البيئة في قلوب الطلاب

[عذبة الاوصاف]

بدأت الجولة في مركز حيوانات شبه الجزيرة العربية الذي يضم أقسام الزواحف والحشرات والطيور والمصمم بشكل البيئات الطبيعية المختلفة من جبال ووديان وصحاري، ثم كهف الخفافيش والأسماك العمياء، تلاه قسم الحيوانات الليلية والحيوانات البرية، فمزرعة الأطفال للتعرف على الحيوانات الأليفة والطيور الداجنة التي تعيش في المزارع .

استأنف الطلبة جولتهم الاستكشافية والعلمية إلى متحف التاريخ الطبيعي والنباتي، بدءاً من قسم العلوم الطبيعية، وهو نموذج مصغر لتضاريس طبيعة إمارة الشارقة وما تحتويه من كائنات حية تعيش فيها، ثم دخلوا قسم حياة الصحراء الذي يصور كيفية تأثير الإنسان في البيئة والتكيف المذهل للكائنات الحية، تلاه تجربة الألعاب التعليمية والتفاعلية التي ساعدتهم في اكتشاف كيفية سير الحيوانات في الصحراء والاختباء والبحث عن غذائها في النهار والليل، ثم جولة في قسم (رحلة عبر الزمن) للتعرف إلى نشأة الأرض منذ ملايين السنين وكيفية تكون الصخور بأنواعها . وبعدها زار الطلبة قسم بحار الشارقة لمشاهدة مجسمات معظم أنواع الكائنات البحرية التي تعيش في بحار الشارقة والخليج العربي . واختتمت الجولة في متحف التاريخ الطبيعي النباتي للاطلاع نظرياً وعملياً على قصة حياة النبات منذ ملايين السنين .

عائشة المر، ضابط تثقيف وتوعية رئيسي في قسم التوعية البيئية في إدارة البيئة في بلدية دبي، ومشرفة في الدورة، وقالت: جاءت زيارتنا ضمن دورة التثقيف البيئي التي تقيمها بلدية دبي للسنة الثامنة لأبناء وأقرباء الموظفين فيها كي لا تقتصر معرفة البيئة على الكتب المدرسية، وتركز على اصطحاب الطلبة في جولات في الحياة الفطرية والأنشطة البيئية، بهدف تنمية مهاراتهم ومعارفهم نحو البيئتين المحلية والعالمية، ولاستثمار أوقات فراغهم بأنشطة مفيدة تساهم في تنمية شخصيتهم، وتمنحهم التفكير الإبداعي، واكتشاف الحلول للقضايا البيئية .

وأوضحت أن دورة التثقيف تحوي على عدة برامج، وأن المشاركين خاضوا خلال هذه الزيارة برنامجاً عن البيئة المحلية والحياة الفطرية، لتعليم الطلبة أنماط الحياة الصحراوية والبحرية، والتعرف إلى الكائنات الموجودة فيها، وأهم القضايا المرتبطة بها، مثل التصحر والتنوع الحيوي والمشكلات التي تهدد بعض الكائنات، بالإضافة إلى التعرف إلى المبادرات التي قامت بها الدولة في هذا المجال .

وأضافت: اخترنا الطلبة من عمر 11 إلى 16 سنة، وفق مجموعة شروط لنحقق لهم الفائدة الكبرى، وكان الاشتراك في الدورة مجانياً في السابق، ودفع كل منتسب هذه السنة 150 درهماً، مع تخفيض للأخوة المشاركين، ورغم ذلك شهدنا إقبالاً كبيراً، بدليل أن العدد المطلوب هو 30 طالباً، لكننا استقبلنا 35 من أصل 60 طالباً قدموا طلبات الاشتراك .

اشترك محمد إسماعيل، طالب في الصف ال12 في مدرسة دبي الدولية، في الدورة منذ السنة الأولى لإطلاقها، وأصبح متطوعاً فيها منذ سنتين، بعد أن اكتسب الخبرة الكافية للإجابة عن استفسارات الطلبة المستجدين، ومساعدتهم في ورش العمل وبقية الأنشطة .

وعن نشاطاته الإبداعية في مجال البيئة قال: نفذت مشروعاً عن الطاقة الشمسية لتنوير مصباح استخدمته للإضاءة في المنزل كمشروع بحث في المدرسة .

وأكد أن أكثر قضية تشغله كطالب مهتم بالبيئة هي الحفاظ على طبقة الأوزون، لأن التلوث يوسع ثقبها، لذلك فإنه ينصح أهله باستخدام المترو للتخفيف من عوادم السيارة التي تسهم في تفاقم هذه المشكلة .

وأوضح أنه قدّم محاضرة نظرية عن البيئة أثناء غياب المعلم، وناقش خلالها مع زملائه قضايا عدة .

شاركت مريم أحمد، طالبة في الصف الثامن في مدرسة دبي الدولية، والفائزة بجائزة الشيخ حمدان للطالب المتميز 2010 في العديد من الأنشطة الصيفية في السنوات الماضية مع بلدية دبي ونادي البيئة، واستطاعت خلال هذه البرنامج أن تتعرف إلى أنواع جديدة من الحيوانات والطيور، ومعرفة أماكن عيش الحيوانات البرية والمائية، والتي تنشط في الليل .

وفي ما يتعلق بالجانب العملي من البرنامج قالت: استفدت من ورشة إعادة التدوير، وسوف أعمل على تعميم هذه التقنية بين الطلبة في المدرسة، وأطلب من معلمتي مساعدتي في ذلك .

خليفة المرزوقي، طالب في الصف العاشر في معهد التكنولوجيا التطبيقية في دبي، قال: بالإضافة إلى اهتمامي ومشاركتي في الأنشطة التكنولوجية التي تقام على مستوى المدرسة والمدارس والإمارات، تعلمت خلال هذا البرنامج طرق الحفاظ على الموارد الرئيسة للحياة، مثل الماء والكهرباء .

وأضاف: في جولة سابقة من برنامج دورة التثقيف البيئي للطلبة لهذه السنة زرنا متحف العين، واطلعنا على المفردات التراثية والبيئية فيه، واستغللنا جولتنا لزيارة أكبر مصنع تمور في العالم للتعرف إلى آلية إنتاجها .

وعن أنشطته في السنوات السابقة خلال العطلة الصيفية تابع: اشتركت في العديد من الأنشطة الرياضية والثقافية، ومنها الدورة التي أقامتها مدرسة العالم الجديد للتعرف إلى الأماكن المشهورة في الإمارات، وحصلت على المركز الأول في مسابقة فك وتركيب السلاح التي تقيمها الشرطة، وأنوي هذه السنة المشاركة في مسابقة الغوص بعد أن بلغت الرابعة عشرة، وهي السن اللازمة للانخراط فيها .

اكتسبت نور القصير، طالبة في الصف السابع في مدرسة دبي الدولية، من والديها حب البيئة والمحافظة عليها من أي مخاطر تهددها، لذلك جاءت لاستكشاف الحيوانات التي تعيش في الإمارات وبيئاتها بعد أن وجدت عوامل كثيرة تهددها، مثل قطع الأشجار وعدم توفر الغذاء .

وقالت: أفضل حل للمحافظة على البيئة إقامة المحميات الطبيعية لحماية الحيوانات والنباتات والأشجار من الأضرار التي تلحق بها، مع توفير الظروف المناسبة لتطورها .

حصل حمد أهلي، طالب في الصف السادس في مدرسة الإمارات الحديثة في دبي، من خلال الجولة على فكرة مبسطة عن نمط حياة الحيوانات وأشكالها وصفات كل نوع منها، بالإضافة إلى البيئات التي تعيش فيها، وطرق تأقلمها معها .

وقال: استفدت من هذا البرنامج فيما يخص كيفية الحفاظ على البيئة، وأن أميز بين ما هو مفيد ومضر للبيئة، وإعادة تدوير الأشياء التي لا أحتاجها، وكيفية عمل مبنى أخضر، والتنوع الحيوي والنباتات . وأكد أنه سوف يتعمق في المعلومات التي حصل عليها ليكون جاهزاً لتقديم الحلول المناسبة للمشكلات البيئية المتوقع حدوثها .

[محمد الساهر]

الف شكر بارك الله فيك نتمنى منك المزيد