منتديات زهران  

العودة   منتديات زهران > المنتديات العامة > منتدى الكتاب

كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب


منتدى الكتاب

إضافة ردإنشاء موضوع جديد
 
أدوات الموضوع
قديم 17-06-2013, 09:53 AM   #2931
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب


أرفض الهزيمة لأني مؤمن

أرفض بشدة أن أكون قليل الحيلة جبان
وهن الهزيمة فاشل حزين قاتم كئيب منكسر النفسمبتئس قانط
تريد مني أسباب ذلك الرفض
لأني أؤمن بالله القوي العظيم الجبار
أحب الله وهو يحبني لأنني ممن يطيعون أوامره في الكتاب والسنة...
إنه الله الحكيم القدير القوي
الله هو إسمه لا يتغير
بالرغم من أن كل شيء في هذا الكون يتغير
أو قابل للتغير
ويبقى إسم ربك الأعلى
إن الله عليم بكل شيء من البداية وحتى النهاية
وجوده راحة في ذاتي هو مولايا وإليه ألتجىء.
في مرضي أجده يواسيني وأخفض له راسي ليسامحني
وأناديه وأكون في رحمته من حبي له...
عندما الظروف القاسية
تريد أن تسرق مني الأحلام والسلام...
فأشعر أنه يرسم لي في صدري وبين أضلعي...
الشفاء وتوقف الألم والإيمان...
وعندما أشعر وكأن قلبي ذاب
والضعف أخذ يتسلل الى كل كياني
وفجأة أشعر بأنني بين يدي الرحمن
وبأن روحي أخذت منحى...ثم عادت
فأشعر بالصحة والعافية
أشعر بأني كبير عظيم في ذاتي...
عندما أكون بين يدي الرحمن...
وعندما أشعر بأني قريب منه وأني إليه ألتجيء
بالسراء والضراء أشكر بنعمه الكثيرة
أرفض أن أكون مهزوما في الحياة
وعيني متعلقة دوما بالسماء
وقلبي بحب الله يستيقظ وينام
وأنا مدرك بأن الله لا يترك عبدا إلتجأ إليه
وأنا أؤمن بأن الحياة مدروسة بدقة غير متناهية...
بجميع الأحوال أؤمن بأن الرحمة حولنا
وأن صلواتنا الصادقة لا تذهب سدى.
وأننا إن نمنا فإننا ننام بين أيدي رحيمة
وإن إستيقظنا فسون نكون بين أيدي كريمة
وفي الختام
الصلاة والسلام على سيد المرسلين
سيدنا وحبيبنا وشفيعنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله الكرام
وصحبه الابرار
------------
للفايدة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع

اذكروني بدعوه رحمني ورحمكم الله
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم



أخر مواضيعي
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-06-2013, 10:19 PM   #2932
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

نقـــد القــول .. وتقــديــر القــائـــل
بسم الله الرحمن الرحيم
من الأقوال المأثورة والمؤثرة ، تلك الحكمة القائلة : (( العقول العظيمة تُناقش الأفكار ، والعقول المتوسطة تُناقش الأحداث ، والعقول التافهة تُناقش الأشخاص )) . جواهر العقول د. وصال حمقة (ص182)
سأجعل منها منطلقاً لفكرتي التي أريد أن أتحدث عنها في هذا المقال ، ومحورها : إن المفكر الناصح أو المصلح الصادق مثل الطبيب يهتم بمحاربة " المرض " لا محاربة " المريض " لأنه يحاول إنقاذه وعلاجه لا أن يقتله ، لهذا أرى أن هناك فرقاً بين نقدنا للفكرة واحترامنا للمفكر ، أو بمعنى آخر يجب أن نفصل بين نقدنا للقول ورفضنا له ، وبين تقديرنا لشخص القائل من إخواننا وأصدقائنا وأقاربنا .
لا تقل لطفلك : إني أكرهك !
ولكي تتضح فكرة الفصل ، أورد هذا المثال من بعض كتب التربية التي تؤكد على حقيقة وهي : عندما يقع طفلك في خطأ ، فلا تقل له : " إني أكرهك " فهذه عبارة مدمرة للطفل تسلبه أهم شيء وهو الأمن النفسي المتمثل في حب الوالدين ، ولكن خاطبه بقولك : " إني أكره تصرفك الفلاني " فيكون حديثك وتوجيهك محدداً مقيداً منصباً على قوله الخاطئ أو فعله وليس على شخصية الطفل نفسه ، وهذا قريب الشبه جدا من الفكرة التي أطرحها هنا من ضرورة الفصل والتمييز بين رفضنا للقول ، مع تقديرنا للقائل .
لماذا نفصل بين القول والقائل ؟
لأن الأفكار ليست هي المفكر بالضرورة ، والقول ليس هو القائل حتماً فكثيراً ما تكون الأفكار السيئة والأقوال الخاطئة هي مجرد آراء قابلة للتغيير والتفنيد ، فالشخص قد يقول فكرة ثم يتراجع أو يتخلى عنها في قادم الأيام لاعتبارات موضوعية ، أو لأن التجربة الواقعية أمدته بخبرة أكبر ورؤية أوضح ، فأصبح رفضه لها ضرورياً ، ثم لننظر إلى أنفسنا وتاريخنا مع الأفكار .
ألم نندفع في ماضينا البعيد أو القريب نحو بعض الأفكار التي ظهر لنا فيما بعد عدم جدواها أو استبان لنا ضعفها ؟
عندما كنا نحمل تلك الأفكار الخاطئة ، ألم نكن نحب أن يتعامل معنا المخالفون لنا بعزل أفكارنا السلبية عن أشخاصنا التي تتوق إلى الاحترام والتقدير والاهتمام بها ؟
ألسنا نحمل وقتها الكثير من الأفكار الجيدة والصحيحة ؟
هل من العدل والإنصاف أن نُبغض أو يُقلل من ذكائنا وصدقنا بسبب فكرة أو أفكار محدودة ويتجاهل المخالفون إيجابياتنا الأخرى ؟
ألا يجب أن نعامل الناس الذي نختلف معهم كما نحب أن يعاملوننا به لو كنا نمر بالظروف نفسها التي يمرون بها الآن ؟

لا تلعنوه .. !
ولعل مما يصلح شاهداً على تأصيل فكرة الفصل بين " المرض " و " المريض " ، ما ورد في السنة النبوية من لعن المعصية مطلقاً ومنعه عليه الصلاة والسلام للعن مرتكبها بشخصه وعينه .
ففي الحديث الثابت عن الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَعَنَ اللهُ الْخَمْرَ، وَلَعَنَ شَارِبَهَا، وَسَاقِيَهَا، وَعَاصِرَهَا، وَمُعْتَصِرَهَا، وَبَائِعَهَا، وَمُبْتَاعَهَا، وَحَامِلَهَا، وَالْمَحْمُولَةَ إِلَيْهِ، وَآكِلَ ثَمَنِهَا " فهنا لعن عليه الصلاة والسلام شارب الخمر مطلقاً ، وهذا بلا شك ذم وتجريم لهذا الفعل ، ولكنه عليه الصلاة والسلام في حديث صحيح آخر لما أوتي برجل شرب الخمر فأمر بجلده الحد ، قال أحد الصحابة رضوان الله عليهم : لعنه الله ما أكثر ما يؤتى به ،
فقال عليه الصلاة والسلام : " لا تلعنه فإنه يحب الله ورسوله " ، فنهى عن لعن الشخص بعينه مع كونه ارتكب كبيرة ملعون مقترفها .
وقد أدرك ابن تيمية رحمه الله هذا الفرق القائم على الفصل والتمييز بين مشروعية لعن الفعل بصورة عامة ، والنهي عن لعن الفاعل المعين ، فقال في منهاج السنة (5/101) : (فنهى عن لعن هذا المعين المدمن الذي يشرب الخمر ، وشهد له بأنه يحب الله ورسوله ، مع لعنه شارب الخمر عموماً ، فعُلم الفرق بين العام المطلق ، والخاص المعين ) .
اكرهوا المعصية وارحموا العاصي !
وفي تقديري أن الحكمة من عدم توجيه عبارات جارحة للشخص بعينه مع اقترافه لكبيرة من الكبائر يظهر لنا في حديث أبي هريرة عند البخاري (6781) لما أتي بسكران ، فأقيم عليه الحد ، فقَالَ رَجُلٌ مَا لَهُ أَخْزَاهُ اللَّهُ
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَا تَكُونُوا عَوْنَ الشَّيْطَانِ عَلَى أَخِيكُمْ " . وهنا تتجلى رحمة رسول الله صلى الله عليه وسلم في التعامل مع العصاة والمخطئين ،
وإن شئنا أن نتحدث بلغة العصر فيمكن أن نقول :
حافظَ عليه الصلاة والسلام على كرامة الإنسان المخطئ واحترم فيه جوانب إيجابية مهمة كحبه لله ورسوله ، ولم يُهمل ذلك عند نظرته له مع كون الشخص قد ارتكب كبيرة توجب اللعن ، وقد نبه عليه الصلاة والسلام أن إهانة العاصي لفظياً قد تفتح أبواباً من الشر تتسرب إلى وجدانه فيتعمق الانحراف في نفسه أكثر وأكثر ، وخوفاً من ذلك جاء التوجيه النبوي بألا نكون عوناً للشيطان على إخواننا
لا يلزم من تكفير القول أن يُكفر القائل !

وكشاهد تأصيلي آخر على تبني فكرة " الفصل " بين حكم القول وحكم القائل ؛ يذهب المحققون من أهل العلم إلى أنه : لا ينبغي يُطلق على قول بأنه كفر ، أن يُحكم على كل من قال به من المسلمين بأنه كافر ، إلا إذا تحققت الشروط وانتفت الموانع في حقه ،
وفي تقرير ذلك يقول أبو العباس ابن تيمية : (حقيقة الأمر فى ذلك : أن القول قد يكون كفرا ، فيطلق القول بتكفير صاحبه ، ويقال من قال : كذا فهو كافر ، لكن الشخص المعين الذى قاله لا يحكم بكفره حتى تقوم عليه الحجة التى يكفر تاركها ) مجموع فتاوى ابن تيمية (23/345)
ويقول أيضاً : (المقصود هنا أن مذاهب الأئمة مبنية على هذا التفصيل بين النوع والعين) . مجموع فتاواه (23/348) :
يقصد بالنوع أي القول ، ويقصد بالعين أي الشخص القائل بعينه .
ولهذا ذهب علماء السلف إلى أن قول : القرآن مخلوق يعد كفراً ، ولكنهم لم يكفروا كل من نطق به وتبناه بعينه وشخصه ، فالإمام أحمد بن حنبل يحكم بأن مقولة : القرآن مخلوق تعد كفراً ، ولكنه لم يكفر الخليفة المأمون وولاة الأمر من بعده ممن أظهروا القول بتلك المقولات ، مع أنهم قد سجنوه وعذبوه وجلدوه ، فهل هذا يعد تناقضاً منه رحمه الله كما قد يتوهم البعض ؟
الجواب : لا ؛ لأن الإمام رحمه الله يرى أن تكفير الشخص المعين المحدد كالمأمون يتطلب تحقق شروط وانتفاء موانع ، وقد تتخلف بعض الشروط فلا يصبح تكفير الشخص المعين وجيهاً ، وعندما تتوفر كل شروط تكفير المعين ، ينظر العلماء في موانع التكفير أي أشياء مثل الإكراه أو الجهل أو التأويل الخاطئ ، فيعذرون المعين بذلك مع تفصيلات ليس هذا محلها .
وفي ذلك قال أبو العباس ابن تيمية رحمه الله بعد أن ذكر مذهب الإمام أحمد في هذه المسألة: ( ما كان – يعني أحمد بن حنبل - يُكفر أعيانهم ، فإن الذي يدعو إلى القول أعظم من الذي يقول به ، والذى يعاقب مخالفه أعظم من الذي يدعو فقط ، والذى يكفر مخالفه أعظم من الذي يعاقبه ، ومع هذا فالذين كانوا من ولاة الأمور يقولون بقول الجهمية : إن القرآن مخلوق وأن الله لا يرى فى الآخرة وغير ذلك ويدعون الناس إلى ذلك .. فالإمام أحمد رحمه الله تعالى ترحم عليهم واستغفر لهم ؛ لعلمه بأنهم لم يتبين لهم أنهم مكذبون للرسول ، ولا جاحدون لما جاء به ، ولكن تأولوا فأخطأوا ، وقلدوا من قال لهم ذلك ) . مجموع فتاواه (23/348-349)

هل يوجد سمين بلا مرض ؟
ولكي أقرب المسألة أكثر لغير المتخصصين أقول : كلنا نعلم الآن مقولة الأطباء : البدانة وزيادة الوزن سبب رئيس لأمراض القلب الخطيرة المميتة ، ولكن هل بالضرورة كل شخص " سمين " يكون مصاباً بتلك الأمراض ، هناك أشخاص كثر من البدناء لم يصابوا بتلك الأمراض القاتلة ، وذلك يعود لعدم وجود أسباب تحقق المرض صحياً ، أو لوجود موانع صحية كثيرة قائمة لدى أولئك الأشخاص تجعل أمراض القلب لا تؤثر فيهم .
وبهذا تكون المقولة : البدانة قاتلة تشبه – نوعاً ما - مقولة خلق القرآن كفر .. ولكن لا يلزم أن كل بدين هو بالضرورة الحتمية مريض بمرض مميت لعدم توفر بعض الأسباب أو لوجود موانع تحول دون ذلك ، وهذا ليس ببعيد من قول العلماء : لا يكفر المعين إلا بعد تحقق الشروط وانتفاء الموانع .
إذن هناك فصل بين القول والقائل .
وتفريق بين إطلاق الحكم نظرياً وتطبيقه على شخص بعينه تحديداً .
نناقش أفكاراً لا أشخاصاً !
وبالنظر إلى ما تقدم أقول : إني عندما أناقش أي قول فإن طريقتي في ذلك أن أنخرط بصورة كاملة في تصوره والقيام بفحصه نقدياً ؛ لأعرف مزاياه وعيوبه ، وأسبر أغواره مكتشفاً محاسنة ومساوئه ، وأعرضه على واقع الحياة العملية لأشاهده يتحرك صعوداً ونزولاً وفي كل الاتجاهات ، فإن توصلت إلى قناعة كافية بصلاحيته سأقبله مستنداً على الحجج والبراهين ، وإن رفضته لمصادمته للمبادئ الفكرية المنسجمة مع القيم ، أو لقصور في أدلته أو غلبة جانب السلبيات فيه ، فعلي أن أحدد طبيعة رفضي ، فإن كان القول ينهض على أساس واه فهو كالمرض المميت للفكر أو كالعدو المحارب لسلامة تصورات العقل وأحكامه ، وهنا سأقاتله بكل ضراوة وبلا أدنى هوادة ، وهذا ما أفعله حين أناقش بعض الأفكار كمبدأ النسبية المطلقة الداعي إلى نزع القداسة عن كل شيء مقدس .
لكن المحرج حقاً هو أن بعض الأصدقاء أوالمقربين ممن صرحوا بذلك القول أو كتبوه قد يسبق إليهم سوء الفهم ، فيظنون أن هجومي على القول وبنائه الفكري ، كان يستهدف الانتقاص من أشخاصهم ، مع أن مناقشتي للفكرة ليست في حضورهم ولم أتعرض لأسمائهم من قريب أو بعيد ، والفكرة نفسها شائعة وتتردد بكثرة ، ثم هم يعلمون أني أحتفظ لهم بتقدير شخصي بسبب ما يتصفون به من خصال مميزة ولأنهم يحملون العديد من القيم الإيجابية التي تجبرني على احترامهم ومودتهم .
كل ما في الأمر أني أناقش الأفكار على فرضية : أني قد أقبلها بعد الفحص والمناقشة ، لهذا فواقع الحال : هذه الحماسة التي تشعرون بها في مقالاتي أحيانا لا تفسير لها إلا لأني أناقش نفسي ، وأحاور عقلي ، وأتجادل مع عالم أفكاري لا أشخاص أصدقائي .
والطريف في الأمر أن أولئك الأصدقاء كتبوا أشياء أو قالوها ضد أفكار أنافح عنها ، ومع ذلك لم أغضب منهم أبداً ، فلا يتطرق إلى نفسي أني المقصود لذاتي ، ولا أقوم بعمليات إسقاط نفسي ، وأقول : هذه إهانة موجهة لي !
قليلاً من الإنصاف أيها الأصدقاء .. !
قليلاً من العقلانية أيها الأصفياء .. !
الحرب على المرض لا المريض !
لذلك أقول لنفسي دائماً يا أيها الفقير إلى رحمة خالقك :
إكره الخطأ ولكن لا تكره المخطئ .
أبغض بكل قلبك المعصية ولكن ارحم العاصي .
إنتقد القول ولكن احترم القائل .
أرفض الفكرة ولا ترفض كل ما عند المفكر .

لن أفتر عن تذكير نفسي دائماً :
إن مهمة الطبيب أن يقضي على " المرض " لا على " المريض " . فهدفي أن أعالج جزئية المرض فقط لأنقذ الشخص ككل ، فإن لم أميز بين المريض ومرضه ، فسأقتل المريض نفسه وسأقضي على كل شيء جهلاً وبغياً ، وبهذا تتحول المصلحة الخاصة إلى مفسدة عامة ، وينقلب النفع الجزئي الذي أردته إلى ضرر كلي لطالما تحاشيته ، وهذا ما لا أريده بكل تأكيد .
--------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-06-2013, 10:56 PM   #2933
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

شهوة الشباب والتناول السلبي
بسم الله الرحمن الرحيم
لا شك أن قضية الشهوة تستحوذ على مساحة عظيمة من اهتمامات الشباب في عصر تموج فيه الفتن، وتشرئب فيه عوامل الفساد.
وهذه الأهمية تنعكس - لا ريب - على حقل الدعوة والتربية، إذ إن جهد المربين ينصرف أكثر ما ينصرف إلى الشباب وتربيتهم على الصلاح والعفة والاستقامة، وذلك بعد أن تأصَّلت القناعات التامة بضرورة التربية الشمولية المتكاملة التي تفرضها متطلبات الإصلاح.

إطلالة على واقع المربين:
غير أن كثيراً من المربين قد سلكوا مسلكاً غير مُرضٍ في تناول هذه القضية مع الشباب، ففي الوقت الذي يهمِّش فيه بعضهم هذه القضية ولا يتعرَّض لها إلا بقدر ضئيل من الاهتمام؛ نرى على الجانب الآخر مِن المربين مَن يبالغ فيها ويضخم ويهول من شأنها بصورة تجعل الشاب يعيش تحت تهديد هواجس الشهوة في فزع، حيث إن المربي قد صوَّر له الشهوة على أنها وحش يصعب التصدي له.
وليس هذا فحسب، لكنه يجنح إلى المغالاة في الحديث عن وسائل التعامل مع الشهوة، فصارت المعالجة وكأنها خرجت من رحم المنهج الصوفي في التزكية بفرض رياضات غير مشروعة من أجل التخلية والتصفية.
هذا المسلك التربوي لا شك أنه يضعف الاستعدادات النفسية للتعامل مع قضية الشهوة، حيث يوهن نفس الشاب، ويفقده الثقة بقدراته على التعامل معها، ويعيش خائفاً مترقباً الوقوع في براثن الزلل بين الفينة والأخرى.
أضف إلى ذلك أن وسائل المواجهة التي يراها المربي على هذا النحو تُثقل كاهل الشاب بتكاليف يرى أنها مع صعوبتها غير كفيلة بالتصدي لذلك الوحش الكاسر، ما يعرِّضه للانفلات بعد أن يعلن استسلامه.

نحو منهج راشد:
ربما كان من الأهمية بمكان طرحُ المنهج الأمثل في تناول قضية الشهوة باعتبارها أهم قضايا الشباب التي تحوز اهتماماتهم، ولسنا بحاجة إلى التأكيد على انفراد المنهج الإسلامي بعمق المعالجة لمثل هذه المسائل؛ لاستنادها إلى شريعة محكمة، ووحي لا يتطرق إليه الخلل، وهذا يعلمه الجميع، إلا أن ترجمته إلى إجراءات هو ما يتلبس بالشطط.
ودعونا نقول: إن هناك بعض المحاور التي يدور عليها تناول هذه القضية تمثل المنهج القرآني والنبوي لمواجهة إلحاح الشهوة، لعل من أهمها:

بيان حقيقة الشهوة للشباب دون مغالاة:
فالشهوة ليست سُبَّة، ولا هي ممَّا يعاب على المرء؛ بل لا بدَّ من تصويرها للشاب على حقيقتها بأنها أمر فطري، وهو ما قرره القرآن الكريم: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ} [آل عمران: 14]،
وفي ذلك يقول رشيد رضا - رحمه الله: "فإن الله تعالى ما فطر الناس على شيء قبيح، وكيف يكون حبُّ النساء في أصل الفطرة مذموماً وهو وسيلة إتمام حكمته في بقاء نوع الإنسان"[1]، فالفطرة والجبلة لا يحكم عليها، بل يحكم على ما تنصرف إليه من حق أو باطل.
ومن المناسب أن يفقه الشاب في محضنه التربوي حقيقة أن السيطرة على الشهوة وضبطها ليس بالأمر العسير، فكيف يأمر الله تعالى بالعفة وصون النفس عن تفريغ الشهوة في باطل ويكون ذلك عسيراً؟ فهذا منافٍ لقول الله تعالى: {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إلاَّ وُسْعَهَا} [البقرة: 286]، وإنما تتمرد الشهوة على صاحبها وتطوِّعه لها حينما يعرض نفسه لدواعيها، وينأى بنفسه عن معالم الطريق الذي رسمه الشارع الحكيم للتعامل معها، فهذا ما يجعل الأمر بالنسبة إليه عسيراً.

تغيير الإدراك:
إدراكنا للأمور عبارة عن تصورات ذهنية لها، فكما يقول الدكتور إبراهيم الفقي - رحمه الله: (الخريطة ليست هي المنطقة)[2]، والمعنى أن الخريطة التي نراها لدولة أو مدينة ما ليست هي ذاتها الدولة أو المدينة، وإنما هي تصورنا الذهني لها.
كذلك ينبغي أن يفعل المربي مع الشاب في أمر الشهوة؛ تغيير إدراكه لها، وربما يُفهم المقصود
من خلال حديث عائشة رضي الله عنها عندما سألها النبي صلى الله عليه وسلم عن الشاة التي ذبحوها: "ما بقي منها"، قالت: "ما بقي منها إلا كتفها"، فغيَّر النبي صلى الله عليه وسلم إدراكها لأمر النفقة قائلاً: "بقي كلها غير كتفها"، فما ظنته قد ذهب هو على الحقيقة ما ينفع.
وإذا سلطنا الضوء على المعالجة النبوية لقضية الشهوة لدى الشباب، نرى أمر تغيير الإدراك بوضوح في قصة ذلك الشاب الذي استأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الزِّنى، فبينما أقبل الناس على الشاب بالزجر، أدناه النبي صلى الله عليه وسلم برفق وأجلسه قريباً منه، وقال: "أتحبه لأمك؟ قال: لا والله جعلني الله فداك. قال: ولا الناس يحبونه لأمهاتهم.. قال أفتحبه لابنتك؟ قال: لا والله يا رسول الله صلى الله عليه وسلم! جعلني الله فداك. قال: ولا الناس يحبونه لبناتهم.. قال أتحبه لأختك؟ قال: لا والله جعلني الله فداك. قال: ولا الناس يحبونه لأخواتهم.. قال أتحبه لعمتك؟ قال: لا والله جعلني الله فداك. قال: ولا الناس يحبونه لعماتهم.. قال أتحبه لخالتك؟ قال: لا والله جعلني الله فداك. قال: ولا الناس يحبونه لخالاتهم.. فوضع يده عليه وقال: اللهم! اغفر ذنبه وطهِّر قلبه وحصِّن فرجه. فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء"[3].
فبعد أن كان الحل في تصورات الشاب الذهنية لقضاء الشهوة هو الزِّنى، تغيَّر إدراكه وتبدلت قناعاته، بماذا؟ (لقد غير النبي صلى الله عليه وسلم إدراك الشاب بعد أن كان مركزاً على قضاء شهوته. أرشده النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن ينظر للأمر من زاوية أخرى؛ ألا وهي زاوية الأثر السلبي والإيذاء الذي يحدثه الزِّنى، سواء كان على المرأة التي يزني بها أو على أهلها، وبالتالي تغير سلوك الشاب)[4].
ومما يسيطر على الشاب حال ثوران شهوته الرغبةُ في قضاء وطره بأي وسيلة، فإذا اتضحت في تصوراته زوايا الرؤية الأخرى، فلا شك أنه سيكون عاملاً حيوياً في مواجهة إلحاح الشهوة، فمن ذلك:
- كل أنثى يريد أن يفجر بها هي بمنزلة الأخت أو الأم.
- قضاء الشهوة بالحرام أياً كانت الوسيلة إنما هو لذة وقتية لا تضاهي ما يعقبها من ألم وحسرة وندم وضيق صدر وهمٍّ يعتمل في النفس.
- الشهوة شيء فطري لم يحل الإسلام بين الإنسان وبينها إلا بما يهذبها ويضعها في إطار من الطهر والنقاء والعفاف.
- ليس قضاء الوطر الوسيلةَ الوحيدة للتخلص من ضغط الشهوة وإلحاحها، وإنما هناك وسائل أكثر نقاءً وطهراً لا يُتحمَّل بها تبعة.

التركيز على تعلية البناء الإيماني:
إن من ينظر إلى المدرسة الصوفية للسلوك والتربية الإيمانية، يدرك بغير جهد أنها تقوم على مبدأ التحلية قبل التخلية، بمعنى أنها ترشد السالك إلى علاج الآفات أولاً حتى تكون نفسه مهيَّأة لتقبُّل الخيرات وزراعة الإيمان.
وهذه الطريقة (فيها من المشقة والعنت ما الله به عليم، إذ متى يستقيم للإنسان العلم بأنه تخلص من جميع آفات نفسه وأمراضها؟! وهذا عدا أنواع الرياضات البدعية المخالفة لسنة النبي صلى الله عليه وسلم)[5].
وأما مدرسة ابن القيم - رحمه الله - فهي الأقرب والأكثر اتباعاً لمنهاج النبوة، وفيها يكون الاهتمام بالتحلية والاهتمام بالبناء الإيماني، مع اللجوء إلى التخلية في أثناء المسير، فينشغل بقطع الآفة إذا عُرضت له مع استمراره في المسير إلى ربه.
يقول ابن القيم: "وسألت يوماً شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - عن هذه المسألة، وقطع الآفات والاشتغال بتنقية الطريق وتنظيفها، فقال لي جملة كلامه: النفس مثل الباطوس، وهو جب القذر، كلما نبشته ظهر وخرج، ولكن إن أمكنك أن تسقف عليه وتعبره وتجوزه فافعل، ولا تشتغل بنبشه، فإنك لن تصل إلى قراره، وكلما نبشت شيئاً ظهر غيره، فقلت: سألت عن هذه المسألة بعض الشيوخ، فقال لي: مثال آفات النفس مثال الحيات والعقارب التي في طريق المسافر، فإن أقبل على تفتيش الطريق عنها والاشتغال بقتلها؛ انقطع ولم يمكنه السفر قط. ولكن لتكن همتك المسير والإعراض عنها، وعدم الالتفات إليها، فإذا عرض لك فيها ما يعوقك عن المسير، فاقتله ثم امض على سيرك)[6].
وهكذا فإن الاستغراق في علاج تصدع العفة لدى الشاب والوقوف عندها دون اهتمام بتعلية البناء الإيماني؛ غير مجدٍ، فضلاً عن كونه ليس سبيل النبي صلى الله عليه وسلم في التربية على العفاف، ونستشف ذلك المعنى من حديث عبد الله بن مسعود أن رجلاً أصاب من امرأة يعني ما دون الفاحشة، فلا أدري ما بلغ غير أنه دون الزِّنى، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له فأنزل الله سبحانه: {وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ إنَّ الْـحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} [هود: 114]، فقال: يا رسول الله. ألي هذه؟ قال: لمن أخذ بها[7].
فوجَّه النبي صلى الله عليه وسلم الرجل إلى الاهتمام بالجانب الإيماني، وتعلية ذلك الصرح حتى تقتلع الآفات التي تهتف به، فهكذا نور الطـــاعة يبدد ظلام المعصية،
وفي هذا يقول ابن القيم - رحمه الله:
(اعلم أن أشعة لا إله إلا الله تبدد من ضباب الذنوب وغيومها بقدر قوة ذلك الشعاع وضعفه، فلها نور، وتفاوت أهلـــها في ذلـــك الـــنور قوةً وضعـــفاً لا يحـــصيه إلا الله تعالى، فمن الناس من نور هذه الكلمة في قلبه كالشمس، ومنهم من نورها في قلبه كالكوكب الدري، ومنهم من نورها في قلبه كالمشعل العظيم، وآخر كالسراج المضيء، وآخر كالسراج الضعيف.
ولهذا تظهر الأنوار يوم القيامة بأيمانهم وبين أيديهم على هذا المقدار بحسب ما في قلوبهم من نور هذه الكلمة علماً وعملاً ومعرفة وحالاً، وكلما عظم نور هذه الكلمة واشتدَّ، أحرق من الشبهات والشهوات بحسب قوته وشدته، حتى إنه ربما وصل إلى حال لا يصادف معها شبهة ولا شهوة ولا ذنباً إلا أحرقه)[8].
ومن أجل ذلك كانت وصية النبي صلى الله عليه وسلم للشباب: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وِجاء)[9].
ومن أجلِّ العبادات التي تُعلي من صرح الإيمان والتي ينبغي الاهتمام بالتوجيه إليها في المحاضن التربوية: الصلوات الخمس وأداؤها في أوقاتها في بيوت الله، والمحافظة على شروطها وأركانها وواجباتها وخشوعها، فإنها أعظم ما يتعبد به المرء.
ثم يكون التوجيه لقيام الليل، فهو زاد المسلم ليومه، ويقرِّبه من الله تعالى، فيعظم واعظ الإيمان في القلب فتكفُّ الجوارح.
على أنه تجدر الإشارة إلى أن التكاليف التعبدية يراعى فيها التدرج والتوسط، فلا ينبغي أن نثقِل المتربي بالتكاليف التعبدية للتخلص من أسر الشهوة وضغطها، فروح العبادة أهم من جسدها، وربما كان القليل المتقن خير من الكثير المستثقل.

غلق الأبواب:
ويقصد به سدُّ كلِّ باب تأتي منه دواعي الإثارة، ونجملها فيما يلي:
- التوجيه إلى غضِّ البصر، وأهميته، وفوائده، ومغبة إطلاقه في الحرام.
- التوجيه إلى دفع الخاطر وسيلةٌ ناجعة تكفي الشاب شرَّ عبث الخواطر بالنفس.
- الإرشاد إلى أهمية الصحبة الصالحة، والتحذير من تبعات مصاحبة أصدقاء السوء.
- التعامل مع الجنس الآخر وَفق الضوابط الشرعية، والتي منها: عدم المصافحة، وعدم الخلوة، وترك الكلام لغير حاجة.
وفي النهاية، ينبغي التأكيد على عدم التضخيم من أمر الشهوة لدى الشباب، والعناية بسبل مواجهتها وَفق الأطر التي وضعها الشارع الحكيم، فهو الأولى والأصوب، وصلى الله وسلم وبارك على محمد وآله وصحبه.
------------
[1] تفسير المنار: (3/246).
[2] البرمجة اللغوية العصبية وفن الاتصال اللامحدود، إبراهيم الفقي، ص (23).
[3] السلسلة الصحيحة: (370).
--------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-06-2013, 11:33 PM   #2934
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

أنت لها.. فاقتحم واصنع الحياة
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها القابع في غيابت السكون، يا حبيس النظر المتجول والرضا بمشاهدة الأحداث، قم وانفض عن نفسك الغبار، وأضرم في همتك نار العزم الأريب، فأنت ابن الإسلام، خرجت من رحم تلك الأمة المباركة، وليس مكانك حيث أراك اليوم، إنما مكانك على قمة الحياة البشرية.
الإسلام بحاجة إليك، ووطنك بحاجة إليك، والحياة بأسرها بحاجة إليك، لا لشيء إلا لأنك وحدك تستطيع، نعم لأنك الوحيد من بين أهل الأرض من يحمل بين جنباته عقيدة سامية وشريعة غراء وقيم فريدة، بها تقود العالم إلى الأمام، لا كوحوش الدمار الذين اعتلوا عرش التقدم بدون قوائم له تزنه وتقيمه، اعتلوا قمة التقدم وهم يتلطخون بالدونية والبهيمية وسوافل القيم.
أراك تنظر من بين الركام بعين الياس، متسائلًا: أنا فرد، ما الذي يمكنني إنجازه؟ لن يسمن جهدي أو يغني من جوع، صرح الإصلاح لن يقوى عليه ساعدي وحدي.
وألتمس لك العذر فيما ذهبت إليه ففكرك هذا كان ضحية ركام من أنقاض البشرية المهلهلة والتي استهدفت من قبل صناع الدمار وعشاق الخراب،
ولكني قد أتيتك ببوارق الأمل، لكي تلمع في عينيك وقلبك، فتبصر ذاتك وتقف على حقيقة قوتك، وتدرك أن الفرد قد يبني مجدًا ويصنع أمة، فمن ثم تقتحم وتصنع الحياة.
إنهم بشر مثلك، لا يختلفون عنك في التكوين والخلقة، كانوا فرادى، ولكنهم فعلوها، اقتحموا وصنعوا الحياة، لم يثن عزائمهم أن كانوا وحدهم، لكنهم أضرموا نار الحماسة في قلوبهم ونفخوا في عزائمهم بأنفسهم، ولم يبالوا بوحشة الطريق وقلة الناصر والمعين.
ألا فلتعلم قبل ذلك أن:
مناط التكليف فردي:
فأنت مكلف وحدك، لن يحمل عنك غيرك إثم التقاعد والتقاعس، فهي إذًا مسئولية فردية، لن تسأل عن تقاعس المتقاعسين، ولكن ستسأل عن خمولك وسكونك أنت (الحساب بالثواب والعقاب لا يكون إلا فردياً، ومن الإيمان بهذا المنطلق يجب أن ينحصر تفكير المسلم فيما يجلب له الأجر، ويقربه إلى الطاعة، دون أن يكون تبعا، وأن يمتلك زمام المبادرة إلى الطاعات دون الالتفات إلى عمل فلان أو قول فلان، ولا يجب أن تقعده نشوة الطاعة، ولا تثبطه أثقال المعصية.
يفكر المسلم بنفسه أنه سيحاسب يوم القيامة عن أعماله، وعما قدم، ولا يسأل عن الآخرين،
كما أن عليه أن لا يرنو ببصره إلى غيره، فقد يكون لهم من الأعذار ما يمنعهم عن شيء ما، أو ليس لهم من الهمة والطاقة ما يمكنهم من أداء عمل ما، و يستطيع هو أداءه، فلا يثبطه الشيطان، أو تقعد به ثقلة الحياة الدنيا.
والمسلم _ بنفس الوقت _ عليه أن ينصب رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ قدوة عملية أمام عينيه، ولا يجعل الأشخاص الآخرين- أياً كانوا مثالاً له، فقد يفتح الله عليه من الهمة أكثر من الآخرين، أو يوفقه الله _ تعالى _إلى عمل يتفرد به، أو إلى فضل يؤثره فيه، فلله في خلفه شؤون، وهو المتفضل على عباده، وقد يختص برحمته من يشاء وكيفما يشاء) [الإيجابية في حياة الدعاة، عبد الله اليوسف بتصرف].
في غيابت السجن:
لم تكن تلك المكيدة التي حبسته بين جدران السجون بالتي تثني عزمه، أو تصرفه عن همه الأعظم، لقد كان حمل هم الدين معه أينما كان لا يرضخ لتغير المكان ولا الزمان، فجلس يوسف عليه السلام يمارس وظيفة العظماء: الدعوة إلى الله تعالى.
فيستغل أن قص عليه اثنان من المساجين مناماهما، ليحول ذلك الحوار إلى موقف دعوي عظيم، يدعو فيه الرجلين إلى توحيد الله جل وعلا ونبذ عبادة ما سواه.
{وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا وَقَالَ الْآَخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} [يوسف: 36].
فإذ بيوسف عليه السلام يبث الثقة والطمأنينة في قلبيهما في مقدرته على تأويل الأحلام، يستغلها كتقدمة لما يرنو إليه من دعوتهما إلى توحيد الله: {قَالَ لَا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلَّا نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُمْ بِالْآَخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ} [يوسف: 37].
وفي غمرة ترقبهما لما يقول، وفي ذروة تركيزهما وشحذ انتباههما، يغدق عليهم يوسف بكلمات تهيج الفطرة إلى الرجوع حيث سلامة الخلقة، إلى فطرت الله التي فطر الناس عليها، يكلمهم عن توحيد الأحد الفرد الصمد واستحقاقه للعبودية دون سواه: {يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (39) مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [يوسف: 39-40].
ثم أنجز لهما من الوعد بما يؤكد صدقه وأمانته ويعمق إيمانهما بما يقول: {يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا وَأَمَّا الْآَخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْ رَأْسِهِ قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ} [يوسف: 41].
لقد كان يوسف عليه السلام وحده في غيابت السجن لكنه اقتحم وصنع الحياة.
ضرير ضد التتار:
يحيى بن يوسف الانصاري الصرصري، علم من اعلام الإسلام، كان ضريرا، ولد سنة 588هـ، وقرأ القرآن بالروايات وسمع الحديث، وحفظ الفقه على مذهب أحمد بن حنبل، وحفظ اللغة، ويقال إنه كان يحفظ " الصحاح " للجوهري بكماله، وكان أديبا شاعرا ويلقب بـ جمال الدين .
اشتهر بمدائحه للنبي صلى الله عليه وسلم وله ديوان كان سائرا بين الناس، حتى قيل عنه حسان وقته، ولم يشتهر عنه أنه مدح أحدا قط من المخلوقين من بني آدم إلا الأنبياء.
كان شديدا في نصرة السنة، وشعره مملوء بذكر أصول السنة، وذم مخالفيها، وقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم في منامه وبشره بالموت على السنة، ونظم في ذلك قصيدة طويلة منها الأبيات المتقدمة .
لما دخل هولاكو وجنوده الكفار إلى بغداد سنة 656 للهجرة، كان الشيخ يحيى بها، فدعاه كرمون بن هولاكو للحضور، فأبى أن يجيب له، واعد في داره حجارة - وكان ضريرا كما تقدم - فحين دخل عليه التتار رماهم بتلك الأحجار فهشم منهم جماعة، فلما خلصوا إليه قتل أحدهم بعكازه ثم قتلوه شهيدا رحمه الله تعالى.
فلله دره من رجل لم ينظر إلى كونه فردًا بقدر ما نظر إلى أن له دورًا، لذا كان ذلك الشاعر المناضل من صناع الحياة، والذين لن يسقطوا مهما طال الزمان من ذاكرة التاريخ.
الجندي المجهول:
والمتتبع لمعارك القادسية واليرموك، والجسر والبويب، يجد لكل صحابي فيها موقفا مشهودا.
وللصحابة والتابعين بطولات وجولات، نستل منها فقط قصة ذلك المجهول في القادسية صاحب الإبداع عند ملاقاة الفرس حيث نفرت خيل المسلمين من الفيلة..
(فعمد رجل منهم فصنع فيلا من طين، وأنس به فرسه، حتى ألفه، فلما أصبح: لم ينفر فرسه من الفيل، فحمل على الفيل الذي كان يقدمها، فقيل له: إنه قاتلك، قال: لا ضير أن أقتل، ويفتح للمسلمين) [الإيجابية في حياة الدعاة].
لقد كان ذلك الجندي فردًا، ولكنه صنع الحياة، لم يستصغر فرديته، وعلم أن له دورًا يستنفر منه كل طاقاته الجسدية والعقلية والفكرية، فاقتحم ذلك الفرد وصنع الحياة، ولم يذكر التاريخ اسمه، ولكنه صار فخرًا في صفحاته.
فرد يقيم دولة:
سأل أبو جعفر المنصور يومًا جلسائه: (أتدرون من هو صقر قريش ؟ ) قالوا: أنت. قال: لا. فعددوا له أسماء مثل معاوية وعبد الملك بن مروان، قال: لا... بل عبد الرحمن بن معاوية دخل الأندلس منفردًا بنفسه, مؤيدًا برأيه, مستصحبًا لعزمه, يعبر القفر, ويركب البحر حتى دخل بلدًا أعجميًا فمصَّر الأمصار, وجند الأجناد وأقام ملكًا بعد انقطاع بحسن تدبيره, وشدة عظمه.
تبدأ تلك القصة الرائعة عندما سيطر العباسيون على زمام الأمور في المشرق، ومضوا يتعقبون الأمويين في كل مكان, حتى أفنوا عددًا كبيرًا منهم, وتفرق من بقي أو كُتب له النجاة في أنحاء البلاد, وأعيت العباسيين الحيلة في طلبهم أو الوصول إليهم, لاستئصالهم وإبادتهم حتى لا تقوم لهم قائمة بعد ذلك.
خرج (عبد الرحمن) مع أخ له صغير السن لم يتجاوز الثالثة عشرة وبعض أهله, واتجه إلى رجل من معارفه فطلب منه أن يشتري له عددًا من الدواب, ويهيئ له ما يتزود به في سفره, ولكن بعض عيون العباسيين دلوا عليه, فانطلقوا في إثره, فخرج حتى وصل إلى شاطئ الفرات, فأحاطت به خيول العباسيين, فألقى بنفسه في الماء ومعه أخوه, وانطلقا يسبحان نحو الشاطئ الآخر, وكان الشاطئ بعيدًا, فأخذ عبد الرحمن يسبح بقوة وحماس وكان يجيد السباحة, بينما بلغ أخاه التعب وهو في منتصف النهر, وخشي الغرق, ففترت عزيمته, وخارت قواه, وأراد العودة إلى الشاطئ, وهم يخدعونه وينادونه بالأمان.
فراح عبد الرحمن يناديه ويحثه على السباحة, ويحذره من غدر العباسيين وخداعهم, إلا أنه كان قد بلغ من التعب والإجهاد ما جعله يغتر بأمانهم ويؤمل في عهودهم, فرجع إليهم, وما كاد يصل إليهم وتتلقاه أيديهم, حتى أحاطوا به بعد أن تمكنوا منه, وضربوا عنقه أمام أخيه, وهو ينظر إليه, ولا يملك له شيئًا.
وصل (عبد الرحمن) إلى إفريقية بعد عناء شديد, وما لبث أن لحق به مولاه (بدر) الرومي ومولاه (سالم), ومعهما كثير من أمواله التي تركها هناك.
ولم تكن الأمور في إفريقية بأقل سوءًا مما تركها في المشرق, فقد صار (عبد الرحمن بن حبيب الفهري) والي إفريقية يسوم الأمويين الفارين إلى بلاده قتلاً وذبحًا, يستحل دماءهم وينهب أموالهم, بعد أن كان حليفًا لهم بالأمس القريب.
ونزل (عبد الرحمن) على أخواله (بني نقرة) من بربر طرابلس وعندما علم (عبد الرحمن بن حبيب) ذلك أخذ يتحين الفرصة لقتله, ويحتال لاستدراجه, كما فعل بغيره من أبناء عمومته.
وأدرك (عبد الرحمن) ما يدبر له ؛ فخرج إلى مكناسة, ونزل على قوم من قبيلة زناته البربرية ؛ فأحسنوا استقباله وناصروه, ولكن (عبد الرحمن بن حبيب)لم يكف عن طلبه وتتبعه, فهرب إلى (برقة)، وظل مستخفيًا بها مدة طويلة, استطاع خلالها أن يتصل بعدد كبير من قبائل البربر, واستجار ببني رستم ملوك تيهرت, وراح يجمع حوله أشتات الأمويين الذين فروا من اضطهاد العباسيين, وأمراء البيت المرواني الذين نجوا من الذبح.
وكان (عبد الرحمن) طوال تلك المدة يراقب الأمور من حوله بوعي وحذر, ويدرس أحوال الأندلس بعناية شديدة ليتحين الفرصة المناسبة للعبور إليها.
وتجمع حول (عبد الرحمن) أكثر من ثلاثة آلاف فارس, كلهم يدين له بالولاء, ويوطن نفسه على أن يقتل دونه وتقدم (عبد الرحمن) نحو (قرطبة) حاضرة الأندلس وعاصمتها.
ودخل (عبد الرحمن) قرطبة فصلّى بالناس، وخطب فيهم, فكان ذلك بمثابة إعلان ميلاد الدولة الأموية في الأندلس, وبويع له بالخلافة في 10 من ذي الحجة 138هـ - 18 من مايو 756م), ليصبح أول أموي يدخل الأندلس حاكمًا, ويطلق عليه ذلك اللقب الذي عُرف به (عبد الرحمن الداخل), ومؤسس تلك الدولة الفتية التي أصبحت حضارتها منبعًا لحضارة أوروبا الحديثة, وظلت منارًا للعلم والمدنية عبر قرون طويلة من الزمان. [العملاق الذي بداخلك، مركز المستشار للدراسات الإنسانية].
لقد كان عبد الرحمن فردًا، لكنه اقتحم وصنع الحياة، لم يقل أنا فرد وماذا عساي أن أفعل وأنا وحيد، ليس لي معين ولا صاحب، ما كان يملك إلا إيمانًا بقضيته وعزمًا قويًا يفيض من جنباته.
صائد الدبابات:
سجل التاريخ بطولات نادرة ظهرت في حرب العاشر من رمضان، اكتوبر 1973، في معركة من معارك الإسلام الكبرى، وكانت من هذه البطولات الفذة تلك الملحمة التي لعب دور البطل فيها الرقيب أول عبد العاطي، أو صائد الدبابات كما أطلق عليه بعد الحرب، ولندع الرجل يحكي لنا في مذكراته طرفًا من تلك الملحمة،
لنرى كيف يصنع يقتحم فرد ويصنع الحياة لأمته:
(إلتحقت بالجيش 1972 و إنتدبت لسلاح الصواريخ المضادة للدبابات و كنت أتطلع إلى اليوم الذى نرد فيه لمصر و لقواتنا المسلحة كرامتها و كنت رقيبا أول السرية و كانت مهمتنا تأمين القوات المترجلة و إحتلال رأس الكوبرى و تأمينها حتى مسافة 3 كيلو مترات.
أضاف أنه إنتابته موجة قلق فى بداية الحرب فأخذ يتلو بعض الآيات من القرآن الكريم و كتب فى مذكراته أن يوم 8 أكتوبر 73 كان من أهم أيام اللواء 112 مشاة و كانت البداية الحقيقية عندما أطلق صاروخه على أول دبابة و تمكن من إصابتها ثم تمكن من تدمير 13 دبابة و 3 عربات نصف جنزير.
يقول عبد العاطى : سمعنا تحرك اللواء 190 مدرعات الإسرائيلية و بصحبته مجموعة من القوات الضاربة و الإحتياطى الإسرائيلى و على الفور قرر العميد عادل يسرى الدفع بأربع قوات من القناصة و كنت أول صفوف هذه القوات و بعد ذلك فوجئنا بأننا محاصرون تماما فنزلنا إلى منخفض تحيط به المرتفعات من كل جانب و لم يكن أمامنا سوى النصر أو الإستسلام و نصبنا صواريخنا على أقصى زاوية إرتفاع و أطلقت أول صاروخ مضاد للدبابات و أصابها فعلا و بعد ذلك توالى زملائى فى ضرب الدبابات واحدة تلو الأخرى حتى دمرنا كل مدرعات اللواء 190 عدا 16 دبابة تقريبا حاولت الهرب فلم تنجح و أصيب الإسرائيليون بالجنون و الذهول و حاولت مجنزرة إسرائيلية بها قوات كوماندوز الإلتفاف و تدمير مواقع جنودنا إلا أننى تلقفتها و دمرتها بمن فيها و فى نهاية اليوم بلغت حصيلة ما دمرته عند العدو 27 دبابة و 3 مجنزرات إسرائيلية).

إن الجهد الفردي كان دائمًا وأبدًا عماد صناعة النهضة وعز الأمة، أو ما تعلم أن إبراهيم عليه السلام كان أمة وحده، حيث لم يكن غيره وزوجته مؤمن على وجه الأرض، فتحرك وهو فرد يصنع الحياة، وإن كان نبيًا مؤيدًا فعون الله لا ينقطع عن عباده الصالحين الذي يرغبون بعزم أكيد في نهضة أمتهم، فحي على العمل من أجل رفعتها ونهضتها وعزتها، فما للإنسان قيمة بدون أن: يقتحم ويصنع الحياة.
-----------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-06-2013, 11:40 PM   #2935
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

[frame="8 70"]
حديث اليوم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن يوم الجمعه سيد الأيام وأعظمها عند الله. وهو أعظم عند الله من يوم الأضحى ويوم الفطر. فيه خمس خلال: خلق الله فيه أدم، وأهبط الله فيه أدم إلى الأرض، وفيه توفي الله أدم، وفيه ساعة لا يسأل الله فيها العبد شيئا إلا أعطاه إياه ما لم يسأل حراما، وفيه تقوم الساعة. وما من ملك مقرب، ولا سماء ولا أرض، ولا رياح، ولا جبال ، ولا بحر، إلا وهو يشفق من يوم الجمعه، أن تقوم فيه الساعة. عن أبي لبابة بن عبدالمنذر رضي الله عنه؛ رواه أحمد.
[/frame]
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-06-2013, 11:44 PM   #2936
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

[frame="8 70"]
قصة اليوم
عن حميد: أن إياس بن معاوية لما استقضي أتاه الحسن فبكى إياس فقال له الحسن: ما يبكيك؟ قال: يا أبا سعيد بلغني ان القضاة ثلاثة: رجل اجتهد فأخطأ فهو في النار، ورجل مال به الهوى فهو في النار، ورجل اجتهد فأصاب فهو في الجنة. فقال الحسن: إن فيما قص الله جل وعز من داود وسليمان ما يرد قول هؤلاء، يقول الله عز وجل: (وَداوُدَ وَسُلَيمانَ إِذ يَحكُمانِ في الحَرثِ إِذ نَفَشَت فيهِ غَنَمُ القَومِ وَكُنَّا لِحُكمِهِم شاهِدينَ فَفَهَّمناها سُليمانَ وَكُلاًّ آَتينا حُكماً وَعِلماً)، فأثنى الله على سليمان ولم يذم داود. ثم قال الحسن: إن الله تبارك وتعالى أخذ على العلماء ثلاثا: لا يشترون به ثمنا، ولا يتبعون فيه الهوى، ولا يخشون فيه أحدا؛ ثم قرأ هذه الآية: (وَكيفَ يُحَكِّمونَكَ وَعِندَهُمُ التَّوراةُ فيها حُكمُ اللَه) إلى قوله: (وَلا تَشتَروا بِآَياتي ثَمناً قَليلاً).
[/frame]
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-06-2013, 11:47 PM   #2937
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

[frame="1 50"]
دعاء اليوم
اللَّهُمَّ إني أعوذ بك من غلبة الدين وغلبة العدو وشماتة الأعداء.
[/frame]
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-06-2013, 11:51 PM   #2938
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

[frame="1 50"]
حكمة اليوم
كُن عادلاً قبل أن تكون كريماً.
[/frame]
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-06-2013, 11:54 PM   #2939
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

[frame="8 60"]
ابتسامة اليوم
قال بعضهم: رأيت رجلاً محموماً مصدعاً يأكل التمر ويجمع النوى فقلت: ويحك أنت بهذه الحال وتأكل التمر؟ فقال: يا مولاي .. عندي شاة ترضع وما لها نوى .. فأنا آكل هذا التمر مع كراهيتي له لأطعمها النوى. فقلت: أطعمها التمر والنوى. قال: أو يجوز ذلك! قلت: نعم. قال: ما أحسن العلم .. والله لقد فرجت عني.
[/frame]
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-06-2013, 01:29 AM   #2940
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

الحياء رأس كل فضيلة
الحياء رأس كل فضيلة وباعث على الخير وناهي عن كل مستقبح. ومن لزم الحياء زاده بهاء ونورا وتوفيقا.
ومن ترك الحياء فعل كل ما يستحيا منه كما جاء في الحديث: (إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فاصنع ماشئت). ولا يعيب الحياء إلا جاهل أو سفيه. ومن صاحب أهل المروءات ازداد حياؤه ومن صاحب السفهاء قل حياؤه. وأولى الناس بالحياء هم أهل العلم. ويقبح بالناسك أن يكون صفيق الوجه لا حياء له. ومن تمام الحياء أن يدع المرء ما يستهجنه قومه مما سكت عنه الشرع. والمرأة إذا تحلت بالحياء والستر علا شأنها وسترت كل قبيح فيها. ومن استحيا استحيا منه الناس وعرفوا فضله.
-----------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 26 ( الأعضاء 0 والزوار 26)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع : كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
] ! .: ! [ من آجــل القمـــــــة][[ الوآصل المنتدى الرياضي 6 10-12-2009 01:49 AM
اســـــــرار القلــــب..! الســرف المنتدى العام 22 29-09-2008 01:03 AM
جـــل مـــــــن لا يـــــخــــطـــــىء امـــير زهران منتدى الحوار 4 02-09-2008 03:05 PM
المحـــــــــــــا فـــظــة على القمـــــــة رياح نجد المنتدى العام 19 15-08-2008 01:10 PM
((هل يبكـــــي القلــــب؟؟)) !!! البرنسيسة المنتدى العام 13 17-08-2007 11:04 PM


الساعة الآن 12:17 AM.


Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع ما يطرح في المنتديات من مواضيع وردود تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة
Copyright © 2006-2016 Zahran.org - All rights reserved