منتديات زهران  

العودة   منتديات زهران > المنتديات العامة > المنتدى العام

أيها المغتربون … استمتعوا حيث أنتم


المنتدى العام

موضوع مغلقإنشاء موضوع جديد
 
أدوات الموضوع
  #1  
قديم 30-03-2010, 03:28 PM
الصورة الرمزية صندلة هيلتون
صندلة هيلتون صندلة هيلتون غير متواجد حالياً
 






صندلة هيلتون is on a distinguished road
Wink أيها المغتربون … استمتعوا حيث أنتم



أيها المغتربون استمتعوا حيث أنتم

اقرأها حتى أخرها ستجد أنها تنطبق علينا


د. فيصل القاسم
مهما طالت سنين الغربة بالمغتربين، فإنهم يظلون يعتقدون أن غربتهم عن أوطانهم مؤقتة، ولا بد من
العودة إلى مرابع الصبا والشباب يوماً ما للاستمتاع بالحياة، وكأنما أعوام الغربة جملة اعتراضية
لا محل لها من الإعراب.

لاشك أنه شعور وطني جميل، لكنه أقرب إلى الكذب على النفس وتعليلها بالآمال الزائفة منه إلى الحقيقة.
فكم من المغتربين قضوا نحبهم في بلاد الغربة وهم يرنون للعودة إلى قراهم وبلداتهم القديمة!
وكم منهم ظل يؤجل العودة إلى مسقط الرأس حتى غزا الشيب رأسه دون أن يعود في النهاية، ودون أن
يستمتع بحياة الاغتراب! وكم منهم قاسى وعانى الأمرّين، وحرم نفسه من ملذات الحياة خارج
الوطن كي يوفر الدريهمات التي جمعها كي يتمتع بها بعد العودة إلى دياره، ثم طالت به الغربة
وانقضت السنون، وهو مستمر في تقتيره ومعاناته وانتظاره، على أمل التمتع مستقبلاًً في ربوع
الوطن، كما لو أنه قادر على تعويض الزمان!
وكم من المغتربين عادوا فعلاً بعد طول غياب، لكن لا ليستمتعوا بما جنوه من أرزاق في ديار
الغربة، بل لينتقلوا إلى رحمة ربهم بعد عودتهم إلى بلادهم بقليل، وكأن الموت كان ذلك المستقبل
الذي كانوا يرنون إليه! لقد رهنوا القسم الأكبر من حياتهم لمستقبل ربما يأتي، وربما لا يأتي أبداً
وهو الاحتمال الأرجح!

لقد عرفت أناساً كثيرين تركوا بلدانهم وشدوا الرحال إلى بلاد الغربة لتحسين أحوالهم المعيشية.
وكم كنت أتعجب من أولئك الذين كانوا يعيشون عيشة البؤساء لسنوات وسنوات بعيداً عن
أوطانهم، رغم يسر الحال نسبياً، وذلك بحجة أن الأموال التي جمعوها في بلدان الاغتراب يجب أن
لا تمسها الأيدي لأنها مرصودة للعيش والاستمتاع في الوطن.
لقد شاهدت أشخاصاً يعيشون في بيوت معدمة، ولو سألتهم لماذا لا يغيرون أثاث المنزل المهترئ
فأجابوك بأننا مغتربون، وهذا البلد ليس بلدنا، فلماذا نضيّع فيه فلوسنا، وكأنهم سيعيشون أكثر
من عمر وأكثر من حياة!
ولا يقتصر الأمر على المغتربين البسطاء، بل يطال أيضاً الأغنياء منهم. فكم أضحكني أحد الأثرياء
قبل فترة عندما قال إنه لا يستمتع كثيراً بفيلته الفخمة وحديقته الغنــّاء في بلاد الغربة، رغم
أنها قطعة من الجنة، والسبب هو أنه يوفر بهجته واستمتاعه للفيلا والحديقة اللتين سيبنيهما في بلده
بعد العودة، على مبدأ أن المــُلك الذي ليس في بلدك لا هو لك ولا لولدك!!
وقد عرفت مغترباً أمضى زهرة شبابه في أمريكا اللاتينية، ولما عاد إلى الوطن بنا قصراً منيفاً، لكنه
فارق الحياة قبل أن ينتهي تأثيث القصر بيوم!!
كم يذكــّرني بعض المغتربين الذين يؤجلون سعادتم إلى المستقبل، كم يذكــّرونني بسذاجتي
أيام الصغر، فذات مرة كنت استمع إلى أغنية كنا نحبها كثيرا أنا وأخوتي في ذلك الوقت، فلما سمعتها
في الراديو ذات يوم، قمت على الفور بإطفاء الراديو حتى يأتي أشقائي ويستمعون معي إليها، ظناً مني
أن الأغنية ستبقى تنتظرنا داخل الراديو حتى نفتحه ثانية. ولما عاد أخي أسرعت إلى المذياع كي نسمع
الأغنية سوية، فإذا بنشرة أخبار.

إن حال الكثير من المغتربين أشبه بحال ذلك المخلوق الذي وضعوا له على عرنين أنفه شيئاً من دسم
الزبدة، فتصور أن رائحة الزبدة تأتي إليه من بعيد أمامه، فأخذ يسعى إلى مصدرها، وهو غير مدرك
أنها تفوح من رأس أنفه، فيتوه في تجواله وتفتيشه، لأنه يتقصى عن شيء لا وجود له في العالم الخارجي
بل هو قريب منه. وهكذا حال المغتربين الذين يهرولون باتجاه المستقبل الذي ينتظرهم في أرض الوطن
فيتصورون أن السعادة هي أمامهم وليس حولهم.
كم كان المفكر والمؤرخ البريطاني الشهير توماس كارلايل مصيباً عندما قال: ” لا يصح أبداً
أن ننشغل بما يقع بعيداً عن نظرنا وعن متناول أيدينا، بل يجب أن نهتم فقط بما هو موجود
بين أيدينا بالفعل”.
لقد كان السير ويليام أوسلير ينصح طلابه بأن يضغطوا في رؤوسهم على زر يقوم بإغلاق باب
المستقبل بإحكام، على اعتبار أن الأيام الآتية لم تولد بعد، فلماذا تشغل نفسك بها وبهمومها.
إن المستقبل، حسب رأيه، هو اليوم، فليس هناك غد، وخلاص الإنسان هو الآن، الحاضر
لهذا كان ينصح طلابه بأن يدعوا الله كي يرزقهم خبز يومهم هذا. فخبز اليوم هو الخبز
الوحيد الذي بوسعك تناوله.
أما الشاعر الروماني هوراس فكان يقول قبل ثلاثين عاماً قبل الميلاد: “سعيد وحده ذلك
الإنسان الذي يحيا يومه ويمكنه القول بثقة: أيها الغد فلتفعل ما يحلو لك، فقد عشت يومي”.

إن من أكثر الأشياء مدعاة للرثاء في الطبيعة الإنسانية أننا جميعاً نميل أحياناً للتوقف عن الحياة
ونحلم بامتلاك حديقة ورود سحرية في المستقبل- بدلاً من الاستمتاع بالزهور المتفتحة وراء نوافذنا اليوم.
لماذا نكون حمقى هكذا، يتساءل ديل كارنيغي؟ أوليس الحياة في نسيج كل يوم وكل ساعة؟
إن حال بعض المغتربين لأشبه بحال ذلك المتقاعد الذي كان يؤجل الكثير من مشاريعه حتى التقاعد.
وعندما يحين التقاعد ينظر إلى حياته، فإذا بها وقد افتقدها تماماً وولت وانتهت.
إن معظم الناس يندمون على ما فاتهم ويقلقون على ما يخبئه لهم المستقبل، وذلك بدلاً من
الاهتمام بالحاضر والعيش فيه. ويقول دانتي في هذا السياق:” فكــّر في أن هذا اليوم الذي
تحياه لن يأتي مرة أخرى. إن الحياة تنقضي وتمر بسرعة مذهلة. إننا في سباق مع الزمن.
إن اليوم ملكنا وهو ملكية غالية جداً. إنها الملكية الوحيدة الأكيدة بالنسبة لنا”.

لقد نظم الأديب الهندي الشهير كاليداسا قصيدة يجب على كل المغتربين وضعها على حيطان منازلهم.
تقول القصيدة: “تحية للفجر، انظر لهذا اليوم! إنه الحياة، إنه روح الحياة في زمنه القصير.
كل الحقائق الخاصة بوجود الإنسان: سعادة التقدم في العمر، مجد الموقف، روعة الجمال.
إن الأمس هو مجرد حلم انقضى، والغد هو مجرد رؤيا، لكن إذا عشنا يومنا بصورة جيدة، فسوف
نجعل من الأمس رؤيا للسعادة، وكل غد رؤيا مليئة بالأمل. فلتول اليوم اهتمامك إذن
فهكذا تؤدي تحية الفجر”.







ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
أخر مواضيعي
قديم 30-03-2010, 05:03 PM   #2
فهد سعود الزهراني

كبير الاداريين
قلم مميز
شاعر
 
الصورة الرمزية فهد سعود الزهراني
 







 
فهد سعود الزهراني is on a distinguished road
افتراضي رد: أيها المغتربون … استمتعوا حيث أنتم

رائع جدا

وهذا أجمل مقال قرأته منذ زمن بارك الله في نقلك الطيب.

والحقيقة ان الغربة التي تحدث عنها لا تخص من عاش خارج بلده او دولته بل تخص كل من غادر موطنه الاصلي تماما مثلنا نحن ابناء الجنوب .

فنحن نذهب للوظيفه وللأعمال الخاصة ويذهب العمر ونحن نجمع ونؤسس لحياة الغد وعندما نعود وقد بلغنا من العمر عتيا فالاغلب لا يستمع بحياته كونه دخل في رحلة الشيخوخه ويكتفي بالتردد على العيادات واخذ الراحة حتى يوافيه الاجل المحتوم.

هذا لمن يمد الله في عمره.وهناك من يأخذه اجله ولم يكمل شيئا من احلامه.

جميل المقال والاهم فيه وهو ما اوصي به نفس واخواني هو الاكثار من طاعة الله ثم الاستمتاع بالحياة وعدم الانتظار للمستقبل وما يحمله لنا.
أخر مواضيعي
فهد سعود الزهراني غير متواجد حالياً  
قديم 30-03-2010, 08:59 PM   #3
يحيى محمد الزهراني
كبار الشخصيات
مشرف القسم العام
مشرف قسم الحوار
 
الصورة الرمزية يحيى محمد الزهراني
 







 
يحيى محمد الزهراني is on a distinguished road
افتراضي رد: أيها المغتربون … استمتعوا حيث أنتم

تحيه للاخت صندله
قبل ان اعلق على الموضوع من هو د : فيصل القاسم هل هو كلب الاتجاه المعاكس بالجزيره اذا كان هو فلا تعليق لي لان كلام الكلاب هو مجرنباح اما اذا كا غيره فلي عوده باذن الله
تقبلي مروري اختي صندله
ابو محمد

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
http://www.youtube.com/watch?v=1EzQ9A_GmSA


[fot1][frame="10 80"][fot1]الـــزلـــزال ســـــابقاً[/fot1][/frame][/fot1]
أخر مواضيعي
يحيى محمد الزهراني غير متواجد حالياً  
قديم 30-03-2010, 09:23 PM   #4
الصقر المهاجر
 







 
الصقر المهاجر is on a distinguished road
افتراضي رد: أيها المغتربون … استمتعوا حيث أنتم

كلام جميل

ومشكور على النقل ،،،


تقبل تحيااااااااااتي

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
« مَنْ جَلَسَ مَجْلِساً كَثُرَ فِيهِ لَغَطُهُ ، فَقَالَ قَبْلَ أَنْ يَقُومَ مِنْ مَجْلِسِهِ ذَلِكَ : سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ ، إِلَّا غُفِرَ لَهُ مَا كَانَ في مَجْلِسِهِ ذَلِكَ » .



(( سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ ))
أخر مواضيعي
الصقر المهاجر غير متواجد حالياً  
قديم 31-03-2010, 07:15 AM   #5
صندلة هيلتون
 
الصورة الرمزية صندلة هيلتون
 







 
صندلة هيلتون is on a distinguished road
افتراضي رد: أيها المغتربون … استمتعوا حيث أنتم

أشكركم جميعاً على المرور الرآئع

الله لايحرمنا من هالطله الحلووووه

لكم كل ودي وفآئق أحترامي..

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
أخر مواضيعي
صندلة هيلتون غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع : أيها المغتربون … استمتعوا حيث أنتم
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
استمتعوا حتى يغمى عليكم غربة مشاعر الإستراحة 3 18-12-2009 07:59 PM
{العرب المغتربون} وظائف السعودية وســـابك و أرامكو و موبايلي و شركة خطوط سما للطيران خليل الحريري التدريب والتوظيف 5 15-06-2009 05:33 PM
أنتم يا أهل الجنوب حفيدة شيوخ دوس منتدى الحوار 12 13-01-2009 03:23 AM
أين أنتم عن مثل هذا المهندس ؟ ابوعبشان المنتدى العام 9 10-11-2008 12:47 PM
أنتم الخير لكل عام ماجد الخزمري الترحيب والمناسبات 5 26-08-2008 11:48 PM


الساعة الآن 12:55 PM.


Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع ما يطرح في المنتديات من مواضيع وردود تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة
Copyright © 2006-2016 Zahran.org - All rights reserved