عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 18-10-2011, 08:58 PM
خاتم الجابري خاتم الجابري غير متواجد حالياً
 






خاتم الجابري is on a distinguished road
افتراضي كذب الشعراء وان صدقوا

كذب الشعراء وان صدقوا
لا أعلم سر مفخرة العرب والناس عموماً بخاصية الشعر !

مع أن المعروف أن أصدق الشعر أكذبه ، وهو كذب صريح يراد به تجميل الصورة وسرعة رسوخها في الأذهان ..

وقمة الاستخفاف حينما يأتي احدهم فيصف حبيبته لك بأنها مهرة ..

ويأتي آخر ليصف حصانه بأنه صخرة تسقط من أعلى الجبل !


أذواق الناس تختلف في تقبلها للشعر ، وبعضها يختلف في قبولها حسب أغراض الشعر نفسه .. منهم من يحب الحكمة ، و آخرون الفخر .. وكثير يحبون الغزل .. الخ


أحببت غرض الحكمة كثيراً ولعل هذا كان سبب سرعة حفظي له .. بالنسبة لحفظي للاغراض الاخرى ، مع العلم بأني بطئ الحفظ جداً .

وكرهت الفخر كذلك ... ولعل هذا سبب آخر ليجعل حفظي له سهلاً ، فأنا أحفظ ما أحب وما أكره أيضاً


فكلام عمرو بن كلثوم حينما يقول : ونشرب إن وردنا الماء صفواً ، ويشرب غيرنا كدراً وطيناً
لا يعدو أن يكون ( هياط ) كما يسمى في العصر الحاضر ، وكذباً أيضاً .. واستخفافاً بعقول العرب .

وغيره كثير من الواصفون الكذابون ، فهل يعقل أن يصف أحدهم خيله بقوله :
له أيطلا ظبي وساقا نعامة .. و إرخاء سرحان وتقريب تتفل !

هذا يا امرؤ القيس لا يسمى خيلاً ، بل يسمى كوكتيل حيوانات .. بارك الله فيك!

ومن حسن حظك أنك كنت في وقتك ملكاً ، و إلا ( راحت عليك ) يا نصاب *88*

بينما نرى في الجانب المقابل الكثير من القصائد الرائعة والتي ظلمت إعلامياً في وقتها والآن كقصيدة لقيط بن يعمر الإيادي والتي جاءت في غرض النصح والتحذير .. جاء فيها :

قوموا قياما على أمشاط أرجلكم .. ثم افزعوا قد ينال الامر من فزعا !

هذه القصيدة فيها كثير من الصور الرائعة والحكم المميزة .. وهي تعد من عيون الشعر العربي في العصر الجاهلي ، ولكن يبدو أن العرب كانوا يستخدون الواسطة أيضاً حتى في ذلك الوقت .. فلم يستطع لقيط بأن يفوز بشاعر المليون في وقته ولم يستطع أيضاً دخول خيمة سوق عكاظ لإلقاء قصيدته أمام اللجنة والتي هي بقيادة حكم القصائد آنذاك .. النابغة الذبياني

ومن المفارقات أن النابغة لم يكن في وقتها ملكاً .. أو وجيهاً .. بل عاش سنين طويلة هارباً مهدر الدم من ملك المناذرة .. ثم جاء واعتذر إليه بقصيدته الشهيرة . ليس هذا فحسب بل إنه اشتهر بغرض الاعتذار !

( رخمه ) إن صح القول

وهو الذي يجرح القصيدة ويعدلها ويقيمها حسب رأيه دون استعانة برأي الجماهير !!




أضف إلى كل ما تقدم .. أن هناك من يقول بأن القصائد الجاهلية كلهــــــا أكذوبة ! ولديهم قناعات بأنه لم يكن هناك يوماً ما يسمى بالمعلقات !!!

لولا هذا الكلام لقلت بأنني أقول شيئا ليس ذا قيمة ، لكن الحمد لله أن أوجد من يقول مثل ما في السطرين السابقين .. فأنا أفضل من غيري على الأقل في إثبات القصائد الجاهلية


ختاماً : ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلاً .. ويأتيك بالأخبار من لم تزوّدِ ..