مقاهي الميديا سيتي ..ترفيه وثقافة بنكهة الكافيين

[عذبة الاوصاف]

يتحلقون حول طاولات مقاهي مدينة دبي للإعلام، يتجاذبون أطراف الحديث في همومهم الشخصية والمهنية، لا سيما أن أغلبيتهم من الإعلاميين الذين يستغلون ساعة من نهار، يشحنون بها أذهانهم، ويجددون معها أفكارهم، ليعودوا وينخرطوا مجدداً في أعباء مهنتهم. وتشهد مقاهي المدينة ازدحاماً، خصوصاً في ساعات الاستراحة التي تستقبل فيها نحو أربعمئة شخص أغلبيتهم من المدخنين لالتقاط الأنفاس.
«الرؤية» استطلعت رواد تلك المقاهي، ووقفت على أحاديثهم وهمومهم.
وأوضح علاء محمد صاحب شركة للعلاقات العامة أنه يفضل الجلوس مع عملاء شركته في المقهى لإضفاء جو من الراحة أثناء مناقشة الأعمال.
وأضاف «عادة ما تدور أحاديثنا حول العمل والسياسة، ربما نلتقي بأصدقاء مصادفة ممن يعملون في المباني المجاورة، وبهذا يكون قضاء وقت في المقهى عائداً علينا
بفوائد عدة».
في السياق ذاته، اتفق فؤاد نصار وحاتم سعيد وعلي جمعة الأصدقاء وزملاء العمل في إحدى المؤسسات الإعلانية على أن الأحاديث الدائرة في ما بينهم داخل ساعات العمل تدور حول مشاكل العمل، وما يستجد فيها، أما في فترة الاستراحة، فعادة ما تكون في أحد المقاهي للاستمتاع بتدخين السجائر والشيشة، وتشهد الحديث في أمور بعيدة عن العمل.
وينتهز بعض المترددين فرصة وجودهم في المقاهي للتواصل مع ذويهم عبر الشبكة العنكبويتة، كما هو حال عبدالفتاح اليازجي الذي يفضل في وقت الاستراحة التواصل مع أصدقائه خارج نطاق العمل، وجزء من وقته يخصصه للاطمئنان على أسرته، مشيراً إلى أن المقهى يعد المتنفس الوحيد للموظف، لا سيما إذا كان مدخناً.
أما حنان فاعور، فتقضي استراحتها بالمقهى لمدة ساعة يومياً، ويسعدها وجود مقاهٍ قريبة من مكان العمل توفر الوقت على الموظف، وتختصر عليه الكثير، لا سيما أن مدة الاستراحة تبلغ ساعة بالكثير، وقالت «أعتقد أن وجود مقهى إلى جانب أي بيئة عمل أمر مهم للغاية، خصوصاً في مدينة دبي للإعلام التي يعتمد أغلب من يعمل فيها على العلاقات العامة والمنافع المشتركة». وتضيف «دائماً أرى تبادل البطاقات بين الأصدقاء الجدد».
وحول النقاشات التي تثار على موائد المقاهي أكدت فاعور أنها لا تخوض في أي مواضيع ونقاشات سياسية البتة، معللة ذلك بأنها شهدت نقاشات عدة حادة تؤدي
إلى خصومات.
وأشارت إلى أن مدينة دبي للإعلام غنية بالثقافات المختلفة، وتضم جنسيات عدة ومختلفة، من الطبيعي أن ينحاز كل شخص إلى من يشابهه، وعندما يبدأ الحديث في السياسة، فإن شحنات سلبية تتطاير فوراً في الجو العام، وهذا ما لا أريده، ولا أرغب في الخوض فيه.
أما عن طبيعة العلاقات الموجودة في ما بين الموظفين مرتادي المقاهي كل يوم، فأشار علي العاصي إلى أن الكثير من العاملين في المبنى الواحد لا يعرفون بعضهم في بداية الأمر، لكن مع مرور الأيام وارتياد الجميع المقهى نفسه كل يوم يتعرفون إلى بعضهم بعضاً بطريقة أو بأخرى.
وأضاف «قد يطلب أحدهم (ولاعة) لإشعال سيجارته من الآخر، وهنا ينشأ نوع من العلاقة، لا سيما عندما يتكرر الموضوع، أو أن يجلس الناس مع بعضهم إلى الطاولة نفسها بسبب الازدحام».
أما العاملون في المقاهي والمطاعم داخل المدينة، فيرون أن ساعات الراحة الممنوحة للعاملين في مختلف المؤسسات الإعلامية والاستثمارية داخل المدينة تكون فرصة لانتعاش مواردهم.
ويؤكد عامر رمانة عامل في أحد المطاعم «نشهد إقبالاً كبيراً على المقاهي، خصوصاً المطاعم وقت الاستراحات، وهذا مردود طيب ويبشر بالخير».
ويعرب عن اعتقاده بأن وجود «النرجيلة» في المطعم يعد عامل جذب مهماً لمحبيها، حتى إن الأماكن المخصصة للمدخنين دائماً ما تكون مشغولة ومزدحمة، أما تلك المخصصة لغير المدخنين، فلا يفضل الزبائن الجلوس فيها إلا لتناول
الطعام فقط.
من ناحيته، قال بول مقدسي مدير أحد المقاهي، إن زبائن المقهى من موظفي الشركات والمؤسسات الموجودة في المدينة، فضلاً عن أن نسبة كبيرة منهم إعلاميون معروفون، ولهم اسمهم في الوسط الإعلامي.
وأضاف، يأتوننا بشكل يومي، بأعداد كبيرة تصل إلى 400 شخص، 70 في المئة منهم مدخنون أو قادمون لـ«الشيشة»، أو كاستراحة من
عناء العمل.
وتابع «حسب معرفتي المتواضعة بزبائني، فإن أغلب نقاشاتهم تدور حول همومهم العملية والاجتماعية، لا سيما تلك الوطنية والتي تشغل بال الكثيرين في الوقت الراهن، بطبيعة ما نشهده من أحداث سياسية».
وحول ما يصرفه الزبون الواحد، فأشار إلى أن متوسط الصرف في حدود 65 درهماً، مع العلم أن الرواتب الشهرية لمعظم الزبائن في المقهى تتخطى 20 ألف درهم، ما يعني أن مجموع ما يصرفه الشخص افتراضاً في المقهى شهرياً 1950 درهماً.
من جهته، قال كاميل ميراج مدير أحد المقاهي «لا نقدم الشيشة نظراً لطبائع زبائننا الذين يفضلون احتساء القهوة مع تدخين السجائر إلى جانب تناولهم الوجبات الخفيفة».
وأوضح أن عدد مرتادي المقهى في اليوم الواحد يتراوح ما بين 200 و250 شخصاً، يبلغ متوسط ما ينفقه الواحد منهم 20 درهماً إذا اكتفى بشرب شيء ما فقط، أما إذا كان مع المشروب وجبة خفيفة فإن المتوسط يبلغ 40 درهماً.

[محمد الساهر]

الف شكر على الموضوع