يسعدني ان انقل من امهات الكتب العربية بعض المختارات من خلاصة الحكمة العربية
هذة مختارات من العقد الفريد
قال الحكماء إذا أراد الله بعبد خيرا ألهمه الطاعة وألزمه القناعة وفقهه في الدين وعضده باليقين فاكتفى بالكفاف واكتسى بالعفاف وإذا أراد به شرا حبب إليه المال وبسط منه الآمال وشغله بدنياه ووكله إلى هواه فركب الفساد وظلم العباد الثقة بالله أزكى أمل والتوكل عليه أوفى عمل من لم يكن له من دينه واعظ لم تنفعه المواعظ من سره الفساد ساءه المعاد كل يحصد ما زرع ويجزي بما صنع لا يغرنك صحة نفسك وسلامة أمسك فمدة العمر قليلة وصحة النفس مستحيلة من أطاع هواه باع دينه بدنياه ثمرة العلوم العمل بالمعلوم من رضي بقضاء الله لم يسخطه أحد ومن قنع بعطائه لم يدخله حسد أفضل الناس من لم تفسد الشهوة دينه خير الناس من أخرج الحرص من قلبه وعصى هواه في طاعة ربه نصرة الحق شرف ونصرة الباطل سرف البخيل حارس نعمته وخازن لورثته من لزم الطمع عدم الورع إذا ذهب الحياء حل البلاء علم لا ينفع كدواء لا ينجع من جهل المرء أن يعصى ربه في طاعة هواه ويهين نفسه في إكرام دنياه أيام الدهر ثلاثة يوم مضى لا يعود اليك ويوم أنت فيه لا يدوم عليك ويوم مستقبل لا ندري ما حاله ولا تعرف من أهله من كثر ابتهاجه بالمواهب اشتد انزعاجه للمصائب لا تبت على غير وصية وإن كنت من جسمك في صحة ومن عمرك في فسحة عظ المسيء بحسن أفعالك ودل على الجميل بجميل خلالك لا يكمل للإنسان دينه حتى يكون فيه أربع خصال يقطع رجاءه مما في أيدي الناس ويسمع شتم نفسه ويصبر ويحب للناس ما يحب لنفسه ويثق بمواعيد الله إياك والحسد فإنه يفسد الدين ويضعف اليقين ويذهب المروءة.
قيل لأفلاطون ما الشيء الذي لا يحسن أن يقال وإن كان حقا قال مدح الانسان نفسه أربعة تؤدي إلى أربعة الصمت إلى السلامة والبر إلى الكرامة والجود إلى السيادة والشكر إلى الزيادة من ساء تدبيره أهلكه جده الغرة ثمرة الجهل آفة القوة استضعاف الخصم آفة النعم قبيح المن آفة الذنب حسن الظن الحزم أسد الآراء والغفلة أضر الأعداء من قعد عن حيلته أقامته الشدائد ومن نام عن عدوه أيقظته المكايد من قرب السفلة وأطرح ذوي الأحساب والمروآت استحق الخذلان من عفا تفضل من كظم غيظه فقد حلم من حلم فقد صبر ومن صبر فقد ظفر من ملك نفسه عند أربع حرمه الله على النار حين يغضب وحين يرغب وحين يرهب وحين يشتهي من طلب الدنيا بعمل الآخرة فقد خسرهما ومن طلب الآخرة بعمل الدنيا فقد ربحهما كلام المرء بيان فضله وترجمان عقله فاقصره على الجميل واقتصر منه على القليل كل امرىء يعرف بقوله ويوصف بفعله فقل سديدا وافعل حميدا من عرف شأنه وحفظ لسانه وأعرض عما لا يعنيه وكف عن عرض أخيه دامت سلامته وقلت ندامته كن صموتا وصدوقا فالصمت حرز والصدق عز من أكثر مقاله سئم ومن أكثر سؤاله حرم من استخف بإخوانه خذل ومن اجترأ على سلطانه قتل ما عز من أذل جيرانه ولا سعد من حرم إخوانه خير النوال ما وصل قبل السؤال أولى الناس.من كرم أصله لان قلبه ومن قل لبه زاد عجبه ربما أدرك بالظن الصواب ليس لمعجب رأي ولا لمتكبر صديق سل عن الرفيق قبل الطريق وعن الجار قبل الدار لا تعادين أحد فإنك لا تخلو من عداوة جاهل أو عاقل فالحذر من حكمة العاقل وجهل الجاهل ضاحك معترف بذنبه خير من باك مدل على ربه من قل سروره كان الموت راحته لا تردن على ذي خطأ خطأه فيستفيد منك علما ويتخذك عدوا استحي من ذم من لو كان حاضرا لبالغت في مدحه ومدح من لو كان غائبا لسارعت إلى ذمه
****
وقيل المنفعة توجب المحبة والمضرة توجب البغضة والمخالفة توجب العداوة والمتابعة توجب الألفة والعدل يوجب اجتماع القلوب والجور يوجب الفرقة وحسن الخلق يوجب المودة وسوء الخلق يوجب المباعدة والانبساط يوجب المؤانسة والانقباض يوجب الوحشة والكبر يوجب المقت والتواضع يوجب الرفعة والجود يوجب المدح والبخل يوجب الذم والتواني يوجب التضييع والحزم يوجب السرور والحذر يوجب السلامة وإصابة التدبير توجب بقاء النعمة وبالتأني تسهل المطالب وبحسن المعاشرة تدوم المحبة وبخفض الجانب تأنس النفوس وبسعة خلق المرء يطيب عيشه والاستهانة توجب التباعد وبكثرة الصمت تكون الهيبة وبعدل المنطق تجلب الجلالة وبالنصفة تكثر المواصلة وبالأفضال يعظم القدر وبصالح الأخلاق تزكو الأعمال وباحتمال المؤن يجب السؤدد وبالحلم على السفيه تكثر أنصارك عليه وبالرفق والتودد تستحق اسم الكرامة وبترك ما لا يعنيك يتم لك الفضل****
ما أروع هذه الكلمات وما أروع من صاغ معانيها ليخرج منها الدرر اسد المقبلي لم يتبقى لدي اي كلمه اقولها
فقد اندهش حرفي وابتل بوابل حروفك التي عانقت هامات السحب
تتباهى الأماكن وتكبرُ اللوحات وتتزين بكل جمال لما خطه قلمك تحياتي وتقديري