منتديات زهران  

العودة   منتديات زهران > المنتديات العامة > منتدى الكتاب

كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب


منتدى الكتاب

إضافة ردإنشاء موضوع جديد
 
أدوات الموضوع
قديم 12-06-2013, 05:25 AM   #2861
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

[frame="1 60"]
دعاء اليوم
اللَّهُمَّ إني أسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين وأن تغفر لي وترحمني، وإذا أردت فتنة قوم فتوفني غير مفتون، أسألك حبك وحب من يحبك وحب كل عمل يقربني إلى حبك.
[/frame]

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع

اذكروني بدعوه رحمني ورحمكم الله
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم



أخر مواضيعي
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-06-2013, 05:29 AM   #2862
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

[frame="1 50"]
حكمة اليوم
صمت تسلم به خير من نطق تندم عليه.
[/frame]
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-06-2013, 05:34 AM   #2863
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

[frame="8 70"]
ابتسامة اليوم
عن الواقدي قال .. قال خوّات بن جبير: فعلت ثلاثة أشيآء لم يفعلهن أحد قط. ضحكت في موضع لم يضحك فيه أحد قط، ونمت في موضع لم ينم فيه أحد قط، وبخلت في موضع لم يبخل فيه أحد قط. انتهيت يوم أحدٍ إلى أخي وهو مقتول .. وقد شق بطنه .. وقد خرجت حشوته .. فاستعنت بصاحب لى عليه .. فحملناه وختل المشركين حوالينا، فأدخلت حشوته في جوفه .. وشددت بطنه بعمامتي .. وحملته بيني وبين الرجل .. سمعت صوت حشوته رجعت في بطنه .. ففزع صاحبي .. فطرحه .. فضحكت. ثم مشينا فحفرت له بِسِيَة قوسي .. وكان عليها الوتر .. فحللته وبخلت به مخافة أن ينقطع .. فحفرت له فدفنته. فإذا أنا بفارس قد سدد رمحه نحوي يريد أن يقتلني .. فوقع عليّ النعاس .. فنمت في موضع ما نام فيه أحد قط .. فانتبهت .. فلم أرى فارسا ولا غيره.
[/frame]
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-06-2013, 09:21 PM   #2864
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

أثر سلامة الصدر على العلاقات الإجتماعية بين المسلمين



الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين وبعد فإن زكاة النفس وطهارة القلب من الأدران من مقاصد الشريعة التي جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم لهداية المؤمنين وإصلاحهم وتزكيتهم. قال تعالى: (لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ).
وإن سلامة القلب من الغل والحسد والكبر وغيره من الأمراض مرتبة عظيمة يسعى لها المؤمن ويجتهد في تحصيلها وقد ورد فيها فضل عظيم من أهمها أن التحلي بذلك سبب من أسباب دخول الجنة كما صح بذلك الخبر.
وإن سلامة الصدر لها فوائد ومزايا عظيمة وآثارا حسنة في الدنيا والآخرة من أعظمها حصول التحاب والتواد بين المسلمين ودفع العداوة والبغضاء بينهم وتقوية الأواصر والعلاقات الإنسانية والقضاء والتضييق على أسباب الفرقة والخلاف.
إن المتأمل اليوم في بعض علاقات المسلمين فيما بينهم يجد كثرة الجفاء والقطيعة ووقوع العداوة وغلبة سوء الظن في كثير من الأحوال والقضايا إلى غير ذلك من مظاهر الضعف والفتور في العلاقات الإجتماعية بين أفراد المجتمع المسلم.
إن هذه الحالة السيئة لها أسباب كثيرة وعوامل متنوعة في وجودها وقوتها واستمرارها. ومن أعظم هذه الأسباب مرض القلوب وعدم سلامتها وطهارتها من الأدران والأوساخ والعلل التي تؤثر عليها وتجعلها تؤجج نار الفتنة على أصحابها وتدفعهم إلى الجفاء والظلم والقطيعة.
إن القلب الذي يحمل الكبر والخيلاء يجعل صاحبه يتعالى على إخوانه المسلمين ويحتقرهم ويزدريهم ويتفاخر عليهم ولا يحفظ لهم حقا ولا كرامة ولا يسعى لخدمتهم ولا يتشرف بذلك لأنه يرى أنه أرفع قدرا منهم وأعلى منزلة مما يؤثر ذلك على جفائه لهم وبعده عنهم والترفع عن مخالطتهم وصحبتهم والعياذ بالله ولذلك ورد الوعيد عن الكبر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر) رواه مسلم.
إن القلب الذي يحمل الغل والحقد يجعل صاحبه يتشوف إلى العداوة وحفظ الإساءة الصادرة من إخوانه المسلمين ولو صغرت ويجعلها حبيسة صدره لا يتجاوز ولا يعفو عنها ولو طال الزمن فتؤثر في قلبه وفكره وتكون زادا للبغضاء مما يفضي به ذلك إلى الانتقام والقطيعة ممن أساء إليه ولو كان من أقرب الناس إليه وله محاسن كثيرة ووقعت منه هفوة في مسألة شخصية. ولذلك ورد الحث على العفو والصفح والتسامح. قال تعالى: (وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ).
إن القلب الذي يحمل سوء الظن يحمل صاحبه على إساءة الظن بإخوانه المسلمين وتصرفاتهم ومواقفهم لأدنى سبب وأقرب شبهة فتراه يفسر كثيرا من التقصير والفتور من الآخرين وانقطاعهم بأسوء الاحتمالات والظنون وإذا بلغته كلمة قالها شخص فيه فسرها بسوء القصد وعظمها وجعل لها خلفية وبنى عليها مواقف وقد تكون كلمة عابرة قالها أخوه على سبيل المزاح أو في سياق النصيحة وغير ذلك مما يدل على طهارته ولكن الشيطان يجعل هذا الشخص المبتلى بسوء الظن يسيء الظن بأخيه ويفسر كلامه بقصد ومعنى لم يخطر على باله ليفسد بينهما ويفرق بينهما. وكان الواجب عليه حين بلغه الكلام أن يتصل على المتكلم ويتبين منه الموقف الصحيح ويعالج الأمر بحكمة. وهذا السلوك له أثر سيء في وقوع كثرة المشاكل وحصول القطيعة بين المسلمين بل أكثر المشاكل ترجع إلى هذا السبب والله المستعان. ولذلك نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك: (إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث) متفق عليه.
إن القلب الذي يحمل كثرة الشك بلا داع ولا سبب صحيح يحمل صاحبه على الشك في تصرفات الآخرين ولو كان ظاهرها السلامة فإذا سلم عليه أحد أو زاره أو أسدى له معروفا أو اتصل به أو جمع الله بينهما على غير ميعاد شك في أمره وحدث نفسه ماذا يقصد هذا الشخص وماذا ينوي بي فعامله بحذر وحزم وقصر في خدمته وحاول التخلص منه بأسرع فرصة. وهذا السلوك له أثر سيء في ضعف العلاقات وسرعة انقضائها خاصة بين الأزواج. فالزوج الذي يكثر الشك في زوجته بلا ريبة ويسيء بها الظن ويضيق عليها الخناق ويتهمها بالفجور يفضي ذلك إلى تدهور علاقته بها وطلاقها. والزوجة التي تكثر الشك في زوجها وتتعقبه وتتابعه وتفتش أغراضه الخاصة يفضي هذا السلوك إلى فتور العلاقة بينهما أو هجران الزوج لها بالكلية أو الانفصال عنها.
إن من العادات والسلوكيات الخاطئة في مجتمعنا انتشار ثقافة الشك بين أفراد المجتمع في الصغير والكبير والوالد والولد والزوج والزوجة والرئيس والمرؤوس والمعلم والتلميذ وغيرهم مما يؤدي إلى انعدام الثقة والأمان في العلاقات الإجتماعية.
إن القلب الذي يحمل الحسد يجعل صاحبه ينظر إلى النعم التي أنعم الله بها على بعض عباده ويتشوف لها ويتمنى زوالها عنهم والحسد يؤجج نار الفتنة في قلبه ويجعله يتطلع إلى ما في أيدي الناس ويبغضهم ويكرههم لاعتقاد أنهم لا يستحقون هذا العطاء وأنه أحق منهم به وهذا يولد لديه سلوك الظلم والقطيعة والجفاء وإذا سألهم فأعطوه أحبهم وأثنى عليهم خيرا وإن منعوه أبغضهم وأثنى عليهم شرا فهو لا يتعامل معهم على أساس مقتضى الإخوة الإيمانية والقيام بحقوق المسلمين وإنما يتعامل معهم على أساس الدنيا والمنافع الشخصية والعياذ بالله. ولذلك فإن كثيرا من الناس يحسن ويصل ويكافئ الآخرين ما دام ينتفع بهم ويصيب من دنياهم وعطاياهم فإذا انقطع خيرهم وانتهت مصلحته منهم جفاهم ونساهم وتنكر لهم ولم يذكر جميلهم وهذا من ضعف اليقين بالله وربط الرزق بالخلق والتوكل على الأسباب الحسية. وقد روي في الأثر: (إن من ضعف اليقين أن ترضي الناس بسخط الله أو تذمهم على ما لم يؤتك الله). رواه البيهقي.
وبالعكس من ذلك كله فإن القلب إذا كان سليما من الغل والحقد متواضعا حسن الظن بالآخرين غير شكاك ولا يحسد أحدا على فضل ونعمة خصه الله به واثقا بالله معتمدا عليه غنيا بفضله راضيا يقدره هذا القلب يحمل صاحبه على بر المؤمنين والإحسان إليهم والصبر على أخطائهم وإحسان الظن بهم والتجاوز عن هفواتهم وزلاتهم والقناعة عما في أيديهم فهو يتعامل معهم بالشكر والإحسان والرحمة والتسامح والتواضع طاعة لله وتأسيا برسول الله صلى الله عليه وسلم يرجو ما عند الله من الثواب وحسن الخاتمة لا ينظر إلى حطام الدنيا وزخرفها الزائل.
د/خالد بن سعود البليهد
-------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-06-2013, 09:52 PM   #2865
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

الإمتحــــــان الأصعـــــــــب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. وبعد فقد خلق الله الخلق لعبادته وسخر لهم الدنيا وابتلاهم بالشر والخير قال تعالى: (وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ).

وإن ظروف الحياة صعبة في الغالب خاصة في هذا الزمن الذي طغت عليه الماديات والمظاهر وضياع الحقوق وضعف فيه التكافل الإجتماعي والروابط الأسرية. قال تعالى: (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ).
إن الإنسان حريص دائما على تحقيق أهدافه وإصلاح أحواله المادية والبحث عن حياة كريمة تكفل السعادة والأمان له ولأسرته. وربما بالغ في السعي واللهاث وراء زينة الدنيا ولو كانت حياته طيبة. والإنسان بطبعه يحب المال. قال تعالى: (وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ).
ولقد رغب الإسلام في أن يكون المرء حريصا على ما ينفعه يأكل من عمل يده يسعى في تحصيل رزقه يعتمد على نفسه ولا يكون عالة على الآخرين. والمؤمن القوي أحب إلى الله من المؤمن الضعيف. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير إحرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كان كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل فإن لو تفتح عمل الشيطان) رواه مسلم.
وإذا سعى الإنسان في ذلك فقد يتحقق له مراده ويحصل نجاحه ويعيش حياة هنيئة فإذا وجد ذلك فليحمد الله ولينسب الفضل لله وليعلم حق العلم أن هذا ابتلاء من الله وسع عليه في رزقه ووفقه في حياته الإجتماعية وجعله ناجحا في حياته الوظيفية ليرى أيشكر أم يكفر بالنعمة ، فليستعمل هذه النعمة في طاعة الله وليكن متواضعا وليحسن لقرابته وأصحابه وكل من صنع له معروفا أول مشواره وليسخر ماله في نصرة دينه ولا يعش عابثا همه الملذات كحياة البهائم معرضا عن طاعة ربه.
وكثير من الناس إذا أحسن الله إليه كفر بالنعمة وتكبر وجحد المعروف وتناسى الفقراء وصار مسرفا من إخوان الشياطين من الغافلين عن طاعة الله وذكره والله المستعان. قال تعالى: (إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا). وقال تعالى: (وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ ). وهذا امتحان صعب يبتلي الله من شاء من عباده. وهذا الغني الميسور معظما محسودا في نظر أهل الدنيا الكل يتمنى منزلته وهو في حقيقة الأمر مبتلى بفتنة عظيمة وقيامه بعبادة الشكر.
وهناك امتحان أصعب من الأول قل من الخلق من ينجح فيه ويحفظ دينه ويثبت على الطريق وهو أن يخفق المرء في ميدان من ميادين الحياة وتوصد في وجهه الأبواب ويتخلى عنه أقرب الناس إليه وتضيق عليه الأرض بما رحبت ويضيع جهده فإذا يئس من الفرج فتح له الشيطان بابا من الشر يتملك من خلاله الدنيا ويحصل على فرص العمل والوظيفة المرموقة والشهرة والجاه وغير ذلك فتأتيه العروض على أيدي جنود إبليس وسماسرة الباطل فحينها يكون امتحانه الأصعب هل يبقى على مبادئه ويصبر على شظف العيش أم يتخلى عن القيم وتعاليم دينه التي يؤمن بها لأجل عرض من الدنيا فيكون ممن باع دينه بعرض من الدنيا كحال باعوراء من بني إسرائيل قال تعالى في بيان حاله: (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ).
فهذا رجل سعى في التجارة فلم يفتح عليه وكانت الخسارة حليفته في كل مشروع فلما يئس عرض عليه العمل في تجارة الممنوعات بأرباح خيالية وجهد يسير. أو عرض عليه الغش والتدليس في سلع معينة أو التزوير في مشاريع وغير ذلك من العروض الشيطانية التي تضمن له الغنى بأقصر طريق.
وهذا موظف صغير في مرفق حيوي حساس حاول التفوق والنجاح فلم يتيسر له وثقلت عليه أعباء الأسرة مع قلة المرتب والحوافز فلما ضاقت عليه عرض عليه الرشاوى الكبيرة من قبل كبار المتنفذين أو المشاركة في سرقة الأموال العامة بنسبة من الفائدة من قبل بعض المدراء.
وهذه فتاة عفيفة من أسرة فقيرة اجتهدت وسهرت الليالي في الحصول على الشهادة فلما تخرجت بحثت عن وظيفة فلم تجدها ولم يتقدم لها الزوج الكفء وساءت ظروف أسرتها فلما أغلقت في وجهها الأبواب عرض عليها أهل الشهوات العمل في أماكن مشبوهة أو القيام بأنشطة محرمة أو العلاقة برجل لا تحل له مقابل أموال عظيمة وخدمات ميسرة.
وهذا رجل من أهل العلم أمضى عمره في تعلم الحق وتعليمه ونشر الدين وكان زاهدا في دنياه وصبر وضحى لأجل إعلاء كلمة الله فلما كثرت مسؤولياته وعظمت ديونه واحتاج للدنيا شق عليه ذلك ولم يجد مخرجا فحينها عرض عليه المشاركة في برامج مشبوهة أو الترويج لفتاوى باطلة أو العمل في مؤسسات محرمة أو نشر الرذيلة والسكوت عن الباطل مقابل امتيازات و أموال تصلح أحواله وتجعله من أهل اليسار.
وهذا رجل كان يحب زوجه ولكنه فشل في حياته الإجتماعية وحصل له انفصال عن زوجه وصار يعيش فراغا عاطفيا كبيرا فقد المودة والمحبة والألف والأنس وضاقت عليه نفسه وصار عنده اكتئاب وحزن على فقده وبذل جميع الوسائل ليرجع إلى حبه ولم يستطع إلى ذلك سبيلا وفي أثناء ذلك تحاول امرأة جميلة لها شأن أن تغريه وتوقعه في غرامها وتمارس معه الحب المحرم من غير مقابل يبذله إلا رضاه بالفاحشة والعلاقة الغير شرعية. والأمثلة على ذلك كثيرة.
يجب على من ابتلي بهذا الإمتحان الأصعب أن يصبر ويثبت على الحق ولو كان مرا ولا يغتر بزينة الدنيا وزخرفها الزائل الذي ينقضي عن قريب. قال تعالى في وصف الدنيا: (اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ).
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حذرنا فتنة الدنيا وشرورها فقال: (إن الدنيا حلوة خضرة وإن الله مستخلفكم فيها، فينظر كيف تعملون، فاتقوا الدنيا، واتقوا النساء). رواه مسلم. وفي الصحيحين: (أبشروا وأمّلوا ما يسركم، فوالله ما الفقر أخشى عليكم، ولكني أخشى أن تبسط الدنيا عليكم كما بسطت على من كان قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوا، فتهلككم كما أهلكتهم).
إن هدف المؤمن العظيم هو دخول الجنة والفوز بالنعيم المقيم فلا يليق بالمؤمن أن يستبدل النعيم الخالد بالنعيم الزائل. فشتان بين النعيمين. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار يوم القيامة، فيصبغ في النار صبغة، ثم يقال يا ابن آدم هل رأيت خيرا قط هل مر بك نعيم قط فيقول لا الله يا رب، ويؤتى بأشد الناس بؤسا في الدنيا من أهل الجنة، فيصبغ في الجنة، فيقال له: يا بن آدم هل رأيت بؤسا قط هل مر بك شدة قط فيقول: لا الله ما مر بي بؤس قط، ولا رأيت شدة قط) رواه مسلم.
إن رضاه بالمتعة المحرمة والحصول عليها يعقبها خزي في الدنيا وعذاب ونار في الآخرة. ناهيك عن زوال البركة والتوفيق في أهله وماله لأنه نبت على السحت. وفي جامع الترمذي: (لا يربو لحم نبت من سحت إلا كانت النار أولى به).
إن الله قدر عليه هذه الحال لحكمة يعلمها سبحانه وهي الأصلح لحاله. فإذا قام بعبادة الصبر واحتسب الأجر كان من أهل الجنة. وقد جاءت البشائر العظيمة في السنة للفقير الصابر وبين النبي صلى الله عليه وسلم أن أكثر أهل الجنة من الفقراء.
إن الله رضي لخليله وصفيه صلى الله عليه وسلم تلك الحال فجعله فقيرا متواضعا ولم يجعله ملكا جبارا. ورضيه لأوليائه الصالحين. وفي الحديث الذي أخرجه ابن حبان في صحيحه: (إذا أحب الله عبداً حماه الدنيا كما يظل أحدكم يحمي سقيمه الماء).
إن الذي يجعل المؤمن يخسر في هذا الإمتحان الأصعب هو نظره القاصر إلى حقيقة الدنيا وطول الأمل وغلبة الهوى وضعف البصيرة في وعد الله وثوابه الجزيل. أما من وفقه الله وعصمه يبصر حقيقة الدنيا ويستحضر مآله إلى الآخرة ورجوعه إلى الله كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر). رواه مسلم. وقال صلى الله عليه وسلم: (اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة). متفق عليه.
إن أعظم ما يحفظ المؤمن في هذا الإمتحان الأصعب هو قوة البصيرة وزيادة الإيمان. ومن المواقف الرائعة المشرفة التي نجح فيها المؤمن في الإمتحان الأصعب ماروته السنة الشريفة من موقف الصحابي الجليل كعب بن مالك رضي الله عنه حين هجره الرسول صلى الله عليه وسلم وتركه أهله وأحبابه وأظلمت عليه المدينة وأصابه اليأس وساءت سمعته عند المؤمنين في هذه اللحظة الحرجة والأزمة العصيبة يعرض عليه الكفار أن يلحق بهم ليكرموه ويرفعوا شأنه وتفتح له زهرة الحياة الدنيا فماذا صنع. قال كعب: ( قال فبينا أنا أمشي بسوق المدينة إذا نبطي من أنباط أهل الشام ممن قدم بالطعام يبيعه بالمدينة يقول من يدل على كعب بن مالك فطفق الناس يشيرون له حتى إذا جاءني دفع إلي كتابا من ملك غسان فإذا فيه أما بعد فإنه قد بلغني أن صاحبك قد جفاك ولم يجعلك الله بدار هوان ولا مضيعة فالحق بنا نواسك فقلت لما قرأتها وهذا أيضا من البلاء فتيممت بها التنور فسجرته بها). متفق عليه.

-------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-06-2013, 10:20 PM   #2866
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

غياب المظهر الإسلامي عند شباب المسلمين

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد فإن الشريعة جاءت يتمييز المسلم في مظهره وزيه وعاداته عمن سواه من الأمم. والمتأمل في سلوك بعض شبابنا اليوم يلحظ ظاهرة خطيرة ألا وهي غياب المظهر الإسلامي عندهم:
1- فتراهم قد حلقوا لحاهم وحفوا شواربهم وهذا مخالف لهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي أمر بتربية اللحى وتقصير الشوارب.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أحفوا الشوارب ، ووفروا اللحى ، خالفوا المشركين) متفق عليه . وفي صحيح مسلم ،
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (جزوا الشوارب ، وأرخوا اللحى خالفوا المجوس).

2- وتراهم قد تفننوا في قص الذقن والزلوف بأشكال متنوعة وموضات جديدة.

3- وتراهم قد أطالوا شعورهم على هيئة الاسترسال أو التجعيد على طريقة شعور النساء جريا وراء آخر الصرخات .
ولا شك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يربي شعره مجاراة لعرف قومه فمن أطال شعره بقصد التأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم ولم يخالف فعله ما اشتهر من عرف قومه وقوي على إكرام شعره ففعله حسن. أما هؤلاء الشباب فيربون شعورهم تقليدا للكفار ولا يعرفون بالطاعة ومخالفون للسنة ولهم مقاصد سيئة في ذلك. ولذلك أنكر بعض السلف تربية الشعر لما اشتهر فعله عند الفساق وصار زيا لهم.
وقال ابن عبد البر: ( صار أهل عصرنا لا يحبس الشعر منهم إلا الجند عندنا لهم الجمم والوفرات وأضرب عنها أهل الصلاح والستر والعلم حتى صار ذلك علامة من علاماتهم وصارت الجمم اليوم عندنا تكاد تكون علامة السفهاء).

4- وتراهم قد هجروا اللباس المعروف عند المسلمين و تفننوا في تتبع الأزياء الخاصة بالكفار في جميع الأوقات والأحوال حتى لو كان اللباس غير محتشم وخارج عن الآداب العامة ككشف بعض العورة أو إظهار شيء من الملابس الداخلية بصورة تنفر منها الطباع السليمة ويستحيي منها أهل المروءة. بل أصبح لدى بعضهم اهتمام شديد في لبس الماركات المشهورة وإنفاق الأموال الباهضة لإقتنائها حتى صاروا ينافسون البنات على ذلك. وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن لباس الكفار
كما في صحيح مسلم من حديث عبد الله بن عمرو (إن هذه من ثياب الكفار فلا تلبسهما).

5- وتراهم يتتبعون القصات الغريبة والتقليعات الشاذة التي تتجدد كل يوم وتدخل في حكم القزع والتشبه والشهرة التي نهى الشرع عنها.
6- وتراهم يتصرفون ويتخاطبون بطريقة غير المسلمين في كل شؤونهم يتفاخرون بذلك ويعدونه دليلا على التطور والرقي.
7- وتراهم يبالغون جدا في استعمال كريمات البشرة وأدوات الزينة والعطر الخاص بالنساء مع الملابس الرقيقة والمخصرة وهذا فيه تخنث وتشبه بالنساء
وقد لعن النبي صلى الله عليه وسلم المخنثين من الرجال كما في صحيح البخاري من حديث ابن عباس. وفي المسند عن أبي هريرة رضي الله عنه قال (لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم مخنثي الرجال الذين يتشبهون بالنساء، والمترجلات من النساء المتشبهين بالرجال).
وكل هذه المظاهر هي من التشبه بغير هدي المسلمين والإعجاب بحضارتهم والإنقياد وراء موضاتهم وثقافتهم الهشة. وقد نهت الشريعة عن ذلك
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من تشبه بقوم فهو منهم) رواه أبوداود.
إنه من المؤسف أن يتعلق الشاب ويقلد كثيرا من نجوم الفن الغربي من مغن وممثل ولاعب في الوقت الذي يهمل التأثر والتشبه بقدوتنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
إنه من المؤسف أن يتناسى الشاب عادات الآباء الحسنة التي توارثوها عن أجدادهم وانصبغت بآداب الإسلام وأقرها العلماء وعملوا بها.
إن الحفاظ على عادات المجتمع المسلم وأعرافه الطيبة من المصالح الكبرى التي أقرها الإسلام وتمسك بها المسلمون لأنها تميزهم عن غيرهم وتجعل لهم خصوصية وثقافة فهي من صميم حضارتهم وبتضييعها تذوب شخصية المسلم في خضم العولمة المتدفقة.
إنه يجب على الشاب أن يحافظ على مظهره الإسلامي ويتمسك بعادات قومه وزيهم الخاص بهم ولا يكون شاذا بينهم مخالفا لأعرافهم. ولذلك نهى الشرع عن لباس الشهرة كما ثبت في سنن أبي داود وغيره.
إن الأسرة والمؤسسات العلمية والتربوية يجب أن يكون لها حضور ودور كبير في تربية الشاب على احترام المظهر الإسلامي وتعزيز ثقته به والنفور عن المظهر الغربي.
إن تخلي الشاب المسلم عن مظهره الإسلامي دليل على رقة دينه وضعف شخصيته ونقص عقله وشدة تأثره بالإعلام الغربي.
إن الشاب الذي يترك مظهره الإسلامي ناقص الحياء لا يأبه لأحد ولا يحترم قومه وإذا فقد المرء الحياء صدر منه كل ما يستغرب
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فاصنع ما شئت) رواه البخاري. إنه يعيش صراعا في الداخل وأزمة ثقافية كبرى ليس لديه تصور واضح لهويته الإسلامية.
ولهذه الظاهرة أسباب كثيرة وعوامل مؤثرة فهي حرية بالدراسة والتحليل من قبل أهل الإختصاص.
أسأل الله أن يهدي شبابنا ويرزقهم التمسك بالمظهر الإسلامي واحترام عادات المجتمع المسلم والإعتزاز بدينهم والإتباع لهدي النبي صلى الله عليه وسلم ويجنبهم زي غير المسلمين.
----------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-06-2013, 10:59 PM   #2867
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

الحقـــــوق الستــــــة

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد
فإن هذا الدين عظيم قد ضمن حقوق المسلمين وأوصى بالإحسان إلى الناس وحث على فعل كل ما يؤلف بين القلوب ويدخل السرور إلى النفوس ويجبر الخواطر.
والمسلمون باعتبار الحقوق قسمان:
1- من تربطك بهم قرابة أو علاقة أو مصاهرة أو مشاركة في عمل كالوالدين والزوجة والأقارب والأصهار والجار وزميل العمل والصديق والصاحب في السفر ونحو ذلك فهؤلاء لهم حقوق خاصة متأكدة تزيد على غيرهم .
2- عموم المسلمين الذين لا تربطك بهم علاقة خاصة فهؤلاء لهم حقوق عامة قد دل الشرع عليها .
وقد دلت السنة الصحيحة على جملة من الحقوق العامة ، ومن أشهرها وآكدها الحقوق الستة وقد خصها النبي صلى الله عليه وسلم لعظمها وأهميتها وكثرة حاجة الناس إليها وكثرة مصالحها ،
فعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( حق المسلم على المسلم ست إذا لقيته فسلم عليه وإذا دعاك فأجبه وإذا استنصحك فانصحه وإذا عطس فحمد الله فشمته وإذا مرض فعده وإذا مات فاتبعه ) رواه مسلم. وهذا بيان لهذه الحقوق:
(1) إلقاء السلام:
يستحب للمسلم إلقاء السلام على من يعرف ومن لايعرف من المسلمين ويجب على من سلم عليه الرد بالمثل والزيادة أفضل قال تعالى (وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا ) قال الحسن البصري " السلام تطوع والرد فريضة" . وصيغة السلام المشروعة (السلام عليكم ورحمة الله وبركاته) فإن اقتصر على قوله السلام عليكم جاز والزيادة أفضل عن عمران بن حصين أن رجلاً جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم, فقال: السلام عليكم يا رسول الله فرد عليه ثم جلس فقال: «عشر», ثم جاء آخر فقال: السلام عليكم ورحمة الله يا رسول الله, فرد عليه ثم جلس, فقال: «عشرون», ثم جاء آخر فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, فرد عليه, ثم جلس فقال: «ثلاثون») رواه أبو داود والترمذي ، ولا تشرع الزيادة على ذلك وما روي في ذلك شاذ لا يصح ، ويجوز التحية بغير السلام بتحية لا محذور فيها ولا يداوم عليها ، ولا يجوز التحية بتحية الكفار، ولا يجوز السلام بإشارة العين أو اليد وهي تحية اليهود إلا إذا كان بعيدا فيشير بيده مع الكلام ،
والسنة أن يسلم الراكب على الماشي والقائم على القاعد والقليل على الكثير والصغير على الكبير ، ويسن السلام إذا دخل على قوم وتسن معه المصافحة عند اللقاء والمعانقة عند القدوم من السفر ولا يشرعا عند الفراق. ويسن أيضا السلام عند الخروج ، والسنة خفض الصوت بالسلام إذا دخل على قوم نيام. ولا يجوز للرجل مصافحة المرأة الأجنبية مطلقا ويجوز له إلقاء السلام على المرأة إذا أمنت الفتنة ولم يكن خلوة. ولا يجوز بدائة الكفار بالسلام فإن سلموا جاز الرد عليهم لقوله صلى الله عليه وسلم (لا تبدأوا اليهود والنصارى بالسلام، وإذا لقيتم أحدهم في طريق فاضطروه إلى أضيقه .( رواه مسلم.
(2) إجابة الدعوة:
يستحب للمسلم الإجابة إذا دعاه أخوه المسلم سواء كانت المناسبة عامة أو خاصة ويتأكد ذلك في وليمة العرس وقد أوجب ذلك بعض أهل العلم فيها وهو الصحيح أما غير العرس فيستحب ولا يجب
فعن ابن عمر مرفوعا ( أجيبوا هذه الدعوة إذا دعيتم إليها ) متفق عليه وعن أبي هريرة قال ( شر الطعام طعام الوليمة تدعى لها الأغنياء وتترك الفقراء , ومن لم يجب الدعوة فقد عصى الله ورسوله ) متفق عليه .وإذا دعاه اثنان أجاب الأسبق منهما ، والواجب هو الحضور في الدعوة أما الأكل فلا يجب
عن أبي هريرة قال : قال رسول الله ) صلى الله عليه وسلم إذا دعي أحدكم فليجب , فإن كان صائما فليصل , وإن كان مفطرا فليطعم ( رواه ومسلم . ولكن يستحب له مراعاة حال من دعاه إذا كان عدم الأكل يشق عليه أكل واحتسب الأجر وإذا كان يتفهم الحال ولا يحزن لذلك حضر ودعى له ثم انصرف وكان ابن عمر يحضر الوليمة من عرس وغيره وهو صائم . ويشترط لحضور الدعوة شروط :
1- أن تخلو الدعوة من المنكر .
2- أن لايكون مال الداعي حراما.
3- أن تكون دعوته خاصة أما إذا دعي دعوة عامة وهي الجفلى فلا يجب .
4- أن لا يكون عنده عذر يمنعه من الحضور كمرض وشغل وخوف على أهل أو مال.
5- ألا يكون في حضوره ضرر أو مشقة عليه لكون المكان خارج البلد أو يحتاج إلى سفر. وتجوز إجابة دعوة الكافر إذا كان في ذلك مصلحة.
(3) النصيحة:
يستحب للمسلم أن ينصح لإخوانه المسلمين عموما من غير طلب منهم
قال جرير بن عبد الله رضي الله عنه: (بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والنصح لكل مسلم) متفق عليه ، ويتأكد ذلك إذا طلب منه أحد المسلمين النصيحة ، والنصيحة هي إرادة الخير للمنصوح ، ونصحه للمسلم أن يصدقه القول ويكونا أمينا في رأيه ولو على حساب نفسه وقريبه ويحب الخير له كما يحبه لنفسه وهو دليل على كمال الإيمان
فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) متفق عليه ، والنصيحة عامة في كل شؤون الحياة في الولايات والأعمال والتجارات والمساكن والأمتعة والصداقات والعلاقات الإجتماعية وغير ذلك مما يعود على المسلم بالنفع ويحقق له المصلحة في دينه ودنياه ، ومن أعظم أنواع النصح للمسلم أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر وتبصيره في دينه وتحذيره من الشرور والفتن والحرص على هدايته ،
وللنصيحة آداب :
1- الإخلاص في النصيحة واحتساب الأجر من الله.
2- العلم بالأمر الذي ينصح فيه.
3- الرفق في نصيحة المنصوح. 4
- الإسرار في النصيحة وعدم التشهير بالمنصوح. ومما ينافي النصيحة الغش والخديعة والخيانة والغدر قد نهى الشرع عن ذلك وهي ليست من أخلاق الناصحين. ولا يشرع نصح الكافر قال الإمام أحمد " ليس على المسلم نصح الذمي وعليه نصح المسلم ".
(4) تشميت العاطس:
يستحب للمسلم أن يشمت أخاه إذا عطس فحمد لله روى البخاري
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( إذا عطس أحدكم فليقل الحمد لله، وليقل له أخوه يرحمكم الله، فإذا قال له يرحمك الله فليقل يهديكم الله ويصلح بالكم .( وإذا لم يحمد العاطس لم يشمته )
عن أنس بن مالك قال: عطس عند النبي صلى الله عليه وسلم رجلان فشمت أحدهما ولم يشمت الآخر، فقال الذي لم يشمته: عطس فلان فشمته، وعطست أنا فلم تشمتني. قال: إن هذا حمد الله، وإنك لم تحمد الله) متفق عليه . وينبغي أن ينبهه إلى العمل بالسنة ، وإذا عطس فوق ثلاث فلا يشمته
لما روى مالك في الموطإ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن عطس فشمته، ثم إن عطس فشمته، ثم إن عطس فشمته، ثم إن عطس فقل إنك مضنوك. قال عبد الله بن أبي بكر: لا أدري أبعد الثالثة أو الرابعة . ويكفي تشميت الواحد عن الجماعة كرد السلام ، ويشمت قارئ القرآن ولا يجوز التشميت أثناء استماع خطبة الجمعة و كذلك إذا كان الإنسان مشغولا بالصلاة ، ولا بأس بتشميت الرجل للمرأة والمرأة للرجل إذا أمنت الفتنة ، وإذا عطس الطفل الصغير دعى له بالبركة والصلاح، ونحو ذلك. ولو لم يحمد الله مثل: بارك الله فيك. ويشمت الكافر بالهداية والصلاح فقد ثبت : ( أنه كان اليهود يتعاطسون عند النبي صلى الله عليه وسلم رجاء أن يقول لهم يرحمكم الله، فكان يقول يهديكم الله ويصلح بالكم ( رواه أحمد . والسنة أن يضع العاطس يده أو ثوبه أو نحوه على فمه وأن يخفض صوته
لحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال { كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عطس وضع يده أو ثوبه على فيه وخفض أو غض بها صوته } رواه أبو داود والترمذي , وقال : حديث حسن صحيح .
(5) عيادة المريض:
يستحب للمسلم عيادة أخيه إذا مرض سواء كان مرضه خفيفا أو شديدا ، وقد ورد في السنة فضل عظيم للعيادة عن ثوبان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم ( أن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع قيل : يا رسول الله وما خرفة الجنة ؟ قال : جناها ) رواه مسلم، وليس هناك في الشرع وقت معين للعيادة ، وينبغي للعائد أن يتخير الوقت المناسب لزيارة المريض ويختلف ذلك بحسب اختلاف أحوال المرضى ، ولا يعود المريض وقت نومه وراحته وحاجته من أخذ دواء وطعام ، وإذا زاره جلس قليلا ولم يثقل على المريض إلا أن يكون يستأنس بمكثه ، ويسن له أن يدعو للمريض بما ورد ويقرأ عليه القرآن رجاء شفائه والتخفيف عنه ، وينبغي له أن يفسح له في الأجل ويعظم رجائه بالله روي في سنن ابن ماجه ( إذا دخلتم على المريض فنفسوا له في الأجل ; فإنه لا يرد من قضاء الله شيئا , وإنه يطيب نفس المريض ) ، وإذا كان المريض في سياق الموت سن تذكيره بالشهادة برفق من غير تعنيف حتى لا يجزع ولا ينفر لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ) لقنوا موتاكم لا إله إلا الله ( . رواه مسلم . ويذكره بالتوبة والخروج من المظالم والوصية. وتجوز عيادة الكافر إذا رجيت مصلحة تأليفه للإسلام.
(6) اتباع الجنازة:
يستحب للمسلم اتباع جنازة أخيه إذا مات والسنة أن لا ينصرف حتى تدفن ، وقد ورد فضل عظيم لذلك
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من شهد الجنازة حتى يصلى عليها فله قيراط ومن شهدها حتى تدفن فله قيراطان قيل وما القيراطان قال مثل الجبلين العظيمين )
وكان بن عمر يصلى عليها ثم ينصرف فلما بلغه حديث أبي هريرة قال لقد ضيعنا قراريط كثيرة .متفق عليه ، والمشي في إتباعها أفضل من الركوب إلا أن يكون هناك مشقة أو بعد
عن ابن عمر قال : ( رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر يمشون أمام الجنازة ) رواه الترمذي ،
والسنة للماشي أن يكون أمامها والراكب أن يكون خلفها ، ومن تقدم الجنازة إلى الصلاة أو المقبرة لم يحصل له فضيلة المتابعة ، والسنة الإسراع بالمشي بالجنازة وعدم التباطؤ بها
لأمر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك كما في الصحيحين ، ويكره رفع الصوت بالذكر والقراءة والدعاء في اتباع الجنازة والسنة خفض الصوت والسكينة وقد أنكر ابن عمر على رجل رفع صوته بالدعاء ، وَقَالَ قَيْسُ بْنُ عَبَّادٍ – من كبار التابعين- :" كَانُوا يَسْتَحِبُّونَ خَفْضَ الصَّوْتِ عِنْدَ الْجَنَائِزِ وَعِنْدَ الذِّكْرِ وَعِنْدَ الْقِتَالِ " ، ومن تبع الجنازة يكره له الجلوس قبل وضعها عن أعناق الرجال
لما أخرج الشيخان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ): إذا اتبعتم جنازة فلا تجلسوا حتى توضع) ، ويكره للنساء تشييع الجنائز لقول أم عطية رضي الله تعالى عنها نهينا عن اتباع الجنائز ولم يعزم علينا) متفق عليه. ولا يجوز تشييع جنازة الكافر كالصلاة عليه.
وبعض الناس مع حرصه على الخير والعبادة يخل كثيرا بالقيام بهذه الحقوق ولا يراعي الآداب العامة إما لجهله بفضلها وعظم أجرها أو تكاسلا عنها واللائق بالعبد أن يكون حريصا على ذلك مهتما بحقوق إخوانه المسلمين لا يفوت فرصة ولا يترك مناسبة فرح أو حزن إلا وكان له فيها حضور ولو عظم جاهه وكثرت مسؤلياته .
لما توفى النبي ( قال أبو بكر الصديق لعمر بن الخطاب - رضي اللَّه عنهما-: انطلقْ بنا نزْر أم أيمن، كما كان رسول اللَّه ( يزورها، فلما دخلا عليها بكت. فقالا : مايبكيك، فما عند اللَّه خير لرسوله؟ قالت: أَبْكِى أنّ وحْى السماء انقطع، فهيَّجتهما على البكاء، فجعلتْ تبكى ويبكيان معها) رواه مسلم.
ولاشك أن العناية بهذه الحقوق لها أثر عظيم في جمع الكلمة ونشر الألفة والمحبة وتقوية الأواصر الأخوية بين المسلمين قال رسول الله (لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولن تؤمنوا حتى تحابوا، أو لا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم ( رواه مسلم.
وقد كان مجتمعنا وآباؤنا حريصون كل الحرص على القيام بهذه الحقوق إلى وقت قريب وقد قل هذا الإهتمام عند كثير من شباب اليوم والله المستعان.
------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-06-2013, 11:18 PM   #2868
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

أزمة أخلاق في الأمة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وبعد
فإن الأخلاق الفاضلة والسجايا الحميدة من محاسن هذا الدين وقد بعث النبي صلى الله عليه وسلم ليتمم مكارم الأخلاق وقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بحسن الخلق فقال ( وخالق الناس بخلق حسن ) رواه الترمذي وقال الله عز وجل ( وقولوا للناس حسنا ).
إن الأخلاق الحسنة هو أعظم ما تعتز به الأمم وتمتاز عن غيرها ، والأخلاق تعكس ثقافة الأمة وحضارتها ، وبقدر ما تعلو أخلاق الأمة تعلو حضارتها وتلفت الأنظار لها ويتحير أعداؤها فيها ، وبقدر ما تنحط أخلاقها وتضيع قيمها تنحط حضارتها وتذهب هيبتها بين الأمم ، وكم سادت أمة ولو كانت كافرة وعلت على غيرها بتمسكها بمحاسن الأخلاق كالعدل وحفظ الحقوق وغيره ، وكم ذلت أمة ولو كانت مسلمة وضاعت وقهرت بتضييعها لتلكم الأخلاق .
إذا شاعت في المجتمع الأخلاق الحسنة من الصدق والأمانة والعدل والنصح أمن الناس وحفظت الحقوق وقويت أواصر المحبة بين أفراد المجتمع وقلت الرذيلة وزادت الفضيلة وقويت شوكة الإسلام ، وإذا شاعت الأخلاق السيئة من الكذب والخيانة والظلم والغش فسد المجتمع واختل الأمن وضاعت الحقوق وانتشرت القطيعة بين أفراد المجتمع وضعفت الشريعة في نفوس أهلها وانقلبت الموازين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (سيأتي على الناس سنوات خداعة؛ يصدق فيها الكاذب، ويكذب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن، ويخون فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة، قيل: ومن الرويبضة يا رسول الله؟! قال: الرجل التافه يتكلم في أمر العامة) رواه أحمد.
والمتأمل في أحوال أمة الإسلام يلحظا ضعفا شديدا في الجانب الأخلاقي وتظهر هذه الأزمة الأخلاقية في المبادين الآتية:
(1) محيط الأسرة: فالأولاد إلا ما شاء الله لا يحترمون أباهم ولا يقدرون أمهم وكثيرا ما يعصون أوامرهما ويصدر منهم العقوق من عدم الإستجابة لهما أو التأفف والتثاقل في ذلك وعدم خدمتهما في المنزل ، والولد يرى أباه أحوج ما يكون لأمر ما فيتخلى عنه ولا يقضي حاجته ، ومن المؤسف أن كثيرا من الأولاد سلبي يتنصل عن المسؤلية دائما لا يهمه إلا اللهو وقضاء شهواته من مطعم جيد وملبس حسن وسيارة وكماليات ، وأبر ألأولاد في هذا الزمان من يخدم أبويه إذا رجى منهما حصول مصلحة وتحقيق مطالبه كأنه يعاوض والديه والله المستعان ، وكذلك كثير من الفتيات هداهن الله لا يشاركن أمهاتهن في أعمال المنزل ويتثاقلن في برهن ويقضين الساعات الطويلة في مالا فائدة فيه .
(2) التعليم:من الملاحظ جفاء كثير من الطلاب للمعلمين وقلة إحترامهم حتى ذهبت هيبة المعلم لدى طلابه فالطالب يدخل الفصل بلا استئذان ويتحدث أثناء الدرس ويشاغب ويرفع صوته على المعلم ولا يكترث به بل ربما بلغ الأمر إلى منازعته والتعدي عليه ، ومما يؤسف له أن نظرة الطالب إلى المعلم في الغالب نظرة سيئة فيها استهزاء وتصيد للأخطاء والعيوب ، أما خارج المدرسة فالطالب لا يقيم وزنا للمعلم ألبتة ولا يظهر له أي احترام وتقدير ، وساهم في قلة احترام المعلم وهضم حقوقه عدم وجود نظام وقانون يحمي المعلم ويحفظ حقوقه.
(3) المناسبات الإجتماعية:فالصغار والأولاد لم يتربوا على تقدير الكبار في الولائم والمناسبات وتراهم يجلسون في مقدمة المجلس ويزاحمون الكبار ويتحدثون في كل موضوع ولو كان لا يناسبهم ويقاطعونهم في الحديث ولا يشاركون في خدمتهم وإذا قدم الطعام لم يحسنوا آداب الأكل وغير ذلك من مظاهر قلة الإحترام من ترك الإستئذان والسلام وتقديم الكبير ، ويلاحظ أن كثيرا من الأبناء لا يحسن استقبال الضيوف وإدارة الحوار معهم والسؤال عن أحوالهم وخدمتهم.
(4) الصحبة والصداقة: ومما يلاحظ أيضا أن كثيرا من الشباب والفتيات لا يحسن آداب الصحبة ولا يحترم حقوق الصداقة ويبني علاقاته في الغالب على مجرد المصالح المادية أو الشهرة ، وقل من الأصحاب من يحفظ الود والوفاء ويكافأ المعروف ناهيك عمن يستعمل الكذب والحسد ونكران الجميل ، ومن السلوكيات السيئة في هذا الباب أن يكون الصاحب ذا وجهين يأتي هؤلاء بوجه ويأتي هؤلاء بوجه ، وكثير من الأصحاب يحرص على صحبتك إذا أقبلت عليك الدنيا فإذا ذهبت عنك تنكرك وتناساك والله المستعان.
(5) العلاقة الزوجية:يلاحظ انتشار عادات سيئة وسلوكيات خاطئة في بعض البيوت بين الأزواج كأن يكون الرجل فظا غليظا مع زوجته كثير الشك والغيرة قاس في تصرفاته متسلط في قراراته لا يراعي رغبات المرأة واهتماماتها بخيلا مقترا على أهله سبابا بذيء اللسان داخل بيته فإن خرج ولقي الأصحاب هش وبش وتفرجت أسارير وجهه وبسط يده بالكرم ، وقد تكون المرأة سفيهة نكارة للمعروف كافرة للعشير تفسد المال وتذيع السر ولا تحفظ الود وتضيع الولد لا تحترم الزوج ولا تقيم له وزنا تهمل هيئتها ولباسها فإذا خرجت للنساء تزينت واعتنت بمظهرها ، وأسوأ خلقين في المرأة لا يحتملهما الرجل استكبار المرأة وسلاطة لسانها ، والحديث في هذا الباب يطول وذو شجون.
(6) بيئة العمل:ومما يلاحظ سوء خلق بعض العاملين فبعضهم يحمل الحقد على زميله لموقف شخصي تافه وينصب له العداوة بل ربما يحسده إذا رآه نجح في مشواره وتفوق ، ومن الأخلاقيات السيئة المنتشرة في هذا المجال تحديد التعامل مع الزملاء بناء على العنصريات والمحسوبيات وربما تجاوز الأمر إلى ظلم الزميل وعدم إعطائه حقه من الدرجة والمكافأة والحوافز وتقديم عليه من لا يساويه في القدرات والمؤهلات ، ولا يجوز ظلم أحد في مجال العمل ولو اختلف دينه أو مذهبه ، أما إذا ابتلي الإنسان في العمل بسفيه أحمق فينبغي له أن يداريه اتقاء لشره وهذا من حسن الخلق.
(7) الأسواق: بعض التجار هداهم الله لا يشكر الله فيما أنعم عليه من المال فتراه يكذب في وصف سلعته ويروجها بالأيمان الكاذبة ويغش المشتري ويسوم ويبيع على أخيه التاجر حسدا منه ولا يلتزم بشروط البيع من الضمان وغيره ويغلب عليه الجشع والبخل في تعامله مع الآخرين ، وقل من التجار من يراعي حدود الله في تجارته ويتحرى الإحسان إلى الخلق من إنظار المعسر وإقالة المشتري والنصح للناس والصدق في التعامل ، وقد كثر الغش في زماننا وقلت الأمانة ، ومن الأخلاقيات السيئة المخلة بالأدب دخول بعض النساء السوق وهن متبرجات في كامل زينتهن بلباس يفتن الشباب عن دينهم وهذا يدل على نقص الدين وقلة العقل والمرؤة وفي المقابل قيام بعض الشباب الضائع بسلوكيات منافية للشرع والأدب من تحرش بالنساء ومعاكستهن والخروج بزي الفساق من كشف للعورات وإطالة الشعر كالنساء والتشبه بالكفار وخروج عن المألوف وكل ذلك ناشئ عن فقد الحياء ، ومن الجرائم الأخلاقية في الأسواق والمطاعم نشر البلوتوثات الإباحية وفضائح الناس .
(8) الإعلام: بعض العاملين في مجال الإعلام يفتقدون أخلاقيات هذه المهنة الخطيرة من الشفافية والوضوح والصدق والأمانة في نقل الأخبار وتحقيق الأهداف السامية من توعية المتلقي ونشر الثقافة الإسلامية والعربية وتوضيح الحقائق وعرض الأحداث عرضا مطابقا للواقع دون تدخل فيه ، ومن المؤسف أن تكون الإثارة هدفا في العمل الإعلامي ولو كان المحتوى تافها ، ونتيجة لهذه التجاوزات صار المتلقي العربي فاقد الثقة والمصداقية في كثير من الإعلام العربي بل أصبح كثير من الناس يثق بالإعلام الغربي أكثر من إعلام بلده ، ومن السلوكيات الخاطئة في إعلامنا عدم إعطاء المشاهد الحرية في إبداء رأيه في حدود الشرع بل كثير من برامجنا مسيسة قبل تنفيذها ، ومن المنكرات العظيمة في بعض إعلامنا العربي التهجم على مقدساتنا وشعائرنا وعلمائنا .
(9) الإحتساب والدعوة إلى الله:ومما يلاحظ في هذا المجال عند بعض العاملين الشدة والغلظة في بعض التصرفات وعدم مراعاة آداب التعامل مع المخالف لا سيما في الفروع ، والتقصير الظاهر في جانب الأخلاق ، ومن السلوكيات السيئة الطعن في الولاة والغمز في العلماء ، وهناك خلق سيئ يبتلى به بعض الطلبة المبتدئين والمتوسطين وهو التعالم والشذوذ في الرأي ومخالفة المشهور عند العلماء, ومن السلوكيات المنكرة التعصب لطائفة أو شيخ أو مذهب على حساب الحق من الكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة , وهناك ظاهرة خطيرة بدأت تنتشر في أيامنا هذه وهى دخول المال والمصالح الخاصة والمنافع في شؤون الدعوة وأصبح تحصيل المال والمبالغة في جمع الدنيا مطلب مهم لبعض الدعاة في العمل الخيري والدعوى, وهذا يؤذن بشر عظيم على الدعوة وأهلها , وجميع هذه الأخلاقيات والسلوكيات الخاطئة ناشئة عن ضعف في الأدب الشرعي والله المستعان.
(10) السياحة والتنزه:تنتشر سلوكيات وأخلاق سيئة عند بعض المسلمين هداهم الله في المتنزهات والبرامج السياحية تشتمل على إلحاق الضرر بالغير وإيذاءه والإطلاع على خصوصيته ومن ذلك مضايقة الشباب للأسر المسلمة والجلوس بقربها والنظر إليها ومن ذلك تصوير الغير بلا إذنهم ، ومن أخلاق السفهاء إزعاج السائحين برفع الصوت والموسيقى , ومن قلة الحياء رقص الشباب وقيامهم بحركات ساقطة في الأماكن العامة , ومن قلة الأدب قضاء الحاجة في المتنزهات والحدائق .
(11) وسائل الإتصالات :بعض الناس يسيء إستخدام وسائل الإتصال ويستعملها في أمور سيئة ومقاصد خبيثة تؤذى المسلمين وتنغص عيشهم وتفسد فيما بينهم كاستخدام الهاتف في معاكسة البنات وإيذاء البيوت العفيفة , واستخدام الإنترنت في إشاعة الخلاعة والإباحية , واستخدام الحفلات الشعرية والشريط في إثارة النعرات الجاهلية والحمية القبلية , ومن السلوكيات الخبيثة التي تدل على قلة الورع وانحراف الدين بث الفكر التكفيري والغلو والتحريض والفرقة من خلال برامج الإنترنت بأسماء مستعارة وشخصيات وهمية.
(12) الطب:بعض الأطباء هداهم الله لا يحترم مهنة الطب ولا يلتزم بأخلاقيات الطبيب المسلم فتراه متكبرا على غيره ينظر إلى المريض نظرة دونية فيها ازدراء ولا يعطى المريض الإهتمام والإحترام اللائق به ولا يعطيه فرصة كافية لبث شكواه ، بل ربما قصر في الكشوفات والتشخيص للمرض , ومن الأخطاء الأخلاقية الطبية التعجل في إصدار الرأي وتحديد المرض والوصية بالعملية الجراحية والإستهانة برأي غيره من الأطباء مما افقد الكثيرين الثقة في الطبيب المسلم في الوقت الذي يمتاز فيه كثير من أطباء الكفار بالدقة والأمانة واحترام المريض والتأني في إصدار الرأي الطبي ، ولا شك أن صدور تلكم السلوكيات الخاطئة كان سببها ضعف الجانب الأخلاقي لدى الطبيب المسلم.
أسباب الأزمة الأخلاقية :
• ضعف التدين في نفوس المسلمين .
• التصور الخاطئ لشرائع الإسلام و أحكامه وروحه.
• غياب القدوة الصالحة في كثير من المجالات .
• طغيان الجانب المادي و الإهتمامات الدنيوية في العلاقات والأعمال .
• قلة البرامج التوعوية والأنشطة التي تعنى بالجانب الأخلاقي.
• قلة التربية الخلقية في مناهج التعليم على كافة المستويات .
• عدم سن أنظمة وقوانين تحافظ على المبادئ والقيم الأخلاقية العامة وتوقع العقوبات المناسبة على مرتكبي الجرائم الأخلاقية المتجددة .
ولا شك أن هذه الأمة كالغيث لا ينقطع خيرها وفيها خير كثير، ولا ينبغي لأحد أن يحكم على الأمة جمعاء بفقدها الخلق الحسن أو الفساد أو نحو ذلك من الأحكام الجائرة التي تشعر باليأس والإحباط والقنوط , وليس هذا سبيل المؤمن المتبصر في دينه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا قال الرجل هلك الناس فهو أهلكهم ) رواه مسلم. وإنما المؤمن ينبه على الأخطاء ويعالجها ويحسن الظن بربه ولا يقطع الرجاء به , و يتفاءل في نظراته والمقصود هنا هو لفت النظر إلى هذه الظاهرة السيئة ( أزمة الأخلاق) والله من وراء القصد وصلى الله وسلم على نبينا محمد واله وصحبه أجمعين .
--------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-06-2013, 11:36 PM   #2869
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

نصيحتي لطالب العلم المميز

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
إلى طالب العلم الذي أتقن كثيرا من المسائل واستظهر الأدلة ولازم أهل العلم وبرز على الأقران وظهر فضله للعيان وأوشك أن ينضج علمه ويقطف ثمرة العلم.
إليك أتوجه بهذه النصائح والوصايا من القلب عل أن تجد منك قلبا زكيا وأذنا صاغية وتنتفع بها فأقول:
1- بداية ما شاء الله تبارك الله على ما آتاك الله من فضله فاشكر الله على هذه النعمة ولا تكفرها واسأل الله أن يجعل مانلته معينا لك على الخير ونشر العلم وتبصير الأمة.
2- عليك بالإخلاص واجتهد في تحقيق النصيحة.
3- اجعل نصب عينك الجنة ورضا الله وحده دون ما سواه.
4- اجعل غرضك من العلم رفع الجهل عن نفسك وعن الأمة ولا يكن غرضك الانتصار لمذهب أو طريقة أو شيخ متعصبا له ولو في سبيل الباطل فإن فعلت بطل سعيك وكان العلم نقمة عليك.
5- لا تنظر أبدا للصيت والمنصب ولا تغتر ببريق الشهرة فكم أهلكت عالما وأفسدت ناسكا.
6- لا تكترث أبدا بمدحك ولا ذمك من الخلق وعليك بتحقيق الزهد في باب المدح والثناء.
7- تعامل مع الله بصدق وعزيمة وهمة وأبشر بكل خير فإن الصدق يبارك العلم ويثبته.
8- ليكن لك سمت أهل العلم من الوقار والخشية والورع يميزك عن غيرك وتحل بالفضائل والأخلاق الحسنة.
9- إياك والعجب بحفظك واستحضارك للأدلة فيحملك ذلك على الترفع على من سبقك في العلم فكم من شاب هلك وفشل علمه وذهبت بركته لما وقع ذلك في قلبه. وتذكر أن لهم فضلا وجميلا في عنقك فلا تنس فضلهم ولا تجحد معروفهم.
10- داوم على مذاكرة العلم والمسائل وسؤال العلماء فإن العلم ذكر لا يثبت إلا بترداده وربما سمعت فائدة ونكتة قد خفيت عليك. وأعظم ما يعين على ذلك صاحب ذو همة تذاكره وتختلف عليه.
11- احرص على العمل بعلمك ومطابقة أفعالك أقوالك حسب الطاقة وإن بدر منك تقصير فبادر بالتوبة والإنابة ولا تجاهر بالمعاصي وابك على خطيئتك وداوم على الفرائض والنوافل وكن متبعا للشرع في الظاهر والباطن.
12- إلزم جادة العلماء في مسائل العلم والفتوى ولا تغرب وتذهب إلى شذوذات المسائل وتفتي بالغرائب لتعرف بين الناس وتثير الجدل حولك فإن من ابتلي بذلك ذهبت مروءته وفسد دينه وتركه الناس ولم يركنوا لرأيه.
13- إياك والتصدر لكبار المسائل ودعها للأئمة لتبرأ عهدتك ويسلم دينك ولا تسارع في الدخول في الفتن وحاول أن تدفع ذلك عنك دفعا شديدا والمعافى من عافاه الله حتى يصلب عودك في العلم وتكون إماما في العلم يصدر الناس عن رأيك وتبتلى بالسؤال فإذا وقع ذلك فاستعن بالله وتحر الصواب وتكلم باجتهادك ولا تجبن.
14-اعلم أن عين الحكمة والرأي الصواب ليس في تشقيق المسائل وكثرة الكلام كعادة أهل زماننا وإنما يكون في صدق النية وتحري الحق وتوفيق الرب والتأمل في الدليل الشرعي وكلام الأئمة ولو كان كلمات يسيرة فلا تغتر بكثرة الكلام وعليك بالزبد وإعمال الفهم واسأل الله التسديد والإصابة.
15- تجنب الجدل في النقاشات العلمية وإياك والدخول في الردود والمناظرات فإن ذلك يشغلك عن كثير من العلم ويشعب قلبك وما ابتلي امرؤ بالجدل إلا وفتح عليه باب من الشر وفاته كثير من الخير.
16- ليكن لسانك ورعا عن الخوض في أعراض المسلمين ولو كانوا من المخالفين وإياك وتجريح الولاة والعلماء فإن من استخف بالكبار عرض نفسه للمهانة وذهب دينه.
17- شاور من تثق به من ذوي الحكمة والتجربة في كل خطوة تخطوها.
18- تأن وتريث في كل قرار مصيري في مجال العلم والدعوة ولا تعجل وتستبد برأيك فإن من استأثر برأيه ولم يشاور أهل الفضل وقع في المصائب والعجائب.
19- وطن نفسك على حصول الأذى والضرر من عدوك ومن أقرانك ومن الجهال فإن ابتليت فالزم الصبر ولا تشك حالك للخلق ولا يحملك ذلك على التقاعس وترك العلم والدعوة فإن من بذل نفسه للخلق وجاهد في ذات الله بعلمه وقلمه لا بد أن يبتلى ويمحص.
20- اعلم أن الله اصطفاك وميزك وجعلك من ورثة النبي صلى الله عليه وسلم وحملت أمانة عجز عن حملها كثير من الرجال فحافظ عليها ولا تضيعها وتخلق بأخلاق العلم وكن مزكيا للعلم ولا تبخل به ولا تطلب به عرضا من الدنيا ولا تضيع نفسك بهجرك العلم وإقبالك على الراحة وملذات الدنيا.
21- إلزم سنة النبي صلى الله عليه وسلم واحرص على إتباع السلف في كل صغير وكبير وحافظ على المنهج الوارد في الوحيين وتكلم بخطاب الشرع ولا تدخل في الرأي والفكر ولا تغتر بأطروحات أهل العصر وتفتتن بلغة الغرب فإن من دخل في هذا الباب التبس علمه بالشبه وهجر الخطاب الشرعي وأخطأ الطريق. فلا تكونن كبني إسرائيل الذين استبدلوا المن والسلوى بأدنى الطعام.
أيها الطالب المبرز الموفق كم أنا فرح ومغتبط بك فاستعن بالله ولا تكسل ولا تفتر همتك فإن الطريق طويل والصوارف كثيرة والموعد الجنة.
اسأل الله أن يفتح عليك من المعارف وأسرار الشريعة.
ويحفظك من كل سوء.
ويقيك شر كل عدو وحاسد.
ويثبتك على الحق وجادة العلماء الربانيين.
ويجعلك هاديا مهديا مباركا أينما كنت ناصرا للسنة وقامعا للبدعة ذابا عن حياض الإسلام وأهله.
محبك د/خالد بن سعود البليهد
-------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-06-2013, 11:49 PM   #2870
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

مــــن أجمــــل الجمـــــل

إذا لم تعلم أين تذهب فكل الطرق تفي بالغرض.
عندما تحب عدوك يحس بتفاهته.
الكلام اللين يغلب الحق البين.
الابتسامة كلمة معروفه من غير حروف.
لا تطعن في ذوق زوجتك فقد اختارتك أولا.
كن صديقاً ولا تطمع أن يكون لك صديق.
اللسان الطويل دلالة على اليد القصيرة.
لا تجادل الأحمق فقد يخطئ الناس في التفريق بينكما.
شق طريقك بابتسامتك خير لك من أن تشقها بسيفك.
من أطاع الواشي ضيَع الصديق.
لا تستحِ من إعطاء القليل فإن الحرمان اقل منه.
إذا هممت فبادر
وإذا عزمت فثابر وأعلم أنه لايدرك المفاخر من رضي بالصف الآخر.
من لم يشرب من بحر التجربة مات فى صحراء الجهل عطشا.
-------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 6 ( الأعضاء 0 والزوار 6)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع : كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
] ! .: ! [ من آجــل القمـــــــة][[ الوآصل المنتدى الرياضي 6 10-12-2009 01:49 AM
اســـــــرار القلــــب..! الســرف المنتدى العام 22 29-09-2008 01:03 AM
جـــل مـــــــن لا يـــــخــــطـــــىء امـــير زهران منتدى الحوار 4 02-09-2008 03:05 PM
المحـــــــــــــا فـــظــة على القمـــــــة رياح نجد المنتدى العام 19 15-08-2008 01:10 PM
((هل يبكـــــي القلــــب؟؟)) !!! البرنسيسة المنتدى العام 13 17-08-2007 11:04 PM


الساعة الآن 11:03 PM.


Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع ما يطرح في المنتديات من مواضيع وردود تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة
Copyright © 2006-2016 Zahran.org - All rights reserved