عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 26-09-2007, 03:12 AM
الصورة الرمزية جـــبل هــــادا
جـــبل هــــادا جـــبل هــــادا غير متواجد حالياً
شاعر
 






جـــبل هــــادا is on a distinguished road
2 زهران في الجاهلية  الإسلام  العهد السعودي

نبذة عن المؤلف

الاسم . محمد موسى الحسني الزهراني
الحالة الاجتماعية . متزوج
الشهاده . ماجستير ادارة تربوية وتخطيط
سنة التخرج . 1427 هـ
من مؤلفاته * غلاء المهور والاثار المترتبه عليها في منطقة الباحه
* مدير المدرسة المتوسطة من وجهة نظر المعلمين وقد حصل بموجبه على الدبلوم في الادارة المدرسية
* مذكرات عن اعمال مدير المدرسة ووكيلها ومرشدها الطلابي في مدارس التعليم العام في المملكة العربية السعودية
* زهران في الجاهليه _ الاسلام _ العهد الحديث ( دراسة تاريخية _ جغرافية _ اجتماعية

بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة :
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد : كل شخص في العالم يجب موطنه الذي يعيش فيه أو سبق له العيش فيه أو المكان الذي ينتمي إليه حتى ولو كان ذلك المكان لا يصلح للعيش إما لظروف معيشية أو تعليمية ، لأنَّ قلبه سيبقى معلقاً بهذا المكان فهو يحاول دائماً أن يفخر بمنطقته التي ينتمي إليها ناهيك إذا كانت تلك المنطقة التي تذخر برجال عظماء قد شهد لهم التاريخ بتلك العظمة وأي تاريخ أغنى ؟
إنه التاريخ الإسلامي المجيد لذا يستحقون منا نحن أحفادهم ألا نضيع حقوقهم أو موطنهم الذي ينتمون إليه وأعتقد أن هذا من البر لأولئك الذين سعوا مراراً وتكراراً لإسعاد البشرية والأهم من ذلك نيلهم من الله خيري الدارين رغم ما عانوه من صعوبات ومشقات في أسفارهم وفي البحث عن وإيجاد الحقيقة التي مهما حاول الزمان أن يضيعها فلن تضيع لأنها كانت تسعى بهم إلى الخير .
والبعض منا قد لا يعرفون لهم تاريخاً مع الحضارة التي شغلتهم عن مواطنهم وقد لا يعودون إلى أوطانهم الأصلية إلا بتباشير دخول لأنهم العظماء قد نسوا ولن يسألوا من أحد لذا نرجو منهم التثبيت حتى لا ينسبون أناساً مواطئهم تشهد على أماكن تنقلاتهم والتاريخ يشد لهم ايضاً ، ومن لا يبتغي سوى الحقيقة هو الآخر سعى وتنقل رغم صعوبة التنقل في ذلك الزمان ليتثبت من الحقيقة حتى وقف على حقيقة الأمر ولن أقول إلا رحم الله هذا وأسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء يوم القيامة . لذا فكرت في إعداد هذا الكتاب المتواضع مساهمة مني في إثراء هذا الموقع الذي يجهله البعض رغم مكانته في الجاهلية والإسلام وقد سبقني في ذلك أستاذنا العلامة الشيخ / حمد الجاسر رحمه الله . وسبقني من أهل المنطقة الأستاذ على بن صالح السلوك ، الأستاذ/ أحمد بن صالح السياري وقد أطلعت على كتبهم التي قدموا فيها ما لديهم جزاهم الله عن أهل المنقطة خير الجزاء وغيرهم من له حب لوطنه من أبناء المنطقة ورغم ابتعادي عن منطقتي إلا أنني دائماً أفكر فيها وحاولت في كتابي هذا أن يشمل مجهودي القبيلة الأخرى ( غامد ) إلا أن عدم إقامتي في المنطقة جعلني اكتفي بقبيلة زهران نظراً لوجود معرفي فيها أستطيع أن أستعين بهم دائماً وفي تلك المنطقة ( غامد ) أناس فيهم الخير ولديهم الاستعداد التام للقيام بما هو أكثر مما قمت به لذا فقد اقتصر كتابي هذا على ما يلي :
- نسب القبيلتين مع بقية قبائل الأزد .


وقد قرأت للأستاذ أحمد بن صالح السيّاري في كتابه غامد , وهو كتاب جميل ويشكر على مجهوده الطيب إلاّ أنني قرأت هذه العبارة ( ولكعب جد قبيلتي
غامد وزهران ثلاثة أولاد هم زهران  مالك  وعبد الله . الأول زهران جد قبيلة زهران والثالث عبد الله جد قبيلة عامد .) والحقيقة أن كعب والد زهران وجد غامد , حتى يفهم القاري نسب القبيلتين وأصل القرابة بينهما

قصة الرحيل إلى جبال الحجاز وسبب تسمية الأزد بهذا الاسم :-
البطون التي يتكون منها زهران
وأرجو السماح إن أغفلت شيئاً منها .
زهران قبل الإسلام ومكانة هذه القبيلة العريقة وكيف دخلت الإسلام وبعض المأثورات عنهم . وتحدثت عن عدد من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم والتابعين له . وعلماء هذه القبيلة وبعض مؤلفاتهم . كما تحدثت أيضاً عن شعرائها في الجاهلية والإسلام . وعن المنطقة قبل الحكم السعودي وبعده وأهم المعالم في المنطقة وعن الموقع والتضاريس التي بالمنطقة وكذلك بعض الصفات التي يتصف بها أهالي المنطقة والتي تدل على شجاعتهم وكرمهم كما تحدثت أيضاً عن الغابات في المنطقة وأهمية السياحة فيها وكذلك عن القبائل والقرى التابعة لها كل قبيلة ، وكذلك عن طرق المواصلات والناحية التعليمية والصحية وأهم الأعمال التي كان يعمل بها السكان وتحدثت أيضاً عن الهجرات الداخلية للمنطقة .
قصة الرحيل إلى جبال الحجاز :
قال ابن هشام في السيرة (1) : وكان سبب خروج عمرو بن عامر من اليمن فيما حدثني أبو زيد الأنصاري أنه رأى جرذاً يحفر في السد ( سد مأرب ) الذي كان يجبس الماء عليهم , فيصرّفونه حيث شاءوا من أرضهم , فعلم أن لا بقاء للسد على ذلك , فاعتزم على النقلة من اليمن , فكاد قومه , فأمر أصغر ولده إذا أغلظ له ولطمه أن يقوم فيلطمه , ففعل ابنه ما أُمر به , فقال عمرو : لا أقيم ببلد لطم وجهي أصغر ولدي وعرض أمواله فقال شريف من أشراف اليمن : اغتنموا غضبة عمرو , فاشتروا منه أمواله . وآنتقل في ولده وولد ولده . وقالت الأزد : لا نختلف عن عمرو بن عامر , فباعوا أموالهم , وخرجوا معه , فساروا حتى نزلوا بلاد عكّ , فحاربتهم عكّ فكانت حربهم سجالا , فقال : عباس بن مرداس في ذلك شعرا(2) .
وعكّ بن عدنان الذين تلعبوا بغسان حتى طردوا كل مطرد
ثم ارتحلوا عنهم فتفرقوا في البلدان , فنزل آل جفنة بن عمرو الشام , ونزلت الأوس والخزرج يثرب , ونزلت خزاعة مُرّا ونزلت أزد السراة , ونزلت أزد أزد عُمان عُمان , ثم أرسل الله السيل على السد فهدمه , ففيه أنزل الله قوله تعالى ( لقد كان لسبأ في مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمل كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلده طيبة ورب غفور . فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم). سورة سبأ أية 15-16 قال : ابن الأثير في كتابه الكامل في التاريخ(3) عن وصول قبائل العرب إلى العراق ونزلهم الحيرة , كان الذين أقبلوا من تهامة مالك وعمر أبناء فهم بن تيم بن أسد بن وبرة بن قضاعة , ومالك بن زهير بن عمر بن فهم حتى قال : اجتمع بالبحرين قبائل من العرب وتحالفوا على التنوخ ( المقام ) وتعاقدوا على التناصر . والتساعد فيما بينهم ودعا مالك بن زهير جذيمة الأبرش بن مالك بن فهم بن غانم بن دوس الأردي إلى التنوح معه وزوَّجه أخته ( لميس ) ويذكر ابن الأثير أن القبائل بدأت تتطلع إلى ريف العراق فعندما وصلت تلك القبائل إلى العراق كان أول من ملك منهم مالك بن فهم فمات مالك فأخذ الملك من بعده أخوه عمرو بن فهم بن غانم بن دوس الأزدي ثم مات عمرو فملك بعده جذيمة الأبرش بن مالك بن فهم .
المهم في ذلك أن زهران سكنوا الجبال ويقال ايضا أن أو لاد دوس بن زهران بن نصر ساروا إلى تهامة وجاوروا معد بن عدنان فيها إلا أنها وقعت حروب مما جعلهم يصعدون إلى ظهور الجبال .
أزد شنؤة : سبب التسمية كما يرويها البعض : أن قبيلة زهران وبعض القبائل التي معها من الأزد مثل غامد وبارق اتجهوا نحو تهامة وشنئوا قومهم إذ لم ينصروهم في حروبهم(1) لذا أسموهم بشنؤة وشيؤة هذه تعني ( عدم الرغبة فيهم) وأهل عُمان يقولون إنَّهم من أزد شنؤة وأم قصي بن كلاب هي فاطمة بنت سعد بم سيل من أزد شنؤة وسعد بن سيل هذا من نصر بن زهران(2).

قبائل زهران بن كعب كما في كتاب الاشتقاق :
عبد الله , ونصر , والنمر , ومالك , وعبرة , والصقل (3) .
من قبائلهم دوس , ودعثة : أبناء عدثان فمن قبائل دوس العظام :
مالك بن فهم , وهم بعمان . وسليم بن فهم , وهم بالسراة .
ومن رجالهم : جذيمة بن مالك الأبرش الملك الذي قتله الزباء , وكان أبرص فتحاشت العرب أن تقول ابرص فقالت أبرش , ووضاح وهذه الكلمة دارجة حتى الآن في زهران .
ومنهم بنو عوف بن مالك .
ومنهم بنو الجون بن أنمار بن عوف .
ومنهم أبو عمران الجوني المحدث البصري توفي سنة 128 هـ .
ومنهم فزارة بن عمران بن مالك بن بلال بن حرب بن عمرو بن زرارة ابن الجون بن أنمار بن عوف بن جذيمة بن مالك بن فهم , الذي يقول فيه الشاعر :
ومن المظالم أن تكون على المظالم بافزارة
ومنهم بنو سليمة بن مالك . وسليمة الذي رمى أباه بسهم فقتله . وله يقول مالك:
أعلمه الرماية كل يوم فلما اشتد ساعده راماني .
ومنهم معن بن مالك.
ومنهم بنو هناءة .
ومنهم بنو نوى بن مالك . ونوى من قولهم : نوى ينوي نية والنوى الدار .
ومنهم بنو جهضم بن جذيمة الأبرش بن مالك والتجهضم : التكبر وربما سمي الاسد جهضما
ومن رجال بني سليمة : عبد الله بن مازن , وابنه المختار بن عوف وكنيته أبو حمزة .
ومن رجال بني هناءة ف الإسلام : عقبة بن سليم . ومن رجالهم في الإسلام : الحسين بن قريش , الذي ولى فارس وكور دجلة .
ومنهم : بنو فرهود بن شبابة , الذين يقال لهم الفراهيد الذي ينتمي إليهم الخليل بن أحمد الفراهيدي . وفرهود تهني ( السمين ) .
ومنهم بنو جرموز بن الحارث و ( الجرموز ) : الحوض الذي تسقى فيه الإبل.
ومنهم القراديس وهم بنو قردوس بن الحارث . ومن القراديس سعد بن مجد الذي قتل قتيبة بن مسلم .
ومنهم بنو لقيط بن الحارث , منهم كعب بن سور بن بكر بن عبد ابن ثعلبة بن سليم بن لقيط بن الحارث بن مالك بن فهم , ولى القضاء بالبصرة لعمر وعثمان رضي الله عنهما . وخرج يوم الجمل وفي عنقه المصحف ليصلح بين الناس فجاءه سهم غرب فقتله .
ومنهم الهيثم بن المنخل , وكان فارس الناس في دهره .
ومن بني عمر بن مالك : معاوية وهو قسمل ( من ولد قسملة : كعب بن سوار المقتول مع عائشة , وهو الذي يقول :
يارب فارحم سيد القسامل كعب بن سور سيد القسامل
ومن بطونهم صليمي , وهم تنو زاكيا : وثعلبة بن مالك بن عمرو بن مالك بن فهم . وصيلمي تعني : ( المقطوع الأذنين) وتعني ( الاصطلام لكل من حاريهم).
ومن رجالهم : سبيعة بن عزال , وفد إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه في أمر أهل عمان . وله حديث .
ومنهم الأشاقر رهط كعب الأشقري الشاعر . والأشقر هو أسعد بن مالك ابن عمرو بن مالك بن فهم .
ومنهم بنو شريك بن مالك .
فمن بنو شريك بن مالك : بنو أسد بن شريك , الذين لهم خطة بالبصرة يقال لها خطة بني أسد .
فمن بني أسد : مسد بن مسرهد بن مسربل بن ملمتك بن جرو بن يزيد ابن شبيب بن الصلت بن مالك بن أسد بن شريك بن مالك بن عمرو بن مالك ابن فهم .
ومن رجالهم : الحراث بن قيس بن صهبان بن عدوان بن عوف بن علاج .
ومن رجالهم أيضا : مسعود بن عمرو بن عدي بن محارب بن صنم بن مليح بن شرطان بن معن بن مالك بن فهم , الذي يقال ( قمر العراق ) قتله بنو تميم . كان سيد الأزد . وهو الذي أجاز عبيد الله بن زياد أيام الفتنة , أخو المهلب بن أبي صفرة لأمه .
ومن بني سليم بن فهم أخي مالك : أبو هريرة وسيرد ذكره لا حقا إن شاء الله.
ومنهم : أخو أبو هريرة , وهو أبو كريم , مهاجر أيضا .
ومنهم : سعد بن صفيح , خال أبي هريرة وهو الذي قتل جماعة من قريش بأبي أزهير وسيرد لا حقا إن شاء الله .
ومنهم : ذو السبلة خالد بن عوف بن نضلة من أشرافهم في الجاهلية .
ومنهم : عمارة بن عمرو بن كلثوم , شريف بالشام .
ومنهم : الطفيل بن ذو النور بن عمرو بن طريف وسيرد ذكره بإذن الله .
ومن رجال بني غانم بن دوس : وهب بن عبد الله بن دوس بن أبي خالد ابن أزيهر الشاعر في أول الإسلام ويقال له ابن الغامدية .
ومن رجالهم : عمرو بن حممة , وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم . وأم عمر وهذا بنت عمر بن جندنب , زوجة عثمان بن عفان رضي الله عنهما وسيزيد الشرح عنهما . إن شاء الله فيما بعد .
ومن قبائل نصر بن زهران : النمر بن عثمان , بطن عظيم بالسراة لهم باس ونجدة.
ومنهم : الطفيل بن عبد الله بن الحراث بن سخبرة بن جرثومة , وهو أخو عائشة بنت أبي بكر الصديق لأمها , أمها أم رومان بنت عمير بن عامر من بني كنانة .
ومنهم : اليحمد بن حمى بن عبد الله بن نصر بن زهران .
ومن بطون اليحمد : المجد , وهم بنوا ماجد . والشرى , وهم بنو شار .
ومن رجال المجد : مرة بن تليد , وكان شريفا , وكان على مقدمة المهلّب في حرب المختار بالكوفة . وهو الذي ولى حصار المختار , وقال اعشى همدان فيه شعراً :
مرّ يا مرّة تليد ماوجدناك حين تسأل مرّا ً
ومن ولد عمر وبن اليحمد : جابر بن زيد الفقيه وجويبر بن سعد الفقيه .
ومنهم : مرة بن جابر قتل يوم الجمل .
ومنهم : مالك بن مالك بن وهب بن سعد بن خالد بن كواد . كان شريفا .
ومن اليحمد : بنو فجوح . ومنهم : بنو اكلب , وبنو بجرىّ .
فمن بنو اكلب : بنو غراب منهم بشر بن كليب بن الأسود بن الأدرد بن قطران بن غراب , ول شرطة في البصرة ليزيد بن منصور خالد المهدي , وكان أشراف القواد .
ومنهم معلق , والمغيرة : أبناء أبي اللعساء بن عمرو بن جابر بن حاج أبن غراب .
وبنو البحري نسبة إلى البحر .
ومنهم : المحبر بن إياس بن مرهوب و شريف بخراسان في أول الإسلام .
ومنهم : وداع بن حميد , وكان شريفا وولى الهند وهو الذي أغلق أبواب المدينة دون ولد المهلب , ومنعهم من الدخول .
ومن قبائلهم : بنو خريص و وبنو السحتن , وبنو هني .
ومن بني هني : بنو زعل , ومنهم زيادبن الربيع بن حبيش بن جابر بن فرفار المحدث .
ومنهم المعلى بن زيادة بن حاضر بن مصاع ولي ولايات بالهند .
ومنهم : بنو رويم الذي بالموصل , لهم شرف .
وأمّا غالب بن عثمان فهم بالسراة .
ومن بني غالب بن عثمان : الحدان ومنهم بنو حاود ومنهم الفضل بن جابر بن كمن بن شرجي بن حاود .
ومنهم : بنو أنعم , ومن رجالهم : ضحيان بن سمان بن ضحيان صاحب رحل الذهب كان شريفا استخلفه عمرو بن العاص على بني شمس . ومنهم أيضا شيبة بن نهيك , وكان شريفا بالبصرة وخراسان .
ومن رجالهم : صبرة بن شيمان بن عكيف بن كيّوم , كان رئيس الأزد يوم الجمل , وهو الذي أجار زيادا .
ومنهم من بني جرهام . ومنهم أيضا بنو دحيّ .
ومنهم : بنو نحو بن شمس , وهو أخر حدان . ومن قبائلهم بني نحو : عجيف ,ومعازب , وملاتمات .
ومنهم بنو معولة بن شمس . ولد دهمان بن نصر وأبو أميمة الصعبي , كان تزوج أمّ فروة بنت أبي قحافة و أخت أبي بكر الصديق , فولدت له أميمة فتزوجها عبد الله بن الزبير . ومن بني صعب بن دهمان : مبشر , ويشكر , ومحضب , الأوس .
ومن بني مبشر : عامر , وهو الغطويف الأكبر . ( والغطريف السيد ) :
ومنهم بني جعثمة . ومن قبائل الغطاريف : بنو واشح .

البطون التي يتكون منها زهران (1) :
البطن الأول  دوس وفيه :
- بنو منهب - بنو فهم - دوس العياش
البطن الثاني  بنو عمرو وأفخاذه :
1- بنو حرير وبنو عدوان .
2- قريش الذي منها بخروض بن علاس المعروف في الحروب التي دوارت بين زهران والأتراك .
3- بنو بشير وبنو جندب .
الباطن الثالث  بنو يوس وأفخاذه هم :
1- بنو حسن وهي من أكبر القبائل في غامد وزهران حيث تزيد قراها عن 54 قرية .
2- بلخزمر . 3- بنو عامر
4- بنو كنانة 5- بنو بيضان
البطن الرابع  بطيل .
البطن الخامس  بنو سليم وأفخاذه :
1- بالمفضل 2- أولاد سعدي 3- الشغبان 4  الحبر .
البطن السادس  الأحلاف وأفخاذ :
1- بالعور 2- بنو نقمة 3- بنو خريص 4_بنو الأسود .
ومن قبائل دوس العظام مالك بن فهم وهم بعمان وسليم بن فهم وهم بالسراة ومن رجالهم جذيمة بن مالك الأبرش الملك الذي قتله الزَّباء ومنهم بنو عوف بن مالك ومنهم بنو سليمة بن مالك وسليمة الذي رمى أباه بسهم فقتله وقال فيه شعرا وقد سبق الحديث عنه .
أعلمه الرماية كل يوم فلما اشتد ساعده رماني

زهران قبل الإسلام :
كانت هذه القبيلة من أكثر القبائل عددا وأحصنها بلادا وضعوا إتاوة على عير قريش عندما كانت تمر بها إلى اليمن ولما قتلت قريش أباء أُزيهر الدوسي قتلت الأزد تسعة من قريش كما جعلت قريش للأزد خرجا كل عام وقال معقر بن حمار ألبارقي :
لقد عملت بنو اسد بأنا تقحمنا المعاشر معلمينا
تركنا تسعة للطير منهم بمكة للسباع مطرّ حينا
فلما إن قضينا الدين قالوا نريد الصلح قلنا قد رضينا
وضعنا الخرج موظوفا عليهم يؤدون الإتاوة صاغرينا
لنا في العير دينار مسمى به حزّ الحلاقم يتقونا
ولو لا ذلك ما عدلت قريش شمالا في البلاد ولا يمينا (1)
ويقال إن خال ابي هريرة ( سعد ين صفيح ) هو الذي قتل جماعة من قريش بأبي الأزيهر والذي قتله هو هشام بن الوليد في جواز أبي سفيان بن حرب(2)
دخول الأزد في الإسلام :
على القارئ الكريم أن يتنَّبه إلى كلمة الأزد فليس بالضرورة أن تدخل فيها قبيلتا غامد وزهران فقبائل الأزد كثيرة وقد تكون منهم أو من غيرهم ولما جاء الإسلام كانت قبيلتا الأوس والخزرج أول من استجاب لدعوة الرسول صلى الله عليه وسلم وقد عرض بعض رؤساء الأزد على الرسول صلى الله عليه وسلم وهو بمكة قبل الهجرة النبوية الشريفة الإيواء والنصر ومنهم الطفيل بن عمر الدوسي الزهراني في الحديث الذي روي عن جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه حيث قال للرسول صلى الله عليه وسلم هلم إلى حصن حصين وعدد وعدة ؟ وقد جاء إسلام الكثير منهم متأخرا كغيرهم من القبائل العربية وقد وردت أحاديث منسوبة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وبعضها مأثورة في فضائل الأزد وعلماء الحديث جزاهم الله خير . قد اهتموا بأحاديث التحريم والتحليل وليتهم اهتموا ايضا بأحاديث الفضائل . ومنها :
1- عن سويد بن الحارث قال : وفدت سابع سبعة من قومي على الرسول صلى الله عليه وسلم فلما دخلنا عليه وكلمناه فأعجبه ما رأى من سمتنا ؟ وريّنا فقال : من أنتم قلنا مؤمنون فبسم صلى الله عليه وسلم فقال ما أنتم ؟ ( إن لكل قول حقيقة فما حقيقة قولكم وإيمانكم ) ؟ قلنا خمسة عشر خصلة , خمس منها أمرتنا وسلك أن نؤمن بها وخمس أمرتنا أن نعمل بها وخمس تخلقنا بها في الجاهلية فنحن عليها إلاّ أنْ تكره منها شيئا فقال عليه الصلاة والسلام ( ما الخمسة أمرتكم بها رسلي أن تؤمنوا بها قلنا أمرتنا أن نقول لا إله الا اله ونقيم الصلاة ونؤتي الزكاة ونصوم رمضان ونحج البيت من استطاع إليه سبيلا فقال عليه الصلاة والسلام (وما الخمسة التي تخلفتم بها في الجاهلية ؟ ) قالوا : الشكر عند الرخاء والصبر عند البلاء والرضاء بمّر القضاء والصدق في مواطن اللقاء وترك الشماتة بالأعداء فقال عليه الصلاة والسلام ( حكماء علماء كادوا من فقههم أن يكونا انبياء وقال ( أنا أزيدكم خمس فيتم لكم عشرون خصلة إن كنتم كما تقولون فلا تجمعوا مالا تأكلون ولا تبنوا ما لا تسكنون ولا تنافسوا في شئ أنتم عنه عدا تزولون واتقوا الله الذي إليه ترجعون وعليه تعرضون وارغبوا فيما عليه تقدمون وفيه تخلدون) فانصرف القوم من عند رسول الله وحفظوا وصيته وعملوا بها .
2- الأيمان يمان , ورحى الإسلام في قحطان والقسوة والجفاء في ولد عدنان حمير رأس العرب ونابها ومذحج هامتها وغلصمتها والأزد كاهلها وجمجمتها وهمدان غاربها وذروتها) .
3- الأمانة في الأزد والحياء في قريش .
4- ( أتتكم الأزد أحسن الناس وجوهاً ، وأعذبها أفواهاً ) .
5- ( إن الأزد أُسْدُ الله في الأرض يريد الناس أن يضعوا منهم ويابى الله إلا أن يرفعهم وليأتين زمان يقول الرجل يا ليت أبي كان أزدياً يا ليت أمي كانت أزدية )
والله أعلم عن صحتها
ان المسلمين ومن أهل النجدة والشدة قتل في موقعة أجنادين سنة 13هـ والله أعلم .
يرفعهم وليأتين زمان يقول الرجل يا ليت أبي كان أزدياً يا ليت أمي كانت أزدية )(2) . والله أعلم عن صحتها .
صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم :
1- أبو هريرة ( عبد الرحمن بن صخر الدوسي الزهراني ) :
قال تعالى : في سورة البقرة ( إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون ) هذه الآية الكريمة هي منطلق أبو هريرة رضي الله عنه في نقل الحديث عن المصطفى صلى الله عليه وسلم . وقد قال ذات مرة ( لو لا آية في كتاب الله ما حدثتكم بشيء أبداً ) وكان ذلك رداً على من اتهمه بكثرة الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والغريب في الأمر أن هذا الصحابي الجليل لا يحسن الكتابة وإنما يعتمد على ذاكرته في حفظ الحديث وكم هي ذاكرة خارقة مذهلة . ويروي أبو هريرة قائلاً : إن النبي صلى الله عليه وسلم حدثنا يوماً فقال : " من يبسط رداءه حتى يفرغ من حديثي ثم يقبضه إليه فلا ينسى شيئاً كان قد سمعه مني فبسطت ثوبي فحدثني ثم ضممته إلى في الله ما كنت نسيت شيئاً سمعته منه " . وهاهو رضي الله عنه يروي عن نفسه قائلاً : " ما من أحد من أصحاب رسول الله أكثر حديثاً مني ، إلا عبد الله بن عمر بن العاص كان يكتب ، ولا أكتب " والذي أسماه بهذا الاسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أبو هريرة ) لحمله هرة في كمه . وهو من بني سليم فهم أخي مالك : أبو هريرة ، واسمه عمير بن عامر بن عبد ذي شري بن طريف بن عباد بن أبي صعب بن هنبة بن سعد بن ثعلبة بن سليم صحب الرسول صلى الله عليه وسلم وكان اسمه في الجاهلية عبد شمس فسماه رسول الله عبد الرحمن وقد أسلم هذا الصحابي رضي الله عنه خيبر وشهدها ولازم رسول الله حتى توفي عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم . استعمله عمر بن الخطاب على البحرين وعزله وأراد علي كرم الله وجهه أن يعمل له إلا أنه أبى عليهم سحائب الرضوان جميعاً .
عاش يتيماً فقيراً ضعيفاً لا حول له ولا قوة يعمل أجير بقوت يومه ، ولم يكن يحلم في أي يوم من الأيام ، أن يصبح علماً بارزاً من أعلام الإسلام ، وقد عانى رضي الله عنه من الجوع والضنك حتى أنه كان يسقط صريع الجوع في أكثر الأحيان .
قصة إسلامه رضي الله عنه :
عندما عاد الطفيل بن عمر من مكة دعا دوساً إلى الإسلام ولم يجبه سوى أبي هريرة الزهراني ، ويعتقد البعض أن أبا هريرة من اليمن وأنَّ في البيت ركن اسمه الركن اليماني وهو بالكعبة وليس في اليمن كما يدعي البعض وكان كل ما هو يمين الكعبة يمان ويقال فلان أتى من اليمن وليس بالضرورة أن الشخص قدم من اليمن الطبيعي ، حيث كان رضي الله في جبل يقال له ذو منعا والعقبة الجبل لا فرق بينهما وهي على هذا الاسم حتى اليوم وتقع العقبة غربي آل جحاف وتؤدي إلى الحجرة في تهامة " وتم فتح طريق للسيارات يصل السراة بتهامة وهي من أسهل الطرق ويمر من وادي الجرداء فالحجرة فبقية أجزاء تهامة ورأس هذا الجبل يشرف على وادي اسمه برحرح في دوس وهذا الوادي لا يزال على هذا الاسم حتى اليوم وكان رضي الله عنه يزحف من شدة الظلام وهو في طريقه إلى المدينة المنورة بعد اسلامه ومعه قومه من دوس ، وينشد ويقول :
يا طولها من ليلة وعنائها
على أنها من بلدة الكفر نجت
ويقال أنه ضل له غلام في الليلة التي اجتمع في صبيحتها برسول الله صلى الله عليه وسلم وأنشد البيت السابق .
سكن المدينة على ساكنيها أزكى وأتم التسليم وبقي بها حتى مات سنة تسع أو سبع وخمسين وكان عمره 78سنة ودفن في البقيع بعد أن روى عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسة آلاف وثلاثمائة وأربع وأربعين حديثاً وكان رضي الله عنه من أكثر الرواة قاطبة والله أعلم .
2- أم أبان الدوسية الزهرانية زوجة عثمان رضي الله عنه :
قدم والدها جندب بن عمرو بن حممة الدوسي مهاجراً إلى المدينة في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما مضى إلى الشام مجاهداً فلقى عمر بن الخطاب وقال له يا أمير المؤمنين إن وجدت لها فزوجها ولو بشراك نعل وإلا فأمسكها لديك حتى تلحق بأهلها في السراة وقد استشهد والدها وكانت تدعو عمر بن الخطاب أباها ويدعوها ابنته وفي أحد الأيام و هو يخطب خطر على قلبه رضي الله عنه أن يذكر الناس بها فقال : من له في الجميلة الحسيبة بنت جندب بن عمر بن حممة فتقدم عثمان رضي الله عنه وقال : أنا يا أمير المؤمنين فقال خذها فدفع لها مهرها وقد كان عثمان رضي الله عنه لا يخرج عنها حتى أن سعيد بن العاص قال لعثمان يا أبا عبد الله لقد أقمت عند هذه الدوسية مقاماً ما كنت تقيمه عند أحد من النساء فقال عثمان رضي الله عنه ما بقيت خصلة كنت أحب أن تكون في امرأة إلا وجدتها فيها ما خلا خصلة واحدة فقال : سعيد ما هي قال : إني رجل قد دخلت في السن وحاجتي في النساء الولد وأحسبها حديثة لا ولد فيها اليوم . فتبسمت فلما خرج سألها عثمان ما الذي يضحكك قالت لقد سمعت قولك في الولد وإني لمن نسوة ما دخلت امرأة منهن على سيد قط فرأت الحمراء حتى تلد سيد منه وقد أنجبت له رضي الله عنهما عمراً وعمر وخالد وأبان ومريم.
3- أم شريك الدوسية الزهرانية زوج النبي صلى الله عليه وسلم :
هي غزية بنت جابر الدوسية من الأزد هاجر والدها مع أبي هريرة وغيره من دوس فجاءها أهل أبيها وسألوها هل أنت على دين أبيك قالت نعم فعذبوها عذاباًَ شديداًَ وسألوها هل أنت على دين أبيك قالت نعم فعذبوها عذاباً شديداً حتى إنه يقال : كانوا يطعمونها الخبز والعسل ولا يسقونها الماء لمدة ثلاثة أيام ويطلبونها أن تترك دينها إلا أنها كانت تشير إلى السماء بإصبعها أي التوحيد وهي على تلك الحالة حتى أنها ببرد دلو على صدرها فشربت منه نفسا واحدا فنظرت إلى ذلك الدلو فإذا هو معلق بين السماء والأرض وذكرت تلك المعجزة أكثر من مرة إلا أنها في المرة الأخيرة أخذت تصب على رأسها ووجهها وثيابها وعندما رأوا ما حل بها قالوا لها من أين لك هذه يا عدوة الله قالت عدوة الله غيري فهو من عند الله فانطلقوا إلى قربهم وأدائهم وقالوا نشهد أن ربك ربنا وأن الذي رزقك بعد أن فعلنا بك ما فعلنا ، وأسلموا لله جميعاً وهاجروا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي التي وهبت نفسها لرسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت جميلة وقالت أني أهب نفسي لك وأتصدق بها عليك فقبلها رسول الله وقالت عائشة رضي الله عنها مافي امرأة تهب نفسها لرجل خير ، قالت أم شريك فأنا تلك فسماها رسول الله مؤمنة وقد نزل فيها آية وهو قول الله تعالى : ( وامرأة إن وهبت نفسها للنبي ) فلما نزلت هذه الآية قالت عائشة إن الله يسرع لك في هواك . ويقال إنها من الأنصار والله أعلم .


4- جنادة بن أمية الدوسي الأزدي الزهراني :
ويقال أنه جنادة بن أبي أمية الأزدي ، أبو عبد الله الشامي يقال أنه تابعي ويقال أنه صحابي وتابعي ويقال أنه صحابي وتابعي ثقة والحق أنه صحابي وتابعي متفقان في الاسم وكنية الأب وهو من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم شهد فتح مصر وقد ولاه معاوية البحر وتوفي سنة 80 هـ .
5- جندب بن عمر بن حممة الدوسي الزهراني:
هو والد أم أبان زوج عثمان رضي الله عنه كما تقدم وهو جندب بن عمرو بن حممة بن عوف بن غوية بن سعد بن الحارث بن دبيان بن عوف نب منهب بن دوس . كان يقول في الجاهلية : إن لهذا الخلق خالق لا أعلم من هو فلما بعث الرسول صلى الله عليه وسلم خرج في خمسة وسبعين رجلاً حتى أتى الرسول فأسلم وأسلم من معه وكان يقدم أصحابه على الرسول فرداً فرداً وهو الذي يقال حسبما ذكره ابن حجر عن ابن دريد سائلاً سأل ابن عباس عمن قال هذا البيت :
لذي الحكم بعد اليوم ما تفرع العصا وما علم الإنسان إلا ليعلما
فقال ابن عباس ذاك عمرو بن حممة .

- - الحارث بن عبد الله بن وهب الدوسي :صحابي من العقلاء كان صديقاً لخالد بن الوليد وكان يستشيره في أمره وشهد معركة اليرموك ثم صفين وولاه معاوية البصرة إلا أن أهل البصرة شكوا ضعفه توفي سنة 50 هـ . وفي كتاب الكامل في التاريخ في سنة خمسة وأربعين ولىّ معاوية الحارث بن عبد الله الأزدي البصرة في أولها حين عزل ابن عامر الذي شكا ذلك إلى زياد ، وهو من أهل الشام فاستعمل الحارث على شرطته عبد الله بن عمر الثقفي فبقي الحارث أميراً على البصرة أربعة أشهر وولاها زياداً بن ابيه .
7- الطفيل بن عمرو الدوسي الزهراني:
هو الطفيل بن عمرو بن عبد الله بن مالك بن عمرو بن فهم بن غنم بن دوس كان رضي الله عنه أول من وفد من دوس على الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة .
قصة إسلام هذا الصحابي الجليل :
توجه إلى مكة حاجاً وقد بعثته مكة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم قالوا له : انظر لنا في أمر هذا الرجل وما لديه فلما قدم على الرسول طلب منه أن يسلم فقال إني شاعر فاسمع ما اقول قال الرسول صلى الله عليه وسلم هات قال :
فلا وإله الناس نألم ضربهم ولو حاربتنا منهب وبنو فهم
ولما يكن يوم تزول نجومه تطير به الركبان ، ذو نبأ ضخم
اسلما على خسف ولست بخالد ومالي من واق إذا جاءني حتمي
فلا سلم تحفز الناس خيفة وتصبح كانسات على لحم
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أقول فاسمع ثم قرأ سورتي الصمد والفلق ودعاه إلى الإسلام وأسلم رضوان الله عليه وعاد إلى قومه فأتاهم فكانت ليلة مطيرة حالكة الظلام حتى نزل قرية عظيمة اسمها ثروق وإذا بنور من طرف سوطه فخاف القوم ودعا أبويه إلى الإسلام فأسلم أبوه ولم تسلم أمه ودعا قومه إلى الإسلام ولم يجبه إلا أبو هريرة ، أتى الطفيل النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال : ( اللهم اهد دوساً ) كررها عليه الصلاة والسلام ثلاثاً فلما صلى عليه الصلاة والسلام خاف الطفيل أن يدعو على قومه فصاح رضي الله عنه قال قائلاً : واقوماه فلما دعى لهم الرسول سُرَّ بذلك الطفيل إلا أنه كان على خلاف مع قومه فلما فرغ الرسول من الدعاء لهم قال الطفيل لم أحب منك ذلك يا رسول الله قال عليه الصلاة والسلام إن فيهم أمثالك كثير .
دخل رضي الله عنه مكة وكان رجلاً شريفاً وشاعراً يحب الضيف استقبلته قريش تحذره من محمد قائلة له : إن هذا الرجل يُفرَّق الرجل وولده والرجل وأخيه والرجل وزوجته حتى من كثرة ما أوصوه جعل يحشو أذنه من القطن، ذهب بعدها إلى المسجد قال الطفيل : فوجدت رسول الله قائماً يصلي فقربت منه فسمعت منه كلاماً حسناً فقلت في نفسي وآثكل أمي إني رجل شاعر ولبيب وأفهم الكلام الحسن والقبيح فلم أسمع منه ؟ فلما فرغ عليه الصلاة والسلام انصرف إلى بيته فتبعته حتى دخل داره فدخلت معه فأخبرته بما قال قومه فيه ومن كثرة ما خوفوني أغلقت أذني بالقطن ثم أبى الله إلا أن اسمع فعرض عليّ الإسلام وتلا علي القرآن فقال والله ما سمعت قط قولاً أحسن من هذا ولا أمرا أعدل منه فأسلمت وشهدت شهادة الحق فقلت يا نبي الله إني امرؤ مطاع في قومي ، وأنا راجع إليهم وداعيهم إلى الإسلام ، فادع الله أن يكون لي عونا عليهم فيما أدعوهم إليه ، فقال عليه الصلاة والسلام اللهم اجعل له آية قال فخرجت إلى قومي فإذا بثينة (أي ظهرة مرتفع من أعاليها تجعله يرى القوم ) فإذا أنا بنور بين عيثي مثل المصباح فقلت اللهم في غير وجهي وكان يخشى رضي الله عنه أن يعتقد قومه أنها من أجل فراق آلهتهم ، فتحول النور من وجهه إلى رأس سوطه فرأى القوم ذلك النور فدخل بيته فأتاه أبوه فقال إليك عني أبي فأنت لست مني ، ولست منك قال ولم يا بني ؟ قلت إني أسلمت واتبتعت دين محمد قال : ديني بني دينك قلت له فاذهب فاغتسل وطهر ثيابك ، ثم جاء فرضت عليه الإسلام فأسلم ، ثم أتتني صاحبتي ( زوجته ) فال لها إليك عني فأنتِ لستِ مني ولستُ منك قالت ولم بأبي أنت ؟ قلت لها فرق الإسلام بيني وبينك إني أسلمت وتبعت دين محمد قالت : فديني دينك قلت لها أذهبي إلى حمى ذي الشر فتطهري منه وذو الشر صنم لدوس فقالت إني أخاف على الصبية فقال : أنا ضامن لك ذلك فاغتسلت فعرض عليها الإسلام وأسلمت ، ثم دعوت دوساً إلى الإسلام فأبطاؤا عليَّ ، ثم جئت الرسول في مكة وقلت يا رسول الله إن دوساً غلبتني فادع عليهم فقال رسول الله اللهم اهد دوساً فقال اخرج إليهم فادعهم ، وارفق لهم فخرجت إليهم ، فلم أزل بأرض دوس أدعوهم حتى هاجر الرسول إلى المدينة ومضى بدر وأحد والخندق ، ثم قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعي من أسلم من قومي ورسول الله بخيبر ، حتى نزلت المدينة ومعي سبعين أو ثمانين بيتاً من دوس ، ثم لحقنا برسول الله صلى الله عليه وسلم بخيبر فأسهم لنا مع المسلمين ، وقلنا يا رسول الله اجعلنا ميمنتك ، واجعل شعارنا مبرور ، ففعل رسول الله ، فشاعر الأزد حتى اليوم مبرور . ففي وقعة اليرموك(1) في السنة الثالثة عشر للهجرة كان الأزد ومذحج وحضرموت وخولان فثبتوا حتى صدقوا أعداء الله ، ثم ركبهم من الروم أمثال الجبال . فزال المسلمون من الميمنة إلى ناحية القلب . واستقبلت من أنهزم من الناس يضربنهم بالخشب والحجارة وجعلت خولة بنت ثعلبة تقول :
يا هارباً عن نسوة تقيات فعن قليل ما ترى سبيات
ولا حصيات ولا رضيات
فمكث مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى فتح الله عليه مكة ، فقلت يا رسول الله ابعثني إلى ذي الكفين وهو صنم عمرو بن حممة الدوسي حتى أحرقة وفي شوال من السنة الثامنة لما أراد الرسول السير إلى الطائف بعث الطفيل إلى صنم عمرو بن حممة الدوسي ليهدمه وأن يستمد قومه ويوافيه بالطائف فخرج رضي الله عنه مسرعاً إلى قومه فهدم الصنم وجعل يحش النار في وجهه ويحرقه ويقول :
يا ذا الكفين لست من عبادك ميلادنا أقدم من ميلادكا
إني حششت النار في فؤادكا
فعاد مسرعاً مع أربعمائة فوافوا الرسول بالطائف بعد مقدمه بأربعة أيام ، وقدم رضي الله عنه ومعه منجنيق وقال الرسول يا معشر الأزد من يحمل رأيتكم اليوم ؟ من كان يحملها في الجاهلية ؟ النعمان بن بازية اللهبي قال : أصبتم ) فبعد أن هدم صنم ذو الكفين أسلم القوم جميعاً ومكث الطفيل مع الرسول حتى توفاه الله وخرج مع المسلمين لقتال طليحة وأرض نجد كلها وسار إلى اليمامة ومعه ابنه .
8- عبد الله بن عمرو بن الطفيل الزهراني :
هو عبد الله بن عمرو بن الطفيل ذي النور من فرسان المسلمين ومن أهل النجدة والشدة قتل في موقعة أجنادين سنة 13هـ والله أعلم .
9-عمرو بن الطفيل الدوسي الزهراني :
صحابي جليل سبق الحديث عنه مع أبيه . صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم :
- معيقب بن أبي فاطمة الدوسي الزهراني :
هو دوسي من حلفاء بني أمية لآل سعد بن العاص كن مصاب بالجذام أسلم في مكة وشهد بيعة الرضوان يقال أنه من المهاجرين إلى الحبشة ( الهجرة الأولى ) وكان على بيت المال أيام أبي بكر ثم عمر ثم عثمان وكان على خاتم الرسول وخاتم عثمان .
11- شملية بنت أبي حناءة بن أُزيهر الدوسية الزهرانية :
كانت من أفضل النساء وأجملهن ومن عنايتها بجمالها ابتكرت طرقاً في التجميل والزينة . رضي الله عنهم جميعاً وأرضاهم هذا ما استطعنا معرفته للبعض منهم وقد يكون هناك ما هو أكثر والله أعلم .

علماء قبيلة زهران :
1- أبو الجزاء المحدث الزهراني:
هو أوس بن عبد الله الربعي من ربعة الأزد ، محدث جليل من خيار التابعين ومن كبار المحدثين روى أحاديث عن البخاري وعن أبي هريرة وعائشة وابن عباس وابن عمر وقد زخرت كتب الحديث بالرواية عنه .
2- بشر بن عمر الزهراني:
هو بشر بن عمر بن الحكم بن عقبة من كبار المحدثين ووصف بالصدق والثقة توفي بالبصرة سنة 207هـ .

3- الخليل بن أحمد الفراهيدي الشبابي الدوسي الزهراني :هو أبو عبد الرحمن بن أحمد بن عمرو بن تميم الفراهيدي ويقال : الفرهودي اليحمدي ، واليحمد بطن من بطون زهران يدعى بهذا الاسم حتى الآن وكان إمام في علم النحو . وهو الذي استنبط علم العروض وأخرجه إلى الوجود . وقيل أن الخليل دعا الله في مكة أن يرزق علماً لم يسبقه أحد إليه فرجع من حجته ففتح عليه في علم العروض . ويقول حمزة بن الحسن الأصبهاني في حق الخليل بن أحمد في كتابه الذي سماه ( التنبيه على حدوث التصحيف ) وبعد : فإن دولة الإسلام لم تخرج أبدع للعلوم التي لم يكن لها عند علماء العرب أصول من الخليل ، وليس على ذلك برهان أوضح من علم العروض الذي لا عن حكيم أخذه ولا على مثال تقدمه احتذاء . ويقول : ومن تأسيسه كتاب العين الذي يحصر لغة أمة من الأمم قاطبة ، ثم من إمداده سيبويه من علم النحو بما صنف منه كتابه الذي هو زينة لدولة الإسلام .
كان يتقاضى راتباً من سليمان بن حبيب المهلب بن أبي صفرة الأزدي وكان والي فارس والأهواز فكتب إليه يستدعيه ورد عليه الخيل بأبيات من الشعر قال فيها :
أبلغ سليمان أني عنه في سعة وفي غنى غير أني لست ذا مال
شحا بنفسي أني لا أرى أحدا يموت هزلا ولا يبقى على حال
والفقر في النفس لا في المال ومثل ذاك الغنى في النفس لا في المال
قطع عنه سليمان الراتب عندما سمع بتلك الأبيات فرد الخليل قائلاً :
إن الذي شقٍ فمن ضامن للرزق حتى يتوفاني
حرمتني خيراً قليلاً فما زادك في مالك حرماني
فبلغت سليمان فأقامته وأقعدته ، وكتب إلى الخليل يعتذر إليه وأضعف راتبه فقال الخليل :
وزلة يكثر الشيطان أن ذكرت منها التعجب جاءت من سليمانا
لا تعجبن لخير زل عن يده فالكوكب النحس يسقي الأرض احيانا
ولد رحمة الله سنة 100هـ وفي كتاب الكامل في التاريخ ذكر الخليل بن أحمد توفي سنة 160هـ كان زاهداً ويقال أنه كان يحج سنة ويغزو سنة امتاز عن أهل عصره في المعارف ويقال أنه سيد أهل الأدب قاطبة وهو شيخ سيبويه في علم النحو ، وقد برع في علم الموسيقى فاخترع علم العروض في أوزان الشعر وهو أول من ألف معجماً للمفردات اللغوية ورتبه على مخارج الحروف فابتدأ بحرف العين ، وصنف مصنفات أوصلها بعضهم إلى 38 مصنفاً بقي بين أيدينا منها ( كتاب العين) ورسالة ( معاني الحروف ) . وهو شيخ الحنفية في زمانه كان مقدماً في الفقه والحديث سمع ابن جرير ، والبقوي وابن صاعد وغيرهم ، ولهذا سمي باسم النحوي المتقدم .





رد مع اقتباس