[LEFT][SIZE="6"][COLOR="Blue"]بسم الله الرحمن الرحيم الرحمن الرحيم[LEFT][CENTER]
أيها الأحبة الكرام قرأت هذه القصة المؤلمة ورأيت نقلها هنا للاستفادة منها نسأل الله أن يتوب علينا ويرحم والدينا ويغفر لهم جميع ما عليهم من ذنوب فكم من ابن أوبنت عاقين لوالديهم. فنسأل الله العفو والعافية.
تقول القصة. سكون يلف الأجواء بعدما جن الليل وأسدل ستاره على تلك المساكن التي بدأت تلتحف الهدوء وتتوسد الظلام , سكنت الحركات وخفت الأصوات ..صوت واحد فقط بقيت أصدائه تتردد في ذلك المنزل الصغير الذي خيم عليه الحزن وسكنته وحشة الوحدة وأشباح الذكريات المفجعة.
ذلك الصوت الذي ينم عن أنين يقطع نياط القلوب ويدفع العيون ويبعث في النفوس ألف سؤال ترى ما هذا الأنين ؟ عن أي شيء نتج ومن أين خرج ؟ وما الشيء الذي انتزعه من أعماق النفس ليصدع في أرجاء الكون الفسيح معبراً عن ألم دفين وحزن سنين.. انه صوت ((أم)).
أم ثكلى ولدها مازال على قيد الحياة ولكنه بالنسبة لها مات وانتهى منذو زمن بعيد.. ذلك الولد العاق الذي لم يخلف سوى جراح في القلب لا تندمل.. مازالت الصور تعرض أمام أعين تلك الأم من شريط ذكرياتها الذي طالما هربت منه لكنه يأبى في كل حين إلا أن يدور أمامها ويذكرها بتلك الأيام التي استقبلت فيها مولودها الأول والوحيد والفرحة تملأ خملات نفسها وقطرات دمها, وخلايا ذلك الجسد النحيل.
وكذلك والده الذي انحدرت أدمعه تترى على خديه فرحة بذلك السند والعضد والخلف والولد.. هكذا هي البداية سعادة تتلوها سعادة .. وسرعان مامرت الأيام وتوالت السنون , وذلك الولد يترعرع بين أحضان الهناء ويرتع في حدائق الرفاهية والعز والطلب المجاب..ثم انقلبت الموازين تنكر الولد لوالديه الأعزاء , وبدأت أصناف العقوق تتوالى عليهما شيئاً فشيئاً حتى أصبحت كسياط تلهب ظهريهما الماً وكمداً ولا تنسى تلك الأم يوم، وقع زوجها على الأرض مفارقاً للحياة بعد أن سمع من ولده كلمات السب والشتم ولم يبقى عليه إلا أن يرفع يده ويصفع والده على وجه لولا أن وافته المنية قبل تلك الخنجر المسمومة الذي كان على وشك الاصطدام في وجهه المشرق.
مات زوجها وبقيت هي ومازالت تعاني عقوق ذلك الولد العاق الذي كان يوم السعد وأصبح الآن الجحيم الأسود وما زلنا نحن نتسأل أين هو ذلك الولد ومن على شاكلته من قول الرحمن عز وجل((وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا . وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا . رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِن تَكُونُواْ صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُورًا )). أينهم من تحذير الرسول صلى الله عليه وسلم من العقوق ووصفه بأنه كبيرة من كبائر الذنوب أينهم من رد الجميل وفعل الحسن في حق من سهروا لترتاح وجاعوا لتشبع وعطشوا لترتوي وعريت أجسادهم لتكتسي. أنهم الجنة والنار والسعادة والشقاء والهناء والعذاب .. فأين أنت من بر الوالدين الذي لاينال شرفه إلا ذو حظ عظيم.
فاحذروا أيه الأعزاء رعاكم الله من عقوق الوالدين واحذروا من لوعات الندم حين لا ينفع الندم.
وإلى لقاء قادم مع موضوع أخر
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التعديل الأخير تم بواسطة فارس الوفاء ; 17-04-2012 الساعة 10:44 PM.
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده وبعد : شكر الله لك اخونا العزيز ( فارس الوفاء) موضوع ذو شجون وخاصة في هذا الوقت عسى الله أن يصلح الشأن حيث أن الناس أصبحوا غرباء عن بعض حتى داخل المنزل الواحد فترى الولد في جهه والبنت في جهه والكل ملتهي بهذه الأجهزه الحديثة التي أصبحت وبالا على البشر فبدلا من أن تكون وسائل تواصل أصبحت وسائل تفرقه فكيف بمن يكون له قريب خارج المنزل أو خارج المدينه نسأل الله أن يلهمنا رشدنا وأن يرد لنا ولو بعض بريق ذلك الماضي الجميل حيث كان الترابط والتلاحم بين الأسر والجماعات شيء بديهي كما نسأله تعالى أن يعيننا على بر والدينا في حياتهم وبعد مماتهم وأن يجزيهم خير الجزاء عن كل ماقدموه لنا وان يصلح للجميع النية والذريه ،،، أكررالشكر للأخ الكريم ولكل من سيشارك في هذا الموضع الهام والله الموفق....