[عاشق المستديرة]

خوان إيتوربى اللاعب الواعد المقبل على نهائيات كأس العالم تحت 20 سنة

AFP

إنه لاعب يحمل الجنسية الأرجنتينية، لكنه شب وترعرع في الخارج. كما أنه لاعب وسط هجومي خطير ومهاجم صريح في الآن ذاته، وبدأ مسيرته بين الكبار ضمن فريق يحمل اللونين الأزرق والأحمر الداكن، وحضر الموسم الماضي نهائيات كأس العالم جنوب أفريقيا FIFA. فهل تعرفون عمن نتحدث؟
لا، لا تخص الأوصاف السابقة ليونيل ميسي حتى وإن كانت القواسم المشتركة بين اللاعبين كثيرة. إذ يتعلق الأمر هنا بالشاب الأرجنتيني خوان إيتوربي، المقيم في باراجواي ولاعب فريق سيرو بورتينيو، الذي كان واحدا من احتياطيي الألبيسيلستي بقيادة دييجو أرماندو مارادونا في أم البطولات.
لا تقتصر القواسم المشتركة بين إيتوربي وميسي على الجوانب السالفة الذكر. إذ أخذت وسائل الإعلام الأرجنتينية في المقارنة بينهما خلال بطولة أمريكا الجنوبية في بيرو، بعدما تألق اللاعب الشاب، الذي يعتبر منتجا خالصا لمدرسة السيكلون، وأبهر المتتبعين بمهاراته داخل الملاعب الخضراء.
وقد علق اللاعب الواعد المقبل على نهائيات كأس العالم تحت 20 سنة كولومبيا FIFA 2011 على هذه المقارنات بالقول : "لا يتوقف زملائي على مقارنتي بميسي، ويسمونني بولجيتا (تصغير لكلمة بولجا التي تعني البرغوثة في اللغة الأسبانية) طوال الوقت. لكني منزعج بعض الشيء من هذا الأمر، لأن ميسي أفضل لاعب في العالم، وهو لاعب فريد من نوعه. رغم ذلك فإن مقارنتي به شرف كبير لي".
قصة فريدة
كان والدا هذا اللاعب، خوان ديل كارمن إيتوربي ومريم مابيل أريفالوس، مقيمين في بوينس آيرس عندما رأى النور، لكنهما قررا العودة إلى أسونسيون والاستقرار نهائيات في بلدهما الأصلي بعد مضي سبع سنوات. لم يتأخر خوان في إثارة انتباه مسؤولي المنتخبات الصغرى في باراجواي، بل وخاض أولى مبارياته مع منتخب الكبار شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2009 ضد تشيلي، عندما كان عمره 16 سنة فقط.
رغم ذلك لم تفارقه أبدا فكرة الانضمام إلى الكتيبة الأرجنتينية، ولم يتردد في قبول الدعوة عندما وجهت له، وقال حينها : "لقد اتخذت قراري، سأدافع عن ألوان الأرجنتين، أريد التألق مع الألبيسيلستي". وقد كان له ما أراد في أول ظهور له مع الأرجنتينيين خلال بطولة أمريكا الجنوبية، حيث أحرز هدف الفوز أمام أوروجواي 2-1. لم يفز إيتوربي ورفاقه باللقب في تلك المناسبة، لكنه أبلى البلاء حسن، وسجل هدفين آخرين ضد كل من البرازيل وتشيلي بلمسات شبيهة بتلك التي تميز بها الداهية ليونيل ميسي.
واعترف مدرب المنتخب الأرجنتيني، والتر بيرازو، بقدرات هذا اللاعب، متنبئاً له بمستقبل زاهر حيث قال "إنه لاعب خارق للعادة، يفيض حيوية ونشاطا، ونريده أن يتألق بسرعة كبيرة. ندرك حجم الضغوط الملقاة على عاتقه من طرف وسائل الإعلام، وهدفنا مساعدته على التحرر منها. إنه لاعب فريد من نوعه وسيكون له شأن كبير في كرة القدم العالمية". لذلك سيبحث المدير الفني للألبيسلستي على الرفاق القادرين على مد العون لنجم فريقه الصاعد، خصوصا أنه يمتاز بالسرعة في الاختراق والدقة في التسديد وتجاوز خصومه ببراعة.
بوينس آيرس، أسونسيون، ثم بورتو
أثارت بدايات هذا اللاعب الواعدة اهتمام الأندية الأوروبية، وعجل مردوده الباهر بانتقاله إلى القارة العجوز. حيث سجل هدفين في أولى مبارياته الدولية ضد كولو كولو ضمن منافسات كوبا ليبرتادورس، وبعد أن حل مشاكله مع سيرو بورتينيو، سيحط الرحال بعد نهائيات كأس العالم تحت 20 سنة كولومبيا FIFA لدى فريق بورتو البرتغالي.
وقد أكد إيتوربي أهمية الفوز باللقب العالمي من أجل ضمان المزيد من الشهرة في عالم الساحرة المستديرة، إذ يعلم مدى النجاحات التي رافقت كلا من دييجو مارادونا بعد لقب 1979 وليونيل ميسي بعد لقب 2005. لذلك قال إن "الهدف بطبيعة الحال هو لعب أدوار طلائعية والمنافسة على اللقب العالمي. إذ تعتبر الأرجنتين دائما مرشحا للفوز باللقب". لكنه أنهى الحوار بروح مرحة، وعاد للحديث عن المقارنين بينه وبين البولجا : "أضحك دائما عندما يقارنونني به. لقد بدأت مسيرتي للتو، بينما هو أظهر العجب العجاب برفقة برشلونة. رغم ذلك لا أريد تقليده بتاتا، وأريد شق طريقي الخاص".