لم يكتف طلبة مدرسة وادي الحلو للتعليم الاساسي والثانوي في الشارقة بشعارات صداقة البيئة والحفاظ عليها، وإنما ترجموا هذه المبادئ واقعاً يعبر عن عمق هذه الصداقة ويقدم قراءة نقية لاستراتيجية وزارة التربية والتعليم وأهداف مجلس الشارقة للتعليم في تفعيل دور الهوية الوطنية وحسن استثمار موارد الدولة فأبدعوا مكيفاً يعمل بالطاقة الشمسية عربوناً على هذه العلاقة الوثيقة مع البيئة، بحيث يمكن استخدامه في البر والأماكن التي لا يوجد بها كهرباء، مستغلين أغنى وأفضل وأنظف الموارد في الدولة.
عبد الحق حامد سيف معلم مادة العلوم والمشرف على المشروع قال عن هذا الاختراع: نحن نعلم أن التربية الحديثة تهتم بتعليم الحياة وليس فقط بتعليم العلوم فهي تنظر الى المتعلم من جميع الجوانب، وإن وظيفة المعلم لا تنتهي بمجرد نقل المعلومة الى التلميذ ولكن تمتد أشواطا بعد ذلك لنرى كيف يتفاعل معها وكيف يحسن الاستفادة منها في واقع الحياة.
فكانت فكرة هذا المشروع في منشطنا العلمي والذي من ابرز أهدافه تفعيل دور المنهج في الحياة العملية، وتحقيق التعلم الذاتي والتعلم بالمشاريع، والتعلم بالنمذجة، وجعل المدرسة بيئة ثرية بالخبرات، حافلة بحركة المتعلمين، علاوة على ربط الطلبة بالمشكلات الحياتية خارج المنهج والمدرسة واهتماماته.
تثبيت الحقائق
وأضاف مدرس مادة العلوم أن ربط المادة النظرية بتطبيق عملي من شأنه تثبيت الحقائق والمفاهيم لدى الطلبة ومساعدتهم على التفكير والابداع، كما جاء هدف تكوين عقول علمية راشدة تعرف كيف تفكر وتحل المشاكل وتبتكر على رأس الاهداف الى جانب تدريب ابنائنا على دقة القياس والاستكشاف وجمع المعلومات وتحليل النتائج، واستثمار الموارد الطبيعية النظيفة والمجانية في الدولة.
وقال إن الطلبة استخدموا في صنع المكيف مروحة سيارة قديمة، ومبرد ثلاجة مستهلكة ومبردا مملوءا بالثلج وخلية شمسية ومنظم شحن، وبطارية تخزين، ومثقابا كهربائيا، ودباسة زوايا الالمنيوم.
وتعتمد فكرة المشروع بحسب معلم المادة على استخدام الطاقة الشمسية النظيفة والمجانية والتي تعتبر من الموارد الطبيعية الهامة في الدولة، من خلال تحويل الطاقة الشمسية الى كهربائية حيث تتصل الخلية الشمسية بمنظم الشحن الذي يتحكم بشحن البطارية عند تفريغه وعند عمل المروحة، خلف المبرد «الرادتيير» فتدفع الهواء عبر مسام «الرادتيير» فيخرج الهواء البارد في الأمام.
وأوضح المعلم عبد الحق ان خطوات التنفيذ بدأت بتصميم هيكل المكيف على شكل مكعب من معدن الألومنيوم وتحديد القياس على جسم المبرد وقص زوايا الألمنيوم على المقاس المطلوب استخدام المثقاب «الدريل» لتثبيت الزوايا وعمل وجه المكيف.
وذكر ان المكيف صديق للبيئة لأنه لا يعتمد في التبريد على غاز الفريون الذي يضر بطبقة الأوزون، ولكن يعتمد على تبريد الهواء باستخدام الماء البارد الذي يمر في أنابيب المبرد كما يمكن استخدامه في رحلات البر العائلية ولا يكلف الا بضعة دراهم لتعبئة الكولر ويصلح استخدام هذا المكيف في الأماكن النائية التي لا تصلها الكهرباء.
ومن ميزات المكيف أيضاً انه مصنوع من مواد معاد تدويرها، ما يساهم في الحفاظ على الموارد ويوفر الطاقة الكهربائية، وقد اشرف على المشروع مدير المدرسة ودعمه بكل السبل الممكنة
البيان..