عرض مشاركة واحدة
قديم 07-09-2015, 12:13 AM   #2
الراس الصغير
 
الصورة الرمزية الراس الصغير
 







 
الراس الصغير will become famous soon enough
افتراضي رد: من التراث ,قصص ,سواليف ومواقف مضحكة

الحكاية الثانيه ..
كان قديما همهم الاول والاخير كيف تعيش اهلك وحلالك وتجدهم من قبل صلاة الفجر حتى مغيب الشمس وهم في عمل دؤب
وهنا نذكر قصة احدهم مع فلاحة ارضة وشريكه في نفس البير
أستيقظ كالعادة قبل أذان الفجر، وكان قد [أ وصى ] وأخبر ابنه عبد الله قبل أن ينام أنه سيسرح معه غداً وعليه أن يستعد لذلك ، وما لبث أن استيقظ في الموعد المحدد ثم التقط ( العرقة ) ، ونزل السـِفـْل ، واخرج الثيران ، وكان ابنه على الموعد ، انطلقا قبل أن تـُسـفـِِّر ، يهبطان سفح الجبل عبر الطريق المتعرج ، ولا يكاد احدهما يبصر الأخر من شدة الظلام ، وصلا رأس البئر ، وكانت العداد موضوعة على قرون البئر منذ الأمس ، صف الثورين في رأس المجرة أمام القف ، وبدأ يشد على كل منهما القتب ذو الأربطة الثلاثة واحد من الوسط من تحت البطن ، والأخر ( اللبب ) وياتي من المقدمة من تحت الرقبة ، والثالث من الخلف من تحت الذيل ، ولما فرغ من ذلك انتقل إلى قرون البير ليتأكد من حسن تركيب السهمان السفلية التي تحمل الدراجة والعلوية التي تحمل المحالة ، وبعد تأكده من سلامة كل شئ وقف بين الثورين ، وأمسك بالرشائن ونهزهما ليتأكد من امتلاء الغربين بالماء ، وحين تأكد من ذلك تقدم خطوة
ثم ذكر الله وهلل وكبر، ثم قال كلمة السَوُقْ المشهورة :
[ عـــلّ وعلى الله الفرج ] ، فانطلق الثوران في العالية الأولى ، وهو من خلفهما وابنه أمامهما ليرى طول العداد وقصرها ، وتوازن الرشا والمقاط ، وامتلاء الغرب ، ودقة الوضع الصحيح لأحجار النهاية ، كان يفعل كل ذلك ، ويدوزنه كما يفعل عازف العود قبل بداية العزف حتى يتم استمرار السوق بكل دقة ومهارة ، وبعد أن تأكد أبوعبدالله من أن كل شئ في رأس البير وفي المجرة على مايرام أسلم العـَرَقْة لإبنه ، ليحل محله ، ثم اتجه إلى القف ، ووقف فيه ليطمئن على أن كافة الترتيبات تسير بالطريقة الصحيحة ، والماء البارد المنسكب من الغرب يغسل قدميه ، ولما اطمأن على أن كل شئ على مايرام حمل ( مسحاته) الصغيرة المدببة الرأس وبدأ في تتبع فلج الماء المتجه إلى الركيب بعناية فائقة ، ثم ما يلبث أن ينحني هنا أو هناك لإزالة بعض الغثاء أو النباتات الطويلة التي يمكن أن تعيق انسيابية المــاء وتدفقه ، وصل مع الماء إلى أول قصبه ، وهناك انتصب قائما يجيل نظره في أشهر بلاده الركيب وهو ممتلئ بعصف الحنطة الأخضر من الطرف إلى الطرف ، نظر في كل قصبة ، ورمق كل سنبلة بعين الرضا ، ثم رفع بصره إلى السماء وحمد الله وشكره على هذه النعمة ، وعلى هذا الخير وســأله سبحانه وتعالى أن يجود بالغيث ، امتلأت القصبة الأولى والثانية بالماء ، ثم التي تليها وأبو عبدالله ( يُحرِّف ) الماء من قصبة إلى أخرى ، وعندما وصل الماء إلى الفارعة من الشطي الأول ، وضع المحرافة إلى جوار الخزانة واتجه إلى ابنه عبدالله الذي بدأ التعب يظهر عليه دون أن يتململ أو يتذمر قفز كالحصان إلى المجرة وهو يضحك ويقول :
تعبت وأنا أبوك يا عبدالله ..؟
أجابه وقد تأكد انه قد جاء ليكفيه
لا .. لا خلني أسوق شويه
قال ذلك الأب الطيب : ماقصرت وخلني أكفيك شويه ولا تنسى أن مابقي لنا من شربنا إلا ( العصر) وماظنيت أنها بتسدنا
استلم العرقة من ابنه ثم قال له : لا تحرف عن القصبة حتى تمتلئ ، الله أعلم متى يزيد يجي شربنا .
اتجه عبدالله نحو الفلج وبنفس طريقة والده تتبع الماء من القف وحتى فارعة الشطي
أما والده فقط أطلق حنجرته بقصائد معروفه تقال دوما مع السانيه
نشط أبو عبدالله ونشطت ســانيته وهو يردد هذه الكلمات الرائعة المعبرة كررها عدة مرات ولم يتوقف عن الغناء إلا على صوت يحييه بالسلام إنه ( جاره اللدود ) ذلك الرجل الفض الذي يضيق ذرعا بكل شئ .
بعد التحايا قال لأبي عبدالله انت شربك ينتهي ظهيرة اليوم
وولدي ذلحين بياجي بالعداد عشان أركبها إلى أطلقت عدادك ...!
أطلق الكلام بخشونة بالغة وكأنه يحذره ..!
رد أبو عبدالله : الله يكتب مافيه الخير ، ولكن إلى ما غلقت وبقي علي شويه من القصاب ماسقته وش السـواه ..؟
رد الجار : غلقت وإلا ما غلقــت لك إلى أذان الظهر
قال أبو عبد الله : ويرضيك يبقى من عيشي شي ما أسوقه
رد عليه يرضيني وإلا ما يرضيني شربك وأخذته بالوفا والتمام ، وشربي باخذه بالوفا والتمام ،
لك نهارين وطرف ، ولي نهارين وطرف
وكلا يسده شربه ، ولو كان هبت عمها عمها لسدك شربك ، لكنك تمليها حتى تترع هم تقل مايسدني شربي ..!!
سكت أبو عبد الله منعا للشــر وقال أبشر يا شريكي ما فالك إلا السعد والكرامه
وعسى الله انه يرحمنا برحمته ، انصرف الجار بعد أن تأكد أن أبي عبدالله صادق ولن يغير كلامه
استمر أبو عبدالله في السوق بعد انصراف شريكه ، وبدأ يغني
ولما استوى الضحى ، وبدأت الشمس تغازل عنـــان السماء بدأ ، الجهد والتعب يأخذان مأخذهما من أبي عبد الله ومن ثوريه الأصبحين ، فقد كانوا في سباق مع الزمن ولا يود إلا الوفاء بالوعد ، وبينما هو بين التعب والمكابدة والسباق مع الزمن ، إذا بمجموعة كبيرة من الناس تمر بالقرب منه ومعهم بعض صـِبـْيـَةٌ صغار يقودون أمامهم ثور سمين ، وهم في طريقهم لصعود تله قريبة تسمى ( القزعه ) ســألهم أبو عبدالله
وين يالربع ..؟؟
أجابه مجموعة منهم بشكل جماعي :
( نتســـقى ) نستسقي .
ضحك وقال مازحاً : ولا بيجيـــب المطر إلا انتم ....؟
رد عليه رجل ستيني العمــر : والله ما نعود وأنا خالك إلا به....!
صمت الرجل وفي نفسه
[ وأن فيكم من لو أقسم على الله لأبره ]
صعد القوم إلى رأس التلة وهناك استحضر كلهم قدرة الله ورحمته صلوا ودعوا وأخلصوا في الدعاء وناجوه مناجاة المكروب ذي الحاجة وفجأة وفي أثناء عودتهم تغير لون السماء الأزرق وغطتها السحب السوداء الداكنة وبأسرع من لمح البرق تغير كل شئ هطلت السماء بماء منهمر، وما أن حاذوا أبا عبدالله الذي كان منهمكاً بطي حباله وعداده حتى صاح فيه خاله ( عشــاك ) جينابه وأنا خالك وإلا لا ........؟
رد عليه في خجــل وقال : له الحمد وله الشــكر
كان المنظــــر أبلــغ من كل جــواب وهطول المطر الغزير هو المتحدث الوحيد
أسرع القوم إلى القرية وهناك ذبحوا ثورهم حــمداً وشــكراً لله وقسموه بين فقراءهم وتقاسموا مازاد من لحمه بينهم وفي تلك الليلة هنئ الأطفال والنساء والرجال بلذيذ العشــاء وتمتعوا بوجبة سـاخنة من لحم الثور الطازج وامتلأت القرية برائحة المرقة الجديدة السـاخنة وامتلأت البطون كما امتلأت البلاد والآبار بالمــاء وارتوت مزارعهم وانشرحت صدورهم وباتوا في أســر حال

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
لا اله الا الله
أخر مواضيعي
الراس الصغير غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس