أيادٍ إرهابية تفجر المساجد.. ومواقع الفتنة تحرض الشباب على الفوضى

[سيسيل الزهراني]

16 شعبان 1436-2015-06-0312:45 AM

لم تزد الشعب السعودي إلا ثباتاً وقوة وتلاحماً



أيادٍ إرهابية تفجر المساجد.. ومواقع الفتنة تحرض الشباب على الفوضى




- المواطن علي الحبيب: نرفض الفتنة بين أفراد المجتمع فنحن نعيش في سلام مع أبناء الوطن.
- المواطن أبو علي: أفراحنا وأحزاننا مشتركة ولا يستطيع كائن من كان الوقيعة بين أبناء الوطن.
- توفيق السيف: داعش في حاجة إلى الفوضى والصراع حتى يصبح لوجودها معنى.
- د.عبدالعزيز بن صقر: سياسة الدولة واضحة وترفض استخدام الورقة الطائفية.
- عبد المنعم المشوح: نحتاج إلى نهضة شاملة ونوعية في مواجهة فكر داعش وأمثالها.
- د.حسن بن سفر: المساجد هي محور الارتكاز وروح ومقصد الشريعة الإسلامية.

ريم سليمان- سبق- جدة: أي نفس سوية تلك التي تقبل أن تقتل وتسفك دماء المصلين داخل المساجد؟ كيف لشاب في مقتبل العمر أن يفجر نفسه داخل مسجد ليقتل مصلين؟ إنها نفوس ضعيفة حولتها أياد إرهابية إلى قنابل متفجرة لتأجيج الفتن والصراعات داخل المجتمع، ولكن هيهات لهؤلاء أن ينالوا مقاصدهم ويفرقوا بين أبناء الشعب، فقد تفاجأ المتطرفون بأن حادثة العنود وقبلها القديح لم تزد الشعب السعودي إلا ثباتاً وقوة في مواجهة هؤلاء، والتفوا معا رافضين هذا الاعتداء على أبناء الوطن.

التقت "سبق" بعدد من المواطنين للتعرف على ردود الأفعال بعد فشل محاولة تفجير مسجد العنود في الدمام، قال المواطن على الحبيب: نرفض وقوع أي فتنة بين أفراد المجتمع، فنحن نعيش في سلام مع أبناء الوطن، وما حدث في القطيف والدمام، ما هي إلا محاولات للإيقاع بيننا وبين إخواننا، مؤكداً أن المجتمع السعودي يد واحدة في حالة المحن والأزمات.

هذا ما أكده المواطن أبو علي من الدمام، حيث قال: أفراحنا وأحزاننا مشتركة، ونحن أخوة، ولا يستطيع كائن من كان الوقيعة بين أبناء الوطن، وقال: حادث مسجد العنود زاد من لحمة الشعب السعودي، ولن ينجح من يعبث في أمن الوطن ويحاول الإيقاع بين أبنائه وزرع الفتنة والطائفية بين أفراده، كما فعلوا في العراق وسوريا وليبيا.

صراع اجتماعي
ورأى الكاتب توفيق السيف أن العمليات الإرهابية الأخيرة التي حدثت في الدمام والقطيف، المستهدف منها هو إثارة صراع أهلي يبدأ بالشك في بعضهم ثم التصارع فيما بينهم، كما حصل في العراق وليبيا وباكستان، لافتا أن تنظيم القاعدة منذ أيام وضع استراتيجية وحالة توحش وفوضى عارمة معتقدا أن داعش تبنت تلك الاستراتيجية.

ورداً على الهدف من حالة الفوضى التي تريد أن تبثها داعش، أجاب: داعش في حاجة إلى الفوضى والصراع حتى يصبح لوجودها معنى وليس مستنكرا، لافتا أنه في حالات الفوضى يصبح هناك قبول للجماعات المتطرفة، وقال: العمليتان الأخيرتين الهدف منهما أكبر من الإرهاب، بل محاولات لإفشال الدولة وإثارة الصراع الاجتماعي بين الطوائف.

بيئة حاضنة
ولفت إلى أن داعش لا تستطيع أن توجد إلا في بيئة حاضنة، وتساءل كيف لشاب بخلفية غير دينية وأكثر ميلا إلى الانفتاح أن يتحول إلى انتحاري؟ وقال: أعتقد أن هناك مشكلات شديدة التأثير عليه جعلته ينقلب إلى أقصى اليمين، لافتا أن البيئة الاجتماعية عليها دور كبير من مدرسة وإعلام حتى في العلاقة بين الدولة والمجتمع.

وأكد الكاتب في نهاية حديثه أن المجتمع السعودي في وقت الفتن والمحن يصبح يداً واحدة، لا فرق بين شيعي وسني، وكل فئة تبادر وتتنازل في سبيل الوصول إلى نقطة الأمان.

الشعور الوطني
أوضح رئيس مركز الخليج للأبحاث الدكتور عبدالعزيز بن صقر أنه لا توجد دولة محمية بالكامل من العمل الإرهابي بما فيها أمريكا، مطالبا برفع مستوى الشعور الوطني، وأن الجميع أبناء هذا الوطن، مع التأكيد على أن سياسة الدولة واضحة وترفض استخدام الورقة الطائفية، وقال: وحدة المجتمع السعودي مستهدفة من قبل داعش، حيث تعتمد على استقطاب الشباب من صغار السن لبناء جيش، مؤكداً أن داعش عدو أكثر دموية عابر للحدود مدفوع بالطائفية، منوها بالجهود الكبيرة والمبذولة والتي تحتاج إلى تكاتف الجميع داخليا وخارجيا.

تأجيج الطائفية
فيما وصف رئيس حملة السكينة عبد المنعم المشوح تنظيم داعش بأنه فوضوي توحشي في تركيبته ومنهجه العملي والفكري، وقال: يتحرك كالمجنون الذي يبحث عن أي مكسب حتى لو كان على حساب من يدعي الانتماء إلى عقيدتهم، مشيراً أن ضحاياهم من أهل السنة بالمئات، وقد سبق لهم تفجير مسجد الفاروق أقدم مسجد لأهل السنة في الأنبار، كما سبق لهم قتل أئمة وخطباء وأهالي من رجال ونساء وأطفال من أهل السنة عبر عمليات وحشية فيها قتل وتمثيل بالجثث، ولفت إلى اعتداءات داعش على الجميع سنة وشيعة وغيرهم.

وفسر جريمتهم في حق مصلين ومساجد داخل السعودية يرتادها الشيعة، بأن الهدف منها، هو صناعة فوضى وتأجيج الطائفية، بيد أّنه بفضل الله ووعي المجتمع وولاة الأمر أبطلوا هذا الفساد وانقلبت الطاولة عليهم في مشهد وطني ووحدوي لفظ ورفض دعاوى داعش، علما أن المنصات الإعلامية لداعش التي أعلنت العملية الإجرامية في القديح والدمام هي ذاتها المنصات التي تعلن تبني عمليات ضد السنة في العراق وسوريا.

شعارات مخدرة
وبسؤاله عن أسباب استقطاب داعش للشباب، قال: داعش تستقطب الجميع لكن أغلب المنتمين من الشباب من جميع البلاد شرقا وغربا نظرا للآلة الإعلامية (الموهمة) التي تبثها، مشيراً أن الشباب في مرحلة عاطفية غير متوازنة، بيد انه بفضل الله كل شباب الوطن يسخرون من داعش ورسائلها خاصة بعد عمليتي القديح والدمام، وأكد أن هناك منخرطون ومتأثرون عبر مواقع التواصل، وهؤلاء مجرمون انساقوا خلف كذب وتدليس داعش تحت شعارات مخدرة.

ولفت المشوح إلى أن الوضع الآن يحتاج إلى نهضة شاملة ونوعية في مواجهة فكر داعش وبقية الجماعات المتطرفة، يتم ذلك عبر برامج ومنظومات تستطيع التعامل مع الرأي العام والخاص في التجمعات الشبابية، مؤكداً أن ما حدث مصيبة، لكن يجب ألا يهز ثقتنا بالله القوي العزيز وبأمننا ووحدتنا، لأن السعودية قطعت دابر القاعدة وهي أذكى وأعتى من داعش، وكلما نفذت داعش عملية كلما ضاقت أمامهم الدوائر الميدانية والفكرية.

وحذر المشوح من شبكات التواصل التي أصبحت شبكات صيد واستقطاب وتحريض في بعض جوانبها مع وجود الجوانب الإيجابية وهي الأغلب، وعلينا توسيع الخط الإيجابي والتضييق على السلبيات.

وأنهى حديثه بالتأكيد على أن شبابنا لديه عزيمة وديانة ووطنية، وقال: هؤلاء الإرهابيون موهومون وشواذ وعلى الأهالي والأسر التعاون في كشف أي مؤشر إرهابي، كما أننا نستطيع التعاون مع الأسر في التوجيه الفكري والنفسي.

مخطط مأجور
من جهته أكد أستاذ نظم الحكم الإسلامي في جامعة الملك عبد العزيز الدكتور حسن بن سفر، أن هناك محاولات مستمرة لتأجيج الصراع الطائفي واختلاق الفتن داخل السعودية من قبل الحاقدين، الذين يوجهون بأجندات سياسية، ويسخروا لأعمالهم بعض الصبية لخلق أجواء من التوتر والفوضى، مشيراً إلى أن ما حدث في العنود والقديح إنما هو مخطط مأجور لخلق توتر بين السنة والشيعة، بيد أن الدولة تدرك ذلك جيدا وتسعى جاهدة في وضع كل إمكانياتها في سبيل الاستقرار والأمن.

وحول دور المساجد في محاربة الفكر الإرهابي، قال سفر: المساجد هي محور الارتكاز وروح ومقصد الشريعة الإسلامية، ولأئمة المساجد دور كبير في تصحيح المفاهيم المغلوطة عبر المنبر وعن طريق حلقات العلم والتدريس، متحدثا عن علم السياسة الشرعية وما فيه من استقراء للنصوص وإيجاد الأحكام على أساس الشريعة.

كما يأتي دور الأمام والخطيب في نقل المفاهيم وشرخها للأفراد، ووضع برامج وخطط للحديث عن الشريعة الإسلامية السمحة الوسطية، لتصحيح عقول بعض الشباب، وعليهم التحذير المستمر من خطورة أخذ العلم من غير أهله، لافتا أن سن الشباب هو من أكثر الأعمار اندفاعا وحماسا، ولذا يسهل استقطابهم في جماعات إرهابية، وإغراؤهم ماديا ومعنويا.

زعزعة الاستقرار
وطالب بإحياء دور مجالس الأحياء في الحوار المشترك، وطرح المغالطات على أهل العلم وتصحيحها بشكل دائم، حتى لاغ يتبنى الشباب أفكارا مسمومة تحمل أجندات إرهابية.

وقال أستاذ نظم الحكم الإسلامي: هناك من يريد أن يشغل العالم بالسعودية، ويصور للجميع أن هناك اضطرابات، معللا ذلك بكونها استطاعت أن تطبق الشريعة الإسلامية وتحظى باهتمام عالمي، ما آثار الحسرة في قلوب الإرهابيين وجعلهم يستجدون الطرق لتشويه الصورة وزعزعة الاستقرار وخلق جو من الفتنة والطائفية.

وأكد بن سفر أن أهل الشيعة أدركوا بذكاء فطنة من خلال ترصد الأفعال، ما يريده الإرهابيون، وأدركوا أن هناك مخططاً للوقيعة وإشعال الفتنة، فلا تنطوي تلك الخديعة على أهل الشيعة، كما استنكر جميع علمائهم هذا الفعل الدنيء، وأكدوا على أمن الدولة واستقرارها، معتبرا أن ما تقوم به العمليات الإرهابية من أعمال دنيئة، يعد نوعا من الإفلاس، خاتما حديثه بقوله تعالى" ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين.

[محمد الساهر]

الف شكر
بارك الله فيك على نقل الموضوع والإعلام
نتمنى منك المزيد

[سيسيل الزهراني]

شكرا لمرورك الكريم محمد والمتابعه