![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#1
|
||||
|
||||
![]()
المساواة في التربية بين الأولاد من أعظم وسائل بناء الولد الصالح الذي يبر أهله ويصل رحمه ويبني نفسه ومجتمعه من دون عقد أو تقاطع .
ولكن كثيراً ما يقع بعض الآباء والأمهات في خطأ قاتل، حين يميزون في المعاملة بين الأولاد أو يهتمون بالابن على حساب البنت أو يدللون الصغار على حساب الكبار أو يهملون الولد صاحب الحاجة لحساب الولد السليم . الإسلام شدد على وجوب العدل والمساواة بين الأولاد، حتى قبل الولادة، وفي كل مراحل التنشئة، ونهى عن كل صنوف التمييز بين الأولاد في الملبس والمأكل والمشرب أو في الميراث والإنفاق والتعليم . . وذلك حتى يقضي على كل مسببات عقوق الآباء وتقاطع الأرحام داخل المجتمع المسلم . الدكتورة آمنة نصير، أستاذة العقيدة بجامعة الأزهر، تؤكد أن المساواة في تربية الأولاد في الصغر هي الضمان الوحيد لصلة الرحم في الكبر، وأن التفضيل والتدليل والتمييز الذي يمارسه بعض الأمهات أو الآباء ربما من دون قصد بين الصغار، هو الذي يورث معاني الغيرة والظلم والأنانية والحسد والرغبة في الانتقام بين الأقارب عندما يكبرون! نفسية الصغير وتقول: المجتمعات المسلمة تجاوزت في الوقت الحالي كثيراً من صنوف عدم المساواة بين الأولاد، كما أن الوالدين بحكم الطبيعة الإنسانية التي فطر الله الناس عليها يحبان أولادهما حباً كبيراً، ولكن الخطورة في تصورنا ترجع إلى أن بعض مظاهر التمييز بين الأولاد تقع عن جهل ومن دون معرفة، كما أن البعض الآخر يمارسون التمييز بسبب التقاليد الراكدة التي قد يتمسك بها البعض من دون أن يدري أن هذه التقاليد تضر الوالد والأقارب، فضلاً عن تناقضها مع آداب الإسلام في التربية . وفي تقديري أن وسائل التربية في دولنا الإسلامية مطالبة بالاستفادة من الحقائق العلمية في فهم نفسية الصغير وتأثير مظاهر الترفيه وتأثر الأطفال بكل ما يدور حولهم حتى إن لم يعلنوا هذا علانية . فقد يتأذى الصغير جداً بلمسة حنان عابرة أو ابتسامة حانية أعطتها الأم لشقيقه الأصغر من دون أن تدري . كما علينا دائماً أن نعود إلى التراث الإسلامي الواسع الذي شدد على أهمية المساواة وقاوم كل أشكال التمييز . وتعدد الدكتورة آمنة بعض صور المساواة المطلقة في التربية بين الأولاد، وأولى هذه الصور أن الخالق جبل الإنسان على حب الأولاد واعتبرهم من زينة الحياة . وفي القرآن أكثر من تأكيد على هذه الفطرة . يقول الحق: “المال والبنون زينة الحياة الدنيا”، “وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا”، “والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما” . كما اعتبر الرسول صلى الله عليه وسلم الرحمة بالصغير مظهراً من مظاهر تبعية الإنسان للجماعة المؤمنة، ففي الحديث: “ليس منا من لم يرحم صغيرنا” . كذلك أمر رسول الله بشكل عام بالمساواة والعدل، وبخاصة في بعض المظاهر المادية التي قد يفضل فيها الأب بين الأولاد كما في الميراث . ففي حديث ابن حبان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن كل تمييز مادي في العطية وقال: اعدلوا بين أبنائكم، اعدلوا بين أبنائكم، اعدلوا بين أبنائكم . أيضاً قضى الإسلام على سلوك بغيض يجسد عدم المساواة بين الأولاد، حين لا يساوي الوالدان بين الذكر والأنثى، وهي مشاعر جاهلية كانت موجودة قبل الإسلام، ولكن مع الأسف الشديد لا تزال بعض النفوس بها بقايا جاهلية . وقد جرم القرآن الكريم هذا السلوك، وساوى في الإنسانية والحب والمشاعر بين الذكر والأنثى، فمن ناحية جعل هذا التنوع في الجنس من قدر الله في الخلق الذي لا ينفك منه أي أحد . فقال تعالى: “لله ملك السماوات والأرض يخلق ما يشاء، يهب لمن يشاء إناثاً ويهب لمن يشاء الذكور أو يزوجهم ذكراناً وإناثاً ويجعل من يشاء عقيماً” . ومن هنا عاب الخالق على أي مخلوق يتأذى من الأنثى، فقال واصفاً هذه المشاعر بالسوء: “وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسوداً وهو كظيم يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب ألا ساء ما يحكمون”، ناهيك عن أن الإسلام رغب في تربية البنات، ففي الحديث عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “من كان له ثلاث بنات أو ثلاث أخوات، أو بنتان أو أختان، أحسن صحبتهن، وصبر عليهن، واتقى الله فيهن، دخل الجنة” . وفي حديث الإمام أحمد في مسنده أنه صلى الله عليه وسلم قال: “كن له حجاباً من النار” . وتضيف الدكتور آمنة نصير: أنبه الأمهات، على وجه الخصوص إلى أن يكن ذكيات في التعامل العادل بين الأولاد . فقد تغرس الأم بذور الشقاء بين الأولاد من دون أن تدري أو بدافع العاطفة، إذ كما يقال: من الحب ما قتل . فالاهتمام الزائد بلبس الفتاة قد يثير الابن الصغير، أو الإعجاب الظاهر بجمال إحدى الفتيات قد يغيظ البنت الأخرى، أو الإشادة باجتهاد أحد الطلاب في المذاكرة قد يغرس الغيرة بين الأبناء . وواجب الأم أن تشيد بالجميع أمام الجميع . وتمضي د . آمنة نصير قائلة: لقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من خطأ قد يقع فيه الأبوان عند تقبيل الأولاد، وهو عدم المساواة في التقبيل، ففي حديث أنس بن مالك أن رجلاً كان عند النبي صلى الله عليه وسلم فقبل ابنه وأجلسه على فخذه، وجاءت ابنته له فأجلسها بين يديه . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ألا سويت بينهما؟” أي في القبل . وفي البخاري ومسلم أن أعرابياً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال: أتقبلون صبيانكم؟ فما نقبلهم . فقال عليه الصلاة والسلام: “أو أملك، أن نزع الله من قلبك الرحمة” . والقاعدة الشرعية الإنسانية في التربية، كما قال عليه الصلاة والسلام: “الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء” . وكما قال: “ليس منا من لم يرحم صغيرنا” . رؤية تربوية وبرؤية تربوية إسلامية يضع الدكتور سعيد إسماعيل عليّ، أستاذ أصول التربية بجامعة عين شمس عدداً من النقاط التربوية، حتى لا يقع الآباء في خطأ التمييز ولا يقع الأولاد في خطيئة الاحتقان من الأشقاء أو العقوق ضد الآباء . أولا: البداية المبكرة في تطبيق العدل والمساواة حتى قبل أن يولد أو يعي المولود . فاحتفالات استقبال المولود أو عادات الولادة الاجتماعية أو سننها الشرعية مثل العقيقة، كل هذا وغيره ينبغي أن يحدث بشيء من العدل، لأن الصغير يلاحظ فيما بعد، وقد يدرك أن أهله لم يفرحوا به كما فرحوا بأخيه! ثانيا: واجب الأسرة طوال الوقت أن تدرك أن لكل إنسان، صغر أم كبر، شخصيته المستقلة واختلافاته عن الآخرين في الهدوء والانفعال والذكاء والغباء أو الطيبة والخبث . فالمطلوب من الوالدين أن يقبلاه ويتعاملا معه كما هو، وألا يقارناه بأحد إخوانه أو بأمه أو أبيه . ثالثا: ثابت بالواقع والملاحظة التربوية أن عقوق الوالدين وتقاطع الأشقاء، سببهما المشاعر غير السوية التي نمت في نفسية الصغير تجاه والده وتجاه أشقائه، وعلى رأس هذه المشاعر إحساسه بالظلم وعدم عدل الأسرة معه . والعدل الذي أقصده ليس عدلاً مادياً في المصاريف أو الملبس أو حتى في الميراث والإنفاق على التعليم فقط، بل كذلك وهو الأهم العدل في الحب والحنان والمشاعر . رابعا: لابد أن نشد الأطفال إلى الأمور الأكثر سمواً وأخلاقاً، وأن يرى الصغار في الكبار أخلاق الإيثار والحب وعدم الاختلاف، فينبغي أن يدرك الأولاد أن هناك قيماً أكبر من مسألة الاختلاف على المأكل أو التباهي بالمنظر أو الجري وراء الذات . . وأن كل هذه المظاهر يجب أن تتوقف عند علاقات ذوي الأرحام، كما تتوقف عند هدف أكثر سمواً وهو حب الله ومرضاته التي معها لن يلتفت أي إنسان لأي تمييزات هنا أو هناك . “قل إن كان إباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره” . الآية 24 من سورة التوبة . تم نقله من الملحق الديني |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#2 |
مراقب عام ![]() |
![]() بارك الله فيك
وجزاك الله خير |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#3 |
![]() |
![]() جزاك الله كل خير
|
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#4 |
![]() |
![]() موضوع اكثر من رائع
وفقك الله ووواسعدك |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#5 |
عضو مميز
![]() |
![]() الف شكر بارك الله فيك على الموضوع القيم والمفيد جعله الله في موازين حسناتك نتمنى منك المزيد
نقل موفق |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#6 |
قلم مميز ![]() |
![]() كلمات اجبرتني علي مشاركتكـ لاحساســــــــــــــي بصدقها
وايمانا مني بقلم يختار اجـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــود المفردات ماذا أقول لكـ يا سيد الحرف ومنبع المعاني وبستان الكلام ..المعطــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــر ه لك كل مني خالص التحيه |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الأبناء للبيع ؟ | ابومهند العدواني | منتدى الحوار | 13 | 02-02-2012 03:34 PM |
تسمية الأبناء | غريب الديار | منتدى الحوار | 7 | 25-07-2010 09:10 AM |
تحضير مادة التربية الاسلامية للصف الثالث الثانوي الفصل الدراسي الثاني | خليل الحريري | المنتدى التعليمي | 3 | 09-02-2010 02:06 AM |
تربية الأبناء فن راق | فراشه شفافه | شقائق الرجال | 6 | 19-10-2009 09:40 AM |
الأبناء | فتىزهران | الإسلام حياة | 7 | 09-05-2008 09:06 PM |