شويت اللحم فوق السطحِ ليلاً
فشمَّ الهرُّ رائحةَ الشّواءِ
ولم أعلم بما قد كان يجري.
فكلٌّ همه شمُّ الهواءِ
ولمّا يكتملْ طهيي وشويي
فمازال الشّوا نصف استواء
أتتني هرّةٌ تمشي بغنجٍ
مرفّهةٌ تعيش بلا عناءِ
مدللةٌ في الأحياء تمضي
ولا أثر لعَيْشٍ في العراءِ
تمر أمام عيني ثم تجري
بكعبٍ عاليٍ وبلا غطاءِ
فترميني بطرف العين حتّى
تغازلني بلينٍ والتواءِ
فإن غضّيت طرفي عن هواها
تغنّي لي بألحان المواءِ
دنت من موقدي تشتم عطراً
فسال لعابها فوق الرداءِ
جثت فوق الفراش بكل خبثٍ
تخافتني بهمسٍ في دهاءِ
تقول : ببطنها داءٌ مريرٌ
وفي ذا اللحمِ شيءٌ من دوائي
فقلت لها اصبري صبرا جميلا
إليكِ اللحم في هذا الحساءِ
أصابت منه حتى أومأت لي
أنا عطشى فألحقني بماءِ
تروت ثم ماوت ألف شكر
وأكرمني بباقي ذا العشاء
فلم تبقي لنا منه حساء
ولم أحظى بشيئ من شوائي
أكلنا الخبز مدهونا بجبن
وكان ألذ في ذاك المساء
لئلا يوسعونا اليوم ذما
بنو ِهرٍّ فنصبح في شقاءِ
إليكم يا أحبتنا سلام ٌ
ومن بعد السلامِ إلى اللقاءِ