![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#1
|
||||
|
||||
![]()
عمات الرسول صلى الله عليه وسلم - عاتكة بنت عبد المطلب
اتكة بنت عبد المطلب بن هاشم، عمة النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- كانت زوج أبي أمية بن المغيرة، والد أم سلمة زوج النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-، ورزقت منه عبد الله وقريبة وغيرهما. قال أبو عمر: اختلف في إسلامها، والأكثر يأبون ذلك، وفي ترجمة أروى ذكرها العقيلي في "الصحابة"، وكذلك ذكر عاتكة، وأما ابن إسحاق فذكر أنه لم يسلم من عماته -صلى الله عليه وآله وسلم- إلا صفية. وذكرها ابن فتحون في "ذيل الاستيعاب" واستدل على إسلامها بشعر لها تمدح فيه النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-، وتصفه بالنبوة, وقال الدارقطني في كتاب "الإخوة" لها شِعْرٌ تذكر فيه تصديقها، ولا رواية لها. وقال ابن منده بعد ذكرها في الصحابة: روت عنهما أم كلثوم بنت عقبة، ثم ساق من طريق محمد بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف، عن الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف، عن أم كلثوم بنت عقبة، عن عاتكة بنت عبد المطلب قصة المنام الذي رأته في وقعة بدر مختصرًا. وقد أورده ابن إسحاق في "السيرة النبوية" من رواية يونس بن بكير، عنه قال: حدثني حسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس، عن عكرمة، عن ابن عباس ويزيد بن رومان بن عروة قالا: رأت عاتكة بنت عبد المطلب فيما يرى النائم قبل مقدم ضمضم بن عمرو بخبر أبي سفيان بثلاث ليالٍ، قالت: رأيت رجلا أقبل على بعير له فوقف بالأبطح، فقال: انفروا يا آل بدر لمَصَارِعِكُم في ثلاث... فذكرت المنام. وفيه: ثم أخذ صخرة فأرسلها من رأس الجبل، فأقبلت تهوي حتى ترضضت، فما بقيت دار ولا بنية إلا دخل فيها بعضها؛ وفي هذه القصة إنكار أبي جهل على العباس قوله: متى حدَّثت فيكم هذه النَّبِيَّة! وإرادة العباس أن يشاتمه، واشتغال أبي جهل عنه لمجيء ضمضم بن عمرو يستنفر قريشًا لصد المسلمين عن عِيرِهِم التي كانت صحبة أبي سفيان فتجهزوا وخرجوا إلى بدر فصدَّق اللهُ رؤيا عاتكة. وذكر الزبير بن بكار أنها شقيقة أبي طالب وعبد الله، وقال ابن سعد: أسلمت عاتكة بمكة، وهاجرت إلى المدينة، وهي صاحبة الرؤيا المشهورة في قصة بدر . |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#2 |
قلم مميز ![]() |
![]() أروى بنت عبد المطلب بن هاشم الهاشمية
عمة رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-، قال أبو عمر: كانت تحت عمير بن وهب بن عبد بن قصي فولدت له طليبا، ثم خلف عليه كلدة بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي، فولدت له أروى، وحكى أبو عمر عن محمد بن إسحاق أنه لم يسلم من عمات النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- إلا صفية وتعقبه بقصة أروى. وذكرها العقيلي في الصحابة، وأسند عن الواقدي عن موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن أبيه قال: لما أسلم طليب بن عمير دخل على أمه أروى بنت عبد المطلب فقال لها: قد أسلمت وتبعت محمدا، فذكر قصة فيها وما يمنعك أن تسلمي؟ فقد أسلم أخوك حمزة ، فقالت: أنظر ما يصنع أخواي قال: قلت فإني أسألك بالله إلا أتيته فسلمت عليه وصدقته، قالت: فإني أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله، ثم كانت بعد تعضد النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- بلسانها، وتحض ابنها على نصرته والقيام بأمره. وقال ابن سعد: أسلمت وهاجرت إلى المدينة، وأخرج عن الواقدي بسند له إلى برة بنت أبي تجراة قالت: عرض أبو جهل وعدة معه للنبي -صلى الله عليه وآله وسلم- فآذوه فعمد طليب بن عمير إلى أبي جهل فضربه فشجه، فأخذوه فقام أبو لهب في نصرته، وبلغ أروى فقال: إن خير أيامه يوم نصر ابن خاله فقيل لأبي لهب: إن أروى صبت فدخل عليها يعاتبها، فقالت: قم دون ابن أخيك فإنه إن يظهر كنت بالخيار، وإلا كنت قد أعذرت في ابن أخيك، فقال أبو لهب: ولنا طاقة بالعرب قاطبة، إنه جاء بدين محدث. قال ابن سعد: ويقال إن أروى قالت: إن طليبا نصر ابن خاله واساه في ذي دمه وماله وذكر محمد بن سعد أن أروى هذه رثت النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- وأنشد لها من أبيات: ألا يا رسول الله كنت رجاءنا وكنت بنا برا ولم تك جافيا كأن على قلبي لذكر محمد وما جمعت بعد |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#3 |
قلم مميز ![]() |
![]() صفية بنت عبد المطلب بن هاشم القرشية الهاشمية
عمة رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-، ووالدة الزبير بن العوام أحد العشرة، وهي شقيقة حمزة. أمها هالة بنت وهب، خالة رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-، وكان أول من تزوجها الحارث بن حرب بن أمية، ثم هلك، فخلف عليها العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى، فولدت له الزبير والسائب، وأسلمت وروت وعاشت إلى خلافة عمر؛ قاله أبو عمر. قلت: وهاجرت مع ولدها الزبير. وأخرج ابن أبي خيثمة وابن منده من رواية أم عروة بنت جعفر بن الزبير، عن أبيها، عن جدتها صفية أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- لمّا خرج إلى الخندق جعل نساء في أُطُمٍ يقال له فارع، وجعل معهن حسان بن ثابت قال: فجاء إنسان من اليهود فَرَقَى في الحصن حتى أطل علينا، فقلت لحسان قُمْ فاقتله. فقال: لو كان ذلك فيَّ كنت مع رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-. قالت صفية: فقمت إليه فضربته حتى قطعت رأسه، وقلت لحسان قم فاطرح رأسه على اليهود وهم أسفل الحصن، فقال: والله ما ذاك. قالت: فأخذت رأسه فرميت به عليهم، فقالوا: قد علمنا أن هذا لم يكن ليترك أهله خلوفا ليس معهم أحد، فتفرقوا. وذكره ابن إسحاق في رواية يونس بن بكير، عن أبيه، عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، قال: كانت صفية في فارع... القصة؛ وفيها: احتجرتُ وأخذتُ عمودًا، ونزلت من الحصن إليه فضربته بالعمود حتى قتلته. وزاد يونس: عن هشام، عن عروة، عن أبيه، عن صفية؛ قال نحوه، وزاد: وهي أول امرأة قتلت رجلا من المشركين . أخرجه ابن سعد، عن أبي أسامة، عن هشام، عن أبيه: كان النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- إذا خرج لقتال عدوه رفع نساءه في أُطم حسان؛ لأنه كان من أحصن الآطام، فتخلف حسان في الخندق، فجاء يهودي فلصق بالأطم ليسمع، فقالت صفية لحسان انزل إليه فاقتله، فكأنه هاب ذلك، فأخذت عمودًا فنزلت إليه حتى فتحتُ الباب قليلا قليلا، فحملت عليه فضربته بالعمود فقتلته. ومن طريق حماد، عن هشام، عن أبيه- أن صفية جاءت يوم أُحُد وقد انهزم الناس وبيدها رمح تضرب في وجوههم؛ فقال النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-: يا زُبَيْرُ، المرأةَ . قال ابن سعد: توفيت في خلافة عمر روت صفية عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- روى عنها، وأخرج الطبراني من طريق حفص بن غياث، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، قال: لمّا قُبِضَ النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- خرجت صفية تلمع بردائها، وهي تقول: قد كان بَعْدَكَ أنباءٌ وهَنْبَثَةٌ لو كنتَ شاهِدَهَا لم يَكْثُر الخَطْبَ وذكر لها ابن إسحاق من رواية إبراهيم بن سعد وغيره في "السيرة" أبياتًا مرثية في النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-، منها: لِفَقْدِ رَسُولِ اللَّهِ إذْ حَانَ يَوْمُهُ فيا عينُ جُودِي بالدموع السَّوَاجِمِ وفي "السيرة" من رواية يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، حدثني الزهري وعاصم بن عمر بن قتادة، ومحمد بن يحيى وغيرهم، عن قتل حمزة، قال: فأقبلتْ صفية بنت عبد المطلب لتنظر إلى أخيها، فلقيها الزبير فقال: أيْ أمة، إن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- يأمرك أن ترجعي. قالت: وَلِمَ، وقد بلغني أنه مُثِّلَ بأخي وذلك في الله، فما أرضانا بما كان من ذلك لأصْبِرَنَّ وأَحْتَسِبَنَّ إن شاء الله، فجاء الزبير فأخبره، فقال: خَلِّ سبيلها. فأتت إليه، واستغفرت له، ثم أمر به ودُفِنَ . ومما رثت به صفية النبيَّ -صلى الله عليه وآله وسلم إنَّ يومًا أتى عليكَ ليومٍ كُوِّرَتْ شَمْسُهُ وكَانَ مُضِيئًا |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#4 |
قلم مميز ![]() |
![]() بنات الرسول صلى الله عليه وسلم - أم كلثوم رضي الله عنها
|
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#5 |
قلم مميز ![]() |
![]() أم كلثوم بنت سيد البشر رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-
اختلف هل هي أصغر أو فاطمة ؟ وتزوجها عثمان بعد موت أختها رقية عنده. قال أبو عمر: كان عتبة بن أبي لهب تزوج أم كلثوم قبل البعثة، فلم يدخل عليها حتى بعث النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-، فأمره أبوه بفراقها، ثم تزوجها عثمان بعد موت أختها سنة ثلاث من الهجرة، وتوفيت عنده أيضا سنة تسع، ولم تلد له. قال: وهي التي شهدت أم عطية غسلها وتكفينها وحدثت بذلك. قلت: وحديثها بذلك سقته في فتح الباري. والمحفوظ أن قصة أم عطية إنما هي في زينب كما ثبت في صحيح مسلم، ويحتمل أن تشهدهما جميعا. قال ابن سعد: خرجت أم كلثوم إلى المدينة لما هاجر النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- مع فاطمة وغيرها من عيال النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-، فتزوجها عثمان بعد موت أختها رقية في ربيع الأول سنة ثلاث، وماتت عنده في شعبان سنة تسع، ولم تلد له. وساق بسند له عن أسماء بنت عميس قالت: أنا غسلت أم كلثوم، وصفية بنت عبد المطلب . ومن طريق عَمرة: غسلتها نسوة منهن أم عطية . وفي صحيح البخاري وطبقات ابن سعد، عن أنس رأيت النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- على قبرها، فرأيت عينيه تدمعان، فقال: فيكم أحد لم يقارف الليلة؟ فقال أبو طلحة: أنا. فقال: انزل في قبرها . وقال الواقدي بسند له: نزل في حفرتها علي والفضل ، وأسامة بن زيد . وقال غيره: كان عتبة وعتيبة ابنا أبي لهب تزوجا رقية وأم كلثوم ابنتي رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-، فلما نزلت: (تبت يدا أبي لهب وتب) قال أبو لهب لابنيه: رأسي بين رءوسكما حرام إن لم تطلقا ابنتي محمد. وقالت لهما أمهما حمالة الحطب: إن رقية وأم كلثوم صبتا فطلقاهما. فطلقاهما قبل الدخول. قلت: وهذا أولى مما ذكر أبو عمر تبعا لابن سعد: إن ولدَي أبي لهب تزوجا رقية وأم كلثوم قبل البعثة. فإنه فيه نظر؛ لأن أبا عمر نقل الاتفاق على أن زينب أكبر البنات، وتقدم في ترجمتها أنها ولدت قبل البعثة بعشر سنين، فإذا كانت أكبرهن بهذه السن، فكيف تزوج من هو أصغر منها؟ نعم، إن ثبت ذلك يكون عقد نكاح إلى حين يحصل التأهل، فكأن الفراق وقع قبل ذلك. وقال ابن منده: مات عتبة قبل أن يدخل بأم كلثوم. وروى سليمان بن بلال، عن يحيى بن سعيد، عن ابن شهاب، عن أنس أنه رأى على أم كلثوم بنت رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- ثوب حرير سِيراء. أخرجه ابن منده، وأصله في الصحيح. وقد تقدم في ترجمة أم عياش مولاة رقية أنها قالت: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- يقول: ما زوجت عثمان أم كلثوم إلا بوحي من السماء . قال ابن منده: غريب، لا يعرف إلا بهذا الإسناد. وأخرج ابن منده أيضا من حديث أبي هريرة رفعه: أتاني جبرائيل فقال: إن الله يأمرك أن تزوج عثمان أم كلثوم على مثل صداق رقية وعلى مثل صحبتها . وقال: غريب، تفرد به محمد بن عثمان بن خالد العثماني. |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#6 |
قلم مميز ![]() |
![]() رقية بنت سيد البشر -صلى الله عليه وآله وسلم- محمد بن عبد الله بن عبد المطلب الهاشمية هي زوج عثمان بن عفان وأم ابنه عبد الله
قال أبو عمر: لا أعرف خلافا أن زينب أكبر بنات النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-، واختلف في رقية وفاطمة وأم كلثوم، والأكثر أنهن على هذا الترتيب، ونقل أبو عمر، عن الجرجاني أنه صح أن رقية أصغرهن. وقيل: كانت فاطمة أصغرهن، وكانت رقية أولا عند عتبة بن أبي لهب، فلما بعث النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- أمر أبو لهب ابنه بطلاقها، فتزوجها عثمان وقال ابن هشام: تزوج عثمان رقية، وهاجر بها إلى الحبشة، فولدت له عبد الله هناك، فكان يكنى به. وقال أبو عمر: قال قتادة: لم تلد له قال: وهو غلط لم يقله غيره، ولعله أراد أختها أم كلثوم، فإن عثمان تزوجها بعد رقية، فماتت أيضا عنده، ولم تلد له، قاله ابن شهاب والجمهور، وسيأتي لتزويج رقية ذكر في ترجمة سعدي أم عثمان حماتها. وقال ابن سعد: بايعت رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- هي وأخواتها، وتزوجها عتبه بن أبي لهب قبل النبوة، فلما بعث قال أبو لهب: رأسي من رأسك حرام إن لم تطلق ابنته، ففارقها ولم يكن دخل بها، فتزوجها عثمان، فأسقطت منه سقطا، ثم ولدت له بعد ذلك ولدا فسماه عبد الله، وبه كان يكنى، ونقره ديك فمات، فلم تلد له بعد ذلك. وأخرج ابن سعد من طريق علي بن زيد، عن يوسف بن مهران، عن ابن عباس قال: لما ماتت رقية قال النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-: ألحقي بسلفنا عثمان بن مظعون فبكت النساء على رقية، فجاء عمر بن الخطاب فجعل يضربهن، فقال النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-: مهما يكن من العين ومن القلب فمن الله والرحمة، مهما يكن من اليد واللسان فمن الشيطان، فقعدت فاطمة على شفير القبر تبكي، فجعل يمسح عن عينها بطرف ثوبه . قال الواقدي: هذا وهم، ولعلها غيرها من بناته؛ لأن الثبت أن رقية ماتت ببدر، أو يحمل على أنه أتى قبرها بعد أن جاء من بدر. وأخرج ابن منده بسند واه عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن أسماء بنت أبي بكر قالت: كنت أحمل الطعام إلى أبي، وهو مع رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- بالغار فاستأذنه عثمان في الهجرة، فأذن له في الهجرة إلى الحبشة، فحملت الطعام فقال لي: ما فعل عثمان ورقية؟ قلت: قد سارا فالتفت إلى أبي بكر فقال: والذي نفسي بيده إنه أول من هاجر بعد إبراهيم ولوط . قلت: وفي هذا السياق من النكارة أن هجرة عثمان إلى الحبشة كانت حين هجرة النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- وهذا باطل، إلا إن كان المراد بالغار غير الذي كانا فيه لما هاجرا إلى المدينة، والذي عليه أهل السير أن عثمان رجع مكة من الحبشة مع من رجع، ثم هاجر بأهله إلى المدينة، ومرضت بالمدينة لما خرج النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- إلى بدر، فتخلف عليها عثمان عن بدر، فماتت يوم وصول زيد بن حارثة مبشرا بوقعة بدر، وقيل وصل لما دفنت. وروى حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس قال: ما ماتت رقية قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: لا يدخل القبر رجل قارف فلم يدخل عثمان . قال أبو عمر: هذا خطأ من حماد، إنما كان ذلك في أم كلثوم، وقد روى ابن المبارك، عن يونس، عن الزهري قال: تخلف عثمان عن بدر على امرأته رقية، وكانت قد أصابها الحصبة فماتت، وجاء زيد بشيرا بوقعة بدر، قال: وعثمان على قبر رقية. ومن طريق قتادة، عن النضر بن أنس، عن أبيه: خرج عثمان برقية إلى الحبشة مهاجرا فاحتبس خبرهما، فأتت النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- امرأة فأخبرته أنها رأتهما، فقال النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-: قبحهما الله إن عثمان أول من هاجر بأهله يعني من هذه الأمة. وذكر السراج في تاريخه من طريق هشام بن عروة، عن أبيه قال: تخلف عثمان وأسامة بن زيد عن بدر فبينا هم يدفنون رقية سمع عثمان تكبيرا، فقال: يا أسامة ما هذا؟ فنظروا فإذا زيد بن حارثة على ناقة رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- الجدعاء بشيرا بقتل المشركين يوم بدر. |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#7 |
قلم مميز ![]() |
![]() زينب بنت سيد ولد آدم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب القرشية الهاشمية
هي أكبر بناته، وأول من تزوج منهن، ولدت قبل البعثة بمدة قيل: إنها عشر سنين، واختلف هل القاسم قبلها أو بعدها، وتزوجها ابن خالتها أبو العاص بن الربيع العبشمي وأمه هالة بنت خويلد . أخرج ابن سعد بسند صحيح عن الشعبي قال: هاجرت زينب مع أبيها، وأبى زوجها أبو العاص أن يسلم، فلم يفرق النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- بينهما. وعن الواقدي بسند له، عن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن عائشة أن أبا العاص شهد مع المشركين بدرا، فأسر فقدم أخوه عمرو في فدائه، وأرسلت معه زينب قلادة من جزع، كانت خديجة أدخلتها بها على أبي العاص فلما رآها رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- عرفها، ورق لها، وذكر خديجة فترحم عليها، وكلم الناس، فأطلقوه، ورد عليها القلادة، وأخذ على أبي العاص أن يخلي سبيلها ففعل . قال الواقدي: هذا أثبت عندنا، ويتأيد هذا بما ذكر ابن إسحاق عن يزيد بن رومان قال: صلى النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- الصبح فنادت زينب: إني أجرت أبا العاص بن الربيع فقال بعد أن انصرف: هل سمعتم ما سمعت؟ قالوا: نعم قال: والذي نفس محمد بيده ما علمت شيئا مما كان حتى سمعت، وإنه يجير على المسلمين أدناهم . وذكر الواقدي من طريق محمد بن إبراهيم التيمي، قال: خرج أبو العاص في عير لقريش فبعث النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- زيد بن حارثة في سبعين ومائة راكب، فلقوا العير بناحية العيص في جمادي الأولى سنة ست، فأخذوا ما فيها، وأسروا ناسا منهم أبو العاص فدخل على زينب، فأجارته، فذكر نحو هذه القصة، وزاد: وقد أجرنا من أجارت فسألته زينب أن يرد عليه ما أخذ عنه ففعل، وأمرها ألا يقربها، ومضى أبو العاص إلى مكة فأدى الحقوق لأهلها، ورجع فأسلم في المحرم سنة سبع، فرد عليه زينب بالنكاح الأول . ومن طريق عبد الله بن أبي بكر بن حزم أن زينب توفيت في أول سنة ثمان من الهجرة، وأخرج مسلم في الصحيح من طريق أبي معاوية، عن عاصم الأحول، عن حفصة بنت سيرين، عن أم عطية قالت: لما ماتت زينب بنت رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: اغسلنها وترا ثلاثا أو خمسا، واجعلن في الآخرة كافورا ... الحديث. وهو في الصحيحين من طريق أخرى بدون تسمية زينب، وسيأتي في أم كلثوم أن أم عطية حضرت غسلها أيضا، وكانت زينب ولدت من أبي العاص عليا مات وقد ناهز الاحتلام، ومات في حياته، وأمامة عاشت حتى تزوجها علي بعد فاطمة وقد تقدم ذكرها في الهمزة، وقد مضى لها ذكر في ترجمة زوجها أبي العاص بن الربيع وكانت وفاته بعدها بقليل. |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#8 |
قلم مميز ![]() |
![]() فاطمة الزهراء بنت إمام المتقين رسول الله محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم الهاشمية -صلى الله على أبيها وآله وسلم ورضي عنها- كانت تكنى أم أبِيها بكسر الموحدة بعدها تحتانية ساكنة .
ونقل ابن فتحون عن بعضهم: بسكون الموحدة بعدها نون، وهو تصحيف، وتُلَقَّبُ الزهراء . روت عن أبيها، روى عنها ابناها وأبوهما، وعائشة، وأم سلمة، وسلمى أم رافع، وأنس، وأرسلت عنها فاطمة بنت الحسين وغيرها . قال عبد الرزاق، عن ابن جريج: قال لي غير واحد: كانت فاطمة أصغر بنات النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- وأحبهن إليه، وقال أبو عمر: اختلفوا أيَّتُهُنَّ أصغر؟ والذي يسكن إليه اليقين أن أكبرهن زينب ثم رقية ثم أم كلثوم ثم فاطمة، وقد تقدم شيء من هذا في ترجمة رقية. واختلف في سنة مولدها؛ فروى الواقدي، من طريق أبي جعفر الباقر، قال: قال العباس ولدت فاطمة والكعبة تُبْنَى والنبي -صلى الله عليه وآله وسلم- ابن خمس وثلاثين سنة؛ وبهذا جزَمَ المدائني . ونقل أبو عمر، عن عبيد الله بن محمد بن سليمان بن جعفر الهاشمي أنها ولدت سنة إحدى وأربعين من مولد النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-، وكان مولدها قبل البعثة بقليل نحو سنة أو أكثر، وهي أسن من عائشة بنحو خمس سنين . وتزوجها علي أوائل المحرم سنة اثنتين بعد عائشة بأربعة أشهر، وقيل غير ذلك، وانقطع نسل رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- إلا من فاطمة . ذكر ابن إسحاق في "المغازي الكبرى" حدثني ابن أبي نجيح، عن علي أنه خطب فاطمة، فقال له النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-: هل عندك من شيء؟ قلت: لا. قال: فما فعلتْ الدرعُ التي أصبتها -يعني من مغانم بدر. وقال ابن سعد: أخبرنا خالد بن مخلد، حدثنا سليمان هو ابن بلال، حدثني جعفر بن محمد، عن أبيه: أَصْدَقَ علي فاطمةَ درعًا من حديد. وعن حازم، عن حماد بن زيد، عن أيوب، عن عكرمة: أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قال لعلي حين زوَّجه فاطمة: اعطها درعك الحطمية هذا مرسل صحيح الإسناد. وعن يزيد بن هارون، عن جرير بن حازم، عن أيوب أتم منه، وأخرج أحمد في "مسنده" من طريق ابن أبي نجيح، عن أبيه، عن رجل سمع عليا يقول: أردت أن أخطب إلى رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- ابنته، فقلت: والله مالي من شيء، ثم ذكرت صلته وعائدته، فخطبتها إليه، فقال: وهل عندك شيء؟ فقلت: لا.قال: فأين درعك الحطمية التي أعطيتك يوم كذا وكذا؟ قلت: هو عندي. قال: فأعطها إياها . وله شاهد عند أبي داود من حديث ابن عباس وأخرج ابن سعد، عن الواقدي من طريق أبي جعفر، قال: نزل النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- على أبي أيوب، فلما تزوج علي فاطمة، قال له: التمِسْ منزلا فأصابه مستأخرا، فبنى بها فيه، فجاء إليها، فقالت له: كلم حارثة بن النعمان، فقال: قد تحول حارثة حتى استحييت منه، فبلغ حارثة، فجاء، فقال: يا رسول الله، والله، الذي تأخذ أحب إليَّ من الذي تدع. فقال: صدقت، بارك الله فيك، فتحول حارثة من بيت له فسكنه علي بفاطمة . ومن طريق عمر بن علي، قال: تزوج علي فاطمة في رجب سنة مقدمهم المدينة، وبني بها مرجعه من بدر، ولها يومئذ ثمان عشرة سنة. وفي "الصحيح" عن علي قصة الشارفين لمّا ذبحهما حمزة وكان علي أراد أن يبني بفاطمة؛ فهذا يدفع قول من زعم أن تزويجه بها كان بعد أُُحد؛ فإن حمزة قُتل بأُحد. قال يزيد بن زريع، عن روح بن القاسم، عن عمرو بن دينار، قالت عائشة ما رأيت قط أحدًا أفضل من فاطمة غير أبيها. أخرجه الطبراني في ترجمة إبراهيم بن هاشم من "المعجم الأوسط" وسنده صحيح على شرط الشيخين إلى عمر وقال عكرمة، عن ابن عباس خطَّ النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- أربعة خطوط، فقال: أفضل نساء أهل الجنة خديجة، وفاطمة، ومريم، وآسية وقال أبو يزيد المدائني، عن أبي هريرة مرفوعا: خير نساء العالمين أربع: مريم، وآسية، وخديجة، وفاطمة . وقال الشعبي، عن جابر: حسبُكَ من نساء العالمين أربع... فذكرهُنَّ، وقال عبد الرحمن بن أبي نعيم عن أبي سعيد الخدري -مرفوعا: سيدة نساء أهل الجنة فاطمة إلا ما كان من مريم . وفي "الصحيحين" عن المسور بن مَخرمة سمعت رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- على المنبر يقول: فاطمة بضْعَةٌ منِّي، يؤذيني ما آذاها، ويريبني ما رابَها . وعن علي بن الحسين بن علي، عن أبيه، عن علي قال: قال النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- لفاطمة: إن الله يرضى لرضاك ويغضب لغضبك ، وأخرج الدولابي في "الذرية الطاهرة" بسند جيد، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- ليلة بنى علي بفاطمة لا تُحدث شيئا حتى تلقاني، فدعا بماء فتوضأ منه، ثم أفرغه عليهما، وقال: اللهم بارك فيهما، وبارك عليهما، وبارك لهما في نسلهما . وقالت أم سلمة في بيتي نزلت: [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/2/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif[/IMG]إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/2/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image002.gif[/IMG]الآية، قالت: فأرسل رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- إلى فاطمة وعلي والحسن والحسين فقال: هؤلاء أهل بيتي... الحديث. أخرجه الترمذي والحاكم في "المستدرك"، وقال: صحيح على شرط مسلم . وقال مسروق، عن عائشة أقبلت فاطمة تمشي كأنَّ مشيتها مشية رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فقال: مرحبا بابنتي، ثم أجلسها عن يمينه، ثم أسَرَّ إليها حديثًا فبكت، ثم أسر إليها حديثا فضحكتْ، فقلت: ما رأيت كاليوم أقربَ فرحًا من حزنٍ، فسألتها عما قال. فقالت: ما كنت لأفشي على رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- سِرَّه، فلما قبض، سألتها فأخبرتني أنه قال: إن جبريل كان يعارضني بالقرآن في كل سنة مرة، وإنه عارضني العام مرتين، وما أراه إلا قد حضر أجلي، وإنك أول أهل بيتي لُحُوقًا بي، ونِعْمَ السلف أنا لك فبكيتُ، فقال: ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء العالمين؟ فضحكتُ . وقالت أم سلمة جاءت فاطمة إلى النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- فسألتها عنه، فقالت: أخبرني أنه مقبوض في هذه السنة، فبكيت، فقال: أما يسرُّك أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة إلا مريم؟ فضحكتُ أخرجه أبو يعلى . وأخرج ابن أبي عاصم، عن عبد الله بن عمرو بن سالم المفلوج بمسند من أهل البيت، عن علي أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قال لفاطمة: إن الله يغضب لغضبك، ويرضى لرضاك . وأخرج الترمذي من حديث زيد بن أرقم أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: علي وفاطمة والحسن والحسين أنا حربٌ لمَنْ حاربهم، وسلم لمن سالمهم . ونقل أبو عمر في قصة وفاتها أن فاطمة أوصت عليا أن يُغَسِّلَهَا هو وأسماء بنت عميس؛ واستبعده ابن فتحون؛ فإن أسماء كانت حينئذ زوج أبي بكر الصديق قال: فكيف تنكشف بحضرة علي في غُسل فاطمة؟! وهو محل الاستبعاد. وقد وقع عند أحمد أنها اغتسلت قبل موتها بقليل، وأوصت ألا تُكشف ويُكتفى بذلك في غُسلها؛ واستبعد هذا أيضا. وقد ثبت في "الصحيح" عن عائشة أن فاطمة عاشت بعد النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- ستة أشهر، وقال الواقدي: وهو ثبت. وروى الحميدي، عن سفيان، عن عمرو بن دينار: أنها بقيت بعده ثلاثة أشهر، وقال غيره: بعده أربعة أشهر، وقيل: شهرين، وعند الدولابي في "الذرية الطاهرة" بقيت بعده خمسة وتسعين يوما، وعن عبد الله بن الحارث: بقيت بعده ثمانية أشهر. وأخرج ابن سعد، وأحمد بن حنبل من حديث أم رافع، قال: مرضت فاطمة، فلما كان اليوم الذي تُوُفِّيّتْ قالت لي: يا أمة، اسكبي لي غُسلا فاغتسلت كأحسن ما كانت تغتسل، ثم لبست ثيابًا لها جُدُدًا، ثم قالت: اجعلي فراشي وسط البيت، فاضطجعت عليه واستقبلت القبلة، وقالت: يا أمة، إني مقبوضة الساعة، وقد اغتسلت فلا يكشفنَّ لي أحد كنفًا، فماتت، فجاء علي فأخبرته فاحتملها ودفنها بغسلها ذلك . وأخرج ابن سعد من طريق محمد بن موسى أن عليا غسَّل فاطمة. ومن طريق عبيد الله بن أبي بكر، عن عمرة، قالت: صلى العباس على فاطمة، ونزل هو وعلي والفضل بن عباس في حفرتها. وروى الواقدي، عن طريق الشعبي، قال: صلى أبو بكر على فاطمة؛ وهذا فيه ضعف وانقطاع، وقد روى بعض المتروكين عن مالك، عن جعفر بن محمد، عن أبيه نحوه، ووهَّاه الدارقطني وابن عدي . قال ابن سعد: أخبرنا عفان، حدثنا حماد بن سلمة، عن عطاء بن السائب، عن أبيه، عن علي أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- لما زوَّجه فاطمة بعث معها بخميلة ووسادة أدم حشوُها ليف، ورحاءين، وسقاءين، قال: فقال علي لفاطمة يوما: لقد شقوتُ حتى اشتكيت صدري، وقد جاء الله بسبي، فاذهبي فاستخدمي، فقالت: وأنا والله قد طحنت حتى تجلت يداي، فأتت النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- فقال: ما جاء بك أي بنية؟ فقالت: جئت لأسلم عليك، واستحيتْ أن تسأله، ورجعت، فأتياه جميعًا، فذكر له علي حالهما، قال: لا، والله لا أعطيكما وأدع أهل الصُّفَّة تتلوى بطونهم لا أجد ما أنفق عليهم، ولكن أبيع وأنفق عليهم أثمانهم، فرجعا، فأتاهما وقد دخلا قطيفتهما إذا غطيا رؤوسهما بدت أقدامهما، وإذا غطيا أقدامهما انكشفت رؤوسهما، فثَارا، فقال: مكانكما، ألا أخبركما بخير مما سألتماني؟ فقالا: بلى. فقال: كلمات علمنيهن جبريل: تسبحان في دُبُرِ كل صلاة عشرًا، وتحمدان عشرًا، وتكبِّران عشرًا، وإذا أويتما إلى فراشكما فسبِّحا ثلاثا وثلاثين، واحمدا ثلاثا وثلاثين، وكبِّرا أربعا وثلاثين. قال علي فوالله ما تركتهن منذ علمنيهن. وقال له ابن الكوَّاء: ولا ليلة صفين؟ فقال: قاتلكم الله يا أهل الطروق! ولا ليلة صفين . وقال أخبرنا يزيد بن هارون، أخبرنا جرير بن حازم، حدثنا عمرو بن سعيد، قال: كان في علي شِدَّة على فاطمة، فقالت: والله لأشكونَّك إلى رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فانطلقت وانطلق علي في إثرها فكلمته، فقال: أي بُنَيَّة، اسمعي واستمعي واعقلي: إنه لا إمْرَةَ لامْرَأَةٍ لاتأتي هوى زوجِها وهو ساكت. قال علي فكففت عما كنت أصنع، وقلت: والله لا آتي شيئًا تكرهينه أبدا . أخبرنا عبيد الله بن موسى، حدثنا عبد العزيز بن سياه، عن حبيب بن أبي ثابت، قال: كان بين علي وفاطمة كلام، فدخل رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فلم يزل حتى أصلح بينهما، ثم خرج، قال فقيل له: دخلتَ وأنت على حال وخرجتَ ونحن نرى البِشر في وجهك! فقال: وما يمنعني وقد أصلحت بين أحب اثنين إليَّ. وأخرج الواقدي بسند له، عن أبي جعفر، قال: دخل العباس على عليّ وفاطمة وهي تقول: أنا أسن منك، فقال العباس ولدت فاطمة وقريش تبني الكعبة، وولد علي قبلها بسنوات. وقال الواقدي: توفيت فاطمة ليلة الثلاثاء لثلاث خلَوْنَ من شهر رمضان سنة إحدى عشرة. ومن طريق عمرة: صلى العباس على فاطمة، ونزل في حفرتها هو وعلي والفضل. ومن طريق علي بن الحسين: أن عليا صلى عليها، ودفنها بليل بعد هدأه، وذكر عن ابن عباس أنه سأله فأخبره بذلك. وقال الواقدي: قلت لعبد الرحمن بن أبي الموالي: إن الناس يقولون إن قبر فاطمة بالبقيع، فقال: ما دفنت إلا في زاوية في دار عقيل، وبين قبرها وبين الطريق سبعة أذرع . |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#10 |
قلم مميز ![]() |
![]() ميمونة بنت الحارث بن حزن الهلالية
أخت أم الفضل لبابة؛ تقدم نسبها مع أختها في حرف اللام، وميمونة في أم المؤمنين كان اسمها برة، فسماها النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- ميمونة. وكانت قبل النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- عند أبي رهم بن عبد العزى بن عبد ود بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي القرشي العامري، وقيل: عند سخبرة بن أبي رهم المذكور. وقيل: عند حُويطب بن عبد العزى، وقيل: عند فروة أخيه. وتزوجها رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- في ذي القعدة، سنة سبع، لمّا اعتمر عمرة القضية، فيقال: أرسل جعفر بن أبي طالب يخطبها فأذنت للعباس فزوجها منه. ويقال: إن العباس وصفها له، وقال: قد تأيمت من أبي رهم، فتزوجها. وقال ابن إسحاق في رواية يونس بن بكير وغيره عنه: ثم تزوج بعد صفية ميمونة، وكانت عند أبي رهم. قال يونس بن بكير: وحدثني جعفر بن برقان، عن ميمون بن مهران، عن يزيد بن الأصم ، قال: تزوجها رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وهو حلال وبَنَي بها في قبة لها، وماتت بعد ذلك فيها. انتهى. وهذا مرسل عن ميمونة بنت خالد بن يزيد بن الأصم، وقد خالفه ابن خالتها الأخرى عبد الله بن عباس فجزم بأنه تزوجها، وهو محرم، وهو في صحيح البخاري. وقد انتشر الاختلاف في هذا الحكم بين الفقهاء، ومنهم من جمع بأنه عقد عليها، وهو مُحرِم، وبَنَي بها بعد أن أحل من عمرته بالتنعيم، وهو حلال في الحل، وذلك بيّنٌ من سياق القصة عند ابن إسحاق. وقيل: عقد له عليها قبل أن يُحرم، وانتشر أمر تزويجها بعد أن أحرم فاشتبه الأمر. وقد ذكر الزهري وقتادة: أنها التي وهبت نفسها للنبي -صلى الله عليه وآله وسلم- فنزلت فيها الآية، وقيل: الواهبة غيرها، وقيل: إنهن تعددن، وهو الأقرب. قال ابن سعد: كانت آخر امرأة تزوجها، يعني ممن دخل بها. وذكر بسند له أنه تزوجها في شوال سنة سبع، فإن ثبت صح أنه تزوجها، وهو حلال؛ لأنه إنما أحرم في ذي القعدة منها. وذكر بسند له فيه الواقدي إلى علي بن عبد الله بن عباس، قال: لما أراد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- الخروج إلى مكة للعُمرة بعث أوس بن خولي وأبا رافع إلى العباس ليزوجه ميمونة فأضلا بعيرهما، فأقاما أياما ببطن رابغ، إلى أن قدم رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فوجدا بعيريهما، فسارا معه حتى قدما مكة، فأرسل إلى العباس يذكر ذلك له، فجعلت أمرها إلى رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فجاء إلى منزل العباس فخطبها إلى العباس فزوجها إياه . ومن طريق سليمان بن يسار: أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- بعث أبا رافع، وآخر يزوجانه ميمونة قبل أن يخرج من المدينة. وأخرج ابن سعد أيضا من طريق عبد الكريم، عن ميمون بن مهران، قال: دخلت على صفية بنت شيبة وهي كبيرة، فسألتها: أتزوج رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- ميمونة وهو مُحرِم، فقالت: لا والله، لقد تزوجها، وإنهما لحلالان. وقال ابن سعد: حدثنا أبو نعيم، حدثنا هشام بن سعد، عن عطاء الخراساني: قلت لابن المسيب: إن عكرمة يزعم أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- تزوج ميمونة وهو محرم، فقال: سأحدثك: قدم رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وهو مُحرِم، فلما حل تزوجها. وقال ابن سعد، حدثنا محمد بن عمر، وأنبأنا ابن جريج، عن أبي الزبير، عن عكرمة : أن ميمونة بنت الحارث وهبت نفسها لرسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-. وعن محمد بن عمر، عن موسى بن محمد بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن عمرة، قال: قيل لها: إن ميمونة وهبت نفسها، فقالت: تزوجها رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- على مهر خمسمائة درهم، وولي نكاحه إياها العباس . وأخرج ابن سعد بسند صحيح، إلى ابن عباس قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: الأخوات مؤمنات؛ ميمونة، وأم الفضل، وأسماء . وقال ابن سعد: أخبرنا كثير بن هشام، حدثنا جعفر بن برقان، حدثنا يزيد بن الأصم، قال: تلقيت عائشة من مكة أنا، وابن طلحة من أختها، وقد كنا وقعنا على حائظ من حيطان المدينة فأصبنا منه، فبلغها ذلك، فأقبلت على ابن أختها تلومه، ثم أقبلت علي فوعظتني موعظة بليغة، ثم قالت: أما علمت أن الله ساقك حتى جعلك في بيت من بيوت نبيه، ذهبت والله ميمونة، ورمى بحبلك على غاربك؛ أما أنها كانت من أتقانا لله، وأوصلنا للرحم، وهذا سند صحيح. وقال أيضا: حدثنا أبو نعيم، حدثنا جعفر بن برقان، أخبرني ميمون بن مهران: سألت صفية بنت شيبة فقالت: تزوج رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- ميمونة بسَرَف، وبنى بها في قبة لها، وماتت بسرف، ودفنت في موضع قُبَّتِنا، وكانت وفاة ميمونة سنة إحدى وخمسين. ونقل ابن سعد، عن الواقدي: أنها ماتت سنة إحدى وستين، قال: وهي آخر من مات من أزواج النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- انتهى. ولولا هذا الكلام الأخير لاحتمل أن يكون قوله: وستين وهما من بعض الرواة، ولكن دل أثر عائشة الذي حكاه عنها يزيد بن الأصم: أن عائشة ماتت قبل الستين بلا خلاف، والأثر المذكور صحيح؛ فهو أولى من قول الواقدي. وقد جزم يعقوب بن سفيان بأنها ماتت سنة تسع وأربعين. وقال غيره: ماتت سنة ثلاث وستين. وقيل: سنة ست وستين، وكلاهما غير ثابت، والأول أثبت. |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
تواقيع فلاشية إسلامية ... | د.العدواني | صوتيات - مرئيات - فلاشات إسلامية | 40 | 12-06-2012 07:56 AM |
مجموعة خلفيات إسلامية روووووووووووووووووعة | خليل الحريري | التصميم والإخراج الفني | 3 | 01-05-2010 12:00 PM |
مكتبة إسلامية في متناول يدك | الطائر | الإسلام حياة | 17 | 12-01-2010 05:06 PM |
رسائل ومسجات إسلامية | JALAL ALZAHRANI | الإسلام حياة | 5 | 22-06-2009 12:45 PM |
صور إسلامية قديمة | S T C | الإسلام حياة | 11 | 21-12-2008 10:06 PM |