![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#3371 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() تــــــأمـــــلات كنتُ دائماً أنظرُ بإجلال وإعجاب ٍلتدبير الله سبحانه لشؤون خلقه، ولمّا أقف على قوله: (يدبر الأمر) (1: يونس) تغشاني قشعريرةَ هيبة ٍوإجلال ٍلعمق المعنى الذي يتبدّى لي، إذ أنّ الغوصَ في تفاصيله كفيٌل بأن يُشغل الفؤاد َويهيمَ به في كلّ اتجاهٍ لينظر إلى تدبير مولاه (فوق وتحت ويميناً وشمالاً) وفي كل اتجاه، بل إنّ تدبيره سبحانه يتجاوزُ بك من المُشاهد إلى ما غابَ عنك، ليجعلكَ تُفتش وتُفتش لتحظى ببُغيتك المنشودة، ولكّنك مهما ظفرت َبشيءٍ قد يُرضي فؤادكَ ونهمتكَ، فبضَاعُتك تبقى قليلة، إذ أنّ الفكر َيضيقُ عن اللّحاق بعظمةِ قدرةِ العليم القدير وإحكامِ صنعِ اللطيف الخبير. فتقفُ مشدوهاً في موقفِ تساؤلٍ حائر: ترى أيُّ شيءٍ أنا في مُلكهِ؟! وأيُّ شيءٍ هي قدرتهُ وعظمتهُ أمام هذا الملكوتِ العظيم، الذي يتضاءل ليُصبحَ لا شيءٍ أمامَ خالق كلّ شيء، فُيدبِّرهُ بلطفٍ لا تكاد ُتشعرُ بهِ، أو تشعرُ بهِ دونَ حاجة ٍ لمعاونٍ أو مساعدٍ أو ظهير! فسبحان َمن صنعهُ كلام، وعذابهُ كلام، ورحمتهُ كلام، وإذا أراد شيئاً قال له: كن فكان! وأعجب من ذلك أنّ هذا التدبير يأتي جُملة وتفصيلاً، بكلّ إحكام ٍوإتقان، ٍوعلمٍ وخبرة ولطف يحوط بذلك كلّه. ويتجاوز الفكرُ بعيداً إلى ملايين مملينة من أمثالي وأمثالكَ سبقوا أو لحقوا كيف دُبِّرت شؤونهم، وصُرّفت أمورهم، بل ويتجاوز بك التفكير ُإلى الأنعامِ والبهائم والوحوش والجمادات والنباتات بل إلى أمرِ العالم العلوي والسفلي. ويقف العقل حائراً حينما يتأمل تلك القدرة العظيمة التي اتّصف َبها سبحانه فينطق ُمتسائلاً منكسراً: أي ُّقدرة ٍتلك القدرة التي نتضاءلُ أمامها فلا نكادُ نكونُ شيئاً يُذكر فنُقهر بها ونذل ُّخاضعين معترفين: أنّنا عبادٌ لك يا رب وأنت لنا رب! وتضيقُ بنا دنيانا وتُطبقُ علينا نفوسنا حين تختلط ُأمورُ في أمور فلا نُحسنُ لها تدبيراً أو تصريفاً، ويظهر عجزنا البشري وفاقتنا إلى من يُرشد ويُسدد فترتفع ُأكفَّ ضراعةٍ إلى السماء "يا رب يا رب دبرنا، فإنّا لا نُحسنُ التدبير". قال تعالى: (يُدبِّرُ الأمرَ من السّماءِ إلى الأرض ِثم ّيَعرجُ إليهِ في يوم ٍ كانَ مقدارهُ ألفَ سَنةٍ ممّا تعدُّون* ذلك َعالم ُالغيبِ والشهادةِ العزيز الرَّحيم* الذي أحسن َكلَّ شيءٍ خلَقه وبَدأ خلقَ الإنسانِ من طِينٍ) (5-7 السجدة). ------------ للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#3372 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() ايات قرانية على مناظر طبيعية
|
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#3373 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() من هو أول مسحراتي في الإسلام؟ يعتبر مؤذن رسول الله بلال بن رباح وكذلك عبد الله بن أم مكتوم أول من قام بمهمة المسحراتي باستخدام الأذان حيث كان يقوم أحدهما بالأذان أولاً قبل الفجر ليقوم الناس للسحور ثم يؤذن الثاني ليمسك الناس عن تناول الطعام وينوون الصيام. |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#3374 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() اليتيـــــــــــــــــــــــــم !,!!
|
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#3375 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() وانتصف رمضان ![]() الحمدُ لله الذي جعَل الصيام جُنَّة، ووسيلةً إلى التقوى والجَنَّة، والصلاة والسلام على حبيبِنا ونبيِّنا محمدٍ عبدِه ورسولِه، الداعي إلى خيرِ مِلَّة وأقوم سُنَّة، صلَّى الله وسلَّم عليه، وعلى آله وصحبه، وبعد.. فها هي سفينةُ الصالحين تمخر عُبابَ فِتن الدنيا الهادِرة، فدونك إيَّاها قبلَ أن تخترمَك دوائرُ الدنيا الدائرة. إخواني وأخواتي، لقد مضَى من رمضان صَدرُه، وانقضَى منه شطرُه، وقارَب أن يكتملَ منه بدرُه، فاغتنِموا فرصةً تمرُّ مرَّ السَّحاب، ولِجُوا قبلَ أن يُغلَق الباب، اجتهدوا في الطاعة قبل انقضائِه، وأسْرِعوا بالمتابِ قبل انتهائِه. هذا هو رمضان يا أهلَ رمضان، واعجبًا له! واعجبًا لأيَّامه! واعجبًا لساعاته! شمس تغرُب، وشمس تُشرِق، ساعاته تَذْهب، وأوقاته تُنهَب، وزمانه يُطلَب. يا للهِ! تنصَّف الشهر وانهدَم، وفاز مَن بحبْلِ الله اعتصَم، واغتنَم الشهرَ خيرَ مُغتَنم. وقفات لاغتنام رمضان قبل رحيله يا سامعي، إنَّها وقفاتُ محبٍّ لإخوانه، مريدٍ لنفسِه ولهم اغتنام رمضان قبل حِرْمانه: الوقفة الأولى: حتى لا نُصاب بالفُتور في رمضان: نعم، مُشاهَدٌ أنَّ الناسَ في العادة يَنشَطُون في أيام رمضان الأولى في العبادة، لكن إنْ هي إلا أيَّام ليُصبحَ رمضان عندَ كثيرين رتيبًا، وهكذا النفْس: عجول ملول كسول. فدونك شيئًا مِن دواء فتورها، وعلاج دائها: 1- استحضر النية أثناء صومك، فأنت تصوم فيجوع بطنُك وتظمأُ كبِدك لله واستجابةً لله، وتلبيةً لأمر الله. تذكَّر فجْرَ الأجْر، فمَن تذكَّر فجْرَ الأجْر، هان عليه ليلُ التكليف، إنَّ أجْرك «مَن صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفِر له ما تقدَّم من ذَنْبِه»، إيمانًا واحتسابًا في كلِّ الشهر، وليس في أوَّله أو آخِره فقط. تذكَّر أنَّ باب الريان في الجنة ينتظرك، أفلا تحبُّ الدخول منه، جعَلَنا الله وإياك ممَّن يزاحم على بابه، يقول حبيبك صلى الله عليه وسلم في باب الجنة: «ما بين مِصْراعيه مسيرةُ أربعين سَنَة، وليأتينَّ عليه يومٌ وإنَّه لكظيظٌ بالزحامِ» (أخرجه أحمد وابن حبان، وصحَّحه الألباني في السلسلة الصحيحة). إذا ما ضَعُفتْ نفسك عن القِيام في هذه الليالي أو استثقلته، فتذكَّر خبرَ نبيِّك صلَّى الله عليه وسلَّم: «وللهِ عُتقاءُ من النار في كلِّ ليلة» (رواه الترمذي وابن ماجه، وصحَّحه الألباني في السلسلة الصحيحة). فأرِ اللهَ مِن قيامك خيرًا؛ علَّك تكون عتيقَه الليلةَ أو التي بعدَها. 2- نوِّع العبادةَ في أيام هذا الشهر: صيام، قيام، تلاوة قرآن، إطعام، إنفاق، بِرّ، صِلة، وأبواب الخير كثيرة. 3- حاسِب نفْسَك على مُضيِّ هذه الأيَّام والليالي، وتفقَّد أمْرَك في تلك الساعات الغوالي، وانظرْ ما قدَّمتَ في أيامها الخوالي. 4- تذكَّر أنَّ رمضان إذا ارْتَحل، فلن يعودَ إلا بعدَ أحدَ عشرَ شهرًا، وهل يعود عليك وأنت فوقَ الأرض حيًّا أو في باطنها ميتًا؟ وهل يعود عليك صحيحًا أو مريضًا؟ كل ذا عِلمُه عندَ الله، فالفُرصةُ الآن بساحتِك فلا تضيِّعها. الوقفة الثانية: ربُّك يُريد منك قرْضًا: نعم، يستقرضُك وهو غنيٌّ عنك؛ قال سبحانه: {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [البقرة: 245]، إنها الظِّلُّ في يومِ الكروب والشدائد؛ صحَّ عنه صلى الله عليه وسلم: «كلُّ امرئ في ظلِّ صدَقتِه يومَ القيامة حتى يُقضَى بين الناس» (أخرَجه ابن خُزَيمة وابن حبَّان، وصحَّحه الألباني في صحيح الجامع). إنها عاريةُ الله أعارَك إيَّاها؛ لينظرَ شأنَك فيها: الله أعطاك فابذلْ مِن عطيته فالمال عاريةٌ، والعُمرُ رحَّال عرَف ذلك السلف حقًّا، فبَذَلوا إيمانًا وصِدقًا، أمُّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- يَبْعث لها ابنُ الزبير -رضي الله عنه- بثمانين ومائة ألْف دِرهم، فتَقسِمها في يومٍ واحد وهي صائمةٌ، نسيتْ نفسها، فما تركتْ منها شيئًا تُفطِر به. وهذا أنس بن سِيرين -رحمه الله تعالى- يُفطِّر كلَّ ليلة في رمضان خمسَمائة نفْس. هذا شهرُ الجُود يا أهلَ الجود، اكفِلْ يتيمًا، احفِر بئرًا، فطِّر صائمًا، أطعِم جائعًا، اكسُ عاريًا، تلمَّس فقيرًا، إيَّاك وأنت تجِدُ سعةً أن تكون مِن ذلك محرومًا؛ {هَا أَنْتُمْ هَؤُلاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ} [محمد: 38]. الوقفة الثالثة: ساعةُ استجابةٍ ضائعة: إيْ واللهِ ضائعةٌ عندَ كثيرٍ من الناس، ألاَ وهي ساعةُ السَّحَر، ساعة النُّزول الإلهي العظيم إلى السماءِ الدنيا؛ لينادي العباد: «هل مِن سائِل فأعطيَه؟ هل من داعٍ فأستجيبَ له؟ هل مِن مستغْفِرٍ فأغفرَ له؟».. إنها ساعة الاستغفار {وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ} [آل عمران: 17]. كثيرون هم الذين حَرَموا أنفسهم منها، حتى في رمضان! هِبَات الوهَّاب تُمنَح، وعطاياه تُطْرَح، وهو في سُباتٍ عميق، أو في سَهَرٍ على محرَّم، أو في ضياعِ وقتٍ وتفريط. والسُّحور سُنَّة ترَكها بعضُ الناس اليومَ، أو قدَّموها قبلَ الفجْر بساعات، ويسمُّونه سحورًا، وهو ليس بذلك؛ فسُنَّة المصطفَى صلى الله عليه وسلم في السُّحور هو ما كان قُبَيلَ أذان الفجْر، وقد أوْصى صلى الله عليه وسلم بأكْلَة السَّحَر بألاَّ ندعَها؛ فـ«إنَّ الله وملائكتَه يُصلُّون على المتسحِّرين» (أخرَجه ابن حبَّان والطبراني، وحسَّنه الألبانيُّ في السلسلة الصحيحة). الوقفة الرابعة: احذرْ لصوصَ رمضان: ما أقبحَهم وما أجرمَهم! إنَّهم سُرَّاق رمضان، تكاد صدورُهم تتميَّز غيظًا وحنقًا يومَ أنْ رأَوْا قوافل التائبين في رمضان، فأجْلَبوا بخَيْلهم ورَجْلِهم عبْرَ الفضائيات في برامجَ فيها من المحرَّمات والفِتن والشهوات، ما يَؤُزُّ إلى الحرام أزًّا، ويدعو إلى المآثِم دعًّا. نعم، سرَقوا من كثيرٍ من الصائمين القائمين رَوعةَ رمضان، ولذَّةَ رمضان، والعُتْب كلّ العتْبِ على مَن رضِي لهؤلاء اللصوص أن يَسرِقوا منه رمضان. فحُقَّ منهم الفرار، ووجَب مِن فِتنهم الحذار، وفيما وقفتُ وإيَّاك سقتُ لك البشر والنذار، رَزَقني الله وإيَّاك الذِّكرى والادِّكار، والجَنَّةَ دار القَرَار. -------------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#3376 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() حـــــوار مــــع الغفلـــــــــــــة دخلت شرفة مكتبي، فوجدت كتاباً ملقي على الأرض.. نظرت مستغرباً ومتسائلاً!! من الذي وضعه هنا؟! إنني حريص على ترتيب كتبي. فمن الذي رماه على الأرض؟! هل سقط هو بنفسه؟! أم أن شخصاً عبث بكتابي؟ مددت يدي لأتناول الكتاب فسقطت منها كلمة على الأرض مددت يدي مرة أخرى لتناول الكلمة. فقالت: لا تمسكني! نظرت إليها مستغرباً، وإذا بها كلمة (الغفلة). قلت: أكلمه تتكلم؟! قالت: نعم.. إذا كثرت الغفلات نطقت الكلمات. قلت: وما قصدك؟! الغفلة: أعني أن هناك ضربين للغفلة عامة وخاصة، فأما العامة فهي غفلة بعض الدعاة عن المعاني الإيمانية فإنكم قليلو المراقبة قليلو المجاهدة، قليلو المحاسبة، قليلو التوبة. قلت: نعم كلامك صحيح فأنا قوي من الناحية الثقافية والحركية إلا أنني ضعيف من الناحية الإيمانية، وأعيش في غفلة روحانية. فما السبب يا ((غفلة))؟ الغفلة: السبب، واضح فمرافقة الغافلين هي السبب، لأنهم يجملون لك قبيح، ويزينون لك السيئات ولهذا نهى الله - تعالى -عن صحبتهم وطاعتهم بقوله - تعالى -: ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه أما من جاور الكرام فقد آمن من الإعدام. قلت: وكيف تتحقق (الغفلة القلبية)؟ الغفلة: حين يتجه الإنسان إلى ذاته، وإلى ماله، وإلى أبنائه، وإلى متاعه ولذائذه وشهواته، فلم يجعل في قلبه متسعاً لله. عند ذلك تتحقق الغفلة القلبية والتي نهى الله عن اتباع من كان قلبه غافلاً بقوله: ولا تطع من أغفلنا قلبه. قلت: وهل تظنين أن مرافقة أهل الغفلة له أثر؟! الغفلة: اعلم يا عبد الله " أن الدخان وإن لم يحرق البيت سوّده ". قلت: إنه لمثل جميل، ولكن ما مظاهر الغفلة الإيمانية في القلب؟ الغفلة: تجد الغافل لا يفرح إذا ما اختلى بالله -عز وجل-. وتجده لا يأنس، ولا يطرب لذكر الله تعالى وقراءة كتابه. تجده لا يشتاق للنظر إلى وجه الله -عز وجل-. ولهذا قال الله تعالى: (واذكر ربك في نفسك تضرعاً وخفية ودون الجهر من القول بالغدو والآصال ولا تكن من الغافلين). قلت متحمساً: نعم هذه هي مشكلتي فإنني أحب أن أخالط الناس كثيراً، حتى إنني اعتدت على ذلك، فلا آنس بالخلوة مع الله تعالى وكثرة ذكره. ثم عاد فقال: ولكن أريد منكِ أن تضربي لي مثالاً على أثر الغفلة في حياتي حتى ازداد فهماً وقناعة. الغفلة: هب أنك ضعت في صحراء قاحلة، ونفذ طعامك وشرابك حتى كدت تموت جوعاً، واستسلمت لشبح الموت، وبينما أنت في انتظاره، رأيت قافلة بعيدة، قفزت قائماً، وأسرعت للحاق بها، وبينما أنت تجري دخلت شوكة في قدمك فنظرت إلى أسفل، ثم رفعت بصرك وإذا بالقافلة قد اختفت عن ناظريك. قلت: وأين معنى الغفلة هنا؟ الغفلة: النظر إلى أشواك الدنيا يا عبد الله. قلت: وما أشواك الدنيا؟ الغفلة: هي التعلق بالدنيا، وميلان القلب إلى النساء والمال والمنصب والزينة وتقديمها على حق الله تعالى، فحينما تتحقق الغفلة بأنواعها المختلفة من غفلة القلب أو اللسان أو الآذان أو العين، وعندها يكون المرء من أهل البلاء. قلت: لقد تذكرت جملة قد قرأتها منذ زمن، وهي قول لأحد العارفين حين قال: إذا رأيتم أهل البلاء فاسألوا الله العافية. ثم قال: أتدرون من أهل البلاء؟ هم أهل عن الله - سبحانه وتعالى -. الغفلة: نعم هذا صحيح، فطوبى لمن تنبه من رقاده، وبكى على ماضى فساده، وخرج من دائرة المعاصي إلى دائرة سداده، عساه يمحو بصحيح اعترافه قبيح اقترافه قبل أن يقول فلا ينفع ويعتذر فلا يسمع، فالتفتت (الغفلة) إلى (عبد الله) وإذا بعينيه تذرف دموعاً. فقالت له: "ربما عثرة تعتري الداعية في طريقه دلته على تقصير في الطريق فيزداد عملاً وتقوى". ثم قالت: ولكني أبشرك يا عبد الله فليس كل غفلة مذمومة، وإنما هناك غفلة محمودة. قلت: وهل هذا يعقل؟! الغفلة: نعم وقد تحدث عنها مطرف بن عبد الله -رحمه الله- حين قال: "لو علمت متى أجلي لخشيت على ذهاب عقلي، ولكن الله منّ على عباده بالغفلة عن الموت، ولولاها ما تهنأوا بعيش ولا قامت بينهم الأسواق". فهذا هو المعنى الوحيد الحسن الأسمى، إلا أن الناس في غفلة عنه. قلت: صدقت والله الغفلة: ولكن هناك معنى أخير، لم أتطرق له قلت: وما هو؟ فإنني في حاجة إلى فهم الغفلة فهماً شاملاً، حتى أعرف كيف أرتقي بنفسي وأصلح سريرتي. الغفلة: أما المعنى الأخير فهو معرفة السبب الرئيسي للاستهزاء بالناس، والنظر إلى عيوبهم وهو الغفلة عن التنفس. كما قال عون بن عبد الله -رحمه الله- ولا تغفل عن ذكر "ما أجد أحداً تفرّغ لعيب الناس إلا من غفل عن نفسه" فاتعظ يا عبد الله. ولا تغفل عن ذكر الله وتذكر الناس) . قلت بارك الله فيك يا غفلة وأسال الله أن يعينني عليك منك . الغفلة :وأنت كذلك بارك الله فيك واحرص علي عدم غفلة القلب إيمانيا،حتي تكون من المتقين وتدعى لعرسهم إن شاء الله تعالى . قلت: وأي عرس ذلك؟ الغفلة : عرس المتقين يوم القيامة، فمن وفق للهداية فرح بالعرس وبورك له فيه ومن كان غافلا قيل له: (فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا) ثم مد عبد الله يد وأخذ الكلمة وهو فرح بهزة الفوائد التي سمعها وعزم علي أن يراقب قلبه حتى لا يغفل عن ربه ثم فتح الكتاب ووضع الكلمة محلها ثم أغلق الكتاب ووضعه في المكتبة واخذ يكرر "اللهم لا تجعلني من الغافلين " "اللهم لا تجعلني من الغافلين ". ---------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#3377 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() تــــــــريــــــاق الهمــــــــــوم الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد: فإن البؤس واليأس والقنوط من رحمة الله من المحرمات على أهل الإيمان، إذ أن فيها حزن للمؤمن، وهذا من عمل الشيطان " ليحزن الذين آمنوا ". ولذا جعل الله ترياق أهل الإيمان وعلاج قلوبهم بأن أعطاهم أوسع عطاءٍ، وأجزلهُ وأعظمه... إنه الصبر، وقد جاء في الحديث أوسع العطاء الصبر. فيا له من ترياق لمن مسه الضر، وإكسير لمن آلمته المصائب والأحزان. إنه الوصفة العجيبة النافعة لقلوب المنكوبين ولأفئدة المحرومين. إنه ترياق أهل الإيمان، فعجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له، وليس ذلك إلا للمؤمن... فعجباً لأمره. هو الصبر (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب) وهو شجنةٌ من الجهاد. وما أحلى مرارة الصبر في سبيل الله، وما ألذّها والله يقول: (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب) فلهم الأجر الجزيل لفعلهم الجميل. والصبر أنواع، فصبرٌ على طاعة الله تعبداً لله، وصبر عن معاصي الله خوفاً من الله، وصبر على أقدار الله المؤلمة رضاً بقضاء الله وقدره. قال أبو تمام: وقال عليُّ في التعازي لأشعثٍ وخاف عليه بعض تلك المآثمِ أتصبر للبلوى عزاءً وخشيةً فتؤجر أو تسلو سلُوَّ البهائمِ..؟ فالصبر عند الملمات من إمارات السعادة كما قال ذلك المارودي في كتابه الماتع " أدب الدنيا والدين " وضياعه من البلادة. والله يقول: (يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا). وقد روي عن المعصوم -صلى الله عليه وسلم- قوله: ((الصبر سر من المكروب، وعون على الخطوب)) وقال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: لو أن الصبر والشكر بعيران ما باليت أيهما ركبت. وقال ابن عباس - رضي الله عنهما -: أفضل العُدّة الصبر على الشدة. وما صابر إلا سيوفى أجره، إن كان صَبَرَ نفسهُ على طاعة، أو صَبَرَ بدنه على عملٍ وشُغل، قال بعضهم: إن الأمور إذا سُدت مطالبها فالصبر يفتق منها كل ما ارتجا لا تيأسن وإن طالت مطالبة إذا استعنت بصبرٍ أن ترى فرجاً أخلق بذي الصبر أن تحظى بحاجتهِ ومُدمن القرع للأبواب أن يلجا اشتداد الكرب يؤذن بفرج، وضيق الفرج يؤذن بفرج، وكلما زاد ظلام الليل كلما آذن ببزوغ فجرٍ ضاحك، وأملٍ صادق. فالصبر مفتاح به تفتح الأمور إن غُلقت مغاليقها، وهو نبراس يهتدى به إن غابت الشمس وأظلمت السبل. والصبر يزيد صاحبه ثباتاً على الحق، وتأييداً بين الخلق، كالنار زادت العود طيباً وريحاً. مِحنُ الفتى يُخبرن عن فضل الفتى كالنار مخبرةً بفضل العنبر والمؤمن يجعل المحنة منحة، والبلية عطية، فعجباً لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير، إن أصابته سراء فشكر فكان خيراً له، أو أصابته ضراء فصبر فكان خيراً له، وليس ذلك إلا للمؤمن لأن منهج المؤمن. إذا بُليت فثق بالله وارض به إن الذي يكشف البلوى هو الله إذا قضى الله فاستسلم لقدرته ما لامرئ حيلة فيما قضى الله اليأس يقطع أحياناً بصاحبه لا تيأسن فإن الصانع الله وليس المؤمن بالشكاء مما أصابه من أقدار الله، بل حصيف صبور غيور، يعلم أن الغريق لا يستنجد بغريق فيصبر، وإن الضعيف لا يسعف الضعيف فيصبر، فيفيض أملاً ورجاءً ورغبةً ورهبةً في أن يُفرِّج الله عنه، فإن الشكوى للناس مصيبة عظيمة، فهل يشتكى من الخالق للمخلوق..... عجباً والله. أورد المارودي - رحمه الله - خبراً عن بعض أهل الأدب أن أبا أيوب الكاتب حُبس في السجن خمس عشرة سنة، حتى ضاقت به حيلته، وقل صبره، فكتب إلى بعض إخوانه يشكو له طول حبسه، فرد عليه جواب رقعته بهذا: صبر أبا أيوب صبر مُبرِّحٍ فإذا عجزت عن الخطوب فمن لها؟ إن الذي عقد الذي انعقدت له عُقدُ المكارة فيك يملك حلها صبراً فإن الصبر يعقب راحة ولعلها أن تنجلي ولعلها فقلب الرقعة أبا أيوب وكتب: صبّرتني، ووعظتني وأنا لها وستنجلي بل لا أقول لعلها ويحُلُّها من كان صاحب عقدها كرماً به إذ كان يملك حلها فلم يلبث بعد ذلك في السجن إلا أياماً حتى أُطلق مكرماً. أدب الدنيا والدين صـ222. فالصبر الصبر فبه تنال السعادة، والحسنى وزيادة، وبه يكون العبد قوي العهد، صادق الود، بعيد الصد والرد. وأخيراً: ليعلم الفرح الجذلان أن سروره غير دائم فليعد العدة، وليشد العزم على إحالة المرارة إلى حلاوة، وشراب الليمون بقليل من السكر يصبح حلواً. وبشر الصابرين ما أمرّه...، وما ألذَّ ثمرته. وأول ثماره وجوائزه صلاة الله ورحمته وهدايته لأهل هذه البضاعة.. (أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون) و(وبشر الصابرين) بعظم الأجر، و (بشر الصابرين) بالهداية والثبات. و(بشر الصابرين) بالجنة (أولئك يجزون الغُرفة بما صبروا). و(بشر الصابرين) بالسعادة في الدارين (واستعينوا بالصبر والصلاة). و(بشر الصابرين) بالمحبة من الخالق جل وعز (والله يحب الصابرين). و(بشر الصابرين) بالمعية الربانية بالهداية والتوفيق والتسديد والتثبيت والنُصرة (إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون) (يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين). و(بشر الصابرين) بأجر عظيم لا حد له ولا عد، ولا وزن له ولا كيل ولا كم له ولا كيف... (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب). و(بشر الصابرين) بأحسن ما كانوا يعملون.. (ولنجزين الذين صبروا أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون) الحسنة بعشرة أمثالها إلى سبع مائة ضعف إلى أضعاف كثيرة.. و(بشر الصابرين) بزيادة الأجر على قدر البلاء، قال المعصوم -صلى الله عليه وسلم-: (إن عظم الجزاء مع عظم البلاء) كما عند الترمذي وابن ماجه. و(بشر الصابرين) بذهاب الخطايا، وزوال الآثام، قال -صلى الله عليه وسلم-: ((ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وماله وولده حتى يلقى الله وما عليه خطيئة)). كما عند الترمذي. و(بشر الصابرين) (فمن يرد الله به خيراً يصب منه) كما في البخاري، حتى يتنكر العبد فيتوب ويرجع إلى الله، ويحصل له الثواب العظيم. و(بشر الصابرين) فإن أمورهم كلها خير، وإلى خير بإذن الله جل وعز، عجباُ لأمر المؤمن إن أمره كله له خير. و(بشر الصابرين) بحط الخطايا والذنوب كما تحط الشجرة ورقها، صح عنه - عليه الصلاة والسلام - أنه قال: ما من مسلم يصيبه أذى من مرض أو مما سواه إلا حط الله به سيئاته كما تحط الشجرة ورقها. و(بشر الصابرين) على الطاعة، وعن المعصية، وعلى أقدار الله المؤلمة (ولربك فاصبر) (والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم). وإذا عرتك بليّة فاصبر لها صبر الكريم فإنه بك اعلم وإذا شكوت إلى ابن آدم إنما تشكو الرحيم إلى الذي لا يرحم و(بشر الصابرين) فإنما الصبر عند الصدمة الأولى كما جاء في الحديث. و(بشر الصابرين) برضا الله وقسمة واختياره. و(بشر الصابرين) بتكفير الخطايا والذنوب. و(بشر الصابرين) بالفرج بعد الشدة، وباليسر بعد العسر، وبالسعة بعد الضيق (فإن العاقبة للمتقين). ولرُبّ نازلةٍ يضيق بها الفتى ذرعاً وعند الله منها المخرج ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فُرجت وكنت أظنها لا تفرج فالصبر الصبر تؤجروا... وتنجحوا... وتفلحوا.... وصلى الله وسلم وبارك على محمد وعلى آله وصحبه وسلم. --------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#3378 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() العمــــــــل الـــــــذي لا ينقطــــــع فرق كبير بين قولنا (العمل الذي لا ينقطع) وقولنا (الكلام الذي لا ينقطع)، لأن عدم انقطاع العمل دليل على العطاء، وقوّة العزيمة، وعلوّ الهمّة، وقدرة الإنسان على تحقيق معنى استخلافه في الأرض لعمارتها وإقامة الحياة فيها، وفق ما شرع الله - سبحانه وتعالى-، أما عدم انقطاع الكلام فهو دليل على الثرثرة، وضعف العزيمة، وقصور الهمة، وعدم القدرة على العمل الذي يحقق معنى الاستخلاف في الأرض، ولا شك أنّ الفرق بين الأمرين كالفرق بين المشرق والمغرب إشراقاً وظلاماً. لقد علّمنا الإسلام أن خير العمل أدومه وإن قلّ، وفي كلمة (أدومه) تأكيد على أهمية استمرار العمل وعدم انقطاعه، لأن انقطاع العمل انحرافٌ عن طريق المسؤولية، ونكوص عن القيام بالواجب، ولا يمكن لأمةٍ - مهما كثر عدد أفرادها - أن تكون ذات مكانة بين الأمم إذا انشغلت بالكلام عن العمل، كما لا يمكن لإنسان أن ينجح في حياته إذا لم يكن ذا عمل جاد ينطلق به في بناء الحياة التي لا تقوم أركانه إلا بالعمل والهمة والعزيمة. يقول عمر بن الخطاب: إني لأرى الرجل فيعجبني، فأسأل عن عمله فإذا قيل: إنه بلا عمل سقط من عيني، لأن العمل دليل على أن الإنسان صالح لبناء الحياة، قادرٌ على أن يقوم بدوره - حسب استطاعته - في عمارة الأرض. ومن صفات العاملين أنهم يُعنون بعملهم وجودته واستمراره، ويتحدثون بما يؤمنون به، وما يخدم عملهم وعطاءهم، ولذلك فليس عندهم مكان لفضول القول وزياداته التي لا تنفع، ولا تضيع أوقاتهم في كثرة الكلام الذي لا يحقِّق مصلحة، ولا ينشغلون بالجدل العقيم الذي لا يأتي بخير وإنما يعملون، ويعملون، ويجدون المتعة في عملهم، والسعادة في إنجازهم، ولا يمنعهم من العمل عدم قدرتهم على الأعمال الكبيرة، بل يعملون ما يستطيعون ويعلمون أنّ في ذلك البركة، وأنهم يُسهمون في بناء الحياة. قلت لشاب يعمل في متجر لبيع الخضار والفاكهة: لماذا لا ترتب متجرك وتنظّفه، وتحرص على أن يكون مظهره جميلاً مريحاً لمن يرتاد متجرك من الناس؟، قال لي: لقد تأخر العامل الذي يقوم بذلك، قلت له: وما علاقة العامل بالأمر؟ لماذا لا تقوم أنت بهذا الأمر حينما يتأخر عاملك؟، قال: سامحك الله، هل ترضى أن يصنع هذا ولدك؟. قلت - بلا تردد -: نعم وما العيب في عمل شريفٍ يجعل متجرك مرتباً نظيفاً ويجلب إليك الزبائن، فيتحقق لك من الربح ما تصبو إليه؟. وبعد حوار معه تبيّن لي أنّه محبط بسبب عدم ارتياد الزبائن لمتجره، وأنه بسبب ذلك لا يرغب في العمل، وقد نسي أنّ ترتيب متجره وتنظيفه والحرص على البضاعة الجيدة هي التي تجلب إليه الزبائن، وتحقق - بإذن الله - الربح. لماذا لم يتعوّد هذا الشاب على العمل؟ لماذا لم تُغرس في نفسه الرغبة في العمل النافع مهما كان نوعه منذ صغره؟ لماذا يستطيع أن يجلس مع أصدقائه ساعاتٍ يتكلمون في كل شيء مفيد وغير مفيد، ولا يصبر على الجلوس في مكان رزقه وعمله؟. إنّ روح العمل هي التي ترقى بفكر الإنسان وتسمو بهمته، وتسعد قلبه، وتجعله بشعر بأهميته في الحياة. كثير من البيوت فيها عدد من الشباب ذكوراً وإناثاً، ومع ذلك نسمع من وليّ الأمر فيها الشكوى من كثرة أعباء البيت عليه إضافة إلى أعباء العمل، وتسأله عن دور أبنائه، فيفاجئك بقوله: شباب اليوم لا يعجبهم إلا السهر مع الأصدقاء، والأكل والشرب والنوم، - سبحان الله - وأين دورك أنت في تشغيل هذه الطاقات المهدرة؟. لماذا لا يكون للأبناء دورهم في متابعة شؤون المنزل المتعلقة بما يحتاجه من الأغراض، والصيانة، وتسديد المبالغ الخاصة بالكهرباء والماء وغيرها؟، ولماذا لا يكون للبنات دورهن في أعمال المنزل الداخلية؟. العمل هو الذي يرفع من مستوى تفكير الشباب، ويريحهم من وحش الفراغ الذي يغتال أوقاتهم ونشاطهم وراحة قلوبهم. فما أحوج الأمة إلى التحول من مرحلة (الكلام الذي لا ينقطع) إلى مرحلة (العمل الذي لا ينقطع). إشارة: إنما ينفث في أقوالنا قوّة التأثير صدق العمل ----------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#3379 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() المــــراة ولا ستــــــرجــــــال الرجولة صفة محمودة إذا أُطلقت على الرجل، وهي من صفات المدح التي يحرص كل رجل على أن يتصف بها، والأنوثة صفة محمودة إذا أطلقت على المرأة، وهي من صفات المدح التي تحرص كل امرأة على أن تتصف بها، إن رجولة الرجل قوة واستقامة واقتدار، وإن أنوثة المرأة قوة واستقامة واقتدار، وإنما تصبح الرجولة عيباً كبيراً حينما تحاول أن تتصف بها المرأة، وتصبح الأنوثة عيباً كبيراً حينما يحاول أن يتصف بها الرجل. هذه مقدمة لحالة أَستأذنُ القراء الكرام والقارئات الكريمات في وصفها لهم وصفاً يوافق واقع تلك الحالة، وليعذرونني إذا آذيت مشاعرهم وأذواقهم، فناقلُ القبح ليس بقبيح - إذا صح لنا أن نحور المثل الشهير -. بعد يومٍ حافلٍ قضيت فيه ما يقرب من خمس ساعات وأنا واقف أمام المتدربين في دورة الإلقاء المتميز التي أسعد فيها بلقاءِ الحريصين على التميز في اختيار الكلمة، وصياغتها، وأدائها، بعد هذا اليوم الحافل بالتعب أويت إلى غرفتي في فندق جميل، وقد عزمتُ على أن أذيق عينيَّ المجهدتين تلك اللذة الرائعة للإغفاءة بعد العناء، وما كدت ألقي بجسدي المتعب على السرير حتى لاح لي النوم كطائر نوراني يرفرف بجناحين رقيقين حول جفنيَّ المجهدين، وفرحت برؤية هذا الطائر البديع الذي سيهبط إلى عينيَّ حيث ينطبق على رقته جفناني فأشعر بلذة تلك الإغفاءة التي أتوق إليها، ولكن ذلك الطائر النوراني لم يهبط إلى عينيَّ، ولم يقترب من جفنيهما، بل لقد فاجأني بالابتعاد وتحليقه في الفضاءات النائية، حيث يئست بذلك من الحصول على تلك الإغفاءة التي أنا بأمس الحاجة إليها، ويبدو أن سهام السهر قد صوَّبت طائر النوم الجميل، فرحل عني إلى غير رجعة في تلك اللحظة العجيبة، وهنا مددت يدي إلى جهاز تشغيل صغير أنيق، سريع التجاوب مع أصابع من يستخدمه، وما كدت أضع إصبعي على أحد أزراره حتى سمعت وشوشة الشاشة التي أمامي حيث انفرجت أسارير وجهها الجامد عن وجه بدأ أكثر جموداً من شاشة التلفاز، لقد كان وجهاً يملأ الشاشة بصورة شعرت معها بأن كل زاوية في تلك الشاشة قد أسهمت في إبراز ملامح ذلك الوجه، وخطر ببالي سؤال سريع: أي كائن هذا الذي أرى وجهه الآن، وتسارعت إجابات مضطربة، انه وجه امرأة.. كلا.. بل هو وجه رجل،.. إنه وجه يتأرجح بينهما، فربما كان وجه رجل، وربما كان وجه امرأة، وربما كان وجه كائن بشري آخر من غير كوكبنا الأرضي، هل كان ذلك الوجه جميلاً؟ هل كان قبيحاً؟ هل كان منفراً؟ أسئلة تموت على ملامح ذلك الوجه الجامد الذي تئن شاشة التلفاز تحت وطأته. وحسم الصوت الذي يتحدث به ذلك الوجه الموقف، وأكد لي أنه وجه امرأة وياله من وجه غريب عجيب. عينان كأنهما مغارتان في جبل مملوءتان بمخلفات الحشرات والخنافس والجرذان، قد أحاطت بجفنيهما ألوان تشابك فيها الزرقة مع الخضرة مع السواد بصورة تؤكد علاقة هاتين العينين بالمغارتين المذكورتين. وفم كأنه ثقب في جدار «خمارة» قديمة مشحونة الأجواء، بدخان السجائر المنتن، وبروائح الخمر القبيحة التي لا تدع لتنفس الإنسان السوي مجالاً للتردد في صوره. هكذا بدا ذلك الوجه الأنثوي المسترجل، وهكذا كانت ملامحه جامدةً جمود تلك الشاشة التي تعرضه. أما ما نطق به ذلك الفم "الثُّقْب" فقد كان جديراً بأن يكون معروضاً في خمارة قبيحة منتنة، يا لها من صورة بشعة لامرأة رجلة ظلت تهذي بكلام كثير عن الحرية الجنسية، ومصادرة الدين لحرية المرأة، وعن موضوع الحشمة والحياء والعرض والقيم، والأخلاق الحسنة، واصفةً كل هذه الفضائل بأنها أوهام عاش الناس في أسرها زمناً، وان المرأة والرجل مسؤولان عن كل شيء، ولهما الحرية في كل شيء حتى في الدين من حيث الأخذ والترك، والاقتناع وعدم الاقتناع. وكان من اغرب ما خرج من «ثقب الخمارة» قول صاحبته: الشيوعية أفضل مذهب يرعى حقوق الناس، والشيوعية باقية صالحة لكل زمان ومكان، وإنما سقطت أنظمتها السياسية بسبب سوء التطبيق. يا للهول أهكذا يستولي الوهم، وتستحكم البشاعة في بعض الغافلين من البشر؟ أتدرون ماذا قلتُ بعد رؤية ذلك الكائن البشري العجيب؟ قلت: اللهم اهدها إلى الحق وعافها من هذا الداء العضال، وحمدت الله - عز وجل - على نعمة الإيمان ودعوته ومازلت ادعوه لي ولكم بالثبات على الحق. إشارة: لا تقتلوا بالغفلة الأزهار. --------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#3380 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() محتسبــــة فـي صــالــة افــراح إن الزواج سنة من سنن الأنبياء والمرسلين، كما قال - تعالى -: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنا لَهُمْ أَزْواجاً وَذُرِّيَّةً)[الرعد(38)]، وهو نعمة من نعم الله الوفيرة التي امتن بها على عباده، وآية من آياته العظيمة، قال - تعالى -: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا) [الروم(21)]. قال ابن كثير - رحمه الله -: "أي خلق لكم من جنسكم إناثا يكن لكم أزواجا لتسكنوا إليها، كما قال - تعالى -: (هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها) [الأعراف: 189)] يعني بذلك حواء، خلقها الله من آدم من ضلعه الأقصر الأيسر، ولو أنه - تعالى - جعل بني آدم كلهم ذكورا وجعل إناثهم من جنس آخر إما من جان أو حيوان، لما حصل هذا الائتلاف بينهم وبين الأزواج، بل كانت تحصل نفرة لو كانت الأزواج من غير الجنس، ثم من تمام رحمته ببني آدم أن جعل أزواجهم من جنسهم، وجعل بينهم وبينهن مودة وهي المحبة، ورحمة وهي الرأفة، فإن الرجل إنّما يمسك إما لمحبته لها أو لرحمته بها بأن يكون لها منه ولد، أو محتاجة إليه في الإنفاق أو للألفة بينهما، وغير ذلك: (إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون)"[2]. ومن حق مولي هذه النعمة أن يطاع ولا يعصى، وأن يذكر فلا ينسى، وأن يشكر فلا يكفر، وذلك بتوظيف هذه النعمة فيما يحبه الله ويرضاه، وأن تقام على وفق ما شرعه الله، وما بينه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأن لا ترتكب فيها ما نهى الله عنه، فذلك من شكر هذه النعمة، قال - تعالى -: (لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذابِي لَشَدِيدٌ)[إبراهيم(7)]. وحقيقة الشكر: "الاعتراف بالنعمة للمنعم، وألا يصرفها في غير طاعته"[3]. وبالشكر تدوم النعم وتزيد، وبالمعصية تفنى وتبيد، قال بعض الشعراء: إذا كنت في نعمة فارعها فإن المعاصي تزيل النعم قال ابن القيم رحمه -لله-: "فما حفظت نعمة الله بشيء قط مثل طاعته، ولا حصلت فيها الزيادة بمثل شكره، ولا زالت عن العبد بمثل معصيته لربه"[4]. ولكن -للأسف الشديد- لقد صرف النساء -وكذلك الرجال- هذه النعمة أعني نعمة الزواج - إلى مناسبة لارتكاب المنهيات الشرعية في صالات الأعراس، ومن هذه المنكرات: تصوير بعض النساء بكاميرات الفيديو، أو كاميرات الجوال، ولبس الملابس التي تبدي العورات، ومحاكاة الملابس الغربية، وتضييع صلاة المغرب والعشاء، أو تأخير وقتها، بسبب المكياج، والمغنيات بالموسيقى، والأشرطة التي فيها غناء وموسيقى، وكذلك استخدام الفيديو كليبات لبعض اللقطات للمغنين والمغنيات، وارتفاع أصوات النساء اللاتي يغنين عن طريق مكبرات الصوت، وما أشبه ذلك، وهذه المنكرات توجب على كل امرأة رأت أو سمعت تلك المخالفات أن تتصدى للاحتساب عليها، وأن تسعى في تغيرها؛ كما فعلت تلك الفتاة المباركة التي سجلت لنا تجربة احتسابية نافعة، فقد: "أجبرت من جهة الأهل على أن تذهب لحضور زواج أحد أقاربها، فرفضت؛ لأنها تعلم ما الذي ستجده في ذلك الزواج من منكرات، ولكن أهلها أصروا عليها، حاولت إقناع والدتها، ولكن محاولتها باءت بالفشل!. فذهبت وهي مكرهة، تدعو الله أن يعينها على إنكار المنكر، والأمر بالمعروف، ومع دخولها صالة الأفراح إذ بضجيج الموسيقى الصاخبة ينتشر في كل مكان، رأت أنواع وأشكال اللباس الذي أظهر المفاتن والعورات!. بكى فؤادُها على تلك المناظر المخزية لبنات المسلمين، رددت: لقد استطاع الأعداء أن يلعبوا لعبتهم، حاولت الإنكار، بذلت جهد، ولكن لا حياة لمن تنادي!. أرادت الخروج من هذا الجو المشبع بالمنكرات، وبما يغضب الله، ولكن أين تذهب؟ أخذت تبحث في الصالة عن مكان تمكث فيه، حتى تعود إلى المنزل، ويكون بعيداً عن هذا الضجيج الذي آذاها، فلم تجد سوى غرفة بعيدة في أقصى الصالة، وقد خصصت للخادمات، وقالت: جلوسي هنا أسلم لنفسي وديني، علت الدهشة وجوه الخادمات، تجرأت إحداهن فسألتها: لماذا لا تشاركين الناس فرحتهم؟ فوجدت في محادثتها لهنّ بغيتها في الدعوة إلى الله، وبالفعل أخذت توجه، وتنصح، وتبين سماحة الإسلام، وكان هناك من بين الخادمات نصرانيات، فكان ثمرة تلك الدعوة، وتلك الليلة إسلام إحداهنّ!. ف الله أكبر، ويا لها من همة عالية! "[5]. من فوائد هذه القصة: في هذه القصة العظيمة، والتجربة الفريدة فوائد عديدة، منها: أولا: لجوء المحتسبة إلى الله، وتضرعها إليه، بأن يعينها على إنكار المنكرات وتغيرها، فمنه تبارك وحده يستمد العون. ثانيا: إنكار المحتسبة على المنكرات، وبذل طاقتها ووسعها في تغيرها، فإن استجيب لها فبها ونعمت، وإن لم يستجب فقد أعذرت إلى ربها، وأسقطت حجة الله عنها؛ لقوله - تعالى -عن الأمة المحتسبة أنهم: (قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ)[الأعراف (164)]. قال ابن سعدي - رحمه الله - عند تفسيره لهذه الآية: "وهذا المقصود الأعظم من إنكار المنكر ليكون معذرة، وإقامة حجة على المأمور المنهي، ولعل الله أن يهديه، فيعمل بمقتضى ذلك الأمر والنهي"[6]. ثالثا: أن المحتسبة إذا كانت في مكان فيه منكر، فعليها أن تحتسب عليه إذا كانت مستطيعة، فإذا لم تستطع أن تغيره، فيجب عليها أن تغادر المكان؛ لقوله - تعالى -: (وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) [الأنعام(68)]. قال ابن سعدي - رحمه الله -: "أمر الله رسوله أصلا، وأمته تبعا، إذا رأوا من يخوض بآيات الله بشيء مما ذكر، بالإعراض عنهم، وعدم حضور مجالس الخائضين بالباطل، والاستمرار على ذلك، حتى يكون البحث والخوض في كلام غيره، فإذا كان في كلام غيره، زال النهي المذكور. فإن كان مصلحة كان مأمورا به، وإن كان غير ذلك، كان غير مفيد ولا مأمور به، وفي ذم الخوض بالباطل، حث على البحث، والنظر، والمناظرة بالحق. ثم قال: (وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ) أي: بأن جلست معهم، على وجه النسيان والغفلة (فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) يشمل الخائضين بالباطل، وكل متكلم بمحرم، أو فاعل لمحرم، فإنه يحرم الجلوس والحضور عند حضور المنكر، الذي لا يقدر على إزالته. هذا النهي والتحريم، لمن جلس معهم، ولم يستعمل تقوى الله، بأن كان يشاركهم في القول والعمل المحرم، أو يسكت عنهم، وعن الإنكار، فإن استعمل تقوى الله - تعالى -، بأن كان يأمرهم بالخير، وينهاهم عن الشر والكلام الذي يصدر منهم، فيترتب على ذلك زوال الشر أو تخفيفه، فهذا ليس عليه حرج ولا إثم، ولهذا قال: (وَما عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَلكِنْ ذِكْرى لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ) [الأنعام(69)] أي ولكن ليذكرهم، ويعظهم، لعلهم يتقون الله تعالى"[7]. رابعا: أن الإنسان إذا دعي إلى وليمة يعلم أن فيها ترتكب بعض المخالفات الشرعية، ويعلم أنه لن يستطيع تغيرها، فلا يجوز له الحضور، ولا يجب عليه إجابة الدعوة، قال ابن تيمية - رحمه الله -: "ولا يجوز لأحد أن يحضر مجالس المنكر باختياره لغير ضرورة، كما في الحديث أنه قال: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فلا يجلس على مائدة يشرب عليها الخمر)[8]. ورفع لعمر بن عبد العزيز قوم يشربون الخمر، فأمر بجلدهم، فقيل له: إن فيهم صائما، فقال: ابدءوا به، أما سمعتم الله يقول: (وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتابِ أَنْ إِذا سَمِعْتُمْ آياتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِها وَيُسْتَهْزَأُ بِها فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ) [النساء(140)] بين عمر بن عبد العزيز - رضي الله عنه - أن الله جعل حاضر المنكر كفاعله"[9]. وأما إن كان يعلم أنه سينكر المنكر فيجب عليه الحضور، لما في ذلك من المصالح العظيمة من إجابة دعوة أخيه المسلم، وتطيب خاطره، وإنكاره للمنكرات، قال ابن قدامه - رحمه الله -: "إذا دعي الإنسان إلى وليمة فيها معصية كالزمر، والعود، ونحوه وأمكنه الإنكار وإزالة المنكر لزمه الحضور والإنكار؛ لأنه يؤدي فرضين إجابة أخيه المسلم، وإزالة المنكر"[10]. خامسا: أن لتغير المنكرات أساليب كثيرة - اليد واللسان والقلب - فيجب على المحتسبة أن تسلك الأسلوب المناسب، فإذا كانت تستطيع تغير المنكر بيدها فعلت، وإن لم تستطع ذلك فبلسانها؛ فإن لم تستطع فبقلبها، فهذه الفتاة المحتسبة اتخذت أسلوب الاحتساب باللسان، فلما لم يجدي نفعا لجأت إلى الأسلوب الأدنى، وهو كرهها للمنكر، وبغضها له، وعدم رضاها عنه، ومما يدل على بغضها له أنها فارقت المكان، وبحثت لها عن مكان آخر إعلاما منها بأنها تبغض ذلك. سادسا: أن ميادين الدعوة متعددة؛ وأبوابها متشعبة، فإذا أوصد في وجه الداعية باب فليحاول فتح باب آخر، كما فعلت هذه الفتاة، فلما أوصد في وجهها باب تغير المنكر في صالة الأعراس، ولم تستطع تغيره؛ هيأ الله لها بابا آخر نفع الله بها الإسلام من خلاله، فقامت بدعوة الخادمات النصرانيات في الصالة، واحتسبت عليهن، وبينت لهن سماحة الإسلام؛ فأثمر ذلك إسلام أحدهن على يديها، وذلك من توفيق الله لها. سابعا: ما يقع في أعراس المسلمين وولائمهم من المخالفات الشرعية، والمنكرات القبيحة، ومنها: الأغاني الماجنة، وكشف العورات، وربما يكون هناك اختلاط بين الرجال والنساء، كما في يحدث في بعض المناسبات، فيجب الإنكار على تلك المنكرات، فإذا كانت وليمة عرس لرجل وجب على من حضر من الرجال أن يحتسب عليها، وأن ينكر على أصحابها إذا كان قادرا مستطيعا، وإذا كانت وليمة عرس خاصة بالنساء وجب على من حضرت من النساء أن تحتسب عليها إذا كانت قادرة مستطيعة. ثامنا: أن دعوة غير المسلمين إلى الله، والحسبة عليهم من أجل الطاعات، وأعظم القربات؛ فقد جاء في حديث سهل بن سعد أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (...فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم)[11]. ذلك أن الشرك أعظم ذنب عصي الله به على وجه الأرض، وكلما كان الذنب أشنع كلما كان الحسبة في حقه أجل وأعظم. وفق الله فتياتنا ونساءنا إلى كل خير، وصرف عنهن كل سوء ومكروه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. __________________ [2] تفسير القرآن العظيم(6/278). [3] الجامع لأحكام القرآن(9/343). [4] بدائع الفوائد(2/206). ------------ للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 26 ( الأعضاء 0 والزوار 26) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
] ! .: ! [ من آجــل القمـــــــة][[ | الوآصل | المنتدى الرياضي | 6 | 10-12-2009 01:49 AM |
اســـــــرار القلــــب..! | الســرف | المنتدى العام | 22 | 29-09-2008 01:03 AM |
جـــل مـــــــن لا يـــــخــــطـــــىء | امـــير زهران | منتدى الحوار | 4 | 02-09-2008 03:05 PM |
المحـــــــــــــا فـــظــة على القمـــــــة | رياح نجد | المنتدى العام | 19 | 15-08-2008 01:10 PM |
((هل يبكـــــي القلــــب؟؟)) !!! | البرنسيسة | المنتدى العام | 13 | 17-08-2007 11:04 PM |