إماراتية تدرس القانون العام وترى الغربة «فرصة ثرية»
من بلاد مشمسة طوال العام، إلى أخرى يكتنفها الضباب معظم شهور السنة، كانت رحلة الطالبة الإماراتية، ماريا محمد درويش، إلى العاصمة البريطانية لندن، لدراسة القانون العام في «جامعة ميدلسكس لندن»، وهذا التخصص سعت إليه ماريا، وقررت أن تستفيد من السمعة العلمية العالية للمملكة المتحدة في تدريس القانون، وتواجه غربة عن أهلها ووطنها، وهي لاتزال في الـ18 من عمرها، وتعتبر أنها فرصة غنية بالمعرفة.
ترى ماريا، وهي في سنتها الأولى في هذا التخصص، أن «دراسة القانون فيها تحدٍّ كبير لقدرة الطالب على التحليل العميق، وفهم الفقه التشريعي، والدساتير، وربط ذلك كله بحركة المجتمعات والثقافات، وتطور العدالة تاريخاً ونوعاً».
وأضافت أن «الدساتير الأوروبية التي انبثق عنها معظم القوانين، شجعت دولاً كثيرة في العالم، ومنها الإمارات، على كيفية الاستفادة من المراجع القانونية، وبناء بيئة تشريعية، وتصنيف المحاكم، ووسائل التقاضي».
ولاحظت أن القضاء الإماراتي شهد في السنوات الماضية كثيراً من التطور والقفزات المؤسسية الواسعة، وبات المواطنون والمواطنات أكثر حضوراً في سلمه الوظيفي، ما يستدعي مزيداً من الخريجين والخريجات، لرفد الجهاز باستمرار بالشباب المواطن.
وحظيت ماريا بدعم عائلي، لاسيما من والدها، لدراسة القانون العام خارج الإمارات، وإضافة إلى ذلك فإن لديها شغفاً خاصاً بالقانون، وخططت لإكمال دراستها الجامعية في هذا التخصص، وتقول إن جامعتها «أتاحت لها فرصة التعرف عن كثب إلى جميع القوانين الأوروبية والعالمية، ومقارنة أوجه التشابه والاختلاف بينها، وتالياً تكوين صورة أعمق وأوضح عن هذه القوانين».
شكّل إتقان ماريا للغة الإنجليزية، منذ أن كانت طالبة على مقاعد المراحل الدراسية الأولى، دوراً بارزاً في تيسير وتسهيل رحلتها الدراسية اليافعة، وتمثل التحدي الأكبر في دراستها في «القدرة على مواكبة التحديثات أو التغييرات التي تطرأ على القوانين بين الحين والآخر، الأمر الذي يتطلب بدوره بذل جهود مضاعفة تحرص على القيام بها».
تطمح ماريا، بعد الحصول على شهادة البكالوريوس في القانون العام، في عام 2016، إلى «خوض غمار ميدان عمله الواسع، الذي تندرج تحت مظلته مجموعة واسعة من المؤسسات الدولية والمحلية، إلى جانب المنظمات الدولية التي تبذل مساعي كبيرة في مجال القانون والعدالة، ما يمنحها فرصة واسعة للاختيار وترجمة شغفها وطموحها».
منحت تجربة الغربة ماريا دروساً كثيرة، فقد أسهمت في تعليمها «معنى الاستقلالية والاعتماد على النفس وإدارة شؤون الحياة بتنظيم أكبر»، وتضيف «علمتني الغربة الحرص على العمل بجهد لتحقيق الأهداف والطموحات التي أرغب في تجسيدها واقعاً ملموساً، فضلاً عن الجدية في العمل واحترام المواعيد، وتعرفت من خلالها إلى كيفية تكوين الصداقات الجيدة فيها، فضلاً عن الحرص على استكشاف الأمكنة التي أعيش فيها، كما هي الحال في لندن، والتعرف إلى معالمها التاريخية والحضارية».
في لندن شاركت ماريا، أخيراً، في احتفالات اليوم الوطني الذي نظمته سفارة الدولة في بريطانيا، كما شاركت في «المنتدى البريطاني للرواد» الذي يستهدف الطلاب الإماراتيين المبتعثين إلى جانب أقرانهم من البريطانيين الراغبين في الحصول على فرص عمل في دولة الإمارات.