منتديات زهران  

العودة   منتديات زهران > المنتديات العامة > منتدى الكتاب

كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب


منتدى الكتاب

إضافة ردإنشاء موضوع جديد
 
أدوات الموضوع
قديم 30-11-2013, 04:28 AM   #4881
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

الأنفس المحرمة
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي المسلم: الأنفس المحرمة التي لا يجوز الاعتداء عليها -
بغير حق - أربع:
الأولى: نفس المسلم.
والمسلم: من نطق بالشهادتين - والنطق بهما كاف للدخول في الإسلام -
الدليل: في الصحيحين عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لا يحل دم امرىء مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث الثيب الزاني والنفس بالنفس والتارك لدينه المفارق للجماعة).
وعـيد شـديد:
قال - تعالى -: (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً) (النساء: 93).
الثانية: نفس الذمي:
والذمي: هو الذي بيننا وبينه ذمة، أي عهد على أن يقيم في بلادنا معصوما مع بذل الجزية.
الدليل قوله - تعالى -: (حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ) (التوبة: 29).
الثالثة: نفس المعاهد:
والمعاهد: هو من يقيم في بلاده، وبيننا وبينه عهد أن لا يحاربنا ولا نحاربه.
الرابعة: نفس المستأمِن
والمستأمِن: الذي ليس بيننا وبينه ذمة ولا عهد، لكن أمناه في وقت محدد، كمن يدخل للتجارة أو ليفهم دين الله.
الدليل: قال - تعالى -: (وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ) (التوبة: 6) قوله: استجارك: أي استأمنك.
وعـيد شـديد:
عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاما) رواه البخاري.
تذكر أخي قول الله - تعالى -:
(وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً* يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً) (الفرقان: 68-69)
-------------------
للفايدة



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع

اذكروني بدعوه رحمني ورحمكم الله
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم



أخر مواضيعي
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-11-2013, 07:20 PM   #4882
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

[frame="8 80"]
وإن كانت مثل زبد البحر
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي المسلم: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته... أما بعد:
فقد وردت بعض الأدعية والأذكار التي تكفر الذنوب
وإن كانت مثل زبد البحر ومن ذلك:
1 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (من سبح الله في دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين وحمد الله ثلاثا وثلاثين وكبر الله ثلاثا وثلاثين فتلك تسعة وتسعون وقال تمام المائة لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير غفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر) رواه مسلم.
2 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (من قال سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر) متفق عليه.
3 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (من قال حين يأوي إلى فراشه لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر غفرت له ذنوبه أو خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر). رواه النسائي وابن حبان في صحيحه.
أخي الكريم:
* في الأحاديث السابقة بيان لفضيلة ذكر الله - تعالى -
فاحرص على دوام ذكر الله فهو سبب سعادة القلب وانشراحه.
* تذكر أن هذا الفضل والثواب لمن اجتنب الكبائر.
* تذكر أن هذا الفضل يكفر الصغائر ما لم يصر عليها.
* تذكر أن التوبة النصوح تكفر الذنوب كلها.
قال المناوي - رحمه الله -:
"فلا يظن ظان أن من أدمن الذكر وأصر على ما شاء من شهواته وانتهك دين الله وحرماته أن يلتحق بالمطهرين المقدسين ويبلغ منازل الكاملين بكلام أجراه على لسانه ليس معه تقوى ولا عمل صالح " فيض القدير 6/190 .
[/frame]
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-11-2013, 08:17 PM   #4883
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

هل تريد منزلة الملائكة المقربين؟
بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا نعلم أن تحولاً هائلاً قد وقع في الكون بنزول القرآن الكريم، حيث سارت معه قافلة الحياة، على هدى ونور من خالقها ومبدعها، ونشطت مع فجره نفوس لبت نداء ربها فأحياها وجعل لها نوراً تمشي به في الناس.
وبقي القرآن بقاء النور في الكون، لا يتوقف مدهُ إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. ولم نر شيئاً تفجرت به ينابيع الحكمة وامتدت منه أنهار المعرفة في غير انقطاع كما تم للقرآن الكريم { كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب } (ص 29 ).
لقد شغل الناس جميعاً من آمن به وصدقه ومن أعرض عنه وكذبه. وأثر في هذا وذاك، مطاوعة ومكابرة، وتأييداً ومعارضة، ونجاة وهلاكاً، ورفعاً ووضعاً، وحرباً وسلماً، وهزيمة ونصراً، وظل القرآن في جميع الأحوال وسيظل عزيزاً شامخاً أبياً، ولو تكسرت من حوله السيوف، أو ضعفت في الإقبال عليه النفوس { وإنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد } (فصلت 41).
لقد نزل القرآن الكريم وبنزوله طويت الكتب، وختمت الرسالات، وحفظت للناس أسباب الحياة، ولقد بين الله - سبحانه وتعالى - في محكم كتابه أن الذين يداومون على تلاوته، ويعملون بأحكامه، ويحذرون مخالفته، أولئك يوفيهم الله ما يستحقونه من الثواب العظيم، ويضاعف لهم الأجر الكريم { إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سراً وعلانيةً يرجون تجارة لن تبور، ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله إنه غفور شكور } (فاطر : 29-30 ) ولقد صان الله كتابه عن التحريف والتبديل: { إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون } (الحجر: 9).
ومضى القرآن في الحياة يعلن الرسالة: رسالة جميع الأنبياء كما جاءت من عند الله، ويقيم الحجة على الناس جميعاً، ويدعوهم إلى كلمة سواء.
يدعو الناس في كل زمان، ويتلى عليهم في كل مكان، ويهديهم في كل شأن للتي هي أقوم. وبالقرآن وبيانه نستطيع أن نزن الأمور كلها بالميزان الصحيح، ميزان الله الذي أنزله وحفظه وأبقاه: { لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط } (الحديد : 25 ) . لقد نزل هذا الكتاب المبين في شهر رمضان الكريم، في بلد الله الأمين على سيد ولد آدم أجمعين، فاجتمع الشرف من جميع جوانبه، شرف الزمان وشرف المكان وشرف الإنسان:
نور الكتاب أضاء فيــمن قبلنــــــا
فمحى الشكوك وبدد الأوهامــا
صاغ الجنود على هدى من شرعه
قمماً تضئ وترفع الأعلامـــــا
فتحوا البلاد ليملؤها عــــــــــــزة
كسوا الوجود محبة وسلامــا
من فوق مئذنة الحضارة أذنــوا
للحق لحناً أيقظ النوامـــــا
الله أكبر، رددوهــــــــا للــــورى
فصحا الجميع وحققوا الأحلامـا

إن القرآن العظيم رسالة ربانية المنهج، متكاملة المعالم والأغراض، واضحة المعاني والأهداف، سهلة الفهم والتطبيق، ومع ذلك فالناس في الغالب نيام، فإذا ماتوا انتبهوا. إن المصطفى - صلى الله عليه وسلم - قد بين لنا أن خير الناس وأفضلهم الذي يتعلم القرآن الكريم ويعلمه، وذلك فيما ثبت عن عثمان - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "خيركم من تعلم القرآن وعلمه" رواه البخاري.
كما بين - صلوات الله وسلامه عليه - أنه من جوّد القرآن وأحسن قراءته، وصار متقناً له ماهراً به عاملاً بأحكامه فإنه في مرتبة الملائكة المقربين، وذلك فيما روته أم المؤمنين عائشة - رضي الله تعالى عنها - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :"مثل الذي يقرأ القرآن وهو حافظ له مع السفرة الكرام البررة ومثل الذي يقرأه وهو يتعاهده وهو عليه شديد فله أجران" رواه البخاري.
ولقد أخبرنا - عليه الصلاة والسلام - بما أعده الله - سبحانه وتعالى - لقارئ القرآن من أجر كبير وثواب عظيم، ومن ذلك ما رواه عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول الم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف" رواه الترمذي ، فكيف نغفل عن هذا الأجر العظيم والثواب الجزيل؟!
وأعظم من هذا كله أن القرآن يشفع لصاحبه عند الله يوم العرض الأكبر، فهل بعد هذا الفضل من فضل؟!
فعن أبي أمامة الباهلي قال سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه" رواه مسلم.
كما يوضح لنا - عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم -، أن قراءة القرآن يطيب بها المظهر والمخبر، فيكون المؤمن القارئ للقرآن طيب الباطن والظاهر، إن خبرت باطنه وجدته صافياً نقياً، وإن شاهدت سلوكه وجدته حسناً طيباً، فعن أبي موسى الأشعري - رضي الله تعالى - عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة ريحها طيب وطعمها طيب، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة لا ريح لها وطعمها طيب، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة ليس لها ريح وطعمها مر" متفق عليه.
ويكفينا فخراً أن نتوج والدينا تاجين من حلي الجنة بقراءة القرآن وتدبره وحفظه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قرأ القرآن وعمل بما فيه ألبس والداه تاجاً يوم القيامة ضوءه أحسن من ضوء الشمس في بيوت الدنيا" رواه أبو داود.

فيا أيها القارئ به متمسكـــاً
مجلاً له في كل حال مبجلــاً
هنيئاً مريئاً والداك عليهمــــا
ملابس أنوار من التاج والحـلا
فما ظنكم بالنجل عند جزائه
أولئك أهل الله والصفوة العـلا

وعلاوة على ذلك، فإن الإنسان بقدر ما يحفظ من آي القرآن وسوره بقدر ما يرتقي في درج الجنان، وذلك فيما يرويه عبد الله بن عمرو - رضي الله تعالى عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلك عند آخر آية تقرؤها " رواه أبو داود.
ثم إن صاحب القرآن قلبه عامر به يتدبر آيات الله، ويتفكر في دلائل قدرته وعظمته، وبذلك تصفو نفسه، وتجمل أخلاقه، وترق أحاسيسه، والرسول - صلى الله عليه وسلم - يخبرنا بأن حافظ القرآن هم أصفياء الله وخاصته، وأولياؤه وأنصاره، وذلك فيما رواه أنس بن مالك - رضي الله تعالى عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن لله أهلين من الناس قالوا: يا رسول الله من هم؟ قال هم أهل القرآن أهل الله وخاصته" رواه ابن ماجه.
وفقني الله وإياك إلى تلاوة كتابه حق تلاوته والعمل بأحكامه وأوامره، واجتناب نواهيه وزواجره .
----------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-11-2013, 09:24 PM   #4884
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

سهام لصيد القلوب
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه سهام لصيد القلوب، أعني تلك الفضائل التي تستعطف بها القلوب، وتستر بها العيوب وتستقال بها العثرات، وهي صفات لها أثر سريع وفعّال على القلوب، فإليك أيها المحب سهاماً سريعة ما أن تطلقها حتى تملك بها القلوب فاحرص عليها، وجاهد نفسك على حسن التسديد للوصول للهدف واستعن بالله
الوسيلة الأول: الابتسامة:
قالوا هي كالملح في الطعام، وهي أسرع سهم تملك به القلوب وهي مع ذلك عبادة وصدقة، ف (تبسمك في وجه أخيك صدقة) كما في الترمذي، وقال عبد الله ابن الحارث (ما رأيت أحداً أكثر تبسماً من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -).
الوسيلة الثانية: البدء بالسلام:
سهم يصيب سويداء القلب ليقع فريسة بين يديك لكن أحسن التسديد ببسط الوجه والبشاشة، وحرارة اللقاء وشد الكف على الكف، وهو أجر وغنيمة فخيرهم الذي يبدأ بالسلام، قال عمر الندي (خرجت مع ابن عمر فما لقي صغيراً ولا كبيراً إلا سلم عليه)، وقال الحسن البصري (المصافحة تزيد في المودة) والنبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: (لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق). وفي الموطأ أنه - صلى الله عليه وسلم - قال: (تصافحوا يَذهب الغل، وتهادوا تحابُّوا وتذهب الشحناء) قال ابن عبد البر هذا يتصل من وجوه حسان كلها.
الوسيلة الثالثة: الهدية:
ولها تأثير عجيب فهي تذهب بالسمع والبصر والقلب، وما يفعله الناس من تبادل الهدايا في المناسبات وغيرها أمر محمود بل ومندوب إليه على أن لا يكلف نفسه إلا وسعها، قال إبراهيم الزهري (خرّجت لأبي جائزته فأمرني أن أكتب خاصته وأهل بيته ففعلت، فقال لي تذكّر هل بقي أحد أغفلناه؟ قلت لا قال بلى رجل لقيني فسلم علي سلاماً جميلاً صفته كذا وكذا، اكتب له عشرة دنانير) انتهى كلامه.
أثّر فيه السلام الجميل فأراد أن يرد عليه بهدية ويكافئه على ذلك.
الوسيلة الرابعة: الصمت وقلة الكلام إلا فيما ينفع:
وإياك وارتفاع الصوت وكثرة الكلام في المجالس، وإياك وتسيد المجالس وعليك بطيب الكلام ورقة العبارة ف (الكلمة الطيبة صدقة) كما في الصحيحين،
ولها تأثير عجيب في كسب القلوب والتأثير عليها حتى مع الأعداء فضلاً عن إخوانك وبني دينك، فهذه عائشة - رضي الله عنها - قالت لليهود (وعليكم السام واللعنة) فقال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (مهلاً يا عائشة فإن الله يحب الرفق في الأمر كله) متفق عليه، وعن أنس - رضي الله عنه - قال، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (عليك بحسن الخلق وطول الصمت فو الذي نفسي بيده ما تجمل الخلائق بمثلهما) أخرجه أبو يعلى والبزار وغيرهما.
قد يخزنُ الورعُ التقي لسانه
حذر الكلام وإنه لمفوه

الوسيلة الخامس: حسن الاستماع وأدب الإنصات:
وعدم مقاطعة المتحدث فقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يقطع الحديث حتى يكون المتكلم هو الذي يقطعه، ومن جاهد نفسه على هذا أحبه الناس وأعجبوا به بعكس الآخر كثير الثرثرة والمقاطعة، واسمع لهذا الخلق العجيب عن عطاء قال: (إن الرجل ليحدثني بالحديث فأنصت له كأني لم أسمعه وقد سمعته قبل أن يولد).
الوسيلة السادسة: حسن السمت والمظهر:
وجمال الشكل واللباس وطيب الرائحة، فالرسول - صلى الله عليه وسلم - يقول: (إن الله جميل يحب الجمال) كما في مسلم. وعمر ابن الخطاب يقول (إنه ليعجبني الشاب الناسك نظيف الثوب طيب الريح)، وقال عبد الله ابن أحمد ابن حنبل (إني ما رأيت أحداً أنظف ثوبا و لا أشد تعهدا لنفسه وشاربه وشعر رأسه وشعر بدنه، ولا أنقى ثوبا وأشده بياضا من أحمد ابن حنبل).
الوسيلة السابعة: بذل المعروف وقضاء الحوائج:
سهم تملك به القلوب وله تأثير عجيب صوره الشاعر بقوله:
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم
فطالما استعبد الإنسانَ إحسانُ
بل تملك به محبة الله - عز وجل - كما قال - صلى الله عليه وسلم -: (أحبُ الناس إلى الله أنفعهم للناس)، والله - عز وجل - يقول {وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ المحُسِنينَ}

إذا أنت صاحبت الرجال فكن فتى
مملوك لكل رفيق
وكن مثل طعم الماء عذبا وباردا
على الكبد الحرى لكل صديق

عجباً لمن يشتري المماليك بماله كيف لا يشتري الأحرار بمعروفه، ومن انتشر إحسانه كثر أعوانه.
الوسيلة الثامن: بذل المال:
فإن لكل قلب مفتاح، والمال مفتاح لكثير من القلوب خاصة في مثل هذا الزمان، والرسول - صلى الله عليه وسلم - يقول: (إني لأعطي الرجل وغيره أحب إلى منه خشية أن يكبه الله في النار) كما في البخاري.
صفوان ابن أمية فر يوم فتح مكة خوفا من المسلمين بعد أن استنفذ كل جهوده في الصد عن الإسلام والكيد والتآمر لقتل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فيعطيه الرسول - صلى الله عليه وسلم - الأمان ويرجع إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ويطلب منه أن يمهله شهرين للدخول في الإسلام، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بل لك تسير أربعة أشهر، وخرج مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى حنين والطائف كافراً، وبعد حصار الطائف وبينما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينظر في الغنائم يرى صفوان يطيل النظر إلى وادٍ قد امتلأ نعماً وشاء ورعاء. فجعل - عليه الصلاة والسلام - يرمقه ثم قال له يعجبك هذا يا أبا وهب؟
قال نعم، قال له النبي - صلى الله عليه وسلم - هو لك وما فيه.
فقال صفوان عندها: ما طابت نفس أحد بمثل هذا إلا نفس نبي، اشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
لقد استطاع الحبيب - صلى الله عليه وسلم - بهذه اللمسات وبهذا التعامل العجيب أن يصل لهذا القلب بعد أن عرف مفتاحه.
فلماذا هذا الشح والبخل؟ ولماذا هذا الإمساك العجيب عند البعض من الناس؟ حتى كأنه يرى الفقر بين عينيه كلما هم بالجود والكرم والإنفاق.
الوسيلة التاسعة: إحسان الظن بالآخرين والاعتذار لهم:
فما وجدت طريقا أيسر وأفضل للوصول إلى القلوب منه، فأحسن الظن بمن حولك وإياك وسوء الظن بهم وأن تجعل عينيك مرصداً لحركاتهم وسكناتهم، فتحلل بعقلك التصرفات ويذهب بك كل مذهب، واسمع لقول المتنبي:

إذا ساء فعل المرءِ ساءت ظنونه
وصدق ما يعتاده من توهم

عود نفسك على الاعتذار لإخوانك جهدك فقد قال ابن المبارك (المؤمن يطلب معاذير إخوانه، والمنافق يطلب عثراتهم).
الوسيلة العاشرة: أعلن المحبة والمودة للآخرين:
فإذا أحببت أحداً أو كانت له منزلة خاصة في نفسك فأخبره بذلك فإنه سهم يصيب القلب ويأسر النفس ولذلك قال - صلى الله عليه وسلم - (إذا أحب أحدكم صاحبه فليأته في منزله فليخبره أنه يحبه) كما في صحيح الجامع، وزاد في رواية مرسلة (فإنه أبقى في الألفة وأثبت في المودة)، لكن بشرط أن تكون المحبة لله، وليس لغرض من أغراض الدنيا كالمنصب والمال، والشهرة والوسامة والجمال، فكل أخوة لغير الله هباء، وهي يوم القيامة عداء (الأَخِلاَّءُ يَومَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌ إِلاَّ المُتَّقِينَ).
و"المرء مع من أحب" كما قال - صلى الله عليه وسلم - يعني يوم القيامة -، إذا فإعلان المحبة والمودة من أعظم الطرقِ للتأثير على القلوب. فإما مجتمع مليء بالحب والإخاء والائتلاف، أو مجتمع مليء بالفرقة والتناحر والاختلاف، لذلك حرص - صلى الله عليه وسلم - على تكوين مجتمع متحاب فآخى بين المهاجرين والأنصار
، حتى عرف أن فلانا صاحب فلان، وبلغ ذلك الحب أن يوضع المتآخيين في قبر واحد بعد استشهادهما في إحدى الغزوات.، بل أكد - صلى الله عليه وسلم - على وسائل نشر هذه المحبة ومن ذلك قوله صلوات الله وسلامه عليه (لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم) كما في مسلم.
وللأسف، فالمشاعر والعواطف والأحاسيس الناس منها على طرفي نقيض، فهناك من يتعامل مع إخوانه بأسلوب جامد جاف مجرد من المشاعر والعواطف، وهناك من يتعامل معهم بأسلوب عاطفي حساس رقيق ربما وصل لدرجة العشق والإعجاب والتعلق بالأشخاص. والموازنة بين العقل والعاطفة يختلف بحسب الأحوال والأشخاص، وهو مطلب لا يستطيعه كل أحد لكنه فضل الله يؤتيه من يشاء.
الوسيلة الحادي عشر: المداراة:
فهل تحسن فن المداراة؟ وهل تعرف الفرق بين المداراة والمداهنة؟ روى البخاري في صحيحه من حديث عائشة رضي الله - تعالى -عنها (أن رجلا استأذن على النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلما راءه قال بئس أخو العشيرة، فلما جلس تطلق النبي - صلى الله عليه وسلم - في وجهه وانبسط إليه، فلما انطلق الرجل، قالت له عائشة يا رسول الله حين رأيت الرجل قلت كذا وكذا، ثم تطلقت في وجهه وانبسطت إليه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، يا عائشة متى عهدتني فاحشاً؟ إن شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة من تركه الناس لقاء فحشه) قال ابن حجر في الفتح (وهذا الحديث أصل في المداراة) ونقل قول القرطبي (والفرق بين المداراة والمداهنة أن المداراة بذل الدنيا لصلاح الدنيا أو الدين أو هما معا، وهي مباحة وربما استحبت، والمداهنة ترك الدين لصلاح الدنيا).
إذا فالمداراة لين الكلام والبشاشة للفساق وأهل الفحش والبذاءة، أولاً اتقاء لفحشهم، وثانيا لعل في مداراتهم كسباً لهدايتهم بشرط عدم المجاملة في الدين، وإنما في أمور الدنيا فقط، وإلا انتقلت من المداراة إلى المداهنة فهل تحسن فن المداراة بعد ذلك؟
كالتلطف والاعتذار والبشاشة والثناء على الرجل بما هو فيه لمصلحة شرعية، وقد روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال (مداراة الناس صدقة) أخرجه الطبراني وابن السني، وقال ابن بطال (المداراة من أخلاق المؤمنين، وهي خفض الجناح للناس، وترك الإغلاظ لهم في القول، وذلك من أقوى أسباب الألفة).
---------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-11-2013, 10:05 PM   #4885
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

قصص من شريط الأماني و المنون
بسم الله الرحمن الرحيم
في ليلة ارتدت البقاع ثياب الحزن و الحداد، ليلة تحلت بالأحزان و اتشحت بالسواد، ليلة ظلماء، تخضبت بالدماء، ليلة أبكت جموعاً و أمطرت دموعاً، ليلة غاب عنها القمر.مأساة و فاجعة روَّعت القلوب راح ضحيتها أم و أربع بنات في عمر الورود.
حادثة بددت فرحة الصغار، و خنقت الابتسامات لدى الكبار، صغار كانوا قد استعدوا لعام دراسي جديد، كانوا فرحين بالملابس و الحقائب و الدفاتر الجديدة.
كانت أحلامهم تملأ الدنيا فرحة و بهجة، فهم يحلمون باللعب غداً مع أقرانهم في المدارس. إنها أماني الصغار ترقبها بحب و بفرح عيون الأبوين، لسان حالهم: هؤلاء هم أولادنا فلذات أكبادنا، أجيال المستقبل، خاصة بعد المنزل الذي سكنوه قبل أيام.
كانت العائلة في وسط السيارة غارقة في بحار الأماني و فجأة!! و في ذلك الشارع المعتم المظلم. كانت كلمة الله هي العليا و:
ما بين طرفة عين و انتباهتها
يبدل الله من حال إلى حال
فقد سكتت أهازيج الصغار، و كتمت الضحكات، و تطايرت الأجسام الصغيرة في الهواء.. تمزقت.. و غرقت الأحلام و الآمال، ليتحطم بذلك الباص الذي تركه قائده بلا علامات انتظار و لا إشارات تحذير في منتصف الطريق، ليفجر شلالات من الدماء و الدموع و الأحزان، و يضع نهاية أليمة لأحلام جميلة، و خاتمة حزينة لقصة أسرة سعيدة.
ليبقى الأب المكلوم وحيداً بعد أن عاش نحواً من عشرين سنة في أمانٍ بين أولاده في أمانيه يخطط و يرسم لوحة المستقبل بأحلام طوال لتنتهي به الأيام وحيداً كما بدأ، أعطوه المهدآت أكثر من مرة لكن الحزن أكبر من قدرته على الاحتمال، قرء عليه، هدئ من روعه، ولكن دون جدوى فقد ضاع كل شيء بالنسبة له.
قصة أخرى:
رجل جمع المال منذ سنين ليبني منزلاً فاشترى الأرض و بدأ بالبناء، وانتهى منه لكن تأخر دخول الكهرباء. و بذل كل ما بوسعه و كان يردد: لن أرتاح و يهدأ لي بال حتى يصل الكهرباء إلى المنزل فشفع الشفاعات و بعد عناء طويل دخل الكهرباء، و في أول يوم من دخوله كان يراقب الكهربائيين وهم يقومون بتمديد الأسلاك و هو فرح مسرور لا تسعه الدنيا فقد تحققت أمنيته،
وها هو الكهرباء سيضيء بعد ساعات في بيت أحلامه، و فجأة تلتمس الأسلاك ببعضها و هي في يده فيسقط ميتا كأن لم يكن.

قصة أخرى:
عامل أجنبي من دول شرق آسيا جاء لهذه البلاد وهو يعيش في ظلام الكفر و الجهل و قبل رمضان بيوم واحد فقط نور الله قلبه فدخل مكتب الجاليات فنطق الشهادتين و أسلم ثم صام أول يوم من رمضان و بينما هو يمشي في الطريق إذ صدمته سيارة في وضح النهار فمات!!! مات و هو مسلم صائم "ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء " نسأل الله أن يرحمه برحمته.
قصة أخرى:
و شاب في العشر الأواخر من رمضان و الناس في صيام و قيام و تحر لليلة القدر و قراءة للقرآن يتمنون صلاح القلوب و غفران ما تقدم من الذنوب و رضا علام الغيوب.
أما هذا الشاب فقد كان يعيش في عالم آخر. كان يخطط و يرسم للقاء عشيقة الهاتف. كان يتمنى و يحلم أن يعيش تلك الليلة في أحضان الشهوات. فكان الموعد و حدد مكان اللقاء،
أتدرون أين؟؟؟ كان الموعد بين العاشقين في أحد المساجد
المكتظة بالمصلين القائمين، قتجمل ذلك الشاب و تعطر و الشيطان يغريه ويمنيه، وبينما هو يقود سيارته متجها إلى ذلك المسجد - لا ليعبد الله بل ليعبد شهوته إذ ارتطمت سيارته بسيارة أخرى في أحد التقاطعات، و في لحظات فارق الحياة. نسأل الله أن يتجاوز عنه و يغفر له.
قصة أخرى:
يقول أحد الأخيار كنت في رحلة إغاثية أنا و بعض الإخوة إلى إحدى البلاد الخارجية،
و كان معنا في الطائرة شباب تبين من حديثهم المرتفع الذي كان عن النوادي الليلة و بنات الهوى و أماكن اللهو و المجون، فحزنت و كنت أردد يا الله حتى بين السماء و الأرض، ثم تذكرت سبب ر حلتي و أنها لنصرة المسلمين و مساعدتهم فدمعت عيناي و أنا أسأل الله الإخلاص، ثم بدأت أدعو لهم.
قصة أخرى:
والد مع أولاده في يوم يمرحون و يضحكون، و بينما هو يقود دراجة بخارية عريضة تنطلق به كالريح، و لم يستطع التحكم بها حتى استقرت به بين أسنان حراث زراعي ليغرق في شلالات من الدموع.
قصة أخرى:
فتاة في عمر الورود تراقب الأيام و الشهور ليزفها أبوها إلى عريسها ترحل بها الأماني إلى العش السعيد وفجأة يموت الوالد ليحزن عليه الجميع، فيأتي العريس من مدينته البعيدة ليعزي أهل زوجته و يقف معهم في محنتهم. و ربما كان يحلم كيف سيكون القادم من الأيام
و فجأة تنحرف السيارة و تنقطع الأحلام فيموت العريس و تبقى العروس تبكي على زوجها و أبيها و تتلاشى الأماني التي كانت تحلم فيها.
قصة أخرى:
يقول أحد مغسلي الأموات: في أحد الرمضانات أحضر إلينا شاب لتغسيله و أثناء التغسيل لفت نظري أنه مبتسم فسألت أهله عن حاله، فأخبروني أنه حديث عهد بتوبة، و بدأ منذ أشهر بصيام الاثنين و الخميس، ولما دخل رمضان توفي بعد إفطار يوم من أيامه أثناء تناوله الشاي. كان يضحك فاستلقى و ظن أهله أنه مازال يضحك و لازمت الابتسامة شفتيه حتى بعد الموت.
قصة أخرى:
و يقول مغسل للأموات آخر جاءتنا إلى المغسلة جنازة شاب توفي في إحدى الدول العربية ووضع في تابوت. فلما فتحنا التابوت وجدناه أسود كالليل البهيم. فتعجبت لأن أخوه كان أبيضاً.
ثم سألت أخاه هل أخوك أبيضاً فقال نعم. ثم طلبت منه أوراق الوفاة فأعطاني أوراقاً ناقصة فطلبت منه شهادة الوفاة فوافق شريطة أن لا يخبر أحداً بها فلما نظرت إلى شهادة الوفاة إذا مكتوب فيها سبب الوفاة إبرة مخدر تعاطاها و مات و هي في عضده. نعوذ بالله من سوء الخاتمة.
--------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-11-2013, 11:46 PM   #4886
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

أساليب نبوية في التربية والتعليم
بسم الله الرحمن الرحيم
نهوض الأمة ورقيها معقود بصحة التعليم وجودة التربية، والمناهج الأرضية وطرائق البشر مهما أوتيت من قوة واجتمع لديها من خبرة فإنها تقف عاجزة عن تحقيق الكمالات، وعن التناغم مع الفطرة السوية،
والسبب هو أن هذه المناهج لا تخلو من هوىً بشريٍ جهول، أو نظرةٍ ضيقةٍ محدودةٍ مع ضعفٍ في الشعور الداخلي الصادق ـ المراقبة ـ الذي هو بلا شك مؤثرٌ كبيرٌ على سير العمل التعليمي والتربوي، ولذا فإن من المهم ـ والمهم جداً ـ
إدامة النظر والتأمل في الأساليب النبوية في التربية والتعليم وذلك لأمور:
أولاًً: أن الله بعث نبيه محمداً - صلى الله عليه وسلم - معلماً ومزكياً، ومبشراً ونذيراً {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّـمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْـحِكْمَةَ} [الجمعة: 2]؛ فعن جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن الله لم يبعثني معنِّتاً ولا متعنتاً، ولكن بعثني معلماً ميسراً»(1)؛ فالحكمة مِنْ بَعْث النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يعلِّم الناس، ولذا كانت حياته - صلى الله عليه وسلم - كلها تربية وتعليم، مما يجعلها غنية جداً بالأساليب التربوية والتعليمية
ثانياً: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أوتي الكمـال البشري، وعُصم من الخطأ الذي يقدح في تبليغه للدعوة «فأي عاقل حريص على مرضاة ربه يخيَّر بين الاقتداء بالمعصوم، الذي يكفل له السير على صراط الله المستقيم، وبين الاقتداء بمن لا يُؤمَن عثاره، ولا تضمن استقامته على الحق ونجاته..»(2)، لقد أعطي النبي - صلى الله عليه وسلم - مع أميته ـ علماً لا يدانيه فيه أحد من البشر - صلى الله عليه وسلم - {وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُن تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا} [النساء: 113].
ثالثاً: لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرّ بمختلف الظروف والأحوال التي يمكن أن يمر بها معلم أو مربٍّ في أي زمانٍ ومكان؛ فما من حالة يمر بها المربي أو المعلم إلا ويجدها نفسها أو مثلها أو شبهها أو قريباً منها في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم -.لقد عاش النبي - صلى الله عليه وسلم - الفقر والغنى، والأمن والخوف، والقوة والضعف، والنصر والهزيمة، عاش اليتم والعزوبة والزوجية والأبوة.. فكان يتعامل مع كل مرحلة وكل حالة بما يناسبها.
لقد ساس النبي - صلى الله عليه وسلم - العرب، ودعاهم وعلَّمهم وأحسن تربيتهم؛ مع قسوة قلوبهم وخشونة أخلاقهم، وجفاء طباعهم وتنافر أمزجتهم، لقد كان حال العرب كما وصفهم جعفر بن أبي طالب - رضي الله عنه - بقوله: «كنا قوماً أهل جاهلية، نعبد الأصنام، ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش، ونقطع الأرحام، ونسيء الجوار، ويأكل القويُّ منا الضعيف.. »(1).
فاحتمل النبي - صلى الله عليه وسلم - ما هم فيه من جفاء، وصبر منهم على الأذى، حتى كانوا خير أمـة بعد أن لم يكن لهم قيمة ولا وزن {وَإن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ} [الجمعة: 2].
إن الذي ينظر إلى الجاهلية قبل الإسلام، وكيف أنها كانت تعيش انتكاسة في الفطرة والعقيدة والأخلاق، لَيرى كم هو الدور الكبير الذي قام به النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ حيث أحدث نقلة ضخمة في زمن قياسي. يقول «كارليل» وهو يقارن بين حال العرب قبل البعثة وبعدها: «هم قوم يضربون في الصحراء، لا يؤبه لهم عدَّة قرون؛ فلما جاءهم النبي العربي، أصبحوا قبلة الأنظار في العلوم والعرفان، وكثروا بعد القلة، وعزوا بعد الذلة، ولم يمض قرن حتى استضاءت أطراف الأرض بعقولهم وعلومهم»(2).
رابعاً: وجود دعوات ضالة كانت ولا زالت تنادي بضرورة نقل أسلوب التعليم والتربية من الغرب العلماني أو الياباني الوثني دون نظرٍ إلى المبادئ والقيم والثوابت الشرعية. إننا قد نستفيد منهم في بعض الوسائل والطرائق ـ في توصيل المعلومة مثلاً والتي اعتمدوا فيها على تجارب ودراسات وجهود مضنية وافقوا فيها الصواب في أحيانٍ كثيرة -
أما أن نأخذ ما نزاحم به ثوابتنا وقيمنا فلا يصح أن نختلف في رده والوقوف أمامه. إن من المحزن المبكي أنك تجد دول الغرب الكافر تحامي عن مبادئها، وتخشى على قيمها، بينا ترى أهل الإسلام أهل الملة الخالدة يبقون وكأن العبث بالثوابت لا يعنيهم، أوَ ليس هو شيئاً ذا بالٍ في نظرهم؟
تنبيه:
حين نريد أن نقف على المنهج النبوي الصحيح في التربية والتعليم فلا بد أن نفرق بين السمات الثابتة في حياته - صلى الله عليه وسلم -، وبين السمات التي تستدعيها حالات معينة توجب نوعية معينة من التعـامل،
وإليك بعض الأمثلة توضح ذلك:
- (الرفق واللين والرحمة) سمات ثابتة في الهدي النبوي لا تكاد تفتقدهـا وأنت تطالع السيرة؛ كيف لا وقد أنزل الله قوله - تعالى -: {وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} [آل عمران: 159].
بينما تجد - الشدة، الزجر - تكون أموراً عارضة لأحوال عارضة ناسب أن يتعامل معها النبي - صلى الله عليه وسلم - بمثل هذا الأسلوب.
- مثال آخر (الجدية، والعمل) سـمة ثابتة في المنهج النبوي بينا ترى ـ المزاح، والترويح ـ وإن وُجدا في أمثلة متعددة في الســنة والســيرة النبـوية فإنهــا مــع ذلك لا تـــزال محــدودةً لا تستدعي تحويل المنهج التربوي إلى منهجٍ هزلي هزيل يعتمد على الفكاهـة واللعب.
إن المتأمل في هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - وسيرته يرى كثرة الوسائل والأساليب التي انتهجها - صلى الله عليه وسلم - في تعليمه للأمة وتربيته لها، وإن الإحاطة بكل ذلك قد لا يكون ممكناً ولا مناسباً في مثل هذه العجالة،
ولكني أقف مع بعض هذه الأساليب النبوية التي أرى الحاجة ماسة إلى التنبيه عليها:
* أولاً: الحفاوة والترحيب وحسن الاستقبال:
أحياناً نتعامل مع المتعلم والمدعو والمتربي على أننا أصحاب منَّةٍ عليه وتفضل، ولذا نرى أنه لا حاجة إلى القيام بشيء من الترحيب والحفاوة وحسن الاستقبال، بل قد نعتبر مجرد قبولنا له كافياً في الإكرام، وربما يشعر الأب والمربي أياً كان أن الحق له؛ فهو يطالب المتربي به.
والحقيقة أن للأب والمربي حقاً كبيراً، لكن هذا الحق لن يتحقق إلا حين يُعرف الولد والمتربي بذلك ويغرس في قلبه إكرام أهل الفضل من خلال أساليب تربوية مشوقة وخطوات يقوم بها الأب والمربي.
ولقد كان من يقابل النبي - صلى الله عليه وسلم - ولو لأول وهلة يجد عنده من الحفاوة والترحيب وحسن الاستقبال ما يجعل النفوس تنجذب إليه وتأنس بحديثه.
جاء صفوان بن عسال - رضي الله عنه - إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله! إني جئت أطلب العلم. فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: «مرحباً بطالب العلم؛ إن طالب العلم تحفه الملائكة بأجنحتها، ثم يركب بعضهم على بعض حتى يبلغوا السماء الدنيا من محبتهم لما يطلب... »(1)، كيف سيكون أثر هذا الترحيب وتلك الحفاوة في نفس صفوان، هل تراه يزهد في طلب العلم بعد ذلك؟ في بعض الأحيان يأتـي الطالب ليشـارك في حلقة قـرآن أو منشط خيري فيقابـل بشــيء مــن البـرود (.. لا بأس، اجلس مع زملائك.. ) دون أن يسمع كلمة ترحيب، بل ربما استُقبل بعارضة من الشروط المشددة (شروط القبول) والتي ربما جعلته يعود أدراجه. إن مما يُذكر فيُشكر أن بعض دور التعليم والمناشط الخيرية ربما جعلت حفل استقبال وترحيب بالأعضاء الجدد ذا أثر كبير في بعث الرغبة في النفوس.
- وعن أبي رفاعة - رضي الله عنه - قال: «انتهيت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يخطب، قال: فقلت: يا رسول الله! رجل غريب جاء يسأل عن دينه، لا يدري ما دينه، قال: فأقبل عليَّ رسول الله (وترك خطبته حتى انتهى إليَّ، فأُتي بكرسيٍّ حسبت قوائمه حديداً. قال: فقعد عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وجعل يعلمني مما علمه الله، ثم أتى خطبته فأتم آخرها»(2).
عجيب والله! يوقف الخطبة، ويجلس للمتعلم! أي تكريم فوق هذا وأي حفاوة، وكم سيصنع هذا الأسلوب من رغبة في نفس المتعلم والطالب!! هل نستطيع نحن المعلمين أو المربين أن نقوم عن وجبة الإفطار ـ في المدرسة مثلاً ـ لنجيب الطالب عن مسألته؟ وحين يقطع علينا المتربي لذة النوم باتصال هاتفي لحل مشكلة، أو إجابة عن سؤال هل سيجد الترحيب منا وطيب النفس؟
- ولقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يستقبل الوفود ويحسن وفادتهم، ويتخذ لذلك لباساً خاصاً وخطيباً يخطب بين يديه إشعاراً منه بمزيد الاهتمام بهم؛ فلما أتى وفد عبد القيس رحب بهم - صلى الله عليه وسلم -، فقال: «مرحباً بالقوم غير خزايا ولا ندامى.. »(3)، ولما قدم الأشعريون أهل اليمن قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أتاكم أهل اليمن هم أرقُّ أفئدة، وألين قلوباً، الإيمان يمان، والحكمة يمانية»(4)، وروي في وفادة وائل بن حجر - رضي الله عنه - على النبي - صلى الله عليه وسلم -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بشر به أصحابه قبل قدومه، فقال: يأتيكم بقية أبناء الملوك. فلما دخل رحب به، وأدناه من نفسه وقرب مجلسه وبسط له رداءه، وقال: اللهم بارك في وائل وولده وولد ولده»(5). وقدم وفد عبس على النبي - صلى الله عليه وسلم - وكانوا تسعة، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنا عاشــركم. وعقد لهــم لــواءً وجعل شــعارهم «يا عشرة»(6).
إن القلم ليعجز عن التعبير عن جمال هذا الخُلُق وأثره في النفوس، ولو أردنا أن نقف مع كل موقف من هذه المواقف لنتأمل فيه ونقف على الأثر الذي يحدثه في النفوس لطال بنا ذلك، وفيما ذكرنا كفاية.
* ثانياً: الرفق والرحمة وحسن التأني:
{فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} [آل عمران: 159].
لقد جعل النبي - صلى الله عليه وسلم - الرفق سبباً من أسباب الكمال والنجاح؛ فعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «يا عائشة! إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف، وما لا يعطي على ما سواه»(7). وفي حديث جرير بن عبد الله عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «من حُرِمَ الرفق حُرِمَ الخير»(8).
على هذه القاعدة العظيمة في التعامل (الرفق والرحمة) كان تعامل النبي - صلى الله عليه وسلم - مع أصحابه؛ فعن أبي هريرة ـ رضي اله عنه ـ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إنما أنا لكم بمنزلة الوالـد أُعَلِّمُكُم؛ فإذا أتى أحدكم الغائط فلا يستقبل القبلة ولا يستدبرها... »(9)، فتأمل كيف ابتدأ النبي - صلى الله عليه وسلم - بهذا الأسلوب اللطيف في التعليم، وكم سيكون له من أثر في نفس السامع.. !!
وعن مالك بن الحويرث - رضي الله عنه - قال: أتينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ونحن شببة متقاربون، فأقمنا عنده عشرين ليلة، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رحيماً رفيقاً؛ فلما ظن أنَّا قد اشتقنا أهلنا، سألنا عمن تركنا بعدنا فأخبرناه قال: ارجعوا إلى أهليكم فأقيموا فيهم، وعلِّموهم»(10) الحديث. إن هذه الرحمة من النبي - صلى الله عليه وسلم - بهؤلاء الشباب فيها التوجيه إلى ضرورة مراعاة طبائع النفوس، الشيء الذي قد يغفل عنه بعض المربين بحجة (الجدية والحزم) فربما كلفوا النفوس ما لا تطيق، وحَمَلوها على ما يسبب لها الانقطاع.
وتتأكد الحاجة إلى الرفق والرحمة عند وقوع الخطأ غير المتعمد؛ لأن النفوس أحياناً قد يستثيرها الخطأ فتنسى التعامل معه بالرحمة والرفق، وتميل بقوةٍ إلى الردع والتأديب؛ فعن معاوية بن الحكم السلمي - رضي الله عنه - قال: «بينا أنا أصلي مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ إذ عطس رجُلٌ من القوم، فقلت: رحمك الله. فرماني القوم بأبصارهم، فقلت: واثُكل أمِّيَاه! ما شأنكم تنظرون إليَّ؟ فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم؛ فلما صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فبأبي هو وأمي ما رأيت معلماً قبله ولا بعده أحسن تعليماً منــه؛ فوالله ما نهــرني ولا ضــربني، ولا شتمني، قال: إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس، إنما هو التسبيح والتكبير وتلاوة القرآن»(11).
وعن أنس - رضي الله عنه - قال: جاء أعرابي، فبال في طائفة المسجد، فزجره الناس، فنهاهم النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلما قضى بوله أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بذَنوب من ماء فأُهريق عليه»(1)،
وفي رواية: فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول ولا القذر؛ إنما هي لذكر الله - عز وجل - والصلاة وقراءة القرآن»(2).
تأمل هذا الموقف لو وقع في مسجد حيِّك، لو أن ـ رضيعاً ـ بال في مصلى النساء فكم ستتابع على أمه كلمات التعنيف وربما السب، وسيكون ذلك حديث جماعة المسجد، وأهل الحي أياماً.
إن التعامل بالرفق والرحمة يورث النفس نوعاً من الطمأنينة والهدوء، ويجعل تَفَهُّم المشكلة والتعامل معها أكثر نجاحاً وتحقيقاً للأهداف بخلاف ما لو صَحِب ذلك نوعٌ من التوتر.
* ثالثاً: الثناء والتشجيع:
الثناء والتشجيع وتسليط الضوء على مكامن الكمال في النفس البشرية والإشادة بها منهج نبوي كريم، يراد منه بعث النفس على الزيادة، وإثارة النفوس الأخرى نحو الإبداع والمنافسة، وهو مشروط بأن يكون حقاً، وأن يُؤمَن جانب الممدوح، وأن يكون بالقدر الذي يحقق الهدف.
- عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: يا رسول الله! مَنْ أسعد الناس يوم القيامة؟ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لقد ظننت يا أبا هريرة أن لا يسألني عن هذا الحديث أحدٌ أول منك، لِـمَا رأيت من حرصك على الحديث.... »(3).
- وعن حذيفة - رضي الله عنه - قال: جاء أهل نجران إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالوا: يا رسول الله! ابعث إلينا رجلاً أميناً، فقال: لأبعثن إليكم رجلاً أميناً حقَّ أمينٍ، حق أمين. قال: فاستشرف لها الناس، قال فبعث أبا عبيدة بن الجراح «وفي رواية» فأخذ بيد أبي عبيدة فقال: «هذا أمين هذه الأمة»(4).
- وعن أُبي بن كعب - رضي الله عنه - قال - صلى الله عليه وسلم -: «أبا المنذر! أي آية معك من كتاب الله أعظم؟ قال: قلت: الله ورسوله أعلم. قال: أبا المنذر! أي آية معك من كتاب الله أعظم؟ قال: قلت {اللَّهُ لا إلَهَ إلاَّ هُوَ الْـحَيُّ الْقَيُّومُ} [آل عمران: 2] قال: فضرب صدري، وقال: لِيَهْنَ لك يا أبا المنذر العلم»(5).
- وعن أبي أيوب - رضي الله عنه - أن أعرابياً عرض لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو في سفر فأخذ بخطام ناقته أو بزمامها، ثم قال: يا رسول الله! أو يا محمد! أخبرني بما يقربني من الجنة وما يباعدني من النار. قال: فكفَّ النبي - صلى الله عليه وسلم -، ثم نظر في أصحابه، ثم قال: «لقد ـ وُفِّق أو لقد هُدي» ثم يُقبل عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - ويقول: كيف قلتَ؟... الحديث»(6)، انظر كم في هذه الأحاديث من تشجيع واهتمام ومزيد رعاية وعناية.
كم يبعث التشجيع في نفس المتعلم من حب للعلم، وكم يساعد في تسارع خطوات التربية نحو الأمام، وذلك على عكس ما يأتي به كثرة التأنيب والعتاب واللوم، أو السكوت عن الثناء عند كل نجاح وتفوق.
والثناء والتشجيع قد يستفاد منه في تدعيم سلوك معين أو التوجيه إلى عمل مهم يحسن اكتسابه.
- عند الإمام مسلم(7) من حديث ابن عمر - رضي الله عنهما - في الرؤيا التي رآها فقصها على أخته حفصة ـ - رضي الله عنها - ـ فقصتها على النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: «نِعْمَ الرجل عبد الله لو كان يقوم من الليل». فيا ترى ما أثر ثناء النبي - صلى الله عليه وسلم - على ابن عمر ـ رضي الله عنــه؟ (قال سالم: فـكان عبد الله، بعـد ذلك، لا ينام من الليل إلا قليلاً).
- وفي قصة سلمة بن الأكوع - رضي الله عنه - في (ذي القرد) لما رجعوا قافلين إلى المدينة بعد أن أبلى سلمة - رضي الله عنه - بلاءً حسناً، ثم ناموا في الطريق. قال سلمة - رضي الله عنه -: فلما أصبحنا قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: خير فرساننا اليوم أبو قتادة، وخير رجالتنا: سلمة. قال: ثم أعطاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سهمين: سهم الفارس وسهم الراجل، فجمعهما لي جميعاً، ثم أردفني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على العضباء راجعين إلى المدينة»(8)، تأمل هذه الحادثة، وكم فيها من الثناء والتشجيع وتقدير الكفاءات؛ ففي قوله: «وخير رجالتنا سلمة» إعلان للتكريم أمام مجمع من الصحابة. ثم إن في إعطائه سهمين مكافأة أيضاً وتقديراً لجهوده، ثم في إرداف النبي - صلى الله عليه وسلم - له على الدابة زيادة في التكريم والتقدير له، ولك أن تتصور مقدار التكريم حين يُركبك القائد معه في مركبته الخاصة تسير بصحبته أمام الناس ـ كم سيضاعف هذا الثناء والتقدير من نشاطٍ في نفس سلمة أو أبي قتادة - رضي الله عنهما -، بل كم سيحرك في نفوس الآخرين حين يكون المدح في محله!
إن كثيراً من القدرات، وكثيراً من أصحاب الكفاءات يصابون بالضمور، بل ربما يموتون وتمــوت مواهبهــم وقدراتهـم؛ لأنهـم لا يجدون من يدفعهم بكلمة ثناء، أو يرفعهم بعبارة تشجيع.
إننا حين نثني على أصحاب القدرات لسنا نحفظ ونضمن جهـد المجتهـد منهـم فحسب، بل إننا نحــرك نفــوســاً ربمــا لا يحركها أسلوب آخر....... !!
* رابعاً: التدرج ومراعـاة الحال:
حين نرجع إلى المعنى اللغوي للتربية نجد أن من معانيها النمو والزيادة، ومنه أيضاً التدرج (فالتربية جهود تراكمية، يرفد بعضها، بعضاً والزمن واضح في قولهم: تربى، وتنشأ، وتثقف؛ فالتنشئة والتغذية والتثقيف لا تكون أبداً طفرة ومـرة واحدة، وإنما تتم على مراحل متتالية... )(1)؛ وذلك لأن (للجوانب التي تتطلب التـربية والإصلاح في النفس البشرية من الاتساع والتعدد والتنوع ما يجعلهــا في وقتٍ وجهدٍ أمراً عسيراً ومتعذراً)(2).
ثم إن المتربين والمتعلمين ليسوا على درجة واحدة من الفهم والإدراك، ولا على درجة واحدة في الحرص والرغبة.
وقد كان التشريع الذي نزل من عند الحكيم الخبير، يرعى التدرج وتمرين الناس على قبول الشرائع وترويضهم عليها؛ حيث خوطب الناس ابتداءً بالأهم فالأهم، فكان التأكيد أولاً على تحقيق التوحيد، حتى إذا استقرت نفوسهم أمروا بالفرائض ثم سائر الشرائع والأحكام. تقول عائشة ـ - رضي الله عنها - ـ: «إنما نزل أول ما نزل منه سورة من المفصَّل فيها ذكر الجنة والنار، حتى إذا ثاب الناس إلى الإسلام نزل الحلال والحرام، ولو نزل أول شيء: لا تشربوا الخمر؛ لقالوا: لا ندع الخمر أبداً، ولو نزل: لا تزنوا؛ لقالوا: لا ندع الزنا أبداً.. » الحديث(3).
وكذا كان المنهج النبوي في التربية والتعليم يقوم على التدرج ومراعاة الحال.
- روى ابن ماجه عن جندب بن عبد الله - رضي الله عنه - قال: «كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ونحن فتيـان حزاورة، فتعلمنا الإيمان قبل أن نتعلم القرآن، ثم تعلمنا القرآن، فازددنـا به إيماناً»(4). كم نستعجل أحياناً في تعليم القرآن (حفظه) للأبناء والتلاميذ قبل تثبيت الإيمان في نفوسهم، كم رأينا ممن قارب إتمام القرآن حفظاً فانقطع وتغير سلوكه؛ لأن بناء الإيمان لم يتزامن مع الحفظ، إني بهذا الكلام أؤكـد دور التربـية والبنـاء الإيمانـي، ولا أقلل من أهمية الحفظ.
- وفي حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - في بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - معاذاً إلى اليمن قال: إنك ستأتي قوماً من أهل الكتاب فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله؛ فإن هم أطاعوا ذلك فأعلمهم أن الله افترض..... الحديث»(5).
- وإن من التدرج ومراعاة الحال في التربية والتعليم عدم تقديم ما حقه التأخير، وأن يُخَصَّ بالعلم أناسٌ دون غيرهم مراعاةً للفهوم وتقديراً للمصالح. روى البخاري في صحيحه قال: (باب من خص بالعلم قوماً دون قوم كراهية أن لا يفهموا) وذكر تحته حديث أنس - رضي الله عنه - قال: ذُكِر لي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لمعاذ: «من لقي الله لا يشرك به شيئاً دخل الجنة» قال: ألا أبشر الناس؟ قال: لا؛ إني أخاف أن يتكلوا»(6).
قال العيني - رحمه الله -: (وفي الحديث بيان وجوب أن يُخَصَّ بالعلـم الدقيــق قـومٌ فيهـم الضبط وصحـة الفهـم، وأن لا يُبذل لمن لا يستأهله من الطلبة ومن يخاف عليه الترخص والاتكال لتقصير فهمه)(7).
وروى البخاري(8) في صحيحه عن علي بن أبي طالب معلقاً قال: حدِّثوا الناس بما يعرفون، أتحبون أن يكذب الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم -. وروى مسلم(9)، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: «ما أنت محدث قوماً حديثاً لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة».
إن عملية التعليم والتربية ليست عملية استعراض يستعرض فيها المربي أو المعلم معلوماته، إنما هي صياغة متكاملة تحتاج في أولها إلى الأسس والمبادئ التي تصح بها النهايات وتكتمل، وكما قال شيخ الإسلام: (صحة البدايات تمام النهايات).
وهكذا كانت طريقة الربانيين الذين امتدحهم الله فقال: {وَلَكِن كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّـمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ} [آل عمران: 79]. قال البخاري: قال ابن عباس - رضي الله عنه -: (الرباني هو الذي يربي الناس بصغار العلم قبل كباره).
- ومما يدخل في مراعاة حال المتعلم أو المتربي إعطاء كل مرحلة ما يناسبها من العلم والتربية فـ (إن لكل مرحلة عمرية درجة من النضج، يصعب تجاوزها، كما أن لها مشكلات لا يمكن حلها إلا على نحو جزئي، ولذا فإن العجلة هي العدو الأول للتربية.. هناك جوانب عديدة في شخصياتنا، لا ينضجها إلا الزمن.. )(10)
وكان ابن سيرين يقول:
إنك إن كلفتني ما لم أطق
ساءك ما سرك مني من خلق

إن بعض المربين قد يعمد في بعض المراحل العمرية إلى زيادة الجرعة وهذا أحياناً قد يحدث شيئاً من التشوه التربوي {قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا} [الطلاق: 3].
* خامساً: الاستفادة من الأحداث:
كل يوم تطلع فيه الشمس تتجدد أحداث وتمر حوادث، وعلى المعلم اللبيب والمربي الحكيم أن يفيد من هذه الحوادث والأحداث في توجيه التعليم وتأكيد التربية كما هو حال النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم -:
- روى مسلم عن جابر - رضي الله عنه -: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مر بالسوق، داخلاً من بعض العالية(11)، والناس كَنَفتيه (أي جانبيه) فمرَّ بجَدْيٍ ميت أسك(12)، فتناوله فأخذ بأذنه، ثم قال: أيكم يحب أن هذا له بدرهم؟ قالوا: ما نحب أنه لنا بشيء، وما نصنع به؟ قال: أتحبون أنه لكم؟ قالوا: والله! لو كان حيّاً كان هذا أسك، فكيف وهو ميت؟! فقال: فوالله! للدنيا أهون على الله من هذا عليكم»(1). كم يتكرر علينا مثل هذا الحادث أو قريباً منه ثم لا نوليه أدنى اهتمام.
- وعن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال: قدم على النبي - صلى الله عليه وسلم - سَبْيٌ؛ فإذا بامرأة من السبي تبتغي، إذا وجدت صبياً في السبي، أخذته فألصقته ببطنها وأرضعته، فقال لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أترون هذه المرأة طارحةً ولدها في النار؟ قلنا: لا، والله! وهي تقدر على أن لا تطرحه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لَلَّهُ أرحم بعباده من هذه بولدها»(2).
كان يمكن أن يذهب هذا الحديث دون تعليق، لكن النبي الحكيم - صلى الله عليه وسلم - أفاد منه أي إفادة؛ وهكذا ينبغي لنا، وحين نطيل التأمل في مثل هذا الحادث فإننا سنجد فيه فرصة للإفادة في جوانب أخرى؛ فكما أشار النبي - صلى الله عليه وسلم - فيه إلى سعة رحمة الله؛ فإننا نجد فيه فرصة للتذكير بحق الوالدين، وتقلُّب الدنيا بأهلها؛ إلى غير ذلك.
وعن جرير بن عبد الله البجلي - رضي الله عنه - قال: «كنا جلوساً ليلة مع النبي - صلى الله عليه وسلم -، فنظر إلى القمر ليلة البدر، فقال: إنكم سترون ربكم يوم القيامة كما ترون هذا القمر، لا تضامون في رؤيته؛ فإن استطعتم أن لا تُغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل الغروب، فافعلوا»(3).
كم نرى القمر ليلة البدر؟ كم نراه ونحن مع أولادنا أو مع طلابنا، ثم لا نجد فرصةً أن نُذَكِّر برؤية المؤمنين لربهم في الجنة؟ وكم يمكن أن نفيد من رؤية القمر مثلاً بالتذكير بالصلاة وعظمتها، وأنها نور (والصلاة نور) والتذكير بقيمة الجمال ومحبة الناس له؟ ولن نعدم توجيهاً لو أعملنا أذهاننا.
وعن البراء بن عازب - رضي الله عنه - قال: «أُهديتْ لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - حُلَّةُ حرير، فجعل أصحابه يلمسونها ويعجبون من لينها، فقال - صلى الله عليه وسلم -: أتعجبون من لين هذه؟ لَـمَناديل سعد بن معاذ في الجنة خير منها وألين»(4).
قد يقول قائل: إن هذا خبرُ غيبٍ جاء النبي - صلى الله عليه وسلم - بطريق الوحي وليس لنا إلى ذلك سبيل، فنقول: نعم! ولكن لنا سبل أخرى، فنستطيع أن نُذَكِّر عند جمال الدنيا وحسنها بنعيم الجنة، وبنار الدنيا وعذابها عذاب الآخرة: «ناركم هذه التي يوقِد ابن آدم، جزء من سبعين جزءاً من حر جهنم»(5).
وقد كان هذا من طريقة بعض السلف - رحمهم الله -: كان حممة - رضي الله عنه - صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهرم بن حيان - رحمه الله - يصطحبان أحياناً بالنهار، فيأتيان سوق الريحان، فيسألان الله الجنة ويدعوان، ثم يأتيان الحدادين فيتعوذان من النار، ثم يتفرقان إلى منازلهما»(6).
كثيراً ما نجلس ونحن نحيط بالنار نستدفئ أو نصنع طعاماً؛ فكم يمكن أن نستفيد من هذا الحادث؟ يمكن أن نقول للمتربين: أرأيتم النار كيف تلتهم الحطب؟
كذلك الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب. ويمكن أن نقول ونحن نحس بالدفء إن هناك من المسلمين من يتقلب في العراء لا يجد له بيتاً يُكِِنُّه، ولا ناراً يستدفئ بها.
إن الحادث الواحد قد يكون فيه فرص للتوجيه في جوانب عدة. نعم! قد لا يكون من المناسب أحياناً استعراض جميع جوانب العبرة في الحادث، لكن علينا أن نأخذ منه أنفع وألصق شيء بالحال.
إن أي حادث يجري فإنه يمكن أن يفاد منه في التربية (والمربي البارع لا يترك الأحداث تذهب سُدى بغير عبرة وبغير توجيه. وإنما يستغلها لتربية النفوس وصقلها وتهذيبها. ومزية الأحداث على غيرها من وسائل التربية أنها تُحدِث في النفس حاله خاصة هي أقرب للانصهار. إن الحادثة تثير النفس بكاملها، وترسل منها قدراً من حرارة التفاعل والانفعال يكفي لصهرها أحياناََ، أو الوصول بها إلى قرب الانصهار... والمثل يقول: اضرب والحديد ساخن؛ لأن الضرب حينئذ يسهِّل الطرق والتشكيل)(7).
وإن ما تمر به الأمة اليوم من حوادث وفتنٍ متتابعة ليعتبر من جهة أخرى فرصة لصياغة الشخصية المسلمة صياغة جادة ثابتة مثمرة، وأكبر شاهد على ذلك الجيل الفريد الذي رباه النبي - صلى الله عليه وسلم - في خضم الحوادث والمحن قبل الهجرة في مكة وكذا بعد الهجرة في الحوادث التي زاغت بها الأبصار؛ ففي مثل تلك الأوضاغ الشديدة (كانت الشخصية المسلمة تصاغ. ويوماً بعد يوم، وحدثاً بعد حدث، كانت هذه الشخصية تنضج وتنمو وتتضح سماتها... )(8).
وحين نطالب بالاستفادة من الأحداث فلسنا بذلك نريد التعنت والتكلف في توجيهها، بل نلفت النظر إلى أسلوب ناجع من أساليب التربية النبوية.
* سادساً: التبسط وإزالة الحواجز:
النفوس البشرية ضعيفة تحوي في داخلها مشاعر وعواطف، يجذبها المعروف، وتحب الأنس والتواضع، وتكره التعالي والتكلف، وتأنف الجفاء والعبوس وتقطيب الجبين. والتبسط وإزالة الحواجز بين المربي والمتربي كفيل بإيجاد بيئة مطمئنة تساعد في تسارع التعليم، وتطور التربية، واتساع مساحتها بشكل واضح، والناظر في هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - يجد ذلك واضحاً، ويرى الأثر الكبير الذي يحدثه هذا الأسلوب في النفوس.
- كان الرجل يأتي إلى مجلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يحجبه عنه بوابون يقول جرير بن عبد الله البجلي - رضي الله عنه -: «ما حجبني رسول الله منذ أسلمت، ولا رآني إلا تبسم في وجهي»(1). وكان - صلى الله عليه وسلم - ربما أتاه الرجل لا يعرفه وقد أخذه الفزع يظن أنه يقدِم على الملوك، فيهون النبي - صلى الله عليه وسلم - عليه ذلك؛ فعن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: «أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - رجل فكلَّمه فجعل ترتعد فرائصه فقال له - صلى الله عليه وسلم -: هوِّن عليك؛ فإني لست بملك، إنما أنا ابن امرأة تأكل القديد»(2).
بل لقد كثر توارد الناس على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «حتى كان آخر حياته يصلي جالساً لمَّا حطمه الناس»(3). إن الناس لو كانوا يجدون وحشةً من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يكونو يأتونه بهذه الجرأة ولا بهذه الكثرة. وحين يكون الوصول إلى المعلم أو المربي من الصعوبة بمكان فإن حلقات من التربية والتعليم في حياة المتعلم والمتربي ستكون مفقودة لصعوبة الاتصال.
إن الناظر في هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - وسيرته يرى صوراً كثيرةً من تبسُّطه - صلى الله عليه وسلم - مع أصحابه مع كثرة أشغاله وجدية حياته، إنه مع ذلك يجد فرصة للمزاح معهم ومخالطتهم والدخول في أحاديثهم واستشارتهم وتسليتهم ومواساتهم. وإليك شيئاً من هديه - صلى الله عليه وسلم - في ذلك:
- عن عثمان بن عفان - رضي الله عنه - قال في خطبة له: «إنَّا والله قد صحبنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في السفر والحضر، وكان يعود مرضانا، ويتبع جنائزنا، ويغزو معنا، ويواسينا بالقليل والكثير»(4).
- وعن أنس - رضي الله عنه - قال: «إنْ كان النبي - صلى الله عليه وسلم - ليخالطنا حتى يقول لأخٍ لي صغير: «يا أبا عمير! ما فعل النغير؟ »(5).
- روى الإمام أحمد في مسنده عن عبد الرحمن بن غنم، عن معاذ بن جبل - رضي الله عنه -: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج بالناس قبل غزوة تبوك؛ فلما أن أصبح صلى بالناس صلاة الصبح، ثم إن الناس ركبوا؛ فلما أن طلعت الشمس نعس الناس على أثر الدلجة، ولزم معاذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتلو أثره... ثم إن رسول الله كشف عنه قِناعه، فالتفت فإذا ليس من الجيش رجلٌ أدنى إليه مـن مُعـاذ فنـاداه، فقـال: يا معـاذ! قال: لبيـك يا نبي الله! قال: أُذْنُ، دُونَكَ! فدنا منه حتى لَصِقت راحلتاهما إحداهما بالأخرى. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ما كنت أحسب الناس مِنَّا كمكانهم من البُعد، فقال معاذ: يا نبي الله! نعس الناس، فتفرقت بهم ركابهم ترتع وتسير، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: وأنا كنت ناعساً. فلما رأى معاذ بُشرى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وخلوته له قال: يا رسول الله! ائذن لي أسألك عن كلمة قد أمرضتني وأسقمتني وأحزنتني! فقال نبي الله - صلى الله عليه وسلم -: سلني عمّا شئت.... الحديث(6).
بالتأكيد إن هذا السؤال عند معاذ كان حبيساً في نفسه منذ زمن، حتى إذا رأى انبساط النبي - صلى الله عليه وسلم - ورأى البِشْر في محياه استدعاه ذلك إلى سؤال النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ فكم في نفوس أبنائنا وطلابنا من أسئلة وإشكالات ومشاكل لو وَجَدت نفساً بسيطة وقريبة لا يجد المتربي أو المتعلم أدنى كُلفة في التعامل معها، أو نفساً منبسطة تجذب الناس إليها، وحين لا يجد المتربون والمتعلمون هذه النفوس فلا شك أنهم سيبحثون عن نفوس أخرى!
- وعن سِماك بن حرب قال: قلت لجابر بن سمرة - رضي الله عنه -: كنت تجالس رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: نعم! كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا صلى الفجر جلس في مصلاّه حتى تطلع الشمس، فيتحدث أصحابه يذكرون الجاهلية، ينشدون الشعر ويضحكون، ويبتسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -(7).
- عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: « كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أفكه الناس»(8).
قال مرعي بن يوسف الكرمي - رحمه الله - في كلامه عن المزاح: (.. اعلم أيدك الله، أنه لا بأس بالمزاح الخالي عن سفساف الأمور وعن مخالطة السفلة ومزاحمتهم، بل بين الإخــوان أهــل الصفــاء بما لا أذى فيـه ولا ضــرر، ولا غيبــة ولا شَيْن في عرض أو دين، بل ربما لو قيل: يُندب، لم يبعُد، إذا كان قاصداً به حسن العُشرة والتواضع للإخوان، والانبساط معهم، ورفع الحشمة بينهم، من غير استهزاء أو إخلال بمروءةٍ أو استنقاص بأحد منهم)(9).
أفد طبعك المكدود بالجد راحةً
يجـم وعلِّله بشيء من المـزح
ولكن إذا أعطيتـه المزح فليكن
بمقدار ما تعطي الطعام من الملح

- وحين ندعو إلى الانبساط وإزالـة الحواجز مع المتعلم أو المتربي فلسنا نقصد بذلك أن يذوب المربي في شخصية المتربي، أو يذوب المعلم في شخصية المتعلم. مع العلم أن الذوبان وذهاب المهابة لا يقع إلا حين يتخلى المعلم أو المربي عن شخصيته الحقيقية ودوره الحقيقي، وعندها يتحول هذا الأسلوب (الانبساط وإزالة الحواجز) عن كونه سبباً لتحقيق أهداف التربية والتعليم إلى كونه شهوةً ورغبةً وإيناساً للنفس وموافقة للطبع لا غير.
* سابعاً: الإقناع:
الأصل أن يربى الناس على التسليم للأوامر بالفعل وللنواهي بالترك، لكن بعض النفوس أحياناً قد تكون شاردة تعيش حالة من التصميم حتى ولو كانت على خطأ، ولا يوقظ هذه النفوس إلا شيء من الإقناع، بردِّها للجادة، وتأكيد معاني الخير فيها.
- روى البخاري(1) عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رجلاً أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله! وُلِدَ لي غلام أسود، فقال: هل لك من إبل؟ قال: نعم! قال: ما لونها؟ قال حمر. قال: هل فيها من أوْرق؟ قال: نعم! قال: فأنَّى ذلك؟ قال: نزعه عرق. قال: فلعل ابنك هذا نزعه عرق». والملاحظ هنا في الإقناع النبوي الاستفادة من البيئة المحيطة، وكذا الاستفادة من البدهيات التي يؤمن بها المحاوَر، وهذا في حد ذاته من مؤكدات الإقناع.
- أخرج الإمام أحمد عن أبي أمامة - رضي الله عنه - قال: إن شاباً أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله! ائذن لي بالزنا. فأقبل القوم عليه فزجروه، وقالوا: مَهْ مَهْ! فقال: ادنه! فدنا منه قريباً. قال: فجلس. قال: أتحبه لأمك؟ قال: لا، والله! جعلني الله فداك. قال: ولا الناس يحبونه لأمهاتهم. قال: أفتحبه لابنتك؟ قال: لا، والله! يا رسول الله، جعلني الله فداك. قال: ولا الناس يحبونه لبناتهم، قال: أفتحبه لأختك؟ قال: لا، والله! جعلني الله فداءك قال: ولا الناس يحبونه لأخواتهم. قال: أفتحبه لعمتك؟ قال: لا، والله! جعلني الله فداءك. قال: ولا الناس يحبونه لعماتهم. قال: أفتحبه لخالتك؟ قال: لا، والله! جعلني الله فداءك، قال: ولا الناس يحبونه لخالاتهم. قال: فوضع يده عليه، وقال: اللهم اغفر ذنبه، وطهِّر قلبه، وحصِّن فرجه؛ فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء»(2).
إن النبي - صلى الله عليه وسلم - في هذا الحديث لم يكتفِ بدرجةٍ قليلة من الإقناع، بل مارس معه تأكيد الإقناع ـ إن صح التعبير ـ وكان يكفي قوله: أتحبه لأمك، لكنه عدد محارمه زيادة في الإقناع، ودلالة على أن ما قد يأتي من النساء لا تخلو أن تكون أماً لأحدٍ أو بنتاً أو عمة أو خالة.
وفي المسند عن أبي حذيفة عن عدي بن حاتم سمعه يقول: دخلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: «يا عدي! أسلم تسلم» قلت: إني من أهل دين. قال: «أنا أعلم بدينك منك» فقلت: أنت اعلم بديني مني؟! قال: «نعم! ألست من الرَّكوسية، وأنت تأكل مرباع قومك؟ » قلت: بلى! قال: «فإن ذلك لا يحل لك في دينك» قال: فلم يعْدُ أن قالها فتواضعت لها، قال: «أما إني أعلم ما الذي يمنعك عن الإسلام، تقول: إنما اتبعه ضعفة الناس ومن لا قوة له وقد رمتهم العـرب؛ أتعرف الحِيـرة؟ قلت: لم أرهـا وقــد سـمعت بها، قال: فوَ الذي نفسي بيده! ليُتِمَّنَ اللهُ هذا الأمرَ حتى تخرج الظعينة من الحيرة حتى تطوف بالبيت من غير جوار أحد، ولتُفتحَن كنوز كسرى بن هرمز» قلت: كسرى بن هرمز؟ قال: نعم! كسرى بن هرمز، وليُبذلن المال حتى لا يقبله أحد»(3) الحديث.
تأمل قوله - صلى الله عليه وسلم - «أنا أعلم بدينك منك» فهو يحمل إشارة إلى أن من يقوم بالإقناع ينبغي أن يكون واسع المعارف كبير الفهم. وتأمل قوله - صلى الله عليه وسلم -: «إني أعلم ما الذي يمنعك من الإسلام.. » فيه إزالة الموانع وتفتيت الحواجز ودحض الشبهات التي تقف أحياناً كثيرة أمام رقي المتعلم والمتربي.
- وعند البخاري عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: أخذ الحسين بن علي - رضي الله عنه - تمرة من تمر الصدقة، فجعلها في فيه فقال - صلى الله عليه وسلم -: «كِخْ، كِخْ» ليطرحها، ثم قال: «أما شعرتَ أنَّا لا نأكل الصدقة؟ »(4).
يا ترى كم كان عمر الحسين بن علي - رضي الله عنه - وقتئذ؟ لقد مات النبي - صلى الله عليه وسلم - وعمر الحسين لم يجاوز الثامنة؛ ومع ذلك خاطبه - صلى الله عليه وسلم - خطاب الكبار، ومارس معه الإقناع؛ فكأنه يقول له: أنا لم أخرجها من فمك شُحّاً أو طمعاً أو أن فيها ضرراً عليك ـ لا.. إن السبب أنَّا لا نأكل الصدقة.
حين تجد مع ابنك صورة محرمة أو تجد عليه لباساً بعيداً عن روح الإسلام؛ فإن جلسة إقناع تؤكد فيها شخصية المسلم وتميُّزه كافية في التغيير بإذن الله، وعلى أقل تقدير كافية في هز القناعات السابقة وزعزعتها، وهذا سيجعل فرصة التخلي عنها في المستقبل أكبر.
هذه بعض الأساليب النبوية في التربية والتعليم أحببت الإشارة إليها والوقوف معها لما لها من أثر في بناء النفس، وكلي أمل أن أكون أسهمت من خلال هذه الكتابة في تدعيم لبنات الإصلاح المنشود.
والله أعلم وهو يهدي السبيل
---------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-12-2013, 01:40 AM   #4887
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

كــــل الكــــــون يشهـــــــد . .
بسم الله الرحمن الرحيم
في زمن الإثارة.. تنتشر ثقافة الغرائب، وتنفق بضاعة العجائب، وتبقى البراهين الواضحة والدلائل القاطعة محجوبة بسجوف الجهل والغفلة.
دخل علينا معلم الصف أيام الدراسة المنهجية، فأرانا وبحسن نية لوحة جمالية تحكي وحدانية الخالق وعظمته أشجار على جانب الطريق شكلت جذوعها وأغصانها كلمة التوحيد (لا إله إلا الله) فقلنا: سبحان الله!!. - الله أعلم اللوحة باقية على طبيعتها أم تناولتها ريشة رسام-..
ويأتينا بين الفينة والأخرى لفتة كريمة مباركة، فتوقظ فينا العظمة والوحدانية كلما خفتت أضواء الصور السابقة في نفوسنا... لتبقى دلائل الوحدانية محصورة لا يصل إليها إلا ثاقب النظر دقيق التركيز؟!
- حجر تلتقطه صورة مصور على هيئة ساجد لله!
- وطفل ماليزي رضيع يكتشف أبوه أن أذنه اليسرى قد شكلت بغضاريفها لفظ الجلالة (الله)!
- وأسد يزأر بلفظ الجلالة (الله)!.... وغيرها.
إننا لا نستعظم ذلك على القدرة الإلهية، ولا ننكرها بادي الرأي، كيف والنبي - صلى الله عليه وسلم - أخبرنا بحوادث أعظم من ذلك، ذئب وبقرة ينطق بالفصيح ليس بلغة مموهة ممزوجة بالزئير لا تكاد تميز معها اللفظ المقصود بالتعظيم (الله)؟!. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم - "بينما راعٍ في غنمه عدا عليه الذئب فأخذ منها شاةً فطلبه الراعي، فالتفت إليه، فقال: من لها يوم السَبُع يوم ليس لها راعٍ غيري؟! وبينما رجل يسوق بقرة قد حمل عليها، فالتفتت إليه فكلمته، فقالت: إني لم أخلق لهذا ولكن خلقت للحرث، فقال الناس: سبحان الله! قال - صلى الله عليه وسلم -: فإني أومن بذلك وأبو بكر وعمر". [متفق عليه].
إن اختزال أدلة وحدانية الله وعظمته بأشجار في غابات الصنوبر، أو في زئير أسد في أدغال أفريقيا، أو بأذن طفل في ماليزيا... هو اختزال للحقيقة العظمى بأدلة خفية غامضة لا تبين الحق بقدر ما تأكد الغفلة!.
ذكر أن أحد أئمة الكلام مرَّ بضاحية من ضواحي المسلمين والطلاب به مطيفون فإذا امرأة عجوز ترقُب المشهد فقالت: من هذا؟! قالوا: هذا عنده ألف دليل على وجود الخالق!! قالت: بل عنده ألف دليل على شكه! أ.هـ. ورحم الله السلف حين قالوا: عليك بدين العجائز، وصبيان الكتاب (ذم الكلام وأهله للهروي 5/28). فالصبح لا يحتاج إلى دليل؟!

وهبني قلت هذا الصبح ليل
أيعمى العالمون عن الضياء؟!

إن كل ما في الكون شاهد على وجود الخالق ووحدانيته دال على قدرته وعظمته..

ولله في كل تحريكة
وفي كل تسكينة شاهد
وفي كل شيء له آية
تدل على أنه واحد

القلوب مفطورة على توحيده وتعظيمه "لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السماوات والأرض... ".
وقف فرعون أمام موسى يجحد الربوبية بلسانه وتمتنع عن ذلك نفسه "قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى" (طـه: 49) فبماذا أجابه موسى؟ هل احتاج أن يأخذ بيد فرعون ويعبر به المحيط ليريه حجراً ساجداً هناك! أو يدخل به الغاب ليسمعه زئير أسد يدغم لفظ الجلالة ولا يكاد يبين!! كلا.. بل كانت الآيات متوافرة والدلائل واضحة، في السماء، وفي الأرض، وفي الأنفس، بل كل الكون يشهد...
أتى الجواب من موسى - عليه السلام - بخطاب سهل ميسور يفهمه الجاهل المركب- فرعون - والجاهل البسيط: "رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى" (طـه: من الآية50).
هدى الطفل إلى ثدي أمه وقد خرج من بطنها لا يعلم شيئاً..
هدى الأسد إذا مشى وخاف أن يُقتفى أثره ويطلب، عفى أثر مشيته بذنبه..
هدى الثعلب إذ اشتد به الجوع أن يستلقي على ظهره ويختلس نَفَسه إلى داخل بدنه حتى ينتفخ فيظن الظان أنه ميتة فيقع عليه فيثب على من انقضى عمره منها..
هدى الدب إذا أصابه كَلْم أن يأتي إلى صبغ معروف فيأخذ منه ويضعه على جرحه كالمرهم..
هدى العنكبوت أن تنسج تلك الشبكة الرفيعة المحكمة.. "رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى"(1).
خلق الإنسان فصوره فأحسن صورته "وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ" (الذريات: 21). وخلق السماء وزينها بالنجوم والكواكب، وبسط الأرض وجعلها صالحة للسكنى والمعاش، ونصب الجبال، وخلق البحار، وكور الشمس والقمر.... أفليس ذلك أعظم دلالةً وأكمل وضوحاً وأدوم إعجازاً؟!
ثم هنا مفسدة أخرى تقع بسبب اختزال دلائل الوحدانية والعظمة بمواقف محددة، ودلائل غامضة هو: إضفاء القداسة على هذه الدلائل في حين يراد منها أن تبعث في النفوس التقديس للعظيم - سبحانه -!
هذه الأشجار التي قيل أن سوقها وأغصانها سطرت كلمة التوحيد (لا إله إلا الله) هل ترى أنها ستُقْطع؟! أم أن سامري زمانه سينفخ فيها روح العظمة، ويشنع على قاطعيها، ويجعل القلوب تقف لها تعظيماً؟!!، وإذا قطعت هل سيوقد الناس ناراً من سوقٍ وأغصانٍ زعموا أنها شكلت كلمة التوحيد؟!!
والطفل الذي ظهر على أذنه اليسرى لفظ الجلالة (الله) من خلال عدسة عين والده؟! كم سيكون له من القداسة في زمن ينتشر فيه الجهل، وتبحث فيه المتصوفة عن هدبة تتعلق بها! ثم تنفخ فيها مشعلةً نار فتنة التبرك والتعلق بالأشخاص (الصالحين!) وهو الشيء الذي خافه عليه أبوه حين قال: (آمل ألا يفسر البعض هذه العجيبة تفسيراً خاطئاً ولا يبتدعون بدعاً..) هذا إن صح تجلي الرسم في أذنه، فقد نظرت في الصورة وأمعنت، فلم أر أنها واضحة وضوح الرسم على اللوح، بل ربما احتاج الناظر إلى رسم صورة تخيُّلة في فكره ليتجلى له المقصود!!،
وكان بوسع الأب لو كتم الأمر وليته فعل اتقاء الفتنة به وعليه، إذ تحول الأمر كما ذكرت وكالة الأنباء الوطنية الماليزية أن الطفل أصبح مثار حديث الجماهير!!
"إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّمَاء مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ" (البقرة: 164).
=--------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-12-2013, 02:09 AM   #4888
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

القاضي يضرب وكيل أم الخليفة
بسم الله الرحمن الرحيم
الخيزران: هي أم هارون الرشيد، وكانت قد وجهت رجلاً يشتغل في التطريز ليطرّز لها ثياباً في الكوفة. وكان والي الكوفة عيسى بن موسى فجاءه الأمر ألا يتعرض للقاضي شريك، فكان هذا القاضي حرّ التصرف لا يُعصى له أمر، ولا سلطان للأمير عليه.
وفي يوم من الأيام خرج على الناس رجل ومعه جماعة من أصحابه،عليه جبة خز وطيلسان، على برذون فاره، وإذا رجل بين يديه مكتوف،
فلما مرّ بيت القاضي صاح الرجل:
واغوثاه! أنا بالله ثم بالقاضي. ففتح شريك الباب وخرج، فدعا به، فإذا ظهره مكشوف وآثار الضرب فيه، فأقعده إلى جنبه وقال له:
ما شأنك؟
قال: أنا رجل أطرّز وأعمل الوشي، هذه صناعتي، وكراء مثلي مئة في الشهر. وأخذني هذا منذ أربعة أشهر قسراً، وحبسني وألزمني بالعمل له بالقوة، لا يعطيني أجراً، ولي عيال قد ضاعوا، فهربت منه، فلحقني فضربني وكتفّني.
فقال شريك للوكيل: قم فاجلس مع خصمك.
قال: أصلحك الله يا أبا عبد الله! هذا من خدم السيدة وهذا أمرها، فاحبسه حتى يشتغل لها!
قال: ويلك! قم فاجلس معه كما يقال لك. فقام فجلس معه.
قال: ما هذه الآثار التي تظهر بظهر هذا الرجل؟ من أثرها به؟
قال: أصلح الله القاضي! إنما ضربته أسواطاً بيدي، وهو يستحق أكثر من هذا، لأنه لم يشتغل للسيدة، احبسه حتى يشتغل.. هذا أمر السيدة!
فألقى شريك رداءه، وقام فدخل داره وأخرج سوطاً، وضرب بيده إلى مجامع ثوب الوكيل
وقال للرجل: اذهب إلى أهلك، وجعل يضرب الوكيل..
فهمّ أعوان الوكيل أن يخلّصوه فقال: من هاهنا من شباب الحي؟
فجاءه جماعة فقال: من وقف من هؤلاء فاذهبوا به إلى الحبس، فهربوا جميعاً وتركوه..! وما زال يضربه حتى رأى أن ذلك يكفيه، فتركه، فانصرف وهو يهدده بانتقام السيدة.. وأراد الوكيل أن يركب برذونه فاستعصى عليه، ولم يكن معه من يمسك له الركاب، فجعل يضرب البرذون، فصاح به شريك، أرفق به ويلك! فإنه أطوع لله منك. فمضى ماشياً...
وهنا التفت إلى القاضي شريك أحد رفقائه وقال له: قد فعلت – والله - فعلة ستكون لها عاقبة مكروهة! من ضَربَ وكيل الخيزران فكأنه ضربها، ومن ضربها فكأنما ضرب الخليفة.
قال: أعزّ أمر الله يعزّك.
وذهب الوكيل إلى عيسى بن موسى أمير الكوفة فدخل عليه شاكياً باكياً، وكشف له عن ظهره، فارتاع الوالي وغضب
وقال: من فعل بك هذا؟
قال: شريك.
قال: لا والله ما أتعرض لشريك.
قال: سأشكوك إلى السيدة.
قال: لا أتعرض لشريك.
فمضى الوكيل إلى بغداد فما رجع!!!.
-------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-12-2013, 02:48 AM   #4889
شذى الريحان
عضو اداري
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية شذى الريحان
 







 
شذى الريحان will become famous soon enough
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب



هذه القصة من أعجب القصص المكية حدثت في أوائل القرن الرابع عشر الهجري و في عهد أميرها الشريف عون الرفيق ,
و إذا وقفنا على قصص الفيلة بمكة نجدها أنها لم تدخل مكة المكرمة
إلا في عهد ين متباعدين كان الأول : في القرن الثامن الهجري , و الثاني :
في أوائل القرن الرابع عشر الهجري و هما :


1. فيل الركب العراقي ( فيل ملك التتار ابي سعيد خذا بندا )
ويعتبر أول فيل دخل الحرم , حيث اسله ملك التتار مع الركب العراقي عام 730هـ ووقف المواقف كلها ومات قبل أن يصل المدينة المنورة ولم يعلم ما هو المقصد من إرساله .


2.الفيل الذي أهدي لأمير مكة الشريف عون الرفيق ,
من أحد أغنياء السادة و قد شوهد الفيل في كثير من مشاهد الأمير و كان يمشي في شوارع مكة المكرمة برفقة سايسه و يطلع به إلى الطائف مع موكب الأمير
ويعتبر هذا الفيل أول فيل يسكن مكة ) وله من القصص ما نحن بذكرها فالقصة مفادها :


تعود الفيل ( محبوب ) الخروج الى اسواق البلدة وكان دوماً لا يخرج الا برفقة سايسه الهندي فخرج ذات يوم الى السوق وكعادته يشير للناس السلام بزلومته ( خرطومه )
فيحيه المارة و السوقة برد التحية و يذكر لنا الراوي , يقول :
لا ادري ما الذي اصابه و لا نرى الا وقد جذب بخرطومه أحد الشحاتين الذين كانوا على الطريق وأصابه إصابات بليغة نقل على اثرها لتلقي العلاج وضج السوق بهذه الحادثة الأولى , و وصل الخبر للامير فأمر على الفور بإحضاره وقطع نابه , وامر سايسه ان يكلمه بالهندية في ذلك جزاءاً له على فعله , فرضخ الفيل لقص نابه ونام على الارض , ونفذ الأمر , بأن جاء النجار وقص نابه بالمنشار .


يقول الراوي وكنت أنظر اليه وعيناه تذرفان الدمع الغزير وكأنه حزين و عندما اردت زيارة المصاب ( ذلك الشحات ) في نفس اليوم فقلت له لقد أمر الامير بعقاب الفيل و سوف يقتل , عندها فزع الشحات قائلاً : لا .. لا فقلت له : ولماذا لا ؟!


عندها انتابه انكسار شديد و قال : لقد كنت اسرق في زحمة السوق وعندما تزامن مرور الفيل بي وإذ أنا اسرق بعض المتفرجين و هم ينظرون اليه , فما كنت أضع يدي على ما وددت أن اسرقه الا وقد جذبني الفيل بخرطومه و حصل ما حصل .


قال الراوي : و الله اني عندما كنت أنظر الى الفيل وجدت عيناه تذرف الدمع ويبدوا عليه الانكسار و كأنه يقول إني برىء ...ولكن ما أنت فاعل .
قال الشحات : تبت الى الله من أن أعود الى السرقة .
قال الراوي : قل الله توبتك و أجبر الله الفيل في مصابه .

المصدر : قصص المكيين للشريف محمد بن مساعد منصور الحسني .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
أخر مواضيعي
شذى الريحان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-12-2013, 03:22 AM   #4890
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة
سؤال: ورد عن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أنّه قال :
( ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة )
"المعجم الأوسط للطبراني/ج2ص12/0
فما المقصود بهذه العبارة ؟
هل يا تُرى إذا جلس زائر المسجد النبوي بين القبر الشريف والمصلّى أو المنبر فقط سيدخل في روضة من رياض الجنة ! فلم حصرت هذه الروضة بين المنبر والضريح الشريف في هذه المسافة فقط ، أي لمَ لم تكن هذه الروضة في كل المسجد النبوي الشريف ؟! فالمسجد كلّه إنما صار شريفاً ومقدّساً بل كل تلك البقاع صارت مباركة بوروده صلى الله عليه وسلم عليها ، وسُكناه وحياته الشريفة فيها وبجوارها . وجزاكم الله كل خير .
الجواب:
الحمد لله
أولا :
هذا الحديث من الأحاديث المتواترة التي جاءت من طرق كثيرة ، منها ما يرويه الشيخان عنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضى الله عنه عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : ( مَا بَيْنَ بَيْتِى وَمِنْبَرِى رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ ) رواه البخاري (1196) ومسلم (1391)
وأما لفظ ( ما بين قبري ومنبري ) ، فهذا جاء في رواية ابن عساكر لصحيح البخاري ، وما زال بعض العلماء - كالإمام النووي - يعزو هذا اللفظ لصحيح البخاري ، بل إن البخاري نفسه لما أخرج الحديث في كتاب "فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة" بلفظ : ( بيتي ومنبري ) بَوَّب عليه بقوله : باب فضل ما بين القبر والمنبر . وكذلك جاء هذا اللفظ في روايات أخرى في بعض الحديث .
غير أن العلماء حكموا على لفظ ( قبري ) بالضعف ،
وذلك لسببين اثنين :
الأول : أنه مخالف لرواية الأكثرين من الرواة ، فيغلب على الظن أن من قال ( قبري ) إنما رواه بالمعنى وليس باللفظ .
الثاني : أنه لو كان هذا اللفظ صحيحا لعرف به الصحابة مكان دفن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يتنازعوا فيه ، أو على الأقل احتج به بعضهم في ذلك الموقف ، ولكن ذلك لم يبلغنا وقوعه ، فدل على أن لفظ ( قبري ) خطأ من بعض رواة الحديث .
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" والثابت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : (ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة ) " هذا هو الثابت في الصحيح ، ولكن بعضهم رواه بالمعنى فقال : قبري .
وهو صلى الله عليه وسلم حين قال هذا القول لم يكن قد قبر بعد صلوات اللّه وسلامه عليه ، ولهذا لم يحتج بهذا أحد من الصحابة لما تنازعوا فى موضع دفنه ، ولو كان هذا عندهم لكان نصاً فى محل النزاع " انتهى.
"مجموع الفتاوى" (1/236)
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله :
" وترجم بذكر القبر، وأورد الحديثين بلفظ البيت ؛ لأن القبر صار في البيت ، وقد ورد في بعض طرقه بلفظ : ( القبر ) ، قال القرطبي : الرواية الصحيحة ( بيتي ) ، ويروى ( قبري ) ، وكأنه بالمعنى ؛ لأنه دفن في بيت سكناه " انتهى.
"فتح الباري" (3/70)
ويقول أيضا رحمه الله :
" قوله : ( ما بين بيتي ومنبري ) : كذا للأكثر ، ووقع في رواية ابن عساكر وحده : (قبري) بدل ( بيتي ) ، وهو خطأ ، فقد تقدم هذا الحديث في كتاب الصلاة قبيل الجنائز بهذا الإسناد بلفظ : ( بيتي ) ، وكذلك هو في مسند مسدد شيخ البخاري فيه .
نعم وقع في حديث سعد بن أبي وقاص عند البزار بسند رجاله ثقات ، وعند الطبراني من حديث ابن عمر بلفظ القبر ، فعلى هذا المراد بالبيت في قوله : ( بيتي ) أحد بيوته ، لا كلها ، وهو بيت عائشة الذي صار فيه قبره ، وقد ورد الحديث بلفظ : ( ما بين المنبر وبيت عائشة روضة من رياض الجنة ) أخرجه الطبراني في الأوسط " انتهى.
"فتح الباري" (4/100)
ثانيا :
أما معنى هذا الحديث ، فقد ذكر العلماء فيه أوجها ثلاثة :
الوجه الأول : أن هذا المكان يشبه روضات الجنات في حصول السعادة والطمأنينة لمن يجلس فيه .
الوجه الثاني : أن العبادة في هذا المكان سبب لدخول الجنة . اختاره ابن حزم في "المحلى" (7/284) ، ونقل ابن تيمية عن الإمام أحمد أنه يختار الصلاة في الروضة .
الوجه الثالث : أن البقعة التي بين المنبر وبيت النبي صلى الله عليه وسلم ستكون بذاتها في الآخرة روضة من رياض الجنة .
يقول القاضي عياض رحمه الله :
" قوله ( روضة من رياض الجنة ) يحتمل معنيين :
أحدهما : أنه موجب لذلك ، وأن الدعاء والصلاة فيه يستحق ذلك من الثواب ، كما قيل : الجنة تحت ظلال السيوف .
والثاني : أن تلك البقعة قد ينقلها الله فتكون في الجنة بعينها . قاله الداوودي " انتهى.
"الشفا" (2/92)
يقول ابن عبد البر رحمه الله :
" قال قوم : معناه أن البقعة ترفع يوم القيامة فتجعل روضة في الجنة .
وقال آخرون : هذا على المجاز . كأنهم يعنون أنه لما كان جلوسه وجلوس الناس إليه يتعلمون القرآن والإيمان والدين هناك ، شبه ذلك الموضع بالروضة ، لكرم ما يجتني فيها ، وأضافها إلى الجنة لأنها تقود إلى الجنة ، كما قال صلى الله عليه وسلم : ( الجنة تحت ظلال السيوف ) : يعني أنه عمل يوصل به إلى الجنة ،
وكما يقال : الأم باب من أبواب الجنة . يريدون أن برها يوصل المسلم إلى الجنة مع أداء فرائضه . وهذا جائز سائغ مستعمل في لسان العرب . والله أعلم بما أراد من ذلك " انتهى.
"التمهيد" (2/287)
ويقول الإمام النووي رحمه الله :
" ذكروا في معناه قولين :
أحدهما : أن ذلك الموضع بعينه ينقل إلى الجنة .
والثاني : أن العبادة فيه تؤدي إلى الجنة .
قال الطبري : في المراد بـ " بيتي " هنا قولان : أحدهما : القبر ، قاله زيد بن أسلم كما روي مفسرا : ( بين قبري ومنبري ) . والثاني : المراد : بيت سكناه على ظاهر.
وروي : ( ما بين حجرتي ومنبرى )
قال الطبري : والقولان متفقان ، لأن قبره في حجرته وهي بيته ." انتهى.
"شرح مسلم" (9/161-162)
ويقول الحافظ ابن حجر رحمه الله :
" قوله : ( روضة من رياض الجنة )
أي : كروضة من رياض الجنة في نزول الرحمة ، وحصول السعادة بما يحصل من ملازمة حلق الذكر ، لا سيما في عهده صلى الله عليه وسلم ، فيكون تشبيها بغير أداة .
أو المعنى أن العبادة فيها تؤدي إلى الجنة ، فيكون مجازا .
أو هو على ظاهره ، وأن المراد أنه روضة حقيقة ، بأن ينتقل ذلك الموضع بعينه في الآخرة إلى الجنة .
هذا محصل ما أوَّلَه العلماء في هذا الحديث . وهي على ترتيبها هذا في القوة " انتهى.
"فتح الباري" (4/100)
والخلاصة : أن لهذا المكان فضيلة ظاهرة ، تقتضي من المسلم الحرص على الجلوس فيها والصلاة فيها ، غير أن الأهم هو تقوى الله تعالى ، فذلك سبب دخول الجنة ، وليس الجلوس المجرد في الروضة أو في أي مكان آخر .
ولما كان الأمر تعبديا محضا لم نستطع تفسير سبب تخصيص هذا المكان دون سائر الأماكن، والله سبحانه وتعالى يختص ما يشاء من الزمان والمكان والأشخاص بالفضائل ، وله في ذلك الحكمة البالغة التي قد لا نطلع عليها .
والله أعلم .
--------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 7 ( الأعضاء 0 والزوار 7)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع : كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
] ! .: ! [ من آجــل القمـــــــة][[ الوآصل المنتدى الرياضي 6 10-12-2009 01:49 AM
اســـــــرار القلــــب..! الســرف المنتدى العام 22 29-09-2008 01:03 AM
جـــل مـــــــن لا يـــــخــــطـــــىء امـــير زهران منتدى الحوار 4 02-09-2008 03:05 PM
المحـــــــــــــا فـــظــة على القمـــــــة رياح نجد المنتدى العام 19 15-08-2008 01:10 PM
((هل يبكـــــي القلــــب؟؟)) !!! البرنسيسة المنتدى العام 13 17-08-2007 11:04 PM


الساعة الآن 07:42 AM.


Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع ما يطرح في المنتديات من مواضيع وردود تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة
Copyright © 2006-2016 Zahran.org - All rights reserved