كان يا ما كان حتى كان كان ملك يسير مع وزيره ، متخفياً ، يتفقد أحوال الرعية ... فسمع صوت غناء عذب ...!
فاتجها نحو الصوت ، فإذا بحانوت نساج ، ورجل ينسج على نول قديم ويغني .فقال الملك للوزير : ما لهذا النساج ينسج ويغني ؟ !! أجاب الوزير : ذلك من زوجته . قال الملك : وكيف عرفت ذلك ؟ قال الوزير : من حسن غنائه ..! فقال الملك : إن لم تثبت لي ذلك قطعت رأسك . فرد الوزير قائلا : أمهلني ثلاثة أيام . فوافق الملك على ذلك .
وفي اليوم الثاني ، بعث الوزير امرأة عجوزا إلى بيت النساج ، لتعكر معيشته ، فدخلت بعد أن استأذنت ، وقالت : أنت امرأة النساج ؟ قالت المرأة : نعم . فقالت العجوز : إن زوجك غير لائق بك ، فكيف ترضين بالحياة معه ؟ ؟
فقالت المرأة : وما العمل ؟ قالت العجوز : يجب على زوجك أن يعيشك عيشة أحسن من هذه العيشة ، فأنت تستحقين ذلك ..! وبعد سؤال وجواب خرجت العجوز وعادت من حيث أتت .
ظلت امرأة النساج حائرة ..! وما تفعل مع زوجها ، لتصبح عيشتها أحسن ؟؟ وعندما عاد زوجها من عمله ، فاجأته زوجته بطلباتها : أنا أريد كذا وكذا .. وهو يقول لها : مهلا مهلا .... حتى غضب غضبا شديدا من طلباتها ..!
وبعد أيام ثلاثة ، عاد الملك متخفيا ، مع وزيره ، يتفقد أحوال الرعية ، فلم يسمع إلا صوت النول ، وكان النساج مهموما حزينا ، فالتفت الملك إلى وزيره ، وقال له : ما فعلت حتى جعلت هذا المسكين هكذا ؟ فقصّ الوزير عليه القصة ، وقال له : كلّ شيء أساسه المرأة في الحياة . فقال الملك : صدقت يا وزيري . إذن يجب عليك الآن أن تعيد إليه سروره . وإلا قطعت رأسك .
وفي اليوم التالي أرسل العجوز وقال لها : أرجعي إلى الرجل سروره . فقرعت الباب وقالت للمرأة : يا بنتي إن زوجك ينسج على النول الأول أو الثاني في الزّقاق ؟؟ فقد تشابهت عليَّ الأنوال ، فقالت المرأة : إن زوجي يحيك على النول الثاني . قالت العجوز : ظننت أن زوجك هو الذي يحيك على النول الأول .... والحقيقة : ما رأيت أحسن ولا أحلى من أخلاقه ، وعمله ، وأدعو الله أن يديم صفاءكما ... ثم عادت الأمور أحسن مما كانت عليه في السابق.