![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#1
|
||||
|
||||
![]()
إنها الساعة الواحدة بعد منتصف الليل ... ليلة زمهرير بارد ، تقف السيارة الصفراء جانبا ، يودعني الرفاق ... آخر ماطرق سمعي هي تلك الضحكات المصحوبة بدعوات رفاقي ... أنظرهم ... تتلاشى شيئا فشيئا أنوار مصابيح " التاكسي " حتى توارت بالحجاب ! وقفتُ جانبا بعد أن وضعتُ رفيقة دربي الأنيقة ! وقفتُ لبرهة ، وكأن المكان قد اقتطعه الزمنُ المنسي ، ولم يمر به أحياء آه ... ياللسكون المخيف حتى الموت ! تعصبتُ بعمامتي ، وأخذتُ أتمتمُ بتلك الأذكار ، وأتلو بما فتح الله علي من قرآنه الكريم ، ووجهتُ وجهي شطر قريتي .... هاأنا الآن استحثُ خطاي ، غير مبالٍ بتلك الوساوس القهرية ، والتي ولدت صغيرة وكبرت الآن وفي هذه اللحظة !! الآن ؟؟ ... وكيف عصيتكِ زمنا ... وجاء وقتُ انتصارك هذه الليلة ... لا لن أستمع لكِ ... لن أدعُ قلبي يحدثني حديثكِ المشؤوم ... هاهي صفحة الماء تتبدى لي شيئا فشيئا ... الظلام دامس ... وكنتُ كمن { إذا أخرج يده لم يكد يراها } ... كيف تبدت لي صفحة الماء ؟؟ لاأعرف ! هكذا خيل إلي ! ربما نقيق الضفادع أوحى إلي بها ... زيديني أيتها الضفادع ... زيديني صوتا ... أرجوكِ لاتقطعي الصوتَ حين ألج الماء ... وبدأتُ أخوض ماءك : ( أيها الحازمُ ) وعلى الرغم من قساوة تلك البرودة على قدميّ ... إلا أنني أحسستُ بها وكأنها غسلتْ شيئا قد اعتلى جسمي حين المسير !!! خضتُ لُجة الماءِ على عجل ... تبدت لي خطواتي مسرعةً على غير العادة !! لقد اجتزتُ تلك المرحلة ، وتركتُ ورائي ساكنة الماء تنقنق بصوتٍ جميل ؟! هكذا بدا لي صوتها ... الآن أنا في المنعطف الأخير من تلك " الطلوع " الحازمية ، والتي زادتني ألما فوق ألم ... هنا سأتريثُ قليلا ... هنا سأدع أنيقتي جانبا ... فقد أعياني حملها فوق ما أطيق ... جلستُ القرفصاء ، ألملمُ مااسترسل من ثيابي جانبا لأدثر بها جسما قد غدا نهب الارتجاف ... أخذتُ أرسل بصري جهة المشرق ، لعلها أن تشرقُ في هذه اللحظة بارقة أمل ... ولكن ... وما أصعبُ أحرف الاستدراك هذه حين تطوف عليك في ليلة شتاء كهذه !! حين ههمتُ بالرحيل... ياللروعة ! أخذتُ الرجفة مني قلبا ، وسرت قشعريرة أحالت نظرات عيني شزرا !! ضاعت الآيات مني ... تكسرت أحرفها ... سقطت تلك التمتمات ، وتناثرت أحرفها فوق لسانٍ يكاد يموت يباسا ... آهٍ ... ثم آهٍ على قواي الخائرة ... آهٍ ثم آهٍ حين تتمثل تلك الوساوس قهرا .... شيئا ... التفاتة تعقبها أخرى ... حتى استحكمت الحلقات ! وضاقت علي تلك الفضاءات ! يالها من ليلة حمراء ... مازالت السهرة في أولها ... والكأس لم تدر بعد ! وراقصتي تنتظر ! ولكنها جاءت في غير موعدها ... هنا ... مرت في مخيلتي صور كثيرة ... أهي صور الوداع ؟ أحانت ساعة الصفر ؟ من بين تلك الصور ... انتقضّت صورة العقل ... أخذتُ أتمسك بخيوطها الضعيفة حد الوهن ! أستبصر بنورها الخافت حد الظلمة ! وبها ومعها شاءت قدرة الخالق أن أُنتشل ! ومن غياهب الخوف أن أُنتزع ! فلما استحكمت حلقاتها ... فرجت وكنتُ أظنها لاتفرجُ !! عاد إلي بصري بعد شتاته ... وهدأ قلبي بعد دقاته ... ولمحتها ... فإذا هي شجيرة قد لعب بها زغللة بصري قبل زمهرير ليلتي !!! حينها خرجت مني ضحكة ممزوجة بنشوة انتصار مقيت !! ورميت تلك الشجيرة بوابل من اللعنات !! إنها ساعة انتصار الجبان حين خلو ساحة المعركة ؟؟؟ بعدها أخذتُ أقتلع الخطا ... بعد أن اطفئت مصابيح مسرحية قاتلة ! عادت إلي رباطة الجأش !! ( أخذتُ أرددها في نفسي : تحل برباطة الجأش !! ) دون أن أفهم معناها ... أو قل : ضاع مني في تلك الليلة !!!! |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#3 | ||||||||||||
![]() |
![]()
سَلِمَ بنانُك ، وعلاَ شأنُك .. أخي الكريم ،، |
||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#4 |
الإشراف العام
![]() |
![]() محاولة جميله
لو اعيدت الصياغة ووضفت تلك الكلمات الجميله لأحالتها الى حلة قشيبة شكرا لك |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#5 |
مشرف مجلس بني عدوان عضو متميز ![]() |
![]() ابدعت بالتصوير
وتخيل الحال وكم اقتلعنا الخطى بليالينا الموحشة .. رائع قلمگ وفكرگ أيها الفاضل .. |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#6 |
![]() |
![]() كالعادة ابداع رائع
وطرح يستحق المتابعة شكراً لك بانتظار الجديد القادم دمت بكل خير |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
لخدود حمراء وجميلة ولتفخ بسيط وطبيعي | ملاك زهران | قسم الجمال والاناقه والديكور | 5 | 08-10-2009 03:20 PM |
عاصفة ترابية حمراء تجتاح الرياض وأنباء عن حوادث ووفيات | علي المفضّلي | المنتدى العام | 19 | 11-03-2009 11:37 AM |
أرضٌ جدباء .. وأسهمٌ حمراء | كفاني | المنتدى العام | 9 | 19-11-2008 04:12 PM |
حتى تتمتعي بخدود حمراء كالفراولة | بنت سعدي | قسم الجمال والاناقه والديكور | 4 | 29-05-2008 05:53 AM |