن أول من تكلم باللغات كلها من البشر هو آدم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام والقرآن يشهد له حيث قال الله تعالى : (( وعلم آدم الأسماء كلها )) واللغات كلها أسماء فهي داخلة تحته وبهذا جاءت السنة وقال صلى الله عليه وسلم :
(( وعلم آدم الأسماء كلها حتى القصعة والقصية )) .


فنقول بعد هذه الدلائل إن ابتداء اللغات كانت منذ أن خلق الله تعالى آدم عليه السلام فهو أول من تكلم بجميع اللغات بإلهام من الله تعالى ووحي منه عز وجل وليس من إيجاد وكسب من آدم عليه السلام .

هذا هو أول موقف من علماء الإسلام في ابتداء اللغات كما قال هؤلاء المفسرون في تفاسيرهم وكتبهم وأما موقف الثاني في ابتداء اللغات فهو كما كتب عنه أبو عبدا لله محمد بن أحمد الأنصار القرطبي في تفسير الآية رقم 102 من سورة البقرة ، : واختلفوا في تسميته ببابل ، وقال أبو عمر بن عبد البر : (( من أحسن ما قيل في البلبلة وأختصره ما رواه داود بن أبي هند عن علي بن أحمد عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما :

( أن نوحا عليه السلام لما هبط إلى أسفل الجودي ابتنى قرية وسماها ثمانين فأصبح ذات يوم وقد تبلبلت ألسنتهم على ثمانين لغة إحداها اللسان العربي وكان لا يفهم بعضهم على بعض ) .

هذه هو الموقف الثاني أو الرواية الثانية من الراويات علماء الإسلام فيثبت من هذه أيضا أن اختلاف اللغات كانت ابتدائها في أيام نوح عليه السلام وذلك كان في دفعه واحدة بإلهام من الله تعالى ، ولم يكن هذا الاختلاف بالتدريج بإيجاد الناس ، وأما الموقف الثالث أو الرواية الثالثة في هذه الباب هو كما كتب المسعودي في كتابه (أخبار الزمان) بأن نمرود بنا صرحا وجعل مجلسه أعلاه وأمر الناس بأن يعبدوه وعبده كثير من الناس وعظم أمره واتصل بسام بن نوح أنه يريد قتله و سام بن نوح دعا الله عزوجل أن يهلك هذا الكافر فأمر الله تعالى الرياح الأربع فأقبلت على ذلك الصرح من جوانبه فجعلته دكآ واتبع ذلك ظلمة شديدة ورجفة عظيمة تزعزعت لها الجبال فنهض العالم على وجوههم لا يرى بعضهم بعضآ ولا يدرون أين يتوجهون وضعفت ألسنتهم عن الكلام وهلك اللعين عدو الله النمرود وهلك من كان يعبده ومشى الناس في الظلمة هاربين ثلاثة أيام ثم لاحت شعوب فيها نور يسير فتشعب كل شعب فرقة هربت نحوه طلبآ للنجاة وتبع كل فرقة قوم يحثونهم وهذا بلغة غير لغة الأخرى حتى خرجت كل فرقة إلى ناحية من الأرض وقد تبلبلت ألسنتهم وكثرت لغاتهم فإذا وصلت فرقة منهم إلى موضع ناداهم مناد هذا موضعكم الذي تكونون فيه فاعتمروا فيه واثمروا ، فخرج بنو سام لناحية اليمن إلى الشحر وحضرموت إلى خط الاستواء فمنهم العرب العاربة وخرج بنو حام إلى السند والهند وبلاد أسوان وخرج بنو يافث إلى الشمال فمنهم الروم والخزر والترك والصقالبة والإفرنج ويأجوج ومأجوج وخرج بنو يحطون إلى الصين الأقصى وأقاصي الشرق ، فنزل كل قوم في موضعهم وعمروه وتوالدوا فيه إلى اليوم .


فهكذا ثبت من الروايات بأن اختلاف ألسنة الناس ولغاتهم كان أيام نوح عليه السلام أو سام بن نوح عليه السلام في دفعة واحدة وكان أبو البشر سيدنا آدم عليه السلام وأبناؤه وأحفاده كلهم كانوا يتكلمون اللغة السريانية حتى أيام نوح عليه السلام أو أبنه سام ، كما قال أبو الفوز محمد أمين البغدادي في كتابه (سبائك الذهب في معرفة قبائل العرب) بأن آدم عليه السلام كان يتكلم بألف لسان كذا نقله النسفي في (بحر العلوم) وكان لغته في الجنة العربية فلما عصى وأخرج من الجنة سلبه الله العربية فتكلم باللغة السريانية ، فنقلنا أولا من كتب علماء الإسلام بأن ابتداء اللغات واختلافها كان في أيام نوح عليه السلام فمعنى هذه أن الناس كانوا يتكلمون منذ أيام آدم عليه السلام باللغة السريانية حتى تبلبلت ألسنتهم واختلفت لغاتهم في زمن نوح عليه السلام فأصبح الناس كل فرقة منهم تتكلم بلغة لا يفهمها الآخرون ، فهذه بعض الروايات من علماء الإسلام أن اللغات اختلفت في دفعه واحدة بقدرة الله تعالى وقال المؤرخون من غير أهل الإسلام بأن اللغات كلها كانت من أصل واحد ثم بالتدريج اختلفت اللغات من لغة واحدة إلى لغات كثير فالتطبيق بين الموقفين إن لغة الناس قد اختلفت من واحد إلى ثمانين لغة في دفعة واحدة ثم بعد ذلك اختلفت من الثمانين إلى أكثر بالتدريج والله اعلم .




و على أساس هذه قد بدأت جميع لغات العالم ومن ضمنها اللغة البلوشية ، وقد تكلم آدم عليه السلام كما قال القرطبي في تفسير : إن أول من تكلم باللغات كلها من البشر هو آدم عليه السلام ولكنه كان يتحدث مع أولاده بالسريانية فقط فهكذا كان لا يتكلم أحد باللغة البلوشية بعد آدم عليه السلام حتى تبلبلت ألسنة الناس واختلفت لغاتهم أيام نوح عليه السلام إلى ثمانين لغة ، وقد بدأت اللغة البلوشية بالظهور مع هجرة مكران بن فارك بن سام بن نوح عليه السلام من بابل إلى مكران والتي قد سميت بإسمه نسبة إليه لكونه أول من أستوطن هذه الأرض واتخذها وطنا له ولي أبنائه ، وكان مكران يتكلم لغته الخاصة التي جاءت معه من بابل ولا زالت هذه اللغة إلى يومنا هذه على ألسن أحفاده البلوش سكان مكران وهي اللغة المتداولة الشائعة في بلوشستان هي لغة البلوش البلوشية ولو أن مكران قد جاء بلسان آخر غير لسان البلوش لبقيت كلماته ملفوظة إلى زماننا هذه فهكذا كان ابتداء اللغة البلوشية منذ زمن نوح عليه السلام إلى هجرة مكران بن فارك ابن سام بن نوح عليه السلام إلى هذه الأرض (بلوشستان) وهي مستمرة إلى اليوم محفوظة في قلوب وألسن أحفاده البلوش .





اللغة البلوشية قبل الإسلام :




إن تاريخ الشعوب ذو علاقة وطيدة بتاريخ آدابها ، فهو دفة السفينة التي توجه الأدب واللغة ، كما هو الريح التي تُسير فُلك الأدب واللغة حيثما شاء .

وإذا كانت هذه الظاهرة عامة في تاريخ الشعوب جمعاء فإنها تبرز بشكل واضح وأكيد في تاريخ بلوشستان ، فتاريخها يظهر العوامل التي ساعدت على تحول اللغة والأدب ويبين تأثرها وتأثيرها في غيرها والاتجاهات والأحوال والظروف التي اعترتها منذ آلاف السنين .

مرت على مملكة بلوشستان حقب عديدة ما بين قوة وازدهار وما بين ضعف وانكسار جراء الغزو الخارجي والاحتلال عبر التايخ من قبل مختلف القوى التي كانت دائماً تتربص بهذه الأرض والبقعة الإستراجيتية والتي تعد حلقة الوصل ومفتاح الدخول بين شرق آسيا وغربها ، غير أن أكثر الغزوات والحروب ذكراً والتي لا ينفك ذكرها في تاريخ بلوشستان هي الغزوات الفارسية ، حيث أن أسم البلوش لا يأتي ذكره في التاريخ إلا مصحوباً بوصف لغزوات أو مجازر وحشية بحقهم ، وأول ذكر يؤرخ لهم من قبل غيرهم يعود إلى نقوش و جداريات تعود لعصر الملك داريوس الهخامنشي في كتابات تخت جمشيد المشهورة (بيرسيبوليس) و كتيبة (بيستون) في فارس والتي تحكي قصة الغزو الفارسي لي بلوشستان و عن شعوب التي غزاها الفرس واحتلوا أراضيها .

وتعود الغزوات الفارسية لي مملكة بلوشستان إلى الوراء قدم التاريخ حيث كانت مملكة بلوشستان محط أنظار كل سلطة تولت الحكم في فارس منذ القرن ( 700 ق.م - 220ق.م ) وأهم ملك فيها هو مؤسسها
( كورش الكبير ) ( 559 ق.م – 520 ق.م ) ، حيث امتدت غزواته لي تشمل بلوشستان شرقاً حتى نهر جيحون وغرباً حتى بلاد الرافدين (بابل) و مصر و فلسطين واليونان .

وخلفه ابنه ( كبٌوجيه ) والذي تسميه العرب ( قمبيز ) وقد وسع إمبراطورية أبيه فبلغت البحر الأسود شمالاً و بحر مكران جنوباً والهند شرقاً ومصر وسوريا غرباً و قد زالت هذه الحكومة سنة ( 330 ق.م ) وعلى اثر مقتل
( داريوس الثالث ) المذكور سالفاً على يد الأسكندر الكبير عام
( 330 ق.م ) فقد اصبحت هذه كلها تابعة للسيادة الأغريقية .


ويذكر أن بلوشستان كانت الوجهة التي قصدها ألكسندر المقدوني بعد فتح الهند لتتحول صحاريها الصخرية إلى مقابر تبتلع أكثر من نصف جيشه الضخم ، ونتيجة للإرهاق والضعف الشديدين جراء نقص المئونة وقسوة تضاريس المنطقة و وعورتها . فما كان منه إلا أن يعدل عن نيته في غزو وسيادة الأرض ويعلن أن تلك الحدود هي نهاية العالم !


ولم يلق جيش ألكسندر المقتدر المنتصر مقاومة ومحنة مثل ما لاقاه في بلوشستان لدرجة أن مؤرخ ألكسندر كتب ما يلي : (( لم أرى الاسكندر بهذه الحالة من الحزن ابدآ . فحينما وصلت جيوش المقدمة بقيادة القائد الشهير ( لناتوس ) ووطأت أرض بلوشستان واجهت مقاومة شديدة وعنيفة من البلوش الأشداء الذين أبلوا بلاء حسناً أدى إلى تفرق وتشتت القوى اليونانية المقدونية ولم يستطع هذا القائد الصمود والموجهة )) .

ومن بعد الاسكندر الأكبر خلفه ضباط يونانيون يطلق عليهم ( السلوكيون ) حكموا المنطقة التي فتحها الاسكندر الممتدة من أقاصي شمال أفريقيا ومصر وإلى فلسطين وسوريا وفارس ومن ثم بلوشستان إلى السند والهند ، ويرجع أصل هذه الدولة ( 220 ق.م – 261 ق.م ) إلى
(( سلوكُس )) أقرب القادة إلى الاسكندر ، غير أن حكمهم زال عن المنطقة بأقل من قرن بسبب يقظة السكان الأصليين .

ومن بعد التسلط اليوناني تعود البربرية الفارسية إلى السلطة فيستولى
( الأشكانيون ) على السلطة والذين قد استمرت دولتهم من
( 250 – 227 ق.م ) وهم القبائل الشمالية التي ثارت على حكم السلوكُيون وطردتهم من المنطقة ، وأهم ملك في هذه الأسرة ( مهرداد ) الذي وسع دولته وبنى عصمته ( تيسفون ) ( المدائن ) وغزا مهرداد سوريا وأرمينية وغيرها .

ومن بعدهم تولى ( الساسانيون ) السلطة ( 228ق.م -651م ) غير أن نفوذهم لم يتوسع ناحية بلوشستان حيث لاقى المقاومة البلوشية العنيفه ضده بسبب التحالف البلوشي السندي إلى قدوم الفتح الإسلامي في ( 23 هــ ) في خلافة ( عمر بن الخطاب ) رضي الله عنه بقيادة ( سهيل بن عدي ) رضي الله عنه إلى بلوشستان .




نتائج الحروب والغزوات التي خاضها البلوش من
( 700 ق.م – 651 مـ ) :


1- ضعف البنية الثقافيه بسبب الحروب الكثير التي خاضها البلوش والغزوات الخارجية من أباطرة الفرس والممالك المحيطة مما ادى الى ضعف التعليم والكتابه وندرة التدوين باللغة البلوشية .

2- وقوع بلوشستان تحت الإحتلال الفارسي فترات متتابعة وطويلة حيث كانت اللغة الرسمية في هذه الفترة باللغة الفارسية ومنع التدوين بلغات السكان الأصليين في بلوشستان وغيرها .

3- خضوع بلوشستان تحت الغزو اليوناني قد محا كل اثر للكتابات باللغة البلوشية وأحل اللغة اليونانية في المناطق الخاضعة للسيطرة اليونانية .

4- ومن بعد زوال الحكم اليوناني رجعت القوة الفارسية إلى أوجها وضل الحال كما هو عليه من منع التدوين ومحاربة ثقافات سكان المناطق المحتلة ، مما أدى إلى بقاء اللغة البلوشية شفهية ومنع التدوين الرسمي لها غير انه الكتابة استمرت سراُ من قبل السكان المحليين .

5- الفتح العربي الإسلامي قد أحل اللغة العربية كلغة رسمية للخلافة ومحا كل أثر أغفلته الأسباب السابقة.
الهوتي غير متواجد حالياً