صوم يوم عرفة يُكفر ذنوب سنتين

[عذبة الاوصاف]

بعد أيام قلائل يستقبل المسلمون يوماً جليلاً من أيام الله المباركة، وهو يوم عرفة، حيث يلتقي ضيوف الرحمن من كل بقاع الأرض في مكان واحد من المشاعر المقدسة، ويتقرب المسلمون جميعاً في أجواء ربانية إلى خالقهم بصوم يوم عرفة وبعد ذلك بساعات يخرجون إلى الساحات والمساجد الكبرى مع أسرهم وأقاربهم وأصدقائهم لأداء صلاة العيد، ويتسابقون في الخيرات، حيث الأضحية وأهدافها الدينية والإنسانية والأخلاقية النبيلة .


الفقيه الأزهري د .نصر فريد واصل مفتي مصر الأسبق، عضو هيئة كبار العلماء، يعيش معنا أجواء هذه الأيام المباركة ويشرح لنا كيف نتقرب إلى خالقنا بأفضل القربات لننال الأجر والثواب منه سبحانه .


في البداية يقول د .واصل عن فضل هذه الأيام المباركة التي نعيشها: العشر الأوائل من شهر ذي الحجة لها فضل كبير، حيث أقسم الله سبحانه وتعالى بها في قوله سبحانه: “والفجر وليالٍ عشر”، حيث قال العلماء: إن هذه الليالي هي الليالي العشر من ذي الحجة والفجر هو فجر يوم النحر .


وقد أكد رسول الله صلى الله عليه وسلم فضل العشر الأول من ذي الحجة فقال: “ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام”، (يعني أيام العشر) . . قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: “ولا الجهاد في سبيل الله . إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء” .

العمل الصالح

ما العمل الصالح الذي حثنا عليه رسول الله، صلى الله عليه وسلم، في هذه الأيام؟


كل عمل يقرب الإنسان من خالقه هو عمل صالح ينبغي أن يتعبد به . وقد أشار النبي، صلى الله عليه وسلم، إلى بعض الأعمال الصالحة التي ينبغي أن يحرص عليها المسلم في هذه الأيام المباركة فقال: “ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إلى العمل فيهن من أيام العشر، فأكثروا فيهن من التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير”، والواقع أن العبادات والأعمال الصالحة الواردة في الحديث لا تلغي بقية أعمال الخير . فكل عمل صالح يفعله الإنسان له ثوابه المضاعف، بخاصة ما يتعلق بذكر الله والصيام والقيام .


وما فضل صوم يوم عرفة الذي يحرص عليه كثير من المسلمين؟


سئل رسول الله، صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم عرفة فقال: “يكفر السنة الماضية والقابلة”، وفي رواية أخرى قال عليه الصلاة والسلام: “يعدل صيام سنة”، وقيل “يعدل صيام سنتين”، وهذه الروايات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تدل دلالة واضحة على فضل صيام هذا اليوم لغير الحاج، حيث لا يلزم الواقف بعرفة صيام هذا اليوم، بل يسن عدم صيامه حتى يقوم الحاج على العبادة والدعاء . وقد قال بعض العلماء: إن قوي الحاج على الصوم يوم عرفة صام وإلا فعدم الصوم أفضل . لكن ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يصم هذا اليوم خلال حجة الوداع .

أفضل أوقات الذبح

ينشغل المسلمون هذه الأيام بشراء الأضاحي . . فهل الأضحية واجبة على كل مسلم وما الهدف منها؟


الأضحية سنة مؤكدة، ويكره تركها بالنسبة إلى القادر عليها، والقادر على الأضحية هو الذي يملك ثمنها فوق حاجاته الضرورية، فكل من يستطيع شراء أضحية من دون حرج أو استدانة مطلوب منه أن يضحي، اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم الذي ضحى بكبشين أملحين أقرنين . . أي خروفين يخالط بياضهما سواد ولهما قرون .


وقد شرعت الأضحية شكراً لله تعالى على نعمه، وللتوسعة على الفقراء والمحتاجين . . فالله سبحانه وتعالى يقول في كتابه الكريم: “إنا أعطيناك الكوثر . فصل لربك وانحر . إن شانئك هو الأبتر” والرسول صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث الصحيح: “إن أول ما نبدأ به في يومنا هذا أي في يوم عيد الأضحى نصلي ثم نرجع فننحر، فمن فعل ذلك فقد أصاب سنتنا ومن ذبح قبل الصلاة فإنما هو لحم قدمه لأهله ليس من الشك في شيء” ومعنى هذا الحديث الشريف أن الأضحية لا تذبح إلا بعد طلوع الشمس يوم العيد بقدر ما يسع الصلاة، فمن ذبح قبل ذلك لا يأخذ ثواب الأضحية وإنما يأخذ ثواب الصدقة إن تصدق .


وما أفضل وقت لذبح الأضحية؟


الوقت المفضل لذبح الأضحية يكون في يوم الأضحى بعد صلاة العيد، فإذا لم يتمكن المضحي من ذبح أضحيته في يوم عيد الأضحى، جاز له أن يذبحها في الأيام الثلاثة بعد يوم عيد الأضحى . . ولذلك أنبه هنا على ضرورة أن يكون الذبح بعد صلاة العيد، كما أمرنا ربنا سبحانه في قوله الكريم “فصل لربك وانحر”، وكما أرشدنا رسولنا صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: “من ذبح قبل الصلاة فإنما يذبح لنفسه، ومن ذبح بعد الصلاة والخطبتين فقد أتم نسكه أي عبادته وأصاب المسلمين” .


البعض يعتقد أن الأضحية مطلوبة من الحاج وحده . . ماذا تقول لهم؟


لا . . هذا اعتقاد خاطئ، هي مطلوبة من كل مسلم قادر عليها كما قلت . . وهي تذكرنا دائماً بقصة الفداء لإسماعيل عليه السلام .

أصناف الأضاحي

هل من الواجب الاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم والتضحية بكبشين أملحين أقرنين كما فعل؟ وما الأصناف التي يجوز للإنسان أن يضحي منها؟


الأضحية كما قال علماء المسلمين: تجوز من أصناف عدة من الأنعام تيسيراً على المسلم ودفعاً للحرج، فالأضحية تكون من الإبل أو البقر أو الغنم، من الذكور والإناث، ويجب أن يكون سن الإبل خمس سنوات، والبقر سنتين، والغنم سنة، ويدخل في الغنم الماعز ويسر الأمر بعض الفقهاء وأجازوا التضحية بالغنم التي تبلغ من العمر ستة أشهر . . أما الماعز فلا يقل عن سنة حتى يكون فيها لحم وتحقق الغرض منها .


والناقة أو الجمل تكفي للتضحية عن سبعة أشخاص، أي تشترك فيها سبع أسر وكذلك البقرة . . أما الشاة فتكفي عن شخص واحد .


والهدف منها واضح وهو التوسعة على الفقراء والمحتاجين في هذه الأيام المباركة، فالأضحية في عيد الأضحى تماثل زكاة الفطر في رمضان، والهدف من الاثنتين هو التوسعة على المسلمين خاصة المحتاجين منهم، فضلاً عن أنها تساعد على صلة الرحم، حيث يتم توزيع جزء منها على الأهل والأقارب والأصدقاء . . فهي تقسم ثلاثة أقسام: قسم للفقراء والمحتاجين وكلما زاد نصيب هؤلاء منها اكتسب صاحبها المزيد من الأجر والثواب . . وقسم لأهل البيت ولا ينبغي أن يزيد على الثلث، والثلث الباقي للأصدقاء والأقارب .


ماذا تقول للذين يذبحون الأضحية ويكتفون بأكلها ولا يوزعون منها شيئاً على الفقراء؟ هل يحرم هؤلاء من الأجر والثواب؟


الذبح في هذه الأيام المباركة ليس هدفاً في حد ذاته، ومن أبرز أهداف الأضحية التوسعة على الفقراء والمحتاجين، وعندما يبخل الإنسان الذي يضحي على هؤلاء لا تكون هناك أضحية، ويضيع المسلم على نفسه الأجر والثواب .


هل المطلوب أن يذبح المسلم أضحيته بنفسه كما يفعل البعض؟


يستحب أن يقوم المسلم بذبح أضحيته بنفسه، فإذا لم يحسن الذبح وكّل بها من يذبحها ويشهدها معه ويقول عند الذبح بواسطته أو بواسطة غيره: “بسم الله، والله أكبر، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وصحبه وسلم، اللهم منك وإليك اللهم تقبل مني” .

[ابو احمد العدواني]

[ال يتيم العلي الدوسي]

جزاكي الله خير الجزاء
ومشكوررر والله يعطيك العافيه

[انا السليمي]

جزاك الله كل خير

[محمد الساهر]

الف شكر بارك الله فيك على الموضوع القيم والمفيد جعله الله في موازين حسناتك نتمنى منك المزيد

[الدوسـي]