عرض مشاركة واحدة
قديم 15-07-2013, 08:16 PM   #6
عذبة الاوصاف
مشرفة مجلس الامارات
مشرفة القسم الرياضي
 
الصورة الرمزية عذبة الاوصاف
 







 
عذبة الاوصاف is on a distinguished road
افتراضي رد: (( طموحات وأبداعات شباب وشابات الإمارات ))

محمد مندي خطاط نحمل لوحاته في جيوبناا

مثل من يحمل حلمه على كتفه ويمضي به إلى بلاد تحقيق الأحلام، حمل الخطاط الإماراتي محمد مندي حلمه في منتصف السبعينات من القرن الماضي، واتجه إلى مصر، حيث البلاد التي أنجبت كبار المثقفين والمبدعين العرب في القرن العشرين .

اتجه مندي إلى أرض الكنانة وصوب عينيه هدف واحد لن يزحزحه شيء عن تحقيقه، كان ذلك الهدف هو احتراف الخط العربي، والتمكن من أدواته وتقنياته، وتعلم فنونه كلها، فلطالما افتتن في لين الحروف وصلابتها، وجزالة التكوين ومهارة الصياغة في لوحات الخط العربي التي كان يقلدها منذ سنوات دراسته الأولى .


لم يكن الحظ بخيلاً مع مندي، فبعد أن وصل إلى مصر وانتسب إلى مدرسة تحسين الخطوط العربية في القاهرة، تتلمذ على يد الخطاط المصري الشهير سيد إبراهيم، الذي يلقب بعميد خطاطي القرن العشرين .


في تلك السنوات التي كان فيها مندي ما زال فتياً متقد الذهن شديد الحماسة، جلس تلميذاً نجيباً إلى جانب إبراهيم، ومنحه كل حواسه ليكون في كامل الإصغاء لما يدليه معلمه من علم، وظل كذلك حتى تشرب منه فن الخط .


ظل مندي سنوات من عمره يجلس إلى معلمه، يأخذ عنه، ويمضي ساعات طويلة يتدرب على كل درس جديد يتعلمه، فكانت الأوراق تتراكم حوله، والأحبار تملأ أصابعه وهو يحاول إجادة رسم الحرف في أنواع الخطوط المختلفة، ويظل يحاول مرة تلو الأخرى حتى يخرج بنتيجة يرضى عنها .


واصل مندي جهده الدؤوب في الخط، حتى حصل في العام 1977 على دبلوم الأوائل على مستوى مصر وعلى المرتبة الأولى في الخط العربي على مستوى الجمهورية .


تفوّق مندي بجهده وشغفه، على كل من كان يتعلم معه الخط في تلك السنوات، لكنه مع ذلك اعتبر أنه وضع قدمه للتو على سلم الخطوط العربية، فواصل بجهد أكبر وعزيمة لم تنقطع العمل والتدرب على الخطوط، حتى بات واحداً من أشهر الخطاطين على مستوى الإمارات والعالم العربي .


ربما لا يمكن تخيل عدد الأوراق التي تدرب عليها مندي، وربما لا يمكن تقدير الساعات التي أمضاها وهو يكرر كتابة حرف أو كلمة أو عبارة، وكذلك لا يمكن معرفة مقدار الحبر والقصبات التي استهلكها طوال سنوات تعلمه، لكن يمكن تخيل حجم الجهد الذي بذله مندي ليصير إلى ما هو عليه اليوم .


ما أن يعرف المرء أن العملة النقدية التي في محفظته تحمل خط الفنان محمد مندي، حتى يدرك أن الحلم الذي حمله مندي ذات نهار بعيد قد تحقق، فها هو اليوم أحد الأسماء التي لا يمكن تجاهلها في ساحة الخطوط العربية، وها هي حروفه ودقة صنعه تطبع على الأوراق النقدية لبلدان الخليج العربي، وها هي تصاميمه ولوحاته التي أبدعها، تصبح شعارات لأكبر الجوائز والمؤسسات والدوائر الحكومية والأهلية .


يكتشف المرء الذي يتتبع سيرة الفنان محمد مندي، أنه كرّس حياته للخط العربي، وعاش فيه حلمه، حتى باتت الحروف وأشكالها هي كل ما يملأ ذهنه، إذ وصل به الشغف والاحتراف إلى الرسم من خلال الجمل المخطوطة، فقدم تجربة رائدة يرسم فيها بكلمة أو جملة يكرر تخطيطها بتقنية متفردة صوراً ووجوهاً لشخصيات بارزة .


شارك مندي طوال مسيرته الإبداعية، التي تمتد لأكثر من 3 عقود، في الكثير من المعارض المحلية، والعربية، والدولية . وأقام 7 معارض شخصية أولها كان في قرية الغوص والتراث بعنوان “حبيبتي دبي” في مهرجان دبي للتسوق ،1999 وآخرها مشترك بينه وبين الفنان جلال لقمان بعنوان “الهدية” 2002 .


تجلت منجزاته في الكثير من اللوحات، والتصاميم، والشعارات داخل الدولة وخارجها، حيث صمم جدارية مستشفى دبي الجديد وكانت العمل الأول الذي قام به بعد عودته من الدراسة في مصر، وقام بخط العديد من الآيات القرآنية الكريمة في المساجد داخل الدولة وخارجها، وصمم واجهة محكمة وزارة العدل في أبوظبي، ومدخل استعلامات المديرية العامة لشرطة أبوظبي، وغيرها من المؤسسات والدوائر .


وقام بخط عملة دولة الإمارات العربية المتحدة (جميع الفئات الورقية)، وعملة البحرين (جميع الفئات الورقية)، وعملة الجمهورية العربية السورية، من فئتي: ألف ليرة، ومئتي ليرة .


كما قام بخط جواز السفر الخاص بدولة الإمارات العربية المتحدة، والكويت، والبحرين، وقطر وعُمان .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
أخر مواضيعي
عذبة الاوصاف غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس