منتديات زهران  

العودة   منتديات زهران > المنتديات العامة > المنتدى العام

الحُـــــــــريةُ


المنتدى العام

إضافة ردإنشاء موضوع جديد
 
أدوات الموضوع
  #1  
قديم 06-08-2008, 08:01 AM
الصورة الرمزية سعيد الطفيلي
سعيد الطفيلي سعيد الطفيلي غير متواجد حالياً
مصمم جرافيكس
 






سعيد الطفيلي is on a distinguished road
افتراضي الحُـــــــــريةُ


إن عصور الازدهار لم تلمعْ في الأمة في ساعةٍ من نهار , ولم يشهد المسلمون أن استيقظوا ذات صباحِ فيبصروا واقعاً حضارياً يحمل في طياته العلماء والمفكرين والجهابذة الذين يجاهدون في سبيل الله ويصدعون بالحق لا يخافون في الله لومةَ لائم , وإنما كان الازدهار الفكري والعلمي انعكاساً طبيعياً لواقع سياسي مضئ , وحالة سياسية مستقرة تحرر الإنسان قبل تحرير الأوطان..!

لذا يظل الإسلام هو الإسلام بينما خريطة الإسلام ومكانته من النفوس وأثره في الواقع العملي هو الذي يعيش حالة الصعود والنزول والمدِّ والجزر.. فليس مستغرباً إذاً أن يكون القرن السابع الهجري مثلاً هو زمن الانطلاقة الأولى لدعوى قفل باب الاجتهاد وهو القرن الذي سقطت فيه بغداد عاصمة الخلافة..! وهو عصرٌ أيضاً بلغ التحلل فيه وانتشار الشهوات غايته حتى ذكر ابن كثير في " بدايته ونهايته " أن جيوش التتار التفت حول قصر المستعصم بالله ورشقوه بالنبال وهو يداعب جارية له اسمها ( عرفه ) , وهو الخليفة الذي ورد عنه أنه ألزم العلماء في المدرسة (المستنصرية ) أن يقتصروا على تدريس أقوال من قبلهم من الأئمة..! وكان من تجليات الأزمة السياسية وانعكاساتها العلمية والفكرية أن خرج إمام الحنفية ببغداد الكرخي - رحمه الله وغفر له - ليقول ( كل آيةٍ تخالف ماعليه أصحابنا فهي مؤوله أو منسوخة , وكل حديثٍ كذلك فهو مؤول أو منسوخ )


إن هذا المشهد العلمي المدهش هو في الواقع نتيجةٌ طبيعية لواقع سياسي متأزم وثمرةٌ لبناء سياسي أقامه العباسيون الذين قال أولهم ( أنا السفاح المبيح , والثائر المتيح..!! ) , وكانت سنة الله ماضيه حين تخلت الدولة عن فكرتها المركزية فسقطت الخلافة العباسية وقُتل المستعصم رفساً في جوالق..! وهدّمت بغداد الرشيد في مشهد مأساوي اجتمع فيه على المسلمين " الغلاء والوباء والفناء والطعن والطاعون " كما قاله ابن كثير في " البداية والنهاية " والتاريخ يعيد نفسه , ويتكرر المشهد في الأندلس وصقلية ومصر المملوكية وبلاد الهند وما وراء النهر..!!

وهاهي الخلافة العثمانية تسٌير جيوشها فاتحة بلاد الدنيا , وعلماؤها تتصدر الجماهير يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويؤمنون بالله , ويعزلون السلاطين إذا حادوا عن شريعة الله , ثم انتهى الأمر بقهر الناس وتقزيم مساحة الحرية لدى العلماء وعموم الناس , حتى تبارى بعض العلماء في تبرير قتل الناس والاشتغال بفروع المسائل عن أصول الدين , وهي (الإرهاصة الأولى ) التي مهدت إلى قدوم أتاتورك على ظهور القوات الغربية وسقوط الخلافة..

إن الواقع السياسي بانعكاساته الاجتماعية والفكرية والاقتصادية هو مفتاح القضية ولبُّ الموضوع, ويجمع الواقع قضيتين " المحافظة على الفكرة المركزية , والحرية "

فحين تتنكر الدول لأفكارها المركزية التي قامت عليها والتي تستمد شرعيتها منها فإنها تولّي معطيةً التاريخَ ظهرها , ومن قرأ التاريخ القديم والمعاصر وجد ماذكرنا واقعاً لاشية فيه..

وأما إشكالية الحرية فإنها قد ظلت على طوال التاريخ عرضة لتحجيمات أصحاب المصالح الذين لايؤمنون بالحرية أصلاً إلا بمقدار ما تمنحهم هذه الحرية من سلطات إضافية تضاف إلى رصيدهم من الطغيان والجبروت , فالحرية صنمُ يجيدون الاستقطاب به فإذا جاعوا أكلوه , ولم تعرف البشرية معنى " الحرية " الإ في ظل الإسلام الذي جعل العبودية لله طريقاً لتحرير الإنسان.. وصدق الله ( يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواءٍ بيننا وبينكم الأ نعبد الإ الله ولا نشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضنا بعضا أرباباً من دون الله ,فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنّا مسلمون ) , والحق ما شهدت به الأعداء فهذا (جوستاف لوبون ) في كتابه حضارة العرب يقول ( تشتق سهولة الإسلام العظيمة من التوحيد المحض , وفي هذه السهولة سرّ قوة الإسلام , والإسلام إدراكه سهل , خالٍ مما نراه في الأديان الأخرى , ويأباه - ولعله مما يأباه - الذوق السليم , خالياً من التناقضات والغوامض , ولاشي أكثر وضوحاً وأقل غموضاً من أصول الإسلام القائلة بوجود إله واحد , وبمساواة جميع الناس أمام الله )


إن شعور الإنسان بالحرية في العصور الأولى كان يمنحه ثقةً في النفس وعزة في مبادئه , وكان هذا الشعور دافعاً معنويا إلى العمل على إنقاذ البشر المكبلين بحبال العبودية , وهم بهذه المشاعر يملكون رصيداً حضارياً يجوبون به الآفاق ويحررون به البشرية " لم تكن الحرية عند المسلمين شعاراً براقاً ليس له أي علاقة بالواقع العملي , ولم تكن أكذوبة يضحكون بها على الناس , كما تفعل القوى الكبرى بالشعوب المقهورة , وكما هو الحال في مبادئ حقوق الإنسان التي خلفتها الثورة الفرنسية التي أثبت الواقع أنها فكرة تجسد سيطرة الإنسان القوي على الإنسان الضعيف..

إن الحرية تربي وتطلق الطاقات, وهي وقودٌ للفاعلية ولواقع علمي وفكري متسق في ظل منظومة الإسلام المتكاملة, وحين يحل القهر والاستعباد تتراجع النفوس عن أداء دورها ورسالتها الحضارية.


فهل كان فرح الشعوب الإسلامية بخروج المحتل وعودة الحرية إلى أوطانها في موقعه ؟ أم أن الحكومات التي وعدتها بالحرية شريطة الرضى بتنحية الشريعة عن بعض مواقع الحياة لم تكن من الظالمين ببعيد , وحين طالب بعض الشرفاء بتصحيح الأوضاع , وصاحوا في أهلهم بردم خرق السفينة قوبلوا بالقهر المادي والمعنوي , ودفنت الحرية في ليل الزفاف بأثوابها !!

ومن خلال هذا الواقع المتأزم سياسياً ومن ثمّ علمياً وسلوكياً أصبح المسلمون اليوم يعيشون في ظل مشاعر القهر وسلب الهوية والثوابت , مما يعطل فيهم الفاعلية ويعطل نشاطاتهم الحركية , في صورة لا تعبر عن إطار الأمة العام وثوابتها , فهل تُعطى هذه الشعوب حقها في التعبير عن هويتها والمطالبة بان تحكمها شريعة الله لا شريعة الغاب.

دمتم بود

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
صفحتى على الفيس بوك
أخر مواضيعي
رد مع اقتباس
قديم 06-08-2008, 08:29 AM   #2
عاشق المربا
مشرف مجلس دوس بني علي
مراسل مجلس بني علي
 
الصورة الرمزية عاشق المربا
 







 
عاشق المربا is on a distinguished road
افتراضي رد : الحُـــــــــريةُ

عزيزي / سعيد الطفيلي

كلام صحيح
ولكن تخصصي علم اجتماع يوجد كتابين هما يولدان
انطباعات عن الشعوب وعن القبائل.
الكتاب الأول : الأنثروبلوجيا الثقافيه ولها مواضيع كثيره.
الكتاب الثاني : الأنثروبلوجيا العام ( الأنثروبلوجيا الإنسان العام)
إذا قرأت هذه الكتب تجلد الفروق الفردية التي تسبب التخلف والبعد عن الحرية المطلقة
ويبقى الشخص تحت وطأت هذه العادات والتقاليد التي أصبحت عند بعضهم ديناً مقدساً.

تقبل مرورر أخـــ عاشق ــــــ يــــــ المرباء ـــــك

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
أخر مواضيعي
عاشق المربا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-08-2008, 06:21 PM   #3
الفقار

مستشار تعليمي
[عضوية شرفية خاصة]
 







 
الفقار is on a distinguished road
افتراضي رد : الحُـــــــــريةُ

اقتباس:

إن الحرية تربي وتطلق الطاقات, وهي وقودٌ للفاعلية ولواقع علمي وفكري متسق في ظل منظومة الإسلام المتكاملة, وحين يحل القهر والاستعباد تتراجع النفوس عن أداء دورها ورسالتها الحضارية.



الحريه : عرفها العالم الإسلامي في عهد الخلفاء الراشدون ثم تعرضت للإختفاء بعد ذلك
الحريه : تدعي دول الغرب تطبيقها وهي لاتزال دول استعمارية تقاتل الشعوب الفقيرة من أجل تحقيق مصالحها
(( السفاح المعروف في عصر الدولة العباسية ليس بأبي العباس وإنما هو عمه عبدالله بن علي الذي كان
يستلذ بالقتل بل وذكرت الروايات بأنه يتناول الطعام على جثث القتلى وقد قٌتل في عهد المنصور ))

وكلمة المبير وردت بمعنى الذي ينفق بلا حدود والله أعلم

تقبل اعجابي بما كتبت فلك خالص الشكر

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
أخر مواضيعي
الفقار غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-08-2008, 04:48 AM   #4
سعيد الطفيلي
مصمم جرافيكس
 
الصورة الرمزية سعيد الطفيلي
 







 
سعيد الطفيلي is on a distinguished road
افتراضي رد : الحُـــــــــريةُ

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عاشق المرباء   مشاهدة المشاركة

   عزيزي / سعيد الطفيلي

كلام صحيح
ولكن تخصصي علم اجتماع يوجد كتابين هما يولدان
انطباعات عن الشعوب وعن القبائل.
الكتاب الأول : الأنثروبلوجيا الثقافيه ولها مواضيع كثيره.
الكتاب الثاني : الأنثروبلوجيا العام ( الأنثروبلوجيا الإنسان العام)
إذا قرأت هذه الكتب تجلد الفروق الفردية التي تسبب التخلف والبعد عن الحرية المطلقة
ويبقى الشخص تحت وطأت هذه العادات والتقاليد التي أصبحت عند بعضهم ديناً مقدساً.

تقبل مرورر أخـــ عاشق ــــــ يــــــ المرباء ـــــك


عزيزي: عاشق المرباء

الحرية مفردة جميلة وتحقيق معانيها في ظل عدم الإخلال بالثوابت هو مانطمح اليه

اشكرك على المرور ومتعة التعليق

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
صفحتى على الفيس بوك
أخر مواضيعي
سعيد الطفيلي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-08-2008, 05:52 AM   #5
سعيد الطفيلي
مصمم جرافيكس
 
الصورة الرمزية سعيد الطفيلي
 







 
سعيد الطفيلي is on a distinguished road
افتراضي رد : الحُـــــــــريةُ

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الفقار   مشاهدة المشاركة

   الحريه : عرفها العالم الإسلامي في عهد الخلفاء الراشدون ثم تعرضت للإختفاء بعد ذلك
الحريه : تدعي دول الغرب تطبيقها وهي لاتزال دول استعمارية تقاتل الشعوب الفقيرة من أجل تحقيق مصالحها
(( السفاح المعروف في عصر الدولة العباسية ليس بأبي العباس وإنما هو عمه عبدالله بن علي الذي كان
يستلذ بالقتل بل وذكرت الروايات بأنه يتناول الطعام على جثث القتلى وقد قٌتل في عهد المنصور ))

وكلمة المبير وردت بمعنى الذي ينفق بلا حدود والله أعلم

تقبل اعجابي بما كتبت فلك خالص الشكر


الحرية ظلت على طوال التاريخ عرضة لتحجيمات أصحاب المصالح الذين لايؤمنون بالحرية أصلاً إلا بمقدار ما تمنحهم هذه الحرية من سلطات إضافية تضاف إلى رصيدهم من الطغيان والجبروت ,

فالغربيون الان لا يقرون بالحرية الا بما تزيد من توسع دائرتهم السياسية وتزيد من مساحة الافق الفكرية الاستعمارية وإستحلاب خيرات الدول النامية و ( النائمه )

اشكرك على مرورك وتنبيهك
سعيد الطفيلي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-08-2008, 06:15 AM   #6
الأمير
موقوف
 







 
الأمير is on a distinguished road
افتراضي رد : الحُـــــــــريةُ

سعيد المفضلي

موضوع مفيد وتشكر عليه
الأمير غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-08-2008, 06:49 AM   #7
سعيد الطفيلي
مصمم جرافيكس
 
الصورة الرمزية سعيد الطفيلي
 







 
سعيد الطفيلي is on a distinguished road
افتراضي رد : الحُـــــــــريةُ

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الأمير   مشاهدة المشاركة

   سعيد المفضلي

موضوع مفيد وتشكر عليه


العزيز : الامير

اشكرك على مرورك


لفته : سعيد الطفيلي وليس المفضلي
سعيد الطفيلي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-08-2008, 07:26 AM   #8
رغدة
 







 
رغدة is on a distinguished road
افتراضي رد : الحُـــــــــريةُ

جميل جدا ما طرحته
وقفت موقف المحايد والعقلاني

حقيقة ليس هناك ما اعلق به بعد موضوعك الثري

الا انه موضوع مثبت
رغدة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-08-2008, 11:02 AM   #9
m7bcom
 
الصورة الرمزية m7bcom
 







 
m7bcom is on a distinguished road
افتراضي رد : الحُـــــــــريةُ

سعيد المفضلي


بارك الله فيك

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
أخر مواضيعي
m7bcom غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-08-2008, 01:20 PM   #10
الأمير
موقوف
 







 
الأمير is on a distinguished road
افتراضي رد : الحُـــــــــريةُ

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سعيد الطفيلي   مشاهدة المشاركة

   العزيز : الامير

اشكرك على مرورك


لفته : سعيد الطفيلي وليس المفضلي


آسف اخوي علي
وموضوع فعلا يستاهل التثبيت
وتشكر المشرفه المثاليه رغده
الأمير غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
الانتقال السريع


الساعة الآن 05:09 PM.


Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع ما يطرح في المنتديات من مواضيع وردود تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة
Copyright © 2006-2016 Zahran.org - All rights reserved