![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#1
|
||||
|
||||
![]()
في السنة العاشرة من الهجرة أدى رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم وألوف من أصحابه فريضة الحج، فخطب فيهم خطبة الوداع يوم النحر بمنى، فاشتملت خطبته على أبرز قواعد الإسلام وأسسه ومبادئه، فقد قال فيها “أتدرون أيّ يوم هذا؟ قالوا الله ورسوله أعلم، قال فإن هذا يوم حرام، أفتدرون أيّ بلد هذا؟ قالوا الله ورسوله أعلم، قال بلد حرام، أتدرون أيّ شهر هذا؟ قالوا الله ورسوله أعلم، قال شهر حرام، قال فإن الله حرم عليكم دماءكم وأموالكم وأعراضكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا” (رواه البخاري) . صان الإسلام النفس الإنسانية أن تزهق بغير حق، وحرم أن تراق الدماء ظلماً وعدواناً، واعتبر مرتكب هذه الجريمة كأنما قتل الناس جميعاً، وكثرت الآيات الكريمة والأحاديث النبوية التي تجرم هذا العدوان عليها، فأوجبت إيقاع العقوبة الرادعة بحقه زجراً لكل من تحدثه نفسه بارتكابها . وكفل ديننا الحنيف للإنسان ماله أن يُعتدى عليه، فحرم السرقة والغصب والاحتيال والسلب والنهب وأكل المال بالباطل وغيرها من صور العدوان على المال، وتوعدت الآيات الكريمة والأحاديث النبوية من يفعل ذلك بالعذاب الشديد يوم القيامة، وفرضت عقوبات مشددة على من يقترفها . وأولت الشريعة الإسلامية الأعراض عنايةً خاصة، فأوجبت صيانتَها والمحافظةَ عليها، وحرَّمت الاعتداءَ عليها أو النيل منها بأي وجه من الوجوه، فالعرض من القضايا الرئيسية التي يُجْهِدُ كلُّ إنسانٍ نفسَه في المحافظة عليها . إن الإساءة إلى أيّ إنسان بما يمس كرامته أو عرضه من المحرمات، فلا يجوز لأيّ إنسان مثلاً أن يعتدي على آخر بالسب والشتم أو انتهاك الحرمات والأعراض أو تتبع العورات، أو الإساءة إليه بكل ما يؤدي إلى ازدرائه أو انتقاص سمعته واحترامه بين الناس، فجريمة الاعتداء على الكرامة من أخطر الجرائم، لأنها منشأ الفتنة، ومآلها زرع الأحقاد والتقاتل وسفك الدماء، قال تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالألْقَابِ بِئْسَ الاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ” (الحجرات 11) . ويحرم أيضاً كل ما يؤذي أخاه المسلم في مكانته الاجتماعية والأدبية من غيبة وقذف وافتراء وغيرها، قال تعالى مشبهاً الغيبة بأبشع صورة يمكن تصورها: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ” (الحجرات 12)، وقال صلى الله عليه وسلم في تحريمها: “أتدرون ما الغيبة؟ قالوا الله ورسوله أعلم، قال ذكرك أخاك بما يكره، قيل أفرأيت إن كان فى أخي ما أقول؟ قال إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه فقد بَهَتَّه” (رواه مسلم)، وقال: “يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان في قلبه! لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته فضحه الله ولو في قعر بيته” (رواه أبو داود) . ومن أشدَّ صور الغِيبة وأضرّها على أهلها وأشرّها وأكثرها بلاءً وعقاباً تساهل المرء بما تخُطُّه يمينه، قال صلى الله عليه وسلم: “إنَّ الرجل ليتكلَّم بالكلمة لا يلقي لها بالاً يهوي بها في النار أبعدَ ما بين المشرقِ والمغرب” (رواه البخاري)، سواء في ذلك الكلمة المسموعة والمقروءة . وللشفاء من داء الغيبة يجب الإكثار من ذكر الله تعالى، ومعرفة حدود الله من أفضل الوسائل ليكف الشخص نفسه عن الاغتياب . وكذلك زيادة الورع واستحضار الخوف من الله عز وجل، فمن قلَّ ورعه طعن في أعراض الناس، وترك الحسد دواء ناجع للغيبة، فالحسد من دوافع الغيبة التي تحمل المرء عليها، وأما الترياق الشافي للغيبة فهو الانشغال بعيوب النفس عن عيوب الناس، قال صلى الله عليه وسلم: “يبصر أحدكم القذاة في عين أخيه وينسى الجذل أو الجذع في عين نفسه” (رواه البخاري في الأدب المفرد)، والجذل هو الخشبة العالية الكبيرة، فمن أبغض صور الغيبة وأظهرها أن ترمي غيرك بعيوب نفسك . للدكتور : تيسير التميمي* قاضي قضاة فلسطين سابقاً |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#3 |
عضو مميز
![]() |
![]() الف شكر بارك الله فيك على الموضوع القيم والمفيد جعله الله في موازين حسناتك نتمنى منك المزيد
|
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#4 |
![]() |
![]() شكر جزيلا للطرح القيم
ننتظر المزيد من ابداع مواضيعك الرائعه تحيتي وتقديري لك وددي قبل ردي .....!! |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
جرأة الفتاة : هل هو شجاعة أم قلة إحترام ؟ | ابو احمد العدواني | شقائق الرجال | 21 | 31-03-2012 02:21 AM |
تعظيم حرمة الدماء . | الشافعي | الإسلام حياة | 7 | 03-12-2010 10:39 PM |
أنتِ أروع غرس ...إذا كنت حرمة ادخلي... | عبد الكريم العدواني | شقائق الرجال | 7 | 04-05-2010 07:21 PM |