أعراس الإمارات لها رونق خاص، تتميز بالفخامة والرقي ومجاراة أحدث التصميمات، مع الحفاظ على التقاليد بدءاً بالحناء إلى فستان العروس، و”صناعة حفلات الأعراس” أصبحت تدار بأيد إماراتية، عشقت فن التصميم والابتكار، لتقدم أحدث الكوش والديكورات، واضعة لمساتها على الإضاءة، منسقة الزهور بطريقة إبداعية، متحكمة في الموسيقى بحرفية، موثقة اللحظات السعيدة بالتقاط صور فنية، كل ذلك ببصمة إماراتية تجعل من مشهد حفلات الزفاف فريداً من نوعه . وفي هذا التحقيق يتحدث بعض “صنّاع” الحفلات .
أبدع منصور السهلاوي “موظف في شرطة الشارقة”، ومؤسس شركة “المسك لخدمات الأفراح” في مجال تنظيم وتنسيق حفلات الأعراس، وبدأ في هذا المجال من خلال تنسيق حفلات الأقارب، ووجد المتعة الحقيقية في هذا المجال، ليقرر أن يمتهن صناعة حفلات الأعراس . ويقول: بدأت عام ،2011 مركزاً على التفنن في إضاءة الحفلات، وتزيين منازل المقبلين على الزواج بالإضاءات المبهرة، وتوسعت مؤخراً، وبدأت بتصميم الكوش، وتوفير الفرق الشعبية، والأكلات الشعبية و”المقهويات”، وتصميم بطاقات الزفاف والتذكارات، وأتولى أنا وزميلي إدارة المشروع . لافتاً إلى أن الشاب الإماراتي أقدر على معرفة حاجة المقبلين على الزواج من خلال تجاربه واحتكاكه المباشر في المجتمع .
لبنى لطفي “خريجة جامعة الشارقة تخصص إدارة الأعمال”، وظفت هوايتها في التصوير للمشاركة في صناعة حفلات الأعراس . وتقول: أعشق التصوير، والدارج أن تصوير حفلات الزفاف مقتصرة على الوافدين، ودخلت هذا المجال لأشارك في توثيق اللحظات السعيدة للأسر، وأكون قريبة من العروس ولست مجرد مصورة، وأعتمد على إبراز جمالية العروس من خلال اختيار الزاوية الصحيحة، والخلفية التي تناسب فستانها، ولا اعتمد على الفوتشوب في تغيير ملامحها، بل لنقاء الصورة وإضافة لمسات جمالية . واعتبر أن المصورة الإماراتية أقدر على تفهم متطلبات العروس، والتواصل يكون سهلاً ومريحاً .
وتضيف لبنى: من أبرز التحديات التي واجهتني نظرة الناس لي كمواطنة، وسؤالهم كيف بإمكاني حضور حفلات الأعراس والتصوير والابتكار، وتمكنت من أن أثبت للجميع حبي وإتقاني للعمل .
تخصص أحمد قاسم أهلي “موظف في مجموعة الفهيم” في مجال تنظيم حفلات الأعراس بشكل عام، ويقول: الأعراس تتطلب توفير الكثير من الاحتياجات لتكون الحفلة بالطريقة المرغوبة من قبل الزوجين، ما دفعنا إلى توفير الكثير من المتطلبات للعروسين، مثل التصوير وتصميم بطاقات الأعراس، والإضاءة وتوفير الألعاب النارية، والأغاني الخاصة . لافتاً إلى أن التحديات التي تواجهه هي عدم وضوح رغبة الزوجين وتحديد احتياجاتهما ومتطلباتهما، مؤكداً أنه يدير ويشرف على كل شيء بنفسه .
بدأ عيسى أحمد “موظف في وزارة الصحة” تصميم الكوش كهواية، إلى أن وجد نفسه منغمساً فيها ومبتكراً تصاميم جديدة ينفذها بنفسه من دون تدخل أحد . ويقول: أصمم الكوش وأعتمد على الورود بشكل كبير وخاصة الورد الأبيض، وأعتمد على البساطة في تصاميمي، إضافة إلى أنني أتولى تزيين القاعة من الألف إلى الياء، سواء بتزيين الطاولات والكراسي أو تنسيق الورود وطاولة العطور والإضاءة .
الموسيقى وسيلة جذب، لذا اقتحم الشاب عبدالله الهرمودي “موظف” عالم ال “دي جي”، وأصبحت لديه الخبرة الكافية لتولي هذه المسؤولية، ويقول: هناك الكثير من شباب الإمارات تخصصوا في صناعة حفلات الأعراس وأبدعوا، فالإماراتي أقدر على فهم احتياجات أبناء بلده، ودخولي مجال ال “دي جي”، جعلني أدير موسيقى الحفلة، فأبدأ بالأغاني الهادئة، وبعدها أنتقل للصاخبة، ولابد من التواصل مع أهل العروس لتحديد الأغاني، وفي وقت الحفلة أتواصل هاتفياً مع أشخاص من القاعة لتوفير ما يرونه حسب الطلب والإهداءات . لافتاً إلى أن عالم الإبداع في مهنة ال “دي جي” كبير جداً .
عائشة راشد “موظفة في وزارة التربية والتعليم” تخصصت في توفير الحلويات الخاصة لحفلات الأعراس . وتقول: التفنن في الأعراس الإماراتية بات لافتاً، وهذا دفعني للإقبال على هذا المجال، وإعداد حلويات مميزة وبلمساتي الخاصة التي تميزني عن غيري، وتمكنت من النجاح في هذا المجال، وإعداد حلويات تراثية شعبية بطريقة مبتكرة وإضافة نكهات جديدة عليها لتناسب متغيرات العصر .
وبرائحة الدخون والعود العربي، والضيافة الإماراتية، أبدعت السيدات وابتكرن طرقاً عدة لتقديم خدمات الضيافة في الفنادق بطابع محلي وبأيد إماراتية، إذ تخصصت فاطمة جمعة “موظفة” في مجال ضيافة حفلات الزفاف، وتعتبر المجال ممتعاً . وتقول: نجد في الفنادق الخدمة راقية، وتقتصر على وجبة العشاء والتحلية بعدها، وأصبحت أغلب الأسر تضيف خدمات المقهويات إلى حفلة العرس، لتقديم واجب الضيافة بطابع محلي، بتوزيع المشروبات الشعبية الساخنة والباردة، إضافة إلى الحلويات كاللقيمات والخبيص، وتمرير العود العربي على السيدات .
وبكرم الضيافة الإماراتية، ترحب مها عبدالله بضيوف الحفلة، وتقدم القهوة العربية والمأكولات التقليدية . وتقول: لا يخلو زفاف إماراتي من وجود “الصبابات” اللاتي يقع على عاتقهن القيام بخدمات الضيافة المختلفة، وفي مقدمتها تقديم القهوة العربية والحلويات الشعبية، فالمقبلون على الزواج يسعون لتقديم أفضل الخدمات للمعازيم في الحفلة، وبالتالي أصبحت السيدات يقبلن على مشروع المقهويات اللواتي يقدمن المشروبات الساخنة والباردة أثناء الحفل، إضافة إلى الحلويات الشعبية، وذلك كله بأيد إماراتية .
حصة النقبي “ربة بيت” وجدت في مجال تنسيق الزهور مدخلاً للمشاركة في صناعة حفلات الأعراس، وتقول: تزيين القاعة بالزهور من الأساسيات في الحفلة، وأغلب الناس يعتمدون على المحال الخارجية في الديكور، لذا أتولى تصميم ديكور للقاعة، بتزيين الطاولات بالزهور واختيار المفارش المبهرة والتي تناسب الجو العام للحفلة، إضافة إلى تزيين الكوشة بالزهور اللافتة، فهي تجذب الرجال والنساء .
تشارك مريم علي “متخصصة في تغليف الهدايا” بابتكار أفكار جديدة في التوزيعات الخاصة بالحفلة، وتقول: توزيعات الحفلة التذكارية أصبحت عادة في أعراسنا، ومللن السيدات من التقليدية في التغليف، وهذا دفعني للمشاركة في طرح أفكار جديدة في التغليف بعد تحديد عدد التوزيعات والمبلغ المحدد، وبناء عليه أحدد نوع الهدية التذكارية وطريقة تغليفه