![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#6321 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() [frame="8 80"] لا تحاول ان تعيد حساب الأمس وما خسرت فيه .. فالعمر حين تسقط اوراقه لن تعود مرة اخرى ولكن مع كل ربيع جديد سوف تنبت اوراق اخرى فانظر الى تلك الأوراق التي تغطي وجه السماء ودعك مما سقط على الأرض فقد صارت جزء منها اذا كان الأمس ضاع .. فبين يديك اليوم واذا كان اليوم سوف يجمع اوراقه ويرحل .. فلديك الغد لا تحزن على الأمس .. فهو لن يعود ولا تأسف على اليوم .. فهو راحل واحلم بشمس مضيئه .. في غد جميل [/frame] شبيه الريح /بلخزمر |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#6322 |
عضو مميز
![]() |
![]() بسم الله الرحمن الرحيم أحيانا يذكر الله الفؤاد بدلا من القلب بمعني أنه مركز الإدراك والتفكير (وَاللَّـهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴿النحل: ٧٨﴾ أخرجنا من بطون أمهاتنا لا نعلم شيئا ولكن جعل لنا وسيلة التعلم السمع والبصر والقلب. ( مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَىٰ )﴿النجم: ١١﴾ في هذه الآية الذي يري ويفهم ويدرك هو الفؤاد أو القلب. القران أحيانا أخري يتحدث عن الصدر بمعني القلب وبمعني أنه محور الإيمان ( فَمَن يُرِدِ اللَّـهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَٰلِكَ يَجْعَلُ اللَّـهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿الأنعام: ١٢٥﴾ هنا حددت الآية مكان الهداية أي الفهم والإدراك وهو الصدر حتي لا يحسب غافل أن الدماغ الذي في الرأس هو محل الفهم والإدراك ويقول الله سبحانه وتعالي ( أَفَمَن شَرَحَ اللَّـهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَىٰ نُورٍ مِّن رَّبِّهِ فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّـهِ أُولَـٰئِكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿الزمر: ٢٢﴾. للقلب دور مهم في العلم والتعلم لأن القلب يؤثر على خلايا الدماغ ويوجهها، ولذا فإن القرآن قد ربط بين القلب والعلم، قال تعالى ) وَطَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ) [التوبة: 93]. هكذا يؤكد القرآن الكريم هذه الحقائق ولكننا مازلنا نتوجس خيفة من قول ذلك لأننا إعتدنا علي أن الدماغ هو محور الإدراك وتم تلقيننا بهذا ولا نستطيع تجاوز ذلك. فكثيرا ما نجد واحدا من المثقفاتيه يردد ( ما تبقي عاطفي تفكر بقلبك أبقي منطقي وفكر بعقلك) . مسكين فهو لا يدري ان القلب هو مكان الادراك والمنطق والعاطفة. اللهم أشرح قلوبنا للاسلام وأجعلنا علي نور منك. |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#6323 |
عضو مميز
![]() |
![]() القران واضح في تحديده مركز الفهم والإدراك في الإنسان فالقلب محور التفكير ومحور الإدراك ومحور الحب ومحور الكراهية ومحور الخوف والسعادة والقلق والارتباك والطمأنينة فالقلب هو محور كل أحساسينا وهذه حقيقية مطلقة منذ أن خلق الله الإنسان. والسنة أيضا تؤكد ذلك فالرسول صلي الله عليه وسلم يقول (ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب) (متفق عليه). ونتذكر أيضا دعاء النبي صلي الله عليه وسلم ((يا مقلّب القلوب ثبّت قلبي على دينك) ودعاء المؤمنين في القرآن الكريم ((رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ) [آل عمران 8 ] . وأيضا فإن الله تعالى أكد لنا أن كل شيء موجود في القلب، وأن الله يختبر ما في قلوبنا ويحاسبنا علي ما نعتقده بقلوبنا وليس بدماغنا كما كنا نعتقد سابقا، يقول تعالى: (وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ) [آل عمران: 154 إذن فالذي يهتدي ويتواصل الإنسان به مع الله هو القلب. |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#6324 |
عضو مميز
![]() |
![]() نحن كمسلمين لدينا حقائق مطلقة في القرآن فهو يأكد في كثير من آياته أن القلب هو مركز العاطفة، والتفكير،والتعقل،والذاكرة. القران دائما يخاطب فينا الصدر والفؤاد والقلب فيقول موجها لنا وموضحا أن الذي يعقل هو القلب (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَـٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ﴿الحج: ٤٦﴾) لاحظ هنا القرآن دقيق في كلماته فقال قلوب يعقلون بها.. فالذي يفهم ويعقل هو القلب وليس الدماغ كما إعتدنا أو تعودنا. وهنالك الكثير من الآيات تخاطب فينا مركز الإدراك والفهم وهو القلب وليس الدماغ (وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ ۖ لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا ۚ أُولَـٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ۚ أُولَـٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ). لاحظ هنا أيضا.. لهم قلوب لا يفقهون بها وهم بعد ذلك غافلون أي لا يفهمون. وهكذا يؤكد القرآن أن القلب هو مركز الإيمان والعقيدة وليس الدماغ، وفي آية أخري يقول الله تعالى (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آَمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ) [المائدة: 41] لو كان الفهم مرتبط بالدماغ لقال الله لم تؤمن دماغهم ولكن قال لم تؤمن قلوبهم لأن القلب هو محور الفهم والإدراك وهو الذي يحدد مدي ودرجات الايمان . فالذين لا يؤمنون ولا يفهمون هم الذين تكون قلوبهم غافلة وليس دماغهم (وَجَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَىٰ أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا ﴿الإسراء٤٦﴾. القلب هو مناط المسئولية، والذي يُحرم نعمة الفهم والادراك هو الذي يختم علي قلبه ( قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّـهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ وَخَتَمَ عَلَىٰ قُلُوبِكُم مَّنْ إِلَـٰهٌ غَيْرُ اللَّـهِ يَأْتِيكُم بِهِ انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ ﴿الأنعام: ٤٦﴾. وفي آية أخري يصف الله سبحانه وتعالي المنافقون بقوله ( يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ) )الفتح: 11]. لم يقل الله ما ليس في عقولهم أودماغهم بل ما ليس في قلوبهم لأن القلب هو مركز الفهم والادراك والإيمان. والقلب أيضا محور الانفعالات ومنها الرعب والخوف ولذلك جعل الله مكان الخوف والرعب هو القلب، فقال تعالي (وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ) (الحشر (2. وأيضا مركز الطمأنينة هو القلب والإنسان لا يطمئن أبدا إلا بذكر الله (الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) الرعد: 28 |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#6325 |
عضو مميز
![]() |
![]() على مدى سنوات طويلة درس العلماء القلب من الناحية الفيزيولوجية وقالوا أنه مجرد مضخة للدم لا أكثر ولا أقل ويخضع لتوجيهات الدماغ مثله مثل باقي أعضاء الجسم.
ولكن ثبت علميا أن القلب يُخلق قبل الدماغ في الجنين ، ويبدأ بالنبض منذ تشكله وحتى موت الإنسان مما يعني أنه مستقل. كان الباحثون يعتقدون أن الدماغ هو الذي ينظم نبضات القلب، ولكن العلماء بعد أمدٍ لاحظوا شيئاً غريباً وذلك أثناء عمليات زرع القلب.لاحظوا عندما يضعون القلب الجديد في صدر المريض يبدأ بالنبض على الفور دون أن ينتظر إشارة أو أمر من الدماغ. لذلك أحيانا يموت دماغ الإنسان ولكنه يظل حيا لأن قلبه ينبض وهذا ما يسمونه الموت السريري. إذن القلب يعمل مستقلا بلا توجيهات من الدماغ عكس ما كنا نعتقد بل أثبت العلم الحديث أن القلب هو الذي يصدر توجيهاته للدماغ. البروفسيور Gary Schwartz اختصاصي الطب النفسي في جامعة أريزونا، والدكتورة Linda Russek يعتقدان أن للقلب طاقة خاصة بواسطتها يتم تخزين المعلومات ومعالجتها أيضاً، ومن ثم فإن الذاكرة ليست في الدماغ بل في القلب ، والقلب هو الذي يحركها ويشرف عليها. |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#6326 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() المعروف حارس بسم الله الرحمن الرحيم إن دروب الخير كثيرة، وحوائج الناس متنوعة؛ فإطعامُ جائعٍ، وكسوةُ عارٍ، وعيادةُ مريضٍ، وتعليمُ جاهل، وإنظارُ معسر، وإعانةُ عاجز، وإسعافُ منقطع، وطرد همٍ عن مسلم، وإزالة غم عن مغموم، وكفالة يتيم، ومواساةُ أرملة، وإكرام عزيز قومٍ ذلَّ، وشكرٌ على إحسان، ومغفرةٌ للإساءة، وسعيٌ في شفاعة حسنة يُفك بها أسير، ويُحقن بها دمٌ، ويُجرُّ بها معروف وإحسان؛ فهذه أعمال البر والإحسان مجتمعة في:" صنائع المعروف ". فالمعروف هو:فعل الخير، وإسداؤه للخلق، سواء كان هذا الخير مالاً، كالصدقة والإطعام، وسقاية الماء، وسداد الديون؛ أو كانت جاهًا كما فيالإصلاح بين المتهاجرين، والشفاعةِ، وبذلِ الجاه، أو تكون عِلماً، كتعليمه للجاهل، وبذله للسائل، أو سائر المصالح التي يحتاجهاالناس، كحسن المعاملة، وإماطة الأذى، وعيادة المرضى إلى غير ذلك، فهذا كله من صنائع المعروف. يقول صلى الله عليه وسلم :«صَنَائِعُ الْمَعْرُوفِ تَقِي مَصَارِعَ السُّوءِ، وَصِلَةُ الرَّحِمِ تَزِيدُ فِي الْعُمُرِ، وَصَدَقَةُ السِّرِّ تُطْفِئُ غَضِبَ الرَّبِّ» أخرجه ابن زنجويه في الأموال(2/760)، و الطبراني في المعجم الكبير(8/261) عن أبي أمامة رضي الله عنه. في هذه القصة كان المعروف فيها حارسًا لصاحبه، والإحسان حاجبًا له من سوء مصرعه، يُذكر أَنَّ رجلاً يُسمَّى ابن جدعان، كان رجلاً غنيًا وذو عيال، وكان له ثلاثة من البنين، يقول: خرجت في فصل الربيع، وإذا بي أرىإبلي سِمَان، يكاد الربيع أن يفجُّر الحليب من ثديها، وكلما اقترب ابن الناقة من أمه درَّت عليه، وانهال الحليب منها لكثرة الخير والبركة، قال: فنظرت إلى ناقة وابنِهَا، وكانت من أحب نياقي إليَّ، وتذكَّرتُ جاراً لي له بُنَيَّات سبع، فقير لا مال ولا حال، فقلت: والله لأتصدقنَّ بهذه الناقة وولدها عليه، وعندها تذكرت قول الله عز وجل:{ لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ}[آل عمران:92]؛ فأخذتها وابْنَها، وطرقت الباب على جاري، وقلت: خذها هدية مني لك، فرأيت الفرح في وجهه لا يدري ماذا يقول، فكان يشرب من لبنها ويحتطب على ظهرها، وينتظر وليدها يكبر ليبيعه، وجاءهمنها خيرٌ عظيم، وأَغْنَاه الله بها. فلما انتهى الربيع وجاء الصيف بجفافه وقحطه، تشققت الأرض، وجف الضرع، وبدأ البدو يرتحلون يبحثون عن الماء في الدحول - والدحول هي حفر في الأرض تُوْصِلُ إلى محابس مائية، أو أقبية مائية تحت الأرض، له فتحات فوق الأرض يعرفها البدو - يقول: فدخلت في دحْلٍ منها حتى أُحْضِر الماء لنشرب، وكان أبناؤه الثلاثة خارجالدِّحل ينتظرونه، فَتَاه تَحْتَ الأَرْضِ، ولم يَعْرِف الخروج، وانتظر أبناؤهيوماً ويومين وثلاثة حتى يئسوا؛ قالوا: لعل ثعبانًا لدغه فمات، أولعله تاه تحت الأرض وهلك، وكانوا - عياذاً بالله - ينتظرون هلاكه طمعًا في تقسيم المال والحلال، فذهبوا إلى البيت وتقاسَموا ماله، وتذكروا وهم يَقْتَسِمُون أن أباهم قدأعطى ناقة لجارهم الفقير. فذهبوا إلى جارهم وقالوا له: أعد الناقة لنا،وخذ هذا الجمل مكانها، وإلا سنسحبها عِنْوَة الآن، ولن نعطيك شيئًا؟ قال: اذهبوا عني، أو لاشتكينكم إلى أبيكم. قالوا: اشتك إليه، فإنه قد مات !! قال: مات!!كيف مات؟ وأين مات؟ ولِم لم أعلم بذلك؟ قالوا: دخل دِحلاً في الصحراء قبل أسبوع ولم يخرج منه، وقد هلك. قال: ناشدتكم الله اذهبوا بي إلى مكان الدِّحل، ثم خذوا الناقة، وافعلوا ما شئتم ولا أريد جملكم، فذهبوا به، فلما رأى المكان الذي دخل فيه صاحبه الوفيّ، ذهب وأحضر حبلاً،وأشعل شمعة، ثم ربط نفسه خارج الدِّحْل، ونزل يزحف على قفاه حتى وصلإلى أماكن ضيقة، يجد شدة في الزحف فيها، لكنه مضى ولم يجده. ثم عاد في اليوم الثاني، وفعل مثل ما فعل في اليوم الأول، ولكنه - كذلك - لم يجده، وعاد في اليوم الثالث، وأخذ يزحف ويبحث في مكان أعمق، وعند زحفه شم رائحة رطوبة تقترب منه، وإذا به يسمع أنين الرجل عند الماء، فأخذ يزحف تجاهالأنين في الظلام، ويتلمس الأرض، فوقعت يده على الطين، ثم وقعت يده على الرجل فوضع يده على أنفاسه، فإذا هو حي يتنفس بعد ما يقرب من أُسبوع، فقام وجرّه، وربطعينيه حتى لا تنبهر بضوء الشمس، ثم أخرجه معه خارج الدِّحل، وَمَرَسَ له التمر وسقاه، وحمله على ظهره، وجاء به إلى داره، ودبت الحياة في الرجل من جديد - وأولاده لا يعلمون -، فقال: أخبرني بالله عليك ما يقرب من أُسبوعٍ وأنت تحت الأرض ولم تمت؟! قال: سأحدثك حديثًا عجبا، لما نزلت ضِعْتُ، وتَشَعَّبِت بي الطُرُق، فقلت: آوي إلى الماء الذي وصلت إليه، وأخذت أشرب منه، ولكن الجوع لا يرحم، فالماء لا يكفي، يقول: وبعد ثلاثة أيام، وقد أخذ الجوع مني كل مأخذ، وبينما أنا مستلق على قفاي، قد أسلمت وفوضت أمري إلى ربي، وإذا بيأحس بدفء اللبن يتدفق على فمي، يقول: فاعتدلت في جلستي، وإذا بإناء فيالظلام لا أراه، يقترب من فِيَ فأشرب حتى أرتوي، ثم يذهب، فأخذيأتيني ثلاث مرات في اليوم، ولكنه منذ يومين انقطع، وما أدري ما سبب انقطاعه؟ قال: فقلت له: لو تعلم سبب انقطاعه لتعجبت. قال: بالله عليك قل لي ما هو؟ قلت له: ظنَّ أولادكأنك مِت، وجاءوا إلي وسحبوا الناقة التي كان الله يسقيك منها، والمسلمفي ظل صدقته. قال: هذا إذن؟! قال: قلت: نعم، قال: الحمد لله الذي نجاني بحسن معروفي إليك. ولما عاد الرجل إلى بيته اندهش أبناؤه من عودته،فجمعهم وقال لهم: أخسئوا, لقد قسمت مالي نصفين, نصفه لي, ونصفه لجاري. فيا سبحان الله كيف أن الله وقاه بمعروفه إذ نجاه من الْهَلَكَةِ، ثم سَخَّرَ له هذا الرجل ليكون أَقْرَب إليه من أبنائه، واحرص عليه منهم، فبمعروفه نجاه الله من مَكْرُوْبِه، وبإِحْسَانِه نفعه الله بِرَفِيْقِه. ألا فإن صنائع المعروف هي وقاية للعبد من سوء المصرع، وإطعام الجائع وقاية له من ميتة السوء؛ ألا فسابقوا - عباد الله - للمعروف، وكونوا له باذلين، ولأهل الحق مناصرين، ولأولياء الله محبين. صاحب المعروف محروسٌ بمعروفه، ومكلوءٌ بإحسانه، ومُحَصَّنٌ من سوء المصرع ببره، وهذا ما كانت تفهمه أم المؤمنين خديجة - رضي الله عنها - لما جاءها النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد أن التقى بجبريل - عليه السلام - في أول لقاء له به في غار حراء، وما حصل له - صلى الله عليه وسلم - بعد ذلك من هول هذا الأمر، مما أدى به إلى الخوف الشديد الذي ما تمالك - صلى الله عليه وسلم - نفسه حتى جاء إلى خديجة - رضي الله عنها - وهو يقول: « زَمِّلُونِي، زَمِّلُونِي » فَزَمَّلُوهُ حَتَّى ذَهَبَ عَنْهُ الرَّوْعُ، فَقَالَ لِخَدِيجَةَ وَأَخْبَرَهَا الْخَبَرَ:« لَقَدْ خَشِيتُ عَلَى نَفْسِي »؛ فجاءت إجابة خديجةَ - رضي الله عنها - وضعًا للنقاط على الحروف، وبيانًا لسنة الله - عز وجل - في عباده أهل المعروف، فقالت: كَلاَّ وَاللَّهِ مَا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا، إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَحْمِلُ الْكَلَّ، وَتَكْسِبُ الْمَعْدُومَ، وَتَقْرِى الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ. متفق عليه. فهذه صنائع المعروف لكم مُيَسَّرة، وأبواب الخير لكم مُشْرَعة، فهل أنتم للصنائع فاعلون، وللمعروف باذلون، ولأبواب الجنة طارقون، ولها مسارعون، وفي السير إليها مسابقون، فمن كان كذلك كان له وعدٌ بالسلامة من سوء المصرع، وعاقبة السوء. اللهم فاجعلنا للمعروف باذلين، وللخير مسابقين، وعن السوء مصروفين، وبحسن العاقبة اختم لنا يا رب العالمين، وصلى الله وسلم على خير المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين. ------------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#6327 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() بارك الله فيك يابو خالد على المشاركة الجميلة
جزاك الله خير ونتطلع للمزيد |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#6328 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() ضربُ الأمثال بالحيوان في القرآن بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد قال تعالى : ﴿ وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ﴾ [الزمر : 27] . المثل في القرآن هو إبراز المعنى في صورة رائعة موجزة، لها وقعها في النفس، سواء أكانت تشبيهاً أو قولاً مرسلاً([1]) . فالتمثيل هو القالب الذي يُبرز المعاني في صورة حسِّية تستقر في الأذهان, بتشبيه الغائب بالحاضر والمعقول بالمحسوس وقياس النظير على النظير . وهو من أساليب القرآن في ضرب بيانه ونواحي إعجازه([2]). قال ابن القيِّم رحمه الله :" ضرب الأمثال في القرآن يُستفاد منه أمور التذكير والوعظ والحث والزجر والاعتبار والتقرير وتقريب المراد للعقل وتصويره في صورة المحسوس بحيث يكون نسبته للعقل كنسبة المحسوس إلى الحس . وقد تأتي أمثال القرآن مشتملة على بيان تفاوت الأجر على المدح والذَّم وعلى الثواب والعقاب وعلى تفخيم الأمر أو تحقيره وعلى تحقيق أمر وإبطال أمر([3]) . ولو دقَّقنا وتأمَّلنا في سياق الأمثال المضروبة بالحيوان لوجدنا أنَّها من قبيل المبالغة في الاحتقار والضعف([4]) . وقد جاء اللفظ في معظمها صريحاً بلفظ المثل أو ما يدل على التشبيه، وهو ما يُعرف بالأمثال المصرِّحة([5]) . وسأورد هنا بعد عون الله طرفاً مما ضربه الله مثلاً بالحيوان، ومما قيل في بيانها، لعلنا نستخلص ونستقي من معين آياتها ما يستقيم به أمرنا، وتصلح به أحوالنا، وعبرة وذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السَّمع وهو شهيد . قال بعض السلف : " إذا سمعت المثل في القرآن فلم أفهمه بكيت على نفسي؛ لأنَّ الله تعالى يقول : ﴿ وَتِلْكَ الأمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلا الْعَالِمُونَ ﴾ [العنكبوت :43]" ([6]) . - مَثلُ العالِم الذي آثر الدنيا وعاجلها على الله والدار الآخرة : قال تعالى : ﴿ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنْ الْغَاوِينَ (175) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصْ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ(176) ﴾ [الأعراف:175 – 176] . هذا المثلُ ضربه الله عزَّ وجلَّ في رجل آتاه الله العلم والحجج والآيات، فنبذ كلَّ هذا وراء ظهره وانسلخ منه، وخلعه كما يخلع اللباس، فخرج من الحصن الحصين، وتسلَّط عليه الشيطان فصيَّره لنفسه تابعاً له ينتهي إلى أمره في معصية الله، فكان من الهالكين . ولو علم الله فيه خيراً لوفَّقه ورفع قدره في الدنيا والآخرة، ولكنه فعل ما يقتضي الخذلان بخلوده وميله إلى الأرض، فآثر لذَّتها وشهواتها على الآخرة، واتَّبع هواه ورفض طاعة الله وخالف أمره . فمثله في شدة حرصه على الدنيا وانقطاع قلبه إليها كمثل الكلب الذي يلهث في كل حال . فكل شيء يلهث إنما يلهث من إعياء أو عطش، إلا الكلب فإنه يلهث في حال الكلال وحال الراحة وحال المرض وحال الصحة وحال الرَّي وحال العطش، فحرارة الحرص في كبده توجب له دوام اللهث، فهكذا مُشبِهُهُ؛ شدَّة الحرص وحرارة الشهوة في قلبه توجب له دوام اللهف، فإن حَملتَ عليه الموعظة والنصيحة فهو يلهف، وإن تركته ولم تعظه فهو يلهف ([7]) . قال ابن القيِّم رحمه الله : " الكلب من أخبث الحيوانات وأوضعها قدراً وأخسِّها نفساً، وهمَّته لا تتعدى بطنه، وأشدَّها شرهاً وحرصاً، ومن حرصه أنه لا يمشي إلا وخَطمُه في الأرض يتشمَّمُ ويستروِحُ حرصاً وشَرَهاً، ولا يزال يشُمُّ دبُرَه دون سائر أجزائه، وإذا رميت له بحجر رجع إليه ليعضَّه من فرط نَهمتِه، وهو من أمهن الحيوانات، وأحملِها للهوان وأرضاها بالدنايا..، ومن عجيب أمره وحرصه أنه إذا رأى ذا هيئة رثَّة وثياب دنيَّة وحال زريَّة نبَحَهُ وحمَل عليه، كأنه يتصوَّر مشاركته له ومنازعته في قولته، وإذا رأى ذا هيئة حسنة وثياب جميلة ورياسة وضع له خَطمَهُ بالأرض، وخضع له، ولم يرفع إليه رأسه . وفي تشبيه من آثر الدنيا وعاجلها على الله والدار الآخرة مع وفور علمه بالكلب في حال لهثه سرّ بديع، وهو أنَّ هذا الذي حاله ما ذكره الله من انسلاخه من آياته واتباعه هواه إنما كان لشدَّة لهفه على الدنيا لانقطاع قلبه عن الله والدار الآخرة، فهو شديد اللهف عليها، ولهفه نظير لهف الكلب الدائم في حال إزعاجه وتركه، واللهف واللهث شقيقان وأخوان في اللفظ والمعنى([8]). وقد دلت الآية لمن تدبَّرها على ألا يغتر أحد بعمله ولا بعلمه، إذ لا يدري بما يُختم له . ودلت أيضاً على منع التقليد لعالم إلا بحُجَّة يُبيِّنُها، لأنَّ الله تعالى أخبر أنه أعطى هذا آياته فانسلخ منها فوجب أن يخاف مثل هذا على غيره وألا يقبل منه إلا بحُجَّة([9]). - مَثلٌ في عجز وحقارة كلُّ ما يُعبَد من دون الله : قال تعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَاباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئاً لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ ﴾ [الحج : 73] . قال ابن القيِّم رحمه الله : " وهذا المثل من أبلغ ما أنزله الله سبحانه في بطلان الشِّرك، وتجهيل أهله، وتقبيح عقولهم، والشهادة على أنَّ الشيطان قد تلاعب بهم أعظم من تلاعب الصبيان بالكرة "([10]) . {إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ} : أي جميع ما تعبدون من دون الله من الآلهة والأصنام وكلِّ ما يُدعى من دون الله لن يخلقوا ذباباً واحداً في صغره وقلَّته ولو اجتمع لخلقه جميعهم، بل أبلغ من ذلك؛ لو يسلب الذُّبابُ شيئاً مما على الآلهة والأوثان من طيب وما أشبهه لا يستنقذوه منه . وخصَّ الذُّباب لأربعة أمور تخصّه : لمهانته وضعفه ولاستقذاره وكثرته . فإذا كان هذا الذي هو أضعف الحيوان وأحقره لا يقدر من عبدوه من دون الله عزَّ وجلَّ على خلق مثله ودفع أذيَّته فكيف يجوز أن يكونوا آلهة معبودين وأرباباً مطاعين . وهذا من أقوى حجة وأوضح برهان . {ضَعُفَ الطَّالِبُ} الذي هو المعبود من دون الله {وَالْمَطْلُوبُ} الذي هو الذُّباب، فكل منهما ضعيف، وأضعف منهما، من يتعلق بهذا الضعيف ويُنزله منزلة ربِّ العالمين([11]). قال الحكيم الترمذي رحمه الله : " أراهم الله ضعف الذُّبَاب وعجزه عن القدرة، ليعلموا عجز أصنامهم التي لا تتحرك وليس فيها حياة أنها أقل وأضعف غياثا عن الذُّبَاب؛ فكيف تكون شريكة للقادر ! "([12]) . - مَثلُ من لا يَقبل ولا يُذعن للحق والهدى : قال تعالى : ﴿ أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً ﴾ [الفرقان :44] . ففي هذا المثل يشبِّه الله المشركين وفي أكثر من موضع في القرآن بالبهائم التي لا تعقل ما يُقال لها ولا تفقه، بل هم من البهائم أظلُّ سبيلا؛ لأنَّ البهائم تهتدي لمراعيها, وتنقاد لأربابها التي تعقِلُها، وهؤلاء لا ينقادون ولا يعرفون ربهم الذي خلقهم ورزقهم، بل هم مع ذلك يعبدون غيره ويشركون به, مع قيام الحجة عليهم, وإرسال الرسل إليهم . فتبيَّن بهذا أنَّ الرامي للرسول بالضلال أحقُّ بهذا الوصف، وأنَّ كلَّ حيوان بهيم فهو أهدى منه([13]). قال ابن القيِّم رحمه الله : " البهيمة يهديها سائقها فتهتدي وتتبع الطريق، فلا تحيد عنها يميناً ولا شمالاً، والأكثرون يدعونهم الرسل ويهدونهم السَّبيل فلا يستجيبون ولا يهتدون ولا يُفرِّقون بين ما يضرهم وبين ما ينفعهم، والأنعام تُفرِّق بين ما يضرها من النبات والطريق فتجتنبه، وما ينفعها فتؤثره، والله تعالى لم يخلق للأنعام قلوباً تعقل بها، ولا ألسنة تنطق بها، وأعطى ذلك لهؤلاء ثمَّ لم ينتفعوا بما جعل لهم من العقول والقلوب والألسنة والأسماع والأبصار، فهم أضلُّ من البهائم، فإنَّ من لا يهتدي إلى الرُّشد وإلى الطريق مع الدليل إليه أضلُّ وأسوأ حالاً ممن لا يهتدي حيث لا دليل معه "([14]). - مَثلُ من اتَّخذ من دون الله أولياء لجلب نفع أو دفع ضرّ : قال تعالى : ﴿ مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ﴾ [ العنكبوت : 41 ] . قال السَّعدي رحمه الله : " هذا مثلٌ ضربه الله لمن عبد معه غيره, يقصد به التعزُّز والتقوِّى والنَّفع, وأنَّ الأمر بخلاف مقصوده؛ فإنَّ مثله كمثل العنكبوت, اتَّخذت بيتاً يقيها من الحرِّ والبرد والآفات, {وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ}: أضعفها وأوهاها {لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ}. فالعنكبوت من الحيوانات الضعيفة, وبيتها من أضعف البيوت, فما ازدادت باتخاذه إلا ضعفاً, كذلك هؤلاء الذين يتخذون من دونه أولياء فقراء عاجزون من جميع الوجوه, وحين اتخذوا الأولياء من دونه يتعزَّزون بهم ويستنصرونهم؛ ازدادوا ضعفاً إلى ضعفهم ووهناً إلى وهنهم, فإنهم اتَّكلوا عليهم في كثير من مصالحهم, وألقَوها عليهم, وتخلَّوا هم عنها, على أنَّ أولئك سيقومون بها, فخذلوهم, فلم يحصلوا منهم على طائل, ولا أنالوهم من معونتهم أقلَّ نائل, فلو كانوا يعلمون حقيقة العلم حالهم وحال من اتَّخذوهم؛ لم يتَّخذوهم, ولتبرَّؤوا منهم, ولتولَّوا الربَّ القادر الرحيم, الذي إذا تولَّاه عبده وتوكَّل عليه, كفاه مؤونة دينه ودنياه, وازداد قوَّة إلى قوَّته في قلبه وفي بدنه وحاله وأعماله "([15]). ------------ للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#6329 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() ![]() *شرح الحديث السابع والثلاثون: - عن ابن عباس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى قال: ( إن الله كتب الحسنات والسيئات ) إذا عبر الصحابي بمثل هذا التعبير أي عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه أو فيما رواه عن ربه فإنه يسمى عند أهل العلم حديثا قدسيا .. وقوله: ( إن الله كتب الحسنات والسيئات ) أي: كتب ثوابهما وكتب فعلهما فهو الذي كتب الحسنات ؛ لأن الله تعالى حين خلق القلم قال له: ( اكتب قال: رب ، وماذا اكتب ؟ قال: اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة فجرى في تلك الساعة بما هو كائن إلى يوم القيامة ) وظاهر سياق الحديث أن المراد بهذه الكتابة الثانية ، وهي كتابة الثواب لقوله: ( ثم بين ذلك ) أي: وضحه بالتفصيل .. - فقال: ( فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة ) الهم يعني: الإرادة ، أراد الإنسان أن يعمل حسنة ولكنه لم يعملها. - ففي هذا الحديث فوائد: أن الله كتبها حسنة كاملة يعني: لا نقص فيها. و قد دلت الأدلة على أنه إذا هم بالحسنة فلم يعملها فإن كان عاجزا عنها أي: تركها عجزا بعد أن شرع فيها فإنه يكتب له الأجر كاملا لقوله تبارك وتعالى: ( وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ ) النساء100. - وأما إذا هم بها ثم عدل عنها لكسل أو نحوه فإنه كذلك كما في هذا الحديث يكتب له حسنة كاملة وذلك بنيته الطيبة. - قال: ( وإن هم بها فعملها كتبها الله عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف على أضعاف كثيرة ) إذا هم بها وعملها وأحسن في عمله بأن كان مخلصا متبعا لرسول الله صلى الله عليه وسلم فإن الله يكتبها عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة وهذه المضاعفة تأتي بحسب حسن العمل والإخلاص فيه وقد تكون فضلا من الله سبحانه وتعالى وإحسانا. - قال تعالى: ( مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ) البقرة261. - وقال: ( وإن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة ، وإن هم بها فعملها كتبها الله سيئة واحدة ) وإن هم بسيئة فلم يعملها فإنه يكتب له حسنة كاملة وذلك فيما تركها لله , كما في بعض ألفاظ الحديث: ( لأنه تركها من جرائي ) أي: من أجلي. - وقد دلت الأدلة على أن من هم بالسيئة فلم يعملها فإنه ينقسم إلى ثلاث أقسام: القسم الأول: أن يحاول فعلها ويسعى فيه ولكن لم يدركه لأن يكتب عليه وزر السيئة كاملة. القسم الثاني: إن بها ثم يعزف عنها لا خوفا من الله ولكن لأن نفسه عزفت فهذا يكتب له ولا عليه. القسم الثالث: أن يتركها لله عز وجل خوفا منه و خشية فهذا كما جاء في هذا الحديث يكتبها الله حسنة كاملة. - قال: ( وإن هم بها فعملها كتبها الله سيئة كاملة ) ويشهد لهذا قوله تعالى: ( مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا ) الانعام160. وهذا الحكم بالنسبة للسيئة أي: أنها تكون سيئة واحدة في مكة وغيرها وفي كل زمن إلا في الأشهر الحرم ولكنها في مكة تكون أشد وأعظم لهذا قال الله تعالى: ( وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ) الحج25. - وقال العلماء: إن الحسنات والسيئات تضاعف في كل زمن فاضل وفي كل مكان فاضل ولا تضاعف بالعدد لقوله تعالى: ( مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا ) الانعام160. ولهذا الحديث الذي ساقه المؤلف رحمه الله إن الله يكتبها سيئة واحدة. لما في الحديث من البشارة العظيمة والإحسان العظيم. * ومن فوائد الحديث: - حديث عبد الله بن عباس – رضي الله عنه – عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ربه يسمى عند أهل العلم حديثا قدسيا. - أن الله سبحانه وتعالى كتب للحسنات جزاء وللسيئات جزاء ، وهذا من تمام عدله وإحكامه جل وعلا للأمور. - أن رحمة الله سبقت غضبه حيث جعل الحسنة بعشرة أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة ، وأما السيئة فواحدة. - الفرق بين الهم بالحسنة والهم بالسيئة فالحسنة إذا هم بها الإنسان ولم يعملها كتب الله عنه حسنة كاملة وهذا مما إذا تركها لغير عذر فإنه يكتب له الأجر كاملا أجر النية وإذا كان من عادته أن يعملها ولمكن تركها لعذر فإنه يكتب له الأجر كاملا أجر النية والعمل ؛ لحديث: ( من مرض أو سافر له ما كان يعمل صحيحا قائما ). - أما السيئة فالهمام بها إذا تركها لله عز وجل كتبها الله عنده حسنة كاملة وإن تركها له ولا عليه ، وإن تركها عجزا عنها كتب له وزر الفاعل بالنية إلا إذا كان قد سعى فيها ولكن عجز بعد السعي فإنه يكتب له عقوبة السيئة كاملة لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( إذا التقى المسلمان بسيفهما فالقاتل والمقتول في النار ) قالوا: يا رسول الله ، هذا القاتل فما بال المقتول ؟ قال: ( لأنه كان حريصا على قتل صاحبه ). -------------- الشيخ ابن عثيمين رحمه الله/للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 12 ( الأعضاء 0 والزوار 12) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
] ! .: ! [ من آجــل القمـــــــة][[ | الوآصل | المنتدى الرياضي | 6 | 10-12-2009 01:49 AM |
اســـــــرار القلــــب..! | الســرف | المنتدى العام | 22 | 29-09-2008 01:03 AM |
جـــل مـــــــن لا يـــــخــــطـــــىء | امـــير زهران | منتدى الحوار | 4 | 02-09-2008 03:05 PM |
المحـــــــــــــا فـــظــة على القمـــــــة | رياح نجد | المنتدى العام | 19 | 15-08-2008 01:10 PM |
((هل يبكـــــي القلــــب؟؟)) !!! | البرنسيسة | المنتدى العام | 13 | 17-08-2007 11:04 PM |