#1
|
||||
|
||||
عاشوراء فضائل وأحكام
عاشوراء...فضائل وأحكام خبّاب بن مروان الحمد قال تعالى: { ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ...} وقال تعالى: { ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ } الحمد لله الرحمن الرحيم المعطي الوهاب، والصلاة والسلام على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وبعد: لقد يسر الله لعباده سبل الخير، وفتح لهم أبواب الرحمة، وأنعم عليهم بمواسم البر والخيرات واكتساب الأجر والمثوبة، ورتب الأجر الجزيل على العمل اليسير تكرماً منه وفضلاً ومنَّة على عباده المؤمنين؛ ليستدركوا ما فاتهم ويكفروا عن سيئاتهم، ومن مواسم الخير والمغفرة "يوم عاشوراء"، وهذه نبذة موجزة في فضله وتاريخه وأحكامه، نسأل الله أن ينفع بها ويجعلها حجَّة لقارئها بفضله وكرمه. فضل شهر الله المحرم أ ـ قال تعالى: { إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُم..ْ } [التوبة/36]. ب ـ وقد جعله النبي صلى الله عليه وسلم من أفضل الشهور للصوم بعد صيام رمضان، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أفضل الصيام بعد شهر رمضان شهر الله الذي تدعونه المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة قيام الليل" (صحيح مسلم). قال ابن رجب في "لطائف المعارف": "وقد قيل في معنى إضافة هذا الشهر إلى الله عزّ وجل: أنه إشارة إلى تحريمه إلى الله عز وجل، ليس لأحد تبديله، كما كانت الجاهلية يحلونه ويحرمون مكانه صفر، فأشار إلى أنه شهر الله الذي حرمه، فليس لأحد من خلقه تبديل ذلك وتغييره. ج ـ وقد نقل ابن رجب في "لطائف المعارف" أن عثمان النهدي ذكر عن السلف أنهم "كانوا يعظمون ثلاث عشرات: العشر الأخير من رمضان، والعشر الأول من ذي الحجة، والعشر الأول من محرم" اهـ. د ـ وقال ابن رجب: "وقد سمى النبي صلى الله عليه وسلم المحرم: شهر الله. وإضافته إلى الله تدل على شرفه وفضله، فإن الله تعالى لا يضيف إليه إلا خواص مخلوقاته، كما نسب محمداً وإبراهيم وإسحاق ويعقوب وغيرهم من الأنبياء ـ صلوات الله عليهم وسلامه ــ إلى عبوديته، ونسب إليه بيته وناقته" اهـ. وـ قال النووي في شرحه لصحيح مسلم (4/8/55) :" قوله صلى الله عليه وسلم: "أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم" تصريح بأنه أفضل الشهور للصوم، وقد سبق الجواب عن إكثار النبي صلى الله عليه وسلم من صوم شعبان دون المحرم، وذكرنا فيه جوابين: أحدهما: لعله إنما علم فضله في آخر حياته. الثاني: لعله كان يعرض فيه أعذار من سفر أو مرض أو غيرهما" اهـ. عاشوراء وقصته في التاريخ : أـ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء، فقال: ماهذا؟ قالوا: هذا يوم صالح، هذا يوم نجى الله بني إسرائيل من عدوهم فصامه موسى، قال: فأنا أحق بموسى منكم. فصامه وأمر بصيامه" (رواه البخاري 1865). ب ـ وفي رواية لمسلم: "هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه وأغرق فرعون وقومه" وقوله: "فصامه موسى" زاد مسلم في روايته: "شكراً لله تعالى فنحن نصومه"، وفي رواية للبخاري: "ونحن نصومه تعظيماً له". ورواه الإمام أحمد بزيادة: "وهو اليوم الذي استوت فيه السفينة على الجودي فصامه نوح شكراً". وقوله "وأمر بصيامه" في رواية للبخاري أيضاً: "فقال لأصحابه: أنتم أحق بموسى منهم فصوموا". ج ـ وصيام عاشوراء كان معروفاً حتى على أيام الجاهلية قبل البعثة النبوية، فقد ثبت عن عائشة رضي الله عنها قالت: "إن أهل الجاهلية كانوا يصومونه". قال القرطبي: "لعل قريشاً كانوا يستندون في صومه إلى شرع من مضى كإبراهيم عليه السلام". وقد ثبت أيضاً أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصومه بمكة قبل أن يهاجر إلى المدينة، فلما هاجر إلى المدينة وجد اليهود يحتفلون به فسألهم عن السبب فأجابوه كما تقدم في الحديث، وأمر بمخالفتهم في اتخاذه عيداً، كما جاء في حديث أبي موسى رضي الله عنه قال: "كان يوم عاشوراء تعده اليهود عيداً". وفي رواية مسلم: "كان يوم عاشوراء تعظمه اليهود وتتخذه عيداً". وفي رواية له أيضاً: "كان أهل خيبر (اليهود) يتخذونه عيداً، ويلبسون نساءهم فيه حليهم وشارتهم"، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "فصوموه أنتم" (رواه البخاري). لكنه اسم إسلامي لا يعرف في الجاهلية. قال ابن الأثير في جامع الأصول: (شارتهم) الشارة: الرواء والمنظر والحسن والزينة. وظاهر هذا أن الباعث على الأمر بصومه: محبة مخالفة اليهود حتى يصام ما يفطرون فيه؛ لأن يوم العيد لا يُصام. فضل عاشوراء وردت أحاديث كثيرة في فضل يوم عاشوراء، أذكر منها: أـ عن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "صيام يـوم عاشوراء: أحتسب على الله أن يكفر السنـة التي قبله" (رواه مسلم:1976). ب ـ عن عبيد الله بن أبي يزيد أنه سمع ابن عباس رضي الله عنهما وسئل عن صيام يوم عاشوراء فقال: "ما علمت (أنَّ) رسول الله صلى الله عليه وسلم صام يوماً يطلب فضله على الأيام إلا هذا اليوم، ولا شهراً إلا هذا الشهر ــ يعني: رمــضان ـ" (أخرجه البخــاري"4/215 ــ216 ومسلم:1132). يخلق الله ما يشاء ويختار قال عز الدين بن عبدالسلام: "وتفضيل الأماكن والأزمان ضربان: أحدهما: دنيويٌّ.. والضرب الثاني: تفضيل ديني، راجع إلى أنَّ الله يجود على عباده فيها بتفضيل أجر العاملين، كتفضيل صوم رمضان على صوم سائر الشهور، وكذلك يوم عاشوراء.. ففضلها راجع إلى جود الله وإحسانه إلى عباده فيها" (قواعد الأحكام1/38). متى هو يوم عاشوراء؟ أ ــ قال ابن قدامة في المغني (3/174):"عاشوراء هو اليوم العاشر من المحرم، وهذا قول سعيد بن المسيب والحسن؛ لما روى ابن عباس رضي الله عنهما قال: "أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بصوم يوم عاشوراء العاشر من المحرم" (رواه الترمذي وقال: حديث صحيح حسن). أيهما أفضل: يوم عرفة أم يوم عاشوراء؟ أـ قال ابن حجر في "فتح الباري" (4/315): "روى مسلم من حديث أبي قتادة مرفوعاً: "إن يوم يوم عاشوراء يكفر سنة، وإن صيام يوم عرفة يكفر سنتين". وظاهره أن صيام يوم عرفة أفضل من صيام يوم عاشوراء، وقد قيل في الحكمة في ذلك: "إن يوم عاشوراء منسوب إلى موسى عليه السلام، ويوم عرفة منسوب إلى النبي صلى الله عليه وسلم؛ فلذلك كان أفضل" اهـ. ب ــ وقال ابن القيم في "بدائع الفوائد" (م2/ج4/ص293): "فإن قيل: لم كان عاشوراء يكفر سنة، ويوم عرفة يكفر سنتين؟ قيل: فيه وجهان: أحدهما: أن يوم عرفة في شهر حرام وقبله شهر حرام وبعده شهر حرام، بخلاف عاشوراء. الثاني: أن صوم يوم عرفة من خصائص شرعنا، بخلاف عاشوراء، فضوعف ببركات المصطفى صلى الله عليه وسلم". هل كان عاشوراء قبل أن يفرض رمضان واجباً أم مستحباً؟ "اختلف العلماء: هل كان صوم ذلك اليوم واجباً أو مستحباً؟ على قولين مشهورين، أصحهما أنه كان واجباً، ثم إنه بعد ذلك كان يصومه من يصومه استحباباً، ولم يأمر النبي صلى الله عليه وسلم العامة بصيامه، بل كان يقول (هذا يوم عاشوراء يكفر سنة، وصوم يوم عرفة يكفر سنتين). ولما كان آخر عمره صلى الله عليه وسلم، وبلغه أنّ اليهود يتخذونه عيداً، قال: "لئن عشت إلى قابل لأصومن التاسع"؛ ليخالف اليهود ولا يشابههم في اتخاذه عيداً،) اهـ.[ ابن تيمية كما في "مجموع الفتاوي" (25/311)] الحكمة من استحباب صيام اليوم التاسع قال ابن حجر ـ رحمه الله ـ في تعليقه على حديث "لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع": "ما همَّ به من صوم التاسع يحتمل معناه أن لا يقتصر عليه، بل يضيفه إلى اليوم العاشر، إما احتياطاً له، وإمَّا مخالفة لليهود والنصارى، وهو الأرجح،"(فتح الباري 4/245). أحوال النبي صلى الله عليه وسلم في عاشوراء؟ أ ــ عن عائشة رضي الله عنها قالت: "كانت قريش تصوم عاشوراء في الجاهلية، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصومه، فلما هاجر إلى المدينة صامه وأمر الناس بصيامه، فلما فرض شهر رمضان قال: "فمن شاء صامه، ومن شاء تركه" (رواه البخاري/2002 ومسلم /112 واللفظ لمسلم). ب ــ والنبي صلى الله عليه وسلم قدم المدينة، فوجد اليهود يصومون عاشوراء، وقالوا إنّ موسى صامه، وإنه اليوم الذي نجوا فيه من فرعون وغرق فرعون، فصامه النبي صلى الله عليه وسلم وأمر بصيامه، وقال: "نحن أحق بموسى منهم" (رواه مسلم). قال ابن حجر: "وعلى كل فلم يصمه النبي صلى الله عليه وسلم اقتداء بهم، فإنه كان يصومه قبل ذلك، وكان ذلك في الوقت الذي يجب فيه موافقة أهل الكتاب فيما لم ينه عنه" (فتح الباري4/291،288). وقال النووي-رحمه الله- في شرحه لصحيح مسلم: "قال القاضي عياض: وقد قال بعضهم: يحتمل أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصومه بمكة ثم ترك صيامه حتى علم ما عند أهل الكتاب فصامه...ومختصر ذلك أنه صلى الله عليه وسلم كان يصومه كما تصومه قريش في مكة، ثم قدم المدينة فوجد اليهود يصومونه فصامه أيضاً بوحي أو تواتر أو اجتهاد، لا بمجرد إخبارهم، والله أعلم". صيام التاسع والعاشر لمن عليه قضاء رمضان من الأخطاء صيام اليوم التاسع والعاشر وعليه قضاء رمضان، وهذا خطأ يجب التنبه إليه؛ لأن القضاء فرض، وصيام اليوم التاسع والعاشر سنة، ولا يجوز تقديم السنة على الفرض، فمن بقى عليه أيام رمضان وجب صيام ما عليه ثم يشرع بصيام ما أراد من التطوع المنصوص عليه شرعاً، كيوم عاشوراء والتاسع مثله مراتب صيام عاشوراء أ ــ أن يصوم اليوم العاشر ويكون قد صام عاشوراء. ب ــ أن يصوم يوماً قبله أو يوماً بعده. وكلما زاد الإنسان الصيام في شهر محرم كان أجره أعظم. وأما حديث ابن عباس: "صوموا يوم عاشوراء، وخالفوا فيه اليهود، صوموا قبله يوماً وبعده يوماً" فالحديث ضعيف (ضعيف الجامع الصغير رقم3506). عدم الاغترار بثواب الصيام يغتر بعض الناس بالاعتماد على مثل صوم يوم عاشوراء أو يوم عرفة، حتى يقول بعضهم: صوم يوم عاشوراء يكفر ذنوب العام كلها، ويبقى صوم عرفة زيادة في الأجر. قال ابن القيم: " لم يدر هذا المغتر أن صوم رمضان والصلوات الخمس أعظم وأجلّ من صيام يوم عرفة ويوم عاشوراء، وهي إنما تكفر ما بينهما إذا اجتنبت الكبائر، فرمضان إلى رمضان، والجمعة إلى الجمعة، لا يقويان على تكفير الكبائر. ومن المغرورين من يظن أن طاعاته أكثر من معاصيه؛ لأنه لا يحاسب نفسه على سيئاته، ولا يتفقد ذنوبه، وإذا عمل طاعة حفظها واعتد بها، كالذي يستغفر الله بلسانه أو يسبح الله في اليوم مئة مرة، ثم يغتاب المسلمين ويمزق أعراضهم بما لا يرضاه الله طول نهاره، فهذا أبداً يتأمل في فضائل التسبيحات والتهليلات، ولا يلتفت إلى ما ورد من عقوبة المغتابين والكذّابين والنمّامين، إلى غير ذلك من آفات اللسان، وذلك محض غرور" (الموسوعة الفقهية ج31). هذه نبذة من أحكام شهر الله المحرم ويوم عاشوراء، أسأل الله أن يجعله حجّة لنا لا علينا، والله هو حسبنا وحسيبنا. المصدر : موقع لها أون لاين التعديل الأخير تم بواسطة محمد الساهر ; 29-11-2011 الساعة 07:10 PM. |
29-11-2011, 06:48 PM | #2 |
عضو مميز
|
رد: عاشوراء فضائل وأحكام
فضل عاشوراء
الحمد لله, والصلاة والسلام على رسول الله, وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه, أما بعد: ما أكثر مواسم الخيرات, والجود والبركات, التي امتن بها رب البريات, على المؤمنين والمؤمنات؛ ليزدادوا بها من الطاعات, ويستكثروا من القربات, حتى ينالوا الخير والرحمات. ومن هذه المواسم العظيمة, والأيام الفاضلة الكريمة؛ يوم عاشوراء الذي هو في شهر الله المحرم, الذي قال فيه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : "أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم" أخرجه مسلم ( 1163 ). واختصاراً لطريق الوصول إلى معرفة فضيلة هذا اليوم المبارك, فإنني قسَمت الموضوع إلى عناوين تسهيلاً للقراء الكرام. فأقول وبالله أستعين: * معنى عاشوراء: ـ قال ابن الأثير: "عاشُوراء:هو اليومُ العاشرُ من المحرّم . وهو اسمٌ إسْلاميٌّ وليس في كلامهم فَاعُولاَء ". النهاية (3/476) ـ قال ابن منظور: "وعاشُوراءُ وعَشُوراءُ ممدودان؛ اليومُ العاشر من المحرم, وقيل: التاسع. قال الأَزهري: ولم يسمع في أَمثلة الأَسماء اسماً على فاعُولاءَ إِلا أَحْرُفٌ قليلة. قال ابن بُزُرج: الضّارُوراءُ: الضَّرّاءُ. والسارُوراءُ: السَّرَّاءُ. والدَّالُولاء: الدَّلال. وقال ابن الأَعرابي: الخابُوراءُ: موضع وقد أُلْحِقَ به تاسُوعاء". لسان العرب (4/568) ـ قال بدر الدين العيني: " اشتقاق عاشوراء من العشر الذي هو اسم للعدد المعين. وقال القرطبي: عاشوراء معدول عن عاشرة للمبالغة والتعظيم ". عمدة القاري (11/118) *أيَّ يوم هو يوم عاشوراء؟ ذَهَبَ جَمَاهِير الْعُلَمَاء مِنْ السَّلَف وَالْخَلَف: إِلَى أَنَّ عَاشُورَاء هُوَ الْيَوْم الْعَاشِر مِنْ الْمُحَرَّم,وَمِمَّنْ قَالَ بذَلِكَ : عائشة, وسَعِيد بْن الْمُسَيِّب , وَالْحَسَن الْبَصْرِيّ,وَمَالِك والشافعي وَأَحْمَد وَإِسْحَاق, وغيرهم, وَهَذَا ظَاهِر الأحَادِيث, وَهُوَ مُقْتَضَى الاشْتِقَاقِ وَالتَّسْمِيَةِ. وَقِيل:هُوَ الْيَوْمُ التَّاسِعُ, ولا يصح هذا القول. * يوم عاشوراء في الجاهلية: كانت قريش تصوم عاشوراءفي جاهليتها وصامه ـ صلى الله عليه وسلم ـ معهم في مكة. فعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: "كان يوم عاشوراء تصومه قريش في الجاهلية, وكان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يصومه؛ فلما قدم المدينة صامه وأمر بصيامه, فلما فرض رمضان ترك يوم عاشوراء,فمن شاء صامه ومن شاء تركه".أخرجه البخاري (2002) ومسلم (1125) وعن عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ: أن أهل الجاهلية كانوايصومون يوم عاشوراء,وأن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ صامه والمسلمون قبل أن يفترض رمضان, فلما افترض رمضان قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ :"إن عاشوراءيوم من أيام الله فمن شاء صامه ومن شاء تركه".أخرجه مسلم (1126) * يوم عاشوراء عند أهل الكتاب: صام اليهود يوم عاشوراء بسبب أن الله نجا فيه موسى عليه السلام وبني إسرائيل, وأغرق فرعون وقومه: عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال: قدم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ المدينة, فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء,فقال: "ما هذا"؟ قالوا: هذا يوم صالح, هذا يومٌ نجى الله بني إسرائيل من عدوهم؛ فصامه موسى, قال: "فأنا أحق بموسى منكم"؛ فصامه وأمر بصيامه. أخرجه البخاري (2004)ومسلم (1131) * يوم عاشوراء في الإسلام: مر صيام عاشوراء في صدر الإسلام في أربع مراحل: المرحلة الأولى: أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يصومه في مكة مع أهل الجاهلية. المرحلة الثانية: أنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ لما جاء إلى المدينة ورأى اليهود يصومونه صامه وأمر بصيامه. المرحلة الثالثة: أنه لما فُرض رمضان، صار صوم يوم عاشوراء مستحباً غير واجب. المرحلة الرابعة: أنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ في آخر حياته أمر بصيام اليوم التاسع مخالفةً لليهود. فهذه أربع مراحل مر بها صيام عاشوراء. * حكم صيامه: صَوْمُ عَاشُورَاءَ كَانَ فَرْضًا في بداية الأمر, ثُمَّ نُسِخَ وُجُوبُهُ بِوُجُوبِ صَوْمِ رَمَضَانَ, وبقي الأمر على الاستحباب. عن حميد بن عبد الرحمن أنه سمع معاوية بن أبي سفيان ـ رضي الله عنهما ـ يوم عاشوراءعام حج, على المنبر يقول: يا أهل المدينة أين علماؤكم, سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول:" هذا يوم عاشوراء, ولم يكتب الله عليكم صيامه وأنا صائم فمن شاء فليصم ومن شاء فليفطر". أخرجه البخاري (1899)ومسلم (1129). * فضل صيامه: عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ وقد سئل عن صيام يوم عاشوراء,فقال: "ما علمت أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ صام يوماً يطلب فضله على الأيام إلا هذا اليوم, ولا شهراً إلا هذا الشهر يعني رمضان". أخرجه البخاري 1902 ومسلم ( 1132 ) وعَنْ أَبِي قَتَادَةَ ـ رضي الله عنه ـ قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ :" صِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ ". أخرجه مسلم (1162) وفي رواية: " سُئِلَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَاشُورَاءَ؟ فَقَالَ: يُكَفِّرُ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ ". * مراتب صيامه: المرتبة الأولى: وهي الأكمل, أن يُصام اليوم العاشر مع اليوم التاسع. لقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : "إذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع". أخرجه مسلم (1134) المرتبة الثانية: أن يُصام اليوم العاشر وحده. أما ما ذكره بعض أهل العلم من أن يُصام يوم عاشوراء مع يوم قبله و يوم بعده ـ أي التاسع والعاشر والحادي عشر ـ فهذا لم يثبت عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في حديث صحيح,وإنما عمدتهم في ذلك حديث ضعيف لا يثبت. * الحكمة من صيامه: كان اليهود والنصارى يعظمون ذلك اليوم ويتخذونه عيداً فأُمرنا بمخالفتهم بصيامه: عن أبي موسى ـ رضي الله عنه ـقال كان يوم عاشوراء يوماً تعظمه اليهود وتتخذه عيداً. قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ :" فصوموه أنتم".أخرجه البخاري (1901) ومسلم (1131) وفي رواية: "كان أهل خيبر يصومون يوم عاشوراء يتخذونه عيداً, ويُلبسون نساءهم فيه حليهم وشارتهم". قال الإمام النووي: قَوْله: (الشَّارَة): وَهِيَ الْهَيْئَة الْحَسَنَة وَالْجَمَال, أَيْ يُلْبِسُونَهُنَّ لِبَاسَهُمْ الْحَسَنَ الْجَمِيلَ. وعن عبد الله بن عباس ـرضي الله عنهما ـ قال : حين صام رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يوم عاشوراء وأمر بصيامه, قالوا: يا رسول الله إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : "فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع". قال: فلم يأت العام المقبل حتى توفي رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ .أخرجه مسلم (1134) * حرصُ السلف على صيامه: عن الرُّبَيِّع بنت مُعَوِّذ بن عفراء قالت: أرسل رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار التي حول المدينة: "من كان أصبح صائما فليتم صومه ومن كان أصبح مفطراً فليتم بقية يومه". فكنا بعد ذلك نصومه ونصوِّم صبياننا الصغار منهم إن شاء الله ونذهب إلى المسجد فنجعل لهم اللعبة من العهن ـ أي الصوف ـ فإذابكى أحدهم على الطعام أعطيناه إياها حتى يكون عند الإفطار.أخرجه البخاري (1859) ومسلم (1136) وفي رواية: " نصنع لهم اللعبة من العهن فنذهب به معنا فإذا سألونا الطعام أعطيناهم اللعبة تلهيهم حتى يتموا صومهم". بل كان من السلف من يصوم هذا اليوم في السفر ابتغاء تحصيل فضيلته. قال الحافظ ابن رجب: " و كان طائفة من السلف يصومون عاشوراء في السفر منهم ابن عباس و أبو إسحاق السبيعي و الزهري و قال ـ أي الزهري ـ : رمضان له عدة من أيام أخر و عاشوراء يفوت. و نص أحمد على أنه يصام عاشوراء في السفر". اهـ "لطائف المعارف" ص70 * خرافات وبدع في عاشوراء: 1ـ تخصيص الاكتحال في هذا اليوم, والحديث في ذلك لا يصح. 2ـ تخصيص الاختضاب و الاغتسال في ذلك اليوم. 3ـ التوسعة فيه على العيال. بل التوسعة مشروعة في جميع أيام السنة. قال حرب : سألت أحمد عن الحديث الذي جاء : " من وسع على أهله يوم عاشوراء أوسع الله عليه سائر السنة " فلم يره شيئا. 4ـ اتخاذه مأتماً كفعل الرافضة الجهال. قال الحافظ ابن رجب: " و أما اتخاذه مأتما كما تفعله الرافضة لأجل قتل الحسين بن علي ـ رضي الله عنهما ـ فيه : فهو من عمل من ضل سعيه في الحياة الدنيا و هو يحسب أنه يحسن صنعا و لم يأمر الله و لا رسوله باتخاذ أيام مصائب الأنبياء و موتهم مأتما فكيف بمن دونهم!". "لطائف المعارف" ص74 وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً التعديل الأخير تم بواسطة محمد الساهر ; 29-11-2011 الساعة 07:10 PM. |
29-11-2011, 06:52 PM | #3 |
|
رد: عاشوراء فضائل وأحكام
جزاك الله خير .,. بارك الله فيك .,. لك مني أجمل تحية .
|
29-11-2011, 11:17 PM | #4 |
مراقب عام
|
رد: عاشوراء فضائل وأحكام
كتب الله اجرك ابوخالد
تحيتي وتقديري |
05-12-2011, 09:05 AM | #7 |
مراقب عام
|
رد: عاشوراء فضائل وأحكام
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية
|
05-12-2011, 09:13 AM | #8 |
إداري أول |
رد: عاشوراء فضائل وأحكام
حفيد الفقيه
جزأك الله ألجنه على هذا التذكير بفضل يوم عاشوراء وجعل الله ما نقلت في موازين حسناتك واسأل الله عزّ وجل أن يكتب لنا صيام واجر هذا اليوم الفضيل بارك الله فيك |
05-12-2011, 03:20 PM | #9 |
|
رد: عاشوراء فضائل وأحكام
جزاك الله خير وجعل ماكتبت في ميزان حسناتك
|
06-12-2011, 09:27 AM | #10 |
|
رد: عاشوراء فضائل وأحكام
جزاك الله خير وجعل ماكتبت في موازين حسناتك
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه للموضوع : عاشوراء فضائل وأحكام | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
آداب وأحكام الرحلات البريه | فراشه شفافه | السياحة والرحلات العام | 28 | 18-02-2012 03:25 AM |
فضائل الأعمال(105حديث في فضائل الأعمال)مرتبه | sa3eed-s666 | الإسلام حياة | 2 | 12-07-2010 02:06 AM |
يوم عرفة.. فضائل وأحكام | القلم الحر | الإسلام حياة | 5 | 18-12-2007 10:18 AM |
مكة المكرمة فضائل وأحكام | مبدع | المنتدى العام | 11 | 04-10-2007 10:49 AM |