|
|
|
|
|
 |
 |
 |
|
#1
13-09-2008, 02:51 AM
|
||||
|
||||
هوامش على متن القرية ( النصباء نموذجا ً) !
[align=center]حديث الماء/ حديث القرية .![/align]
ندعو ويتنزل مطر وسمنا جاف ......... حتى غدا فينا من السهو حاله (1) الماء .. هو المجرى الوحيد لسيل الكلام المتدفق من حناجر مرتوية بالعطش..! ماء .. ماء .. ماء.. ماء (القرى قفرٌ وفقرٌ .. والمدائن حبرٌ وبحر ٌ ..!) (2) (وجعلنا من الماء .......... .. الآية ) بينما قريتي تجعل من الأحياء لغة للماء ، ولهجة للارتواء ، حيث الألسن تلوك هذا الوجع المستطير بشيء من الأنفة ! يخرج علينا أحدهم ليتساءل : (مين فاز في أمريكا .. أوباما والا جون ماكين .؟!) وكأنها مبارة كرة قدم ! فلتذهب أمريكا إلى الجحيم إذا كانت القرية بل المنطقة باسرها تموت عطشا ! سألت أحد الأصدقاء المقربين إلى القلب : لماذا لم تـُقدم شكوى من مواطني هذه المنطقة للملك؟ فأجابني بطيبته القروية المعجونة بلؤم المدينة : كيف يشتكوا للملك ، ويتجاوزا إمارة المنطقة ؟ قلت : إذا كان الموضوع يتعلق بعصب الحياة / الماء ، فليتجاوزوا عقد الخوف التي تكرّست في نفوسهم بفعل ظرف تأريخي وسياسي معين ليصل نبضهم إلى الملك المبهج / عبدالله بن عبدالعزيز. فهو لن يرضى بوضع كهذا متى ما وصل إليه الأمر .. فالإشكالية في ثقافة الخوف التي زُرعت في أروحنا منذ الصغر ! ونحن أولا واخيرا لم نطالب بالمستحيل ، أو بدخول انتخابات ، أو بمقعد في مجلس الشورى كأقصى طموح ..! بل نطالب بما يروي حناجرنا ، ويغرق شيوخنا وأطفالنا ونساءنا بماء الغبطة وغيم السكينة . فشبكة المياه في الدول الفقيرة تـُعد من البنى التحتية لها ، فكيف بدولة تضخ 12 مليون برميل من الذهب الأسود يوميا لدول العالم وبعض مناطقها تموت من العطش ! لن اضغط على الجرح بقوة ..فأدرك تماما أن الكلام لا يروي العليل من الردى ! ولكن سأذكر بعض أسماء الماء ونعوته التي وردت لـ ( بن سيـّده ): ( ماء ، ومياه ، مويه ، ماهة ، بلال ، أبيض ، اسود ، عتيق، كرع ، غمر ، علجوم ، زغرب ، السعبر الطيسل، الجوار، الخضرم، الهرهور، الزمزم، الزمزوم، القاموس، الضحضلح، الكوثر، الجبجاب، البثق، الحائر، الرقراق، الرق، النطفة ، الصبة ، الصبابة ، القطرب ، المزة ، النفشفة ، القلرحة، الحسوة ، الوشل ، الرشف ، الزلال ، الفرات ، الشريب ، والشروب ، الحنبريت ، القراح .......... .......... .ألخ ) وأسماء كثيرة ولكني اختصرتها قدر الإمكان حتى لا نغرق في أسمائها ونحن متعطشين لسمائها ! فنصبح نردّد : ( اللهم حوالينا ولا علينا ) ! [align=center]فرح أم عزاء ؟![/align] تدلف من بابه (المزركش ) ، فيما يسمى كمصطلح اجتماعي ( قصر الأفراح ) ، حيث لاشيء يشيء بفرح ٍ قادم ٍ من بعيد ! سوى بسمات تعلو القسمات .. ومباهج تثمر في الروح حنطة ً وبهاء . تتناقلك الأيدي كأرجوحة ٍ من غمام ، فتـُصاب بتخمة من التحايا والقبلات ، وبعضها لاتنم عن حب بقدر ماتنم عن أداء واجب ( وقطع الشرهة ) ! في الدول المتحضرة يكتفون بـ : (هلو ) ويردفونها بـ ( هاو آر يو ) ، وانتهى . بينما لدينا : السلام عليكم ........ ، مساك الله بالخير ، كيف الحال ( ثلاث مرات ) قبل الكل وبعده ، بشرني عنك (كل نصف ساعة )، وش الأخبار (عند اللزوم )، أمورك ( كل شوية ) ، وين تشتغل (عند الحاجة ) ! وأشياء أخرى ! لا بأس .. تجلس تمضغك النظرات ، تبحث عن وجهٍ أليف يصطادك أو تصطاده ، تقلب معه دفاتر الذكريات، وتسترجع لعنات ٍ جميلة كانت تطاردكما في (مساريب) القرية بعد (شقاوة ) طفولية لاتخلو من الخبث ! لاشيء يوحي بأنك في فرح ٍ سوى كلمة تلوكها الألسن تماهت في مدنية ٍ زائفة : (مبروك ، مبروك ، مبروك ، مبروك ، مبروك ، مبروك ) والأدهى من ذلك ، وأنت تحاول عبثا أن تستشعر الفرح المزعوم ، يأتيك أحدهم بعد صلاة المغرب ليجلدك بخطبة متشنجة عن ( الموت ) و( عذاب القبر ) ! فلا المكان ولا الزمان يتناسبان مع هذا الخطاب الوعظي االمتشدّد . إن هيمنة الصوت الواحد و الذي يرفض الاخر– بالذات في المناطق الريفية – حيث تنساق الذائقة الجمعية لسلطة معينة ، وهي السلطة السائدة التي أحكمت قبضتها( الرايدكاليـة) ووسّعت مشروعها الإستيطاني في اروح ٍ آثرت الخضوع والاستسلام لهي جديرة بفرح ٍ كهذا ! لنتساءل بعد ( وجبة العشاء الدسمة ) كيف يفرق الإنسان بين الفرح والعزاء في قريتي .؟! حيث لا طبل ٌ يـُقرع ، ولا مزمارٌ يـُسمع ! فالطقوس هنا متشابهة ، عدا اختلاف الكلمات التي نجترّها بتناسخ ٍ عجيب ، والتي تتراوح بين : مبروك / وعظم الله اجرك ! [align=center]من يغسل الروح قبل الجسد ؟![/align] وأنا عائد من زيارة أحد القارب من مستشفى الباحة العام، داهمنا المغرب ونحن على مشارف ( الصغرة ) فآوينا إلى مسجد ٍ لنصلي المغرب ، وانا خارج من بابه الخشبي قرأت إعلانا عن محاضرة للعلامة الشيخ (وما أكثرهم في بلادنا ) عن : كيفية غسل الميت ! تخيلوا الناس تموت عطشا ، وتحاول أن تتمتع ولو كذبا بإجازتها السنوية ،في بلاد ٍ لاتتوفر فيها أدنى مقومات السياحة والترفيه ، وهذا يعمّق الجراح ويستنزف الماء المترسّب في الروح ليغسّل به الميت ! [align=center]أخيراً ..[/align] من حسنات هذه الجولة الخاطفة كلمعة برق .. أني زرت مرضى ،وقدمت واجب العزاء ،و قابلت أصدقاء ، عانقت أحباء وآباء ، ووجدت متسعا من الوقت لقراءة ديون: ( ليس مهما ) لطلال الطويرقي ، وأعدت قراءة : ( ذاكرة للنسيان ) لمحمود درويش ، حيث لا انترنت ولا روتين وظيفي قاتل ولا قنوات فضائحية ! .......... .......... .......... .......... ......... هوامش أخرى : (1) : قصاصة لـ ( ردة السفياني ) . (2) : قصاصة لـ ( محمد الثبيتي ) . 
|
 |
 |
 |
|
|
|
|
|
13-09-2008, 03:04 AM
|
#2 |
|
مستشار تعليمي [عضوية شرفية خاصة]  |
رد: هوامش على متن القرية ( النصباء نموذجا ً) !
اتمنى ان تصل كتابتك إلى أي جريدة رسمية
صدقني سيصل صوتك أكثر مما تتوقع وليكن عنوانها نريد ماء) |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
13-09-2008, 01:44 PM
|
#3 |
|
قلم مميز 
|
رد: هوامش على متن القرية ( النصباء نموذجا ً) !
الاخ خـــــــــــــــــــالد
أين العطشان ...أين المسول... المياة اكبر نعمة من الله ولكن البشر أعداء بعضهم أنت طرحت. موضوع يعاني منه الكثير ...والاسباب تلاعب في التصريف....لاغراض شخصية تعود المتعهدين الله يرحمنا برحمته... ويكفينا شر الفتن يعطـــــــــــيك العافية |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
14-09-2008, 12:13 AM
|
#4 |
|
رد: هوامش على متن القرية ( النصباء نموذجا ً) !
...خالد قمّاش ...
... يعطيك العافية ... ...رساله ذات صدى وكلام هادف ... ... بارك الله فيك ... ... لك أرق التحايا ... |
|
|
|
|
|
|
|
 |
| مواقع النشر (المفضلة) |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه للموضوع : هوامش على متن القرية ( النصباء نموذجا ً) !
|
||||
| الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
| أريد معلومات عن عائلة الدوي من النصباء | الدوي البحريني | مجلس بني كنانة | 18 | 13-05-2009 10:45 PM |
| سوق سوداء في صيدلية النصباء والضحيه المريض | ياوزارتاه | المنتدى العام | 10 | 17-08-2008 01:52 PM |
| هوامش على دفتر النكسة 1967 | andraous | الشعر المنقول | 1 | 05-06-2008 02:02 AM |
| قصيدة بن ثامرة في خلاف بين بالطفيل و النصباء | ابو خالد الدوسي | الموروثات الشعبية | 16 | 09-03-2008 08:05 AM |
