منتديات زهران  

العودة   منتديات زهران > المنتديات العامة > الإسلام حياة

(( وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ ))..!!


الإسلام حياة

موضوع مغلقإنشاء موضوع جديد
 
أدوات الموضوع
  #1  
قديم 10-08-2010, 04:47 AM
ابونوااف ابونوااف غير متواجد حالياً
موقوف
 






ابونوااف is on a distinguished road
افتراضي (( وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ ))..!!

بسم الله الرحمن الرحيم



(( وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ ))..!!


تتقلب صفحات الحياة وتتعدد الأحداث التي تمر على الإنسان ، فينال منها ما
ينال و « هل تجيء الأيام بما نحب ؟
ما أكثر العواصف التي تهبُّ علينا ، وتملأ
آفاقنا بالغيوم المرعدة ، وكم يواجَه المرء بما يكره ، ويُحرم ما يشتهي » [1] .
ومن تلك الأحداث والعواصف التي تواجه الإنسان « المرض » فلا يكاد يخلو إنسان من
عارض يمر به ، فيصاب بمرض أو يوجد عنده من يمر بمرض من الأمراض التي
لا يملك داءها ودواءها إلا الله - سبحانه وتعالى - :  وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ 
( الشعراء : 80 ) .


ومن منا في هذه الحياة لم يصب بغالٍ أو حبيب ؟
ومن منا في هذه الحياة لم
يتجرع آلام من يراهم أمامه يتقلبون تحت جمرة المرض ؟ ولكن السؤال : « هل
أدينا أنا وأنت حقاً من حقوق هذا المريض ؟ » منا من عرف واجبه فأدَّاه ، ومنا
هداهم الله من لا يهتم فيترك مرضاه أسرى الهموم والغموم والأحزان . وكم من
المرضى من عرف حقيقة من هم حوله فبكى بكاءاً مراً لضياع عمره معهم . وقد
تطول ساعة المحنة على ذلك المريض ، وقد تشتد ويزداد الظلام ، وتتلبد السماء
بالغيوم لتمتد إلى ساعة يعلن فيها المريض عن انتهاء رحلته من الحياة وقد ودعها ،
وهناك من فرَّط وأهمل في حق هذا المريض . ثم ماذا ؟ يأتي ليسكب الدموع الحارة
أسفاً وحزناً على تقصيره في حق ذلك المريض ، وقد كان لديه متسع من الوقت ،
ولكنه كان يسوِّف في حق مريضه ، كان يسوِّف حتى في الكلمة الطيبة والابتسامة
الصادقة والدعاء له في ظاهر الغيب .

وكلماتي لأولئك الذين لديهم متسع من الوقت ليعيشوا مع المريض ولو لدقائق
معدودة سواء كانوا أقرباء أم أطباء أم إخوة في الله ، ثم كلماتي لذلك المريض شافاه
الله وعافاه .
إن هذه الكلمات لم تجئ لتدغدع المشاعر ، أو لتعزف على أوتار حساسة ، أو
لتسطر كلمات لا تتصل بالواقع ولا تعايشه « لا والله » نحن مسلمون ؛ والمسلم
يهتم بأمر المسلمين وبكل ما يكدر صفو حياتهم أو يسعدهم ، يسعى بقدر ما يستطيع
على أن يساعدهم ويمد يد العون لهم « من حق أخيك عليك أن تكره مضرته وأن
تبادر إلى دفعها ، فإن مسَّهُ ما يتأذى به شاركته الألم ، وأحسست معه بالحزن . أما
أن تكون ميت العاطفة قليل الاكتراث ؛ لأن المصيبة وقعت بعيدة عنك فالأمر لا
يعنيك ، فهذا تصرف لئيم ، وهو مبتوت الصلة بمشاعر الأخوة الغامرة التي تخرج
بين نفوس المسلمين ، فتجعل الرجل يتأوه للألم ينزل بأخيه مصداقا لقول رسول الله
: « مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد
إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى »[2] ، والتألم الحق هو
الذي يدفعك دفعاً إلى كشف ضوائق إخوانك ، فلا تهدأ حتى تزول غمتها ، وتُدبر
ظلمتها ، فإذا نجحت في ذلك استنار وجهك ، واستراح ضميرك » [3]



والإنسان في هذه الحياة لا يعيش وحده وإنما في مجتمع يضم صوراً متعددة
لأناس سلبيين وإيجابيين ، والمسلم يسعى دائماً إلى أن يكون إيجابياً في تعامله
وتعايشه مع الآخرين حتى وإن اختلفت الديانة أو الملة ، يحدوه في ذلك ويدفعه حبه
لدينه . وتعايش المسلم مع أخيه المريض ومواساته له جزء من ذلك ؛ فهو كالمنقذ
للغريق - بإذن الله - نعم قد لا يستطيع أن يشفيه ؛ فالشفاء بيد الله ولكن يستطيع أن
يدعو له ، يستطيع أن ينقذ عقيدته من مياه اليأس والعجز والقنوط ، ويوقد شعلة
الإيمان في قلبه ، يستطيع أن يبذل له ولذويه ولكل من هم حوله ما يستطيع بالكلمة
وغيرها ، فلا يقف عاجزاً أو يائساً ؛ فمنه بذل الأسباب ومن الله الأجر والمعونة
والشفاء .


كيف تعيش مع مريضك وتغيّر واقعه الذي يعيش فيه ؟

يستطيع « القريب من أهل المريض أو الأخ في الله أو الطبيب » أن يتخطى
حواجز المريض وحدوده إذا استطاع أن يشعره بقيمة وجوده وأعطاه الثقة بالله
بالكلمة الصادقة المرجو بها وجه الله يستطيع متى ما ساعد ذلك المريض على رؤية
الأشياء من حوله بوضوح تام خالياً من سحابة الخوف والجزع وظلمة اليأس ،
والإنسان كلما ارتقى بنفسه ارتقت همته وصغرت في عينه كل الصعاب وسهلت .
ولا ننكر دور الحالة النفسية للمريض وغير المريض ؛ والسؤال : كيف تعيش مع
مريضك وتغيِّر واقعه الذي يعيش فيه ؟ وكيف تكسر حواجزه وحدوده ؟ يمكن أن
يستحق ذلك بإذن الله بأمور أوجهها إليك ، ومنها :




1 - عُدْه ، واسأله عن حاله ، واسأل أهله عنه :
فعن أبي موسى الأشعري قال : قال رسول الله :
« أطعموا الجائع ، وعودوا المريض ، وفكوا العاني » [4] ، ولقد عاد رسول الله
أصحابه ؛ فعن ابن المنكدر سمع جابر بن عبد الله يقول :
« مرضت مرضاً ، فأتاني النبي يعودني وأبو بكر وهما
ماشيان » [5] وما من شك في أن عيادة المريض تحقق الإيجابيات التي يسعى من
هم حول المريض إلى إيجادها وتحقيقها . وإيجابيات عيادة المريض كثيرة منها :
أولاً : إيناس المريض وامتلاك قلبه وشعوره بقيمته لدى الآخرين ؛ وكما قيل :
« الصديق وقت الضيق » .

ثانياً : إحساس الأسرة بمكانتها بين الناس ومدى احترامهم لها وحرصهم على
السؤال عن مريضها .

ثالثاً : الحصول على الأجر والثواب .

وإن تعذرت العيادة ففي مهاتفة المريض أو مكاتبته دور كذلك ؛ لكن عيادته
هي أقواها وأحبها إلى نفس المريض ، وإن لم تتجاوز دقائق معدودة ؛ ففيها عاطفة
صادقة وإحساس بمشاعر غامرة وخلق فاضل وأدب من الآداب التي يتحلى بها
المسلم ؛ فعيادة المريض « من الآداب الاجتماعية ، وهي حق من حقوق المسلم على
أخيه ؛ لأن المريض بحاجة ماسة إلى من يواسيه ويسليه ويتفقد أحواله ، ويساعده
إذا احتاج إلى مساعدة ، وهذا الأدب يرتبط بخلق العطاء عند المسلم ، وهو يعبر
تعبيراً صادقاً عن مبلغ التآخي بين المسلمين ويوثق الصلة بينهم ، ويزيد من وشائج
المحبة ، وأواصر المودات لا سيما إذا لاحظنا أن حالة المريض فيها من الانكسار
النفسي ما يجعله رقيق الحاشية ، فيّاض العواطف مُهيّأ نفسياً للتأثير عليه وامتلاك
مشاعر المحبة في قلبه ، والمحبة متى وجدت في طرف سرت غالباً إلى الطرف
الآخر بقوة نفاذها وقوة عدواها »[6] .

وإذا ما عدت المريض فلا تغفل عن اتباع هدي المصطفى صلى الله عليه
وسلم في طريقة السؤال والدعاء وإيناس المريض . قال ابن القيم - رحمه الله
تعالى - في زاد المعاد : « كان يعود من مرض من
أصحابه ... وكان يدنو من المريض ، ويجلس عند رأسه ، ويسأله عن حاله فيقول :
كيف تجدك ؟ وذُكِرَ : أنه كان يسأل المريض عما يشتهيه ، فيقول : « هل تشتهي
شيئاً ؟ » [7] فإذا اشتهى شيئاً وعلم أنه لا يضره أمر به ، و كان يمسح بيده اليمنى
على المريض ، ويقول : « اللهم رب الناس ، أذهب الباس ، واشفه أنت الشافي ،
لا شفاء إلا شفاؤك ، شفاء لا يغادر سقماً » [8] ، وكان يدعو للمريض ثلاثاً كما قال
لسعد : « اللهم اشف سعداً ، اللهم اشف سعداً ، اللهم اشف سعداً » [9] وكان إذا دخل
على المريض يقول له : « لا بأس طهور إن شاء الله » [10] ، وربما كان يقول :
« كفارة وطهور » [11] . وكان يرقي من به قرحة أو جرح ، أو شكوى ، فيضع
سبابته بالأرض ثم يرفعها ويقول : « بسم الله ، تربة أرضنا ، بريقة بعضنا ، يشفى
سقيمنا ، بإذن ربنا » [12] [13] .


2- استمع إلى شكواه ورغبته أو ادفعه للتعبير عن نفسه وما يعاني منه :
وشكوى المريض إذا لم تكن على وجه السخط والضجر أو رد القضاء والقدر
فهي ليست مذمومة ؛ فربما عبر لك عما يعانيه وهو يرجو منك كلمة تخفف مصابه
وتهون عليه وقع الألم أو يرجو منك دعوة في ظاهر الغيب وخاصة إذا كنت من
المقربين إليه . والرسول عندما شكى له أصحابه الحمى التي
أصابتهم لم ينكر عليهم شكواهم « استأذنت الحمى على النبي
فقال : من هذه ؟ قالت : أم مِلْدَم . قال : فأمر بها إلى أهل قباء ، فلقوا منها ما يعلم
الله ، فشكوا ذلك إليه ، فقال : ما شئتم ، إن شئتم أن أدعو الله لكم فيكشفها عنكم ،
وإن شئتم أن تكون لكم طهوراً . قالوا : يا رسول الله ! أو تفعَل ؟ ! قال : نعم .
قالوا : فدعها » [14] ، ووجه الدلالة منه أنه لم يؤاخذهم بشكواهم ، ووعدهم بأنها
طهور لهم [15] .


ومن حق المريض على الطبيب خاصة إذا شكى له أن يبث روح الأمل في
نفسه ويعده بمساعدته حتى ولو كانت الحالة ميئوساً منها ؛ فالله لا يعجزه شيء ،
وأن يراعي التدرج في إخبار المريض عن طبيعة شكواه ، وما المرض الذي يعانيه .
وتبلغ أهمية التدرج مبلغها إذا كانت الحالة شديدة أو خطرة وأن لا يتعجل ؛
فالصراحة المؤلمة والمستعجلة والخالية من الأمل والثقة بالله تسبب انهيار المريض
نفسياً ، وليتذكر الطبيب المسلم أن هذا المريض مزيج من أحاسيس ومشاعر
يستطيع أن يمتلكها كما يمتلك أغلى شيء عنده .


3 - علِّمه كيف يتلقى الأحداث بكل صبر واحتساب ، وذكِّره بالأجر ،
والثواب : فعن عائشة - رضي الله عنها - قال رسول الله : « لا
يصيب المؤمن شوكة فما فوقها إلا رفعه الله بها درجة ، أو حط عنه بها خطيئة » [16]
وقال أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - : « يكفّر عن المسلم حتى بالنكبة ،
وانقطاع شسعه ، وحتى البضاعة ، يضعها في كمه ، فيفقدها ، فيفزع فيجدها في
صحيفته » [17] ، ورغِّبه - رعاك الله - بالخير العاجل في الدنيا من حصول سعادة
النفس وطمأنينتها ورضاها بما قدر ، ووعد الله للصابرين وحبه لهم ، وما أعده الله
لهم في الدنيا والآخرة  وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ  ( آل عمران : 146 ) .


4 - إذا رأيت منه خوفاً أو جزعاً فأثنِ عليه :
بذكر أعماله الفاضلة - مهما قلَّت - ليذهب خوفه ، وليحسن ظنه بالله ، وحتى
لا يضعف كذلك توكله على الله سبحانه وتعالى .



5 - للقصة أثر كبير في حياة الإنسان  لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأُوْلِي
الأَلْبَابِ  ( يوسف : 111 ) يأخذ منها العظة والعبرة ؛ فلا تغفل عن هذا الجانب
وأهميته :
وينبغي أن يكون ذلك مع مراعاة دقة الخبر وصحة النقل ، وخير القصص ما
كانت من كتاب الله وسنة رسوله « ومتى أيقن العباد أن ما
يتلى عليهم من قصص القرآن وما بلغهم من حديث الرسول
كله حق وصدق ، فإنه سيكون له أثر عظيم في تقويم نفوسهم ، وتهذيب طباعهم ،
وأخذهم العبر والعظات من هذه القصص » [18] ، وكذلك قصص السلف ومدى
صبرهم ، والمعاصرين من أهل العلم وغيرهم .




6 - ذكِّره بالتوبة من الذنوب والمعاصي ورد الحقوق والمظالم :
وتجديد التوبة مأمور بها المريض والمعافى « لأن التوبة مطلوبة في كل
حال » [19] ، وتذكيره يمكن أن يكون بالتصريح أو بالإشارة غير المباشرة أو
بالقصة وغير ذلك .

7 - لا تغفل عن أهمية تبصيره بالأحكام المتعلقة بالمرضى :
كالصلاة والطهارة وغير ذلك فإذا « كان المريض من ذوي العلم الذين
يعرفون ، فلا حاجة أن تذكِّره ؛ لأنه سيحمل تذكيرك إياه على إساءة الظن به ، وأما
إذا كان من العامة الجُهال فهنا حين أن يبين له » [20] وعلى الطبيب أن لا يغفل
عن أهمية وجود « التراب » للتيمم لمن يعجز عن الماء ، وتنبيه إدارة المستشفى
في ضرورة توفيره في الأقسام التي يحتاج فيها مرضاها إلى استخدام « التراب »
للتيمم .


8 - حاول قدر استطاعتك في جعله يشترك معك في اهتماماتك وأعمالك :
حتى يخرج من الدائرة المغلقة التي يعيش فيها ، وحاول أن تستشيره في
بعض الأمور ، واجعله يساعدك ولو بأقل القليل « وذلك راجع لمقدرة المريض
وتقديرك أنت لحالته ، والوقت الذي يستطيع فيه المساعدة أو المشورة » .

وختام هذه الأمور : يا أيها القريب - أو الأخ أو الطبيب - سل الله العفو
والعافية ، واحمد الله على نعمه التي لا تحصى . وقبل أن أختم هذه الأمور قد يقول
قائل : كيف يمكن للطبيب أن يفعل كل هذا ؟ يستطيع أن يفعل إذا قصد ابتغاء
الأجر ؛ فكما أن العبادة قد تنقلب إلى عادة فكذلك العادة تنقلب عبادة إذا قصد بها
وجه الله ....

إلى من ذاق حرارة المعاناة .. إلى المريض !
هل تعاني وتقاسي ؟ .. هل قلبتك صفحات الحياة وأرتك وجهاً غير الوجه
الذي أنت تعرفه ؟ وهل خضت التجربة وقست درجة حرارة المعاناة والألم ؟ وهل
أيقنت أنك لست أنت الوحيد في هذا العالم الذي يعاني ، هناك من هم مثلك يسيرون
على نفس دربك يلتمسون الخُطا علَّهم يجدون دواءاً شافياً ، هل علمتك التجربة
« تجربة المرض » أن تصبر وترضى وتسلم علَّ ذلك يثقل الميزان ويمحو شيئاً
مما كان ؟
هل عرفت قيمتك عند من هم يهتمون بأمرك ومن هم يتمنون لو أن
الصحة والعافية تهدى لأهدوك ما تفتقد منها في زمن قلَّ أن تجد من يعيش معك
آلامك وأحزانك ، ولا أبخس الطيبين من عباد الله حقهم .


تذكر يا من ذاق حرارة المعاناة أن « الإنسان في حياته يكون أقرب إلى الله
حين يمرض ؛ ذلك أنه يحس بنعمة الله ، وكلمة ( آه ) التي يقولها الإنسان وهو يتألم
كلمة فطرية يفزع بها الإنسان إلى خالقه ؛ لأنه هو الذي وهبه وهو الذي يستطيع أن
يشفي ؛ فإذا ما استرد الإنسان صحته استرد معها افتراءه ونسي النعمة ؛ لأن
الإنسان يفقد الأثر بالنعمة ما دامت هي موجودة وهي ممنوحة له من الله دون أن
يتعب أو أن يجهد .
إذن فقيمة الأحداث التي تصيب الإنسان في نفسه أو تحيط به
من نعم إنما هي تذكرنا بالخالق - سبحانه وتعالى - الذي أعطانا هذه النعمة ؛ ولولا
تلك الأحداث والأزمات لمضينا في حياتنا أو لمضى الكثير منا في حياته وهو لا
يحس بنعم الله عليه » [21] ، ونعم الله - عز وجل - كثيرة ومتعددة ثم بعد ذلك هل
يمكن أن تدوم هذه النعم ؟ وهل يمكن أن تكون الأيام بكل ما فيها لنا ومعنا دائماً ؟
بالطبع لا ؛ وهذا محال ، وهل يمكن أن تكون كلها مسرات ؟ لا ؛ فقد يصاب
الإنسان في نفسه أو في ماله أو في دينه ولكنه يصبر ويحمد الله على كل حال
ويتعامل مع مصائبه تعاملاً خاصاً .


اكتشافات ينعم بها المريض :

- المرض نعمة : من حيث إنه يعرفك بقيمة نفسك ويبصرك بعيوبك وأنك
مخلوق ضعيف لا تستطيع رد ما أنت فيه ؛ فأنت ضعيف أمام قدرة الله قد خارت
قواك وأصبحت في حال غير الحال التي كنت عليها ؛ تلك الحال التي ربما قد
طغيت فيها أو تكبرت واستعليت ، فجاء هذا المرض وإن قلَّ ليعرفك بقيمة نفسك .
قال - تعالى - :  كَلاَّ إِنَّ الإِنسَانَ لَيَطْغَى  ( العلق : 6 ) .

- المرض نعمة : حيث إنه يعرفك بمعادن الناس الأوفياء ومدى حبهم
وإخلاصهم لك وما يبذلونه لك من النصح والتذكير بالله وإرشادك إلى طريق العلاج
المشروع ، وربما حظيت بدعوة في ظاهر الغيب يرددونها ليل نهار ؛ فهم كالذهب
لا يصدأ .


- المرض نعمة :
من حيث أنه يذكرك بالله ويلجئك إليه ؛ فمن ذا الذي دعاه
فرده ؟ ومن ذا الذي سأله ولم يعطه وكل شيء بيده - سبحانه - ؟ :  وَإِن يَمْسَسْكَ
اللَّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاَ رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ
مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ  ( يونس : 107 ) .
- المرض نعمة : من حيث إنه كالنار التي تنقي الذهب مما علق به والتصق
تُكفَر به خطاياك ، وتُمحى به ذنوبك ، وترتفع به درجتك « إن الرجل لتكون له
عند الله المنزلة العالية ، فما يبلغها بحسن عمله ، فلا يزال الله يبتليه بما يكره ،
حتى يبلغه إياها » [22] .
- المرض نعمة : من حيث إنه يذكرك بإخوة في الله من المسلمين يعانون
مثلما تعاني ، وربما أشد وأقسى من قتل وتشريد وتعذيب واضطهاد ، وربما يبحث
الواحد منهم عن دواء أو حتى ماء يسد به رمقه فلا يجده ؛ ولا حول ولا قوة إلا
بالله .
قديم 10-08-2010, 01:53 PM   #2
نور الجنوب
 
الصورة الرمزية نور الجنوب
 







 
نور الجنوب is on a distinguished road
افتراضي رد: (( وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ ))..!!

بارك الله فيك على هذا الموضوع الرائع والمفيد

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع


أخر مواضيعي
نور الجنوب غير متواجد حالياً  
قديم 10-08-2010, 03:56 PM   #3
ابونوااف
موقوف
 







 
ابونوااف is on a distinguished road
افتراضي رد: (( وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ ))..!!

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نور الجنوب   مشاهدة المشاركة

  

بارك الله فيك على هذا الموضوع الرائع والمفيد


شكرا لك على المرور
ابونوااف غير متواجد حالياً  
قديم 11-08-2010, 03:07 PM   #4
ابو عادل العدواني

إداري أول
 
الصورة الرمزية ابو عادل العدواني
 







 
ابو عادل العدواني is on a distinguished road
افتراضي رد: (( وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ ))..!!

ابو نوااف
جزأك الله الجنة
وجعل الله مانقلت في موازين حسناتك
واسال الله العلي القدير لنا ولكم الاجر والمغفره
وبارك الله فيك

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع



أخر مواضيعي
ابو عادل العدواني غير متواجد حالياً  
قديم 11-08-2010, 03:22 PM   #5
ابونوااف
موقوف
 







 
ابونوااف is on a distinguished road
افتراضي رد: (( وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ ))..!!

اخي ابا عادل
شكرا لك على هذه الدعوات الصادقة
ابونوااف غير متواجد حالياً  
قديم 11-08-2010, 05:17 PM   #6
FedEx
 
الصورة الرمزية FedEx
 







 
FedEx is on a distinguished road
افتراضي رد: (( وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ ))..!!

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو عادل العدواني   مشاهدة المشاركة

   ابو نوااف
جزأك الله الجنة
وجعل الله مانقلت في موازين حسناتك
واسال الله العلي القدير لنا ولكم الاجر والمغفره
وبارك الله فيك



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
أخر مواضيعي
FedEx غير متواجد حالياً  
قديم 12-08-2010, 01:02 AM   #7
ابونوااف
موقوف
 







 
ابونوااف is on a distinguished road
افتراضي رد: (( وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ ))..!!

مشكوووووووووووووووووووووووور على مرورك يالغالي
ابونوااف غير متواجد حالياً  
قديم 12-08-2010, 10:01 PM   #8
سعودي وافتخر
 
الصورة الرمزية سعودي وافتخر
 







 
سعودي وافتخر is on a distinguished road
افتراضي رد: (( وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ ))..!!

مشكور اخوي ع الطرح
سعودي وافتخر غير متواجد حالياً  
قديم 14-08-2010, 04:01 AM   #9
ابونوااف
موقوف
 







 
ابونوااف is on a distinguished road
افتراضي رد: (( وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ ))..!!

شــــــــــــــــــــــــــكــــــــــــــــــــــ ــرا لك اخي سعودي على مرورك
ابونوااف غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع : (( وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ ))..!!
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
« مَاذَا تَقُولُ إِذَا أَصْبَحْتَ وَإِذَا أَمْسَيْتَ وَإِذَا خَرَجْتَ مِنْ بَيْتِكَ » ابو عادل العدواني الإسلام حياة 6 02-11-2008 07:34 AM


الساعة الآن 05:50 PM.


Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع ما يطرح في المنتديات من مواضيع وردود تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة
Copyright © 2006-2016 Zahran.org - All rights reserved