![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#1
|
||||
|
||||
![]()
حُكيَ عن عبدالله بن مسعود - رضي الله عنهما - أنه كان يُحدِّث عن أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - أنه قال: خرجت في تِجارة قبل أن يُبعَث النبي - صلى الله عليه وسلم - فمرَرتُ على شيخ من الأزد، عالم، قد قرأ الكتب وحوى عِلمًا كثيرًا، وأتى عليه من السنين ثلاثمائة سنة، قال: فلما تأمَّلني قال: أحسبك حَرَمِيًّا، قال الصديق: فقلت: نعم، أنا من أهل الحَرَم، قال: أحسبك تَيميًّا، فقلتُ: نعم، أنا من بني تيم بن مرة بن عبدالله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم، قال: بقي لي فيك واحدة، قلتُ: ما هي؟ قال: اكشِف لي عن بطنك، قلت: لا أفعل، أو تُخبِرني لمَ ذلك؟ قال: إني أجِد في العِلم الصحيح الصادق أنَّ الله يبعث نبيًّا من الحَرَم يُعاوِنه على أمره فتًى وكَهْل، أما الفتى فخَوَّاض غمرات وكاشِف مُعضِلات، وأما الكهل فأبيض نحيف على بطنه شامَة وعلى فخِذه الأيسر علامة، فلا عليك أن تُريَني ما خَفيَ عليَّ، قال الصديق: فكشَفتُ له عن بطني فرأى شامَةً سوداء فوق سُرَّتي فقال: هو أنت وربّ الكعبة! وإني مُقْدم إليك في أمرٍ فاحذَره، قلتُ: وما هو؟ قال: وإيّاك المَيل عن طريق الهدى وتمسَّك بالطريقة المُثلى وخَفِ الله - عز وجل - فيما أعطاك وخوَّلك، قال أبو بكر الصديق - رضي الله عنه -: فقضيتُ إرَبي باليمن ثم أتيتُ الشيخ لأُوَدِّعه فقال: أحامِلٌ منّي أبياتًا لذلك النّبي؟ قلتُ: نعم، فأنشَد يقول:
ألم ترَ أني قد سَئمتُ مَعاشِري ونفسي وقد أصبحْتُ في الهَجر راهِنا حَييتُ وفي الأيام للمرء عِبرةٌ ثلاثَ مئينَ بعد تِسعينَ آمِنا وصاحبْتُ أحبارًا أناروا بعِلمهم غياهِبَ جَهلٍ ما ترى فيه طابنا وكم عَنشَليلٍ فوق راهِب قائمٍ لقيتُ وما غادَرْتُ في البحث كاهِنا وكلُّهمُ لمَّا تفطَّنتُ قال لي فإن نبيًّا سوف تلْقاه دائمًا بمكَّة والأوثان فيها غزيرةٌ فيَركسُها حتى تَراها كوامِنا فما زلتُ أدعو الله في كل حاضرٍ حَللتُ به سرًّا وجَهرًا مُعالِنا وقد خمدَتْ منِّي شَرارة قوَّتي وألفيتُ شيخًا لا أُطيق الشَّواجِنا وأنتَ وربِّ البيتِ تَلقى محمدًا بعامِكَ هذا قد أقام البَراهِنا فحيِّ رسولَ الله عنِّي فإنني على دينه أحيا وإن كنتُ واهِنا فيا لَيتَني أدركتُه في شَبيبتي فكنتُ له عبدًا وَلِيَّ العَجاهِنا وما كشحَتْ بالجهلتَين وشيحَة وما خلَّد الطود المُبالِغ عادَنا قال أبو بكر - رضي الله عنه -: فحفِظتُ وصيّتَه وشعره، وقَدِمتُ مكة فجاءني شُعبة بن ربيعة وأبو جهل بن هشام وأبو البختري وعقبة بن أبي معيط ورجال من قريش مُسَلِّمين عليّ، فقلتُ: هل حدَثَ أمر؟ فقالوا: حدَث أمر عظيم، هذا محمد بن عبدالله يزعم أنه أرسَله الله إلى الناس، ولولا أنت ما انتظَرنا به فأنت النّهية، قال أبو بكر الصديق - رضي الله عنه -: فأظهرتُ تَعجُّبًا وتَفرَّقوا، وذهبت أسأل عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقيل: هو في منزل خديجة بنت خويلد، قال: فقرَعت الباب عليه فخرج إليَّ، فقلتُ: يا محمد فُقِدت من نادي قومك فاتَّهموك في غَيبتك وأنك ترَكت دين آبائك، فقال لي: ((يا أبا بكر، إني رسول الله إليك وإلى الناس كلهم، فآمن بالله))، فقلت: وما آيتُك؟ قال: ((الشيخ الذي أخبَرك عني وأفادَك الأبيات))، قلت: ومَن أخبرك بهذا يا حبيبي؟ قال: ((المَلِك العظيم الذي نبَّأ الأنبياءَ قَبلي))، فقلتُ: أشهد أن لا إله إلا الله وأنَّك رسولُ الله، فانطلَقتُ وما أحد أشد سرورًا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بإسلامي. قلت: وهذا تفسير بعض الألفاظ من الأبيات، قوله: راهنا، الرّاهنُ هو المُقيم البائت، وقوله: طابنا، الطّابنُ بالشيء العارف به، وقوله: الشّواجنا، الطُّرق المختلفة المُتداخِلة فلعله أراد: لا أُطيق السَّير، وقوله: واهنًا، أي ضعيفًا، وقوله: العَجاهنا، أي الذي يتَلَهى بحديثه ويضحك، وقوله: الجَهْلَتين هما جانِبا الوادي، وقوله: الوشيحَة، عِرْق الشجر الملتفَّة، وقوله: المبالغ، أي مُطاول، وقوله: عادنا أي مقيمًا، انتهى؛ من الكميلي في الباب الثاني. رابط الموضوع: http://www.alukah.net/culture/0/45750/#ixzz2dXx30jVQ |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#2 |
عضو مميز
![]() |
![]() الف شكر بارك الله فيك نتمنى منك المزيد |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#3 |
مشرف قسم الاسلام حياة وقسم التغريدات
قسم العام ![]() |
![]() شكرا لمرورك على موضوعي وهذا شرف لي ووسام على صدري
|
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#4 |
كبار الشخصيات
مشرف القسم العام مشرف قسم الحوار ![]() |
![]() موضوع رائع تشكر عليه اخي الكريم
تقبل مروري وتحياتي |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#5 |
مشرف قسم الاسلام حياة وقسم التغريدات
قسم العام ![]() |
![]() العفو و شكرا لمرورك على موضوعي وهذا شرف لي ووسام على صدري
|
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الله يغفر لأبي ماخذ لي الا ونيت • عمالقة الشعر البيضاني وعبد الواحد | ابو عازب العدواني | الموروثات الشعبية | 4 | 06-04-2013 09:07 PM |
سيرة ابي بكر الصديق رضي الله عنه | Mansour Al-zahrani | الإسلام حياة | 9 | 20-06-2010 01:44 AM |
وصايا سبع جامعة من النبي صلى الله عليه وسلم لأبي ذر | ابو عادل العدواني | الإسلام حياة | 16 | 25-05-2009 02:57 PM |
فتوى بخصوص حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ( الأمانة في الأزد ) | ثعلبة الأزدي | تاريخ زهران | 6 | 11-05-2009 11:06 PM |