![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#1
|
||||
|
||||
![]()
ما أعظم أن يتعالى الإنسان على كل نوازع الأنانية، ويتعامل مع الآخرين بحب وإخلاص ورقي، وأن يقدر حقوقهم، ويحرص على مصالحهم، ويقدمهم على نفسه . . فهذه درجة من الرقي الإنساني لا تصدر إلا عن نفس مطمئنة تربت على نوازع الخير وفضيلة الإيثار التي غرسها الإسلام في كل أتباعه .
يقول د .أحمد عمر هاشم عضو مجمع البحوث الإسلامية والرئيس الأسبق لجامعة الأزهر: الإسلام يربي المسلم على صيانة الحرمات والاعتراف بحقوق الآخرين، والاعتزاز بالنفس من دون تكبر أو تجبر، وأن يحب المسلم لأخيه ما يحب لنفسه . . ومن هذه المرتبة التي تجسد سماحة الإنسان وخيريته ينطلق في الرقي الإنساني إلى درجة أن يؤثر أخاه على نفسه . . وعندئذ ترتقي شخصية الإنسان إلى مرتبة عالية من السمو الروحي والأخلاقي، حيث يشعر بعظمة الإسلام في كل كيانه، ويمده هذا الشعور بقوة روحية كبيرة، فيرى الوجود من حوله كأنه أسرة واحدة، يظللها الدين بسماحته ويسره فلا عسر ولا حرج، ولا تضييق ولا شح بأخوة تشع تضامناً وإخلاصاً وحباً وولاء . . وفي النهاية تسمو روح الإيثار وتنتشر بين الناس ويكون المجتمع الإسلامي بلا فرقة ولا حقد ولا بغضاء . موقف خالد ويقول الدكتور عبدالمقصود باشا أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة الأزهر: الإسلام يغرس في نفس المسلم قيمة البذل والتضحية من أجل الآخرين ومن هذه القيمة تأتي قيمة الإيثار التي هي أرقى وأسمى من البذل والتضحية والفداء، فيها يحارب الإنسان كل مظاهر الأنانية . وإيثار الإنسان قد يكون بماله حيث يقدم لإخوانه كل ما يحتاجون إليه، وهنا نجد القرآن الكريم يشيد بموقف الأنصار وإيثارهم لإخوانهم المهاجرين في قوله تعالى: “والذين تبؤوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون” . فهذه الآية الكريمة تبرز صورة حية من خلق الإيثار كقيمة إنسانية في حياة المسلمين الذين فهموا دينهم فهماً صحيحاً وطبقوه في حياتهم تطبيقاً سليماً . . حيث كان موقف الأنصار من المهاجرين من المفاخر التي خلدها التاريخ في صدر الإسلام، فقد رحّبوا بهم أفضل ما يكون الترحيب وأشعروهم بأنهم ليسوا غرباء، وفسحوا صدورهم وبيوتهم لهم وتقاسموا معهم أموالهم وجسدوا لهم كل معاني الأخوة الدينية، وقد ظل هذا المعنى عميقاً في نفوس الأنصار حتى بعد أن انفرجت الأزمة وأقبلت الدنيا عليهم بغنائمها وخيراتها لأن الباعث على إيثارهم باعث شريف سما فوق الماديات وابتغوا به وجه الله عز وجل . لقد سرى حب الإيثار في نفوس المسلمين الأوائل، وصار كأنه خلق فطروا عليه، وظهر طابعه في كثير من تصرفاتهم . . وجاء في الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل به ضيف فلم يجد عند أهله شيئاً فدخل عليه رجل من الأنصار فذهب بالضيف إلى أهله، وأمر زوجه بأن تعلل الصغار وتطفئ السراج، ووضع الطعام بين يديه وتظاهر بأنه يأكل من دون أن يأكل حتى أكل الضيف الطعام، فلما أصبح قال له النبي صلى الله عليه وسلم: “لقد عجب الله من صنيعكم الليلة إلى ضيفكم، ونزلت الآية وفيها: “ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة” . وفي السيرة النبوية وحياة المسلمين كما يوضح د . باشا العديد من المواقف التي تدل على تأصل خلق الإيثار في نفوس المسلمين الأوائل نتيجة لشعورهم بقدسية الرابطة الأخوية التي وثق عراها الإيمان، وزادها قوة إخلاصهم لله ورائدهم في ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهل بيته . واقع مؤلم يقول الشيخ محمود عاشور وكيل الأزهر الأسبق وعضو مجمع البحوث الإسلامية: لا يختلف اثنان على أننا نعيش عصراً طغت عليه مظاهر الأثرة والأنانية، إلى درجة عبادة البعض لمصالحهم الشخصية واهتماماتهم الفردية حتى أصبح شعار الكثيرين “أنا ومن بعدي الطوفان”، ضاربين بالقيم الإسلامية في التكافل والتضامن والوحدة والإيثار عرض الحائط . ويوضح الشيخ عاشور أن شخصية المسلم السوي تتجرد عن الأنانية وحب الذات، وأن فضيلة الإيثار تبدأ بالمحافظة على الحرمات وتتدرج إلى الدفاع عن الشخصية إلى أن يحب المسلم لأخيه ما يحب لنفسه، ثم يرتقي من هذه المرتبة إلى أن يؤثر أخاه على نفسه، وعندئذ تسمو شخصيته الإيمانية ويستشعر عظمة الإسلام في كل كيانه، وهي تمده بقوة روحية عالية فيرى الوجود من حوله وكأنه أسرة واحدة يظلها الدين بسماحته ويسره، فلا عسر ولا حرج بعطائه وسخائه، ولا تضييق ولا شح بأخوة تشع تضامناً وإخلاصاً وحباً وولاء، ولا فرقة ولا حقد ولا بغضاء . ومن قاعدة البذل والتضحية ينبثق الإيثار، فيطارد الأثرة والأنانية، ويملأ الحياة بذلا وتعاونا وإحسانا، لأنه الفضيلة المشرقة بالتعاون والخير ولا يتمثل إلا في من كان سخي اليد، جواد النفس محباً مخلصاً ودوداً وهناك إيثار بالمال وإيثار بالنفس وإيثار طاعة الله تعالى على كل ما عداه . والإيثار هو الدرجة التي لا يصل إليها إلا الذين صبروا وهو أرفع منازل الأخوة الإسلامية وأسمى درجات الصداقة التي من النادر أن يعمل بها إنسان في مثل هذا الزمن الذي قل فيه الإيثار . ولو قارنا المواقف التي تجلى فيها خلق الإيثار في حياة المسلمين الأوائل بما آل إليه حالنا الآن لوجدنا فارقاً كبيراً، فقد حلت الأنانية وحب الذات محل حب الآخرين وإيثارهم، وأصبح كثير من المسلمين لا يحبون إلا أنفسهم ولا يسعون إلا لقضاء مصالحهم، وهنا كان من الطبيعي أن تسود روح الحقد والحسد والكراهية بين الناس، وأن تختفي الرحمة من سلوكهم اليومي وتشيع بينهم مقولات تجسد هذه الروح التي حاربها الإسلام، لأنها تبعث على الضغائن والحقد الذي لا يقف أثره عند حب النفس وكراهية الخير للآخرين، بل هو يدفع الحاقدين إلى السعي الحثيث لإلحاق الأذى بالغير وتدبير السوء له، ولا يتحرج الإنسان الحاقد من أن يسلك من الوسائل ما يمليه عليه شيطانه من الغيبة والنميمة والكذب والبهتان ليشوه من سمعة أخيه ويحط من قدره، ويحول بذلك دون خير يساق إليه ليستأثر هو به أو يتشفى على الأقل بحرمان أخيه منه، وهذه صورة من أقبح الصور التي نفر منها ديننا الحنيف أشد التنفير، فكل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه، ومن أكل بأخيه المسلم أكلة أطعمه الله بها من نار جهنم يوم القيامة، ومن قام بمسلم مقام رياء وسمعة أقامه الله يوم القيامة مقام سمعة ورياء . . كما أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم . من هنا يؤكد الشيخ عاشور ضرورة أن نستعيد قيمة الإيثار في حياتنا وأن نربي صغارنا على هذه الفضيلة حتى نحميهم من الأنانية القاتلة والحقد المدمر لهم ولغيرهم، ويقول: لو انتشر خلق الإيثار بين المسلمين لوجدنا الرحمة والتعاطف والتعاون على البر والتقوى . . ولاختفت من حياتنا رذائل ومصائب كثيرة، فالطمع والجشع وحب الذات والرغبة فيما بين أيدي الناس هو الذي يدفع كثيراً من الناس إلى السرقة والقتل والوقيعة بين الناس، ويوم يعود خلق الإيثار أو حتى يحب الإنسان لأخيه ما يحبه لنفسه كما طالبنا الإسلام سيعود الحب والتفاهم والألفة بين الجميع . |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#2 |
مراقب عام ![]() |
![]() بارك الله فيك
وجزاك الله خير |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#3 |
عضو مميز
![]() |
![]() الف شكر بارك الله فيك على الموضوع القيم والمفيد جعله الله في موازين حسناتك نتمنى منك المزيد
نقل موفق |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#4 |
مراقب عام ![]() |
![]() جزاك الله خيراً .,. بارك الله فيك .,. لك مني أجمل تحية .
|
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#5 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() شكرا جزيلا لك على كل الاهتمام القائم بة لرقي هذا المنتدى
واسال الله لك التوفيق والسداد في حياتك وامل منك انتقى المواضيع المفيدة للاعضاء والزوار واسال الله ان يكون كل ماتكتبة او تنسخة وتنقلة000 في ميزان حسناتك وتكون شاهدة لك لا عليك بارك الله فيك ونفع بك وحفظك ![]() الفقير الى ربه |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#6 | ||||||||||||
مشرفة مجلس الامارات
مشرفة القسم الرياضي ![]() |
![]()
تسلم اخوي الكريم على مروركـ |
||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#7 |
مشرفة مجلس الامارات
مشرفة القسم الرياضي ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#8 |
مشرفة مجلس الامارات
مشرفة القسم الرياضي ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#9 | ||||||||||||
مشرفة مجلس الامارات
مشرفة القسم الرياضي ![]() |
![]()
تسلم اخوي الكريم اكيد انتقااااء المواضيع ليس عشوااائياا والمشاركة في المنتدى ليس للعبث وقضاء الوقت بل من اجل الفايدة والاستفادة من الغير وطرح كل ما هو مفيد للزوار والاعضاء شكرا لك وتسلم على باقة الورد البرااقه |
||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#10 |
![]() |
![]() جزاك الله خير ونفع بما نقلتِ
|
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
مراتب الصلاة | فتاة الإسلام | الإسلام حياة | 3 | 20-06-2010 09:03 AM |
( مراتب القراءة ) | صـدى زهـران | الإسلام حياة | 12 | 17-08-2009 11:41 PM |
صورة أغلى و أسرع سيارة بالإمارات و أغلى لوحة | SHAMI | منتدى السيارات | 12 | 13-08-2009 11:15 AM |
مراتب الحب | هـاوي زهـران | المنتدى العام | 18 | 10-05-2008 03:18 PM |