(طريقــــــــــــة ابن خلدون في تعليــــــــــم الاطفال )
هو ولي الدين عبد الرحمن بن محمد بن خلدون الحضرمي، كنيته أبو زيد هو مؤسس علم الاجتماع ومؤرخ مسلم من إفريقية في عهد الحفصيين وهي تونس حالياً ترك تراثاً مازال تأثيره ممتداً حتى اليوم. ولد ابن خلدون في تونس عام 1332م (732هـ). أسرة ابن خلدون أسرة علم وأدب، فقد حفظ القرآن الكريم في طفولته ، وكان أبوه هو معلمه الأول.
آراؤه فى تربية الأطفال :-
يرى ابن خلدون أن تقديم المعرفة للطفل في سن ما قبل المدرسة يجب أن يتم بوسائل الإيضاح والأمثلة الحسية. كما ينادي ابن خلدون بأهمية التعليم في الصغر، لأن التعليم في الصغر أشد رسوخاً، وهو أصل لما بعده، لأن السابق الأول للقلوب كالأساس للملكات، وعلى حساب الأساس وأساليبه يكون حال ما يبنى عليه، و يؤكد ابن خلدون على أهمية تنمية الملكات اللغوية عند الأطفال إلى أن تتأصل فيهم عن طريق التلقين اللغوي وتكرار الاستعمال، وهي رؤية ثاقبة في مجال النمو اللغوي عند الطفل، فالملكات اللغوية تصير طبعاً عند الطفل والطبع لا ينمو الا بتكرار الأفعال
ويرى ابن خلدون أن تنشئة النفس ينبغي أن تتم منذ الطفولة الأولى، إذ تكون نفس الطفل صفحة بيضاء ويشير ابن خلدون إلى أن إرهاف الحد من التعليم مضر بالمتعلم، لاسيما في أصاغر الولد، لأنه من سوء الملكة. ومن كان مرباه بالعسف والقهر من المتعلمين سطا به القهر، وضيق على النفس في انبساطها، وذهب بنشاطها ودعاه إلى الكسل، وحمل على الكذب والخبث، وهو التظاهر بغير ما في ضميره، خوفاً من انبساط الأيدي بالقهر عليه، وعلمه المكر والخديعة، لذلك صارت له هذه عادة وخلقاً
ويرى ابن خلدون ان ضرب الأطفال وقسوة الآباء على الأبناء يؤثر على الطفل ويدفعه إلى الكذب والنفاق، ويقتل فيه روح الحمية والعزة، ويصبح سلبياً يتكل على غيره، وبذلك تفسد معاني الانسانية، وتبعد النفس عن الفضائل والخلق الجميل، لذلك أوجب ابن خلدون ألا يشتد المعلم أو الوالد في تأديب الطفل
وهكذا نظر ابن خلدون إلى التعليم على أنه صنعة . أو مهنة مثل غيره من المهن تحتاج إلى الإعداد والتأهيل المناسب للقيام بها على خير وجه , وبين ترتيب العلوم التي تقدم للأطفال , وأساليب التدريس وكيفية التعامل مع الأطفال , وبهذا فقد سبق ابن خلدون في كثير من آرائه المذاهب التربوية الحديثة