الزمرد ينتمي إلى مجموعة “البيريل”، ويعد أنفسها، ويتلون بلون “الكروميوم” و”الفاناديوم” الأخضر، الذي لا يضاهي جماله لون حجر آخر، لذا اعتبر واحداً من الأحجار الأربعة التقليدية، وهي الصفيري (الياقوت الأزرق)، والياقوت الأحمر، والماس، والزمرد .
يشتق اسم الزمرد من الكلمة اليونانية القديمة “smaragdos” التي تعني الجوهرة الخضراء، وهو حجر مواليد شهر مايو/أيار، ويستخدم للاحتفال بالعيد السنوي العشرين والخامس والثلاثين للزواج، وهو حجر يوم الجمعة وفصل الربيع .
ويقال إن القدماء اعتبروه رمزاً للحب، والولادة الجديدة، والشباب المتجدد، ويرمز لونه الأخضر البراق للربيع، وعرف في الثقافات القديمة منذ 4 آلاف عام .
وذكرت الأساطير أن النظر إلى “الزمرد” يقوي النظر، فارتدى الإمبراطور الروماني نيرون نظارات مصنوعة من الزمرد لمشاهدة المصارعين . كما قيل إنه يمنح مرتديه قوة حدس للتنبؤ بالمستقبل، ويقال إنه يحسن الذاكرة، ويكسب مرتديه فصاحة، ويعزز ذكاءه، كما يعتقد بأنه يحصن المرأة ضد الأمراض .
وأحب المغول الهنود الزمرد ووضعوه كتمائم، ما أدى إلى انتعاش صناعته في مدينة جيبور الهندية المعروفة باسم المدينة الوردية، ويستخدمونه ترياقاً للسموم . وأحب شاه جاهان الذي بنى تاج محل، الزمرد ونقش عليه نصوصاً مقدسة . وزينت به التيجان الروسية، وتحتوي خزينة الدولة في إيران على مجموعة نادرة منه . وذكرت الأساطير أن هيرنادو كورتيز هازم المكسيك حاول جلب كميات هائلة من الزمرد من الأزتيك، وتحطمت إحدى سفنه، تاركة أشكالاً منحوتة من الزمرد، مثل زهور، واسماك، وكف يد إنسان .
وعثر على الزمرد لأول مرة في مناجم كليوباترا شمالي مصر في ،1818 وكان الجوهرة المفضلة للملكة كليوباترا، وأعيد اكتشاف منجمه في جنوب مصر بالقرب من البحر الأحمر منذ مئات السنوات .
وتحتضن كولومبيا مناجم قديمة أيضاً تضاهي تلك التي في مصر، وعندما غزا الإسبان بيرو التي كانت تنعم بحضارة الإنكاس، وجدوا الزمرد فيها، ولم يفلحوا في معرفة مصدره حتى مع إخضاع أهل البلاد للتعذيب، وبعد سنوات اكتشف بمحض المصادفة منجم في منطقة تشيفور في كولومبيا، كما استخرج الزمرد القديم من مناجم أفغانية، ويعود أصل البعض منه في أوروبا إلى مناجم هاباتشتال في جبال الألب في أستراليا . وتعد البرازيل المنتج الرئيس للزمرد متوسط وعالي الجودة .
تنتج الزمرد دول عدة مثل كولومبيا، والبرازيل، وزامبيا، وزيمبابوي، وأفغانستان وروسيا، وهو من أصعب الأحجار في تقطيعه بسبب صلابته التي تفوق صلابة حديد الصلب بسبب تعدد عناصره المكونة وتقسيمات الألوان المختلفة . وعند اختيار الزمرد يجب أن يكون التركيز الأول على اللون، فكلما كان أخضره براقاً زادت قيمته، وينتشر الآن الزمرد ذو اللون الأخضر الفاتح، ويجب تجنب الزمرد الذي يحتوي على شقوق عميقة لأنها تجعله حساساً إزاء الصدمات . وغالباً ما تملأ هذه الشقوق بنوع من الزيت، بيد أن الصناعات الحديثة استخدمت بدلاً من الزيت البلاستيك ومواد أخرى غير متطايرة وتحافظ على قيمتها مع مرور الوقت، ومعالجة الزمرد لا تنقص من قيمته لأنها لا تغير لونه .