عجيب والله ما يحدث.. فكل عام يحدث نفس الشيء وتشحذ الأقلام أسنة الكلمات لتقول حرام عليكم ما تفعلونه.. حرام عليكم أن يكون مجتمعنا السعودي الذي كان يتغنى بحشمته وحيائه يغدو اليوم يجهر بمنكرات لا يقبلها دين ولا عرف.. فالذي ينظر ـ ولا داعي لأن يمحص بالنظر طويلاً ـ يعرف أننا نعيش زمناً للمسيحيين وليس للمسلمين، رغم أننا في مجتمع عربي مسلم!!.. فماذا يعني قدوم عام 2010 لنا؟.. ماذا يعني أن يكون احتفالنا بالأعوام الميلادية كل عام، وكأنها فواتح للبطولات العربية والإسلامية، بينما هي في الحقيقة إغراق في الثقافة الغربية التي تتكالب علينا كما تتكالب الغربان على الجيف المتعفنة؟!!.. تعبت حقيقة وأنا أشاهد ما تنكر العين رؤيته ويستنكر القلب وجوده.. بالله عليكم.. خففوا وخفوا علينا قليلاً!.. فوالله إن معظمنا لا يعرف الآن أي سنة هجرية نعيشها، وهل نحن مقبلون على أخرى جديدة منها أم لا!.. فهل يعقل أن يكون ذلك في بلد عربي مسلم تمتلئ محلاته ومجمعاته التجارية وفنادقه الكبرى بأشجار عيد الميلاد التي يتجاوز طولها أربعة أمتار، بينما لا توجد حتى إشارة بسيطة لقدوم سنة هجرية جديدة تخصنا كمسلمين وحدنا؟!.. هل يعقل أنه في الوقت الذي تتجه سويسرا وغيرها من الدول الغربية إلى منع المآذن من معانقة سحب السماء، وتقليص عدد المساجد على أراضيها، نقوم نحن بإحياء عوائدهم ومعتقداتهم واستباحة ما حرمه الله علينا من بدع تودي إلى ضلالة يكون مكانها النار، ولا بأس إن شاركناهم العد التنازلي مع انتحار الثواني الأخيرة من عمر عام 2009 التي مضت؟!!.. هل يجوز أن تكون هذه التجاوزات بيننا وهي التي تؤدي بلاشك إلى انحراف سلوكي وأخلاقي خطير نحن غارقون فيه أساساً، ولا يقوم المعنيون بأي شيء يوقف هذا الطوفان الخلقي المسيحي بيننا؟!.. فحرام أن يمضي عيد الأضحى دون أن تسبقه مظاهر فرح سوى (الزحمة) أو يعقبه بعض الفتات التي تدل على أن عيداً كان هنا منذ قليل، ومضى دون أن يصدر زعيقاً كالذي تفعله الأعوام الميلادية المليئة بظواهر فرح واستقبال تسبقها، وبأمنيات حلوة تلاحقها وهي تخطو دقائقها الأولى بيننا؟!.. حرام أن تربو أجيالنا الصغيرة وهي لا تعرف من سنواتنا الهجرية شيئاً، مادامت ولادتها تبدأ بشهادات ميلادية وتتعاقب أعيادها بحفلات صاخبة ترقص على أنغام (هابي بيرث دي) لتؤكد في كل مرة أن العمر أصبح محسوباً بالميلاد المسيحي، وليس بالهجري الإسلامي!!.. حرام أن تخفت الأصوات الاستنكارية التي قامت ضد سويسرا لمنعها مآذن بيوت الله من أن تبنى لمجرد أن ذلك يعد من حريتها الشخصية، بينما يحرم علينا أن نؤسس عوائدنا ونهجنا الإسلامي في مجتمعات المسلمين خوفاً من أن يعتبرنا العالم الخارجي متخلفين بدائيين، ونقيم العادات المسيحية إرضاء للأجانب وضماناً لأن نظهر للعالم أننا نواكب التطور بمفاهيمه الغربية!.. فما الذي يحدث يا سادة؟!..وأين دور الشؤون الإسلامية فيما جري بالأمس الذي تفجرت معه الصيحات العربية التي تأمل بعزة مقبلة للعرب والمسلمين وسط تجاوزات دينية يقف المسؤولون المعنيون أمامها وقفة من لا يعنيه أي شيء، وما لجاري يخصه وما هو لي فلا يعني الآخرين أن يتدخلوا فيه!!.. وعليه كان الألم بقدر الشجب في داخلي.. فأوقفوا مهزلة أعياد الميلاد!! لأننا حين نرى غيرنا يحتفل بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم ننكر عليه فعلته، ونراها بدعة وضلالة مكانها النار، بينما ميلاد المسيح عليه السلام للأسف فقد أصبح "فرض كفاية" ، أخشى يوماً أن يصبح "فرض عين" واجباً على كل عائلة أن تقيمه حتى ولو بشجرة زيتون أو نخلة تتحمل ثقل اللمبات المضيئة والهدايا المعلقة والأمنيات المستترة تحتها!!.. لا تفغروا أفواهكم هكذا!.. أغلقوها لو سمحتم! فالمخطئ وحده من يعتقد أن عجائب الدنيا تقف عند رقم سبعة فقط!!.
فاصلة أخيرة:
بقدر الحب كان العتب..
وبقدر العشق كان اللوم..
وبقدر الآه المحتبسة كان الصراخ!
وبقدر الرغبة بأن تكوني الأفضل والأجمل والأكمل والأمثل كانت الأمنية:
( نريدك يا السعوديه فوق هام السحب بعروبتك وإسلامك، فالعزة في هذا الثوب، وما عداه فلا يغدو سوى ساتر شفاف، تذروه الرياح وتترك صاحبه عارياً يستجدي ستراً )!!
منقول
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التعديل الأخير تم بواسطة محمد حسن الزهراني ; 09-02-2010 الساعة 07:03 PM.
أبو حسن
من آتانا بهذه الامور هم من المستوطنه الذين حصلوا عليها غصبآ عني وعنك واليوم قام كثيرآ من القوم يتبعهم في ما يعملون ... أوه لو شاهدة قسم الطالبات بالجامعه في أول يوم ميلادي لكنت مثلي تموت قهر مما تشاهد .. ولكن ما أقول الا :: اللهم أنصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا .. آمين يارب العالمين ....
أبو حسن
من آتانا بهذه الامور هم من المستوطنه الذين حصلوا عليها غصبآ عني وعنك واليوم قام كثيرآ من القوم يتبعهم في ما يعملون ... أوه لو شاهدة قسم الطالبات بالجامعه في أول يوم ميلادي لكنت مثلي تموت قهر مما تشاهد .. ولكن ما أقول الا :: اللهم أنصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا .. آمين يارب العالمين ....
المرباوي
اخي المرباوي الف شكر لك على اهتمامك
اسأل الله لي ولك وللمسلمين التوفيق
وكل ما اقوله
عش ما شئت فإنك ميت ، وأحبب من شئت فإنك مفارقه ، واعمل ما شئت فإنك مجازى به
06-01-2010, 10:49 AM
بقدر الآه المحتبسة كان الصراخ!
المواضيع المتشابهه للموضوع : بقدر الآه المحتبسة كان الصراخ!
