![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#1
|
||||
|
||||
![]()
أثبت القرآن الكريم تعبير الأسماء الحسنى لما وصف الله به ذاته، وأفعاله، فقال جل شأنه: “هُوَ اللهُ الْخالِقُ الْبَارِئُ المُصَوِّرُ لَهُ الأسمَاءُ الْحُسْنى يُسبحُ لَهُ ما فِي السمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكيمُ” (الحشر: 24)، وفي سياق نفي الألوهية عن كل ما عداه وقصرها عليه سبحانه وتعالى كرر القرآن تعبير الأسماء الحسنى في سورة طه: “اللهُ لَا إِلَهَ إِلا هُوَ لَهُ الأسْمَاءُ الْحُسْنى”، وتجاوز القرآن إثبات الأسماء الحسنى لله وتقريرها إلى طلب معرفتها، وفقه معانيها، وبناء صلة العبد بربه ودعائه إياه من خلالها: “قُلِ ادْعُواْ اللّهَ أو ادْعُواْ الرحْمَنَ أيّاً ما تَدْعُواْ فَلَهُ الأسْمَاءُ الْحُسْنى وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلاَ تُخافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سبِيلاً” (الإسراء: 110)، بل ونبه المؤمنين إلى كيفية ذكره تعالى، وحثهم على أن يتركوا الذين يلحدون في أسمائه وينحرفون فيها عن الحق إلى الباطل، فقال عَزَّ من قائل: “وَلِلّهِ الأسْمَاءُ الْحُسْنى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ” (الأعراف: 180) . عنوان التوحيد معرفة أسماء الله تعالى وصفاته، هي أول طريق العبودية، كما أن تعلق القلب بها هو المعين على طول الطريق، وقد رتب الله سبحانه على معرفة أسمائه حق المعرفة الأجر العظيم والثواب الجزيل، ففي “الصحيحين” عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن لله تسعة وتسعين اسماً مئة إلا واحداً من أحصاها دخل الجنة، وهو وتر يحب الوتر” . وهي في القرآن، وإحصاؤها يتحقق بحفظ ألفاظها وفهم معانيها والتعبد لله بها . وتمثل أسماء الله تعالى الحسنى عنوان التوحيد في القرآن الكريم، وذلك لما لهذه الأسماء بمدلولاتها ومعانيها من قيمة عليا في إيمان العبد، وتربية وجدانه، وتهذيب سلوكه، وتوجهه لدعاء ربه، فمن عرف الله تعالى أجلّه، وعظّمه، وخشيه واتقاه، ومن عرف أن رحمته وسعت كل شيء أحبه، ورجاه، ومن عرف أنه تعالى يرزق كل حي توكل عليه حقَّ التوكل، ومن عرف أنه هو التواب الرحيم أناب إليه، واشتاق إلى لقائه، وأنس بقربه . معرفة الله تعالى هي أهم قضية في حياة الإنسان، وعلى قدر العلم والمعرفة تكون المحبة، وعلى قدر العلم تكون الخشية، وفي القرآن الكريم يقول ربنا، عز وجل: “إِنَّما يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ”، وكان نبينا صلى الله عليه وسلم هو أخشى عباد الله لله، لأنه أعرفهم به سبحانه، وكان صلى الله عليه وسلم يقول لصحابته: “إني لأعلمكم بالله، وأشدكم له خشية”، وفي رواية: “وأشدكم له خوفاً”، وكان علمه به جل جلاله أساس خشيته، وكان صلى الله عليه وسلم أعلم العلماء . ولقد قيل عن حق إن أشرف العلوم هي العلوم الشرعية، وأشرف العلوم الشرعية هو العلم بأسماء الله الحسنى، وصفاته العُلى، لتعلقها بأشرف من يمكن التعلم عنه، وهو الله سبحانه وتعالى، وإنما تفاوتت منازل عبادات الناس ومراتبهم في محبة الله تعالى وتعظيمه بسبب تفاوت منازلهم ومراتبهم في معرفة الله تعالى وأسمائه وصفاته، وكلما أدام العبدُ النظر في أسماء الله، والتأمل في صفاته، ازدادت محبته لربه، وإقباله على طاعته، وبها تتحقق لذة العبودية، فيأنس العبد بربه ويشتاق إلى لقائه . ويحفل القرآن الكريم بمئات الآيات التي يخاطب بها الله الناس، ويعلمهم عن نفسه، وعن صفاته وأفعاله، ويعرفهم برحمته، وكرمه وجوده، وعفوه وقدرته، ونوره وعلو ذاته، وأنه سبحانه وتعالى يراهم، ويسمع قولهم ويعلم سرهم وجهرهم، لا تخفى عليه خافية، يعلم السر وأخفى، وأنه جل وعلا يحب منهم فعل الخيرات، ويبغض المظالم والمنكرات، يتوب على التائبين، ويغفر للمستغفرين، ويجزي الشاكرين، وينصر الذين ينصرونه، والعائذين بجنابه . معرفة الله العلم بأسماء الله الحسنى أصل العبادة، لأن من لا يدرك حقيقة أسمائه عز وجل وصفاته لا يمكنه أن يعبده حق عبادته، ولا شك أن من أعظم آثار العلم بأسماء الله جل ثناؤه وصفاته ومعرفة معانيها والتعرف إلى حقيقتها ما يحدثه ذلك من خشية في قلب العبد، وشتان بين مصلٍ قائم بين يدي ربه، عالم باطلاع ربه على كل صغير وكبير من حركاته ما ظهر منها وما بطن، ما يجعله مستحضراً لجلال وجهه وعظيم سلطانه، وبين آخر لا يعلم ما علمه الأول وقد استقر العارفون وأهل الطريق إلى الله على أن معرفة الله تتأتى من تمام معرفة أسمائه وصفاته، تلك الأسماء التي سمى الله تعالى بها نفسه وسماها بالحسنى، فكل أسماء الله حسنى، كما يقول ابن عباس رضي الله عنهما فهي حسنة في الأسماع والقلوب، وهي تدل على توحيده سبحانه، وكرمه، وجوده، ورحمته، وأفضاله على عباده، ولا معنى للحسن في حق الله تعالى إلا ذكر صفات الكمال ونعوت الجلال، وتلك الصفات والنعوت كما يقول العلماء محصورة في نوعين: عدم افتقاره جل شأنه إلى غيره، وثبوت افتقار غيره إليه . والله يحب من أحب أسماءَه الحسنى، فعن عائشة رضي اللَّه عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث رجلاً على سَريَّة، وكان يقرأ لأصحابه في صلاتهم، فيختم ب”قُلْ هُوَ اللَّهُ أحد”، فلما رجعوا ذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: سلوه لأي شيء يصنع ذلك؟ فسألوه، فقال: لأنها صفة الرحمن، وأنا أحبُّ أن أقرأ بها، فقال صلى الله عليه وسلم: أخبروه أن الله يحبه، وفي حديث آخر، “قال الرجل: إني أحبها، فقال صلى الله عليه وسلم: حُبُّك إياها أدخلك الجنة” . وأسماء الله الحسنى هي أعظم الأسباب لإجابة الدعاء، يقول ربنا جل وعلا: “وَلِلَّهِ الأسْمَاءُ الْحُسْنى فَادْعُوهُ بِهَا”، وكان صلى الله عليه وسلم يسأل اللَّه بأسمائه الحُسنى ويتوسل إليه بها، والأحاديث في ذلك كثيرة ومشهورة، ويروى أنه صلى الله عليه وسلم دخل المسجد، فسمع رجلاً يقول: اللهم إني أسألك أني أشهد أنك أنت اللَّه لا إله إلا أنت، الأحد الصمد، الذي لم يَلد ولم يُولد، ولم يكن له كفواً أحد، فقال: “لقد سألت اللَّه بالاسم الذي إذا سُئِل به أعطى، وإذا دُعي به أجاب، وفي رواية فقال: “والذي نفسي بيده، لقد سأل الله باسمه الأعظم، الذي إذا دُعِي به أجاب، وإذا سُئِل به أعطى” . تفريج الكروب وأسماء الله الحسنى أعظم أسباب تفريج الكروب وزوال الهموم، وقد روى ابن مسعود رضي اللَّه عنه عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أنه قال: “ما أصاب أحداً قط همٌ ولا حزنٌ، فقال: اللهمَّ إني عبدك، ابن عبدك، ابن أَمَتِكَ، ناصيتي بيدك، ماضٍ فيَّ حكُمك، عدلٌ فيَّ قضاؤُك، أسألك بكل اسم هو لك، سمَّيت به نفسك، أو علَّمته أحداً من خلقِك، أو أنزلته في كتابك، أو استأثرت به في علم الغيبِ عندك، أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي، إلا أذهب اللَّه همَّه وحزنه وأبدل مكانه فرحاً”، فقيل: يا رسول اللَّه، أفلا نتعلمها؟ فقال: “بلى ينبغي لكل من سمعها أن يتعلمها” . والمؤمن يلجأ إلى ربه بأسمائه الحسنى عند كل كرب، وقد روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: “كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يدعو عند الكرب ويقول: لا إله إلا اللَّه العظيمُ الحليمُ، لا إله إلا الله ربُّ السماواتِ والأرضِ ورب العَرشِ العظيم” . ومن عرف أسماء الله وصفاته أكثر من ذكر الله، وشكره، والثناء عليه، ومدحه، والحمد له، وذكر الله سبحانه ومدحه من أعظم ما يقرب إليه، وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “ما من أحد أحب إليه المدح من الله” . |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#3 |
![]() |
![]() جزاك الله كل خير على موضوعك الاكثر من رائع
|
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#4 |
مراقب عام ![]() |
![]() جزاك الله خيراً .,. بارك الله فيك .,. لك مني أجمل تحية .
|
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#5 |
مراقب عام
![]() |
![]() جزاك الله خير |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#6 |
عضو مميز
![]() |
![]() الف شكر بارك الله فيك على الموضوع القيم والمفيد جعله الله في موازين حسناتك نتمنى منك المزيد
|
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الأسلام والقيدة | أمين الذبحاني | المنتدى العام | 2 | 16-09-2012 02:16 PM |
معاني بعض الأسماء | Mansour Al-zahrani | الاخبار المحلية والعالمية والمنقولات | 1 | 20-09-2010 11:49 AM |
ܔܓܛܜܓܛܜ •!¦[•▓╣◄;;; سلاسل علمية في فقه الأسماء الحسنى ;;;; ►╠▓ •]¦!•ܔܓܛܜܓܛܜ | خليل الحريري | الإسلام حياة | 8 | 27-01-2010 12:32 AM |
ضريبة الأسماء | محمد حسن الزهراني | المنتدى العام | 13 | 16-01-2010 10:05 AM |
الأسلام والغرب | شبل من زهران | الإسلام حياة | 1 | 03-09-2006 05:51 AM |