الخليج
بادرت عروس مواطنة، من رأس الخيمة، خلال الأسبوع الماضي، إلى الاكتفاء بطلب (مهر) مدون في عقد القران هو عبارة عن نسخة من المصحف الشريف، لتكون البنت الثالثة بين شقيقاتها من الأسرة الإماراتية التي يعقد قرانها بمهر هو (كتاب الله)، فيما زفت إلى عريسها بحفل مبسط أقيم في باحة المنزل قبل أيام .
قال جاسم المكي، رئيس قسم الإصلاح والتوجيه الأسري في دائرة محاكم رأس الخيمة، والمأذون الشرعي، الذي وقع عقد القران: إن البادرة جاءت تلبية لرغبة (العروس المواطنة)، ليكون مهرها المدون بعقد قرانها هو نسخة من المصحف الشريف فقط، وتكون بذلك الابنة الثالثة من بنات الأسرة، التي تنهج النهج ذاته، بطلب (المهر المبارك)، فيما اقتصر حفل زفافها على مأدبة عشاء أقيمت في باحة المنزل، بحضور لفيف من الأقارب والأصدقاء، بعيداً عن مظاهر البذخ والإسراف السائدة في حفلات الأعراس .
وأكد المكي أن من الأشياء الجميلة، التي تميز حياة الشقيقات الثلاث المتزوجات بالقيمة العظيمة ذاتها من المهر، أنهن يعشن، بعد الزواج، في سعادة واستقرار أسري منقطع النظير، ولم تعتر حياتهن الزوجية والأسرية أي منغصات تذكر، ويتمتع بعضهن بالخلف الصالح والمتفوق دراسياً، في حين أن أزواجهن من المواطنين، يتمتعون بحياة زوجية وأسرية مثالية .
وبيّن المكي أن إحدى بنات الشقيقات الثلاث طفلة تبلغ 4 أعوام فقط، تحفظ جميع السور القرآنية القصيرة، بجانب تأديتها لجميع صلواتها الخمس في أوقاتها، بما فيها صلاة الفجر . وذكرت والدة الطفلة، المتزوجة بمهر (نسخة من القرآن الكريم)، أن طفلتها تحرص على تأدية صلواتها الخمس، وتنبه أفراد أسرتها فجراً في حال استغرقوا في النوم، حرصاً منها على عدم إضاعة الطاعة المباركة .
وقالت المحامية المواطنة حنان بنت البايض الشميلي: إن القرآن الكريم وسنة الرسول الكريم محمد، صلى الله عليه وسلم، هما دستور حياة المسلم وطريقه الأمثل نحو السعادة والرفاه، وللقرآن الكريم مكانة عظيمة، في حين أن الفتاة، التي تختاره مهرًا لها محتسبة بذلك وجه الله، تعالى، ورضوانه، نالت الزوج الصالح والسعادة والبركة والذرية الصالحة، بإذن الله .
وأكدت بنت البايض أن المبادرة الكريمة للأسرة المواطنة، ممثلة بالأب وبناته الثلاث وما يشابها من مبادرات، كانت المهور فيها آيات وسور قرآنية كريمة، أو مبالغ مالية بسيطة ورمزية لا مغالاة فيها، يجب الاقتداء بها من قبل الفتيات والشباب المقبلين على الزواج والأسر، تماشياً مع دعوة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الهادفة للحد من مظاهر البذخ والمغالاة في المهور والأعراس .
المواطن الشاب علي الحمادي، موظف حكومي، قال: إن المغالاة في الطلبات والمهور والأفراح دفعت عدداً غير قليل من الشباب المواطنين للعزوف عن الزواج، لأن الزواج يحتاج حالياً إلى مسكن مستقل ومؤثث، يصعب توفيره، وإلى مهور وأفراح عالية التكاليف، في حين الرجوع لسنّة رسولنا الكريم، صلى الله عليه وسلم، الذي دعا بشكل واضح إلى تقليل المهور وعدم الإسراف فيها، كما فعلت الأسرة الكريمة، سيؤدي إلى الحد من ظاهرة العنوسة