![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#2281 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() عندما تنكسر فيك الإرادة انهض من أعماقك عندما تعاندك الابتسامة النابعة بصدق من اعماقك وعندما يغيب عن مشاعرك ذلك المعنى الحقيقي للفرح وعندما تأن تلك الألام الصامته في أعماقك وعندما تتوقف كل السبل في طريق الحيرة والهم وعندما تتكاتف الظروف محاولة كسر ذلك الشموخ فيك وعندما تتحول تلك العيون إلى عدسة تتدقق وتسجل كل عثراتك وعندما يحاول الأغلب أن يضخم تلك العثرات في ظروفك القاسية وعندما تشعر بأن أضلعك قد ضاقت ذرعاً بقلبك الحزين وعندما يتبرهن لك بأنه ليس هنالك أمل يشعشع في الظلام حالك وعندما يعجز عقلك عن إدراك ما قد يحيط بك من معاناة وألم وقسوة وعندما تفرض الأيام عليك الصمت فرضاً حتى لا تبوح بمكنونك وعندما يعبس الوقت في وجهك محاولاً كبح جماحك وعندما تكسر رياح الزمن مجاديفك بقسوة حتى لا تبحر وعندما ترى أنك قد أُحطت بما لاتطيقه استطاعتك وقوتك وعندما ترى كل الحروف قد حاولت أن تخون تلك التعابير الصادقة في جوفك وعندما ترى أن تلك الشمس التي تنير لغيرك لا يصل نورها إليك وعندما تتمكن كل مقومات الإنكسار من مواطن القوة في قناعتك وعندما تتراكم تلك الأحمال الثقيلة على كاهلك لتقعدك عن المسير وعندما تُحس أنك تتكلم لكن من غير صوت مسموع عندما تترجم مشاعرك بإحساس صادق وتُفهم بعكس ما تتمناة عند هذا وبعد هذا إرحل إلى الأعماق قليلاً تمسك بما كنت تؤمن به في أوقات لم تتكاتف عليك فيها الظروف حاول أن تُركز قوتك في اعماقك فهي بداية لقوتك الخارجية كن كمن يتمتع بالمرونة التي تعيدك إلى حيث كنت تدريجياً كن مرناً أمام هذه الظروف في خارجك وقوياً متماسكاً في داخلك حاول أن تكيف نفسك مع هذه الظروف تكيفاً يعيدك لطريقك الصحيح أستشعر لكل شعور صادق يناديك في داخلك وأنظر ملياً في هؤلاء الذي يحيطون بك فبينهم إنسان محب لا يعلم ماذا يقدم لك فبينهم إنسان محب لا يعلم أين ومتى يبدأ معك فبينهم إنسان محب يريد أن يراك قوياً فبينهم إنسان محب يكفي أن تفعل المستحيل من أجله فبينهم إنسان محب لربما قست عليه الظروف كما تقسو عليك فبينهم إنسان محب يريد أن يوقد شمعته من طاقتك وقوتك فبينهم إنسان محب يحس بك وإن لم يستطع التعبير لك وقبل هذا تذكر أنه كلما قست الظروف فهي ستلين يوماً وقبل هذا تذكر أن مرارة التجارب تنضج العقل وقبل هذا تذكر أن الأيام تدور بحلاوتها ومرارتها وقبل هذا تذكر أن بعد الدمعة ..... إبتسامة وقبل هذا تذكر أن الشيء لا يرى جيداً الا بنقيضه أغمض عيينك قليلاً لترى النور في اعماقك يبحث عن مخرج وأعلم أن الألم يعلمنا كيف نتجاوز الضعف لا تحاول أن تسجن تلك الدمعة فلربما كانت هي من يسقي جذور الإبتسامة وبعدها إنهض من أعماقك قبل أن ينهض جسدك وأستقبل الدنيا بقوة تعينك على إكمال هذا السير فالدنيا لن تتوقف من أجل أحد ولن تنتظر من يتعثر أخبر من كان يتمنى أن تتحطم بأنك لن تبقى مقعداً لتلك الهموم وبشر من كان ينتظر منك هذه القوة بأنك ستفعل المستحيل على قدر ما تركز مجهودك في موضوع ما .. تـحقق النجاح فيـه فكر دائمـاً فيما يسعدك .. وأبتعد دائمـاً عن ما يقلقك لا تستمع لأي شخص يسبب لك إحباطات .. أو يقلل من طموحاتـك ------------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#2282 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() كنــز خيــــــر من كنوز الدنيا ماذا تفعل حينما تسمع أحدا يطرق باب منزلك؟....لاشك أنك تقوم بفتح الباب! حسنا..ماهو شعورك اذا فتحت الباب لكنك لم تجد أحداً بل وجدت صندوقا ذهبيا قد كتب عليه "هذا الكنز ملكك أنت"؟...تقوم بفتح الصندوق وبالفعل تجده مليئاً بالذهب والمجوهرات!!! ... حسناً...دعك من هذا الخيال،وأقبل على الحقيقة،فأنا هنا أدلك على كنز،هو والله خير من كنوز الدنيا كلها. قال صلى الله عليه وسلم لرجل:"ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة؟...قل:لاحول ولاقوة الابالله" رواه البخاري. نعم فالدنيا كلها تنتهي حتى لو ملكت منها كل شيء،أما هذا الكنز النبوي فانه يدوم لك وهو لايكلفك شيئا كما ترى!! والمعنى أنك تجد يوم القيامة ثواباً عظيماً،وأجراً نفيساً قد ادخره الله لك لهذا اليوم العصيب!! ومعنى هذه الجملة:أنك تقول:يارب أنا ضعيف لاقوة ولااستطاعة لي،الا اذا ساعدتني،فكأنك تطلب من ربك القوة التي تمكنك من فعل الخيرات،وترك المحرمات،مع كمال الذل والخضوع لله!! إخوتي:هل تظنون أن الله يترك عبده اذا تاب اليه واعترف بضعفه،وطلب منه القوة والمساعدة؟! كلا والله،فالله سيقبلك،ويحل لك مشكلتك،ويفرج عنك كربتك،ويجعلك من أهل الايمان،ولكن عليك بالصدق،فعود لسانك على الاكثار من هذا الذكر العطر،وقبل أن ينطق به لسانك،فليخرج من قلبك...!! ------------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#2283 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() وصــــايــــــا اب لأبنــــه يا بني : ما ندمت على السكوت قط . يا بني : اعتــزل الشر يعتزلك ، فإن الشر للشــر خلق .. يا بني : عود لسانك : اللهم اغفر لي ، فإن لله ساعات لا يـــرد فيها سائـــلاً . يا بني : اتخذ طاعة الله تجارة تأتيك الأربــاح من غير تجـــارة .. يا بني : لا تكثر النوم والأكل ، فإن من أكثر منهما جاء يوم القيامة مفلسا من الأعمال الصالحة .. يا بني : بئراً شربت منـــه ، لا تــــرمي فيه حجــــــراً ... يا بني : عصفور في قدرك خير من ثــــور في قدْر غيرك ... يا بني : شئيان إذا حفظتهما لا تبالي بما صنعت بعدهما دينك لمعادك ، ودرهمك لمعاشك . يا بني : إنه لا أطيب من القلب واللسان إذا صلحــا ، ولا أخبث منهما إذا فسدا . يا بني : لا تركن إلى الدنيا ولا تشغل قلبك بها فإنك لم تخلق لها .. يا بني : لا تضحك مع عجب ، ولا تسأل عما لا يعنيــك .. يا بني : إنه من يرحم يُرحم ، ومن يصمت يسلم ، ومن يقل الخير يغنم ، ومن لا يملك لسانه يندم .. يا بني : زاحم العلماء بركبتيك ، وأنصت لهم بأذنيك ، فإن القلب يحيا بنور العلماء . يا بني : إذا كنت في صلاة فاحفــــظ قلبك . يا بني :وإذا كنت في مجلس الناس فاحفظ لسانك .. يا بني: وإذا كنت في بيوت الناس فاحفظ بصرك .. يا بني: وإذا كنت على الطعــام فاحفظ معدتك .. يا بني : واثــنــتـــان لا تذكرهمـــا أبدأ : إســـــــــــــاءة الناس إليك --- وإحسانك للناس . --------------------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#2284 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() تعلمت من الطبيعة كثير عندما تأملت السماء ومافيها من جمال رسمة الخالق وعندما تأملت الارض وماتحمله من ابداع الخالق عندما تأملت وتأملت علمتني الطبيعة وحدثتني دون كلام فهي تعطيك عبر وحكم ليست بالحسبان فسبحان خالقها ومصورها المطر ![]() علمني المطر كيف اغسل همومي واحزاني وكيف اجدد حياتي كما تغسل قطرات المطر اوراق الشجر وتعيد لها الحياة السراب علمني السراب ان هناك امور في الحياه يكون تحقيقها من المستحيلات وكلما تقترب منها خطوة تبعد عنك الف خطوة فلا تضيع وقتك باتباع الأوهام الضباب ![]() علمني الضباب ان الانسان قد يمر بلحظات عصيبة ومصائب وأزمات لكن لابد أن ياتي الفرج من الله ويعود كل شي كما كان الرياح ![]() علمتني الرياح ان اسير بعكس التيار اذا اردت تحدي نفسي والصعاب فهناك أمور تتطلب منك بعض التحديات السحاب ![]() علمني السحاب ان انقل كل ماهو جميل ابتعد عن الكذب والنميمة واغتياب الناس من وراء ظهورهم فالسحاب لايحمل الا قطرات المطر !!! فلتكن مثله القمر ![]() علمني القمر بأن كل شي له جانب مضيئ وجانب معتم جانب ايجابي وجانب سلبي فانظر دائماً الى الجانب المضيئ وقوم تلك السلبيات حتى تكون انسان ايجابي ومتفائل الشمس ![]() علمتني الشمس ان هناك من يضيئ دروبنا وتجده دائماً الى جانبك يتعب ويشقى من اجل راحتك وهناك من يفديك بحياته لاجل سلامتك حتى لو كان لايمت اليك بأي صلة فالشمس تحترق بداخلها الف مرة لكي تبث الينا ضياءها النجوم ![]() علمتني النجوم ان أكون مميز بحضوري أحترم كل من حولي وان أزين كل مجلس احضره بأدبي واخلاقي كما تزين النجوم السماء الصافية بجمالها وروعتها الأشجار ![]() علمتني الاشجار ان اكون ثابت وقوي في الرخاء والشدة واذا ضربت بحجر اعطي ثمر حتى اكون عبرة للأخرين وهذا ليس من الضعف لكن اذا أحسنت الى الناس ستجبرهم على احترامك وتكون لهم قدوة يقتدوا بها الأنهار ![]() علمتني الأنهار الصفاء والنقاء والعذوبة وان الانسان المثالي يكون نقي من الداخل كنقاوة الأنهار لايعرف حقد ولا حسد انسان مسالم شفاف واضح فلماذا لاتكون مثله ؟؟؟ الزلازل ![]() علمتني الزلازل ان الحياة لاتسير على وتيرة واحدة فقد تعيش حياتك بسعادة ورخاء لكن وبلحظة شيء ما يكدر صفو حياتك فلاتتذمر ولاتحزن فدوام الحال من المحال البراكين ![]() علمتنى ثورة البراكين ان هناك من يمسك غضبه لأيام او سنين لكن بلحظة سيفجر كل مافيه فعليك ان تنفس عن نفسك وتخرج كل ماتحس به قبل ان تصل لهذه اللحظة فللصبر حدود وعلمتني ان من يتعرض للظلم سيدافع عن نفسه بكل قوه لإثبات حقه لان من يرضى الظلم على نفسه قد يرضاه للآخرين الرمال ![]() علمتني الرمال ان هناك امور لاتستطيع ان تمسك بزمامها فتطير من بين يديك كما تذهب الرمال مع ادراج الرياح الشواطىء ![]() علمتني شواطئ البحار ان لكل شئ بداية ونهاية سواء كانت سعيدة أم حزينة فلابد ان تصل الى هدفك والى نقطة النهاية البحار علمتنى البحار ان اكتم اسرار الناس مهما كان ومهما حصل فإن كنت انسان امين سيلجأ اليك الكثير للبوح بأحزانهم كما يلجأون للبحر لرمي همومهم الثعلمتني الثلوج ان اكون كبياض الثلج لايحمل قلبي غير الحب والعطف والرحمة لا أسيئ الظن بالآخرين ولا أحكم عليهم من مظهرهم فاذا لم تعاشرهم فأنت تجهلهم !!!!!! الشهب ![]() علمتني الشهب ان الحياة قصيرة فلا تغتر بجمالها فكم فارقت من الأحباب والأصدقاء بلمح البصر كما تختفي الشهب بالسماء الجبال ![]() علمتني الجبال الراسية الشموخ والثبات أمام مهب المصاعب والأحزان وأن لا أنحني لأحد غير خالقي فاعلم ان لكل أزمة مخرج ولكل هم رب يفرجه أمواج البحار ![]() علمتني أمواج البحار الدائمة الحركة ان الانسان الطموح يجب عليه ان يبحث دائماً عن تحقيق نجاحه ولايقف عند حد معين فالفشل وارد فحاول مرة واثنين حتى تصل الى هدفك والحياة تجارب فاستفد منها ------------ للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#2285 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() كيف نخـلص أنفسنا من الحقد السـلام عـليـكم ورحـمة الله وبـركــاته ما أكثر الخير الذي يعود علينا لو أننا بذلنا الجهد الكبير الذي نبذله في التفكير في الشقاء الذي يصيبنا ووجهناه وجهة أخرى، إلى العمل النافع المثمر!" ت. س. إليوت كتب أونوري دي بلزاك Balzac كاتب فرنسا الشهير (1799-1850) يصور أحاسيسه ومشاعره في إحدى مراحل حياته المبكرة، تلك التي لازمته وانعكست في بعض قصصه ومؤلفاته عندما أمسك بالقلم ليكتب ويصبح واحداً من مشاهير الأدباء في العالم: "كنت في الحادية عشرة، وكانت أختي التي تصغرني بستة عشر شهراً هي صديقتي الوحيدة. كنا نلعب معاً ونأكل معاً وننام معاً، فلم يكن لي أصدقاء!" "وكثيراً ما كنت أتساءل: ولكن لماذا لا يكون لي أصدقاء؟ وما هو سر عزوفهم عن دعوتي لمشاركتهم اللعب؟ أليس غريباً أن يلجؤوا إليّ عندما يشعرون بعجزهم عن فهم دروس الجبر والحساب، ثم ينسونني عندما يخرجون للهو واللعب؟!" ذكريات الطفولة كانت ليلة من ليالي الشتاء البارد بمدينة تور Tours بفرنسا، عندما جلس الصبي الصغير بلزاك وراء زجاج نافذته يرقب الثلوج المتساقطة وأبناء الحي وهم يلعبون فوق التل القريب، فيتراشقون بالثلج ثم يجمعونه ليصنعوا منه التماثيل. وكانوا يمرحون ويغنـّون.. أما هو فقد كان يبكي لأن أحداً من هؤلاء الأصدقاء لم يهتم بدعوته لمشاركتهم في لهوهم! وفجأة سمع الصبي الصغير صوت والده. لقد كان يقف على مقربة منه ويرقب الانفعالات التي ظهرت على وجهه، إلى أن سمعه ينتحب، فربت على كتفه في رفق وسأله: "لماذا تحزن يا بني؟" فأجاب الصبي: "لأنهم لا يريدونني.. ولا يحبونني، ولكنني سأنتقم منهم.. لن يجدوا مني مساعدة بعد اليوم في شرح ما غمض عليهم من دروس!" وابتعد الصبي عن نافذته، وذهب يبحث عن أخته التي كانت تلهو بعرائسها الصغيرة، فجلس معها يساعدها على إعداد العرائس للنوم! تصرف صبياني.. ولكن من منا نحن الكبار لم يفكر مثلما فكر بلزاك، ويتصرف مثلما تصرّف، ويفعل ما فعله هذا الصبي الصغير الذي شعر بالحقد على أصدقائه لأنهم لم يشركوه في لعبهم ولهوهم؟ الحقد عند بلزاك إن بلزاك نفسه لم يستطع أن يتخلص من هذه الصور وغيرها من صور أخرى كان يعاني منها في طفولته، إلا بعد أن أمضى سنوات طويلة من البحث في طبيعة النفس البشرية، ومن الغوص في أعماق الإنسان ودراسة أخلاقه ومزاجه. ولم يكن بلزاك حاقداً على أصدقاء طفولته فحسب، بل لقد حقد على أمه أيضاً، تلك المرأة التي حجبت عن طفليها الحب والعطف والرعاية التي يبحث عنها كل طفل، لأنها هي بدورها كانت حاقدة على نفسها وعلى والديها وعلى نصيبها من الحياة التي جمعتها برجل يكبرها بأكثر من ثلاثين عاماً، فأصبح زوجاً ووالداً لطفليها. قال بلزاك بعد هذا في كتابه "سيكولوجية الزواج": "إن الحقد عدْوى.. فإذا أصاب هذا المرض أحد أفراد الأسرة.. انتقلت عدواه إلى الأسرة كلها!" عالم الأحقاد ونحن نعيش في عالم مليء بالأحقاد.. فنحن نحقد إذا تخلى عنا الحظ، أو تخلف بنا قطار الحياة.. ونحقد إذا فاتتنا ترقية أو إذا كانت الترقية من نصيب غيرنا، سواء كان يستحقها أو لا يستحقها.. ثم نحقد إذا شعرنا بأن أزواجنا أو أولادنا لا يقدّرون ما نبذله نحوهم من جهد ومن تضحيات.. ونحقد إذا أساء إلينا صديق، أو اغتابنا في غيابنا، ونحقد بعد هذا كله لأي سبب ولأتفه سبب. ونذهب للنوم بعد أن ينتهي النهار، وعندها فقط نشعر بأثر هذا الحقد وما تركه في نفوسنا وأذهاننا. فقد هرب النوم من أعيننا، وعبثاً نحاول أن نطرد من رؤوسنا تلك الأفكار المعتمة التي استبدّت بها وسيطرت عليها. لا نستطيع أن ننسى كتبت زوجة شابة تشكو، قالت: "إنني مضطرة إلى العيش مع شقيقي وزوجته، فقد توفي والدانا، ولم يعد لي من عائل يرعاني سوى شقيقي الوحيد.. لكن زوجته لا تريدني في بيتها.. إنها تقسو في معاملتها معي، وتغلظ لي القول.. إنني لا أستطيع أن أنسى ذلك اليوم الذي قررتْ فيه زوجة أخي أن تصطحب زوجها للقيام برحلة خارج المدينة عندما علمت أن اليوم هو عيد ميلادي. وذهب شقيقي وزوجته دون أن يتمنيا لي عيداً سعيداً!" لقد شاء سوء حظ هذه الفتاة أن يموت والداها قبل أن تتزوج، وهكذا اضطرت إلى الاعتماد على شقيقها. ولو كانت تعمل لتغير الحال، فقد كان من الممكن أن تعتمد على نفسها وتستقل بحياتها.. ومن أجل ذلك تحقد هذه الفتاة على شقيقها وعلى زوجته، ويضاعف من حقدها أنها لا تستطيع أن تنسى. الحقد وحوادث الطلاق يقول علماء النفس أن حمْلنا للضغينة بطريقة شعورية أو لاشعورية، وتذكرنا بصورة دائمة لما سبق أن تعرضنا له من إذلال أو مهانة، وإحساسنا المستمر بالظلم الواقع علينا.. كل هذه العوامل تغذي الشعور بالحقد في نفوسنا، وتدفعنا دفعاً إلى كراهية كل شيء يمت إلى الحياة من حولنا بصلة.. لقد أحصوا حوادث الطلاق في عام واحد، فوجدوا أن أكثر من نصفها يرجع أساساً إلى نشوب خلاف بين زوجين، كان من الممكن ومن السهل إزالة أسبابه ودوافعه، لولا أن الزوجة لا تريد أن تنسى، أو أن الزوج لا يستطيع أن يطرد حوادث هذا الخلاف من رأسه. لماذا إذاً نضيّع حياتنا في التفكير في أحداث ومشاكل ومسائل كان يمكن أن تطوى، كما تطوى صفحات الكتاب الذي فرغنا من قراءته، وننساها أو نتناساها مع الزمن؟ يقول الفيلسوف أروين أيدمان Erwin Edman "إننا نحترق حقدا.. ولو أننا كرّسنا تلك الطاقة الضخمة التي نبذلها في البكاء على جراح الماضي، في تحسين الظروف والأحوال التي تثير أحزاننا من حولنا، لاستطعنا أن نغيّر من أنفسنا ونغير من مسلك وتصرفات كل هؤلاء الذين تسببوا في إثارة أحقادنا". حياة جديدة روى أن أحد قضاة الإنكليز قصة رجل قضى في السجن ستة عشر عاماً لإدانته في جريمة قتل لم يرتكبها.. فقد كان القاتل هو عم السجين، وقد رفض أن يعترف بجريمته، وكانت النتيجة أن تحمّل ابن أخيه العقاب الذي استحقه العم.. وخرج البريء المدان من السجن، ولكن لا لينتقم، وإنما ليبدأ حياة جديدة في الأربعين من عمره.. فقد دخل مدرسة ليتعلم فيها الوعظ والإرشاد، لكي يعود بعد هذا بما تعلمه إلى زملائه وراء قضبان السجن يحدثهم ويرشدهم ويوجههم إلى ما فيه خيرهم وخير الإنسانية التي يمثلها هذا الرجل الذي ظلمه المجتمع. والأطباء ينصحوننا بأن ننسى ونعفو.. فهم يؤكدون أن 80% من حالات الصداع وسوء الهضم وفقر الدم وقرحة المعدة وارتفاع ضغط الدم سببها الأساسي تفكيرنا المستمر في أحزاننا وحقدنا على الناس وسخطنا على الحياة وعلى كل من يعيشها! حتى مرضى القلب، ليسوا هم وحدهم الذين يعملون أكثر من طاقتهم، لكن أيضاً هؤلاء الذين يشعرون بالسخط على عملهم المرهق الكثير. أسباب الحوادث حتى حوادث المرور، لقد ثبت من الإحصاءات التي أجريت كجزء من تلك المحاولات الدائبة للتقليل منها والحد من خطرها، إن 40% من هذه الحوادث يقع نتيجة للحالة النفسية السيئة التي يعاني منها سائق السيارة نفسه أو المشاة الذين تشغلهم مشاكلهم عن رؤية الخطر المحدق بهم وهم يعبرون الشارع. والمرأة كذلك، تلك التي تعيش بين جدران بيتها، إنها معرّضة للحوادث والأخطار التي قد تنجم عن سوء استعمال موقد الغاز أو التيار الكهربائي، إذا كانت من هذا النوع الناقم دائماً الحاقد على الحياة وعلى نصيبها منها! وكذا الإنتاج في المصانع والشركات، كثيراً ما يتأثر نتيجة للسخط الذي يشعر به العاملون تجاه رئيسهم أو المسؤول عنهم. البحث عن الأسباب ماذا نفعل لكي نخلـّص أنفسنا من هذا الشعور؟ إن أول خطوة يتحتم علينا أن نخطوها هي أن نبحث عن مصدر هذا الشعور بالمرارة أو الحقد الذي يملأ نفوسنا، ثم نبذل كل ما في وسعنا بعد ذلك لإزالة مسبباته ودوافعه.. وسوف نكتشف من خلال محاولتنا هذه أن السبب كامن في نفوسنا نحن.. ولكنها الطبيعة البشرية هي التي تجعلنا دائماً نتغاضى عن أخطائنا ومساوئنا، ونحاول أن نلقي دائماً اللوم على الآخرين. لا بد أن ننسى أما الخطوة الثانية التي يجب أن نخطوها في سبيل التخلص من شعورنا بالمرارة أو الحقد، فهي أن نحاول أن ننسى.. روى أحد الكتاب قصة زوجين فقدا ابنهما الوحيد في ميدان القتال. وقال الكاتب يكمل روايته: "لقد كان والداه يحبانه حباً يفوق كل تصور، حتى أنهما رفضا أن يتركا للحزن والمرارة على فقد ابنهما الوحيد، أية فرصة لإفساد تلك الذكرى الجميلة العاطرة التي يحملانها له في قلبيهما." ترى ماذا فعل هذان الأبوان؟ قال الكاتب: "لقد جمعا كل ما لديهما من مال وافتتحا به مدرسة أطلقا عليها إسم ابنهما، لتعليم أبناء الشهداء الذين ماتوا معه في الحرب، بالمجان!" لكن التخلص من الشعور بالحقد والمرارة لا يكفي وحده، فالعقلاء هم الذين يملؤون نفوسهم بعد ذلك بآمال جديدة للمستقبل. الحياة والجمال وكما أن الحب يولـّد الحب، كذلك الحقد يولـّد الحقد ويغذيه. ومهما كانت أسباب شعورنا بالحقد، فهي لا تستحق منا كل هذا الإهتمام الذي يستنفد جانباً كبيراً من نشاطنا وحيويتنا وتفكيرنا.. كثير من الصور الجميلة من حولنا تحجبها عنا الجراح المفتوحة التي ما زالت تنزف دماً. الشمس تشرق ولكننا لا نراها ولا نشعر بدفئها.. والطيور تغرد فلا نسمعها.. والزهور تتفتح ونحن غافلون عنها.. الحياة مليئة بالجمال.. فلماذا لا نستمتع بها؟ لماذا لا ننسى أحقادنا وندفن أحزاننا لنرى هذا الجمال وننعم به قبل أن يتوقف بنا قطار الحياة في نهاية رحلته؟! ----------------------------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#2286 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() ارض بما قسمه الله لك وثق باختياره ![]() يقول علماء النفس إن كثيراً من الهموم والضغوط النفسية سببه عدم الرضا ، فقد لا نحصل على ما نريد ، وحتى لو حصلنا على ما نريد فقد لا يعطينا ذلك الرضا التام الذي كنا نأمله وحتى بعد حصولنا على ما نريد فإننا نظل نعاني من قلق وشدة خوفا من زوال النعم . يقول أحد الحكماء ( لو أن أحدا ملك الدنيا كلها ما استطاع أن ينام إلا على سرير واحد ، وما وسعه أن يأكل أكثر من ثلاث وجبات في اليوم ، فما الفرق بينه وبين الفلاح الذي يحفر الأرض ؟ لعل الفلاح أشد استغراقا في النوم ، وأوسع استمتاعا بطعامه من رجل الأعمال ذي الجاه والسطوة ) فأحذر القلق والهموم فهي تفتك بالجسم وتهرمه كما قال المتنبي : والهم يخترم الجسيم نحافــة ...... ويشيب ناصية الصبي ويهرم وقد ذم الرسول صلى الله عليه وسلم التكالب على الدنيا فقال ( من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه ، وجمع له شمله ، وأتته الدنيا وهي راغمة . ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه ، وفرق عليه شمله ، ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له ) رواه الترمذي . ويهدف هذا التوجيه النبوي إلى بث السكينة في الأفئدة ، واستئصال شأفة الطمع والتكالب على الدنيا وان الأرزاق مقسومة مقضية . فلا شك أن علاج الهموم هو في الرضا بما قدر الله ، والصبر على الابتلاء واحتساب ذلك عند الله ، فإن الفرج لا بد آت . والساخطون والشاكون لا يذوقون للسرور طعما . فحياتهم كلها سواد دامس ، وليل حالك . أما الرضا فهو نعمة روحية عظيمة لا يصل إليها إلا من قوي بالله إيمانه ، وحسن به اتصاله . والمؤمن راض عن نفسه ، وراض عن ربه لأنه آمن بكماله وبحكمته ، وأيقن بعدله ورحمته . ويعلم أن ما أصابته من مصيبة فبإذن الله . وحسبه أن يتلو قول الله تعالى ( وما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه والله بكل شيء عليم ) والمؤمن يؤمن تمام اليقين أن تدبير الله له أفضل من تدبيره لنفسه ، فيناجي ربه ويقول ( بيدك الخير إنك على كل شيء قدير ) وتذكر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس ) رواه أحمد . فالله أعلم واحكم وهو علام الغيوب وهو من خلق الخلق ويعلم ماهو الأصلح لهم أليس الله بأحكم الحاكمين -------------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#2287 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() لا تستصغر نفسك ![]() يُحكى عن المفكر الفرنسي ( سان سيمون ) ، أنه علم خادمه أن يوقظه كل صباح في فراشه وهو يقول ( انهض سيدي الكونت .. فإن أمامك مهام عظيمة لتؤديها للبشرية ! ) . فيستيقظ بهمة ونشاط ، ممتلئاً بالتفاؤل والأمل والحيوية ، مستشعراً أهميته ، وأهمية وجوده لخدمة الحياة التي تنتظر منه الكثير .. والكثير ! . المدهش أن ( سان سيمون ) ، لم يكن لديه عمل مصيري خطير ليؤديه ، فقط القراءة والتأليف، وتبليغ رسالته التي تهدف إلى المناداة بإقامة حياة شريفة قائمة على أسس التعاون لا الصراع الرأسمالي والمنافسة الشرسة . لكنه كان يؤمن بهدفه هذا ، ويعد نفسه أمل الحياة كي تصبح مكانا أجمل وأرحب وأروع للعيش . فلماذا يستصغر المرء منا شأن نفسه ويستهين بها !؟ لماذا لا نضع لأنفسنا أهدافاً في الحياة ، ثم نعلن لذواتنا وللعالم أننا قادمون لنحقق أهدافنا ، ونغير وجه هذه الأرض ـ أو حتى شبر منها ـ للأفضل . شعور رائع ، ونشوة لا توصف تلك التي تتملك المرء الذي يؤمن بدوره في خدمة البشرية والتأثير الإيجابي في المجتمع . ولكن أي أهداف عظيمة تلك التي تنتظرنا !! ؟ سؤال قد يتردد في ذهنك وأجيبك ـ وكلي يقين ـ بأن كل امرء منا يستطيع أن يجد ذلك العمل العظيم الرائع ، الذي يؤديه للبشرية . إن مجرد تعهدك لنفسك بأن تكون رجلا صالحا ، هو في حد ذاته عمل عظيم .. تنتظره البشرية في شوق ولهفة . أدائك لمهامك الوظيفية ، والاجتماعية ، والروحانية .. عمل عظيم ، قل من يؤديه على أكمل وجه . العالم لا ينتظر منك أن تكون أينشتين آخر ، ولا أديسون جديد ، ولا ابن حنبل معاصر . فلعل جملة مهاراتك ومواهبك لا تسير في مواكب المخترعين و عباقرة العلم . لكنك أبدا لن تُعدم موهبة أو ميزة تقدم من خلالها للبشرية خدمات جليلة . يلزمك أن تُقدر قيمة حياتك ، وتستشعر هدف وجودك على سطح هذه الحياة ، كي تكون رقما صعبا فيها . وإحدى معادلات الحياة أنها تعاملك على الأساس الذي ارتضيته لنفسك ! . فإذا كانت نظرتك لنفسك أنك عظيم ، نظرة نابعة من قوة هدفك ونبله . فسيطاوعك العالم ويردد ورائك نشيد العزة والشموخ . أما حين ترى نفسك نفرا ليس ذو قيمة ، مثلك مثل الملايين التي يعج بهم سطح الأرض ، فلا تلوم الحياة إذا وضعتك صفرا على الشمال ، ولم تعبأ بك أو تلتفت إليك . قم يا صديقي واستيقظ ..! فإن أمامك مهام جليلة كي تؤديها للبشرية ----------------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#2288 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() لا تنتظــــــــر المصــــائـــب يُحكى أن فأراً حكيماً كان يتعلم من كل شيء …حوله في الغابة ويعرف الكثير ![]() وفي يوم من الأيام إجتمعت حيوانات الغابة وأراد الفأر أن يعلم أصدقاءه درساً فقال الفأر في ثقة : إسمح لي أيها الأسد أن أتكلم وأعطني الأمان فقال الأسد: تكلم أيها الفأر الشجاع قال الفأر : أنا أستطيع أن أقتلك في غضون شهر ضحك الأسد في أستهزاء ! وقال : أنت أيها الفأر فقال الفأر : نعم فقط أمهلني شهر فقال الأسد : موافق ولكن بعد الشهر سوف أقتلك إن لم تقتلني مرت الأيام وفي الأسبوع الأول ضحك الأسد لكنه كان يرى بعض الأحلام التي يقتله الفأر فيها فعلاً ولكنه لم يبالِ بالموضوع ومر الأسبوع الثاني والخوف يتخلل إلى صدر الأسد ![]() أما الأسبوع الثالث فكان الخوف فعلاً في صدر الأسد ويحدث نفسه ماذا لو كان كلام الفأر صحيح أما الأسبوع الرابع فقد كان الأسد مرعوباً وفي اليوم المرتقب دخلت الحيوانات مع الفأرعلى الأسد والمفاجأة كانت أنهم وجدوه قد لفظ أنفاسه لقد علم الفأر أن إنتظار المصائب هو اقسى شيء على النفس المغزى من القصة كم مرة إنتظرت شيئا ليحدث ولم يحدث وكم مصيبة نتوقعها ولا تحدث لذلك من اليوم لننطلق في الحياة ولا ننتظرالمصائب لأننا نعلم أنها إبتلاء!!!! وسوف تحل عاجلاً أم أجلاً وسوف تمر الحياة ---------------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#2289 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() سـيطر على غـضبـك وقف جون في المحطة مزهوّا ببدلته العسكرية الأنيقة، وراح يراقب وجوه الناس وهم ينحدرون من القطار واحداً بعد الآخر. كان في الحقيقة يبحث عن وجه المرأة التي يعرفها قلبه، لكنه لم ير وجهها قط. قالت له بأنها ستعلق على صدرها وردة حمراء ليتمكن من أن يميزها من بين مئات المسافرين. لقد بدأت معرفته بها منذ حوالي ثلاثة عشر شهراً، كان ذلك في المكتبة العامة في فلوريدا عندما اختار كتاباً وراح يقلب صفحاته. لم يشده ما جاء في الكتاب بقدر ما شدته الملاحظات التي كتبت بقلم الرصاص على هامش كل صفحة. أدرك من خلال قرائتها بأن كاتبها إنسان مرهف الحس دمث الأخلاق، وشعر بالغبطة عندما قرأ اسمها مكتوبا على الغلاف باعتبارها السيدة التي تبرعت للمكتبة بالكتاب. ذهب إلى البيت وراح يبحث عن اسمها حتى عثر عليه في كتاب الهواتف، كتب لها ومنذ ذلك الحين بدأت بينهما علاقة دافئة وتوطدت عبر الرسائل الكثيرة التي تبادلوها. خلال تلك المدة اُستدعي للخدمة وغادر أمريكا متوجهاً إلى إحدى القواعد العسكرية التي كانت تشارك في الحرب العالمية الثانية. بعد غياب دام عاماً، عاد إلى فلوريدا واستأنف علاقته بتلك السيدة التي أكتشف فيما بعد أنها في مقتبل العمر وتوقع أن تكون في غاية الجمال. أتفقا على موعد لتزوره، وبناء على ذلك الموعد راح في الوقت المحدد إلى محطة القطار المجاورة لمكان إقامته. شعر بأن الثواني التي مرت كانت أياماً وراح يمعن في كل وجه على حدة. لمحها قادمة باتجاهه بقامتها النحيلة وشعرها الأشقر الجميل، وقال في نفسه: هي كما كنت أتخيلها، يا إلهي ما أجملها! شعر بقشعريرة باردة تسللت عبر مفاصله، لكنه استجمع قواه واقترب بضع خطوات باتجاها مبتسماً ومُلوحاً بيده. كاد يُغمى عليه عندما مرّت من جانبه وتجاوزته، ولاحظ خلفها سيدة في الأربعين من عمرها، امتد الشيب ليغطي معظم رأسها وقد وضعت وردة حمراء على صدرها، تماماً كما وعدته حبيبته أن تفعل. شعر بخيبة أمل كبيرة "ياإلهي لقد أخطأت الظن! توقعت بأن تكون الفتاة الشابة الجميلة التي تجاوزتني هي الحبيبة التي انتظرتها أكثر من عام، لأفاجأ بامرأة بعمر أمي وقد كذبت عليّ" . . . أخفى مشاعره وقرر في ثوان أن يكون لطيفاً، لأنها ولمدة أكثر من عام ـ وبينما كانت رحى الحرب دائرة ـ بعثت الأمل في قلبه على أن يبقى حياً. استجمع قواه... حياها بأدب ومدّ يده مصافحاً: أهلا، أنا الضابط جان وأتوقع بأنك السيدة مينال! قال يحدث نفسه "إن لم يكن من أجل الحب، لتكن صداقة"! ثم أشار إلى المطعم الذي يقع على إحدى زوايا المحطة "تفضلي لكي نتناول طعام الغداء معاً" فردت: يابني، أنا لست السيدة مينال ولا أعرف شيئاً عما بينكما ثم تابعت تقول: قبيل أن يصل القطار إلى المحطة اقتربت مني تلك الشابة الجميلة التي كانت ترتدي معطفا أخضر ومرت بقربك منذ لحظات، وأعطتني وردة حمراء وقالت: سيقابلك شخص في المحطة وسيظن بأنك أنا. إن كان لطيفاً معك ودعاك إلى الغداء قولي له بأنني أنتظره في ذلك المطعم، وإن لم يدعوك اتركيه وشأنه، لقد قالت لي بأنها تحاول أن تختبر إنسانيتك ومدى لطفك. عانقها شاكراً وركض باتجاه المطعم! عزيزي القارئ: اللحظات الحرجة في حياتنا هي التي تكشف معدننا وطيبة أخلاقنا الطريقة التي نتعامل بها مع الحدث وليس الحدث بحدّ ذاته هي التي تحدد هويتنا الإنسانية ومدى إلتزامنا بالعرف الأخلاقي ظن ذلك الشاب في أعماقه بأن تلك المرأة التي تبدو بعمر والدته قد غشته ولم تكن الفتاة التي بنى أحلامه على لقائها ومع ذلك لم يخرج عن أدبه بل ظل محتفظا برباطة جأشه تذكر كلماتها التي شجعته على أن يبقى حياً ومتفائلاً خلال الحرب وحاول في لحظة أن يتناسى غشها فكان لطيفاً ودعاها إلى تناول الغداء هناك مثل صيني يقول: إذا استطعت أن تسيطر على غضبك لحظة واحدة.... ستوفر على نفسك مائة يوم من الندم. تصوروا لو سمح هذا الشاب لغضبه أن يسيطر عليه كم يوما من الندم كان سيعيش؟!! --------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#2290 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() الأجر الذي لا حدود له وعد الله - تعالى -عباده ألا يضيع عليهم عملاً من أعمال القلوب أو أعمال الأبدان، طالماً قصدوا به وجهه، وكان موافقاً لشرعه، ولو كان هذا العمل مثقال ذرّة! بل وعد الله - سبحانه - بمضاعفة الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف. ولا نعلم عملاً من أعمال الخير والبر يعطى صاحبُه الأجر غير المحدود إلا الصبر، فقد تواردت النصوص في كتاب الله - تعالى- وفي سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- على أن جزاء الصبر لا حدود له، ورأس ذلك قول الله - تعالى -: (إنما يوفّى الصابرون أجرهم بغير حساب) سورة الزمر: 10. وهذه بعض أقوال علماء الأمة في هذه الآية الكريمة: قال الأوزاعي: ليس يوزن لهم ولا يُكال، إنما يُغرَف لهم غَرْفاً. وقال ابن جريج: بلغني أنه لا يُحسب عليهم ثواب عملهم قط، ولكن يُزادون على ذلك. وقال عطاء بن أبي رباح: بما لا يهتدي إليه عقل ولا وصف. وقال مقاتل بن حيان: أجرهم الجنة، وأرزاقهم فيها بغير حساب. وقال الشوكاني: أي بما لا يَقدر على حصره حاصر، ولا يستطيع. وفي تفسير "فتح البيان" يربط المفسر بين هذه الجملة من الآية وبين الجملة التي سبقتها: (... وأرض الله واسعة * إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب) فيقول: الصابرون على مفارقة أوطانهم وعشائرهم، وعلى غيرها من تجرُّع الغصص واحتمال البلايا في طاعة الله، وهذه فضيلة عظيمة، ومثوبة جليلة، تقتضي من كل راغب في ثواب الله، وطامع فيما عنده من الخير، أن يتوفر على الصبر ويزمَّ نفسه بزمامه، ويقيدها بقيده، فإن الجزع لا يرد قضاء قد نزل، ولا يجلب خيراً قد سُلب، ولا يدفع مكروهاً قد وقع، وإذا تصور العاقل هذا حق تصوره، وتَعَقَّله حق تعقُّله، علم أن الصابر على ما نزل به قد فاز بهذا الأجر العظيم، وظفر بهذا الخير الخطير، وغير الصابر قد نزل به القضاء شاء أم أبى. ومع ذلك فاته من الأجر ما لا يُقادَر قدرُه، ولا يُبلَغ مداه، فضم إلى مصيبته مصيبة أخرى ولم يظفر بغير الجزع. قال علي بن أبي طالب: كل مطيع يكال له كيلاً ويوزن له وزناً إلا الصابرين، فإنه يحثى لهم حثياً، وروي أنه يؤتى عليهم الأجر حتى يتمنى أهل العافية في الدنيا لو أن أجسادهم تقرض بالمقاريض، لما يذهب به أهل البلاء من الفضل. ولنبدأ بالحديث عن معنى الصبر وأنواعه. فالصبر لغةً هو الحبس والكفّ، ومنه قولهم: قُتل فلانٌ صبراً، إذا أُمسك وحُبس ثم قُتل، وبهذا المعنى جاء قوله: (واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشيّ يريدون وجهه). ويقابل الصبرَ الجَزَعُ، وقد قابل القرآن الكريم بين الكلمتين: (سواءٌ علينا أجزِعْنا أمْ صبرنا ما لنا من محيص) سورة إبراهيم: 21. والصبر في الشرع قريب المعنى من هذا، فهو حبس النفس على ما تكره، ابتغاء مرضاة الله. ومن هذا قوله - سبحانه -: (والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم) سورة الرعد: 22. وأما أنواع الصبر فكثيرة جداً، ويمكن تصنيفها في ثلاثة أصناف: أولها: الصبر على المصائب في النفس والأهل والمال وفي الهجرة عن الأوطان وتسلّط الأعداء... وهو أكثر ما يسمى صبراً. وثانيهما: الصبر على القيام بالطاعات التي تستثقلها النفس، وهذا ما يختلف كثيراً بين نفس وأخرى. فنفس تستثقل هجران الفراش إلى الوضوء والصلاة، ونفس تستثقل الصيام والتعرّض للجوع والعطش، وأخرى تستثقل الجهاد وبذل المال والنفس... والثالث: الصبر عن المعاصي التي تشتهيها النفوس، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (( حُفّت الجنة بالمكاره، وحُفّت النار بالشهوات)) رواه أحمد ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي. ويتفرع عن هذه الأصناف صور شتى. فالصبر على احتمال الغنى يسمى ضبطاً للنفس، ويقابله البطر. والصبر في جهاد العدو يسمى شجاعة وثباتاً، ويقابله الجبن. والصبر في كظم الغيظ يسمى حِلْماً ويقابله التذمر. والصبر في تحمّل الفقر يسمى قناعة، ويقابله الضجر والتشكي إلى الخلق. واقرأ قوله - تعالى -: (ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشّرِ الصابرين * الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنّا لله وإنّا إليه راجعون * أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون) سورة البقرة: 155 - 157. فإذا علم المؤمن جزاء صبره سهُل عليه الصبر: ارتقت نفسه وتهذّبتْ فترفعت عن المعاصي، وتذوقت لذة الطاعة فأقبلت عليها بلذة، وعلمت أن وراء المصائب التي تنزل حكمةً لله، فرضيتْ بقضاء الله وقدره. وما أجمل ما يعبِّر به أصحاب الأذواق حين يقولون: إن الذين يفهمون عن الله يرضَوْن بما يقدِّره الله لهم، ويعلمون أن وراء أقداره حِكماً ورحمة. وهذا المعنى هو الذي يترجم عنه الحديث الذي رواه مسلم عن صهيب بن سنان -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (( عجباً لأمر المؤمن! إن أمره كلَّه له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن: إن أصابته سرّاءُ شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضرّاء صبر فكان خيراً له)). نعم ليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، فالمؤمن هو الذي يحتسب المصيبة عند الله، وهو الذي يرجو المثوبة منه، وهو، قبل ذلك، يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه، وأن وراء ذلك كله حكمة لله. ---------------------- يتبع |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 28 ( الأعضاء 0 والزوار 28) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
] ! .: ! [ من آجــل القمـــــــة][[ | الوآصل | المنتدى الرياضي | 6 | 10-12-2009 01:49 AM |
اســـــــرار القلــــب..! | الســرف | المنتدى العام | 22 | 29-09-2008 01:03 AM |
جـــل مـــــــن لا يـــــخــــطـــــىء | امـــير زهران | منتدى الحوار | 4 | 02-09-2008 03:05 PM |
المحـــــــــــــا فـــظــة على القمـــــــة | رياح نجد | المنتدى العام | 19 | 15-08-2008 01:10 PM |
((هل يبكـــــي القلــــب؟؟)) !!! | البرنسيسة | المنتدى العام | 13 | 17-08-2007 11:04 PM |