قصة مؤثرة : زوجان يتعاهدان على الرحيل
في كارثة جدة ..غريقة تتمسك بحجابها للموت "مستورة"
لم تكن الخادمة التي زحفت متشبثة بسور الجامعة تقطعه من أوله لآخره للنجاة من كارثة السيول هي طيف الصورة الوحيدة التي يحفظها شريط ذاكرة عبدالحميد الغامدي بل إن الرجل وزوجته اللذان قاوما الغرق بالأحضان لمدة 3 ساعات قبل أن يبتلعهما السيل كانت من أكثر المواقف ايلامًا للغامدي ورفقائه الذين لم تسعفهم قوة الكارثة في إنقاذ الزوجين رغم محاولاتهم المستميتة والتي تفرد الموت للحظوة بمرافقة الحبيبين الاوفياء للعشرة الزوجية ولا زالت صورة الغريقة السعودية التي رفضت رمي حجابها وعباءتها التي لفت بها جسدها الطاهر لتستره من جبروت السيل قبل أعين مشيعيها لقبرها إحدى الصور الجميلة التي يرددها الغامدي الذي دون في تاريخه أنه مكتشف أول جثة لشهداء سيول جدة في سرده لكارثة السيول بصفته أحد شهود العيان الذي عايش لحظات الطوفان قلباً وقالباً :
يتذكر عبدالحميد الغامدي السبب الرئيسي الذي جره لمعمعة السيل في قويزة و طريق الجامعة رغم وجوده ذلك اليوم في منزل اسرته بحي السامر عندما إتصل عليه والده الذي سافر للجنوب , مؤكدًا له بأنه الآن بالقرب من مدخل جدة ولا يفصله عن المنزل إلا سويعات معدودة, إلا أن الدقائق والساعات تمر والامطار تزداد كثافة وقلب الابن البار تتسارع دقاته خوفًا على الأب .
لم يجد الغامدي حينها مفرًا من الخروج للبحث عن والده خاصة وأن الإتصال بينهما انقطع .
و يكمل الغامدي حديثه قائلًا : قمت بتشغيل محرك سيارتي بإتجاه طريق الحرمين مرورًا بجسر ولي العهد حيث توقفت مع أرتال السيارات المزدحمة التي اجبرها السيل على الوقوف ونزلت من سيارتي للتمعن في وجوه المتجمهرين عسى ان يكون والدي بينهم ولحظتها بدأت المياه في الازدياد ولم أجد مفرا من الترجل على قدمي والإتجاه لحي قويزة وقبل الوصول لموقع المثلث بدأت أصرخ في المارة محذرهم من خطر السيل الهادر الذي بدأ يشق طريقه من عدة جهات مختلفة أبرزها بالقرب من سور الجامعة وطريق مكة الطالع وقويزة مخترقا الحواجز والطرق وهناك بالقرب من سور الجامعة حانت لحظات الرعب التي اعتبرها اقسى اللحظات التي مرت بحياتي .