عقار لمعالجة الصرع يحول دون الإصابة بطنين الأذن

[عذبة الاوصاف]

كشفت دراسة علمية بشأن مرض الصرع، وللمرة الأولى من نوعها، عن سبب طنين الأذن، وقد تؤدي للحيلولة دون حدوث المرض نفسه .

وتوصل الباحثون لنتيجة مفادها أن عقار ريتيغابين يمنع تفاقم المرض ويحول دون التعرض لمتاعب في السمع .

وقال البروفيسور ثانوس تزونوبولوس أستاذ أبحاث السمع في جامعة بتسبرغ بالولايات المتحدة: “لا يوجد علاج للطنين، والعلاجات الحالية “مثل أجهزة المساعدة على السمع” لا تمنح الراحة لكثير من المرضى . ولكننا بتحديد السبب الكامن، قد نصبح قادرين على إيجاد علاجات ناجعة” .

واهتم الفريق العلمي بالتركيز على منطقة في الدماغ تعتبر موطناً لمركز سمعي مهم يسمى ب “النواة القوقعية الخلفية” .

من خلال بحث سابق أجري على فأر تجارب، أدرك الباحثون أن طنين الأذن يتوافق مع فرط نشاط خلايا النواة القوقعية الخلفية، والتي ترسل نبضات حتى حينما لا يكون هنالك صوت حقيقي يمكن تمييزه .

ولاستكمال التجارب الجديدة، فحص الباحثون الخواص الفيزيائية الحيوية الخاصة بقنوات صغيرة، تسمى ب “قنوات KCNQ” ، وعبر هذه القنوات تتحرك أيونات البوتاسيوم داخل وخارج الخلية .

ويقول البروفيسور تزونوبولوس: “اكتشفنا أن الفئران التي تعاني طنين الأذن لديها فرط نشاط في خلايا النواة القوقعية الخلفية ناجم عن تقلص نشاط قنوات KCNQ البوتاسيومية، وهي قنوات تعمل ككوابح فعالة تقلل استثارة أو نشاط خلايا عصبية .

وفي التجربة البحثية الحديثة، عرّض الباحثون فئراناً مهدأة لقوة صوت تبلغ 116 ديسيبلاً في أذن واحدة، وهذه قوة صوت تعادل الصوت الصادر من رنين سيارة إسعاف لمدة 45 دقيقة، وذلك بعد أن اتضح في أبحاث سابقة أن هذا المقدار من قوة الصوت يؤدي للإصابة بطنين لدى 50 % من الفئران التي يتم تعريضها له .

وقد اجرى البروفيسور تزونوبولوس وفريقه البحثي اختبارات تهدف لمعرفة ما إذا كان عقار معالجة الصرع “ريتيغابين” المجاز من إدارة الأدوية والأغذية في الولايات المتحدة، والذي يعزز نشاط قناة KCNQ ، يمكنه منع الإصابة بطنين الأذن .

ولمدة 5 أيام عمد الباحثون لحقن نصف المجموعة المعرضة بعقار ريتيغابين مرتين في اليوم بعد 30 دقيقة من تعريضها للصوت .

وبعد 7 أيام من التعرض للضوضاء، حدد الباحثون ما إذا كانت الفئران قد أصيبت بالطنين وذلك عن طريق إعداد اختبارات إجفال “أو إدهاش”، وفي هذه الاختبارات يتم إصدار ضوضاء “تصل قوتها ل 70 ديسيبلاً” لفترة معينة، ثم يتم إيقافها لفترة وجيزة ثم تشغيلها مرة أخرى قبل أن يتم قطعها بذبذبة أعلى .

وبالنسبة للفئران التي تتسم بسمع طبيعي فانها تميز الفجوة في الأصوات وتعي أن تغيراً قد حدث، ولذلك تقل دهشتها من الذبذبة العالية مقارنة بالفئران التي تعاني الطنين، والتي تسمع صوتاً شبحياً يخفي لحظة الصمت التي تتخلل طبقة أو نبرة الصوت .

وإكتشف الباحثون أن الفئران التي عولجت ب “ريتيغابين” مباشرة بعد التعرض للضوضاء لم تصب بالطنين .

وبما يتسق مع أبحاث سابقة، أظهرت نصف الفئران التي تم تعريضها للضوضاء والتي لم تعالج بالعقار، مؤشرات سلوكية تدل على إصابتها بالمرض .

وعلق البروفيسور تزونوبولوس قائلاً: “هذا كشف مهم يربط السمات البيوفيزيائية لقناة KCNQ البوتاسيومية بتمييز الصوت الشبحي”، مضيفا “أن قنوات KCNQ تعد هدفاً جيداً لابتكار أدوية تدرأ حفز مرض الطنين عند البشر” .

وتتشكل عائلة KCNQ من 5 وحدات فرعية، 4 منها حساسة ل”ريتيغابين” .

وفي الوقت الحالي، يعمل البروفيسور تزونوبولوس وفريقه على إبتكار عقار يكون ناجعاً مع اثنين من قنوات KCNQ الفرعية التي تسهم في الإصابة بالطنين، لتقليل احتمالات التعرض لآثار جانبية .

وأضاف البروفيسور تزونوبولوس قائلاً: “مثل هذا الدواء يمكن أن يشكل استراتيجية وقائية فعالة للجنود” ولأشخاص آخرين “ممن يعملون في ظروف يكون فيها التعرض لضوضاء عالية مرجحاً . وقد يكون مفيداً أيضاً لحالات أخرى من حالات الإحساس الشبحي أو الوهمي، مثل الألم في عضو تم بتره” .

يذكر أن باحثين ألمان استنتجوا في دراسة سابقة أن الموسيقا قد تشكل علاجاً للذين يعانون مرض طنين الأذن .

وقال الباحثون من جامعة “ويستفاليان ويلهمز” في مدينة مونستر الألمانية إنهم وجدوا أن تصميم قطع موسيقية تتلاءم مع كل فرد قد يساعد على تقليل مستويات الضوضاء التي يسمعها الأشخاص الذين يعانون هذا المرض .

وأشار الباحثون إلى أنه خلال التجربة التي أجروها، تم إدخال تعديلات على الموسيقا المفضلة للمرضى المشاركين في البحث بحيث حذفت النغمات التي تتناسب مع التردد الذي يسمعونه في آذانهم .

وبعد عام من الاستماع إلى الموسيقا المعدلة، سجل تراجع في مستوى طنين آذان المشاركين .

وقال الباحثون ان هذا الأسلوب العلاجي “غير المكلف” يمكن أن يستخدم مع التقنيات العلاجية الأخرى للتخفيف من مرض طنين الأذن .

وأشاروا إلى أن ما يتراوح بين 1 و3% من السكان الألمان يعانون طنيناً مزمناً في آذانهم بسبب نوعية الحياة التي يعيشونها .

وقال الباحثون، الذين ترأسهم الدكتور كريستو بانتيف، إنه رغم أن أسباب طنين الأذن ما زالت غير معروفة، فقد تبين ان جزء الدماغ الذي يعالج الأصوات غالباً ما يتعطل عند الأشخاص الذين يعانون هذا المرض .

[منبع الطيب]

ايضاً هنا



سبحان الله

اشكرك عذبه على ما طرحت
تحيتي وتقديري

[الدوسـي]

[انا السليمي]

يعطيك العافيه على طرحك الرائع

[رفيعة الشان]

جزاك الله خير