المقال الظريف فى ترشيح العريف
الحمد لله والصلاةوالسلام على من لا نبى بعده . فلقد بعث الخليفة عمر بن عبد العزيزالى واليه على العراق فقال واعلم أن العريف بمكان من قومه فلا تختر على قوم الا عريفاعدلا أمينا مرتضا فى دينه. ولما أراد النبى صلى الله عليه وسلم أن يعفوا عن هوازن وطلب من المسلمين أن يردوا عليهم ماأخذ منهم من السبى والغنائم وطابت نفوسهم بذلك فقال : لهم النبي أرفعولعرفائكم فليطلعونا على ماتركتموه لهم أوكما قال صلى الله عليه وسلم لما أكثر عليه الناس.. وهنا دلالة على دور العريف وأنه مؤتمن فيما بين قبيلته والأمام الأعظم فيما ينوبهم من أمر أو يعتريهم من خطب كما ذكر ذلك شراح الحديث وأن يتسم با الأمانة والصدق والنزاهة والأهلية الكاملة فى تحمل هذ الأمانة . وقد جاء فى الحيث الصحيح ( لابد للناس من عرفاء والعريف فى النار ) والحديث رواته ثقات وفيه وعيد شديد لمن أخل بواجباتها أوسلك فيها مسلك أهل الغش والأخيانة كما ذكر ذلك أهل العلم وأيضا ماأخبر به النبى فى الحديث الصحيح (مامن رجل يوليه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لها أو لم ينصح لها الا ادخله الله النار)
وهنا يجدر الحديث عن أولئك الذين يتسابقون اليها ويتنافسون فيها وربما كان ذلك على حساب زرع الفرقة والعدواة بين أبناء القبيلة الواحدة كما هو حاصل فى بعض القرى. والقاعدة الشرعية فى الولاية أن طلبها والحرص عليها والأستشراف لها سبب موجب فى القدح فى عدالة طالبها وقرينة قوية على سيرته فيها بما يوجب أتباع الهوى والحيف . ولهذا قال: صلى الله عليه وسلم (أنا لانولى عملنا هذا من سأله) وفي رواية بسند صحيح فيى سنن الترمذى من حديث أبيى موسى في زيادة ( وأن أشدكما خيانة لها أشدكما حرصا عليها) وأستثنى العلماء من ذلك من كان أهلا لها وتعين الواجب عليه لشغور المكان أوتقديم الفاضل على المفضول وقس على ذلك سائر الولايات كما ذكر ذلك شيخ الأسلام أبن تيمة .
وعلى طلبة العلم فى كل قرية وأهل الدين والصلاح أن ينصحوا لله ورسوله ويحققوا العمل بما تضمنته هذه الأدلة والنصوص النبوية وأقوال الأئمة الأعلام ويحتسبوا أخلاص النية والعمل لله تعالى.
|