منتديات زهران  

العودة   منتديات زهران > المنتديات العامة > الإسلام حياة

الاستمرار على العمل الصالح


الإسلام حياة

موضوع مغلقإنشاء موضوع جديد
 
أدوات الموضوع
  #1  
قديم 20-09-2011, 10:23 PM
الصورة الرمزية عبدالرحمن الخزمري
عبدالرحمن الخزمري عبدالرحمن الخزمري غير متواجد حالياً
 






عبدالرحمن الخزمري is on a distinguished road
افتراضي الاستمرار على العمل الصالح

الاستمرار على العمل الصالح

بقلم: د. عبدالعزيز بن عبدالرحمن التويجري حفظه الله.




يقول الله وعزَّ جلَّ: {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} [الأنعام: 162 - 163].



فحياةُ المؤمِنِ كلُّها لله، كلُّها سعيٌ فيما يقرِّبه إلى اللهِ، كلُّها مَعمورَة بطاعةِ الله، المؤمنَ حقًّا يوقن بأنّ اللهَ خلَقَه لعبادتِه، واستخلفه في الأرض ليعمرها بطاعته، وحياة المؤمن لا تنفصِل عنِ الخيرِ أبَدًا، فهي ما بَينَ أقوالٍ يقولها، وأفعال يفعلها، واعتقادات يعتقدها، وهو بذلك يسابق سائر المخلوقات في العبادة، ويتذكّر قولَ الله عزَّ وجلَّ في ملائكَتِه:


{يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ } [الأنبياء: 20]،



فاللِّسان رطب من ذِكر الله والثناءِ عليه، استغفارًا وتوبَةً وتعظيمًا لله، والجوارح منشغلة بطاعة الله من صلاة وصدقةٍ وصوم وحجٍّ وبرّ وصِلَة وأمرٍ بالخير ونهيٍ عن الشرّ ونصيحَة وتوجيه.

المؤمنُ حقًّا يعلَم أنّ حياتَه حياةُ العمَل واكتسابِ الفَضَائل، وأنّ موسم هذا العمَل سينقضِي إذا فارقت الروح الجسد: "إذا مات ابن آدم انقطع عمله"، ينقضي وقت العمل وموسم الزرع والغرس، ويبدأ موسم الحصاد وجني الثمار، وعندها يفرح الصالحون بحسناتهم، ويندم المخطئون على سيئاتهم:


{فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيهْ (19) إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيهْ (20) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ (21) فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ (22) قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ (23) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ (24) وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيهْ (25) وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيهْ (26) يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ (27) مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيهْ(28) هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيهْ (29)} [الحاقة].


في هذِه الدّنيا يتفاوَت العِباد، فمِن ساعٍ في زَكاةِ نفسِه وإسعَادِها في دارِ القَرار، وتخليصِها من عذابِ النار، ومِن سَاعٍ في إهلاكها وإِذلالها، فقد جاء في الحديثِ:

(كلّ الناسِ يغدو؛ فبائعٌ نَفسَه فمُعتِقُها أو موبِقها)


وقد قال ربَّنا جلّ وعلا لأكمل الخلق خشية لله ومعرفة بالله:


{وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ } [الحجر: 99]


وقال له ولأصحابه:
{فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْاْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ } [هود: 112]


وأثنى على المستقيمين بقوله: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ } [الأحقاف: 13]، وبقوله: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ (30) نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ (31) نُزُلاً مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ } [فصلت: 30 - 32].


إنّ الاستقامةَ الحقّة هي لزومُ المؤمِن للطّريق المستقيم، واستمرارُه على الأعمال الصالحات، واجتنابُه المحرمات والمنهيات، ليس في وقت دون وقت، أو زمان دون زمان، بل في كل وقت وحين.

يقول الله تعالى محذِّرًا من الانحراف بعد الهداية، والعودة إلى المعصية بعد الطاعة: {وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثاً} [النحل: 92]، فالذي يستقيمُ يومًا أو شَهرًا ثم ينحرِف عن الحقّ قد هدَم صالحَ عمله، وأحرقَ حسناته، فأصبح شبيهًا بتلكمُ المرأة التي تُبرم غزلَها أوَّلَ النهار وتنقضُه آخرَه، وذلك مثل من يجدُّ في مواسم الخير، ويضاعفُ فيها الجهد طلباً لعظيم الأجر، فإذا انقضى الموسم عاد إلى معاصيه، فأبطل ما حصَّل من عمل صالح، فالأجر والثواب في ذلك الموسِم ربما يضيع إذا عادَ الإنسان إلى سَفَهه وغيِّه، وأفسد ما قدَّم من عملٍ صالح بعودته إلى ما كان عليه من معاصٍ من أهمها ترك الصلاة أو التهاون فيها، أو العودة إلى أكل الحرام وشرب الحرام والنظر الحرام والسمع الحرام والقول الحرام والفعل الحرام.

إن مواسِم الخير إنما شرعت ليضاعِف المسلم الجهدَ ويزداد من الخير والتَقوَى، وإذا كان المسلم صادقاً في العبادة بقيت آثارُها على حياته، وكانت معيناً له على الاستمرارِ على الطاعة والبعدِ عن المعصية، واستبدالِ الأعمال الصالحة بالأعمالِ السيئة، ومصاحبةِ الأخيار بدل المفسدين الأشرار، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم:

"الصلواتُ الخمس والجمعةُ إلى الجمعة ورمضانُ إلى رمضانَ مكفِّراتٌ لما بينهنّ ما اجتُنِبت الكبائر" وهذا من فضل الله أن يكفر صغائر الذنوب التي قد لا يتمكن الكثيرون من التحرز منها، ببركة قبول العمل الصالح، مثل الصلوات الخمس والجمعة ورمضان، فليحذر المسلم الانتكاسة بعد الهداية، والعودة للمعصية بعد الطاعة، فإن للطاعة لذة من استشعرها فحري به أن يحرص عليها، وألا يفقدها.

إذا كنت - يا أخي الكريم - تؤمُّ المسجدَ في الأوقاتِ الخمسة وتحرص على صلاةِ الجماعة: فجرًا وظهرًا وعصرًا ومغربًا وعِشاءً، فابقَ على هذا العمَل الصالح ولا تهجر المسجدَ وتهمل الصلاةَ وتضيعها بعدما ذُقتَ لذّة الطاعة؟!

وإذا كنت تلوتَ كتابَ الله، وتدبرته، ووقفتَ على ما فيه من وعدٍ ووعيد، وترغيبٍ وترهيب، وقصَص وغير ذلك، فلا تزهد فيه وتعرض عنه، بل حافظ على تلاوته آناء الليل وأطراف النهار؟!

وإذا كنتَ ممن حافظ على النوافلِ من السنن الرواتب وصلاة الضحى وقيام الليل، فواصل هذه العبادة الممتعة التي تخلو فيها بخالقك، وتبث له شكواك، وتُسِرُّ إليه بحاجتك، ولا تتركها وتحرم نفسك منها؟!

وإذا كنت تخلَّقتَ بالحِلم والصفحِ والإعراض عن الجاهلين، وتحمَّلت مساوئَ أخلاق الآخرين، فليبقَ هذا خلُقًا لك على الدّوام، ولا تعدْ إلى سرعة الغضب، وما ينتج عنه من سوء اللفظ أو سوء العمل؟!

وإذا كانت يدك قد جادَت بالخير وسحّت بالعطاء، رغبة في نيل أجر المتصدقين، فاستمر على مساعدة الضعفاء والفقراء، ولا تقبض يدك عن الخير، وتحرمها الثواب الجزيل والأجر العظيم؟!

إن أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قلّ، فلنحرص على العمل الصالح ما دامت الأرواح في الأجساد، فلا حد لتوقف العمل إلا بانقضاء هذه الحياة الدنيا، والله تعالى يقول: {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ } [الحجر: 99].


اللهم تقبَّل منّا أعمالنا، ووفِّقنا في مستقبَل أمرنا لكلّ عملٍ يحبّه ويرضاه، واجعلنا ممن ذاقَ حلاوةَ الإيمان واستقرَّ الخيرُ في نفسه واستمرَّ على صالح العمَل، إنّك على كلّ شيءٍ قدير.
أخر مواضيعي
قديم 20-09-2011, 11:00 PM   #2
أبوعدي

مراقب عام
 
الصورة الرمزية أبوعدي
 







 
أبوعدي will become famous soon enough
افتراضي رد: الاستمرار على العمل الصالح

جزاك الله خيراً .,. بارك الله فيك .,. لك مني أجمل تحية .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
إذا أردت أن لا تندم على شيء فـ افعل كل شيء لوجه الله...
أخر مواضيعي
أبوعدي غير متواجد حالياً  
قديم 20-09-2011, 11:15 PM   #3
ابو احمد العدواني
مراقب عام
 
الصورة الرمزية ابو احمد العدواني
 







 
ابو احمد العدواني is on a distinguished road
افتراضي رد: الاستمرار على العمل الصالح


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
كفارة المجلس: سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك وأتوب إليك .
أخر مواضيعي
ابو احمد العدواني غير متواجد حالياً  
قديم 21-09-2011, 12:14 AM   #4
Mansour Al-zahrani
مشرف قسم الطب والطب البديل
 
الصورة الرمزية Mansour Al-zahrani
 







 
Mansour Al-zahrani is on a distinguished road
افتراضي رد: الاستمرار على العمل الصالح

جزاك الله كل خير

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
((أسْتَغْفِرُ اللهَ العَظِيمَ الَّذِي لاَ إلَهَ إلاَّ هُوَ، الحَيُّ القَيُّومُ، وَأتُوبُ إلَيهِ))


أخر مواضيعي
Mansour Al-zahrani غير متواجد حالياً  
قديم 21-09-2011, 05:57 AM   #5
الزهره البريئه
 
الصورة الرمزية الزهره البريئه
 







 
الزهره البريئه is on a distinguished road
افتراضي رد: الاستمرار على العمل الصالح

جزاك الله خير وجعل ماكتبت في ميزان حسناتك

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
أخر مواضيعي
الزهره البريئه غير متواجد حالياً  
قديم 21-09-2011, 08:12 AM   #6
ابو عادل العدواني

إداري أول
 
الصورة الرمزية ابو عادل العدواني
 







 
ابو عادل العدواني is on a distinguished road
افتراضي رد: الاستمرار على العمل الصالح

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://www.zahran.org/vb/backgrounds/21.gif');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

[glow=#080801][glow=#FFFF00]
عبد الرحمن بن عايض
جزأك الله الجنة
وجعل الله ما نقلت في موازين حسناتك
واسأل الله العلي القدير لنا ولكم الأجر والمغفرة
وبارك الله فيك
[/glow]
[/glow]


[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع



أخر مواضيعي
ابو عادل العدواني غير متواجد حالياً  
قديم 21-09-2011, 08:56 AM   #7
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: الاستمرار على العمل الصالح

غفر ألله لي ولك والمسلمين جميع وجزاك ألله خير أبو
عائض

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع

اذكروني بدعوه رحمني ورحمكم الله
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم



أخر مواضيعي
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً  
قديم 21-09-2011, 05:22 PM   #8
عبدالرحمن الخزمري
 
الصورة الرمزية عبدالرحمن الخزمري
 







 
عبدالرحمن الخزمري is on a distinguished road
افتراضي رد: الاستمرار على العمل الصالح

أخر مواضيعي
عبدالرحمن الخزمري غير متواجد حالياً  
قديم 24-09-2011, 03:20 AM   #9
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: الاستمرار على العمل الصالح

جزاك ألله خيـــــــــــــر أخي
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع : الاستمرار على العمل الصالح
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
علامات قبول العمل الصالح عبدالرحمن الخزمري الإسلام حياة 10 20-05-2011 05:14 AM
هل تعتقد أن شركات المشروبات الغازية قادرة على الاستمرار في رفع أسعارها بعد خسائر بملا عاشق المستديرة المنتدى العام 11 13-01-2010 01:07 PM
السامي السـامي الترحيب والمناسبات 8 23-09-2007 10:26 PM


الساعة الآن 10:41 AM.


Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع ما يطرح في المنتديات من مواضيع وردود تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة
Copyright © 2006-2016 Zahran.org - All rights reserved