فتـــــــاوي ( 2 )

[عذبة الاوصاف]

الوظيفة .. أم الحجــــاب ؟


س1 أنا فتاة محجبة وأبحث عن عمل وقد تقدمت إلى وظيفة فاشترطوا عليّ خلع الحجاب حيث لا تعمل في الشركة محجبات . . فهل يجوز خلع الحجاب من أجل الحصول على عمل أحتاج إليه؟


ج1 _ يقول الدكتور علي السبكي الأستاذ بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر: حجاب المرأة المسلمة ضرورة دينية، فيجب ستر جميع بدن المرأة ما عدا وجهها وكفيها بغطاء ساتر لا يشف ولا يجسّم، ولا يشبه لباس الرجال، ويكون الوجه والكفان في الصورة الطبيعية من غير وضع مساحيق . . قال الله تعالى: “وَقُل للْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِن وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُن وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُن إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِن عَلَى جُيُوبِهِن” .

وعفاف المرأة عنوان المجتمع الفاضل، ولا يمكن بحال من الأحوال أن يفرّط الإنسان في دينه وعرضه ولو أتته الدنيا كلها .


ولا يجوز شرعاً الطاعة في المعصية . . فلا طاعة في معصية الخالق سواء كان المخلوق أباً أو زوجاً أو رئيس مصلحة أو غيرهم .


ورزق الله لا ينال بمعصية، وعلى المرأة المسلمة أن تحافظ على زيها ووقارها وحيائها، وسيجعل الله لها فرجاً ومخرجاً . . قال الله تعالى: “وَمَن يَتقِ اللهَ يَجْعَل لهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِن اللهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللهُ لِكُل شَيْءٍ قَدْراً” .




:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::



تجميل بالإكراه

س2 - زوجي يصر على أن أجري عمليات تجميل تتضمن تصغير الثدي وشفط دهون من أماكن معينة . . وعندما رفضت هددني بالطلاق علماً بأن الذي يقوم بهذه العمليات طبيب . . فهل أنا مطالبة شرعاً بالاستجابة له؟


ج2 - تقول الدكتورة سعاد صالح أستاذة الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر: الأصل أن طاعة الزوجة لزوجها مشروطة بما لا معصية لله فيه، وهذه العمليات المذكورة في السؤال من باب تغيير خلق الله، الذي تحدى به الشيطان الله سبحانه وتعالى في سورة النساء: “وَلآمُرَنهُمْ فَلَيُغَيرُن خَلْقَ اللّهِ”، ولاسيما أن هذه العمليات فيها خطر وفيها غش وتدليس، وفيها كشف للعورات، فلا تجوز بأي حال من الأحوال، وعلى الزوجة أن تعمل على إقناع زوجها بذلك عن طريق كبير في العائلة له كلمة وتأثير فيه . . أما التهديد بالطلاق فإنه لا يكون مبرراً للقيام بمثل هذه الأعمال التي فيها معصية له سبحانه وتعالى . . والله أعلم .


:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::



حق الزوجة في الإعفاف


س3 - ماذا تفعل الزوجة عندما يهمل الزوج حقوقها الزوجية الخاصة؟


ج3- يقول د .أحمد عمر هاشم، أستاذ السنّة النبوية بجامعة الأزهر: من حقوق الزوجة على زوجها حقها في الإعفاف، وذلك عن الطريق الشرعي الذي أحلّه الله سبحانه وتعالى للمعاشرة الزوجية، سبيلاً للإنجاب والإعفاف وإشباع الرغبة الجنسية المعتدلة في الحلال، ولا يصحّ للرجل أن يشغله شاغل عن هذا الحق، حتى لو كانت عبادة، كقيام الليل أو الصوم ونحو ذلك . عن وهب بن عبدالله قالت: “آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين سلمان وأبي الدرداء، فزار سلمان أبا الدرداء، فرأى أم الدرداء مبتذلة، فقال: ما شأنك؟ قالت: أخوك أبو الدرداء ليس له حاجة في الدنيا، فجاء أبو الدرداء فصنع له طعاماً فقال له: كل . قال: إني صائم . قال: ما أنا بآكل حتى تأكل . فأكل، فلما كان الليل ذهب أبو الدرداء يقوم يصلي ويعبد الله فقال له: نم . فنام، ثم ذهب يقوم، فقال له: نم . فلما كان آخر الليل قال سلمان: قم الآن فصليا جميعاً، فقال له سلمان: إن لربك عليك حقاً، وإن لنفسك عليك حقاً، وإن لأهلك عليك حقاً، فأعط كل ذي حق حقه، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له: فقال عليه الصلاة والسلام”، “صدق سلمان” .


ومن حق الزوجة هنا أن تطالب بحقوقها الشرعية، ولو منعها الحياء من طلب ذلك صراحة أشعرت زوجها بغضبها من إهمال هذه الحقوق من دون أن تخبر أحداً بذلك، حرصاً على أسرار العلاقة الزوجية، وهي علاقة لها حرمتها وقدسيتها، والله جل جلاله أعلم .

[محمد الساهر]

الف شكر بارك الله فيك على الموضوع القيم والمفيد جعله الله في موازين حسناتك نتمنى منك المزيد

[انا السليمي]

جزاك الله كل خير على موضوعك الرائع

[الدوسـي]