في ليلة من الليالي التي مرت على فارس حيث يقول: كنت أسير في طريقاً لأعرف إلى أين يصل، ولم يمر في هذا الطريق أي أحد، وواصلت المسير، تارة أصدم في حجر وتارة في شجرة، وأحياناً ينقطع الطريق وأقف حيراناً لأعرف اتجاهي ومرة أمشي وأجده يصل بي إلى حافة جبل وأرجع إلى نفس الطريق، وعند رجوعي إلى نفس المسار الأول أسمع أصوات، فإذا اتجهت يمين وأدرت نفسي للصوت يزيد، وإذا أدرت نفسي إلى الشمال الصوت يضعف، ووقفت قليلاً أتأكد من مصدر هذا الصوت، وفجأة قرب الصوت أكثر من الأول وجلست مكاني الحديث لفارس، وأخيراً وصل الصوت عندي وإذا به مجموعة من الناس مسافرة إلى جهة ما، وحاولت أن أعرف هذه الجهة التي يريدون أن يصلون إليها، وبعد الحديث معهم، قالوا لي: أمش معنا مكانك هذا ليس آمن، وقلت إلى أين أمشي أنا ضيعت طريق البيت ولا أريد السفر، فقال لي: أحدهم أمشي معنا حتى ندلك على الطريق الذي يوصلك إلى قريتك، ومشيت معهم حتى وصلت إلى الطريق العام، وهناك بقيت وحدي وأمامي قرية لكن هل هذه القرية هي قريتي أم لا؟! وواصلت حتى وصلت إلى هذه القرية وإذا هي ليست قريتي، وهنا وقفت محتار لا أعرف أحداً فيهم، وماذا أقول لهم، ودخلت القرية ولم أجد أحداً يرحب بي، احترت أرجع أم أسأل أحداً عن هذه القرية؟! فلم يكن في خلدي سوى التفكير قليلاً فقريتي ليست قريبة، وإذا رجعت سوف أرجع في ليل مظلم وأضيع الطريق، وإذا بقيت فأين أبقى تحت هذا الشجر، إنني عطشان وجوعان ومرهق، وأخاف أن أنام ويحصل لي شي، فقررت أني ما أنام، لأن المكان غير أمن لابد من أجد حل لقصتي هذه، جلست في مكاني وأدعي الله أن أجد من يفهمني ويساعدني، أهلي الآن لا يدرون عني ولا أدري عنهم، ومكثت طويلاً وإذا بي برجل كبير في السن يمشي باتجاهي ويقرب مني، ولما وصل سلم، وقال: من أنت، وما قصتك أنت غريب القرية، قلت: نعم، قال: أمشي خلفي، ولما وصلنا إلى المنزل، قال: أجلس، فجلست وطلبت ماء، ولما شربت الماء ذكرت له قصتي كلها، وعرفني على قريته، وأعطاني خلفية عن طابعها، قال: اليوم تمكث عندي، وغداً مع الفجر تحرك إلى قريتكم وسوف أدلك على طريق فيه حركة ناس، تسألهم عن قريتك ويدلوك على الطريق الصحيح، ومكثت عنده حتى الصباح، وفي الصباح خرجت من القرية متجهاً إلى قريتي ووصلت بعد حوالي يومين بعد معناه مريرة لقيتها في طريقي، وصلت وأنا لم أصدق أني سوف أعود وفرحوا أهلي كثيراً وعملوا الذبائح والفرح والطرب بمناسبة العودة ، ولم يصدقوا أهل قريتي أن الذي حصل حقيقي صار لي، وما زلت أتذكر هذا القصة التي مرت بي، وأن أنظر إلى ما نحن فيه اليوم من نعم لا تعد ولا تحصى، ونحمد الله ونشكره على هذه النعمة الغالية ونسأل الله أن يديمها علينا ويحفظها من الزوال إنه سميع مجيب الدعاء.
ملاحظة من عاشق المرباء { هذه القصة لم تنقل من كتاب بل من وجداني وأفكاري وطباعتي بتاريخ 3/6/1424هـ}
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التعديل الأخير تم بواسطة عاشق المربا ; 04-08-2010 الساعة 09:27 AM.