![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#3341 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() [frame="10 60"] { إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا } [الإنسان:3] جمع بين الشاكر والكفور، ولم يقل : إما شكورا وإما كفورا، مع اجتماعهما في صيغة المبالغة، فنفى المبالغة في الشكر، وأثبتها في الكفر؛ لأن شكر الله تعالى لا يؤدى مهما كثر، فانتفت عنه المبالغة، ولم تنتف عن الكفر المبالغة، فإن أقل الكفر مع كثرة النعم على العبد يكون جحودا عظيما لتلك النعم. [القرطبي] [/frame] |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#3342 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() [frame="8 80"] { إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ * لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ } [التكوير:27-28] إشارة إلى أن الذين لم يتذكروا بالقرآن ما حال بينهم وبين التذكر به إلا أنهم لم يشاءوا أن يستقيموا، بل رضوا لأنفسهم الانحراف، ومن رضي لنفسه الضلال حرم من الهداية : { فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ } [الصف:5] [ابن عاشور] [/frame] |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#3343 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() [frame="8 60"] { لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ } [النساء:114]. تدبر هذه الآية تلحظ أن الأصل في هذه الثلاثة الإخفاء، فذلك أقوى أثرا وأعظم أجرا، وأرجى في تحقيق المراد، وأما العلانية فيها فهي الاستثناء إذا وجد لذلك سبب معتبر. [أ.د. ناصر العمر] [/frame] |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#3344 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() [frame="9 60"] إذا أردت أن تعرف قيمة عمل القلب، ومنزلته عند الله، فتأمل هذه الآية: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ} فماذا ترتب على صدقهم وإخلاصهم؟ { فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا * وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا } [الفتح:18-19]. فما أحوجنا لتفقد قلوبنا! [د.عمر المقبل] [/frame] |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#3345 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() اذا ما اوصدت دونك الابواب فا افتحها بمفتاح الدعاء ذهبت إلى المسجد لأؤدي صلاة الجمعة، وبعد الصلاة رجعت إلى منزلي، وحدثت المفاجأة التي كانت بانتظاري، حيث فتشت عن مفتاح البيت دون جدوى، بحثت عنه مراراً وتكراراً فلم أجده وكأن يداً خفية اختلسته، أو أن الأرض انشقت وابتلعته! وهنا وجدت نفسي في الشارع، وشعرت بالحيرة، هل أمكث عند الجيران، أم أظل مكاني أمام البيت، أم أعود لتوّي من حيث أتيت بحثاً عن المفتاح وقد سدت الأبواب في وجهي؟ أحسست حينها بالنعمة التي غالباً لا نشعر بها إلا إذا فقدناها، وتساءلت في نفسي:أيمكن أن تكون هذه القطعة المعدنية التي تشكلت على هيئة مفتاح سبباً في فتح الأبواب المغلقة، وهل هي من الأهمية ببال حيث يتسبب فقدها في كسر تلك الأبواب أو طول انتظار حتى يأتي فرج الله ويمنّ باسترداد الضالة والحصول عليها بعد ضياع؟ وهنا كان لا بد من وقفة. فإذا غاب عني ذلك المفتاح وعجزت عن إدراك مكانه أو تحديده دون بحث وتنقيب، فكيف بمن يدّعي معرفة علم الغيب ويتألّه بذلك على الناس ويخرج على البسطاء والجهال منهم بأقوال كاذبة وخزعبلات شركية مضلة! مفاتيح الغيب: قال - تعالى -: وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين [الأنعام: 59]. وفي هذا يقول لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((مفاتيح الغيب خمس لا يعلمهن إلا الله إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير)) [لقمان: 34]. تذكر ذلك وإذا ما أمسكت يدك بمفتاح البيت فحافظ عليه، واعلم أن ثمة مفاتيح أخرى كثيرة في متناول أيدينا أنعم الله بها علينا احرص على أن تملكها، وتمسك بها، وعلى رأسها ذلك المفتاح العظيم "لا إله إلا الله محمد رسول الله"، إنه مفتاح الجنة الحقيقي الذي من فقده ضل وتاه في صحراء الحياة وكان في الآخرة من الخاسرين، وأغلق دونه باب الجنة. مفتاح الفضائل: الحياء: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((الحياء لا يأتي إلا بخير)) [البخاري]، وقال: ((استحيوا من الله حق الحياء)) قالوا: إنا نستحيي يا رسول الله والحمد لله، قال: ((ليس ذلكم، ولكن من استحيا من الله حق الحياء فليحفظ الرأس وما وعى وليحفظ البطن وما حوى وليذكر الموت والبلى، ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا، فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء)) [الترمذي]. مفتاح الخير: الدعاء إذا ما أوصدت دونك الأبواب، فافتحها بمفتاح الدعاء واللجوء إلى الفتاح - سبحانه وتعالى - الذي لا يخيب من رجاه أو طرق بابه، واحرص على تخير الأوقات التي يسهل فيها فتح تلك الأبواب. مفتاح القلوب: طيب الكلام: أما إذا استغلقت عليك قلوب العباد فافتحها بطيب الكلام "الكلمة الطيبة صدقة"، وببسمة حانية ((وتبسمك في وجه أخيك صدقة)) وبإفشاء السلام: ((أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم)) [مسلم] وبالهدية ((تهادوا تحابوا)) [مالك] ((تهادوا فإن الهدية تذهب َوحْرَ الصدر)) [الترمذي وأحمد]. مفتاح الرضا: بر الوالدين قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من أرضى والديه فقد أرضى الله، ومن أسخط والديه فقد أسخط الله)) [البخاري]. مفتاح الغنى: القناعة: يقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: ((ليس الغنى عن كثرة العرض..إنما الغنى غنى النفس)) رواه البخاري ومسلم، ويقول: ((عليك باليأس مما في أيدي الناس فإنه الغنى، وإياك والطمع فإنه الفقر الحاضر)) [الحاكم]. مفتاح الزيادة: الشكر: قال تعالى: (لئن شكرتم لأزيدنكم) [إبراهيم: 7]، وجاء في الأثر: يقول الله - عز وجل -: ((أهل ذكري أهل مجالستي، وأهل شكري أهل زيادتي...)) والشكر كما بينه ابن القيم - رحمه الله - هو ظهور نعمة الله على لسان عبده ثناءً واعترافاً، وعلى قلبه شهودا ومحبة، وعلى جوارحه انقياداً وطاعة. هذه بعض المفاتيح التي يذكرنا بها مفتاح البيت، وما زال في سلسلة المفاتيح الكثير، ومن مفاتيح الخير اكتنز واجمع، ومن الأشياء يعرف ضدها فاحذر مفاتيح الشر واكسرها وكن لهجرها من الداعين. ------ للفايدة ------------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#3346 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() كن لؤلؤة ولا تكن فحما قال الراوي: ما أكثر ما يتلطف بي القدر، فتنهمر عليّ شلالات نور خاطف بين الحين والحين، فإذا بي أجد نفسي محلقاً فوق الربى والحقول، بل فوق الدنيا، أنظر إليها من علٍ عالٍ! وحين أكون في لحظة التحليق تلك يهولني أن أرى النور مشرقاً يتلألأ في كل زاوية من هنا ومن ها هنا، حتى إني لأعجب كيف لم أكن أرى كل هذا الإشراق؛ لأكتب عنه شعراً، أو أعبر عنه نثراً؟ بل يخيّل إليّ ساعتها، أنني لو رأيت ما رأيت، وأنا حيث كنت في موضعي من الأرض، لغدوت شاعراً فحلاً لا يُجارى، ولا يُبارى! أخلف الشعراء ورائي، يجمعون ما يتساقط من زوّادتي، وأنا أمضي في حالة انبهار بهذا النور الذي يتلألأ في كل مكان، والقوافي تتصارع على بوابة فمي، أيها يخرج قبل أختها! في لحظة التحليق تلك، وأنا أرى ما أرى مما يهز الفؤاد طرباً، أتذكر على الفور قول القائل: كن جميلاً ترى الوجود جميلاً! وعلى قدر ما يفرحني هذا القول، يحزنني بشدة حيث أقول لنفسي: وهل معنى ذلك أنني لم أكن جميلاً من داخلي، ومن ثم لم أكن أرى كل هذا البهاء والإشراق في هذا الكون الجميل. عدت قبل ليالٍ إلى شيخي منكسر النفس، خائر الهمة، وكعادتي ما إن جلست إليه حتى شعرت أني دخلت جنة، ووجدت نعيماً، وهطلت على قلبي أمطار العافية، كل هذا قبل أن يقول شيئاً، ما أن أدخل في دائرة مغناطيسيته، حتى يجذبني بقوى عجيبة، إلى حيث يكون متسامياً في مراقٍ عالية، وشكوت إليه ما أجد، وما أشعر به مما جال في خلدي، من ذلك القول، أو تلك الحكمة، فجاء حديث الشيخ قبساً من نور النور، وعطراً تنتشي له العطور، فكان مما قال وما أعجب ما قال، لكن يؤسفني أنني سأنقل حروف وكلمات الشيخ، أما روحه التي كانت تتحدث، ويترجم حديثها هذا اللسان، فذلك ما أعجز عنه، ومن ثم فهذا ترجمة لما قال، وليست حقيقة ما قال، وأين الترجمة من الأصل؟ قال: إن كان القائل يرى الوجود جميلاً لأنه جميل من داخله، فهو إنما يرى انعكاس جمال قلبه فيما تقع عليه عيناه، فتهب على روحه نسائم السحر الحلال، فكأنه يرى ما لا حقيقة له، غير أن الأمر بالعكس من ذلك، فهو في لحظة الصفاء تلك انجلت أغشية عن روعة الجمال التي يتغشى بها الكون، فأصبح يرى ما لا يراه الآخرون، وقد يعجبون منه، حين يحاول أن يعبر لهم عما يراه، ويسمعه، ويشمه! وما أكثر ما تقصر العبارة هنا. وقال شيخي: وسنسلم جدلاً له بما قال، غير أنا نقول واثقين مما نقول: أنه قَصُرَ به الأمر، وكان النبع قريباً منه سيتفجر في روعة، لو أنه خطا بنا خطوة إلى الأمام، ولم يقف بنا حيث وقف، يا بني، وكانت تطربني هذه الكلمة كلما خاطبني بها، فأحسست بنشوة غير عادية، وأنا أتابع حديثه المتلألئ بالنور قال: قد يرى القلب في حالة صفاء، ولحظات شفافية، أن انعكاسات، ما تراه عيناه تشع إبداعاً وبهاء وروعة، لكن الخطوة التالية والأرقى والأهم، أن الكون يغدو أحسن منظراً، وأبهى جمالاً، وأروع إبداعاً، وأحلى زينة، حين تشع في أغوار القلب إشعاعات إيمانية قوية، تصله مباشرة بالسماء، وتشده بقوة إلى ربه سبحانه، فكأنما هو ينظر من كوة في السماء إلى الأرض وزخرفها وتعاجيب أهلها! يا بني، إن الفرق ما بين النظرتين عظيم وكبير وخطير؟ وبالمثال يتضح المقال: أرأيت إلى إنسان يحدق ملياً وبقوة ليرى في جهد بعينيه الكليلتين، ذرة من قطعة ألماس نادرة، وشخص آخر يتناولها ليضعها تحت مجهر كبير، فيراها مكبرة آلاف المرات! أي النظرتين هي الأوضح والأعجب والأمتع! هذا مجرد تقريب لتعرف فرق ما بين النظرتين، وإلا فالأمر أبعد من هذا وأعجب! ولا أخالك إلا تسألني الآن: ولكن هذا نادر وقليل، ومنزلة تتكسر دونها الرقاب، ولا تبلغها الخيل المضمرة؟! فاعلم يا بني فتح الله على قلبك، أن هاهنا أمور عليك أن تجعلها منك على بال، لو كان الأمر كما تتوهم، لما طالبنا الله به، ولا كلفنا بمحاولة الوصول إليه، لأنه لا يكلف نفساً إلا وسعها، ومن ثم فإن الأمر ميسور، ما دام التكليف مقدوراً عليه، تبقى همة الإنسان وجهده وجهاده وعزيمته، والناس هاهنا تتفاوت، هذه واحدة والثانية: ألا يكفي أن تبقى مشدود القلب إلى تلك الذرى، حولها تدندن، وإليها تشتاق، ونحوها تصبو، وحولها تطوف؟ فإن مت وأنت تحاول جاهداً الوصول إليها، فقد وقع أجرك على الله، وسيرفعك الله إلى مقام أهلها في جناته، حيث لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر. وأما الثالثة: فقد قال علماؤنا - رحمهم الله – تعالى: ليس بالضرورة أن يبقى الإنسان في هذه الحال أبداً، على مر أنفاس حياته، فمن الناس من تهب عليه مثل هذه النفحات بين الوقت والوقت، فذلك خير عظيم، وفضل كبير، وعلى هذا أن يواصل الطريق ليبقى مستمراً، فتدوم له هذه النفحات وتطول، أما من دامت له لأطول فترة ممكنة، فهذا عظيم في السماء، عظيم في الأرض! والرابعة يا بني: تذكر أن اللؤلؤ نادر وقليل، ولكن قيمته هي الأعلى والأرقى، وعليه يتنافس المتنافسون، أما الفحم فهو كثير مكدس، على قفا من يشيل كما يقال! فكن لؤلؤة نادرة، واربأ بنفسك أن تكون فحماً من الفحم! وفي كل الأحوال حين تسير في هذا الطريق، فإنك أنت الرابح بكل حال، سواء وصلت أو لم تصل، ولا تزال تتلألأ على طول الطريق لأنك في معية خاصة مع الله جل جلاله، فاطلب الكمال، ودع الدون للدون! إذا غامرت في شرف مرومٍ فلا تقنع بما دون النجوم -------------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#3347 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() وللكلمة المشرقة صداها في القلب من بديع ما قرأت وتأثرت به، قول أحد الصالحين وهو يناجي ربه في ضراعة: "عَميتْ عين لم تَركَ عليها رقيباً، وخسرت صفقة عبدٍ لم يجعل له من حبك نصيباً" وتوقفت عند هذه الكلمات طويلاً لا سيما وقد وجدت صداها واضحا في نفسي. ووجدتني أتناول ورقة بقربي، ثم أكتب مستعيناً بالله: عَميتْ عين لم تَركَ عليها رقيباً. نعم.. فإنها إذا رأتك رقيباً مُلازماً لها، مطلعاً عليها، لم تغفل عنك لحظة وإذا لم تغفل عنك، ستظل ذاكرة لك مع الأنفاس، وإذا ظلت مشتغلة بالذكر والفكر والحضور. فكيف إذن تتجرأ على المعصية؟! نعم لن تصبح معصومة، ولكن غفلتها ستكون سريعة وعارضة، لتعود بعد ذلك في جزع وفزع إلى رحابك يا الله، فأنت وليها ومولاها وخير من زكاها، وليس لها غيرك. ولا تعرف باباً غير بابك، ولا طريقا غير طريقك. وأحسبها حين تبقى مراقبة لك، سوف تستأنس بك، وتلتذ معك، وستندفع في شوق إلى الطاعات فرحة بتوفيقك لها إليها مبادرة إلى الفرائض في أوائل وقتها، والطاعات في شتى ميادينها، فإذا تعلقت بالفرائض جميعها في فرح. أقبلت على النوافل في حب وشوق ولهفة. وإذا نهلت جيداً من عيون النوافل المتنوعة، نالت محبتك، وهي قرة عينها، ومنى نفسها، وغاية منتهاها. فإن حصل لها ذلك: أشرقت بصيرتها، وأضاءت سريرتها. وقد قلت وقولك الحق ووعدك الصدق: (ولا يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه..). هناك تجد أنسها وطمأنينتها وراحتها وأمنها وأمانها وسعادتها الحقيقية فإذا ذاقت ذلك، ووجدت طعم الأنس بك والضراعة بين يديك: لم تبال بعدها بالدنيا إن أقبلت أو هجرت، إن أمطرت لها، أو أجدبت عنها. إذ أن عين القلب يومها تكون قد تعلقت بالآخرة ومباهجها، فكأنها رأي عين، تستشعر نعيم الجنات يملأ عليها جوانحها. – وهي بعد تدب على الأرض تكدح عليها كدحها المفروض – غير أنها تتنفس الصعداء، وتهتف في يقين: (نحن في لذة لو عرفها الملوك وأبناء الملوك لقاتلونا عليها بالسيوف). ويومها تجد نفسك تكاد تصرخ في قوة وحرارة ودفء: (أنا بستاني في صدري، وجنتي في قلبي.. سجني خلوة، ونفيي سياحة، وقتلي شهادة في سبيل الله). وربما هتفت في حالة فيض قلبي خالص: (مساكين أهل الدنيا! خرجوا منها ولم يذوقوا أحلى ما فيها.. طاعة الله والتلذذ بذكره). أو لعلك تهتف في ذهول وانتشاء: (كيف لا تكون التكاليف حلوة المذاق، إذا كانت موصلة إليك يا ملك السماوات والأرضين؟!). نعم يا ربنا.. عَميتْ عين لم تَركَ عليها رقيباً.. غير أنا لا نستطيع ذلك، إلا بتأييدك ومعونتك، فارحمنا.. نعلن لك بين يديك عن إفلاسنا وعجزنا وغلبة أهوائنا، فإذا لم توفقا إلى ذلك فمن لنا غيرك؟ وباب من نطرق غير بابك؟ أنت مولانا نعم المولى ونعم الوكيل.. ثقتنا بك أنك لن ضيعنا ما دامت قلوبنا مشدودة إليك رغم تفريطنا في حقك فوالله أنك أحب إلينا من الهواء والغذاء والولد والبلد، وأحب إلى قلوبنا من الماء البارد على الظمأ.. قد سعينا إليك، ووقفنا على بابك، ولن نبرح واقفين متذللين على أعتابك.. ومع هذا.. فإن اعتمادنا عليك، ليس على سعينا. ويا خيبة المسعى إذا لم تُسعفِ. سنعزم على المحاولة المستمرة بلا يأس حتى نعذر إليك. فإن وفقنا، فبتوفيقك.. وإن خبنا، فبشقائنا. وإن زللنا وهفونا، فإنا راجعون إليك، لأنه لا رب لنا سواك، ولا إله لنا غيرك إنما نستعلي على شهواتنا وفتن الدنيا بمعونتك ومددك وحولك وقوتك وإلا فإن التردي والسقوط هو الأمر المتوقع منا. لأن قبضة الطين فينا لا تزال تشدنا إلى طين الأرض! فيا ربنا، ويا مولانا، ويا سيدنا، اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معاصيك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك. ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا. اللهم آمين.. اللهم آمين. وصلى الله وسلم على رسوله ومصطفاه محمد وعلى آله وصحبه وسلم. -------------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#3348 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() البكاء يغسل ادران القلوب إنها حقيقة لا مراء فيها، فالبكاء من خشية الله تعالى يلين القلب، ويذهب عنه أدرانه، قال يزيد بن ميسرة -رحمه الله-: "البكاء من سبعة أشياء: البكاء من الفرح، والبكاء من الحزن، والفزع، والرياء، والوجع، والشكر، وبكاء من خشية الله تعالى، فذلك الذي تُطفِئ الدمعة منه أمثال البحور من النار!". وقد مدح الله تعالى البكائين من خشيته، وأشاد بهم في كتابه الكريم: (إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا. ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا. ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا) [الإسراء 107-109]. البكاء شيء غريزي: نعم هذه هي الفطرة فالإنسان لا يملك دفع البكاء عن نفسه، يقول الله تعالى: (وأنّه هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى) [النجم / 43] قال القرطبي في تفسيرها:"أي: قضى أسباب الضحك والبكاء، وقال عطاء بن أبي مسلم: يعني: أفرح وأحزن؛ لأن الفرح يجلب الضحك والحزن يجلب البكاء. أنواع البكاء: لقد ذكر العلماء أن للبكاء أنواعا ومن هؤلاء الإمام ابن القيم رحمه - تعالى -إذ ذكر عشرة أنواع هي: - بكاء الخوف والخشية. - بكاء الرحمة والرقة. - بكاء المحبة والشوق. - بكاء الفرح والسرور. - بكاء الجزع من ورود الألم وعدم احتماله. - بكاء الحزن.... وفرقه عن بكاء الخوف: أن الأول -"الحزن"- يكون على ما مضى من حصول مكروه أو فوات محبوب وبكاء الخوف: يكون لما يتوقع في المستقبل من ذلك، والفرق بين بكاء السرور والفرح وبكاء الحزن أن دمعة السرور باردة والقلب فرحان، ودمعة الحزن: حارة والقلب حزين، ولهذا يقال لما يُفرح به هو"قرة عين"وأقرّ به عينه، ولما يُحزن: هو سخينة العين، وأسخن الله به عينه. - بكاء الخور والضعف. - بكاء النفاق وهو: أن تدمع العين والقلب قاس. - البكاء المستعار والمستأجر عليه، كبكاء النائحة بالأجرة فإنها كما قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: تبيع عبرتها وتبكي شجو غيرها. - بكاء الموافقة: فهو أن يرى الرجل الناس يبكون لأمر فيبكي معهم ولا يدري لأي شيء يبكون. فضل البكاء من خشية الله: إن للبكاء من خشية الله فضلا عظيما، فقد ذكر الله تعالى بعض أنبيائه وأثنى عليهم ثم عقب بقوله عنهم: (إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا) [مريم58]. وقال تعالى عن أهل الجنة: (وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ. قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ. فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ. إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ) [الطور 25 28]. أما رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقد قال: ((لا يلج النار رجل بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع)). وقالَ: ((سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ في ظِلِّهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إلا ظلُّهُ...)) وفي آخره: ((ورَجُلٌ ذَكَرَ اللَّه خالِياً فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ)). وقال: ((عينان لا تمسهما النار، عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله)). وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((ليس شيء أحب إلى الله من قطرتين وأثرين: قطرة من دموع خشية الله، وقطرة دم تهراق في سبيل الله، وأما الأثران: فأثر في سبيل الله، وأثر في فريضة من فرائض الله)) وكان السلف يعرفون قيمة البكاء من خشية الله - تعالى -، فهذا عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- يقول: "لأن أدمع من خشية الله أحب إلي من أن أتصدق بألف دينار!". وقال كعب الأحبار: لأن أبكى من خشية الله فتسيل دموعي على وجنتي أحب إلى من أن أتصدق بوزني ذهباً. بكاء النبي - صلى الله عليه وسلم -: عَن ابن مَسعودٍ - رضي الله عنه - قالَ: قال لي النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: ((اقْرَأْ علي القُرآنَ)) قلتُ: يا رسُولَ اللَّه، أَقْرَأُ عَلَيْكَ، وَعَلَيْكَ أُنْزِلَ؟، قالَ: ((إِني أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْ غَيْرِي)) فقرَأْتُ عليه سورَةَ النِّساء، حتى جِئْتُ إلى هذِهِ الآية: (فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّة بِشَهيد وِجئْنا بِكَ عَلى هَؤلاءِ شَهِيداً) [النساء / 40] قال: ((حَسْبُكَ الآن)) فَالْتَفَتُّ إِليْهِ، فَإِذَا عِيْناهُ تَذْرِفانِ. ولما رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - أصحابه يحفرون قبرا لدفن أحد المسلمين وقف على القبر وبكى ثم قال:"أي إخواني، لمثل هذا فأعدوا". أما عبد اللَّه بنِ الشِّخِّير - رضي الله عنه - فيقول: أَتَيْتُ رسُولَ اللَّه - صلى الله عليه وسلم - وَهُو يُصلِّي ولجوْفِهِ أَزِيزٌ كَأَزِيزِ المرْجَلِ مِنَ البُكَاءِ. وقد روى مسلم عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: زار النبي قبر أمه فبكى وأبكى من حوله..."الحديث. وقام ليلة يصلي فلم يزل يبكي، حتى بل حِجرهُ! قالت عائشة: وكان جالساً فلم يزل يبكي - صلى الله عليه وسلم - حتى بل لحيته! قالت: ثم بكى حتى بل الأرض! فجاء بلال يؤذنه بالصلاة، فلما رآه يبكي، قال: يا رسول الله تبكي، وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟! قال: ((أفلا أكون عبداً شكورا؟! لقد أنزلت علي الليلة آية، ويل لم قرأها ولم يتفكر فيها!)) (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ …) الآية. بكاء الصحابة - رضي الله عنهم -: لقد رأينا شيئا من بكائه - صلى الله عليه وسلم - وقد تعلم الصحابة - رضي الله عنهم - من نبيهم البكاء فعن أنس - رضي الله عنه - قال: خطب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خطبة ما سمعت مثلها قط فقال: ((لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيراً)) فغطى أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وجوههم ولهم خنين، وفي رواية: بلغَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - عن أصحابه شيء فخطب فقال: ((عرضت عليَّ الجنة والنار فلم أر كاليوم من الخير والشر ولو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيراً)) فما أتى على أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم أشد منه غطوا رؤوسهم ولهم خنين". والخنين: هو البكاء مع غنّة. و كان عثمان إذا وقف على قبر؛ بكى حتى يبل لحيته! فقيل له: تذكر الجنة والنار فلا تبكي، وتبكي من هذا؟! فقال إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إن القبر أول منزل من منازل الآخرة، فإن نجا منه، فما بعده أيسر منه، وإن لم ينج منه؛ فما بعده أشد منه!)) قال: وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ما رأيت منظراً قط إلاّ القبر أفظع منه!)). وبكى أبو هريرة - رضي الله عنه - في مرضه. فقيل له: ما يبكيك؟! فقال:"أما إني لا أبكي على دنياكم هذه، ولكن أبكي على بُعد سفري، وقلة زادي، وإني أمسيت في صعود على جنة أو نار، لا أدري إلى أيتهما يؤخذ بي!!". وبكى معاذ - رضي الله عنه - بكاء شديدا فقيل له ما يبكيك؟ قال: لأن الله - عز وجل - قبض قبضتين واحدة في الجنة والأخرى في النار، فأنا لا أدري من أي الفريقين أكون. وبكى الحسن فقيل له: ما يبكيك؟ قال: أخاف أن يطرحني الله غداً في النار ولا يبالي. وعن تميم الداري - رضي الله عنه - أنه قرأ هذه الآية: (أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات) [الجاثية / 21] فجعل يرددها إلى الصباح ويبكي. وكان حذيفة - رضي الله عنه - يبكي بكاءً شديداً، فقيل له: ما بكاؤك؟ فقال: لا أدري على ما أقدم، أعلى رضا أم على سخط؟. وأُتي عبد الرحمن بن عوف - رضي الله عنه - يوما بطعامه فقال: قتل مصعب بن عمير وكان خيراً مني فلم يوجد له ما يكفن فيه إلا بردة، وقتل حمزة أو رجل آخر خير مني فلم يوجد له ما يكفن فيه إلا بردة، لقد خشيت أن يكون قد عجلت لنا طيباتنا في حياتنا الدنيا، ثم جعل يبكي. وكان ابن مسعود يمشي فمَّر بالحدَّادين و قد أخرجوا حديداً من النار فقام ينظر إلى الحديد المذاب ويبكي. وكأنه - رضي الله عنه - تذكر النار وعذاب أهلها حين رأى هذا المشهد. وخطب أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه - مرة الناس بالبصرة: فذكر في خطبته النار، فبكى حتى سقطت دموعه على المنبر وبكى الناس يومئذ بكاءً شديداً. وعن نافع قال: كان ابن عمر إذا قرأ: (ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله) [الحديد / 16] بكى حتى يغلبه البكاء. وقال مسروق - رحمه الله -: "قرأت على عائشة هذه الآية: (فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ) [الطور / 27] فبكت، وقالت: "ربِّ مُنَّ وقني عذاب السموم". وهذا عبد الله بن رواحة - رضي الله عنه - كان واضعاً رأسه في حجر امرأته فبكى فبكت امرأته فقال ما يبكيك فقالت رأيتك تبكي فبكيت قال إني ذكرت قول الله - عز وجل - وَإِنْ مِنْكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِيّاً [مريم / 71] فلا أدري أأنجو منه أم لا. وعن أنس بن مالك أن نبي الله -صلى الله عليه وسلم- قال لأبيِّ بن كعب:"إن الله أمرني أن أقرئك القرآن"قال أالله سماني لك؟ قال:"نعم"، قال: وقد ذُكرت عند رب العالمين؟ قال:"نعم"، فذرفت عيناه - وفي رواية: فجعل أبيٌّ يبكي -. وقد تربى السلف الصالح على هذه المعاني العظيمة فرأينا منهم عجبا: فهذا إسماعيل بن زكريا يروي حال حبيب بن محمد - وكان جارا له يقول: كنت إذا أمسيت سمعت بكاءه وإذا أصبحت سمعت بكاءه، فأتيت أهله، فقلت ما شأنه؟ يبكي إذا أمسى، ويبكي إذا أصبح؟! قال: فقالت لي: يخاف والله إذا أمسى أن لا يصبح و إذا أصبح أن لا يمسي. وحين سئل عطاء السليمي: ما هذا الحزن قال: ويحك، الموت في عنقي، والقبر بيتي، وفي القيامة موقفي وعلى جسر جهنم طريقي لا أدري ما يُصنَع بي. وكان فضالة بن صيفي كثير البكاء، فدخل عليه رجل وهو يبكي فقال لزوجته ما شأنه؟ قالت: زعم أنه يريد سفراً بعيداً وماله زاد. وقرأ رجل عند عمر بن عبد العزيز وهو أمير على المدينة: (وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا) [الفرقان: 13] فبكى حتى غلبه البكاء، وعلا نشيجه! فقام من مجلسه، فدخل بيته، وتفرَّق الناس. وأخيرا فقد قال أبو سليمان - رحمه الله -: عودوا أعينكم البكاء وقلوبكم التفكر. من فوائد البكاء من خشية الله: - أنه يورث القلب رقة ولينا - أنه سمة من سمات الصالحين - أنه صفة من صفات الخاشعين الوجلين أهل الجنة. - أنه طريق للفوز برضوان الله ومحبته. وبعد فهذه مجرد إشارات لفضيلة البكاء، و لما كان عليه القوم الصالحون الأوائل من خشية الله والبكاء من أثر هذه الخشية فهل لنا فيهم أسوة؟! --------------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#3349 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() هل وجدت الشيء المفقود أخي الحبيب: لقد جربت كثيراً من المعاصي، وهربت بعيداً عن الله، وتقلبت في صنوف الذنوب.. نعم لقد جربت ذنوباً متعددة بأشكال مختلفة.. جربت معاصي الشهوات الجنسية.. وجربت شهوات أخذ المال بأي طريق ولو بالحرام.. وجربت سماع الغناء بكل أشكاله العربي منه والأجنبي.. لقد متعت نظرك بالأفلام العربية والأجنبية.. لقد كونت علاقات مع عدد من الفتيات بطرق محرمة هدفك الوحيد فيها اللذة والمتعة الجسدية المحرمة.. فماذا كانت النتيجة؟! انتهت هذه الشهوات، وأصبحت عبارة عن أحلام وردية، وخيالات فكرية، وسراب يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا! لقد انتهى طيف تلك الأيام والليالي التي عاقرت فيها الحرام، ولم يبق منها إلا الذنب المكتوب، والوعيد الأليم والحسرة المحرقة. وإذا أردت أن تعود إليها مرة أخرى فثق تماماً أنك لن تجد شيئاً جديداً فالشهوة هي الشهوة واللذة هي اللذة! ولكن تذكر أنه "لا خير في لذة من بعدها النار". ولكن يا عزيزي: لم تجرب شيئاً آخر طعمه لذيذ، وأجره كبير، وعاقبته حسنة… إنه: "ذكر الله تعالى وقراءة القرآن والصلاة". كأني أتخيلك وقد ضاقت نفسك وقد التفت إلى اليمين فلم تجد إلا قنوات فضائية رأيت فيها مئة مرة فلما جنسياً ورقصاً وعورات مكشوفة.. ثم التفت إلى الشمال ولم تجد إلا الاستريو الذي سمعت فيه مئات المرات أغانٍ صاخبة ورومانسية.. ثم نظرت أمامك فلم تجد إلا الكمبيوتر الذي لعبت فيه على عشرات الفتيات، وبجواره أوراق مبعثرة مكتوب فيها ندى وسهام ورؤى وعبير وووو.. لقد مللت من ذلك كله.. لقد كرهته لأنه ورث في قلبك حسرة وحيرة وهماً.. ثم أطرقت وأخذت تبكي ملياً.. وقلت: ما هو الحل يا الله؟! فإذا بنداء في قلبك يردد: "وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون". مباشرة نهضت إلى المغسلة ثم توضأت ثم صليت ودعوت ثم قرأت سورة من القرآن. الآن وجدت الشيء المفقود الذي تبحث عنه منذ زمن بعيد.. الله أكبر ما أجمل الأيمان وألذ الطاعة.. وما أجمل السجود لله.. وما أحلى قراءة القرآن. الآن بدأت تشعر بطعم جديد لم تعرفه سابقاً! ولكن كثيراً من الشباب والفتيات يجهلونه. هذه هو الطريق فأين السالكون؟! -------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#3350 |
مراقب عام ![]() |
![]() العم أبو عبدالله الف شكر
بارك الله فيك على الموضوع القيم والمفيد جعله الله في موازين حسناتك نتمنى منك المزيد |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 18 ( الأعضاء 0 والزوار 18) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
] ! .: ! [ من آجــل القمـــــــة][[ | الوآصل | المنتدى الرياضي | 6 | 10-12-2009 01:49 AM |
اســـــــرار القلــــب..! | الســرف | المنتدى العام | 22 | 29-09-2008 01:03 AM |
جـــل مـــــــن لا يـــــخــــطـــــىء | امـــير زهران | منتدى الحوار | 4 | 02-09-2008 03:05 PM |
المحـــــــــــــا فـــظــة على القمـــــــة | رياح نجد | المنتدى العام | 19 | 15-08-2008 01:10 PM |
((هل يبكـــــي القلــــب؟؟)) !!! | البرنسيسة | المنتدى العام | 13 | 17-08-2007 11:04 PM |