:إنها مجرد مسرحية ياسيدة رومـــآ: حقيقة الكالشيو وظلمه لليوفي وروما.ووقفته مع المافيا

[Mr.RoMaNiStA]

///


الســلام عليــكم و رحمــة الله وبركـــاتـه
أمـــــــــا بعــــــــد ...


كــم هــو الظـلام مخيــم على أرجــاء الجنــوب ...
بــل لنقــل على أرجــاء مدينـة رومـا بالخصوص ...
طرحــي هذا يتكلــم عن ذاك الظــلام الذي لا ينتهي ...
عــن آنســة حسنــاء أسمـها [ رومــا ] ...





مقــــدمة :-

في الثلاثينيات .. كانت المافيا تسيطر على جزء من العالم .. كانت محور العالم .. في الثلاثينيات .. كان العصر الذهبي للمافيا الإيطالية ...


///


ممدده على زُقاق ضيق... من أزقة روما .. تتنفس ببطء .. ثم يبدأ الضباب يخيم على ناظريها ... وفجأة !!


تفتح عينيها وتجد نفسها في الجنة , النور أبيض المكان كله أبيض , ولكن .. هُنالك ضجيج !! ماذا يحدث ؟!
فتدرك أنها ممدة على إحدى تلك الأسِرة البيضاء بجوار عديد من الأشخاص فقد كان ذاك المكان هو المستشفى , ثم تتوالى إليها الأسئلة " ما اسمكِ ؟" , تجاوب بذعر شديد :" روما " , تحاول تهدئتها الممرضة فتقول :" الآن في جسمك عدة طعنات قد أغلقنا منافذها ولم يبقى لنا إلا تقطيبها ." , شعرت روما فجأة بخدر وعندها نظرت إلى الممرضة التي بجانبها وكانت قد سحبت الإبرة من يدها ثم قالت السيدة روما ببطء :" للظالم يوم ".






:: سهرة في الأولمبيكو ::




كان جميع من في ذاك المسرح يصفق بطريقة هستيرية بسبب إعجابهم بفن السيدة روما وبجمالها الخلاب وهي تقوم بأحد الحركات البهلوانية ومن ثم تتحدث إلى ذاك الممثل المعروف باسم الكالشيو , كان عملاقاً شامخاً واقفاً كوقوف الملوك لحظة تتويجهم بتسلم زمام دولة أو من هذا القبيل , كان من بين الحاضرين لمشاهدة فنون السيدة روما على مسرح الأولمبيكو مشاهير كثر كـ : اللورد إنتر الذي يطلق عليه الأفعى غالباً , والسيدة يوفينتوس التي يطلق عليها السيدة العجوز , وكما أن الدوق ميلان كان من الحضور الذي يعرف بـ الشيطان , وعدد من المشاهير ولكن المذكورين كانوا أشهرهم , بدأت السيدة روما بتقديم أفضل مسرحياتها بفضل جمالها الخلاب وكان المشهد الذي جذب الانتباه والأنظار والتصفيقات الحارة والوقف أيضاً هو المشهد الثالث الذي جلست فيه السيدة روما تخاطب الكالشيو ومن حيث كلامها بدات تتعدى عليه وكأنها تقف في وجهه وهي لا تخشى شيئاً من ظلمه الذي عرف عنه في تلك المسرحية , بدأت بالبكاء في ذاك المشهد وبكت معها القلوب والعيون فأصبحت تملكهم جميعاً تحت مشاعرها . انتهت المسرحية التي قدمها المخرج الممتع كعادته السيد لوتشيانو سباليتي , وعند خروج السيدة روما إلى الساحة لتقابل جمهورها لم تكن تتوقع بأن تحظى بذاك الاهتمام الذي ظهر جلياً على من حولها , تقدم إليها اللورد إنتر و السيدة يوفينتوس و الدوق ميلان وشربوا معها نخب نجاحها الساحق في تلك المسرحية , ثم دعيت السيدة روما و السيد سباليتي إلى عشاء فاخر في المطعم المجاور لمسرح الأولمبيكو من قبل الدوق ميلان وصاحبهم اللورد انتر و السيدة يوفينتوس, كان يجلس بجوار السيدة روما , الدوق ميلان والسيدة العجوز وكان يراقبهم من بعيد المفتش الإنجليزي الأصل توم هايدن صاحب تلك القبعة الرفيعة والنظرة الحادة التي يمتاز بها , وكان معه الكابتن الإيطالي البيرتو كوبولا صاحب المنظر الإيطالي الكلاسيكي , قال المفتش توم وهو يرفع نظره عن السيدة روما ورفاقها ويحوله إلى الكابتن البيرتو :" يبدو أن المطعم أصبح مكتظاً بالمعجبين أليس كذلك ؟" , لم يتوانى الكابتن البيرتو في فهم التلميح الذي ألقاه المفتش توم قبل قليل , حيث يكره توم الزحام كثيراً وحمل معطفه وخرج , ثم لحقه البيرتو وهو يقطب جبينه .. تمشى المفتش توم إلى سيارته البويك السوداء التي ركنها في نهاية الطريق المقابل للمطعم , ثم سمع دندنة رفيقة الكابتن ألبيرتو يقول :" روما , روما , روما " , ثم كلام بالإيطالية لم يفهمه , لحظات قليلة مرت حتى سمعت صيحة تشبهها بصياح المولود الجديد فكان مدوياً قد جعل الكابتن ألبيرتو و المفتش توم يتجهان إلى مكان تلك الصيحة ألا وذاك المكان هو ذاك المطعم الذي دعيت السيدة روما إليـه !!







:: سقــوط العجـوز ::




دخل المفتش ومن وراءه الكابتن على عجل للمطعم المقصود , لم يشاهدوا ما هو مطلوب ولكن التجمهر الذي حصل كان يستدعي الدهشة , فـ تزاحمهم الكابتن البيرتو من دون أن يتدخل المفتش توم , وبعدها بـ لحظات استدعى المفتش توم لإلقاء نظرة حول ما هو مطروح على الأرض فـ كانت الدهشة [ السيدة يوفينتوس كانت ميتة !! ] , استدعى الأمر ساعتين لإخلاء المطعم من المتجمهرين وحضور أعضاء الشرطة للتحقيق في القضية وكذلك تواجد عدد من الشهود وهم :" السيدة روما – اللورد إنتر – الدوق ميلان – النادل ". , تحول المفتش توم هايدن إلى الشهود وقال لهم جميعاً :" الضحية يوفينتوس قد تجرعت النبيذ مع سِم في – أكس , ويقوم هذا السم بـ تشنيج أعضاء الجسم واحده تلو الأخرى صولاً إلى توقف التنفس حتى الموت , لا أخفيكم بأنني أظن أن الموت ليس طبيعياً كما يظن الجميع فـ لقد وجدت في الكأس التي تناولتها السيدة العجوز مادة خضراء اللون التي تسمى في – أكس , ولذلك سوف يتم التحقيق معكم حول القضية فـ لنبدأ بـ النادل " , ارتفع حاجبي النادل وقال :" في الخدمة سيدي ". , لم يتوانى المفتش توم حتى أدلى بسؤاله
:" عندما قدمت النبيذ للسيدة يوفينتوس , هل قدمته لها وحدها أم قدمت لأصدقائها أيضاً ذات النبيذ ؟"



:" لقد قدمت لهم جميعاً ذات النبيذ وقد كان الأمر طبيعياً كالعادة ".



:" من الذي اخذ النبيذ قبل وبعد السيدة العجوز ".



:" قبلها كان اللورد إنتر و بعدها كان الدوق ميلان ". ,



:" والسيدة روما ؟" ,



:" كانت أول من أخذت كأس النبيذ ومن ثم تبعها الباقون " ,



" أين كنت عندما بدأت السيدة العجوز بالسقوط على الأرض ؟".



:" كنت واقفاً هناك أهتم بالزبائن ". وأشار إلى طاولة قريبة من طاولة السيدة روما وأصدقائها , أطلق المفتش توم تمتمة لم يفهمها الحاضرون ثم قال للنادل :" شكراً يمكنك الذهاب الآن ". خرج النادل بطريقة عفوية من الباب الخلفي للمطعم وبذلك اتجه المفتش للدوق ميلان بلباسه الأحمر والخطوط السوداء التي عليه , ثم وجه إليه سؤاله
:" كيف كانت صحة السيدة العجوز قبل موتها ؟"



:" كانت في حالة جيدة وكانت سعيدة جداً "



:" إذاً من خلال ما تقوله بأنها لم تفكر بالانتحار أليس كذلك ؟"



:" لا أعلم "



:" ما هي علاقتك مع السيدة العجوز ؟"



:" علاقتنا تعود لزمن طويل الآجل ونحن لا نختلف دائماً "



:" كيف بدأت بالسقوط ؟"



:" كانت تتحدث بشكل طبيعي ثم سقطت فجأة من على الأرض وبدأت تنتفض في الأرض في ذاك الوقت تجمهر الجميع وبعدها بعدة ثواني فارقت الحياة ".



"شكراً لك دوق ميلان يمكنك الرحيل الآن ", إستجوب بعدها اللورد إنتر والسيدة روما ولم يكن هنالك أية شك في أجوبتهم , رحل الجميع من مسرح الجريمة وبقي المفتش توم والكابتن ألبيرتو يتشاطران أفكارهما , وشد إنتباه المفتش شيئاً , الا وهو كأس النبيذ , كان هنالك كأس نبيذ آخر مسكوب فيه بعضاً من السم !!.






:: إنــه القــدر يا تـــوم ::





لم يتمالك المفتش توم نفسه من شدة الدهشة التي وقع بها , حيث كان هنالك كأسان بهما سم في – اكس , الأول قد تجرعته السيدة العجوز وماتت بطريقة شنيعة , ولكن إذا كان قد تجرعه شخصٌ آخر فـ لما لم يسقط هو الآخر ؟ بدأ المفتش توم بتقليب الكأس الذي بحوزته حتى خطفته تخمينته حيث إعتقد بأن الجرعة التي أخذتها السيدة العجوز كانت كبيرة فـ كان المفعول أسرع وأقوى والشخص الآخر الذي تجرع الكأس الآخر فـ كان الجرعة كانت قليلة فـ المفعول بطيء و ضعيف , ثم بطريقة سريعة أطلق المفتش توم تصفيره من فمـه وخرج على عجل ولحق به الكابتن البيرتو , ركبا البويك السوداء وقادها ألبيرتو على عجل كما طلب منه توم , حيث قال له :" أسرع يا ألبيرتو إلى منزل السان سيرو في منطقة ميلانو " طوال الطريق كان ألبيرتو يطلق التساؤلات و توم لا يجاوب وهو يخوض حرب بتفكيره , كان توم ببساطة غائب تماماً وكأنه جسد بلا عقل في تلك اللحظات , لاحظ ألبيرتو الشرود الذهني لـ توم , لحظات تمر و ألبيرتو يقود بسرعة جنونية تكاد لا تصدق حتى حدث ما لخبط الأرواق , شعر توم بقوة عنيفة تصطدم في الباب المجاور له ولكن ألبيرتو تدارك الأمر بوضع كامل قوى قدمه اليسرى على الفرامل ليتدارك الوضع في أسوء حالاته , شعر توم بالاستيقاظ فجأة وكأنه كان غائص في حلم عميق , حاول أن يخرج توم من الباب بفتحه ولكنه لم يكن يفتح خرج ألبيرتو وبدأ ينظر إلى حالة البويك الذي أصبحت خردة من الجهة اليمنى , تجاهل ألبيرتو رفيقه توم وبدأ بالتفاهم مع صاحب السيارة المقابلة التي اصطدمت بهم وبعد لحظات واجه توم رجلاً عريض المنكبين قادم باتجاهه وكان شعوره أن يأتي ليخرجه من السيارة المتحطمة ولكن المفاجأة التي هي أكبر من ذلك هي أن ذلك الرجل كان قد أخرج شيئاً صغيراً من معطفه أسود اللون وجزءاً منه يحمل اللون البني لم يستوعب توم بأن ذاك الشيء كان مسدساً حيث صوبه عليه بطريقة سريعة وأطلق باتجاه توم مرتين ولكنه لم يحالفه الحظ كثيراً حيث أن الزجاج تصدى للرصاصة الأولى والثانية قد كان توم قبل ان يطلقها مستلقي على الأرض وتفادى الرصاصة بطريقة عجيبة , تفرق المتجمهرين وكان ألبيرتو قد قفز على الرجل صاحب السلاح وقبض عليه بخبرته الإيطالية بكل تأكيد و أصبحت الآن ثلاث قضايا قد تعرض لها المفتش توم و الكابتن البيرتو في يوم واحد وفي لحظات قليلة , أُخرج توم من السيارة و كان توم في حالة من الرعب حيث ما أصابه ولكنه استجمع شجاعته في لحظات قليلـة , بدأ يتحاور مع صاحب السيارة المصطدمة بهم بطريقته وقد لاحظ بأن الحادث كان قوياً بسبب سرعة ألبيرتو المجنونة , قدمت سيارتي شرطة خلال وقت قصير وتم التحقيق مع الرجل ذو المنكبين العريضين و تم وضعه بسيارة الشرطة ورحلوا به , تبقت سيارة شرطة واحده ليستغل توم الوضع لصالحه ويخبرهم بأنه بحاجة لتوصيله سريعة للعنوان المحدد , حدث شد وجذب ولكن في النهاية قد شحن نفسه هو و ألبيرتو داخل السيارة لتمشي بهما لمنطقة ميلانو , دخل توم بوابة الأحلام مجدداً وبدأ يمسك بشاربه مراراً وتكراراً وكأنها هي الطريقة الوحيدة لجعله يصل إلى حل ما , قطع ألبيرتو حبل أفكاره وقال له :" حسبي بأنك غاضب بما حدث لنا للتو أليس كذلك يا توم ؟" رد توم بكل امتعاض لمقاطعته لتفكيره :" لا ولما أغضب ؟" أطلق ألبيرتو ابتسامته البلهاء المعروفة عنه ثم قال :" تعلم .. نحن نطارد أوهامك وحادث مفاجئ يعطل مطاردتنا ثم تتعرض لطلق رصاص من رجل مجهول ولكن الحظ يحالفك ". تجاهل توم حديث ألبيرتو وقال له :" نعم , نعم " ولكن ألبيرتو بلا شك لم يرد بأن ينهي حديثه مع توم بهذه السهولة وقال له :" لكن أتعلم ماذا يا عزيزي ؟ إنه القدر يا توم "








:: لحظة الحقيقة ::






تجولت سيارة الشرطة التي كان بداخلها المفتش توم وشريكه الذي قضى معه تحقيقاته في إيطاليا عن المافيا الإيطالية لمدة تزيد عن الثلاث سنوات هو الكابتن البيرتو الذي أخذ يدقق في عناوين المنازل التي يمرون بها لكي يجد السان سيرو ولكن لا جدوى حتى الآن , طرح الكابتن البيرتو سؤاله للمفتش توم حيث قال :" لم تقل لي يا توم !! من هو ذاك الذي تشك به ؟" جاوبه توم بكل ثقة :" اللورد إنتر , فأسلوبه كان مثيراً للشك منذ البداية ولا تنسى بأنه يلتزم الصمت دائماً وتلك هي صفات رجال المافيا !!" , بكل آلية قال ألبيرتو :" معك حق , معك حق ". ازداد طرح البيرتو تساؤلاً لتوم :" وبالنسبة للدوق ميلان , هل تشك به ؟" لم يتردد توم لحظة وقال :" لقد وضعته من بين القائمة بكل تأكيد ولكني أستبعده حالياً " , :" والسيدة روما ؟" نظر توم إلى ألبيرتو بدقة ثم قال :" عزيزي ألبيرتو عزيزي ألبيرتو , لم تتعلم من مصاحبتك لي حتى الآن , ثلاث سنوات ولم تتعلم مني , عزيزي ألبيرتو إن السيدة روما هي الضحية التالية !!" لم يتمالك ألبيرتو نفسه وطرح التساؤلات تلو التساؤلات :" وكيف علمت ذلك ؟ وهل السيدة روما في خطر محدق ؟ ومن تظنه سيقوم بقتلها " , غاص توم في أفكاره وهو يقول له :" فقط الحدس وما يفعل يا ألبيرتو ". , قاطع حديثهم السائق قائلاً :" ها هو , السان سيرو أو الجوزيبي مياتزا كما يطلق عليه أحياناً ". قال توم بلهجة المنتصر :" وأخيراً , وصلنا ". نزل البيرتو و توم من السيارة وتكلم توم مع السائق لينتظرهما حتى يأتيان , نقرات على الباب ولكن لا أحد يستجيب , فأومئ توم لـ ألبيرتو , فهمها بسرعة حيث كان يطلب منه أن يكسر الباب وهذا هو الحل الوحيد للدخول الآن , كان المنزل كبيراً بعض الشيء فتفرقا ليجدا أي شيء مثيراً للتساؤل و الارتياب , مرت عشرات الدقائق حتى وصلت للـ نصف ساعة من البحث في المنزل الذي كان يتميز بالأثاث الإيطالي و أنواعه فكان صرحاً من الجمال كما عبرها توم وهو يتمتم بمشاهدة أنواع الديكورات , صعد توم للطابق العلوي ولفت انتباهه علبة مستطيلة الشكل منقوش عليها حرفين " في – اكس " كان النقش ذو شكل خلاب فـ تسارعت دقات قلب توم حتى وصوله للعلبة المستطيلة , كان يجب عليه أن يفتحها ليرى ما بداخلها فـ الفضول قد دعاه لفعل ذلك , لم يستغرق الأمر أكثر من لحظات معدودة حتى فتحها ليجد ورقة مصفوفة بعناية داخلها ولا وجود لأي أنواع السموم , ما زالت الحيرة تخالجه فسحب تلك الورقة البيضاء اللون وكانت مكتوبة عليها :" أهلاً المفتش توم هايدن , أتمنى بأن يعجبك المنزل , مع تحيات .. اللورد إنتر – الدوق ميلان " تراجع توم من شدة الدهشة للخلف وقال لنفسه :" كل هذا الأمر وينتهي بي المطاف هكذا , لقد كانوا يعلمون بمجيئي !! ولكن كيـ..!" قبل أن يكمل تساؤلاته توجهت إليه طعنة مدوية من الخلف , قبل أن يسقط أرضاً التفت ليواجه قاتله , كان بكل تأكيد اللورد إنتر ومن غيره .. ولكن انتظر إنه ليس اللورد إنتر كما ظن توم بل هو صديقه الذي عاشره ثلاث سنوات [ ألبيرتو كوبولا ] كانت رؤية قاتلة أشد صدمة من الطعنة , " ألبيرتـ... , ولكن لماذا ؟" نطق بهذه الكلمات وهو يتحسس دموعه الحارة على جبينيه . أطلق ألبيرتو ضحكته البلهاء مجدداً :" لقد ظننت أنني الكابتن الأحمق الذي أتى ليلبي طلباتك ! هه بأس تفكيرك يا توم , لقد تظاهرت لك بالبلاهة طوال الوقت معك فقط لكي أجاريك وأنت لم تشك بي ولو للحظة !! لتعلم فقط بأن تبقى بعيداً عن المافيا ". مرت لحظات الحقيقة أمام ناظريه لوهلة حيث فكر بما كان يقوله ويفعله سابقاً رفيقه ألبيرتو سابقاً :" عندما أطلق تلك الأغنية , روما روما روما , كانت لها مغزى ولكنني لم أفهمها , عندما دخل بين الزحام ليرى من الضحية , أكاد لا أصدق !! لقد وضع السم في الكأس ليوهمني بأن هنالك ضحية أخرى بالسم , عندما , عندما .. الحادث أكاد لا أصدق لقد تسبب به من جهتي , لقد تجاهل سحبي ليقضي عليّ ذاك الرجال , أكاد لا أصدق ألبيرتو هو الرأس المفكر !! " ثم مررت له تلك الكلمة التي قالها له ألبيرتو :" إنــه القدر يا توم " بدأ توم يتخذ وضعية الهجوم ويفكر , يجب بأن أرد الصاع صاعين حالاً , قال له بيأس وهو ينظر بعيني الخائن الواقف أمامه :" لقد كنت أعلم بأمرك من قبل , لعبتك مكشوفة .. لقد إستدعيت كامل القسم إلى هنا , وسوف يقومون بالقبض عليك " ضحك ألبيرتو بإستهزاء ولكن تلك الضحكة إختفت بعد سماع صافرات الشرطة تدوي في المنطقة ليلقي نظرة حول النافذة ويرى عدة رجال من الشرطة و سياراتهم , قال بامتعاض :" تباً , تباً " لحظات تمر والعالم أصبح ضباباً بالنسبة لتوم حتى أيقظه البيرتو من سباته ليقول له :"لا تمت يا عزيزي توم الآن فلديك مهمة أخيرة لي " سحبه معه حتى وصل لباب المنزل وخرج ليواجه رجال الشرطة , سحب المسدس الذي كان بمعطفه وصوبه على رأس توم وقال :" ألقوا أسلحتكم و إلا فجرت رأس هذا اللعين حالاً " دهش رجال الشرطة من كلام ألبيرتو فرد عليه أحدهم :" ألبيرتو ماذا تفعل , ألقي سلاحك !" يرد ألبيرتو بكل حنق :" سمعتموني وسوف أعد حتى الثلاثة " , يزداد توتر الموقف شيئاً فـ شيئاً , :" واحد .. أنا لا ألعب حالياً .. اثنان .. سوف يذهب إلى الجحيم يجدر بكم إنقاذه .. ثـ" لم يكملها حتى سمع دوي ثلاثة رصاصات على صدره فسقط على الأرض , سقط توم أرضاً هو الآخر من شدة ألم الطعنة السابقة وقال له :" ألبيرتو , ألبيرتو .. أين السيدة روما ,, يجدر بك أن تقول لي , أين السيدة روما ". يرد ألبيرتو وهو يطلق ضحكته البلهاء :" لقد قلت لك , لا تعبث مع المافيا , السيدة روما سوف تلقى حتفها في أحد أزقة منطقة روما قريباً , لقد تعدت علينا , ومصيرها هو الموت " , أتى عدد من رجال الشرطة قال لهم توم :" ابحثوا في أزقة روما كلها , هنالك سيدة قد ترونها مرداة قتيلة " ثم أستطرد لـ ألبيرتو :" أنت لا تعلم يا ألبيرتو , الشرطة هؤلاء لم أستدعيهم من أجلك , بل من أجل اللورد إنتر الذي حسبت بأنه هنا , وهل تحسبني سأتكلم مع السائق عبثاً !! لكنك خدعة ولقد عبثت معك يا عزيزي " لا زال ألبيرتو يضحك :"أتعلم ماذا يا توم , لقد أخبروك بأن لي أسماً آخراً , الا وهو موراتي .. استمتع بلحظاتك الآن " يرد توم وهو مفاجئ :" للأمانة لقد فاجأتني ولكن الحق يقال بأنني كنت نداً لكم , وسوف نموت الآن معاً .. عزيزي موراتي ". وبالفعل لم تمر لحظات حتى غابا عن الدنيا معاً .
في الجهة المقابلة , وفي الجنوب تحديداً , منطقة روما كانت تنقل مصابة اسمها السيدة روما , عولجت من قبل الطبيب كلاوديو رانييري , ولكن كل شيء اتضح بالنسبة لها وهي تتذكر طعنات اللورد إنتر و الدوق ميلان لها وهما يرميان بها لهذا الزقاق الضيق الذي انتشرت فيه الجرذان


:" المافيا تتحكم بكل شيء في إيطاليا ولذلــــك حاربت ثم حاربت من أجل لا شيء , فقـط من أجل شرفهـا المسلوب , كم أنت ظـالم يا كالشيــو , كـم أنت ظـالم "





مــع أطيب تحيـــاتي
ماجــد راشد الزهراني

[tiger of zahran]

قصة شيقة ممزوجة بوهم المافيا وبإنتظار تحويلها لفيلم

وكالعادة...

روما "كومبارس"