منتديات زهران  

العودة   منتديات زهران > المنتديات العامة > منتدى الكتاب

كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب


منتدى الكتاب

إضافة ردإنشاء موضوع جديد
 
أدوات الموضوع
قديم 30-07-2014, 05:16 PM   #7641
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب





ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع

اذكروني بدعوه رحمني ورحمكم الله
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم



أخر مواضيعي
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-07-2014, 05:21 PM   #7642
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب




الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-07-2014, 05:12 AM   #7643
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب




الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-07-2014, 05:20 AM   #7644
سعد الحبيطه
اداري
 
الصورة الرمزية سعد الحبيطه
 







 
سعد الحبيطه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

مبدع

بارك الله فيك

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
سبــحان الله وبحـمده سبحــان الله العظيـم



أخر مواضيعي
سعد الحبيطه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-07-2014, 05:20 AM   #7645
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب




الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-08-2014, 01:35 AM   #7646
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب




الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-08-2014, 01:43 AM   #7647
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب




الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-08-2014, 01:54 AM   #7648
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب



قال تعالى (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر)

سورة ال عمران الاية : 104

وقال سبحانه (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن)سورة النحل

وقال تعالى (وادع إلى ربك ولا تكونن من المشركين) سورة القصص

ان هذه الاوامر الربانية تدعونا للاجتهاد في الدعوة الى الله والى صراطه المستقيم ،
ومن نعم الله علينا ان اوجد لنا مثل هذه المنتديات التي سخرها لنا لنجد فيها مجالا للاستفادة والتعلم ومن اجل استغلالها في نشر الخير والعمل به في سبيل مرضاته سبحانه وتعالى ، ومن حسن استغلالها جعلها وسيلة لنشر الفكر السليم المنبثق من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم .



فموضوعنا اليوم هو الاستغفار
ألأستغفار هو النجاة الثانية لنا فقد كانت عند المسلم نجاتين
ألأولى وجود رسول الله صلى الله عليه وسلم أما الثانيه فقد كانت ألأستغفار
فقد قال الله تعالى
(( وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ))
ففي هاذه ألأية أملافي النجاة من العذاب ولاكن كيف يكون ألأستغفار
فهل هي مجرد كلماتً ييردها ألأنسان فما أسهل تلك الكلمات
ولاكن يجب ان تكون تلك الكلمات
بالقلب وبالسان لاباللسان فقط
فيجب على العبد أن يتخذ سبيلاً بين الخوف من الله والرجا ء والطمع في ماعند الله من العفو والمغفره
و الرحمه
فيكون الخوف والرجاء كجناحي طائر
ولايركن الى أحداً منها على حساب ألأخر
فأن الطائر لايستطيع الطيران الى بجناحين
فتلك المحبه الحقيقية لله سبحانه وتعالى
فمن أراد المغفره من الذنب والطمأنينه في البال وأنشراحاً في الصدر فعليه
بالاستغفار
ومن أراد الزياده في الرزق والذرية فعليه بالاستغفار
فقد قال الله عز وجل في سورة نوح

فقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا
•يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا
•وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا



فقد هدانا ربنا سبحانه وتعالى وبين لنا سبل النجاةفي هاذه الدنياء

ويسرها لنا وجعلها في متناول ايدينا فأن ألأستغفار من أيسر طرق النجاه وأسهلها فيستطيع العبد أن يستغفر على أي حال فتستطيع ربة المنزل ان تستغفر أثناء قيامها بعملها في منزلهاويستطيع سأئق المركبه الاستغفار أثنا قيادة مركبته
فقد ورد عن ألأمام احمد بن حنبل أنه كان يريد أن يقضي ليلته في المسجد فمنعه حارس المسجد من المبيت في المسجد

فحاول معه ألأمام ولاكن فلاجدواء فقال له سأنام موضع قدمي
وبالفعل نام ألأمام موضع قدميه فقام حارس المسجد يجره
لأبعاده

وكان الإمام أحمد بن حنبل شيخ وقور تبدو عليه ملامح الكبر ، فرآه خباز فلما رآه
يُجرّ بهذه الهيئة عرض عليه المبيت ، وذهب الإمام أحمد بن حنبل مع الخباز ،فأكرمه
ونعّمه ، وذهب الخباز لتحضير عجينه لعمل الخبز ،فجلس الإمام أحمد بن حنبل يسمع
الخباز يستغفر ويستغفر ، ومضى وقت طويل وهو على هذه الحال فتعجب الإمام أحمد بن
حنبل ، فلما أصبح سأل الإمام أحمد الخباز عن إستغفاره في الليل ، فأجابه الخباز : أنه
طوال ما يحضر عجينه ويعجن فهو يستغفر ، فسأله الإمام أحمد : وهل وجدت لإستغفارك
ثمره ، والإمام أحمد سأل الخباز هذا السؤال وهو يعلم ثمرات الإستغفار ، يعلم فضل
الإستغفار ، يعلم فوائد الإستغفار
فقال الخباز : نعم ، والله ما دعوت دعوة إلا أُجيبت ، إلا دعوة واحدة

فقال الإمام أحمد : وما هي
فقال الخباز : رؤية الإمام أحمد بن حنبل
فقال الإمام أحمد : أنا أحمد بن حنبل ، والله إني جُررت إليك جراً
سبـحان الله ما أعظم الإستغفار وطوبى للمستغفرين


وكما قال الشاعر
يـارب إن عظمت ذنوبي كثرة
فلقد عـلمت بأن عفوك أعظم
إن كـان لا يرجوك إلا مـحسن
فبمن يـلوذ ويستجير المجرم
مــالي إليك وسيلــة إلا الرضا
وجميل عــفوك ثم أني مسلم
وكما جاء في الحديث القدسي
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
قال الله عزوجل :
يا ابن آدم، إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك ما كان منك ولا أبالي ، يا ابن آدم ، لو
بلغت ذنوبك عنان السماء ، ثم استغفرتني غفرت لك ، يا ابن آدم ، إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ،
ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا ، لأتيتك بقرابها مغفرة (رواه الترمذي ، وقال : " حديث حسن صحيح"
وقال (وادع إلى ربك إنك لعلى هدى مستقيم) سورة النحل 67

--------------------
شبيه الريح / بلخزمر
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-08-2014, 02:35 AM   #7649
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

آمال وآلام لا يعلمها إلا الله !
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمدلله الذي يعلم السر وأخفى والصلاة والسلام على من قال لصاحبه وقلبه ممتلئ
يقينا وثقة بالله يا أبا بكر ما ظنك بثنين الله ثالثهما ) أما بعد
فعندما تتألم ولا يعلم بهذا الألم إلى الله ولا تشكوه لأحد غيره عندها يكون الألم ممتعا جنبنا الله وإياكم كل ألم .
وعندما يكون لك آمال لا يعلمها حتى أقرب الناس إليك ؛ عندها يكون لقلبك حياة خاصة ؛ وللحياة عندك طعم خاص ومذاقه لا يعرفه غيرك .
لكنها حقيقة عندما لا تذكر ألمك وأملك إلا في سجودك وفي مناجاة ربك في الأسحار تختلف الحياة في عينك كليا .
أحيانا تشعر أن الناس ترى آمالك أو آلامك لا محل لها من الإعراب .
لذلك أنت مكتف بربك عن خلقه وبفضله عن فضل غيره .
تأملوا قول أبناء يعقوب لأبيهم عليه السلام تالله تفتؤ تذكر يوسف حتى تكون حرضا أو تكون من الهالكين)!
فبماذا رد هذا النبي الكريم إنما أشكو بثي وحزني إلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون ).
ما أجمل أن تشكو إلى الله وتبث أحزانك أو أحلامك في سجودك أو ترسلها مع دمعات عينيك في الثلث الأخير من الليل .
ثم تأمل حال زكريا ؛ قال تعالى : ( إذ نادى ربه نداء خفيا ).
خفيا : لا يعلم به أحد ولا يراه أحد ؛ بل ولا يشعر به أحد حتى مجرد شعور .
ارجع بذاكرتك إلى الوراء قليلا أو كثيرا ثم تذكر أمل أو ألم حدثت الناس عنه أو علقت رجاءك فيه على أحد منهم !
تذكر هل وجدت مجيبا ؟
وإن أعانوك في مرة واحدة هل سيعينوك في كل مرة !
أنا لا أدعوك إلى سوء الظن بالناس فمعاذ الله أن أقول هذا !
لكني أدعوك حقيقة إلى تعليق قلبك بالله وحده !
علق قلبك بالله وستقضى حوائجك بإذن الله دون أن تريق ماء وجهك على عتبات أبواب الناس .
وصدقني حتى لو كانت حكمة الله تقتضي عدم تحقيق أملك أو عدم زوال ألمك ستظل اللذة التي تعيشها في نفسك يوم تبقى آمالك وآلامك بينك وبين ربك لا تقدر بثمن.
تأمل : يفتح الله على عبده من حلاوة مناجاته ما يتمنى معها العبد أن حاجته لا تقضى الآن حتى لا تنقطع عنه هذه اللذة .
وتأمل أيضاً : يؤخر الله قضاء حاجة عبده تلذذا منه سبحانه بمناجاة عبده له .
ومما يحفز الإنسان على أن يجعل آماله وآلامه بينه وبين خالقه أن في ذلك اتقاء لشماتة الأعداء بل وكيد الكائدين وحسد الحاسدين ؛ فإن تحقق أملك حمدت الله وإن زال ألمك شكرت الله ؛ فإن لم يتحقق الأمل وبقي الألم كنت في ستر الله لا يعلم بك أحد ؛ فلا يشمت بك عدو ولا يحزن من أجلك محب .
وقد تكون الآلام ظاهرة أو الطموحات واضحة لا تخفى فما الحل عند ذلك ؟
الحل في أن لا تظهر أثرها عليك قدر الاستطاعة .
خاتمة : كل ما أردت أن تشكو لأحد فاستحضر موقف خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام وهو ملقى بين السماء والأرض وتحته النار العظيمة ؛ ومع هذا يرد على جبرئيل عليه السماء ردا تعجز عن وصفه الحروف .
يقول جبرئيل : أ لك حاجة ؟
ويقول الخليل : أما إليك فلا ؛ وأما إلى الله فحسبي الله ونعم الوكيل .
فينزل الأمر الإلهي قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم ).
لا أستطيع وصف هذا الموقف أو الحديث عنه فقط سأردد ورددوا أنتم أيضاً حسبنا الله ونعم الوكيل ).
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
----------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-08-2014, 03:19 AM   #7650
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

وقفات تربوية من سيرة الرسول في القرآن الكريم
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ
إن الحمدَ للهِ، نحمَدهُ ونَسْتَعينهُ، ونستغفِرُهُ، ونَستهديه، ونَعوذُ بالله مِنْ شُرُور أنفسِنا ومِنْ سَيئاتِ أَعمالِنَا، مَنْ يَهده الله فلا مُضِلَّ له، ومن يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ له، وَأَشْهَدُ أن لا إله إلا اللهُ وحده لا شريك له، وَأَشْهَدُ أن محمداً عَبدُه ورَسولُه[1]، صلى الله عليه، وعلى آله وصحبه، وسلم تسليمًا كثيرًا.
النبي محمد - صلى الله عليه وسلم -:
وقع في القرآن الكريم أساليب متنوعة لمدح الأنبياء والمرسلين ألا أن أكثر الأنبياء نصيباً في المدح الإلهي هو النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - كيف لا؟ وقد تنزلت عليه آيات الذكر الحكيم وجعله الله خاتم الأنبياء والمرسلين، وقد توزعت معها الأغراض والمقاصد البلاغية والإرشاد وذلك من أجل الاقتداء بأخلاقه العالية التي أثنى عليها الخالق - عز وجل - حسب ما يقتضيه السياق،
ويمكن أن نجمعها في ثلاثة جوانب:
الأول: مدحه - صلى الله عليه وسلم - في الجانب العقدي والإيماني كمدحه بصفة الإيمان في قوله تعالى ﴿ آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ﴾ [البقرة: 285]، وأعظم المدح وأغلبه في النظم القرآني اقتران ذكره - صلى الله عليه وسلم - مع الله - عز وجل - في مواطن كثيرة منها قوله تعالى﴿ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ ﴾ [النساء: 59]، ومن أساليب المدح ذكره - صلى الله عليه وسلم - في التوراة والإنجيل كما في قوله تعالى: ﴿ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ ﴾ [الأعراف: 157] لذا جاء الأمر بالإيمان به في قوله تعالى: ﴿ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴾ [الأعراف: 158].
وقد خصه السياق بالأمية مدحاً، ((والأمية وصف خص الله به من رسله محمداً - صلى الله عليه وسلم -... وبذلك كانت الأمية وصف كمال فيه مع أنها في غيره وصف نقصان... صارت أميته آية على كون ما حصل له إنما هو من فيوضات إلهيه)) [2].
الثاني: مدحه - صلى الله عليه وسلم - في الصفات الإنسانية ومقومات التعامل التي تبرز في سلوكه؛ إذ جعلته محط الاقتداء والتأسي. قال الله تعالى: ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ﴾ [الأحزاب: 21]، وقوله تعالى: ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾ [القلم: 4] ومنها الرحمة في قوله تعالى: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ﴾ [الأنبياء: 107]، ومنها الهداية كما في قوله تعالى: ﴿ وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [الشورى: 52] ومن ذلك قوله تعالى: ﴿ أُذُنُ خَيْرٍ ﴾ [التوبة: 61] فقد ((جاء وصف المدح من الله تعالى بمقابل وصف المشركين والمنافقين فهو أذن في الخير))[3].
الثالث: مدحه - صلى الله عليه وسلم - في ذكر اسمه الصريح (محمد) في أربع آيات، وأحمد في موضع واحد وبهما يتحقق المدح لما ((بين الاسمين من وشائج وصلات أن محمداً هو المحمود حمداً بعد حمد من كثرة حامديه وموجبات الحمد فيه، وأما أحمد فيدل على استحقاق لما لا يستحقه غيره من حمد، فمن حيث كانت زيادة الحمد في محمد من جهة الكمية كانت زيادة الحمد من أحمد من جهة الكيفية)) [4]، ومن بديع النظم تسمية سورة قرآنية (سورة محمد) أسوة بغيره من الأنبياء والمرسلين، و((كثرة الأسماء تدل على شرف المسمى ونباهة قدرة إذ كل اسم منها ينبئ عن ناحية من نواحي العظمة فيه)) [5]، وكل هذا يدخل مدحا وتكريماً تحت قوله تعالى: ﴿ وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ ﴾ [الشرح: 4]، وكل الآيات القرآنية تبين سيرته وأخلاقه ودعوته عليه الصلاة والسلام[6].
إن حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - نبي هذه الأمة تزخر بالقدوة والمثل الأعلى، وهذا الذي فتأت أمم الكفر تبحث عنه، أما أمته - صلى الله عليه وسلم - فحياته أمامهم كصفحات الفخر الناصح يستقون من سيرته، فتملأ نفوسهم إيماناً بالله - عز وجل -، وبهذا النبي - صلى الله عليه وسلم - العظيم، قال تعالى: ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ﴾.
وإن الحديث عن سيرة النبي - صلى الله عليه وسلم - تحتاج إلى وقفات كثيرة؛ فإن حياته - صلى الله عليه وسلم - كلها تبين لنا عزيمته وعلو همته في شتى المجالات: في الدعوة، والجهاد، والعبادة، وغير ذلك من سيرته العطرة - عز وجل -، فهو - صلى الله عليه وسلم - قدوة للناس كافة على اختلاف أجناسهم وألوانهم[7].
ومن الجوانب التي سنقف عليها في سيرته ما يأتي:
أولاً: الدعوة إلى الله - عز وجل -:
لقد اتصل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اتصالاً شخصياً بقومه، وعرض نفسه على قبائل العرب، ورحل من أجل تبليغ الدعوة، وسلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كل طريق لتبليغ الدعوة على الوجه الأكمل، قال تعالى: ﴿ قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ﴾} [يوسف: 108]،
أي: قل يا محمد هذه طريقتي وسنتي، ومنهجي ودعوتي أنا ومن سار معي على نفس الدرب؛ لأنها السبيل المؤدي إلى مرضاة الله والجنة، لما أرسل النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر بالقيام والنهوض بإنذار الناس قيام عزم وتصميم على تحقيق المقصود[8]، فقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنْذِرْ ﴾[المدثر: 1، 2]، ثم أمر الله - عز وجل - رسوله - صلى الله عليه وسلم - بأن يصدع بالدعوة إلى الله، قال تعالى: ﴿ فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ ﴾ [الحجر: 94]، فجهر النبي - صلى الله عليه وسلم - بالدعوة، وصرح بها هو وأصحابه، ولما نزل قوله تعالى: ﴿ وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (214) وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (215) فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ ﴾ [الشعراء: 214 - 216] فما كان من الرسول - صلى الله عليه وسلم - إلا أن قام بإنذار قومه ودعوتهم إلى الله تعالى بهمة عالية وعزم صادق، ويظهر ذلك في الحديث الذي رواه الشيخان عن ابن عباس - رضي الله عنه - قال: ((لما نزلت: ﴿ وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَصَعِدَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى الصَّفَا، فَجَعَلَ يُنَادِي: ((يَا بَنِي فِهْرٍ، يَا بَنِي عَدِيٍّ)) - لِبُطُونِ قُرَيْشٍ - حَتَّى اجْتَمَعُوا فَجَعَلَ الرَّجُلُ إِذَا لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَخْرُجَ أَرْسَلَ رَسُولًا لِيَنْظُرَ مَا هُوَ، فَجَاءَ أَبُو لَهَبٍ وَقُرَيْشٌ، فَقَالَ: ((أَرَأَيْتَكُمْ لَوْ أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّ خَيْلًا بِالوَادِي تُرِيدُ أَنْ تُغِيرَ عَلَيْكُمْ، أَكُنْتُمْ مُصَدِّقِيَّ؟)) قَالُوا: نَعَمْ، مَا جَرَّبْنَا عَلَيْكَ إِلَّا صِدْقًا، قَالَ: ((فَإِنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ)) فَقَالَ أَبُو لَهَبٍ: تَبًّا لَكَ سَائِرَ اليَوْمِ، أَلِهَذَا جَمَعْتَنَا؟ فَنَزَلَتْ: ﴿ تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1) مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ ﴾ [المسد: 1، 2] [9].
واستجاب الرسول - صلى الله عليه وسلم - لأمر ربه وقام بتنفيذه، فهذه هي الهمة العالية التي تقود الإنسان للمعالي، فالرسول - صلى الله عليه وسلم - صدع بأمر الله تعالى لا تأخذه في الله لومة لائم، فدعا إلى اللهِ الصغيرَ والكبيرَ، والحر والعبد، والذكر والأنثى، والأحمر والأسود، والجن والأنس[10].
وفي سبيل هذه الدعوة إلى الله - عز وجل - واجه النبي - صلى الله عليه وسلم - أشد الأذى، قال تعالى: ﴿ وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ﴾ [الأنفال: 30] وقد عزم النبي - صلى الله عليه وسلم - على ترك مكة موطنه ومسقط رأسه متجهاً إلى المدينة المنورة من أجل هذه الدعوة.
قال سيد قطب: ((لقد كانوا يمكرون ليوثقوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويحبسوه حتى يموت، أو ليقتلوه ويتخلصوا منه، أو ليخرجوه من مكة منفيا مطرودا)) [11].
ولكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان صاحب همة عالية، فواجه هذا التحدي بثقته بالله - عز وجل - ((فيا للثقة العظمى تنسكب في حنايا نفس الرسول الكريم، ويا للتأييد الرباني المطلق الذي ما بعده من تأييد، ﴿ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ﴾ [التوبة: 40]، فأي قوة تثبت أمام الرسول الكريم وقوة الله معه؟، وأي تدبير يقف في وجهه وعناية الله تحوطه وتصونه وترعاه؟،
ويا للسكينة تغشى نفس الرسول - صلى الله عليه وسلم - المطمئنة بنصر الله فإذا هي تمضي في الطريق الوعر، وكلها ثقة بهذا النصر، مهما اشتدت وعورة الطريق)) [12].
وصبر - صلى الله عليه وسلم - على أذى المشركين في مكة، وما لاقاه هو وأصحابه من صنوف العذاب والتضييق، ثم عفوه عنهم ومغفرته لهم لما أظهره الله عليهم، وتألف قلوبهم على الإسلام، وخير دليل على علو همته التي تحجز النفس عن أن تشفي غيظها، وأن تنتقم لما حصل لها إبان الضعف وعدم القدرة، ولكنه كان القدوة في امتثال أمر الله - عز وجل -، وكان القدوة في همته وعزيمته الصالحة القوية.
-----------------
يتبع ان شاء الله
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 15 ( الأعضاء 0 والزوار 15)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع : كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
] ! .: ! [ من آجــل القمـــــــة][[ الوآصل المنتدى الرياضي 6 10-12-2009 01:49 AM
اســـــــرار القلــــب..! الســرف المنتدى العام 22 29-09-2008 01:03 AM
جـــل مـــــــن لا يـــــخــــطـــــىء امـــير زهران منتدى الحوار 4 02-09-2008 03:05 PM
المحـــــــــــــا فـــظــة على القمـــــــة رياح نجد المنتدى العام 19 15-08-2008 01:10 PM
((هل يبكـــــي القلــــب؟؟)) !!! البرنسيسة المنتدى العام 13 17-08-2007 11:04 PM


الساعة الآن 07:58 AM.


Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع ما يطرح في المنتديات من مواضيع وردود تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة
Copyright © 2006-2016 Zahran.org - All rights reserved