![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#1
|
||||
|
||||
![]()
نحاك خليج سعدى. يقولون كانت سعدى فرعه جهدا جهدا ،،لكنها أبت تنكح بعد ما مات رجالها. هكذا بدأ عمي سرد قصة خليج سعدى. بعدما أشار إليه ونحن في الطريق الواصل بين الباحة والأطاولة ،، وتحديداً مقابل مفرق بيده بإتجاه الغرب. هذه سعدى الأسطورة العظيمة. تسابق خيوط الشمس كل صباح على مدى خمسة عقود لتغزل بخيوط صبرها وطهرها و وفائها أروع نسيج عرفه ذلك الجيل. تحمل معولها ذو الحدين (الفاروع) الحد المسطح تنحت به الصخر والحد المدبب تغرسه في قلبها ومشاعرها لتقتل شهوتها وترتقي من المستوى الحيواني إلى مستوى العقل و الطهر والعفاف. كانت تغني على صوت تكسير الصخور ،، بصوت ملئه الحب والطهر والوفاء. نحتت في الصخر الأصم (خليج) طوله 50 سنه ،، وأرتفاعه قمة الطهر ،، وحجارته من الوفاء. خليج سعدى. تسمت به الجبال والأودية والشعاب والحصون. وأنحنى عنه خط الجنوب إلى الشرق إجلالاً وإكباراً. خليج يسعدى. يجمع الماء من سفوح تلك الجبال القاسية الجرداء ليوصله إلى الأرض القاحلة ،، لترتوي تلك الأرض وترتوي تلك المشاعر الصادقة وتثمر وفاءً وطهراً. ....................................... ولدت سعدى قبل ما يقارب القرنين من الزمن في جيل جاف عاطفي ،، وحالة مادية سيئة للغاية ،، شأنها شأن أقرانها في ذلك الجيل المسكين. ولدت ولكنها كانت آخرى (غييييير). كانت شقراء وذات عينين زرقاوين. وأنف كأنه السيف ،، وشفاه من التوت. ترعرعت وكانت منذ نعومة أظفارها محط أنظار علية القوم ومناصيب القبيلة و روس الجماعة ،، والكل يريد النظر إليها ،، والكل يتمنى أن يلامس يدها ،، ناهيك عن حلم يجول في صدر العجوز قبل الشاب بأن تكون في يوم من الأيام زوجةً له. كبرت وأصبحت شخصيتها بمثابة الكمال في الجمال (حررررره وعن عشره رجاجيل). تنافس التجار وأصحاب البلاد وأصحاب الحلال والشيوخ من زهران والقبايل المجاوره لنيل هذا الحلم. أصبح موضوع خطوبة سعدى (الهرجه) روتين يومي منذ عشر سنوات ،، فمنذ أن بلغت الخامسة عشر والكل يخطب ودها ويحلم بأن تكون حليلة له. تتكر العملية وبذات الشخصيات (تجار أصحاب بلاد وأصحاب حلال وشيوخ) ولكن دون جدوى. إلى أن تقدم رجل كل ما يملكه هو الشيمة والرجولة والنبل. تعانقت أرواحهما وتكلمت عيونهما وتأججت قلوبهما بحب يفت الصخر ،، فعلاً يفت الصخر لأن هذا ما حصل لاحقاً. تقدم لوالدها ليطلب يدها ،، وكانت نظرة أب سعدى لهذا الرجل نظرة إزدراء ،، فمن يتقدم لسعدى عادةً هم علية القبيلة. ولكنه طلب أن يعطيه مهلة ليستشير أبنته. والتي كانت الفاجعة بالنسبة للأب هي قبول سعدى لهذ الرجل الفقير. تم الزواج في ليلة حضر فيها شيوخ القبيلة أجمع ،، وشعرائعا وكل أهل القرية. تسمع تمتمات ( منهو سعيد الحظ اللي كسب رضاها) وتمتمات أخرى بالدعاء لهذ الرجل ( الله يهنيه ،، عز الله أنه لنكح يوم الله حب وأراد). قيلت فيها قصائد لو أنها كتبت لخلدت. فرحوا ورقصوا وعرضوا حتى ثار غبار الأرض وكأنها معركة وليس زواج. دامت هذه الأفراح ثلاثة أيام والأرض لم تنام. ودام الحديث عن هذه الزيجة عام كامل ،، والكل يتحدث عن ذلك الزواج (لم يكن مثله بل لن يكون مثله). عاشت سعدى مع زوجها وكأنهما روح في جسدين (لا يفترقان) ،، في البيت معاً وفي البلاد معاً وبالغنم معاً ،، وكأنهما خيطا مع بعضهما. مرت الأشهر التسعة الأولى ،، لتنجب سعدى ولد من زوجها الفقير النبيل. عم الفرح أرجاء الوادي. سعدى الفرس أنجبت طفل من زوجها الفارس. كان دوماً ما يحدثها بمشروع العمر ( وهو شق خليج من سفوح الجبال المجاورة إلى المزرعة التي يمتلكها). والتي كان من المفترض الشروع في العمل لهذا المشروع ،، وبمساعدة أهل القرية (العملة). لكن لسبب من الأسباب لم يبدأ في هذا المشروع. .................................. فاجعة لها دوي في أرجاء الوادي. مات الفارس. شائت أقدار الله ليموت زوج سعدى ،، وكأن الأرض غارت منهما ،، وقطعت على نفسها وعداً بأن تبلع بداخلها أحدهما. حزن الجميع ،، وبكت سعدى حتى جف الدمع من عينيها. مسكينة أنت يا سعدى (طفل يتيم و حب يتيم في أول أيام حياتهما). يااااا الله فارس أحلامها وأبو طفلها الرضيع مات. ........................ دارت الأيام لتعود الأحداث لسابق عهدها. التجار وأصحاب البلاد وأصحاب الحلال وشيوخ القبيلة والقبايل المجاورة يخطبون ود سعدى ،، ويأملون في تحقيق حلم لمس يدها على سنة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ،، ويحدوهم الأمل بموافقة سعدى كونها أرملة وتريد ستر تفسها. ويصابون بخيبة أمل جديدة. سعدى ترفض كل من يتقدم إليها. وفي لحظة قوة ،، وحب ،، وصدق عزيمة تتخذ القرار الحازم. سوف يصل الماء عبر الخليج إلى الأرض القاحلة. وسوف يتحقق حلم زوجها. وسوف تقتل كل رغباتها الجنسية بهذا العمل الخارق. وسوف تمزق جسدها بهذا الحكم على نفسها بالأعمال الشاقة. وسوف تسمو بذاتها وروحها إلى مستوى الطهر والعفاف. بدأت بشق الخليج في الصخر. قالوا عنها: فقدت عقلها بعد موت زوجها. قالوا عنها: ستموت قبل أن يتم شق الخليج. قالوا عنها: ستحتاج إلى عمر آخر ليصل الماء إلى المزرعه. قالوا : سيكون قبرها. ولكنها قالت : بمشيئة الله سأسمو بعقلي على شهوتي. وسيصل الماء. وسترتوي الأرض القاحلة. وسيكبر أبني. وسأحقق حلم زوجي الميت. وفعلاً. قضت خمسين سنةً في شق صخوره وبناء جدرانه. و سمت بنفسها. و وصل الماء. وكبر الأبن. وتحقق الحلم. لتلحق بزوجها بعد سنين عجاف وشقاء ،، وطهر و وفاء. وبقي خليج سعدى أقوى وأسمى وأرسى من سور الصين العظيم. وبقي خليج سعدى للصابرين إستيحاء. للمحبطين همه. وللضعفاء قوة. وللعظماء نظرة تقدير وإحترام. وللجبال والأودية والشعاب والحصون تسميه. ولتنحي الطرق عنه وتغير مسارها إستحياءً وتقدير لهذا العمل الخارق الجبار ،، في زمن الفاروع والمسحاه بيدي إمراءة ناعمة وجميلة. عوالم وشهوات انتهت ،، ومعالم رسخت. وأصبحت قصة تروى ،، ومعلم يشار إليه. (سعدى) مرآه تعكس لنا وفاء ونقاء بنات زهران الشريفات الطاهرات على مر الأزمنه والأمكنه. (سعدى) وبحسب المنطقة التي دارت فيها القصة فهي من بني بشير. رحم الله أموات المسلمين أجمعين. [IMG] ![]() (سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك). التعديل الأخير تم بواسطة حصن الوادي ; 11-04-2014 الساعة 04:20 AM. |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#2 |
مشرف قسم الاسلام حياة وقسم التغريدات
قسم العام ![]() |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#3 | ||||||||||||
![]() |
![]()
شكراً جزيلاً أخي العزيز آل يتيم العلي الدوسي التميز والأبداع هو حضورك وتواجدك المستمر. وفقك الله شرفتني يا طويل العمر. |
||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#4 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() يشهد الله انك ابدعت في هذه الاسطورة العظيمة
ف جزاك الله خير على العمل المميز وتستحق عليها وسام التميز شكرا جزيلا على الموضوع الرائع بروعة صاحبة بارك الله فيك ونفع بك واعذرني سوف انسخة الى مواقع اخرى وسف يسجل با سم حصن الوادي |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#5 |
مراقبة التراث وسوالف الاولين
![]() |
![]() رحمك الله يابطلة بني بشير (سعدى) وكثر من أمثالك .
وأخيراً طلعت قصة خليج سعدى على هذا المتصفح ولكنها لم تطلع بأي طلعة بل طلعت القصة بأروع سرد وأنقى كلمات وأعذب أسلوب مما زاد القصة جمالا وإثارة لجذب استماع المشاهد وشد أنتباهة فكل سطر أقرأه يشدني بقوة للسطر الذي يليه لجمال القصة ومعرفة النهاية التي كانت نهاية كل بطل فقصة الكفاح والصبر نحو تحقيق الهدف المنشود كانت أجمل نهاية يذوب معها كل تعب ومشقة فقد حققت ماكان حلم لزوجها فأصبح حقيقة وحققت لولدها مايسعده في حياته وضربت للتاريخ أورع مثال للمرأة العاقلة الصبورة المثابرة المضحية. أخي حصن الوادي سلمت وسلم قلمك الذي مداده من ذهب ولا يسطر إلا حروف من ذهب . فجزاك الله خير وشكر لك لما أتحفتنا من جميل إداعك . |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#6 |
![]() |
![]() قصه رائعه نفخر بها ان تكون من بنات زهران ولكن يحزنني ان مازال هناك عيب في ذكر اسمها كاملا مالضير في ذلك ياساده فهي شرف لزهران ولأهلها ولقبيلتها رائع أخي حصن الوادي في اختيارك المميز تشكرااااااااااااااات قد الدنيا |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#7 |
![]() |
![]() مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه
|
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#8 |
![]() |
![]() سرد وافي لاسطورة تستحق ان تخلد
وما اروع ان يكون الخلود على يد كاتب قدير كحصن الوادي صدقا لاتعليق فالصمت في حرم الجمال جمال فأي تعليق سيكون بمثابة التشويه لهذا النص المعجزة في صدقه واختصاره ووضوحه رحم الله سعدى وجمعها ببعلها في جنات النعيم, عند مليك مقتدر |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#9 | ||||||||||||
![]() |
![]()
الله يحييك تراحيب الغلا يالغالي وشكراً جزيلاً على الإطراء ،، وكلامك المبهج هذا هو وسام التميز والله. وبالنسبة لنقل الموضوع لمنتدى آخر ،، فأنا والموضوع حلالك ،، لكن الأهم أن تكتب المصدر منتديات زهران ،، ولا يهمني ذكر اسمي عند النقل وفقك الله آنست وشرفت |
||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#10 | ||||||||||||
![]() |
![]()
أهلاً وسهلاً بمشرفتنا الفاضلة (حفيدة سعدى البشيرية). حق لبني بشير التفاخر بهذه الأنثى العصامية ،، وحق لنا جميعاً مشاركتم لهذا الشرف. والله أني لا أخفيك سراً بأني بغيت أصور جزء من الخليج (الظاهرة للعيان من الشارع العام مقابل مفرق بيدة بإتجاه الغرب) ولكني سافرت وما مداني أصوره ،، لكن ملحوقه إن شاء الله. عموماً شكراً على الإطراء ،، وكثر الله خيرك ،، وعذراً على الإنقطاعات المتكررة عن المنتدى. طبتي ،، وطابت أيامك أتمنى أنه نال على رضاك واستحسانك همسه/ وين القحمان و وين الكهيل ما شفناهم عرجوا على ذا الموضوع اللي أحس أن حلو ،، والله سوق التراث وسوالف الأولين أنه مااااااش تاليومين. أستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه التعديل الأخير تم بواسطة نسيم السروات ; 20-04-2014 الساعة 11:29 PM. |
||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
ما الذي يمحي جرحك !؟ | ابو احمد العدواني | شقائق الرجال | 20 | 14-09-2012 03:05 PM |
شبل الهيلا يمدح زهران | محمد الساهر | يوتيوب | 8 | 10-03-2012 06:50 PM |
نمستي لركي جلدي | جمرة غضى | قسم الجمال والاناقه والديكور | 52 | 17-01-2011 03:05 PM |
الأحنف بن قيس.. و..حميد بن منصور!!!! | ابو أبان | التراث و سوالف الأولين | 17 | 04-12-2009 06:16 PM |